المشهد اليمني الأول/

 

وحدة 22 مايو90م لشعب يمني واحد، كانت نقطة مضيئة في تاريخ اليمن والإقليم، سرعان ما إنقض عليها أعداء الداخل من الداخل بتمكين إخوان أفغانستان من الشريك القادم من الجنوب وبسلاح التكفير، والشريك الجنوبي يتقوقع بالمناطقية الجنوبية وبإسناد خليجي مشبوه ينتهي بإستباحة الجنوب في وحدة الضم والإلحاق وعقلية الفيد والحاكم والرعوي “وحدة 7 يوليو 94م” ولتنتهي المواطنة اليمنية جنوباً بعد وسطاً بسيطرة سلطة صنعاء الموالية لبني سعود وأمريكا، ولتصبح بيئة الجنوب خصبة لاحقاً لتقبل الخارج كمنقذ ومحرِّر من كهنة وحدة 7 يوليو بالإسلام الإخواني والوهابي وعسكر عفاش.

 

وعسكر صوت الجمهورية القادم من الأردن واشنطن والرياض والشارقة بعد أكثر من ثلاث سنوات عدوان إصطف فيها بل تخندق فيها شركاء وحدة 22مايو 90م وشركاء الوحدة أو الموت 7 يوليو 94م مع العدو الخارجي التاريخي بالوطنية والعدو الديني بالإسلام القرآني.

 

اليوم شركاء الوحدة مناطقيون عنصريون، فالجنوب لم يعد يمني بل جنوب عربي وبرعاية أعداء اليمن بني سعود وأمريكا، والشمالي العفاشي أصبح يمثل صوت الجمهورية فقط وحصرياً جمهورية للحديدة وصنعاء وما بينهما ومن مفرق عفاش المخاء وبنفس الرعاية للمخابرات الأمريكية وأذرعها بالمنطقة بني سعود والأردن وأخيراً عيال زايد، تراجيديا المأساة والملهاة على دماء وجثث وجماجم الشعب، هنا صوت الجمهورية من بوارج أمريكا وبني سعود، وهنا صوت الجنوب العربي الحر أيضا من نفس البارجات.

 

شركاء وحدة الأمس، إنفصاليون ومناطقيون اليوم، ولكنهم جميعاً تحت وحدة الجزمة السعودية والإماراتية لإستمرار سفك الدم اليمني باليمني.

 

نتسائل بعد تعثر وحدة مايو 90م بين حزبي سلطة صنعاء وعدن بالتقاسم الحزبي للوظيفة العامة والنفوذ والخيرات، وبعد فشل وحدة يوليو 94م المختومة بختم القاعدة والاخوان بالفتح المسلح والاغتصاب الحربي للجنوب، وبعد دموية الاتحاد اليمني الفيدرالي والمناطقي المولود دماً بدستور أقاليم هادي المشبوه والممهور بعدوان مارس 2015م، نتسائل والشمال والجنوب يدفعان الأثمان الباهضة، ما هي الوحدة التي نريدها، وكيف يكون شكل الإستقلال.

 

الوحدة التي نريدها هي وحدة الفقيد عبد الله البردوني، والإستقلال المقبول هو إستقلال السيادة الوطنية والبوصلة القدس، وحتماً مصيره وحدة الشعب وتلاقي الإبداع بالإبداع والوطنية بالوطنية والإعمار بالإعمار، وحدة الأعمى المبصر الفقيد عبدالله البردوني التي كتب دستورها في سبتمبر 1973م.

