الرئيسية أخبار وتقارير المشهد الجنوبي القيادي الجنوبي “النخعي”: لم نؤيّد «عاصفة الحزم» و«المجلس الانتقالي» أداة خارجية

القيادي الجنوبي “النخعي”: لم نؤيّد «عاصفة الحزم» و«المجلس الانتقالي» أداة خارجية

815

المشهد اليمني الأول/ العربي – حاوره أحمد باعباد

 

كشف عضو المكتب السياسي لـ«المجلس الأعلى للحراك الثوري»، رئيس «الحركة الشبابية» في محافظة أبين محمد دنبع النخعي، عن أسباب رفض المجلس الذي يتزعمه القيادي البارز في «الحراك الجنوبي» حسن أحمد باعوم، تأييد «عاصفة الحزم»، بعد اللقاء الذي عقدته أبوظبي مع القيادات الجنوبية قبل انطلاق الحرب من أجل كسب تأييد القيادات لعملياتها العسكرية في اليمن.

 

وقال النخعي إن القيادات الجنوبية التي وافقت على تأييد «عاصفة الحزم» اكتفت بشروط شخصية، وفضّلت الإقامة في أبوظبي، وتخلّت عن فرض شروط للحصول على ضمانات حقيقية لصالح القضية الجنوبية، مؤكداً على أن هذه القيادات «لا تستطيع اليوم حتى أن تتنفس أو تستنكر الوضع والعبث الحالي الذي تقوم به دولة الإمارات في الجنوب».

 

وتحدث النخعي في حوار خاص لـ«العربي» عن آخر المستجدات التي تشهدها الساحة الجنوبية، لعل أبرزها الفوضى الأمنية، والاعتقالات التعسفية بحق المعارضين للوجود الإماراتي، والتي كان آخرها اعتقال سالم الشيبه وأحمد الكفو في حضرموت.

 

ما موقفكم من المشاورات القادمة التي يقودها المبعوث الأممي مارتن غريفيت من أجل إحلال السلام في اليمن؟
رحّبنا بالدعوة للمفاوضات التي دعا إليها المبعوث الأممي لدى اليمن مارتن غريفيت، لإيقاف الحرب وإغاثة المدنيين والجلوس على طاولة الحوار والتوصل إلى حلول ترضي جميع الأطراف.

 

ما هي الأسباب التي جعلت «المجلس الأعلى للحراك الثوري» يرفض تأييد «عاصفة الحزم»؟
أسباب عدم تأييد «عاصفة الحزم» هي سياسية بحته، فقد دعت أبوظبي قيادات جنوبية إلى أبوظبي ومنها الزعيم باعوم، رئيس «المجلس الأعلى للحراك الجنوبي» قبل الحرب بعدة أيام للتطلب منهم التأييد في حالة تدخل دول الخليج الراعية المبادرة الخليجية في حرب اليمن لـ«إعادة شرعية هادي»، وتفاجأت قيادتنا أن القضية الجنوبية خارج حسابات الأشقاء، ولم تذكر خلال اللقاء، لهذا رفضت قيادتنا لطلب أبوظبي، وحينها قال الزعيم باعوم، لا يمكن أي تأييد لأي حرب إلا بضمانات سياسية لقضية الجنوب، ولن نخوض حرب بالوكالة دون مردود سياسي لقضية الجنوب، ورفضت قيادات الخليج شروط القيادات الجنوبية، 
وبعد مغادرة أبوظبي حذر بعض القيادات الأخرى من الانصياع لهذا، ولكن للأسف بعض القيادات ومنها من يسموها تاريخية، هرولت دون أي شروط، واكتفت بشروط شخصية وفضّلت الإقامة في أبوظبي، ولا تستطيع اليوم حتى أن تتنفس أو تستنكر الوضع والعبث الإماراتي الحالي في الجنوب.

 

ما موقف المجلس من هيمنة الإمارات على محافظات الجنوب والسيطرة على المؤانى والمطارات؟
موقف «المجلس الاعلى للحراك الثوري» واضح مما يدور في الجنوب، وقد حذر من هذا منذُ البداية كما أسلفت، وكما ترى الإحتلال الإماراتي يعبث في الجنوب، وتناسى مهمته التي أتى من أجلها وهي «إعادة الشرعية اليمنية». خط النار في المخا وصعدة، فمالذي تعمله جحافله في سقطرى وميون والضبة بحضرموت وغيرها من المناطق الجنوبية؟ نحن حذرنا ولازلنا نحذر من تجاوزات الإمارات على السيادة الوطنية في الجنوب.

 

مَن يتحمّل مسؤولية الزج بأبناء الجنوب في معارك خاسرة خارج مناطقهم؟
من يتحمل المسؤولية هم بعض أتباع الإمارات من الجنوبيين الذي أصبحوا نسخه من وكلاء «بلاك واتر»، ويزجون بشبابنا في حرب لا لهم ناقة فيها ولا جمل، مستغلين حاجة بعض الشباب الجنوبي العاطل عن العمل. وأتمنى لو أن كل هذه التضحيات للشباب الجنوبي سيكون بعدها مردود لقضية الجنوب وتمنحه حريته  واستقلاله، ولكن كل ما في الأمر هي محرقة والمستفيد منها تجار الحروب من أدوات الإمارات المطيعة.

