قدّم المبعوث الأممي إلى اليمن، هانس غروندبرغ، إحاطته أمام مجلس الأمن، الإثنين، 15 سبتمبر 2025، لكن حديثه جاء مبتوراً ومنحازاً في نظر صنعاء.
وركّز غروندبرغ على أن الصراع اليمني يمثّل “خط صدع إقليمي يهدد الاستقرار”، محذّراً من الأنشطة العسكرية في الضالع ومأرب وتعز، لكنه تجاهل ذكر العدوان المستمر منذ عشر سنوات والحصار الذي يفاقم معاناة الملايين.
كما طالب بخفض التصعيد والابتعاد عن الإجراءات الأحادية، في وقت أغفل فيه ممارسات المرتزقة التي دمّرت الاقتصاد وأثقلت كاهل المواطن اليمني.
الأدهى أن المبعوث خصّص مساحة واسعة من إحاطته للحديث عن ملف المعتقلين من خلايا التجسس، واعتبره أولوية، في تجاوز واضح لولايته كوسيط، بينما لم يتطرق للطرف المعرقل الحقيقي لعملية السلام، وهو الولايات المتحدة التي عطلت خريطة الطريق بسبب الموقف اليمني المساند لغزة.
وحتى عندما أشار إلى بعض المؤشرات الاقتصادية الإيجابية، قدّمها وكأنها ثمرة تعاون دولي، متجاهلاً أن صمود صنعاء وإدارة مؤسسات الدولة الوطنية هي التي حالت دون الانهيار الكامل.
وبذلك، جاءت إحاطته لتكرّس رواية القوى المعتدية، متجاهلةً الأسباب الجذرية للأزمة، في حين تؤكد صنعاء أنها متمسكة بالسلام العادل والشامل، ولن تتردد في الدفاع عن الوطن إذا واصل العدوان وحلفاؤه المراوغة والتصعيد.
