المزيد

    ذات صلة

    الأكثر مشاهدة

    ASUS تطلق واحدا من أفضل الحواسب للمصممين ومحبي الألعاب الإلكترونية

    بدأت ASUS بالترويج لحاسبها الأحدث من فئة ROG Strix...

    الهلال السعودي يواجه الغرافة الليلة في قمة آسيوية نارية سعيًا لتعزيز الصدارة

    يستعد نادي الهلال السعودي لمواجهة نظيره الغرافة القطري مساء...

    تحذير طبي: قضاء وقت أطول في السرير شتاءً قد يعرّضك لمخاطر خفية

    يقضي كثير من الناس وقتا أطول في السرير مع...

    صبر اليمن ينفد.. ويدُه على الزِّناد

    حصار وجرائم حدودية واستفزاز جوي ومماطلة ومراوغة سعوديّة.. تمرّ...

    من صنعاء إلى الرياض: تركُ الفُرصة غُصّة

    تُطلُّ صنعاء اليوم على الساحة بواقعٍ واضحٍ لا لبس...

    صبر اليمن ينفد.. ويدُه على الزِّناد

    حصار وجرائم حدودية واستفزاز جوي ومماطلة ومراوغة سعوديّة.. تمرّ اليمن، بلد الإيمان والحكمة، بمرحلة استثنائية من تاريخها، شكلت فيها إرادَة الشعب وصموده في وجه الظروف القاسية أعظم درسٍ في الكرامة والعزة.

    ففي خضم المعاناة الإنسانية الناتجة عن الحصار الذي تفرضه قوى العدوان بقيادة أمريكا وكَيان الاحتلال بدعم من التحالف الذي تقوده السعوديّة والإمارات، يبرز جليًّا التناقض الصارخ بين واقعين: واقع الشعب اليمني الأبي الذي يعاني من ويلات الفقر والجوع والحرمان، وواقع تلك الدول التي تنعم بثرواتٍ طائلة تنفقها على دعم آلة الحرب والدمار وإذكاء الصراعات والفتن في الأرض وتقديم الترليونات للأمريكان متهربةً من استحقاقات الشعب اليمني.

    لقد أوصلت سياسات العدوان الشعب اليمني إلى حافة الهاوية من خلال تدمير منهجي للبنى التحتية وتدمير الأسواق والمنازل على رؤوس ساكنيها؛ مما خلف آلاف الشهداء والجرحى.

    كما أن نقل البنك المركزي إلى عدن كان جزءًا من حرب اقتصادية خبيثة خنقَت الاقتصاد وحرمت الشعب من أبسط مقومات العيش.

    بينما تتحمّل حكومةُ الإنقاذ الوطني، رغم الإمْكَانيات المحدودة، مسؤوليتها في توفير ما تيسر من احتياجات الشعب، وتعكفُ الهيئة العامة للزكاة على أداء دورها في مواساة الفقراء والمحتاجين؛ مما يعكس روح التكافل والإيمان التي يتسم بها هذا الشعب العظيم.

    وفي ظل هذه الظروف المعيشية الصعبة، يضطرّ العديد من أبناء اليمن إلى البحث عن لقمة العيش في المناطق الحدودية مع السعوديّة، مستندين إلى ما كفّلته اتّفاقية الطائف من حقوق.

    لكن النظام السعوديّ؛ بدلًا من احترام هذه الاتّفاقيات والإنسانية، ارتكب مجازرَ وحشيةً بحق مواطنين عُزّل، قتلًا واعتقالا وتعذيبًا، دون أدنى مراعاة للدم اليمني الكريم.

    لقد أصبح القتل والاعتقال التعسفي على الحدود وافتعال التهم وسيلةً للتنكيل بشعبٍ يبحث فقط عن قوت يومه.

    ومنذ توقيع الهدنة، لم تلتزم دول العدوان ببنودها، بل استمرت في سياسة المماطلة وخلق الفتن وإذكاء الصراعات الداخلية، وتراهن على الانهيار الداخلي؛ وهي مُستمرّة في تحالفاتها مع أمريكا وكَيان الاحتلال في حربها الاقتصادية ضد اليمن.

    كما وفّرت الدعم اللوجستي والمخابراتي والعسكري للعدوان الأمريكي والإسرائيلي وللمرتزِقة في الداخل، واستفزّت أبناء المناطق الحدودية بالتحليق المُستمرّ وفتح حاجز الصوت بالطيران الحربي في خطوةٍ تصعيدية وغير مسبوقة منذ توقيع الهُدنة، واستمرت في تحشيد المرتزِقة على الحدود وفي المناطق الخاضعة لنفوذها، وتستمر في زرع الجواسيس من الخونة داخل الشعب اليمني لزعزعة الوضع الداخلي.

    كل ذلك جزء من مؤامرةٍ أكبر تهدف إلى إضعاف اليمن وتشتيت جهوده؛ مِن أجلِ التَهَرّب من التزاماتها في دفع تعويضات جبر الضرر وإعادة الإعمار ورواتب الشهداء والموظفين.

    إننا نقول لدول العدوان: كفى! كفى سفكًا للدماء على الحدود، كفى اعتقالا للأبرياء في سجونكم، كفى حصارًا ومؤامرات.

    لقد حان وقت الوفاء بالاستحقاقات والالتزامات تجاه هذا الشعب الذي تحمل ما لا يُطاق.

    إن صبر الشعب اليمني له حدود، ولن يستمرّ وقد بدأت مؤامراتُكم تنكشف يومًا بعد يوم. وهذا الشعب العظيم قادر، بإذن الله، على أن يجرف عروش الظلم والطغيان، وأن يردّكم إلى الوراء مِئة عام.

    هذه الجولة القادمة، إذَا ما جاءت، ستكون سريعةً وخاطفةً، لأن الله ناصر المستضعفين، وهو خير حافظٍ وأرحم الراحمين.

    والعزة لليمن، والعاقبة للمتقين.

    ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

    علي هراش

    spot_imgspot_img