المشهد اليمني الأول/

 

أصبحت قوات الجيش واللجان الشعبية على أبواب مدينة مأرب مجدداً، بعد أربع سنوات من العدوان، إلا أن اقترابها من مأرب مؤخراً جاء كردة فعل على تصعيد العدوان والمنافقين في جبهة نهم بالتزامن مع انعقاد مشاورات السويد. ولأن لكل فعل ردة فعل، فقد المنافقين مكاسب ثلاث سنوات على الأرض في صرواح في عدة أيام ولم تجنِ أي مكاسب في نهم.

 

انحسرت هجمات المرتزقة في جبهات نهم المتعددة، وتراجع الضغط العسكرية الذي فرضته تلك القوات منذ مطلع الشهر الحالي على الجيش واللجان الشعبية في جبهات الحول والقتب والمجاوحه والقرن. فتلك القوات التي نفذت أكثر من 40 عملية هجومية وتسلل عسكري خلال الفترة من 4 الى 21 ديسمبر الحالي، محاولةً التقدم في مناطق السلطاء والبارك والصافح وتبّة الصمود في الحَول، إحدى جبهات نهم المفتوحة. كما هاجمت مواقع في بني بارق والضبوعة ومواقع القرن وعيدة الشرقية وعيدة الغربية في المجاوحة، ونفذت أكثر من تسلل باتجاه تبة الصمود، وتبة حرب، وتبة التويتي، إلا أنها لم تحرز أي تقدم في الأرض، رغم مقتل وإصابة 700 مقاتل من منسبيها خلال فترة التصعيد الأخير.

الرد على نهم من صرواح

خلال تصاعد الهجوم على نهم، لم تعيد قوات الجيش واللجان تموضعها ولم تنتقل من موقع الدفاع إلى الهجوم، بل ظلت في مواقعها الدفاعية تصد الزحوفات وتهاجم التجمعات بقصف مدفعي وصاروخي، وطيلة أيام تصعيد المنافقين الذي اشتركت فيه عدد من الألوية والمعسكرات وعلى رأسها اللواء 141 الذي يقوده هاشم الأحمر قائد «المنطقة العسكرية السادسة»، لم تنفذ قوات الجيش واللجان سوى عدد من عمليات الإغارة في التباب السود بأطراف حريب القراميش، وفي جبهة الحول، والتي تندرج في إطار الدفاع، كونها عمليات خاطفة لا تهدف إلى السيطرة بل إلى إلحاق خسائر بشرية ومادية كبيرة بالقوات المعادية .

 

إلا أن قوات الجيش واللجان انتقلت من موقع الدفاع في جبهة نهم، إلى موقع الهجوم في جبهة صرواح الاستراتيجية خلال الأيام الماضية لتعيد معركة نهم إلى المربع الأول التي انطلقت منه، وبطريقة تكتيكة جديدة ملأت الفراغات التي خلفها تحشيد المرتزقة إلى نهم، لتنفذ عملية عسكرية مخططة ومحكمة قلبت المعادلة على المنافقين في نهم، ووضعتها تحت رحمة نيرانها مرة أخرى، حيث أكد البيان العسكري الصادر عن المتحدث الرسمي للقوات المسلحة العميد يحيى سريع، أمس الأول أن «العملية العسكرية الواسعة التي نفذت في جبهة صرواح جاءت رداً على التصعيد العسكري لقوات هادي في نهم». مؤكداً إحكام السيطرة على سلسلة جبلية واسعة والمواقع والتباب التي تقدم فيها المنافقين خلال العامين (2016ـ 2017) وبمساحة 34 كيلو»، مشيراً إلى أن «قوات الجيش واللجان الشعبية بذلك التقدم تكون قد سيطرة على 90 % من مديرية صرواح الواقعة غرب مدينة مأرب».

كوفل آيل للسقوط

بعد أن حقق الجيش واللجان تلك المكاسب على الأرض، في مديرية صرواح، بمحافظة مأرب، خلال الأيام الماضية، لا تزال المعركة مفتوحة وسط تبادل الاتهامات بين حزب «الإصلاح» وأطراف مواليه لهادي والإمارات في مأرب بتسليم المديرية والخذلان والتواطؤ والخيانة، إلا أن قوات الجيش واللجان تواصل معركتها في صرواح دون توقف. فمساء أمس وفجر اليوم اقتربت المعركة من معسكر كوفل الذي سقط بعد استهدافه من قبل طيران العدوان بالمئات من الغارات الجوية عام 2015، ومن خلال كثافة الغارات فجر اليوم على معسكر كوفل يتضح مدى مخاوفه من سقوطه مجدداً تحت سيطرة الجيش واللجان الشعبية.

أهمية صرواح

تحتل صرواح أهمية استراتيجية بالغة لمأرب وصنعاء، فمن يسيطر على صرواح يسيطر نارياً على مدينة مأرب، ويتمكن من التحكم بكافّة طرق الإمداد القادمة من مأرب نحو صنعاء، ونظراً لتلك الأهمية يصف خبراء عسكريون صرواح بـ«خطّ الدفاع الأوّل عن صنعاء»، فهي ظهر نهم المكشوف وبوابة الدخول إلى صنعاء بأقلّ الخسائر، من مسارات متعددة، كطريق صروح الزعن خولان الواقعة في محافظة صنعاء، يضاف إلى أن السيطرة عليها تمنح قوات الجيش واللجان هامش واسع من المناورة في نهم.