المشهد اليمني الأول/

 

توقفت صحيفة «فاينانشال تايمز» عند مزاعم الرياض بشأن تعرض ناقلتي نفط سعوديتين إلى هجوم من قبل حركة «أنصار الله» في مياه البحر الأحمر، مستعرضة تداعيات الهجوم على أسواق النفط العالمية.

 

هذا، ولفتت «فاينانشال تايمز»، إلى وجود روايتين بشأن الحدث نفسه، موضحة أن «التحالف»، الذي تقوده المملكة العربية السعودية، أعلن أن الهجوم البحري طاول ناقلتين نفطيتين، في حين أفاد تلفزيون «المسيرة»، التابع لحركة «أنصار الله»، بأن مقاتلي الحركة استهدفوا سفينة حربية سعودية في الساحل الغربي لليمن.

 

ومع الإشارة إلى تصريحات لوزير النفط السعودي خالد الفالح، جاء فيها أن بلاده سوف تعمد مؤقتاً إلى تعليق شحناتها من النفط عبر البحر الأحمر على خلفية الهجوم المزعوم، شددت الصحيفة البريطانية على أن الحدث «سوف يبطئ من وتيرة تسليم الخام، من جانب أكبر مصدر للنفط في العالم، إلى اثنين من الأسواق الرئيسية في أوروبا، وأمريكا الشمالية، على وقع ما تشهده سوق النفط بالفعل من توترات، وذلك بسبب انخفاض الإمدادات، والمخاطر الجيوسياسية المتزايدة».

 

ونقلت «فاينانشال تايمز» عن محللين في شؤون النفط، قولهم إن «القرار السعودي المشار إليه، جاء في وقت تبدو فيه سوق الخام تحت ضغوطات، للنصف الثاني من العام الجاري»، مع إعادة فرض العقوبات الأمريكية على صادرات إيران النفطية، وفي ظل مساعي واشنطن، بدءاً من نوفمبر، إلى وقف تلك الصادرات، وهو أمر «يتوقع أن يحد من الإمدادات» في الأسواق العالمية.

 

وأشارت الصحيفة إلى أن المملكة العربية السعودية، «الحليف الوثيق» للولايات المتحدة، بادرت إلى رفع إنتاجها اليومي من الخام، استجابة لدعوات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بهدف خفض أسعار الخام.
وفي هذا المجال، أفاد بوب ماكنلي، وهو استشاري في شؤون النفط، بقوله «بالنظر إلى وجود طاقة إنتاج احتياطية (لدى السعودية) تقارب الصفر، وفي ظل ارتفاع مخاطر وقوع اضطرابات في إيران، وأماكن أخرى، فإن تصريحات الوزير الفالح، سوف تلفت الانتباه، وتثير القلق، على نحو مؤكد، لدى عملاء وزبائن (المملكة)، خصوصاً في أوروبا، والولايات المتحدة».

 

وأردف ماكنلي، الذي سبق أن شغل منصب مستشار البيت الأبيض لشؤون الطاقة، أن «الهجمات (البحرية)، إلى جانب الإعلان السعودي عنها اليوم، سوف يصعّد من حدة التوترات مع إيران، التي تدعم قوات الحوثيين، التي عكفت، بصورة متزايدة، على تهديد الأصول النفطية، وشحنات الخام التابعة للسعودية، في البر والبحر»، في إشارة إلى استهداف حركة «أنصار الله» في الآونة الأخيرة لمنشآت البنى التحتية، ولمقرات تابعة لشركة «أرامكو» في جيزان والرياض.

 

وختمت الصحيفة بالإشارة إلى أن تصعيد حركة «أنصار الله» لهجماتها ضد البنية التحتية النفطية في المملكة العربية المتحدة، يثير «قلقاً متزايداً» في سوق النفط، لأن الأمر «قد يؤدي إلى اختلالات في المعروض» النفطي العالمي.

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا