فرضت مليشيا “الانتقالي الجنوبي”، الذراع الإماراتي في الجنوب اليمني، حصارًا مشددًا على مئات النساء في مدينة عدن، حيث منعت توجههن إلى ساحة العروض للمشاركة في احتجاج شعبي ضد تردي الأوضاع المعيشية والخدمية التي باتت كابوسًا يوميًّا يُهدّد حياة السكان منذ سنوات.
وقالت مصادر إعلامية إن مليشيا الانتقالي نشرت تعزيزات عسكرية كبيرة في منطقة خور مكسر، وأغلقت الشوارع الرئيسية والفرعية المؤدية إلى ساحة العروض، في محاولة لمنع النساء من التجمع والتعبير عن مطالبهم المشروعة بتوفير الكهرباء وتحسين ظروف الحياة اليومية التي غرقت في مستنقع الإهمال والفقر.
وأكدت المصادر أن قيادات المليشيات استخدمت أساليب قمعية جديدة عبر نشر عناصر نسائية ضمن صفوفها، في محاولة للحد من توافد النساء المشاركات في الفعالية، في خطوة تُظهر مدى القلق الذي يسيطر على هذه الجمات من تصاعد الغضب الشعبي، خاصة في أوساط المرأة التي تحملت وطأة الحصار الاقتصادي وانعدام الخدمات الأساسية.
وفي موازاة ذلك، نظّم مئات المواطنين من أحياء كريتر وقفة احتجاجية في جولة الفل، مساء السبت، للمطالبة بإطلاق سراح الناشط الاجتماعي “فؤاد الديقان”، الذي اختطفته فصائل الانتقالي قبل أيام، إضافة إلى جميع الشباب المختطفين على خلفية مشاركتهم في احتجاجات سابقة للمطالبة بتحسين الخدمات وتوفير الحد الأدنى من مقومات الحياة.
تعيش عدن، تحت سيطرة مليشيات تحالف العدوان، كارثة إنسانية شاملة، تتمثل في انهيار اقتصادي غير مسبوق، وانقطاع مستمر للكهرباء والمياه، وتدهور كبير في القطاعات الخدمية والصحية، في ظل فشل ذريع لحكومة المرتزقة في تقديم أي حلول فعلية أو تدخلات إغاثية تنقذ السكان من دوامة الفقر والجوع التي تتفاقم يومًا بعد يوم، ليس فقط في عدن، بل في معظم المحافظات الجنوبية.
ويُظهر هذا الحصار الأمني على النساء والأطفال، أن المشروع الانفصالي المدعوم إماراتيًا لم يعد يحمل أي مشروعية شعبية، وأن شرعية الميدان بدأت تنقلب ضده، في ظل تصاعد الاحتجاجات الشعبية التي تفضح زيف الخطابات الزائفة حول التنمية والتحرير، بينما الواقع يُثبت أن هذا الكيان لا يجيد سوى إدارة الأزمات وتكريس المعاناة.