نشر الإعلام العبري، السبت، صوراً لوفد إسرائيلي أثناء تفقده جبهات القتال في عدد من المحافظات الجنوبية، وبمشاركة شخصية عسكرية احتياطية بارزة تدعى جوناثان سباير، التي ظهرت موثّقة للزيارة بصفة صحفية.
وأوضحت الصور أنّ الوفد الصهيوني وصل إلى جبهات القتال في الضالع، المعقل الأبرز للمجلس الانتقالي الموالي للإمارات، كما شملت الجولة كلاً من عدن وأبين وشبوة وباب المندب، بحسب ما أكدته صحيفة جيروزاليم بوست العبرية.
الصحيفة كشفت أن قائد القوات المشتركة للمجلس الانتقالي صالح سلام قدّم للوفد الإسرائيلي قائمة تفصيلية بالأسلحة والمعدات العسكرية المطلوبة، في خطوة اعتبرها مراقبون إقراراً صريحاً بارتباط تلك الفصائل بأجندة واشنطن وتل أبيب. وتشمل المطالب مضادات للدفاع الجوي وأسلحة هجومية متطورة، ما يشي بتوجه واضح نحو تصعيد عسكري جديد.
الزيارة تأتي في وقت حساس، إذ تتزامن مع بدء عمل اللجنة الأمريكية – الإماراتية الخاصة بتوحيد الفصائل الموالية للتحالف في جنوب وغرب اليمن، في مؤشر على ترتيبات ميدانية تمهّد لـ تصعيد بري واسع النطاق.
ويرى مراقبون أن تحريك المرتزقة في جنوب اليمن لن يحقق للعدو أهدافه الإستراتيجية باختراق الجبهة الشمالية، لكنه يسعى من خلاله إلى إشغال اليمنيين في حروب داخلية، وهو ما يُعد محاولة لفتح ثغرات تخدم مخططاته في المنطقة، وتمهّد الطريق أمامه لمواصلة مشروعه الرامي إلى تصفية القضية الفلسطينية.
وفي ظل فشل الكيان الصهيوني في احتواء العمليات اليمنية المساندة لغزة والتي تصاعدت بشكل لافت خلال الأسبوعين الأخيرين، تبدو هذه التحركات بمثابة مؤشر على ارتباك استراتيجي وخشية متزايدة من تحوّل الحرب إلى جبهة استنزاف مفتوحة لا يملك العدو أدوات الانتصار فيها.