المزيد

    ذات صلة

    الأكثر مشاهدة

    صنعاء تحيل 725 متهماً في “قضايا فساد” أضرت بالخزينة العامة بأكثر من 4.8 مليار ريال

    أعلنت الهيئة الوطنية العليا لمكافحة الفساد في اليمن، اليوم،...

    قائد الثورة يشيد بوحدة مرور الطرق: نموذج إنساني وخدمي يجسّد روح المسؤولية

    أشاد قائد الثورة، السيد عبدالملك الحوثي، بالدور الخدمي والإنساني...

    في كُـلّ ساعة حملة إعلامية منظمة ضد اليمن.. لماذا؟

    لماذا تتكاثر حملات التشويه ضد اليمن؟ سؤال يفرض نفسه اليوم أكثر من أي وقت مضى، والإجَابَة عليه تتطلب نظرة فاحصة وتأملًا عميقا في مسار الأحداث.

    بالنظر إلى موقع اليمن حَـاليًّا في المعادلة الإقليمية بعد أن أصبح رقمًا صعبًا وفاعلًا حقيقيًّا في معركة الأُمَّــة ضد محور الاستكبار.. فمن الطبيعي أن يلجأ العدوّ الصهيوني بآلاته الإعلامية الخَاصَّة به وماكينات أبواقه في الإعلام العربي إلى توجيه البوصلة نحو “اليمن” الحلقة المفاجئة التي أربكت حساباته وعقدت شفرة تحقيق طموحاته بعد عجزه عن كسر غزة وأهلها ومقاومتها، وفشله في إسكات صوت المقاومة الذي دوّى معها على طول عامين من الصمود والثبات في معركة طوفان الأقصى.

    بشكل أوضح فإن اليمن اليوم هو قلب المعادلة.. وقد شكل حضوره في البحار العربية نقطة فاصلة قلبت الموازين أمام أعدائه رأسًا على عقب، وكثيرة هي المتغيرات التي طرأت بعد هذا الحضور الكبير، بدءا من إرباك خطوط الملاحة أمام العدوّ الإسرائيلي، مُرورًا بضرب اقتصاده، وليس انتهاء بفرض معادلات جديدة على المستويين العسكري والسياسي. وبلا شك فإن لهذه المتغيرات الكبيرة الواضحة نتائج كبيرة، ولعل أبرزها فشل تجاربه واستراتيجياته في الميدان العسكري، الأمر الذي حتم عليه اللجوء إلى الميدان الإعلامي لشن حرب ناعمة طويلة الأمد هدفها التشويه والتفكيك وزرع الفتن وتهيئة الساحة اليمنية للضرب بسهولة بعد أن كانت عصية على التفكك والانكسار.

    إذن الهدف واضح: تشويه صورة اليمن التي صدرها للعالم خلال معركة إسناد غزة، وتقديمه للعالم كبلد تابع لطرف خارجي بغية عزله عن محيطه العربي والإسلامي، وتخويف الشعوب الأُخرى من النموذج اليمني الذي صمد وانتصر رغم العدوان والحصار.. وفي هذا الإطار يتحدث الإعلام المتصهين يوميًّا عن صراعات داخلية أَو خلافات قيادية، وهي بطبيعة الحال شائعات مفضوحة وادِّعاءات واهية هدفها ضرب الثقة بين الشعب والقيادة.

    وأمام هذا كله يجدر بالإعلام اليمني ترسيخ هذه الحقائق جيِّدًا في إطار معركة الوعي التي يخوضها اليوم، فالعدوّ يزرع الفتن بعناية، ويصنع رموزًا بديلة، ويلمع وجوهًا يسميها “محايدة” تعمل لصالحه بشكل غير مباشر لإرباك الوعي العام وتفكيك الجبهة الداخلية، لكن اليمني بفطرته لا ينخدع بسهولة، خَاصَّة بعد عشر سنوات من الحرب الضروس والتجارب القاسية التي كشفت كُـلّ الأقنعة التي تخفّت خلف الأساليب السالف ذكرها.

    وعلى كُـلّ فلا غرابة أن تتجه ريح الهجمة الإعلامية الصهيونية العاتية نحو اليمن، ذلك أن كيان الاحتلال الإسرائيلي حوصر بهذا الشكل بحريًّا لأول مرة منذ أربعينيات القرن الماضي، وأصابته صواريخ ومسيرات قدمت من مسافة 2000 كيلومتر، من قبل بلد عربي كان يراه أسفل القائمة، أَو لعله لم يكن يراه، وهذا النجاح كافٍ لصناعة وعي عربي جمعي يخشى الكيان تجذره في أوساط الشعوب العربية..

    في النهاية، يجب النظر بمسؤولية تامة بحتمية المواجهة في هذا المضمار بخطط استباقية مدروسة تستفيد من استراتيجيات المعركة العسكرية لرسم الرواية الحقيقية، على أن يكون عامل التخطيط والمبادرة فيها على رأس أولويات المواجهة بدلا من انتظار استهداف الإعلام المعادي الوعيَ الجمعي العربي والغرق في المحاولات اليائسة للرد عليه.

    ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

    عبدالخالق دعبوش

    spot_imgspot_img