المزيد

    ذات صلة

    الأكثر مشاهدة

    صنعاء تحيل 725 متهماً في “قضايا فساد” أضرت بالخزينة العامة بأكثر من 4.8 مليار ريال

    أعلنت الهيئة الوطنية العليا لمكافحة الفساد في اليمن، اليوم،...

    قائد الثورة يشيد بوحدة مرور الطرق: نموذج إنساني وخدمي يجسّد روح المسؤولية

    أشاد قائد الثورة، السيد عبدالملك الحوثي، بالدور الخدمي والإنساني...

    من خُدّام الحرمين إلى خدّام العهر والفجور

    لم تعد المملكة التي كانت تُوصَفُ يومًا بِخَدَّامِ الحرمين تعرف طريقها إلى الحياء؛ فقد تحوَّلت بفضل “عبقرية” بن سلمان إلى ساحة من صخب الراقصات ومهرجانات العري، بينما الحجاج يُذَلُّون على أبواب الحرم وكأنهم دخلاء لا ضيوف الرحمن.

    والمفارقة الساخرة أن نفس الأرض التي كانت تهتز بالتكبير صارت تهتز بإيقاع الموسيقى الصاخبة والرقص المبتذل، تفتح القصور أمام العاهرات وتغلق أبواب الرحمة في وجه المعتمرين والمصلين، وتبسط الحفاوة لشذاذ الآفاق وتضيق على من قصدوا وجه الله.

    ورأيت مشهدًا لجنود في باحة الحرام وهم يدفعون ويعتدون على الحجاج ويصرخون في وجوه النساء..

    يختلف كَثيرًا عن مشهد رجال الأمن وهم يبتسمون لراقصة تهبط من طائرة خَاصَّة..

    الفرق فقط أن الأولى ضيفة الرحمن والثانية ضيفة السلطان.

    أما الذين يبرّرون هذه الأفعال ويسمونها انفتاحا -وهي في حقيقتها انكشافٌ، انكشاف الأخلاق والهُوية والهيبة- فقد صار المال سيد الموقف، وصار الولاء للصهاينة معيارًا للتقدم، وصار الدين مُجَـرّد شعار على بوابة المهرجانات.

    إنها مملكة قلبت المعادلات، فبدل أن تخدم الحرمين صارت تخدم الشهوات، وبدلًا عن أن تحرس حدود العقيدة وتحافظ على الدين والهوية، صارت تحرس حدود الملاهي.

    لا عجب، فحين يُرَبَّى الجيل على يد بن سلمان تكون النتيجة جيلًا بلا روح ودولة بلا ضمير.

    ويبقى السؤال الأكثر مرارة: هل ما زال في الحجاز مكان لمكة والمدينة، أم إنهما صارتا مُجَـرّد ديكور في مسرح كبير اسمه مملكة الترفيه والخنوع؟

    ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

    جميل المقرمي

    spot_imgspot_img