المزيد
    الرئيسية بلوق الصفحة 2

    الحصار البحري اليمني وأزمة الحبوب.. كيف ضربت صنعاء الاقتصاد الإسرائيلي في الصميم؟

    منذ أن أعلنت القوات المسلحة اليمنية في نوفمبر 2023 فرض الحصار البحري على السفن الإسرائيلية أو تلك المتجهة إلى موانئ الاحتلال، دخلت المنطقة فصلاً جديدًا من الحرب غير المتماثلة، حيث واجهت إسرائيل تهديدًا استراتيجيًا غير تقليدي جاء من الجنوب الفقير المحاصر، ولكنه حمل تأثيرًا بالغًا وصل إلى صميم الأمن الغذائي الإسرائيلي، وأعاد رسم معادلات الصراع بطريقة لا تعتمد على الصواريخ فقط، بل على تعطيل الشرايين البحرية وإخضاع الاقتصاد إلى اختناق تدريجي.

    ومع اقتراب نهاية صيف 2025، تتضح معالم أزمة غير مسبوقة تهدد الأمن الغذائي في “إسرائيل”، عنوانها العريض: شلل في موانئ الحبوب، وارتفاع متسارع في أسعار الغذاء، وانكماش صناعي وبنيوي متزايد، لقد تمكن اليمن من فرض حصار فعلي لا رمزي، ما جعل المسؤولين الإسرائيليين يقرعون أجراس الإنذار أمام أزمة تهدد أساسيات الحياة اليومية في كيانهم.

    اعتماد شبه كامل على الاستيراد البحري

    تشير الأرقام إلى أن “إسرائيل” تعتمد على استيراد أكثر من 5.5 ملايين طن من الحبوب والبقوليات سنويًا، تشمل القمح، الشعير، الذرة، وفول الصويا، وفي المقابل، لا تتجاوز القدرة الزراعية المحلية نسبة 10% من الحاجة الاستهلاكية، ما يجعل البلاد عرضة بشدة لأي اضطراب في سلاسل الإمداد العالمية، وخصوصًا تلك القادمة عبر البحر الأحمر والمحيط الهندي.

    تُفرغ معظم هذه الشحنات عبر أربعة موانئ رئيسية، ثلاثة منها باتت غير قادرة حاليًا على أداء وظائفها بسبب مجموعة من العوامل المتزامنة: الحصار اليمني، مشاريع البنية التحتية، والنزاعات العمالية.

    ميناء أشدود وصوامع داجون: رمزان للشلل البحري

    يُعد ميناء أشدود في جنوب فلسطين المحتلة من أهم المرافئ التي تستقبل شحنات الحبوب، وخصوصًا عبر الرصيف رقم 21، الذي يُخصص للبضائع السائبة، لكن هذا الرصيف تم إغلاقه لمدة أسبوعين في أغسطس 2025 ضمن مشروع تطوير ضخم بتكلفة تفوق 1.5 مليار شيكل، ما تسبب بتوقف استقبال الشحنات الحيوية في وقت حساس للغاية.

    وفي الشمال، لم يكن الوضع أفضل، فقد توقفت صوامع داجون في ميناء حيفا بالكامل بسبب نزاع عمالي مع الشركة المشغلة “ميلينيوم“، ووسط تهديدات بإضراب شامل أعلن عنه اتحاد العمال “الهستدروت” بدءًا من 12 أغسطس، هذه الصوامع تُعد من أكبر مرافق تخزين وتوزيع الحبوب في “إسرائيل“، وبالتالي فإن تعطّلها يُفاقم من أزمة الإمدادات الغذائية.

    أما الموانئ الخاصة والجديدة مثل ميناء “حيفا الجديد”، فليست مؤهلة لاستقبال البضائع السائبة، وتقتصر خدماتها على الحاويات، ما يعني أنها لا تُسهم عمليًا في حل الأزمة.

    الحصار اليمني: سلاح استراتيجي

    في خلفية هذه التطورات، تقف صنعاء كلاعب رئيسي في خنق الموانئ الإسرائيلية، فمنذ إعلان الحصار، لم تكتفِ القوات اليمنية بالتهديد، بل نفذت عمليات دقيقة ضد السفن المرتبطة بإسرائيل. من أبرزها:

    استهداف سفينتي “يونيتي إكسبلورر” و”نمبر ناين” في ديسمبر 2023.

    السيطرة المعقّدة على سفينة “غالاكسي” على بعد 1200 كم من المياه اليمنية، في عملية عسكرية اعتُبرت نموذجًا في الدقة والتخطيط الاستراتيجي.

    هذه العمليات لم تكن فقط ناجحة من الناحية العسكرية، بل أثبتت أن اليمن قادر على تنفيذ تهديداته رغم الفارق الهائل في الإمكانيات مع التحالف الأمريكي-الإسرائيلي، وحسب صحيفة يديعوت أحرونوت، فإن هذه النجاحات جعلت من اليمن “معضلة استراتيجية حقيقية” أمام الأمن القومي الإسرائيلي.

    أزمة غذائية وشيكة: تحذيرات داخلية وذعر في الأسواق

    في ظل الشلل البحري، حذّر رئيس اتحاد مستوردي الحبوب والبقوليات في إسرائيل من أن الموانئ لم تعد قادرة على تفريغ الشحنات، وهو ما ينذر بحدوث نقص حاد في الحبوب والأعلاف الحيوانية، وأكد أن استمرارية الوضع تعني ارتفاعًا سريعًا في أسعار الغذاء، وتعطلاً في خطوط إنتاج المصانع الغذائية.

    موقع “نيوز وان” العبري أشار إلى أن نحو 85% من الشحنات البحرية أصبحت عاجزة عن الوصول إلى المستهلك الإسرائيلي، في وقت تشهد فيه الأسواق اضطرابات حادة، وسط تصاعد مؤشرات التضخم، وتشير التقديرات إلى أن الأسابيع المقبلة ستشهد:

    ارتفاع أسعار الخبز والطحين بنسبة تتراوح بين 1525%

    ندرة في اللحوم المجمدة والزيوت النباتية

    نقص في الأعلاف ما يهدد قطاع الدواجن والحليب

    تداعيات في قطاع البناء والصناعة

    لم يكن قطاع الغذاء وحده هو المتضرر من الحصار، بل توسعت الأزمة لتضرب قطاعي البناء والصناعة، إذ تعاني الشركات من نقص في المواد الخام، وارتفاع في تكلفة الشحن، وتعطل سلاسل التوريد، وتشير بيانات دائرة الإحصاء المركزية في “إسرائيل” إلى ما يلي:

    انخفاض تصاريح البناء بنسبة 35% خلال الربع الأول من عام 2025.

    تراجع الشقق قيد الإنشاء بنسبة 12%.

    انخفاض الشقق المكتملة بنسبة 21.5%.

    في المقابل، بدأت بعض المصانع الصغيرة والمتوسطة بإغلاق أبوابها مؤقتًا، في ظل النقص الحاد في قطع الغيار والمواد الأولية، ووفقاً لتقارير إعلامية إسرائيلية، فإن تباطؤ الإنتاج الصناعي بات ملموسًا، وقد يتحوّل قريبًا إلى ركود اقتصادي إذا لم يتم احتواء الأزمة.

    فشل أمريكي-إسرائيلي في كسر الحصار

    سعت كل من واشنطن وتل أبيب منذ اللحظة الأولى لفرض الحصار اليمني إلى تشكيل تحالف دولي عسكري تحت ذريعة حماية “الملاحة الدولية”، لكن هذه المحاولات فشلت لأسباب عدة، أبرزها:

    وضوح المعادلة اليمنية: الملاحة آمنة لجميع السفن باستثناء تلك المرتبطة بـ”إسرائيل”.

    الشرعية الأخلاقية والسياسية للحصار، كونه ردًا على حرب إبادة في غزة.

    تأييد شعبي واسع داخل اليمن، من خلال مسيرات ليلية وتأييد من جميع القوى السياسية.

    مباركة فلسطينية، واعتبار الفصائل لهذا الحصار أداة ردع استراتيجية فعالة.

    النتيجة كانت فشل حملة التخويف، وبقاء الموانئ الإسرائيلية تحت الحصار، ما عكس محدودية القوة الأميركية في فرض إرادتها في البحر الأحمر.

    التوقعات المقبلة: تضخم، اضطرابات، وإعادة هيكلة قسرية

    إذا استمر الحصار دون تغيّر في قواعد اللعبة، فإن الأشهر المقبلة قد تشهد:

    أزمات غذائية مركبة تمتد إلى الخضار والفواكه والزيوت.

    انهيار في سلسلة الإمداد الصناعية والبنائية.

    توسع الغضب الشعبي داخل إسرائيل نتيجة ارتفاع الأسعار ونقص المواد الأساسية.

    ضغط اقتصادي كبير على الحكومة الإسرائيلية قد يؤدي إلى أزمات سياسية داخلية.

    لقد أثبت الحصار اليمني أنه ليس مجرد تحدٍ أمني، بل أداة إعادة هيكلة قسرية للاقتصاد الإسرائيلي، فاليمن لم يُطلق صواريخ، بل استخدم البحر، والقانون، والدقة العسكرية ليفرض معادلة جديدة، عنوانها: من يحاصر غزة، سيُحاصر اقتصاديًا وسيذوق مرارة الاختناق ذاته.

    من البحر الأحمر إلى المائدة الإسرائيلية

    ما بدأ كرد على العدوان على غزة، تحوّل اليوم إلى معركة استراتيجية ممتدة، تُعيد رسم خطوط الاشتباك في المنطقة، ليس فقط على الأرض، بل في البحر، في المرافئ، وفي صوامع الحبوب.

    ومع تزايد الضغوط الداخلية على الحكومة الإسرائيلية، يبدو أن قوة صنعاء الناعمة والخشنة معًا، قد نجحت في تحقيق ما عجزت عنه دول كبرى: تقييد “إسرائيل” دون إطلاق رصاصة واحدة، وشلّ قطاعاتها الحيوية بطريقة تجعل كل يوم يمر مكلفًا أكثر من سابقه.

    إنها حرب الحصار الذكي.. ومعركة الموانئ، التي أثبتت أن من يملك الإرادة السياسية، قادر على تغيير ميزان القوى، ولو من فوق أمواج البحر الأحمر.

    إنديان ديفينس ريفيو: “ترومان” تعود محمّلة بالإخفاق أمام “صواريخ اليمن” وواشنطن تتجرّع مرارة الانكسار

    حاملة الطائرات الأمريكية "يو إس إس هاري إس ترومان"

    كشف تقرير نشره موقع “إنديان ديفينس ريفيو” المتخصص في الشؤون العسكرية، أن مهمة حاملة الطائرات الأمريكية “يو إس إس هاري إس ترومان” في البحر الأحمر تحوّلت من “عرضٍ للقوة إلى فضيحة عسكرية وإهانة استراتيجية”، مؤكداً أن المهمة كشفت حدود الهيمنة الأمريكية وتراجع قدرتها على فرض السيطرة في الممرات البحرية.

    وأوضح التقرير أن الحاملة التي أُرسلت لإبراز قوة واشنطن في المنطقة، واجهت أعطالًا فنية كبيرة وسقوطًا متكرّرًا للطائرات داخلها، ما عرقل قدرتها على أداء مهامها الموكلة إليها، وأجبر البنتاغون على فتح تحقيق موسّع في أداء حاملات الطائرات الأمريكية، في ظل تزايد التساؤلات عن جدوى هذه الترسانات في الصراعات غير التقليدية.

    وذكر التقرير أن قوات صنعاء، وعلى الرغم من الوجود العسكري الأمريكي المكثف، حافظت على زمام المبادرة، وواصلت فرض تأثيرها المباشر على حركة الملاحة الدولية، لا سيما في مضيق باب المندب، مستفيدة من عمليات نوعية نفذتها باستخدام المسيّرات والصواريخ.

    وأكد الموقع أن هذه الهجمات أجبرت العديد من السفن التجارية على تغيير مساراتها نحو رأس الرجاء الصالح، في دلالة واضحة على عجز الردع الأمريكي، وفشل الاستراتيجيات التقليدية أمام تهديدات غير تقليدية ومتحركة.

    واعتبر التقرير أن عودة “ترومان” إلى قاعدتها بهذا الشكل “المهزوز” شكّلت لحظة رمزية لانهيار صورة القوة الأمريكية البحرية، مضيفًا: “لقد بات واضحًا للعالم أن الولايات المتحدة لم تعد قادرة على فرض إرادتها في البحار كما كانت تدّعي، وأن عصر استعراض القوة قد تهاوى أمام الإرادة الصلبة لقوى المقاومة في المنطقة”.

    وختم الموقع تقريره بالتأكيد على أن التقنية وحدها لم تعد تصنع الهيبة، ولا تضمن السيطرة، مشيرًا إلى أن قوى المقاومة في الشرق الأوسط فرضت قواعد اشتباك جديدة، أربكت الخطط العسكرية الأمريكية، وأجبرتها على الانسحاب دون تحقيق أهدافها.

    تقرير استقصائي: “تحايل بحري”.. كيف يستخدم الاحتلال الإسرائيلي الموانئ المصرية لكسر الحصار اليمني؟

    تكشف الأدلة المتزايدة عن استخدام الاحتلال الإسرائيلي لطريقة “الترانزيت البحري” عبر موانئ دول مجاورة، وعلى رأسها مصر، كوسيلة للتحايل على الحصار البحري المفروض من جماعة الحوثي في البحر الأحمر.

    موانئ مصر كنقطة عبور رئيسية

    يعرض هذا التحقيق أدلة ميدانية وحركة ملاحية تثبت تزايد اعتماد “كيان العدو” على الموانئ المصرية، وخاصة دمياط والإسكندرية والعريش، كنقاط عبور يتم من خلالها استلام شحنات من آسيا، وإعادة توجيهها إلى موانئ الأراضي الفلسطينية المحتلة مثل حيفا وأشدود.

    شحنات مغيّبة المصدر عبر التحايل على الوثائق

    تُستخدم حيل متعددة لإخفاء المصدر الأصلي للبضائع، من أبرزها:

    استبدال بوالص الشحن لتبدو الشحنات قادمة إلى مصر بدلًا من إسرائيل.

    تغيير السفن الناقلة داخل الموانئ المصرية قبل إعادة تصديرها.

    إيقاف أنظمة تتبع AIS أثناء عبور البحر الأحمر، لتجنب الرصد الإلكتروني.

    دعم من شركات شحن دولية

    بحسب تقرير لصحيفة غلوبز الإسرائيلية في مايو 2025، تقوم شركات مثل W Ships، وشركات شحن صينية، بتفعيل هذا النمط بشكل صريح، عبر استخدام الموانئ المصرية كمحطة وسيطة.

    حركة ملاحية مكثفة خلال يونيو ويوليو 2025

    أظهر تحليل لحركة 15 سفينة خلال شهري يونيو ويوليو عبر منصات رصد مثل MarineTraffic وVesselFinder، النتائج التالية:

    ميناء أشدود استقبل:

    32 رحلة لسفينة Zayan K من موانئ مصرية.

    38 رحلة لسفينة Vazliko.

    8 رحلات لسفينة Amesi Anik محملة بـ 40 ألف طن.

    31 رسوة لسفينة Shira E من ميناء العريش.

    ميناء حيفا استقبل:

    23 رحلة لسفينة Nova Coralia من مصر.

    51 رحلة لسفينة Halo، منها 8 رحلات في يوليو وحده.

    وتشير البيانات إلى وجود سفينتين على الأقل يوميًا تبحران من مصر إلى موانئ الاحتلال.

    البعد الجغرافي الاستراتيجي

    تشكل الموانئ المصرية خيارًا مثاليًا من الناحية الجغرافية:

    المسافة بين العريش وأشدود: 250 كم (9 ساعات إبحار).

    المسافة بين بورسعيد وحيفا: 360 كم (11 ساعة إبحار).

    قفزة في حجم التبادل التجاري

    تشير البيانات الرسمية المصرية إلى:
    زيادة بنسبة 50% في التبادل التجاري مع الكيان الإسرائيلي في عام 2024 مقارنة بـ2023.

    زيادة إضافية بنسبة 63% خلال الأشهر الخمسة الأولى من 2025 مقارنة بالفترة نفسها من 2024.

    التجارة البحرية تكسر الحصار اليمني

    رغم تضاؤل حركة السفن المباشرة من آسيا إلى الاحتلال، فإن “حيلة الترانزيت المصري” أبقت التبادل التجاري في مستوياته الطبيعية، مدعومة بسفن تنقل:
    بضائع عامة
    إمدادات غذائية

    وغالبًا ما تتجنب هذه السفن الكشف عن طبيعة الشحن، مما يعزز فرضية وجود شحنات حساسة أو مزدوجة الاستخدام.

    مصر ثاني أكبر مصدر للسلع خلال حرب غزة

    كشفت تقارير سابقة أن مصر جاءت في المرتبة الثانية بعد الإمارات من حيث عدد فئات المنتجات المصدّرة إلى الأراضي المحتلة خلال حرب غزة، ما يطرح تساؤلات عن مدى التزام السياسات المصرية بالمواقف الرسمية المعلنة.

    ختام: بين الحيلة والخذلان

    لم يكن “العدو الصهيوني” أكثر دهاءً من قدرته على التحايل، بل كان بعض الأشقاء أقل وعيًا بخطورته، حين سهلوا له طرق الإمداد. وبينما تتغنّى بعض الأنظمة بالتوازن، تبدو ثقافة الإعداد قد تحولت إلى خيانة في الإمداد، مما يستدعي مراجعة المواقف والسياسات، خاصة في ظل الحرب القائمة و”الحظر اليمني” المفروض.

    مليون مكالمة في الساعة.. “الغارديان” تفضح تورط شركة “مايكروسوفت” في الإبادة الجماعية بحق الفلسطينيين

    كشفت صحيفة “الغارديان” البريطانية، تورط شركة “مايكروسوفت” في الإبادة الجماعية بحق الفلسطينيين، وذاك في تحقيق استقصائي بالتعاون مع مجلة “972+” ومنصة “لوكال كول” العبرية، عن تعاون وثيق ومثير للجدل بين شركة مايكروسوفت الأمريكية وقوات الاحتلال الإسرائيلي، بهدف تنفيذ واحد من أضخم مشاريع التجسس الحديثة ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة والضفة الغربية.

    ووفقًا للتقرير المشترك، فإن الوحدة 8200، وهي وحدة الاستخبارات العسكرية السيبرانية التابعة لجيش الاحتلال، استخدمت خدمات “أزور” السحابية من مايكروسوفت لتخزين وتحليل كل المكالمات الهاتفية التي تتم في الأراضي الفلسطينية. وقد بلغ حجم البيانات المخزنة حتى يوليو الماضي أكثر من 11,000 تيرابايت، أي ما يعادل نحو 200 مليون ساعة من المكالمات الصوتية.

    وأشارت الصحيفة إلى أن المشروع بدأ فعليًا بعد لقاء جمع المدير التنفيذي لمايكروسوفت، ساتيا ناديلا، وقائد الوحدة 8200، يوسي سارييل، عام 2021 داخل مقر الشركة، حيث تم الاتفاق على تخصيص منطقة آمنة في خوادم “أزور” للوحدة 8200، تتيح لها حفظ وتحليل كافة المكالمات من غزة والضفة.

    واعتبر التقرير أن هذه العلاقة كانت “مربحة تجاريًا” بشكل كبير لمايكروسوفت، إذ أدرت أرباحًا بمئات الملايين وساهمت في ترسيخ مكانة “أزور” كمنصة سحابية متفوقة في السوق العالمي.

    وأفادت ثلاثة مصادر مستقلة من داخل الوحدة 8200 أن هذه الخوادم الخاصة استخدمت في تحديد أهداف الغارات الجوية على غزة والضفة الغربية، كما ساعدت على بناء ملفات استخباراتية لأفراد فلسطينيين بغرض الابتزاز أو التصفية الجسدية.

    وأكد التقرير أن الوحدة أشرفت بشكل مباشر على تطوير أنظمة الحماية الإلكترونية لخوادم مايكروسوفت التي استُخدمت في المشروع، ووجهت تعليمات خاصة لمهندسي الشركة لتأمينها. ويُعتقد أن هذه الخوادم موجودة في مراكز بيانات تقع في هولندا وأيرلندا.

    ووفقًا للتقرير، فإن المكالمات المُسجلة شكلت قاعدة بيانات ضخمة لمعلومات استخباراتية استخدمها الاحتلال ضد سكان الضفة الغربية، والبالغ عددهم نحو ثلاثة ملايين مواطن. كما كشفت مصادر من الوحدة أن هذه البيانات استُخدمت في عمليات احتجاز واغتيالات، وربما تم توظيفها كأداة للابتزاز.

    صنعاء تفرض عقوبات صارمة على “64 شركة شحن بحرية” انتهكت قرار الحصار البحري على العدو الإسرائيلي

    البحر الأحمر، ومضيق باب المندب، وخليج عدن، وبحر العرب،

    كشف مركز تنسيق العمليات الإنسانية (HOCC) في العاصمة صنعاء، اليوم الأربعاء، عن فرضه عقوبات صارمة على 64 شركة شحن قامت بانتهاك قرار الحصار البحري المفروض على الكيان الإسرائيلي الغاصب، وذلك بعد تجاهلها للإشعارات الموجهة من المركز قبيل دخولها إلى موانئ الاحتلال.

    وأوضح المركز، في بيان رسمي له، أن العقوبات جاءت بعد سلسلة من المخاطبات الرسمية والتحذيرات المسبقة لتلك الشركات، إلا أنها أصرّت على خرق القرار السيادي بدخول سفنها إلى موانئ تابعة للعدو الإسرائيلي، مما استدعى إدراجها في قائمة الشركات المحظورة والمعاقبة.

    وأكد المركز أن كامل أساطيل هذه الشركات أصبحت محظورة من عبور المياه الإقليمية اليمنية، بما في ذلك البحر الأحمر، ومضيق باب المندب، وخليج عدن، وبحر العرب، محذرًا من أنها ستكون عرضة للاستهداف المشروع في أي منطقة تصل إليها القوات المسلحة اليمنية.

    وأضاف البيان أن المركز يواصل إرسال إشعارات ما قبل العقوبة للشركات الملاحية العاملة في خطوط الشحن نحو الكيان الإسرائيلي، وذلك في إطار حرصه على تفادي أي خسائر محتملة لها، والتزامًا بالنهج القانوني المعتمد في تنفيذ قرار الحصار البحري.

    وأشار إلى أن العديد من شركات الشحن بدأت مؤخرًا بفك ارتباطها التجاري مع الشركات المخالفة، كما استبعدت الكيان الإسرائيلي من وجهاتها التجارية، في مؤشر واضح على تأثير العقوبات في إعادة تشكيل التوازنات التجارية في المنطقة.

    وأكد المركز أن إجراءاته العقابية تهدف بالدرجة الأولى إلى الضغط على الكيان الصهيوني الغاصب لوقف عدوانه على قطاع غزة ورفع الحصار الجائر عن سكانه، مشددًا على أن العقوبات ستستمر ضد أي شركة تنتهك قرار الحصار، بغض النظر عن جنسيتها أو حجمها التجاري.

    انتحار ضابط جريح موالٍ للتحالف في لحج بعد خصم مستحقاته وتركه للإهمال

    انتحار ضابط جريح موالٍ للتحالف في لحج بعد خصم مستحقاته وتركه للإهمال

    أقدم الضابط الجريح علي سالم قديح المشولي، أحد أفراد الفصائل الموالية للتحالف السعودي في اليمن، على الانتحار شنقاً في منطقة أملبية بمحافظة لحج، بعد سنوات من الإهمال الطبي والمالي، وحرمانه من مستحقاته التي كان يعوّل عليها لإعالة أسرته.

    وأكد مصدر حقوقي في المحافظة أن المشولي – وهو خريج الكلية البحرية (الدفعة 26) – أصيب خلال معارك عام 2015 إلى جانب قوات التحالف في منطقة المنصورة، ومنذ ذلك الحين لم يتلق أي علاج مناسب أو رعاية صحية.

    ورغم معاناته الطويلة، تفاقمت أزمة الضابط الجريح مؤخرًا بعد أن قامت قيادة فصائل “درع الوطن” الموالية للسعودية بخصم كامل مستحقاته المالية، ما دفعه إلى مغادرة منزله قبل أيام بحثًا عن قرض بسيط لتأمين متطلبات أسرته.

    وبحسب شهود محليين، تم العثور على جثته مشنوقة في أحد جبال منطقة أملبية، وقد تعرضت للتشويه نتيجة افتراس الكلاب، في مشهد أثار صدمة واسعة بين أهالي المنطقة.

    وأثارت الحادثة غضبًا عارمًا بين أبناء قبيلة “المشاولة” في الصبيحة، الذين طالبوا بفتح تحقيق شفاف في ملابسات الانتحار، وحمّلوا قيادات الفصائل الموالية للتحالف المسؤولية الكاملة عمّا وصفوه بـ”الإهمال المتعمد والمعاملة اللاإنسانية”، والتي دفعت بالضابط إلى حافة الانهيار النفسي والانتحار.

    “ناشيونال إنترست”: اليمن نجح في تحييد البحرية الأمريكية في البحر الأحمر

    "ناشيونال إنترست": اليمن نجح في تحييد البحرية الأمريكية في البحر الأحمر
    الهجمات تتصاعد ولا يوجد حل لإيقافها.. اعترافات "أمريكية إسرائيلية" من "الهجمات اليمنية" على الأساطيل البحرية والمدن المحتلة

    كشفت مجلة ناشيونال إنترست الأمريكية في تقرير تحليلي لافت عن تحوّل استراتيجي في موازين القوى البحرية في البحر الأحمر، مؤكدة أن قوات صنعاء نجحت في تحييد الوجود البحري الأميركي، في واحدة من أبرز المفاجآت العسكرية منذ اندلاع العدوان الإسرائيلي على غزة في 2023.

    وذكرت المجلة أن حاملة الطائرات النووية “يو إس إس كارل فينسون” عادت مؤخراً إلى قاعدتها الرئيسية في هاواي، بعد إتمام أطول مهمة لها دون تنفيذ أي عملية قتالية فعلية في البحر الأحمر، رغم تصاعد الأحداث في المنطقة.

    ووفقاً للتقرير، فإن “كارل فينسون” كانت منتشرة ضمن نطاق عمليات القيادة المركزية الأمريكية (سنتكوم)، إلا أن البحرية الأميركية لم تُبقِ على أي وجود لحاملات طائرات في البحر الأحمر منذ مغادرة “هاري إس ترومان” في مايو الماضي.

    وأعربت المجلة عن استغرابها من الانسحاب الأميركي من واحدة من أكثر الجبهات سخونة في العالم، في ظل استمرار العمليات النوعية التي تنفذها قوات صنعاء ضد السفن المرتبطة بموانئ الاحتلال الإسرائيلي أو بشركات خرقت الحظر المفروض من صنعاء.

    وأشارت ناشيونال إنترست إلى أن “سلسلة من الهجمات الصاروخية والطائرات المسيّرة والسفن غير المأهولة” شكّلت العمود الفقري لهذه العمليات، ضمن “إطار الدعم العسكري المباشر لغزة، ومنع الإمدادات البحرية عن كيان الاحتلال”.

    وبحسب المجلة، فإن هذه التطورات دفعت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للإعلان عن اتفاق سري أدى إلى انسحاب كامل لحاملات الطائرات والمدمرات والأصول البحرية الأميركية من البحر الأحمر، في خطوة فسّرها مراقبون على أنها إقرار ضمني بفشل استراتيجية الردع الأميركية.

    وأكد التقرير أن الانسحاب يعكس انتصارًا تكتيكيًا لقوات صنعاء، التي استطاعت فرض معادلات ميدانية جديدة، وإدامة الحصار البحري على الاحتلال الإسرائيلي، رغم كل المحاولات الدولية والإقليمية لكسر هذا الحصار.

    العدو: لن نوقف هجماتنا في لبنان مهما كان قرار الحكومة اللبنانية

    العدو: لن نوقف هجماتنا في لبنان مهما كان قرار الحكومة اللبنانية
    العدو: لن نوقف هجماتنا في لبنان مهما كان قرار الحكومة اللبنانية

     

    تواكب أوساط العدو التطوّرات السياسية في لبنان باهتمام كبير. وبينما يصرّ البعض ويتمسّك بمطلب نزع سلاح المقاومة رغم عشرات الاعتداءات اليومية برًا وجوًّا والتي تجاوزت عتبة الـ4000، ينقل الإعلام “الإسرائيلي” تأكيدًا متكرّرًا أن جيش الاحتلال لن ينسحب من الأراضي اللبنانية.

    معلّق الشؤون العسكرية في القناة 14 “الإسرائيلية” نوعام أمير، قال خلال نشرة الأخبار الرئيسية مساء أمس إن “عدة أمور مطروحة على طاولة المؤسسة الأمنية والعسكرية”، وأضاف “قبل كل شيء يتابعون باهتمام كبير رؤية ماذا ستكون النتيجة في جلسة الحكومة اللبنانية، وحتى أنهم يتمنون أن تتخذ الدولة اللبنانية قرارًا تاريخيًا وتذهب في نهاية الامر نحو تفكيك سلاح حزب الله”.

    أمير نقل عن مسؤول أمني صهيوني قوله: “يجب على دولة لبنان أن تقرر مصيرها والطلب من حزب الله تسليم سلاحه، وليكن واضحًا أنه لا توجد أيّة نيّة للانسحاب من النقاط الخمسة ومن وجودنا هناك”.

    كذلك نقل أمير عن المسؤول الصهيوني نفسه أن “قرار الحكومة اللبنانية لن يوقف هجماتنا ضد محاولات حزب الله للعودة للتمركز في لبنان، في جنوب لبنان، وإذا تطلب الأمر في عمق لبنان، “إسرائيل” مصرة على مواصلة إحباط بنية حزب الله ، ولن يغير شيئًا القرار الذي سيتخذ”.

    حزب الله يصف قرار حكومة نواف سلام بـ”الخطيئة الكبرى”: سعي مكشوف لتجريد لبنان من سلاح الردع

    حزب الله

    شنّ حزب الله هجوماً لاذعاً على قرار حكومة رئيس الوزراء نواف سلام، واصفاً إياه بأنه “خطيئة كبرى” تصبّ في مصلحة الاحتلال الإسرائيلي وتُجرد لبنان من أحد أهم عناصر قوته في مواجهة الاعتداءات.

    وفي بيان رسمي، اعتبر الحزب أن القرار يمثل خروجاً فاضحاً عن البيان الوزاري والميثاق الوطني، متهماً الحكومة بأنها خضعت لما وصفه بـ“إملاءات المبعوث الأميركي براك”، في إشارة إلى تدخلات خارجية تسعى لفرض أجندات تخدم العدو الإسرائيلي.

    وأكد حزب الله أن القرار يصب في خانة المشروع الأمريكي – الإسرائيلي، ويُضعف الموقف اللبناني في أي مواجهة مقبلة، مشدداً على أن الخطوة تمثل “انكشافاً أمنياً واستراتيجياً” يُطلق يد إسرائيل لاستباحة السيادة اللبنانية.

    ووصف الحزب القرار بأنه “جزء من استراتيجية الاستسلام”، وقال إنه “لن يُنفذ، وسنتعامل معه كأنه غير موجود”، مجدداً التأكيد على أن تحرير الأراضي اللبنانية المحتلة، لا سيما مزارع شبعا وتلال كفرشوبا، يجب أن يكون أولوية لأي حكومة تدّعي تمثيلها للشعب اللبناني.

    ودعا حزب الله مختلف القوى السياسية في البلاد إلى “رفض هذا التوجه الخطير، والوقوف صفاً واحداً دفاعاً عن خيار المقاومة الذي أثبت فعاليته في ردع العدو وضمان كرامة لبنان واستقلاله”.

    مجلة الدفاع البلجيكية: اليمن غيّر ميزان القوى في الشرق الأوسط وصواريخه أربكت “واشنطن وتل أبيب”

    مجلة الدفاع البلجيكية: اليمن غيّر ميزان القوى.. وصواريخه أربكت "واشنطن وتل أبيب"

    أكدت مجلة الدفاع البلجيكية المتخصصة في الشؤون العسكرية، في تقرير تحليلي حديث، أن القدرات الصاروخية لقوات صنعاء شهدت تطورًا استثنائيًا، محققة تحولًا استراتيجيًا غيّر من موازين الردع في الشرق الأوسط، وجعل اليمن قوة فاعلة ومؤثرة ضمن محور المقاومة.

    ووصفت المجلة هذا التطور بأنه “غير مسبوق”، مشيرة إلى أن صنعاء باتت تمتلك صواريخ باليستية وكروز يتجاوز مداها 1500 كيلومتر، ما يضع قواعد أمريكية في الخليج والعراق والأردن، إلى جانب منشآت استراتيجية داخل الأراضي المحتلة، ضمن دائرة الاستهداف المباشر.

    وسلط التقرير الضوء على الهجمات الأخيرة التي نفذتها قوات صنعاء، بما في ذلك استهداف ميناء إيلات (أم الرشراش) في 22 يوليو، والهجمات على سفن أميركية قرب باب المندب، معتبرًا أن هذه العمليات تعكس الانخراط الكامل لليمن في معادلة الردع الإقليمي.

    ولفتت المجلة إلى أن الترسانة الصاروخية اليمنية تتميز بمرونة كبيرة، حيث تُطلق من منصات متحركة مخبأة في تضاريس جبلية صعبة، ما يجعل من رصدها أو اعتراضها مهمة بالغة التعقيد حتى أمام أحدث منظومات الدفاع الجوي.

    وأشارت المجلة إلى فشل أنظمة الدفاع الإسرائيلية، مثل “حيتس 3″ و“مقلاع داوود” و“القبة الحديدية”، في التصدي الفاعل للهجمات، بسبب تعدد مسارات المقذوفات وقصر زمن الإنذار، مؤكدة أن هذه العوامل مجتمعة جعلت من قوات صنعاء ذراع ردع فعّالة ومؤثرة.

    واختتم التقرير بالتأكيد على أن اليمن لم يعد مجرد طرف محلي في النزاعات الإقليمية، بل بات لاعبًا استراتيجيًا يمتلك القدرة على التأثير في أمن الملاحة الإقليمية، واستهداف العمق الإسرائيلي، وتعطيل المصالح الغربية، في مشهد يعكس تحوّلًا نوعيًا في خريطة القوة داخل المنطقة.