المشهد اليمني الأول/

 

تماماً كما تم تحويل جدة والطائف ونقلهما إلى مكة المكرمة بزعم إستهداف مكة بالصواريخ الباليستية، تفعل ذلك اليوم لنفس الأهداف، وعموماً ليست المرة الأولى التي تعلن فيه كلاً من السعودية والإمارات أن سفنها العسكرية أصبحت “إغاثية ونفطية”، كما حدث في “سويفت” و “المدينة” على التوالي، وفي كِلتا المناسبتين صرَّح مسؤولين أمريكيين أن تلك السفن كانتا بارجات حربية ولم تتعرضا للهجوم في المياه الدولية، وكأن أمريكا تريد القول لأدواتها أن كلفة الدخول في الحرب باهضة وستعيد النظر بحال الدفع السخي.

 

اليوم ترد السعودية بأنها ستعلّق جميع شحنات النفط الخام التي تمر عبر مضيق باب المندب إلى أن تصبح الملاحة خلال مضيق باب المندب آمنة، وذلك بشكلٍ فوري ومؤقت، زاعمةً أن تهديدات الحوثيين على ناقلات النفط الخام تؤثر على حرية التجارة العالمية والملاحة البحرية بمضيق باب المندب والبحر الأحمر.

 

هذا الإعلان يأتي كإعتراف ضمني بالفشل وهزيمة تحالف العدوان بإحتلال الحديدة وكل اليمن، ويأتي لطلب التدخل الأمريكي والبريطاني في العدوان بشكل مباشر في اليمن والساحل الغربي بشكل خاص.

 

اللواء السعودي المتقاعد “أحمد الشهري” أعلن ذلك بشكل صريح في مداخلة مع قناة العربية السعودية، تابعها المشهد اليمني الأول، إنه يجب أن يكون هناك رد سياسي من قبل الأمم المتحدة أما الرد من الولايات المتحدة الامريكية فهو يجب ان يكون رد عسكري بدون أي مجاملة، بحسب قوله.

 

الشهري طالب أمريكا والدول الغربية بتقديم دعم لتحالف العدوان بغرض إحتلال “ميناء الحديدة” ووضع اليد عليه، بالإضافةً إلى الموانئ الأخرى، كميناء الصليف ورأس عيسى، زاعماً أن كل هذه الموانئ سبب تهريب الأسلحة، وتنطلق منها العمليات التي تهدد الملاحة الدولية، حد زعمه.

 

دعوات اللواء الشهري، عبّرت عن لسان حال السعودية والتحالف وتتضمن اعترافاً بعدم قدرة تحالف العدوان على حسم المعركة أو ربما فشله فيها في ظل الدعم الذي يراه غير كافياً من قبل الولايات المتحدة التي باتت وفقاً للشهري، مطالبة بتولي المعركة بنفسها.

 

من جهة أخرى قد يُفهم من تحالف العدوان هذا التصرف، مغزاه أشياء أخرى، كالتأثير على تحركات المبعوث الأممي لليمن “مارتن غريفيث” الذي وصل إلى العاصمة اليمنية صنعاء أمس الأربعاء في زيارة تستغرق أيام، حسب مصادر محلية.

 

وكان عضو المجلس السياسي لأنصار الله وعضو الوفد الوطني المفاوض، فضل أبو طالب، قد كشف مؤخراً، أن تحركات المبعوث الأممي يراد إفشالها، وعمدت قوى العدوان للهروب للأمام وإختلاق معركة الساحل الغربي وفتحها، لجر المبعوث إلى مربع الحديث عن الساحل، بمعزل عن الحل السياسي الشامل المتضمن آلية سياسية وعسكرية متوازية.

 

كما يُفهم من هذا الأمر، شيء مهم، يتمثل بتوليد سخط كبير ضد اليمن، يؤثر على قرار القيادة والجيش واللجان الشعبية من إستهداف الناقلات النفطية على وجه الخصوص في أي مرحلة متقدمة للعدوان، حيث وقد توعد قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي بإستهداف هذه الناقلات بحال إتجت قوى العدوان بحماقة لغزو ميناء الحديدة.

 

بين هذا وذاك، من مؤكد اليوم أن العدوان يغرق أكثر من أي وقت مضى في اليمن، في ظل تصاعد قدرات الجيش واللجان الشعبية وتطور القدرات العملياتية وتكاملها، ترجمت بإنجازات كبيرة لسلاح الجو المسير، والقوات البحرية والدفاع الساحلي، بإستهداف بارجة وزورق في يوم واحد بعد يومين من عملية هجومية نوعية إستهدفت ميناء المخاء.

بواسطةالمحرر السياسي

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا