المشهد اليمني الأول| الكويت

عقدت اليوم دولة الكويت الشقيقة جلسة عامة مشتركة بين الوفد الوطني ووفد الرياض بحضور الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ومبعوثه الخاص إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ احمد.

وفي الجلسة أكد الأمين العام للأمم المتحدة أن موقف المجتمع الدولي واضح وهو أن النزاع يجب أن يتوقف ويجب أن تعود اليمن إلي مسار الانتقال السياسي.

وقال ” شجعني التزام الوفدين بالمشاورات خلال الأسابيع الماضية المستمرة إلى هذا الشهر الفضيل بهدف الوصول إلى حل سلمي لكن الوقت ليس في جانب الشعب اليمني كل يوم يمر والصراع ما زال قائما يزيد من معاناتهم وكل ما طال أمد النزاع، طال الوقت الذي تحتاجه اليمن للتعافي”.

وأشار إلى أن هناك نقصا حادا في المواد الغذائية والاقتصاد في وضع خطر وبينما يستمر سير اتفاق وقف الأعمال القتالية، تخلله عدة انتهاكات نجم عنها ضحايا من المدنيين وأدى إلى تفاقم معاناتهم وهذه المعاناة شملت الأطفال أيضا .. وقال” إن هذا الوضع المقلق يبرهن لكم وللوفدين المشاركين في المشاورات أن أمامكم مسئولية كبيرة”.

وحث الأمين العام للأمم المتحدة، الوفدين على تجنب تأزيم الوضع والعمل بمسؤولية ومرونة من اجل الوصول إلى حل شامل ينهي النزاع .. وقال” اليمن بلد في غاية الجمال ولديه موارد طبيعية كثيرة والشعب اليمني لديه نبل وحضارة قديمة، ولهذا أحثكم على العمل الدؤوب من اجل إنهاء العنف ومعالجة مسببات النزاع والعمل معا من أجل بناء مستقبل أفضل لكل اليمنيين”.

كما طالب الوفدين بالعمل بجدية مع المبعوث الخاص إلى اليمن من أجل إقرار خارطة طريق للمبادئ وكذا الالتزام بوقف الأعمال القتالية من أجل ترجمة التقدم المحرز حتى اليوم وأن يتوصلوا بأسرع وقت ممكن إلى حل شامل.

وعبر بان كي مون، عن تفاؤله بالإفراج عن السجناء والمعتقلين في الآونة الأخيرة، حاثا الأطراف على الإفراج عن جميع السجناء كبادرة لحسن النوايا وذلك قبل حلول العيد الفطر.

وفي الجلسة أكد رئيس وفد أنصار الله في مشاورات الكويت محمد عبد السلام، حرص الوفد الوطني على إنجاح المشاورات الجارية بالكويت التي أصبحت على مسافة قريبة من الحل الشامل.

وقال “نؤكد لكم أننا حريصون كل الحرص على السلام والاستقرار في اليمن وما نبحث عنه هو السلام فهو مطلب شعبنا اليمني الذي عانى الكثير والكثير جراء العدوان”.

وأضاف” كما نشير إلى أن لاستمرار الحصار تداعيات كبيرة على اقتصاد البلد محدثا تمزقات عميقة طالت مختلف شرائح المجتمع والأسرة ويتطلب الوضع تحركا عاجلا لتلافي كارثة إنسانية كبرى قد تحدث، وهو ما يجعلنا نطالب بسرعة رفع الحصار، كونه يمثل عدوانا على كل اليمنيين وابتزازا عنيفا كجزء من الحرب والعقاب لاسيما وأن الحرب باتت مصدرا للارتزاق وكسب المال الحرام على حساب دماء الشعب اليمني المظلوم” .

ورحب محمد عبد السلام بحضور الأمين العام للأمم المتحدة إلى الكويت واطلاعه عن كثب على مجريات مشاورات السلام اليمنية، والدفع بها نحو الحلول المنشودة التي يتطلع إليها الشعب اليمني وفق مبادئ منظمة وواضحة متوافق عليها تطبيقا لروح ومضمون المبادئ والأسس التي قامت عليها المرحلة الانتقالية في اليمن منذ بدايتها.

وقال” لقد انطلقت ثورة واسعة في الـ 21 من سبتمبر 2014 تطالب بإصلاحات اقتصادية وتنفيذ مخرجات الحوار الوطني، وشكلت حكومة بموجب اتفاق السلم والشراكة الذي رحب به العالم أجمع”.

وأضاف” ومن نافل القول أن البلد قائم على التوافق منذ بداية المرحلة الانتقالية، وانطلاقا من هذا المبدأ ورغبة صادقة منا بالسلام، وإيمانا راسخا بالحوار واعتباره السبيل الوحيد للحل في اليمن ها نحن هنا في الكويت الشقيق منذ أكثر من شهرين تقريبا، وقد سبق هذا اللقاء لقاءات وجولات أخرى في مسقط وجنيف وبيال، وكل ذلك سعيا للالتقاء مع الآخر في منتصف الطريق لنكمل سويا الرحلة نحو يمن للجميع”.

وقال ” وها هي خمسة عشر شهرا من العدوان الشامل على اليمن والحصار ضد دولة مستقلة عضو في الأمم المتحدة ارتكب فيها المعتدون أبشع أنواع الجرائم وغرقوا في بحر من الدماء في كل مدينة وقرية وعلى كل جبل وسهل وفي بطن كل واد، مخلفة دمارا هائلا وخرابا عريضا طال اليمن أرضا وإنسانا وما زالت الجرائم مستمرة حتى صباح يومنا هذا حيث ارتكب الطيران مجزرة وحشية بحق الأبرياء في مديرية القبيطة وما زال الطيران يسرح ويمرح قتلا وتدميرا وكل هذا على مرأى ومسمع من العالم”.

وأضاف ” لقد بذلنا جهودا مشتركة مع مبعوثكم الخاص إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ وبمساعدة الدول الشقيقة والصديقة في بناء نقاشات شاملة هدفنا من وراء ذلك وقف العدوان الغاشم على الشعب اليمني ورفع الحصار الشامل وكافة القيود الاقتصادية الجائرة والسماح بحرية الحركة للمواطن اليمني دون تفتيش أو إجراءات تعسفية كما يحدث في مطار بيشية وفي مطارات أخرى، وبهدف الدخول في عملية سياسية توافقية لاستكمال المرحلة الانتقالية وفق مرجعيات العملية السياسية الانتقالية وبناء على أسس واضحة المعالم وبمشاركة كل القوى الوطنية وذلك خلال التوافق على مؤسسة رئاسية وتشكيل حكومة وحدة وطنية مع لجنة عسكرية وأمنية لإجراء الترتيبات الأمنية المستعجلة في المرحلة التمهيدية المتفق عليها وبتوافق الجميع ومشاركة كل الأطراف ليبدأ عمل السلطة التنفيذية التوافقية في أقرب وقت ممكن وتبدأ معها المرحلة التي تليها لمواجهة التحديات الأمنية والعسكرية في عموم البلد والتي بات على رأسها انتشار القاعدة وداعش وسيطرتها على مناطق شاسعة، ولنتمكن سويا من استكمال ما تبقى من المرحلة الانتقالية”.

وأكد محمد عبد السلام أن من حق اليمن أن يمتلك دولة ذات سيادة كاملة وغير منقوصة قادرة ومقتدرة على بسط الأمن والاستقرار وتحظى بعلاقات متميزة مع جيرانها ومحيطها قائمة على الاحترام المتبادل واحترام سيادة اليمن واستقلال قراره السياسي، فذلك المستوى من الحضور والاقتدار الوطني هو وحده السبيل نحو تعزيز الأمن في الجزيرة العربية والخليج والقرن الأفريقي بما يسهم في الحفاظ على الأمن والسلم الدوليين.

وقال ” وأما ما تسبب به العدوان من فراغ فلن تستفيد منه سوى قوى الظلام من القاعدة وداعش وهو ما بدا جليا في مناطق مختلفة، والتي لن يتصدى لها أو يقضي عليها إلا دولة ذات سيادة قوية في الداخل وليس باستقدام قوات أجنبية تدعي مكافحة الإرهاب وهي تتخذه حصان طروادة للتغلغل والتوسع على حساب التراب الوطني”.

وأضاف ” وعليه فإننا نطالب بسرعة المضي في بناء الدولة اليمنية الحديثة التي يتشارك فيها الجميع وهذا لا يمكن أن يحصل إلا بخروج جميع القوات الخارجية والأجنبية ونعتبر استمرارها تحت أي ذريعة إنما هو بمثابة احتلال واضح”.

وطالب رئيس وفد أنصار الله الأمم المتحدة بتكثيف جهودها داخل اليمن عملا بمواثيقها ومبادئها الإنسانية.. وقال ” يؤسفنا أن الثقة بين شعبنا ومؤسستكم نالها بعض الفتور زاد من اتساعه خذلانها أطفال اليمن وكذا ترك طائرات العدوان تفتك بالصغير والكبير وكل شيء جميل في اليمن إلا ما ندر من بعض البيانات التي يتم التراجع عن بعضها كما حصل فيما يتعلق بالقائمة السوداء لمنتهكي حقوق الأطفال أثناء الصراعات”.

وأضاف” ومع ذلك فإننا نثمن موقفكم الشجاع الذي أوضحتم فيه سبب رفع دول العدوان من اللائحة السوداء وأن ذلك كان نتيجة ضغوط وتهديد بقطع مساعدات ولفترة مؤقتة، وكأن أولئك مع فعلتهم الشنيعة يريدون أن يقتل أطفال اليمن مرتين مرة بطيران العدوان ومرة بالصمت الأممي” .

وعبر محمد عبد السلام عن الشكر الجزيل والامتنان لأمير دولة الكويت وكل مسؤولي الدولة والشعب الكويتي الشقيق على ما يقدمونه من دعم لا محدود من أجل إنجاح هذه المشاورات والوصول إلى السلام.. مثمنا جهود مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة وفريقه التي بذلوها وما زالوا في سبيل تحقيق الأمن والاستقرار في ربوع اليمن السعيد.

فيما عبر رئيس وفد المؤتمر الشعبي العام في مشاورات الكويت عارف الزوكا عن الشكر لصاحب السمو أمير دولة الكويت الشيخ صُباح الأحمد الجابر الصُباح وحكومة وشعب الكويت الشقيق على استضافتهم للمشاورات في الكويت المعروفة بمواقفها العروبية والإسلامية وتهيئتهم المناخات الكاملة للمشاورات.

كما أشاد بدور صاحب السمو أمير الكويت والنائب الأول لرئيس الوزراء وزير الخارجية على متابعتهم ولقاءاتهم بالوفود لتقريب وجهات النظر وإزالة المعوقات التي تواجهُها المشاورات.. مثمنا دور سلطنة عمان الشقيقة وجلالة السلطان قابوس بن سعيد والحكومة العمانية وما يبذلونه من جهود في سبيل إنجاح مشاورات الكويت وتحقيق السلام في اليمن وكذا دور سفراء الدول الداعمة للعملية السياسية .

وقال ” كما أتقدم بالشكر إلى بان كي مون على دعمهِ لهذهِ المشاورات ومتابعة مُجرياتها ومواقفه، التي أدانت ما تعرض له اليمن من دمار نتيجة العدوان السعودي وحلفائه، وبالذات ما يتعلق بضحايا العدوان من الأطفال”.

كما أشاد عارف الزوكا بجهود إسماعيل ولد الشيخ وفريقه على صبرهم وجهودهم المتفانية من أجل صياغة حلٍ للأزمة في اليمن يُنهي الحرب ويحققُ السلام والأمن في اليمن ويرفع المعاناةَ عن الشعب اليمني الذي قاسى من أتون حربٍ مدمرةٍ وعدوانٍ ظالمٍ على مدى خمسة عشر شهرا.

وأكد أن آلاف الشهداء والجرحى من الأطفال والنساء والشباب والشيوخ سقطوا نتيجة العدوان والقصف الجوي المباشر الذي لم ينقطع والمستمر حتى هذه اللحظة، سواءً من خلال استمرار الغارات الجوية وأعمال التحشيدات والزحوفات بالإضافة إلى الذين ماتوا نتيجة للنقص الشديد في الدواء والغذاء جراءَ الحصار وسط صمت دولي مطبق، حيث ارتُكبت جرائمُ حرب لا يمكن للتاريخ أو للضمير الإنساني الحي أن ينساها أو يسكت عنها.

ودعا المجتمع الدولي وفي المقدمة الأمم المتحدة إلى تحمل مسؤولياتهم في إنهاء العدوان المخالف لكل الأعراف والمواثيق الدولية ورفع الحصار الجائر على الشعب اليمني .

وأشار رئيس وفد المؤتمر الشعبي العام إلى أن العدوان أدى سواء من خلال تدميره لمقدرات الجيش والأمن وكلِّ البنى التحتية أو من خلال دعمه ومساندته للمتطرفين إلى توسعِ وتمددِ الإرهاب والمنظمات الإرهابية وسيطرتها على مناطق واسعة في اليمن، وهو الأمر الذي يحتاج إلى حلولٍ سريعةٍ توقفُ العدوانَ وتعيدُ لليمن الدولة القادرة على مواجهة هذا الإرهاب وإيقاف مخاطره.

وقال ” جئنا إلى الكويت لوقفِ العدوانِ ورفعِ الحصار حاملين أملَ الوصولِ إلى اتفاقِ سلامٍ شاملٍ وعادلٍ يؤسسُ لحقبةٍ جديدة في تاريخ اليمن تُبنى فيه الدولةُ المدنيةُ، دولةُ النظام والقانون التي يتمتع أبناؤها في كل أنحاءِ اليمن بالأمن والعدل والمساواة والمشاركة في الحكم والتنمية، مرحلة تُطوى فيها صراعاتُ الماضي وثاراتُه بإعلانِ مُصالحةٍ وطنيةٍ شاملةٍ لا يُستثنى فيها أحد”.

وأضاف ” إلاّ أن الأسابيع الماضية أظهرت أن الطرف الآخر لم يأتِ إلى الكويت مُنفحتاً على الاستماع إلى وجهة النظر الأخرى وأن يُقدّمَ التنازلاتِ، وإنما جاء ليطلب من خصومه الاستسلام بدلاً من العمل معه للتوافق على السلام”.

وتابع ” بالرغم من طول فترة المشاورات والحرج الذي نشعر به أمامَ أبناء شعبنا وأشقائِنا في الكويت إلاّ أننا في نهاية المطاف أوضحنا مواقفنا ورؤانا وثوابتنا مع التزامنا بها وبالمرجعيات التي يُبنى عليها الحلُّ السياسي، مع ضرورةِ المُراعاة للتغيُّرات الكثيرة التي حدثت على الأرض منذ صدور تلك المرجعيات خاصةً بعد العدوان الذي تعرض له اليمن من دول التحالف”.

وعبر عن الثقة في إن المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة مع الدول الداعمة للمشاورات يُدركون ما هو موضوعي واستحقاقٌ حقيقيٌ من أجل الوصول إلى حل عادلٍ ودائمٍ، لا يكررُّ أخطاء الماضي أو يُهيئُ لإعادة إنتاجها، ويعرفون المقاصدَ الحقيقية للمرجعيات وما يحتاجُ إلى إعادةِ نظر بعد هذه الفترة من الصراع.

وقال ” إنّنا ونحنُ نُعبّرُ عن سعادتِنا البالغة بهذا اللقاء مع الأمين العام للأمم المتحدة ونُقدّرُ أهميته فإنّنا نتطَلّعُ إلى أن تفتح زيارتُهُ اليومَ صفحةً جديدةً في مسار المشاورات، وأن يُراعي المبعوث الخاص في أي حل بعد هذه المرحلة الطويلة حقوق 25 مليون يمني ويحترم كرامتهم ويُحافظ على وحدة وأمن اليمن واستقراره، كما أكدت كافة قرارات مجلس الأمن منذ بداية الأزمة السياسية عام 2011″.

وأكد أن مصلحةُ الشعب اليمني يجب أن تتصدر الاهتمام وان الشرعية الحقيقية اليوم هي للملايين من أبناء اليمن التي تحملت العدوان والحصار وآثارهما المُدمرة التي مسّت كل أسرة في اليمن، تلك الملايين التي خرجت في يوم 26 مارس لتقول كلمتها الرافضة للعدوان والوصاية.. لافتا إلى أن أيَّ حل لا بد أن يتضمن إنتاجَ سلطةٍ تنفيذيةٍ توافقيةٍ بمشاركة الجميع .

وخاطب الزوكا، بان كي مون بالقول” نعبر عن تقديرنا البالغ لموقفكم في مواجهة كافة الضغوط من أجل رفع اسم تحالف العدوان على اليمن بقيادة السعودية من القائمة السوداء للأمم المتحدة لمرتكبي جرائم الحرب ضد الأطفال والذي نأمل البت حوله قريبا واعتماد ما جاء في التقرير لتصحيح ما حدث تحقيقا للعدالة لشعبٍ مظلومٍ مُعتدى عليه وارتُكبت في حقهِ وحقِ أطفالهِ وشيوخهِ ونسائهِ كلُّ جرائمِ الحرب وأبشعُ الانتهاكات اللا إنسانية” .

وأضاف ” إنّنا ونحن على أعتابِ عيدِ الفطر المبارك لنأمّل في تتويج هذه المشاوراتِ بالتوقيعِ على اتفاقيةِ السلام هنا في الكويت وليس في غيرها ليكون لنا عيدان، عيدُ الفطر المبارك وعيدُ السلام وتحقيقِ الوئام، فالانتصارُ الحقيقيُ هو لليمن وليس لأطراف النزاع”.

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا