بعد أكثر من 40 عاماً على خسارة أميركا قاعدتها الكبرى ”إيران” في الخليج، بأيدي الثورة الإسلامية في إيران بقيادة الإمام الخميني، تشن أميركا، حربها المباشرة ،بقناعٍ إسرائيلي وبشراكة حلف “الناتو” وبعض العرب .
الحرب الأميركية على إيران ،ليست حرباً على الملف النووي وان كان يأتي في مقدمة أهدافها، لكنها حربٌ غربية ، لمحو “الشرق” كحضارة وعقائد وقيم أخلاقية وإطفاء شعلة المشروع التحرّري المقاوم في المنطقة والعالم وإسقاط إيران وبدء المرحلة الثانية بعد “الربيع العربي” لربيع متعدد الأسماء من “ربيع باكستاني” الى “ربيع روسي” وصولاً الى “ربيع صيني” لإسقاط كل الدول والكيانات التي لم تعلن تبعيتها لأميركا وتحاول الحفاظ على سيادتها واستقلالها.
تخوض أميركا ،حربها على إيران على جبهتين:
– جبهة خارجية عبر القصف الذي تتبناه إسرائيل، لكنه قصف متعدّد الجنسيات.
– جبهة داخليه عمودها الفقري حركة ” مجاهدي خلق” وبعض الخلايا الاستخبارية من الموساد و”السي آي أي “والتي قامت بجزء كبير من الاغتيالات وقصف المنشآت والسيارات المفخّخة وإحداث البلبلة الأمنية والنفسية، وفق تقاطع المصالح بين المعارضة “غير الإسلامية” التي تسعى للانقلاب على النظام وبين المشروع الأميركي – الإسرائيلي.
انتقلت أميركا، للقتال على جبهة إيران بعد إسقاط سوريا واطمئنانها الى سقوط المنطقة العربية بالكامل والتي لم تعد تشكّل تهديداً لها ،بعد الضربات التي اصابت المقاومة في لبنان وفلسطين وسوريا ،مما سمح لأميركا ، بالانتقال الى الجبهة الآسيوية و قامت “بجس نبض” أولي ضد باكستان من البوابة الهندية، لتحقيق الأهداف التالية:
— نزع السلاح النووي من العالم الإسلامي وإسقاط “إيران وباكستان” .
— التوجّه الى روسيا بمساعدة تركيا التي سيتم تكليفها قيادة جمهوريات آسيا الوسطى الإسلامية، لمحاصرة روسيا وحشد الإسلام التكفيري من افغانستان وجمهوريات روسيا الإسلامية مع إبقاء جبهة أوكرانيا لتفكيك الإتحاد الروسي وتهيئة الظروف ،لإسقاط روسيا بعد “بوتين.
— التوغّل لمحاصرة الصين وإسقاط آخر الدول والقلاع الخارجة عن القرار الأميركي.
تمثّل إيران الآن “ألمانيا الحرب العالمية الثانية” بالنسبة للأميركيين ،فيتم اتهامها برعاية الإرهاب وزعزعة الأمن العالمي ودعم حركات المقاومة وان إسقاطها سيقلب موازين القوى في العالم ويفتح الأبواب، لرسم الخريطة السياسية والجغرافية للعالم بقيادة القطب الأميركي الأوحد!
تريد أمريكا استعادة إيران كقوة إقليمية، تخدم مصالحها بعدما ظهر عجز إسرائيل وعدم استطاعتها ابتلاع المنطقة والسيطرة عليها بسبب قلّة العدد والجغرافيا الصغيرة لفلسطين المحتلة ،بالتلازم مع القرار الأميركي، بعدم الغزو أو الاحتلال المباشر، والسيطرة على العالم وقيادته ،بالحروب البديلة التي نجحت عبر الجماعات التكفيرية، بإسقاط أفغانستان وسوريا وتخريب ليبيا مع التحضير لتوظيفها لغزو العراق ولبنان ، بالتكامل مع الحروب الإسرائيلية المنظّمة.
لا تستطيع أميركا حماية دول الخليج الضعيفة والتي تتعامل معها أميركا، كمصارف، لتمويل حروبها وسد عجزها الاقتصادي او كورش استثمار اقتصادية وقواعد عسكرية ولأنها لا تستطيع حماية إسرائيل المُنهكة والعاجزة، فلابد من التفتيش عن قوه إسلامية لا تحرج أميركا، بالتطبيع والسلام مع إسرائيل وتشكّل مع تركيا الإسلامية السنيّة “ثنائية إسلامية ” غير عربية ،لأنها لا تحترم العرب ،ولتكون “شرطي أميركا في المنطقة ،القادر على تأمين العديد البشري، للجيش البديل مع تمويل ذاتي لا يُرهق أميركا!
الحرب الأميركية على إيران ،حربٌ مفصلية، ستحدّد مصير المشروع الأميركي ومستقبل روسيا وباكستان والصين وستكون طويلة، يمكن ان يتخللها “وقف نار” مؤقت ،لإعادة التخطيط وتنظيم القوى، لإسقاط النظام في إيران بعد فشل المحاولة الأولى والتي كان من أسباب فشلها ،فشل اغتيال “المرشد الأعلى” بما يشكل من رمزية ومركز قيادة ،استطاع إعادة تجميع القوى والبدء بالهجوم المضاد والذي سيبقى في دائرة الخطر والاغتيال، كممر إلزامي لنجاح المشروع الأميركي.
الحرب على إيران ،حربٌ سياسية ودينية وعسكرية، تعني كل المسلمين بمذاهبهم المختلفة وكل أحرار العالم المقاومين للاستعمار الأميركي ومن يتخلّى عن نصرة وإسناد إيران الآن ،فإنه يهدم أسوار بلده وأسوار دينه ويفتح الطريق لهزيمته الذاتية.
قَاتل بما تستطيع ولو بكلمة، لمواجهة الحرب الأميركية على إيران ،خط الدفاع الأخير عن الدين والحرية والاستقلال … لتحمي نفسك ودينك وبلدك ،مهما كان مذهبك أو جنسيتك.
مقاومتك لأمريكا… ليست دفاعاً عن “إيران الدولة ” بل دفاعاً عن نفسك.
ــــــــــــــــــــــــــــــ
د نسيب حطيط