 

بماذا تعلق على الأحداث الأخيرة التي شهدتها جزيرة سقطرى؟
سقطرى جنوبية وستظل جنوبية، ولن تستطيع «دويلة الإمارات» المساس بها، صحيح أنها استغلت وضع البلد وحاولت إغراء أهل الجزيرة، ولكن كان الأهالي في يقظة وانتفضوا. ولكن الشي المؤسف أن الأشقاء في الخليج يستغلون وضع البلد ككل، فخرجت القوات الإماراتية وتم استبدالتها بقوات سعودية، وما يسمى بـ«الشرعية» اليمنية التي أتت بهم في سبات وصمت مخزٍ.

 

هل تعرّضتم لمضايقات أمنية خلال انعقاد المؤتمر الثاني للمجلس الثوري في مدينة عدن؟
نعم تعرّضنا لمضايقات أمنية سبقها حملة إعلامية شرسة، ولكن بإرادة الله وإرادة جماهيرنا قمنا بالمؤتمر ونجح نجاحاً كبيراً ولله الحمد.

 

بماذا تعلّق على تزايد اعتقالات الناشطين الجنوبيين ومحاولة تكميم أفواه المعارضين للوجود الإماراتي؟
طبيعة كل محتل يقوم بهكذا أساليب فيخلق كتيبة من المرتزقة الإعلاميين حتى يحسّنوا وجهة القبيح وسياسته القذرة ويشيطنوا كل من يعارض سياستهم. وتمّت الكثير من عمليات الاعتقال والمداهمات الخارجة عن الأخلاق والقانون، واعتقل كثير من الإعلاميين والنشطاء، آخرهم  القياديان في «الحراك الجنوبي» أحمد الكفو وسالم الجبل في المكلا بحضرموت، وهناك مئات المعتقلين دون تهم ولا محاكمة في سجون «الإحتلال الإماراتي» في عدن والمكلا.

 

ما الأسباب التي أدّت إلى الانفلات الأمني في محافظات الجنوب؟
للأسف، المُخرِج يريد أن يكون الجنوب هكذا، والمتابع للشأن الجنوبي يرى أن «المحتل الجديد يمشي على خطى الهالك عفاش»، فتراه يقصي القيادات وكوادر أمنية ذات الكفاءة ويعتمد على المليشيات وأشخاص من أتباعه ليس لهم في العمل الأمني، فدعمهم وجعلهم قيادات أمنية تنفذ له كل ما يريد، والنتيجة انفلات أمني لم تشهده مناطق الجنوب من قبل.

 

خلال جولتكم الأخيرة في عدد من العواصم الأوروبية إلى ماذا توصلتم بشأن القضية الجنوبية؟
كانت جولة ناجحة بكل المقاييس، نوقش خلالها الكثير مع مسؤولين أوروبيين، وطرحنا عليهم مشروعنا كتيار سياسي جنوبي، والحلول المقترحة للأزمة اليمنية عامة وقضية الجنوب خاصة بما يرضي الشعب في الجنوب، ورحبنا بدعوى عقد مؤتمر جنوبي – جنوبي، تبعتها جوله للأخ رئيس المكتب السياسي الجنوبي المناضل فادي باعوم، إلى عدة عواصم آخرها لقاؤه بالمبعوث الأممي لليمن مارتن غريفيث.

 

ما موقف «المجلس الثوري» من إعلان «المجلس الانتقالي الجنوبي» المدعوم إمارتياً؟
موقف «مجلس الحراك الثوري» عبّر عنه مباشرة في بيان رفض فكرة الاستعجال في إشهار كيان بهذه السرعة دون الرجوع إلى كل الأطياف السياسية الجنوبية، كما اعتبره «مجلس ردة فعل فقدان منصب»، وأتى بطلب خارجي، ولم يأتِ بإرادة شعبية أو ثورية.

 

بعد دعوة «الانتقالي» للحوار مع الأطراف الجنوبية هل تلقيتم اتصالاً للجلوس على طاولة التفاوض؟
كنا ومازلنا السبّاقين في الدعوة  إلى حوار بين الأطراف الجنوبية قبل حتى أن يتأسس «المجلس الانتقالي» وآخرها دعوة والمبادرة التي قدمها قائد الثورة الزعيم باعوم، في اجتماع الهيئة المركزية للمجلس عندما قدّم مبادرة مصالحة وطنية جنوبية – جنوبية، ولازلنا نرحّب بأي دعوة جديدة من أي طرف جنوبي شرط أن تكون الدعوة من طرف لايخضع للتبعية والإملاءت الخارجية.

 

أين دوركم على أرض الواقع ممّا يجري من عبث في الجنوب؟
نحن نتواجد على أرض الواقع وبكل مناطق وجزر ومحافظات الجنوب، من قبل أن يأتي هؤلاء «الغزاة الجدد»، وقد حذّرنا من هذا العبث قبل وقوعه، ونعمل على الأرض ونمارس عملنا السياسي والتنظيمي ونحقق نجاحات سواءً في الداخل أو على الصعيد السياسي الخارجي.

 

هل يمثل «المجلس الانتقالي» القضية الجنوبية؟
مجلس تم تأسيسه بطلب خارجي من أجل يكون أداة بيد أحد أطراف الصراع في عدن لا يمثل شعب الجنوب وقضيته العادلة، فلا زالت في الجنوب مكوّنات وقوى حيّة لم تنزلق في التبعية والارتهان.

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا