المشهد اليمني الأول/ تقرير – أحمد عايض أحمد

 

عادةً مدرسة الجيش الأمريكي تعتمد بالعمل العسكري على الفرضيات العسكرية النظرية القارئة للخصم ولكن هذا النهج كانت نتائجه النهائية هي هزائم تاريخية للجيش الامريكي في بقاع العالم رغم اعتماد أمريكا بحروبها على تشكيل التحالفات الاقليمية والدولية لتنفيذ أي عدوان.

 

أنجرّ البنتاغون الامريكي إلى إعتماد أربع فرضيات طرحها المحللين والمختصين بالشؤون العسكرية اليمنية سواء أولئك القادمين من استخبارات السي آي إيه أو من يكتبون ويحللون في وسائل الإعلام الامريكي، يمكننا القول إن السبب الأهم في ذلك هو الأحكام النظرية المسبقة التي إصطدمت بالواقع اليمني علاوةً على بعض “الأساطير الخرافية الاعلامية” التي تقبلها الأمريكيين من تقارير أعراب الخليج على أنها ثوابت عسكرية لا جدال فيها تؤكد حسم المعركة.

الفرضية الأولى

توافق عليها المحللون الأمريكيين هي أن كادر القوات المسلحة اليمنية ” قادة ومقاتلي الجيش واللجان” ومعنوياته وقدراته التقنية في الحضيض، وهناك سلسلة من التطورات التي دعمت هذه الفكرة العسكرية في الآونة الأخيرة بعد مضي ثلاث سنوات ونصف من الحرب، فالجيش واللجان حسب الفرضية فقدوا ذخيرتهم البشرية بداية مع معارك الحصر الجغرافي الهلامي، وبلغ النزيف ذروته في المحاولة العسكرية الاخيرة، إضافة إلى ذلك حصولهم على تقارير أن الآلاف من الضباط وضباط الصف من الخدمة العسكرية قد استشهدوا والبقية لم يلتحقوا بالجبهة العسكرية هكذا يسردون الأحلام مايشبع غرورهم وغطرستهم ويمنحهم الطمأنينة، إلى جانب ذلك تعرضت منظومة الجيش واللجان إلى هزة عنيفة حسب الفرضية.

 

كانت فكرة أن معنويات وحماسة الجيش واللجان مفقودة وأنه من الصعب عليهم أي المجاهدين مجابهة عمليات عسكرية متعددة الأوجه أمام الجيش الأمريكي وادواته الإقليمية والمحلية، لكن بالواقع انها شائعات في التحليلات العسكرية المبنية على المعطيات المذكورة أعلاه.

 

وكان من المعتقد أن الجيش اليمني واللجان الشعبية سيتخبطون في الساحل الغربي وسيفقدون السيطرة على الوضع هناك بزمن قياسي طالما أطلّت أمريكا برأسها العسكري في الحرب، لكن بعد المعركة سقطت هذه الفرضية ووصفها السيد القائد بأنها “تكتيك صبياني” والتكتيك الصبياني هو العمل العسكري المبني على فرضيات نظرية مخالفة للواقع العسكري اليمني.

الفرضية الثانية

الفرضية الثانية تضمنتها تحليلات تتحدث عن معاناة الجيش اليمني واللجان الشعبية من نقص الذخيرة النارية نتيجة استهداف الغارات الجوية لمستودعات الذخيرة وما إلى ذلك.

وبحسب الفرضية فإن القوات المسلحة اليمنية تواجه مشكلة خطيرة على صعيد الإمداد اللوجستي نتيجة الرقابة الجوية والإستخبارية الأمريكية حسب الفرضية، ولهذا لن تتمكن قوات الجيش واللجان من القيام بعملية دفاعية طويلة الأمد، وستستسلم بسرعة جراء الضغط العسكري الناري الجوي والبحري الأمريكي الكبير والخاطف بالساحل الغربي والتي ستكون رأس الحربة بالمعركة إعلامياً هي الإمارات وبالميدان أمريكا.

 

فيما الفرضية تصطدم بالقول أن اليمن يحل دائماً بسرعة المشكلة اللوجستية طيلة ثلاث سنوات ونصف لأن طبيعة الحرب جعلت قادة الجيش واللجان يخلقون بدائل لاتخطر على بال العدو ابداً، ونجح اليمن في تصنيع الاسلحة الدفاعية والهجومية القادرة على تغيير شروط اللعبة العسكرية، وتمكن من إدخال الصواريخ الذكية والباليستية بعيدة المدى و الطائرات المسيرة المسلحة والتقنية بسرعة فكان لها تأثير قاتل على الغزاة والمرتزقة ورغم هذه الادلة والشواهد العسكرية بنجاح اليمن العسكري الاسطوري لحلّ المشكلات ومعالجة العراقيل لتحقيق الانتصارات الا ان البنتاغون الامريكي لازال يؤيد الفرضية الاولى رغم انها فرضية سددت ضربة قاتلة للغزاة والمرتزقة بالساحل الغربي.

الفرضية الثالثة

الفرضية الثالثة خاب فيها الخبراء العسكريين والاستراتيجيين الامريكيين هي “الأساطير الاعلامية” الرائجة عن زيادة قوة المرتزقة بعد انضمام الخونة وان الخونة يمتلكون خبرة عسكرية لثلاثين عامًا، وفوق ذلك فإن الولايات المتحدة ستمدهم عبر الامارات بالسلاح والعتاد المتطور لكن فريق خبراء اخر يقول بالنظر إلى الناحية الإعلامية كانت معنويات المرتزقة الجدد مرتفعة جدًّا على المستوى النظري اما العملي فهي صفر.

 

كما أن القوات الخاصة الأمريكية دربتهم، وذكرت مصادر عسكرية أمريكيه أن اربعة آلاف عنصر من عناصر الخونه تلّقوا تدريبات امريكية عاجلة بعدن، كانت التوقعات الامريكية وفق وسائل اعلام العدو الاماراتي تشير إلى أن الخونه العفافيش سيحققون مفاجآت في الساحل الغربي، ومن خلال ذلك تُظهر القوات الخاصة الأمريكية كيف دعمت ودربت هؤلاء المرتزقة الجدد ليحققوا نجاحًا فشلت هي بتحقيقه عبر أدوات اخرى في ثلاثة سنوات ونصف وخصوصا انهم كانوا جنباً الى جنب إلى جانب من اسموهم “الحوثيين” وهذا يعني انهم مطلعين على كل شيء.

 

هذه الخيبة العسكرية الامريكية سببها انها اعتمدت على الجوانب النظرية والمعلومات الشاذّه اي السائدة اما بالجانب العملياتي فهي محصورة جداً بالموثوقين قبل فتنة ديسمبر وهذا مااثار جنون الخونة انهم خارج الحلبه الدفاعية منذ اليوم الاول، لانهم منذ اليوم الاول كانوا معروفين معلومين انهم ثعالب تلبس جلد الحملان.

الفرضية الرابعة

الفرضية الرابعة، تهاوت في الساحل الغربي، وهي أن عملية أمريكا العسكرية الواسعة التي جعلت الامارات ومرتزقتها رأس حربها على المستوى الاعلامي ستدفع ابناء تهامة للإنضمام عسكرياً وإلى النزول إلى الشارع والإخلال بالنظام الأمني والإجتماعي بمحافظة الحديدة لإحداث شلل في العمليات العسكرية للجيش واللجان طالما الجبهة الداخلية في الحديدة مشلولة.

 

وستقع الدولة اليمنية في مأزق حرج جراء اضطرارها لمواجهة هؤلاء بالقوة هكذا أوهم الغزاة أنفسهم، لكن شيئًا من هذا لم يحدث، ومرت العمليات الدفاعية بثبات وهدوء ووعي ودعم شعبي كامل وعلى رأسهم أبناء تهامة، فلم يتأثر أي عامل من عوامل دعم العمليات الدفاعية التي ينفذها الجيش واللجان الشعبية.

 

لذلك من أوضح الواضحات أن انتصارات وانجازات مجاهدي الجيش واللجان الشعبية اسقطت الفرضيات الامريكية سقوط تاريخي وخلقت تداعيات عسكرية وسياسية كبيرة على المستوى المحلي والاقليمي، وأظهرت العملية الدفاعية والهجومية في الوقت ذاته الأحكام المسبقة الإيديولوجية والشخصية لدى المحللين والخبراء الذين يكتبون عن الشؤون العسكرية اليمنية أنهم مجرد أغبياء وحمقى وفشله لايعلمون ماهو اليمن ومن هم أبنائه وهذا ما أثبته الميدان العسكري أن الفرضيات لاحظ لها في مسرح حرب يكون قائدها السيد القائد عبد الملك الحوثي حفظه الله ورجالها قادة ومجاهدي الجيش واللجان لذلك سقطت الفرضيات العسكرية الأربع التي كانت أساس “الهجوم الامريكي” بالساحل الغربي سقوط عسكري تاريخي.. وللحديث بقية.

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا