في صفعة استخباراتية غير مسبوقة وجّهتها كتائب القسام للاحتلال الصهيوني، كشفت المقاومة، مساء الأربعاء، عن خدعة أمنية متقنة أربكت جيش الاحتلال وأهانت أجهزته الاستخباراتية أمام العالم، مؤكدة أن المشاهد التي بثّها العدو حول استخراج جثث قتلاه في حيّ الشجاعية كانت مسرحية من صناعة المقاومة أُعدّت بعناية لإيقاعه في الفخ.
وقالت الكتائب في بيان ناري، إنها ستسلّم جثة أحد الأسرى الإسرائيليين عند الساعة التاسعة مساءً بعد العثور عليها في حي الشجاعية، موضحة أن الاحتلال كان يراقب عمليات استخراج الجثث عبر طائراته المسيّرة، لكنه وقع ضحية مشهد تمثيلي أمني محكم صمّمه جهاز أمن المقاومة بدقة مذهلة.
وأضاف البيان أن جيش العدو، الذي وثق بتسجيلات البث الحي، أدرج مواقع العملية ضمن بنك أهدافه وقصفها لاحقاً بعد وقف إطلاق النار، في محاولة بائسة للتغطية على فضيحته الاستخباراتية المدوية، مشيرة إلى أن ما حدث “كشف عجز المنظومة الأمنية الصهيونية أمام براعة المقاومة في الميدان والمعلومة”.
وأكدت كتائب القسام أن المشاهد التي بثّها الاحتلال لم تكن سوى عملية تضليل محكمة نُفّذت ضمن خطة أمنية تهدف إلى إرباك العدو، وإظهار هشاشته أمام جمهوره الذي يعيش حالة انهيار نفسي غير مسبوق منذ بدء الحرب.
ويأتي هذا التطور في سياق المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار الذي بدأ في 10 أكتوبر الماضي بموجب الخطة الأمريكية التي تبنّاها دونالد ترامب، والتي وُصفت بأنها غطاء سياسي لاستمرار الحرب الصهيونية على المدنيين في غزة.
في المقابل، تحاول تل أبيب ابتزاز المقاومة بربط المرحلة الثانية من الاتفاق بتسليم بقية الجثث، بينما تؤكد حماس أن الدمار الواسع الذي خلّفه العدوان يجعل عمليات الانتشال معقدة وتستغرق وقتاً طويلاً.
وكشف المكتب الإعلامي الحكومي في غزة عن وجود أكثر من 9500 مفقود فلسطيني يُعتقد أن جيش الاحتلال قتلهم ودفنهم تحت أنقاض قصفه الأمريكي الصهيوني المشترك، بينما يقبع أكثر من 10 آلاف أسير فلسطيني في سجون الاحتلال، بينهم نساء وأطفال يتعرضون للتعذيب والتجويع والإهمال الطبي الممنهج.
ورغم اتفاق الهدنة، يواصل جيش الاحتلال ارتكاب جرائم حرب متكرّرة، إذ وثّقت منظمات حقوقية أكثر من 200 خرقٍ للاتفاق منذ توقيعه، أسفرت عن عشرات الشهداء والجرحى وتدميرٍ جديدٍ للبنى السكنية في قطاع غزة.
وبحسب الإحصاءات الرسمية، بلغت حصيلة العدوان حتى الآن أكثر من 68 ألف شهيد و170 ألف جريح، معظمهم من النساء والأطفال، فيما قدّرت الأمم المتحدة تكلفة إعادة إعمار غزة بـ70 مليار دولار — في مشهد يختصر حجم الجريمة التي ارتكبها الاحتلال بدعم أمريكي مطلق وصمت دولي فاضح.
وبهذا المشهد الأسطوري، أثبتت القسام أن الحرب لم تعد في الميدان فقط، بل في عمق وعي العدو نفسه، حيث تحوّلت المقاومة من هدفٍ للملاحقة إلى كابوسٍ استخباراتي دائم يطارد “إسرائيل” من غزة إلى تل أبيب.