 

دستور بردوني بصير يفتش عن أسباب الإنفصال، ويجيب علينا ماذا ننتظر من الوحدة، ومتى تفقد الوحدة شروطها الموضوعية؟ تساؤلات جوهرية أجاب عنها الفقيد البردوني في مجلة أضواء اليمن عدد سبتمبر 1973م عن الوحدة، نختار منها ما يلي مع بعض التصرف، حيث كتب وقال: ((إذا عرفنا أسباب الإنفصال فسوف نعرف طريق الوحدة، أما إذا أردنا أن نستخدم أسباب الإنفصال وسائل للوحدة، فعلينا أن نوفر الجهد، ولعل أهم أسباب الإنفصال الحس بالسيادة والرعوية، ويتكرس الإنفصال عندما يحلم المركز بالجنوب حلم الفاتحين لا حلم الوحدويين، وهنا يُفضِّل الجنوب حكم الإستعمار على حكم الفاتحين للجنوب وضمه للشمال، لأن الإستعمار أسرع إلى الإنتهاء بينما حكم الفتح أطول عمراً.. إذن أول سبب للإنفصال هو حس المركز بالفتح المسلح والاغتصاب الحربي لمقاطعات الجنوب.. ماذا ننتظر من تحقيق الوحدة؟.. إذا تلاقى الإبداع بالإبداع تمخض عن مجتمع أفضل، فنحن ننتظر من تحقيق الوحدة، إنضمام الجهد الخلاق إلى الجهد الخلاق لتعمل كل يد، ويأكل كل فم، وتزدهر الحياة على أرضنا الحرة المستقلة، إذا تلاقى حسن إستغلال الموارد وجودة استنتاجها.. إذن فماذا ننتظر من الوحدة اليمنية؟.. إننا ننتظر إلتقاء ثورتين تحولان اليمن الواحد إلى يمن يعطي أكثر مما يتلقى، ويؤثر على الدنيا أكثر مما تؤثر عليه، ويشارك في صنع عصرنا العظيم كما شارك في صنع حضارة الأمس، هذا أقل ما ينتظر من الوحدة، واذا لم تحقق أهدافها الأولية فقد فقدت شروطها الموضوعية)).
إنتهى الإقتباس.

 

الوحدة اليمنية هي وحدة الشعب لا وحدة الأحزاب والأشخاص وتقاسم الكراسي والإيرادات والإنفراد بالحكم بإخوان التكفير الأفغاني أو بالزعيم الفلتة للشعب العرطة، مع الداخل الوحدة أو الموت وانتفضوا، ومع الخارج حوار وخوار وصوت الجمهورية من القصور الملكية، أو بالمجلس البنقالي مع الداخل الوطني شماليون محتلون، ومع الخارج الإستعماري وأذنابه وإخوان التكفير أضاحي وكباش فداء في معارك إستقلال القنوب في نجران والساحل الغربي، وكل الجنوب محتل بالداعشي والأمريكي وكيانات لقيطة خلقها الإستعمار.

 

الوحدة اليمنية دولة للشعب وليس شعب للدولة، الوحدة بإلتقاء ثورتين للعطاء أكثر من التلقي على أرضنا الحرة المستقلة، المؤثرة على الدنيا أكثر مما تؤثر عليه، ثورة بناء وإستقلال وسيادة تقودنا للوحدة، يد تحمي ويد تبني، لتعمل كل يد، ويأكل كل فم، حِبرُ الذهب للأعمى المُبصر الفقيد عبدالله البردوني، وفصلُ الكَلِمْ للرئيس الشهيد صالح الصماد، وحدة الجهمورية اليمنية بعيداً عن جمهورية فنادق النظام الملكي، بعيداً عن وحدة الفيد والتكفير، بعيداً عن إنفصال العبودية والإرتهان لأعداء اليمن تاريخياً، فأمريكا والأدوات الرجعية تطمع بنفط حضرموت وشبوة كما قال إبن اليمن النجيب سالم ربيع علي، والسعودية قتلت إبن اليمن النبيل إبراهيم الحمدي، وبني سعود هم “العدو التاريخي لليمن” كما قال إبن اليمن البار الشهيد عبدالفتاح إسماعيل، والسعودية هي “جارة السوء” كما قال إبن اليمن الشجاع قائد الثورة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي.. وكل عام والشعب اليمني بأفضل مما كان.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
جميل أنعم العبسي

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا