المشهد اليمني الأول/

لشرعنة وجوده النشاز وانفضاح أطماعه الاستعمارية في اليمن، تناسَلَ تحالف قوى العدوان الأمريكي تباعاً العديد من «عُقْلات الإصبع وأطفال الأنابيب» المحليين؛ واليوم فإن أياً من مواليد السّفاح والتهجين المعملي هؤلاء، لا يجرؤ حتى على مجرد الزَّعم بأنه الابن الأثير لـ«التحالف»، فضلاً عن ادعاء أنه «الابن الشرعي الوحيد» له.

إن كون «الانتقالي» آخر العنقود بين دزينة لقطاء «التحالف» لا يعني – كما قد يتوهم – أنه الأعلى قدراً على محك الحظوة والدلال من «الشرعية» بوصفها اللقيط البِكْر الشائخ والمنبوذ في الراهن، فالقيمة الثابتة العليا تبقى حصراً للفقاسة الاستعمارية لا لبيوضها ذات القيمة الاستعمالية المتحولة تبعاً لتقديرات الجدوى المرحلية؛ وهذا ما يجعل من «عفافيش ديسمبر» الأكثر بؤساً قياساً بسابقيهم، على محك القيمة التي يمكن أن يحظى بها «خِدجْ خياني متفسخ نافق» أُسقط من يد «التحالف» في غمرة رهانه عليه!

«أطراف النزاع في اليمن ليسوا اثنين بل أكثر»، بحسب السفير الأمريكي ماتيو تويلر، في حديثه إلى «الشرق الأوسط» السعودية الأسبوع الفائت، وهو توصيف يصدق ـ فقط ـ على دزينة لقطاء تحالف العدوان الذين فرخهم المدير التنفيذي تباعاً بمسميات شتى متناحرة في الجغرافيا الواقعة تحت الاحتلال، بغية تعويم وجوده في خضم نسيج اجتماعي ممزق يتيح له ـ حد اعتقاده ـ فرض الأقلمة برؤيتها الاستعمارية كأمر واقع على جغرافيا السيطرة الوطنية التي أخفق في احتلالها.

على أن هذه التقابلات المحتربة التي أنتجها تحالف الاحتلال وزَوَّدها بالمخالب والسواطير، هي في نهاية المطاف ـ موجودة بوجود الاحتلال ولا وجود لها في ذاتها، ومن التدليس مقاربتها كتقابلات أصيلة في النسيج اليمني جنوباً أو شمالاً، كما يحاول «تويلر» تسويقها في حديثه إلى «الشرق الأوسط».

يعجز تحالف الاحتلال على عتبة العام الرابع من عدوانه في تقويض مفاصل الخارطة اليمنية عسكرياً بما يتيح له إعادة تدويرها وفق مشروعه الاستعماري، ويسعى تحت وطأة هذا العجز إلى فرض مجموع أدواته المحتربة كأطراف أصيلة متعددة في المشهد اليمني لا مناص أمام القوى الوطنية المناهضة للعدوان من الإقرار بها.

انطوت ثنائية «شرعية في مقابل انقلاب» بلا رجعة أمام الصمود اليمني الفذ الذي فرض معادلة ردع ميدانية عسكرية باهظة الكلفة على العدو، غير أن تحالف قوى العدوان الأمريكي يحاول الهرب من أثمان هذه المعادلة سياسياً بالتلطي خلف يافطات محلية «متعددة» مزعومة وتسميتها كـ«أطراف» رئيسة على طاولة مفاوضات قادمة.

بالنسبة للقيادة الثورية والسياسية الوطنية، فإن «الآخر» المستهدف بالمواجهة في الميدان وعلى الطاولة هو واحد: «مشروع الهيمنة الاستعمارية»… وليس في وسع أيٍّ كان قسرها على التعاطي مع تمظهراته كأرقام مستقلة وطنية مهما تعددت واحتربت!

بقلم/ صلاح الدكاك

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا