المزيد
    الرئيسية بلوق

    خبير نفطي يحذر: ظهور الغاز في بني حشيش.. شواهد هيدروكربونية تستدعي التقييم لا الارتجال

    طالعنا مؤخرًا خبر قيام عدد من المواطنين في منطقة عيال مالك، الواقعة في أعلى وادي السر في مديرية بني حشيش، بحفر بئر ماء، إلا أنهم تفاجأوا بظهور كميات لا بأس بها من الغاز (Gas Emissions) تصاعدت إلى السطح. هذا الحدث أعاد إلى الأذهان ما وقع عام 2024 في هجرة شوكان خولان، حين ظهرت مؤشرات مماثلة في إحدى الآبار، ثم توقفت بعد أيام، دون استكمال الحفر أو التقييم الفني الدقيق.

    تزامن الحدث الجديد مع معطيات جيولوجية سبق لي تحليلها ضمن دراسة موسعة قمت بها بعنوان: مراجعة الإمكانات الهيدروكربونية في قطاع 21 | حوض صنعاء، صدرت بتاريخ 11 يوليو 2024، والتي تناولت بالحفر والتحليل العلمي احتمالية وجود تراكمات غازية (Gas Accumulations) في المنطقة الممتدة من خولان وحتى بني حشيش، بناء على شواهد ظهرت في عدد من الآبار السطحية المحفورة لأغراض مائية.

    شكل رقم 1 خريطة للحدود الادارية والمنطقة موضوع الدراسة

    التفسير الجيولوجي للظاهرة

    تبيّن الدراسة أن العمود الجيولوجي للمنطقة يحتوي على صخور حاملة للمواد العضوية (Organic-Rich Formations)، وقد ساهم النشاط البركاني المرتبط بتفتح البحر الأحمر خلال العصر الثلاثي (Tertiary Rift Volcanism) في نضوج هذه المواد وتكوّن الغاز في أعماق التكوينات الرسوبية.

    • تم تحديد أن الغاز محصور في طبقات رملية (Sandstone Reservoirs) في أعلى تكوين الغراس (Al-Gharas Formation)، ضمن مجموعة الطويلة (Tawilah Group)، وتحديدًا ما يعرف بـ”العمش”.
    • التحليل أظهر أن الطبقة السوداء المصمتة (Seal Rock) منعت الغاز من الهروب إلى الأعلى، مما ساعد على تكوين مصائد غازية (Gas Traps).
    • في الحالات التي تم فيها اختراق هذه الطبقات، شوهد تصاعد الغاز واشتعاله كما حدث في بئر الشرفة عام 2015، وفي شوكان عام 2024، حيث استمر الغاز لأيام قبل أن يتوقف.

    لكن من المهم التأكيد أن هذه الآبار تم حفرها بطريقة بدائية، ولم تُنفذ وفق المعايير الفنية الخاصة بـحفر الآبار الاستكشافية (Exploratory Well Drilling). لم تُنزّل فيها المحافظات (Casing Strings)، ولم تُستخدم سوائل الحفر أو أدوات القياس الجيولوجي المناسبة، ما أدى إلى انهيار جدران البئر (Wellbore Collapse) وربما فقدان الضغط، وبالتالي توقّف الغاز.

    شكل رقم 2 العمود الجيولوجي المبسط للبئر التي حفرت في خولان 2024

    ما بين الاكتشاف والجدوى الاقتصادية

    من المهم التمييز بين ما يُعرف بـالاكتشاف الغازي (Gas Show) والجدوى التجارية (Commercial Viability). فوجود الغاز في بئر ماء هو مؤشر إيجابي، لكنه لا يكفي للجزم بوجود احتياطيات اقتصادية (Recoverable Reserves). فكمية الغاز، وامتداد التكوين، وجودة الصخر، وسلامة المصيدة، وضغط الخزان، كلها عناصر لا يمكن تحديدها إلا عبر بئر استكشافية مكتملة.

    ومن هنا، فإن توقف تصاعد الغاز في بئر لا يعني بالضرورة نضوبه، بل قد يكون ناتجًا عن تهدم البئر (Wellbore Damage) أو سوء إدارة عملية الحفر.

    توصيات فنية علمية

    خلصت الدراسة إلى تقسيم المنطقة إلى ثلاث نطاقات ذات احتمالية واعدة متفاوتة وتقع بئر بني حشيش في المنطقة B  وهي ذات واعدية ولكن تحتاج الى دراسات موسعة ولهاذ فإن الدراسة اوصت بناءً على المؤشرات السطحية والجيولوجية، وأوصت بالتالي:

    1. إعادة دراسة التوزيع تحت السطحي (Subsurface Mapping) لتكوينات مجموعة الطويلة.
    2. تقييم الخواص الفيزيائية للصخور (Petrophysical Properties) عبر تحليل المكاشف السطحية.
    3. فحص المحتوى العضوي (TOC – Total Organic Carbon) للصخور المصدرية المحتملة.
    4. دراسة التدرج الحراري (Geothermal Gradient) وتأثير النشاط البركاني على نضوج المواد العضوية.
    5. استخدام بيانات الآبار القديمة التي اخترقت طبقات العمش أو البلق، مثل بئر الشرفة وهجرة شوكان واعالي وديان بني حشيش .
    6. إجراء تحاليل كيميائية (Geochemical Analysis) للآبار التي تظهر فيها سوائل لزجة مختلطة بالمياه.

    فيما يخص الإجراءات الفنية فإننا نوصى بعمل برنامج استكشافي متكامل لإعادة تقييم القطاع وكافة المعلومات المتعلقة به والتي اهمها :

    • استخراج البيانات الخاصة بالآبار المحفورة وكل ما يتعلق بالقطاع ودراسته
    • الاطلاع على التقارير السابقة الخاصة بالنزول الحقلي في البئر الأولى في عام 2015 وفي 2024 والاستفادة من التحليلات والفحوص التي تم اجراءها آنذاك.
    • إنزال فريق فني متخصص لدراسة ما جاء في هذا التقرير ومطابقته مع المعلومات التي لديهم في الهيئات المختصة سواء هيئة النفط او هيئة المعادن والمساحة الجيولوجية.
    • اشراك المعنيين في مياه الريف في بناء تصاميم معينة لحفر الابار المطلوب حفرها لتقييم المنطقة
    • قيام هيئة مياه الريف بتولي حفر ابار للشرب لأبناء المنطقة لمنع أي خطر عليهم مثلما حدث في 2015 ، 2024 وحاليا في 2025.
    شكل رقم 3 ملخص بالمناطق المحتمل تواجد فيها الغاز عند حفر ابار جديدة فيها وتم تقسيمها الى ثلاث مناطق بناء على احتمالاتها وتوفر المعلومات فيها (بتصرف من المهندس المقطري 2024)

    تحذير من الارتجال واستباق النتائج

    في ظل هذه المؤشرات، من غير المقبول التسرع في إصدار أحكام متفائلة أو متشائمة. المنطقة بحاجة إلى تقييم احترافي كامل، ولا يمكن حسم الجدوى الاقتصادية إلا عبر بئر حفر موجه ومعياري (Properly Engineered Exploration Well)، مزود بكل أدوات الفحص والتحليل الجيولوجي والفيزيائي.

    ندعو الجهات المختصة إلى التعامل بحذر وحكمة، كما نناشد المواطنين والمتابعين عدم القفز إلى استنتاجات قد تكون مبالغ فيها أو غير واقعية. ما نشهده اليوم ليس “طفرة” غازية، بل “إشارة جيولوجية” تستحق الدراسة، لا التهويل ولا التجاهل.

    ختامًا

    نضع هذه الملاحظات والتوصيات أمام الجهات المعنية، آملين أن يُنظر إلى الظاهرة بمنهج علمي رصين، وأن يتم تقييمها ضمن استراتيجية استكشاف حقيقية، قد تسهم – إن ثبتت الجدوى – في فتح آفاق اقتصادية جديدة لليمن.

    ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    بقلم: د. عبدالغني جغمان
    خبير نفطي واستشاري في تنمية الموارد الطبيعية

    بين خنق غزة وإنقاذ الاحتلال.. النظام السعودي يفتح موانئه لـ”إسرائيل” لمحاولة كسر الحصار اليمني

    كشفت مصادر موثوقة عن تحرك سعودي مثير للجدل يهدف إلى تخفيف آثار الحصار البحري الذي تفرضه صنعاء على كيان الاحتلال الإسرائيلي، من خلال فتح الموانئ السعودية أمام شحنات تجارية موجهة نحو إسرائيل في تطور يعكس مستوى غير مسبوق من التطبيع الاقتصادي بين الجانبين.

    وبحسب المعلومات، فقد تم رصد تحركات سفينة شحن غادرت ميناء جدة السعودي متجهة إلى ميناء إيلات الخاضع لسيطرة الاحتلال، ما يؤشر إلى تحول خطير في مسار العلاقات من الاتصالات السرية إلى تعاون تجاري معلن، يتجاوز الخطوط الحمراء ويضع السلطات السعودية في موقع مناهض فعلياً للمبادرات الشعبية والدعم العربي والإسلامي للمقاومة الفلسطينية.

    يأتي هذا التطور في وقت يستمر فيه العدوان الإسرائيلي الوحشي على قطاع غزة والضفة الغربية، حيث تتوالى المجازر بحق المدنيين، ما يجعل هذه الخطوات التجارية بمثابة صفعة للإرادة الشعبية الرافضة للتطبيع ومساهمة غير مباشرة في إنقاذ إسرائيل من الضغط العسكري والاقتصادي الذي تمارسه صنعاء نصرة لفلسطين.

    وترى أوساط مراقبة أن هذا النوع من التعاون لا يمكن فصله عن السياق الإقليمي المتسارع لتطبيع العلاقات مع الاحتلال، ضمن مشاريع أوسع تشمل الطاقة والنقل والتبادل التجاري، في انقلاب على المبادئ التاريخية التي لطالما رفعت شعار دعم القضية الفلسطينية، وانخراط في شراكة تمنح العدو متنفساً استراتيجياً واقتصادياً في لحظة عزلة غير مسبوقة.

    في المقابل، يتصاعد الغضب الشعبي في الأوساط العربية والإسلامية، حيث تُعتبر هذه التحركات خيانة لدماء الشهداء وتواطؤاً مع المحتل في أكثر فترات عدوانه وحشية، خاصة وأنها تأتي في ظل استمرار الحصار على غزة وتجويع سكانها، ما يُحول التطبيع إلى شراكة في العدوان وتفريط في كرامة الأمة.

    الشيخ الخليلي: أفلا يتدبّر المطالبون بتسليم السلاح تحذير القرآن الكريم من أيّ غفلة عنه؟

    الشيخ الخليلي: أفلا يتدبّر المطالبون بتسليم السلاح تحذير القرآن الكريم من أيّ غفلة عنه؟
    الشيخ الخليلي: أفلا يتدبّر المطالبون بتسليم السلاح تحذير القرآن الكريم من أيّ غفلة عنه؟

    مفتي عُمان للمقاومة الفلسطينية: لا تفرِّطوا بسلاحكم.. لن يفيدكم أحد إن تخلَّيتم عنه…

    أوصى مفتي سلطنة عُمان؛ الشيخ أحمد الخليلي المقاومة الفلسطينية بعدم التفريط بسلاحها، معلِّلًا بأنَّ “أحدًا لن يفيدها إن تخلّت عن سلاحها”.

    ودعا الشيخ الخليلي، في منشور على منصة “أكس” الثلاثاء 5 أغسطس 2025، الشعب الفلسطيني إلى “التمسُّك بوصايا القرآن، والصبر على حُلو القضاء ومرِّه”.

    وتعجّب مفتي عُمان من سماع “أصوات من الأشقاء تطالب” أهل غزة بـ”تسليم سلاحهم” في الوقت الذي “يحاصر العدو أهل غزة من كلّ جانب، ولم يدّخر وسعًا في العدوان عليهم، بشتّى الأسلحة الفتّاكة، مع قطع جميع المواد الغذائية والدواء”.

    كما استغرب الشيخ الخليلي ممن يطالب المقاومة الفلسطينية بتسليم سلاحها، قائلًا: “أفلا يتدبّر هؤلاء كيف حذّر القرآن الكريم من أيّ غفلة عن السلاح في جميع الظروف والأحوال، وبيّن أنّ هذا هو الذي يودّه الكفار منهم”.

    وقبل أيّام قليلة، أكّد مفتي عُمان أنّ “المجتمع الدولي، وخصوصًا المسلمين، مسؤولون أمام الله تعالى عن أهل غزة المنكوبين وتجويعهم”، مناشدًا، في منشور على “أكس”، الهيئات والمجتمع الدولي “حماية مساعدات غزة من قراصنة يستولون عليها، ثم يبيعونها لهم بأثمان باهظة”.

    هل تربط “إسرائيل” انسحابها من لبنان بفرض التطبيع معها؟

    هل تربط "إسرائيل" انسحابها من لبنان بفرض التطبيع معها؟
    هل تربط "إسرائيل" انسحابها من لبنان بفرض التطبيع معها؟

     

    لا يبدو أنّ هناك حسمًا أميركيّا- “إسرائيليّا“، في موضوع فرض أجندة الطرفين المشتركة، والهادفة إلى تسليم المقاومة (حزب الله) سلاحها خلال جدول زمني، وتحت عنوان “وجوب حصرية السلاح” مع القوى العسكرية اللبنانية فقط.

    ما يؤشر إلى عدم التوصل لحسم هذا الأمر، كما يريد الاحتلال، هو ما جاء في مضمون رد الدولة اللبنانية على الاميركيين، فقد جاءت تراتبية الإجراءات التي وضعها فخامة رئيس الجمهورية اللبنانية العماد جوزاف عون، والتي في أساسها انسحاب الاحتلال من النقاط الخمس ووقف الاعتداءات والاغتيالات، غير متوافقة والأجندة “الإسرائيلية” – الأميركية، وغير مطابقة لاستراتيجية الاحتلال، والتي كان قد خطط لها بعد حربه على لبنان، وبعد الاتفاق على وقف إطلاق النار لتنفيذ القرار ١٧٠١ .

    انطلاقُا ممّا تقدّم، يجب الإضاءة على نقطتين أساسيتين في هذا الاطار:

    أولًا- كيف يمكن أن يكون الموقف “الإسرائيلي” أزاء عدم حسم موضوع سلاح المقاومة بالطريقة التي أرادتها “تل أبيب”؟
    ثانيًا- كيف يمكن أن تسير الأمور في مواجهة الاحتلال ومسلسل الاعتداءات والاغتيالات “الإسرائيلي” المتواصل؟

    الموقف “الإسرائيلي”: بحال كان القرار عدم الانصياع اللبناني لإملاءات الاحتلال في ما يخص السلاح، سوف تثابر “إسرائيل” على استراتيجيتها العدوانية الحالية، برفع وتيرة الاعتداءات أحيانا، وخفضها أحيانًا أخرى، مع استبعاد جنوحها نحو توتير الوضع أكثر وتنفيذ عمل عدواني واسع. وذلك ليس بسبب عدم حسم موضوع السلاح كما تريد طبعا؛ فهدفها الأساسي والبعيد يتجاوز سلاح حزب الله، وهو فرض التطبيع على لبنان. وما يؤشر إلى هذا الأمر؛ أن الاميركيين، وعلى لسان مبعوثهم “برّاك”، قالوا صراحة إنه لا ضمانة لإلزام “إسرائيل” بالانسحاب من النقاط التي تحتلها، وبوقف مسلسل الاعتداءات والاغتيالات ضد لبنان، وكأنه يقولها بصراحة العبارة : أن تسليم حزب الله سلاحه هو تحصيل حاصل، ولا ارتباط لذلك مع أي إجراء “إسرائيلي” عملاني أو ميداني أو عسكري، خاصة أنه ربط تسليم السلاح بقرار من السلطة اللبنانية بعد التوافق مع المقاومة، مُخرِجًا بذلك “إسرائيل” من هذه المقايضة.

    لذلك؛ وبدءًا من هنا، أصبح من الواضح أن العدو “الإسرائيلي” يطمح للتوصل إلى تنفيذ إجراء سياسي كبير أبعد من تخلي المقاومة عن السلاح، خاصة مع علمه جيدًا أن تسليم المقاومة سلاحها هو إجراء آني ومؤقت، ويمكن أن تعوضه في مدة قد لا تكون طويلة، بحصولها على أسلحة نوعية أخرى؛ وستكون حتما أكثر فعالية من أسلحتها التي سوف تسلمها اليوم.. والكيان يعلم جيدًا أن وسائل وطرق نقل الأسلحة ستبقى متاحة مهما كانت الإجراءات المحلية اللبنانية أو الإقليمية أو الدولية، وسلاح المقاومة الفلسطينية الذي وصل إلى غزة المحاصرة دائما، هو خير دليل على ذلك.

    لذلك؛ تبقى العين “الإسرائيلية” على فرض اتفاق مع لبنان، فهي ترى أن هذا الأمر هو الطريق الأنسب الذي يبعد إمكان وقوع المواجهة أو الاشتباك معها انطلاقًا من الأراضي اللبنانية.

    شارل أبي نادر

    تقارير سرية تكشف الخسائر الفادحة لحاملات الطائرات والمدمرات الأمريكية في البحر الأحمر بفعل العمليات العسكرية اليمنية

    تقارير سرية تكشف الخسائر الفادحة لحاملات الطائرات والمدمرات الأمريكية في البحر الأحمر بفعل العمليات العسكرية اليمنية

    خاص/

    تقارير سرية تكشف حجم الضربات الأمريكية المخبّأة

    أكد الخبير العسكري اليمني، العميد مجيب شمسان، أن التقارير الاستخباراتية والسرية المتداولة مؤخرًا تكشف خسائر فادحة لحاملات الطائرات والمدمرات الأمريكية في البحر الأحمر.

    ولفت إلى أن الولايات المتحدة، وكعادتها، تعترف فقط بجزء يسير من الخسائر، بينما تُخفي الأجزاء الأكبر التي قد تُحرجها سياسيًا وعسكريًا.

    وأوضح أن الرواية الأمريكية الرسمية لطالما قللت من تأثير الصواريخ والطائرات المسيّرة اليمنية، مشيرة إلى سقوطها بعيدًا عن الأهداف. لكن مع تكرار الضربات، بدأت الاعترافات بالتدرج، مما يعكس حقيقة تعرض القطع البحرية الأمريكية لضربات دقيقة ومباشرة.

    تفاصيل مسرّبة حول خسائر في الأرواح والمعدات

    تطرق العميد شمسان إلى تقارير صادرة عن مصادر أمريكية وصهيونية، مثل منصة “نابالي نيوز”، والتي تحدثت عن حجم الضربات التي تلقاها الأسطول الأمريكي.

    وأشار إلى حالات سابقة تم فيها تغطية الخسائر بحوادث مفتعلة، مثل الحديث عن اصطدام مدمرتين بريطانيتين بسواحل البحرين، والذي جاء بعد مواجهة عنيفة في باب المندب.

    كما تحدث عن معلومات مسرّبة حول حاملة الطائرات “إيزنهاور”، تفيد بمقتل طيار ومساعده في ظروف غامضة، قيل إنها كانت أثناء مهمة تدريبية، في حين أن المعلومات تؤكد أنهما كانا في مهام بحرية متخصصة بمواجهة الصواريخ اليمنية، وسقطا قرب سواحل الصومال.

    وأضاف أن مقتل أربعة ضباط أمريكيين مرتبط بهذه المواجهات، وقد فُتح تحقيق داخلي بهذا الشأن، وسط دعوات للاعتراف بالخسائر البشرية وليس فقط بالمادية أو المعنوية.

    الضربة القاصمة لحاملة الطائرات بعد اجتماع مجلس الدفاع اليمني

    كشف العميد شمسان عن تصعيد نوعي عقب اجتماع مجلس الدفاع الوطني اليمني، ردًا على استهداف أمريكي مباشر للأسواق والمنشآت المدنية في اليمن. وبعد هذا الاجتماع، وجّهت القوات اليمنية ضربة قاصمة لحاملة الطائرات الأمريكية، وهي ضربة حاولت واشنطن إخفاءها بالادعاء أن الطائرة F-18 سقطت بسبب مناورة حادة قامت بها الحاملة.

    وقال إن هذا التبرير لا يصمد أمام الحقائق الفنية، نظرًا للمعايير الصارمة في تثبيت الطائرات على متن الحاملات، واستحالة تنفيذ مناورات مفاجئة دون إغلاق شامل لجميع الأنظمة الجوية.

    وأضاف: “أن تتجاوز الصواريخ اليمنية كل الدفاعات المرافقة لحاملة الطائرات أمر غير مسبوق”.

    حادثة “ترومان”: تغطية لهجوم حقيقي في البحر المتوسط

    أشار العميد شمسان إلى حادثة أخرى تتعلق بحاملة الطائرات “هاري ترومان” التي تحدثت التقارير عن اصطدامها بسفينة تجارية في البحر المتوسط.

    ووصف ذلك بأنه غطاء إعلامي لحادثة عسكرية كبرى، ضمن سلسلة من الضربات التي تلقتها القطع البحرية الأمريكية منذ ديسمبر 2024 وحتى أبريل 2025.

    وأكد أن الضربة التي نُفّذت يوم 28 أبريل 2025 كانت مباشرة ومؤثرة، وجاءت ردًا على ما وصفه بـ”الاستهداف الأمريكي الوحشي للمدنيين”، كما في رأس عيسى وسوق شعوب في صنعاء.

    الصاروخ اليمني الذي أجبر بايدن على التراجع

    ذكر شمسان أن صاروخ “يمن” الباليستي، الذي أصاب حاملة الطائرات، كان بمثابة رسالة استراتيجية قوية للولايات المتحدة، دفعت الإدارة الأمريكية إلى مراجعة موقفها وسحب الحاملة.

    وأشار إلى أن موقع “كالكست” ومواقع أخرى تحدثت عن الضربة باعتبارها نقطة تحول دفعت واشنطن لإنهاء تصعيدها ضد الحوثيين.

    اليمن يعيد صياغة المعادلات البحرية العالمية

    سلط شمسان الضوء على ما وصفه بـ”الإنجاز التاريخي” لليمن، مؤكدًا أن بلدًا محاصرًا منذ سنوات، ويمتلك إمكانيات محدودة، نجح في فرض توازن ردع بحري أمام أقوى قوة بحرية في التاريخ الحديث.

    وأكد أن الولايات المتحدة كانت قد صنّفت المحيط الهادئ والهندي ضمن أولوياتها البحرية بموجب “المذكرة المؤقتة لتوجيه السياسة الخارجية”، لكن العمليات اليمنية أجبرتها على سحب حاملتي طائرات من تلك المناطق لمواجهة التهديد القادم من البحر الأحمر.

    الخلاصة: كسر الهيبة الأمريكية في عمق البحر الأحمر

    أكد العميد مجيب شمسان أن ما يجري اليوم هو إعادة ترسيم لقواعد الاشتباك الدولية في البحر، حيث لم تعد حاملات الطائرات الأمريكية بمنأى عن التهديد.

    وختم بالقول إن الرد اليمني النوعي على العدوان الأمريكي والإسرائيلي بات يفرض نفسه على جميع المعادلات العسكرية والسياسية في المنطقة.

    اليمن يعيد رسم معادلات القوة البحرية ويحوّل البحر الأحمر إلى ساحة إخفاق للأساطيل الغربية

    أكد الخبير العسكري اللبناني، العقيد أكرم كمال سيروي، أن القوات المسلحة اليمنية وإن لم تغرق حاملة طائرات أمريكية، فإنها حققت نتائج استراتيجية لا تقل أهمية عن ذلك.

    مهمة بحرية غربية انتهت بالإخفاق

    وأوضح أن المهمة التي جاءت من أجلها القوات البحرية الأمريكية والبريطانية والألمانية في البحر الأحمر لم تُنجز، ما أدى إلى سحب حاملات الطائرات، في ظل اعتراف أمريكي صريح بفشل المهمة.

    وأشار العقيد إلى أن الولايات المتحدة أقرت بإسقاط ثلاث طائرات وفقدان عسكريين، وهو ما يعكس حجم الفشل الذي مُنيت به أقوى بحرية في العالم في مواجهة القدرات اليمنية المتقدمة في استخدام الصواريخ والمسيرات.

    اليمن يعيد رسم معادلات القوة البحرية

    وشدد العقيد سيروي على أن ما حققته القوات اليمنية يعد تحولًا كبيرًا في ميزان القوى البحرية، لا سيما أن واشنطن باتت تبحث عن وسائل لاستعادة هيبة قواتها البحرية، وعن حلول لمواجهة التهديدات المتزايدة من الصواريخ والمسيرات اليمنية.

    واعتبر أن فشل القوات الأمريكية في تحقيق مهمتها يعني بشكل مباشر أن القدرات الإسرائيلية، التي هي أقل تطورًا من نظيرتها الأمريكية، أعجز من أن تواجه هذا التحدي. وبالتالي، فإن اليمن سجل نجاحًا على عدة مستويات عسكرية واستراتيجية.

    الحصار البحري اليمني يخنق موانئ إسرائيل

    وفي سياق متصل، أشار العقيد سيروي إلى أن القوات اليمنية تمكنت من فرض حصار فعلي على الموانئ الإسرائيلية، وخاصة مرفأ إيلات، الذي أصدر القضاء الإسرائيلي قرارًا بوقف عمل الشركة المشغلة له نتيجة الأوضاع الأمنية والمالية.

    وأوضح أن هناك خسائر اقتصادية فادحة طالت الشركات التي تدير الموانئ، حيث أصبحت غير قادرة على سداد ديونها، ما يعكس فعالية الضغط الذي فرضته العمليات اليمنية.

    تداعيات اقتصادية عميقة على إسرائيل

    كشف العقيد سيروي أن تأثير الحصار اليمني امتد إلى قطاعات أوسع، حيث ارتفعت تكاليف التأمين على السفن المتجهة إلى الموانئ الإسرائيلية بشكل غير مسبوق، مما أرهق الشركات التجارية وأدى إلى رفض العديد منها التعامل مع إسرائيل.

    وأضاف أن تأثير الحصار لم يقتصر على الملاحة البحرية، بل طال أيضًا قطاع الطيران، حيث تواصل بعض شركات الطيران رفض تسيير رحلات إلى المطارات الإسرائيلية، نتيجة للوضع الأمني الهش الذي فرضته العمليات اليمنية.

    الخلاصة: إخفاق بحري غربي وتفوق يمني متصاعد

    خلص العقيد سيروي إلى أن النجاح اليمني في معركة البحر الأحمر لا يقتصر على الجبهة العسكرية، بل يمتد إلى البعد الاقتصادي والاستراتيجي، في ظل عجز غربي عن مواجهة واقع جديد ترسمه صنعاء بقدراتها البحرية والجوية.

    وأكد أن إسرائيل اليوم تعاني من خناق متزايد، وأن الحرب كلما طالت، ازدادت خسائرها يومًا بعد يوم، في مشهد يعكس التحول الكبير في قواعد الاشتباك في المنطقة.

    نعيم قاسم: لا سلاح دون سيادة.. حزب الله يرفض نزع قوته تحت نار العدوان الإسرائيلي

    نعيم قاسم: لا سلاح دون سيادة.. حزب الله يرفض نزع قوته تحت نار العدوان الإسرائيلي

    في تصعيد جديد لموقف حزب الله اللبناني من الضغوط الدولية المطالبة بنزع سلاحه، أعلن نائب الأمين العام للحزب، الشيخ نعيم قاسم، رفض الحزب القاطع لأي خطة زمنية أو تفاوض سياسي بشأن سلاح المقاومة، ما دامت الاعتداءات الإسرائيلية مستمرة على لبنان وفلسطين.

    وأكد قاسم، في كلمة متلفزة خلال حفل تأبيني أقامه الحزب بمناسبة مرور أربعين يوماً على اغتيال اللواء الإيراني محمد سعيد إيزدي (الحاج رمضان)، أن سلاح المقاومة ليس مطروحاً للنقاش أو التصويت، لأنه جزء من المعادلة الوطنية والدستورية القائمة على ميثاق العيش المشترك، مشدداً على أن أي مسار للتفاوض لا يمكن أن يتم إلا بإجماع وطني، وليس بإملاءات خارجية.

    وأضح: “كما أن إلغاء الطائفية السياسية يتطلب توافقاً عاماً، وكما أن توزيع المناصب وفقاً للاطمئنان الطائفي يُعدّ ميثاقياً، فإن المقاومة في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي أيضاً مسألة ميثاقية لا تُناقش إلا بالتوافق”.

    وقال قاسم إن الموفد الأمريكي الذي زار لبنان مؤخراً “جاء حاملاً إملاءات واضحة لنزع قوة لبنان لصالح أمن إسرائيل“، معتبراً أن ما يُراد من لبنان هو تفكيك قدرة الردع لا تمكين الدولة، واصفاً المطالب الأمريكية بأنها “مشروع لتحييد لبنان وإضعاف جيشه وشعبه أمام أي حرب محتملة”.

    وفي تهديد مباشر، توعد قاسم إسرائيل قائلاً: “في حال قررت إسرائيل شن عدوان واسع، فإن الصواريخ ستتساقط في عمق الكيان، وسينقلب أمنهم الذي عملوا على تثبيته خلال ثمانية أشهر خلال ساعة واحدة فقط”، مشيراً إلى أن المقاومة والشعب والجيش اللبناني سيكونون في موقع الدفاع المشترك.

    وتأتي تصريحات قاسم بالتزامن مع اجتماع حكومي لبناني عقد في قصر بعبدا، ترأسه الرئيس جوزيف عون، بحضور رئيس الحكومة نواف سلام، لبحث مسألة حصر السلاح بيد الدولة، تحت ضغط أمريكي متصاعد يطالب بوضع جدول زمني لنزع سلاح حزب الله، ضمن ترتيبات ترتبط باتفاق وقف إطلاق النار مع إسرائيل الموقع في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.

    وبينما كانت الحكومة تناقش “بسط سيادة الدولة على أراضيها بقواها الذاتية”، كانت الطائرات المسيّرة الإسرائيلية تواصل تحليقها فوق مناطق جنوب لبنان، في إشارة اعتبرها مراقبون تصعيداً ميدانياً يوازي الضغط السياسي والدبلوماسي.

    ويُعد سلاح حزب الله من أكثر الملفات الشائكة في لبنان، نظراً لكون الحزب هو الفصيل الوحيد الذي احتفظ بسلاحه بعد اتفاق الطائف الذي أنهى الحرب الأهلية عام 1990. ورغم كونه شريكاً سياسياً داخل الدولة، إلا أن الحزب يرى في مقاومته المسلحة حقاً مشروعاً أمام الخروقات الإسرائيلية المستمرة والسياسات الغربية المنحازة لتل أبيب.

    معهد أمريكي: تكتيكات صنعاء أربكت خصومها الغربيين وأعادت رسم خرائط الملاحة الدولية

    معهد أمريكي: تكتيكات صنعاء أربكت خصومها الغربيين وأعادت رسم خرائط الملاحة الدولية

    أكدت مجلة “مراجعة الأمن العالمي” التابعة للمعهد الوطني لدراسات الردع في الولايات المتحدة، أن قوات صنعاء نجحت في إرباك خصومها الغربيين من خلال اعتمادها على تكتيكات عسكرية ذكية منخفضة الكلفة، لكنها ذات تأثيرات اقتصادية ونفسية هائلة.

    وأوضحت المجلة في تقرير حديث أن صنعاء تستخدم وسائل قتالية غير تقليدية، مثل الطائرات المسيّرة، والصواريخ المجنحة، والألغام والقوارب البحرية، وهي أدوات زهيدة مقارنة بتكلفة الأسلحة الغربية، لكنها تخلق أثراً استراتيجياً مضاعفاً.

    وأشار التقرير إلى أن الهجمات اليمنية أجبرت شركات الشحن العالمية على تغيير مساراتها في البحر الأحمر وخليج عدن، كما أدت إلى ارتفاع حاد في أقساط التأمين، فضلاً عن ضرب ثقة المجتمع الدولي بالقدرات الغربية في تأمين الملاحة.

    كما لفتت الدراسة إلى أن العقيدة العسكرية لصنعاء لا تقوم فقط على إلحاق الضرر المباشر، بل تسعى إلى كسر النموذج التقليدي للردع، من خلال إثبات قدرة قوة محدودة الموارد على مواجهة منظومات أمنية دولية كبرى.

    وخلصت المجلة إلى أن هذا النوع من التهديدات يصعب احتواؤه عبر الأدوات التقليدية، لكونه يقوم على استراتيجية تستثمر ثغرات في البنية الأمنية العالمية، وهو ما يجعلها تحدياً متصاعداً وطويل الأمد حتى أمام القوى العظمى.

    ثمن الإبادة والتجويع.. كيف غيّرت غزة مسار العلاقات الدولية مع إسرائيل؟

    أحدثت حرب الإبادة الجماعية، التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة منذ قرابة عامين، تغيرًا ملحوظًا في الموقف الدولي تجاه كيان الاحتلال، سواء على المستوى الشعبي أو في تقديرات كثير من الأنظمة التي لم تكن تبرح موضع الدفاع عن إسرائيل حتى وقت قريب.

    ومع طول أمد الحرب، وتفاقم الأزمة الإنسانية، حتى تعددت أشكالها بين قصف وتجويع وحصار، لم تجد الأنظمة الغربية بُدًّا من أن تُغير خطابها -بل ومواقفها- تجاه الجرائم الإسرائيلية في قطاع غزة، حتى لو لم تُؤدّ تلك المواقف إلى الإسهام في وقف هذه الحرب.

    ويمثل هذا التطور الذي وصفه رئيس شبكة المنظمات الأهلية في قطاع غزة أمجد الشوا بأنه “إنذار حقيقي للمجتمع الدولي”، تحركًا لم يقتصر تأثيره على الشارع الشعبي، بل امتد ليطال أروقة صنع القرار في العواصم الأوروبية والأمريكية.

    الكاتب والمحلل السياسي أحمد الحيلة: الولايات المتحدة باتت اليوم لا تقنع أحدا، لا الأوروبيين ولا الأمم المتحدة، فطريقة الإدارة الأمريكية في التعامل مع ملف غزة يجعلها شريكا حقيقيا فيما يقوم به الاحتلال الإسرائيلي.

    تصنيف عالمي لمجاعة غزة

    وفي تحذير جديد من عواقب كارثية للمجاعة في القطاع، قال مرصد عالمي للجوع إن السيناريو الأسوأ لحدوث مجاعة يلوح في الأفق حاليًّا في القطاع.

    وأكد التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي في العالم، أن الأدلة المتزايدة تشير إلى أن انتشار الجوع وسوء التغذية والأمراض تسهم في ارتفاع الوفيات المرتبطة بالجوع.

    ويضيف التحذير أن أحدث البيانات تشير إلى أن استهلاك الغذاء بلغ حد المجاعة لدى المواطنين في أنحاء قطاع غزة، وأن سوء التغذية الحاد يتركز في مدينة غزة.

    الخبير بالشأن الإسرائيلي بلال الشوبكي: الأرضية الجماهيرية التي يستند إليها ترمب بدأت تتضايق من الصور التي تأتي من قطاع غزة، وتعتبر أن الولايات المتحدة تُستنزف ليس فقط ماديا إنما أخلاقيا كونها شريكة فيما.

    ويكشف الوضع الراهن عن إستراتيجية تجويع ممنهجة بدأت منذ اللحظات الأولى للعدوان، كما يوضح الشوا الذي يشير إلى أن الاحتلال الإسرائيلي قام بحساب السعرات الحرارية والكميات التي تدخل إلى القطاع، ونفذ تدميرًا ممنهجًا للبنى الاقتصادية والاجتماعية لزيادة اعتمادية السكان على المساعدات.

    ووصف هذه السياسة خبراء إسرائيليون أنفسهم بأنها الأكثر منهجية وتنظيمًا منذ الحرب العالمية الثانية، وقد تركت آثارًا عميقة على النخب الإسرائيلية ذاتها.

    وفي هذا السياق، يشهد المجتمع الإسرائيلي حراكًا متزايدًا ضد سياسات حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو المطلوب لدى المحكمة الجنائية الدولية؛ حيث يؤكد الخبير في الشؤون الإسرائيلية الدكتور مهند مصطفى أن أكاديميين وفنانين وأدباء إسرائيليين بدأوا يشاهدون كيف تغرق إسرائيل في وحل أخلاقي سيرافقها لعشرات السنوات.

    وتجسد هذا الحراك في بيانات من 5 جامعات إسرائيلية ومطالبات بحل مشكلة قطاع غزة، مما يعكس قلقًا متزايدًا من انهيار الصورة الدولية لإسرائيل التي كانت تعتبر نفسها ضحية وممثلة للهولوكوست اليهودي.

    عقوبات أوروبية

    وبينما يتصاعد الضغط الداخلي الإسرائيلي، تشهد الساحة الأوروبية تحركات جدية نحو فرض عقوبات على إسرائيل، كما يوضح أستاذ العلاقات الدولية بجامعة جنيف الدكتور حسني عبيدي أن أوروبا بدأت تقود حملة داخل الاتحاد الأوروبي لتعليق الاتفاقيات التجارية والتعاون العلمي مع إسرائيل.

    ويحمل هذا التهديد بالعقوبات الأوروبية تأثيرًا مضاعفًا على إسرائيل، نظرًا لأن البحث العلمي والتطوير الإسرائيلي مبني بالكامل على العلاقة العلمية مع الاتحاد الأوروبي، كما يشرح مصطفى، حيث إن التلويح بقطع هذا التعاون يعني انهيار عملية البحث العلمي والتطوير في إسرائيل نهائيًّا، مما يفسر الحراك الأكاديمي الإسرائيلي المتزايد ضد سياسات الحكومة.

    وفي وقت سابق، قررت هولندا منع وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش من دخول أراضيها.

    وكان وزير الخارجية الهولندي كاسبر فيلدكامب قد أعلن في وقت سابق، في رسالة وجهها إلى البرلمان الهولندي، أن الوزيرين لن يتمكنا من دخول هولندا بسبب تحريضهما على العنف ضد الفلسطينيين ودعوتهما إلى توسيع المستوطنات غير الشرعية، ودعواتهما كذلك إلى التطهير العرقي في قطاع غزة.

    بعد سنوات من الولاء الأعمى لتل أبيب… هولندا توجّه أقسى صفعة دبلوماسية للاحتلال الإسرائيلي وتدرجها ضمن قائمة التهديدات لأمنها القومي!

    وعلى الصعيد السياسي، يشهد ملف الاعتراف بالدولة الفلسطينية تطورات مهمة، بدءًا من الموقف الفرنسي وصولًا إلى التصريحات البريطانية الأخيرة.

    فقد أعلن رئيس الوزراء الفرنسي إيمانويل ماكرون، أن بلاده ستعترف رسميا بالدولة الفلسطينية أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر/أيلول المقبل، وهو نفس القرار الذي أعلن عنه رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، الذي ربطه بشرط عدم اتخاذ الحكومة الإسرائيلية خطوات جوهرية لإنهاء الوضع “المروع” في غزة.

    بَيد أن النائبة السابقة في البرلمان البريطاني كلوديا ويب تنتقد بشدة ربط الاعتراف بشروط، معتبرة أن الدولة الفلسطينية حق لا يمكن إنكاره وليس وسيلة للمقايضة والمساومة مع إسرائيل.

    نائبة سابقة في البرلمان البريطاني: إسرائيل تجوع أهالي غزة بشكل متعمد، والساسة في العالم بإمكانهم أن يوقفوا إسرائيل ويعاقبوها إذا أرادوا.

    تنامي الضغوط الشعبية

    وتأتي هذه التطورات في ظل تنامي الضغوط الشعبية في الدول الأوروبية، حيث تشير ويب إلى أن الشعب البريطاني يخرج في مظاهرات كل يوم وفي كل عطلة نهاية أسبوع دفاعًا عن فلسطين، لأن الناس لم يعودوا يتحملون رؤية هذه الفظائع تحدث أمام أعينهم يوميًّا.

    وهو نفس الضغط الشعبي الذي يلاحظه عبيدي في جميع أنحاء أوروبا، لافتًا إلى أنه بدأ يؤثر على قرارات المفوضية الأوروبية وحكومات القارة.

    ورغم هذه التطورات الإيجابية، يبقى التحدي الأكبر في تحويل هذه المواقف إلى إجراءات فعلية على الأرض؛ حيث يؤكد الشوا أن الشعب الفلسطيني لن يفقد الأمل مهما حدث.

    ولكنه يشدد على ضرورة أن تتحول هذه المواقف إلى إجراءات وتدابير حقيقية وليس فقط ربطها ببعض الأمور الإنسانية، مطالبًا بمسار سياسي حقيقي لوقف العدوان وإنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية.

    استنفار أمني في صنعاء: محاولات اختراق إسرائيلية

    بالتزامن مع تصعيد إضافي ضد الكيان الإسرائيلي، تمثّل باستهداف حيفا وتل أبيب وعسقلان بثلاث طائرات مسيّرة، مساء أمس، رفعت صنعاء حالة الاستنفار الأمني لمواجهة مخطّط أمريكي – إسرائيلي يهدف إلى إضعاف جبهة الإسناد اليمنية لقطاع غزة.

    حالة الاستنفار الأمني التي تشهدها صنعاء جاءت في أعقاب حديث قائد «أنصار الله»، السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي عن مؤامرة جديدة تستهدف جبهة الإسناد اليمنية، وتأكيده في خطابة الأسبوعي، الخميس الماضي، استمرار العمليات وتصاعدها.

    وفي هذا الإطار، تداول ناشطون موالون لـ«أنصار الله»، خلال اليومين الماضيين منشورات تابعة لجهاز الأمن والمخابرات في صنعاء، تدعو المواطنين إلى الإبلاغ عن أي تحرّكات مشبوهة.

    ويرى المحلّل السياسي، عبدالله المؤلف، في منشور له على «فيسبوك»، أنّ محاولات استهداف جبهة الإسناد اليمنية من الداخل، تأتي بعد فشل الخيارات الأخرى، وأنّ هناك جهوداً معادية تسعى إلى إذكاء الفتن والنزاعات الداخلية، وكذلك تجنيد جواسيس وعملاء لـ«بناء بنك أهداف»، فضلاً عن ما يجري من تشديد الضغط الاقتصادي وفرض المزيد من العقوبات ضد صنعاء، مؤكّداً أنّ الهدف من وراء كل تلك المحاولات، بما فيها الهجمات السيبرانية التي تعرّضت لها صنعاء وحاولت استهداف شبكات الاتصالات العسكرية، يتمثّل في إضعاف قدرة صنعاء على الاستمرار في مناصرة وإسناد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة. وأشار إلى أنّ صنعاء تخوض اليوم أكثر من مواجهة مع العدو الإسرائيلي ومع أدواته التي تحاول اختراق الداخل.

    إسرائيل تسعى لإجراء «تحوّل استخباراتي» جذري خصوصاً في اليمن وغزة والعراق

    وكان كشف الإعلام العبري عن زيارة وفد إسرائيلي ضم ضبّاطاً من «الموساد» إلى مدينة عدن مؤخّراً. وذكرت صحيفة «جيروزاليم بوست» أنّ الوفد التقى قيادات أمنية وعسكرية رفيعة في عدن.

    وفي هذا الإطار، ،كشفت وكالة «بلومبرغ» الأميركية عن سعي إسرائيل لإجراء «تحوّل استخباراتي» جذري بعد فشلها في السابع من أكتوبر 2023.

    ونقلت اعترافات عن ضابط استخبارات إسرائيلي بأنّ الأجهزة الاستخباراتية الإسرائيلية عانت من «سوء فهم جذري لأيديولوجيا حماس والطبيعة والتكوينات اليمنية»، مؤكّداً أنّ «إسرائيل لا تملك أي معلومات حسّاسة عن الأهداف أو التحركات اليمنية»، لافتاً إلى أنّ «فرق التنصّت واجهت صعوبة في فهم لهجة الحوثيين، ما دفعها لتجنيد إسرائيليين من أصول يمنية للمساعدة».

    وتتضمّن الخطة الجديدة إعادة إحياء برنامج تجنيد باللغة العربية وتدريب القوات عليها، بهدف تقليل الاعتماد على التكنولوجيا وبناء كادر من الجواسيس والمحلّلين ذوي المعرفة الواسعة باللهجات المحلّية، وعلى رأسها اليمنية والغزّية والعراقية، بالإضافة إلى فهم عميق للمذاهب الإسلامية.

    وتوضح «بلومبرغ» أنّ هذا التحوّل يتّجه نحو الاعتماد على العنصر البشري وتوسيع وحدة التحقيقات بدلاً من التركيز على التكنولوجيا كالأقمار الصناعية والطائرات المسيّرة، كما يتم تخصيص موارد لوحدة داخلية مهمّتها تحدي التحليلات السائدة عبر التفكير غير التقليدي، المعروف بعبارة آرامية من التلمود هي: «إبخا מסתברא» أي «العكس قد يكون معقولاً».
    ـــ
    جريدة الأخبار اللبنانية