آلاف الخيام غرقت اليوم في قطاع غزة، تاركة أهلها ينامون بلا مأوى وسط البرد والمطر والصقيع.. آلاف العائلات بلا مأوى، وأطفال يبكون، ونساء حوامل يرتجفن، بينما العالم يشاهد، وبعض العلماء والمؤسّسات يكتفون ببيانات رسمية ومؤتمرات فاخرة.
الفضائح المالية المتعلقة بالمساعدات، والتي قيل إنها جُمعت للقدس، تكشف حجم النهب والفساد.
من سرق القدس باسم القدس لا يُؤتمن على غزة، حتى ولو ذرف الدموع من فوق المنابر.
غزة لم تنتظر سطورًا مكتوبة، بل كانت تحتاج إلى وقفات حقيقية، أصوات تحَرّك الشارع، ضغط على الحكومات والأنظمة، وتحَرّك عاجل على الأرض.
المعابر مغلقة، المساعدات متكدسة، المعدات الطبية محظورة، الكرفانات ممنوعة، البطانيات محظورة، وكسوة الشتاء ممنوعة.
في الوقت نفسه، يتفرج الجمهور ويبحث عن حلول وهمية.
المطلوب الآن حالة طوارئ حقيقية، تحَرّك جماعي وفردي، ضغط مُستمرّ على الحكومات والأنظمة لفتح المعابر وإدخَال المساعدات الأَسَاسية لشعب غزة.
صرخة السيدة مريم أصليح، الحامل في شهرها الأخير، بعد أن غرقت خيمتها مع أطفالها، تعكس حجم المأساة الإنسانية: “جسمي وجسم جنيني وأطفالي يرتجفون من البرد”.
هذه ليست مُجَـرّد كلمات، بل صرخة ألم تتطلب تحَرّكا عاجلًا دون تردّد.
الحرب لم تنته، والمعاناة مُستمرّة، وشتاء غزة بدأ للتو.
كُـلّ تأخير في الاستجابة يعني حياة أطفال بلا مأوى، ونساء بلا حماية، وكبار سن في خطر.
على العالم أن يستيقظ، وعلى الأفراد والجماعات أن يحملوا جزءًا من المسؤولية، وأن يجعلوا التضامن مع غزة واجبًا ملموسًا، لا مُجَـرّد كلمات على منصات التواصل.
غزة بحاجة الآن، وليس غدًا، إلى تدخل عاجل، إلى كرفانات، ومياه نظيفة، وبطانيات، وفتح المعابر.
الفعل الآن هو الفارق بين حياة وموت، وبين صمود وانهيار آلاف العائلات التي تعيش تحت رحمة المطر والبرد والخيانة.
