المزيد

    ذات صلة

    الأكثر مشاهدة

    مواقع العدوّ لا تنشر سوى ما يخدمُه

    وبتفاخر تناقل الأغلبية وعلى نطاق واسع ما نشرته مواقع...

    الشرع في البيت الأبيض.. سوريا من حصة من؟

    مع انتظار أولويات الإدارة الأميركية في التعامل مع نظام...

    العَلَم اليمني: توأم العلم الفلسطيني في معاداة الصهيونية وآل سعود

    عندما أقدم النظام السعودي على قمع كل من يرفع...

    ماذا تريد السعوديّة من أمريكا؟ وماذا تريد أمريكا من السعوديّة؟

    لم يعد خافيًا على أحد أن العلاقة بين المملكة...

    وللقبائل اليمنية طوفانها الساحق لأعدائها

    إذا زلزلت القبائل اليمنية الأرض بشموخها وكبريائها وقوة بأسها،...

    معهد أسترالي: الحرب على اليمن تخلق جيلاً كاملاً لا يعرف القراءة والكتابة

    كشف معهد “لووي” الأسترالي في تقرير حديث أن الحرب التي شنّها التحالف السعودي الإماراتي على اليمن منذ مارس 2015، لم تخلّف فقط دماراً مادياً واسعاً ومئات الآلاف من الضحايا المدنيين، بل أبادت مستقبل التعليم في البلاد، ودفعت بجيل كامل من الأطفال إلى الأمية وفقدان حقهم الأساسي في التعلم.

    وأشار التقرير إلى أن الحرب التي بدأت في 26 مارس 2015 دمّرت البنية التحتية لليمن، بما فيها المدارس والمستشفيات والمنشآت الاقتصادية، موضحاً أن منظمة اليونيسف تؤكد أن أكثر من 11 مليون طفل يمني بحاجة إلى دعم تعليمي عاجل، بينما 3.2 ملايين طفل خارج المدارس بالكامل حتى عام 2024.

    وبيّن المعهد أن واحدة من كل أربع مدارس في اليمن أصبحت غير صالحة للتعليم بسبب القصف الجوي، وأن أكثر من 3400 مدرسة دُمرت أو تضررت خلال العقد الماضي. كما أن وقف إطلاق النار الذي رُعِي أممياً في عام 2022 لم يُعد الأمان ولا الاستقرار لمعظم الطلاب، إذ ما يزال الخوف من العنف والدمار يحول دون عودة ملايين الأطفال إلى مقاعد الدراسة.

    ونقل التقرير عن منظمة إنقاذ الطفولة أن 76% من الطلاب لا يشعرون بأي تحسن في الأمان، بينما أشار 14% منهم إلى أن العنف المباشر هو السبب الرئيس لتوقفهم عن الدراسة. أما الأزمة الاقتصادية الخانقة فقد جعلت التعليم رفاهيةً لا يستطيع كثيرون تحملها، حيث واحدة من كل خمس أسر يمنية تعجز عن دفع الرسوم المدرسية أو شراء الكتب.

    وأوضح المعهد أن ثلثي الشعب اليمني يعيشون تحت خط الفقر، مع نزوح أكثر من 4.5 ملايين شخص. وفي ظل واقع كهذا، تتحمل الأسر تكاليف معيشية قاسية — إذ تبلغ فاتورة الطعام الشهرية لأسرة مكونة من سبعة أفراد نحو 85 دولاراً — ما يدفع كثيراً من الأطفال إلى ترك التعليم والبحث عن عمل لإعالة عائلاتهم.

    ولم يسلم المعلمون من آثار الحرب؛ فـ أكثر من 170 ألف معلم لم يتلقوا رواتبهم المنتظمة منذ سنوات، مما زاد من تدهور النظام التعليمي، وترك المدارس بلا كوادر كافية أو مؤهلة.

    ورغم قتامة المشهد، يشير التقرير إلى بعض بوادر الصمود في التعليم العام، حيث التحق نحو 7.5 ملايين طالب بالمدارس خلال العام الدراسي 2021–2022، بينهم 252 ألف طالب في برامج محو الأمية والتعليم البديل. غير أن التمويل الإنساني الموجّه للتعليم ظل هزيلاً، إذ لم تتجاوز حصته 2.3% من إجمالي المساعدات بين 2014 و2022، وبلغ ذروته في 2019 قبل أن ينخفض مجدداً بشكل حاد في 2022.

    واختتم المعهد تقريره بتشبيه مؤلم، قائلاً إن التعليم في اليمن تحوّل خلال سنوات الحرب من حقٍّ إنساني إلى ترفٍ بعيد المنال، وإن “جواز سفر المستقبل” الذي تحدّث عنه مالكولم إكس فُقد بين أنقاض المدارس وأصوات القصف. واليوم، يقف اليمن على حافة كارثة تعليمية وإنسانية، إذ يواجه جيلاً كاملاً خطر الجهل، فيما العالم يكتفي بالصمت أمام أطول حرب دمّرت طفولةً ومواهب أمة بأكملها.

    spot_imgspot_img