المشهد اليمني الأول/

 

في عملية استراتيجية هي الاولى من نوعها من حيث طبيعتها وابعادها اقدم سلاح الجو اليمني على تنفيذ اغارة جوية على مصفات النفط التابعه لشركة ارامكوا بالعاصمة السعودية الرياض التي تبعد من الحدود اليمنية اكثر من 1000 كيلومتر حيث اعقب هذه العملية اندلاع حريق هائل في هذه المصفاه وخزانات النفط مما يؤكد نجاح الاستهداف والحاق اضرار كبرى داخل المصفاة.

 

الجدير بالذكر والتحليل هنا هو كيف بلغت هذه الطائرة دون طيار هذه الهدف الاستراتيجي البعيد المدى? وكيف استطاعت ان تخترق مسافة قرابة 1300 كيلومتر دون ان تعترضها القبة الدفاعية الجوية او تكشفها انظمة الرادارات السعودية?

 

لامبالغة في القول بان هذه العملية النوعية لسلاح الجو اليمني المسير حبست الانفاس للكثير من المراقبين حيث وقد كسرت قواعد الاحتمال والحرب مخترقة كل التوقعات والحسابات، فالقدرات العالية التي اظهرتها هذه المقاتلة الغير مأهوله لها ابعادا مؤثره تأثيرا مباشرا في موازين القوى وعلى ساحة الجيوبليتك هي تمتاز و بانظمة توجية وتكنولوجيا متقدمه تظاعي تقريبا طائرة الدرونز الامريكية ، فقطعها لمسافة 1300 كيلومتر داخل العمق السعودي الى الرياض دون اعتراضها من قبل الدفاعات الجوية السعودية <<الباتريوت>>او رصدها من خلال الرادارات العسكرية منها العمودية اوالالكترونية البالغة التطور والتي هي مصممة لاعتراض ورصد اهدافا جوية مهما كانت نوعيتها فهذا لا يعكس سوى ان هذه الطائرة المسيرة لديها اجهزة تشويش متطورة و تملك قدرات للمناورة التكتيكية والتخفي وكل هذا يوحي بمدى التطور التي وصلت له.

من الناحية الاخرى والتي تتمثل في ماهية التداعيات التي ستعقب هذه العملية

أولاً قدرة هذه الطائرة على اصابة هدفها بدقة عاليه جدا ولايوجد نسبة خطأ فقصفها لمنشأة حيوية داخل الرياض بتلك الدقه والفاعلية يعد دقا لاسفين خطرا استراتيجي داهم على الامن القومي والاقتصادي للسعودية الذي اصبح تحت نيران الغارات الجوية اليمنية من اليوم فصاعدا، بالتالي هذا يجعل اقتصاد المملكة ومرابض محطات ومصافي النفط لشركة أرامكو المتوزعه في مختلف المناطق لاتقف امام خطر الصواريخ البالستية اليمنيه فحسب وانما هناك خطر جديد يتمثل في غارات الطائرات دون طيار.

 

الطائرة دون طيار لم تستهدف مصفاة بالرياض فقط وانما سددت ضربة قاصمة لمشروع ولي العهد محمد بن سلمان الذي خطط له لاشهر المتضمن احياء التنمية الاقتصادية للمملكة من خلال عرض اسهم شركة ارامكوا في البورصات العالمية على امل بيعها في هذا العام 2018 ، حيث ان تعرض ارامكوا للاستهداف المباشر من هذه الطائرات تجعل من الباحثين لشراء اسهمها يتراجعون ويعيدون الحسابات بحكم ان الامن لم يعد متوفر وهذا بدوره يكون عائقا ومانعا اساسيا من نجاح مشروع بن سلمان ببيع اسهم الشركة.

 

التداعيات لاتتوقف هنا فقط فمن ضمن ما حملته الطائرة صماد 2 اليمنية من معادلات ردع هو قدرتها على اصابة الاهداف بالرياض ولذلك هذا يعد تهديداً لحياة شخصيات النظام السعودي بالدرجه الاولى فاليوم الغارات استهدفت منشأة نفطية وغدا لربما قد تستهدف قاعة الاجتماعات للمسؤولين السعوديين او القصر الملكي او معاقل اقامة الامراء وهذا لايستبعد فطالما وان القوات اليمنية بات لديها هذا السلاح الاستراتيجي فلن تألو جهدا في التحضير لضربات قاتلة وخاطفة سيما وان الحرب على اليمن تزداد فداحة والازمة اليمنية الانسانية والاقتصادية في اسوأ المعايير العالمية.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أ.زين العابدين عثمان

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا