المشهد اليمني الأول/

ذكرت صحيفة «جارديان» البريطانية أن الخطة السعودية المتبجحة لتخفيف الكارثة الإنسانية في اليمن قد وصمت بأنها مجرد تكتيك حربي، و«حملة علاقات عامة ساخرة»، لافتة إلى أن سياسات السعودية تعتبر سبباً مباشراً، لما يمكن أن يتعرض له سكان اليمن من مجاعة جماعية.

وأشارت الصحيفة إلى أن النظام السعودي قد أعلن عن خطة سماها «العمليات الإنسانية الشاملة في اليمن»، بقيمة 3.5 مليار دولار في يناير الماضي، عقب شهور من الانتقادات الموجهة له بسبب الآثار السلبية للحصار المضروب على اليمن، والذي ترك ما يقدر بـ 8 ملايين شخص في مواجهة المجاعة، في بلد يحتاج 75 % من سكانه -البالغ عددهم 29 مليوناً- لمساعدات وإعانات.

وتابعت الصحيفة أنه مع دخول الحرب بين التحالف السعودي والحوثيين عامها الرابع، فإن المنتقدين للسعودية قد وصفوا خطة الرياض بأنها مجرد خدعة، لتشتيت انتباه المجتمع الدولي عن استمرار سقوط ضحايا مدنيين في الصراع.

إعاقة المساعدات

ورغم وعد السعودية بأنها سترفع الحصار عن ميناء الحديدة الذي يسيطر عليه الحوثيون -والمطل على البحر الأحمر- من أجل دخول المساعدات الإنسانية، فإن هناك اتهامات وجهت للخطة السعودية -التي تدعمها بريطانيا وأميركا- توصل إعاقة وصول المساعدات للميناء والمدينة المحاصرين.

ولفت تقرير الصحيفة البريطانية إلى أن لجنة الإنقاذ الدولية كانت من أول وأبرز من أدان الخطة السعودية، ووصفتها «بتكتيك حرب»، ونقل عن أماندا كاتانزانو -مديرة شؤون الدفاع في اللجنة- قولها: «إن اسم الخطة السعودية نفسه مضلل، فليست بالشاملة ولا بالإنسانية»، في ظل احتمال تعرض اليمن لمجاعة جماعية.

وأضافت كاتانزانو أن التحالف السعودي يعرض تقديم تمويل لمعالجة أزمة هو الذي تسبب بها، مشيرة إلى الأزمة الحادة باليمن تحتاج أكثر من خطة للعمليات اللوجستية كما تقترح السعودية.

وطالبت مديرة الدفاع في لجنة الإنقاذ الدولية العالم والسعودية بضرورة إتاحة دخول المساعدات والإعانات لأكبر كارثة إنسانية عالمية، مضيفة أن خطة السعودية ستقلص عمليات إدخال المساعدات، وستخلق أوجه قصور ستتسبب في إبطاء الاستجابة، ومنع المساعدات عمن يحتاجونها أكثر، بما في ذلك 8 ملايين يمني على حافة المجاعة.

ولفتت كاتانزانو إلى أن خطة السعودية ستسيس المساعدات الإنسانية، من خلال وضع مصير المساعدات في أيدي فصيل واحد في الصراع.

غير أن منتقدين للخطة السعودية أبرزوا فشلها في معالجة المطلب الرئيسي، وهو فتح السعودية ورفع الحصار عن ميناء الحديدة، الذي من شأنه أن يخفف تهديد المجاعة عن المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون المناهضون للتحالف السعودي.

حفلة تعذيب

من بين منتقدي الخطة السعودية أندرو ميتشل، عضو حزب المحافظين البريطاني والوزير السابق للتنمية الدولية، والذي وصف خطة النظام السعودي في اليمن بأنها مثل جلاد يقدم كوباً من القهوة لضحيته بعد حفلة تعذيب.

وأضاف ميتشل أن الخطة السعودية ما هي إلا حملة دعائية ساخرة، مشيراً إلى أنه من الصعب وصفها بخطة إغاثة إنسانية، خاصة أنها تصحب كل يوم بوابل من الغارات الجوية، التي تقتل المدنيين. ونقل تقرير جارديان عن مراقبين قولهم إن الخطة السعودية تزيح بعض القيود عن حصار كارثي فرضه السعودية أنفسهم، وأن وعود السعودية السابقة بتخفيف أسوأ أزمة إنسانية في العالم -والتي سببها الجيش السعودي- لم يتم الإيفاء بها.

ويرى منتقدو الخطة السعودية أن القيود المفروضة المستمرة على واردات الوقود مسؤولة عن تفشي التضخم وارتفاع الأسعار في كثير من المناطق، ما يحرم ملايين اليمنيين من الاحتياجات الضرورية.

في تلك النقطة، أشارت كاتانزانوا إلى أن الأمم المتحدة لديها بالفعل خطة مساعدات إنسانية خاصة باليمن، مضيفة أن وجود خطة سعودية موزاية هو تشتيت انتباه عن جهود سعودية مخادعة.

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا