المزيد
    الرئيسية بلوق الصفحة 119

    خبراء يحذّرون من استنزاف “البحرية الأمريكية” في البحر الأحمر

    صحيفة روسية: الغموض المعلوماتي لليمن يُرعب البنتاغون

    حذر خبراء عسكريون من أن الحملة العسكرية التي تقودها الولايات المتحدة في البحر الأحمر ضد الحوثيين قد تؤدي إلى استنزاف كبير لموارد البحرية الأمريكية، في وقت تحتاج فيه واشنطن إلى الحفاظ على قدراتها لمواجهة تحديات أخرى، خاصة في المحيط الهادئ.

    ووفقا لتقرير نشرته مجلة “فورين بوليسي”، فإن عمليات القصف الجوي وإطلاق صواريخ كروز المكلفة مثل “توماهوك” قد تؤدي إلى استهلاك سريع لمخزونات الذخائر الأمريكية، مما قد يضعف قدرة واشنطن على الاستجابة لصراعات أخرى محتملة.

    وقال جيمس هولمز، أستاذ في كلية الحرب البحرية الأمريكية، إن الاعتماد على القوة الجوية والبحرية فقط قد لا يكون كافيًا للقضاء على تهديد الحوثيين، مشيرًا إلى أن أي حملة عسكرية طويلة تتطلب التزامًا أكبر مما أبدته الإدارة الأمريكية حتى الآن. وأضاف: “يجب أن تكون هناك – في ساحة المعركة، تتصارع مع العدو – من أجل الفوز”.

    كما وصف خبير بحري أوروبي، تحدث للمجلة شريطة عدم الكشف عن هويته، وصف الحملة الأمريكية في البحر الأحمر بأنها “جنون”، مؤكدا أن استمرار العمليات بهذه الوتيرة قد يؤدي إلى إنهاك القدرات العسكرية الأمريكية، خاصة مع تصاعد التوترات مع الصين في المحيط الهادئ.

    يأتي هذا في ظل تصاعد التساؤلات حول جدوى التدخل الأمريكي، لا سيما أن الرئيس السابق دونالد ترامب كان قد عارض لسنوات فكرة أن تتحمل الولايات المتحدة مسؤولية تأمين الممرات البحرية، مقترحا أن تتحمل الدول الآسيوية هذا العبء بدلاً من واشنطن التي لاتعتمد على البحر الاحمر

    وفي الوقت الذي تواصل فيه القوات الأمريكية غاراتها في البحر الأحمر، تزداد المخاوف من أن تتحول هذه الحملة إلى حرب استنزاف طويلة الأمد، وهو سيناريو قد يعيد إلى الأذهان التجارب الأمريكية في العراق وأفغانستان.

    ما هو مسار المعركة عسكرياً بين الولايات المتحدة واليمن؟

    يقدم العرض التالي تحليلاً مفصلاً لمسار العملية العسكرية الأمريكية على اليمن، خلال الفترة من 15 إلى 17 مارس 2025. يتناول النص المراحل الرئيسية للمعركة، بدءاً بالهجوم الأمريكي المكثف، مروراً بمرحلة الضغط المستمر، وصولاً إلى ردود الفعل اليمنية. كما يسلط الضوء على أنواع الطائرات والأسلحة التي استخدمتها الولايات المتحدة في هذه الحملة، والقواعد العسكرية التي انطلقت منها. يهدف هذا التحليل إلى فهم التطورات العسكرية الأولية للصراع، وتقدير الإمكانيات العسكرية المستخدمة، واستشراف احتمالات توسع المعركة في المستقبل، كما يقدّم رؤية شاملة للمجريات العسكرية خلال الأيام الأولى من هذا التصعيد الخطير في منطقة الشرق الأوسط.

    مسار المعركة عسكرياً (15-17 مارس 2025):

    بناءً على مجريات العملية العسكرية بين 15 و17 مارس 2025، يمكن تفسير مسار المعركة عسكريًا وتطورها واحتمالات توسعها على النحو التالي:

    أولاً: مرحلة الهجوم الأمريكي المكثف (15 مارس):

    – مباغتة وقوة نارية: بدأت المعركة بهجوم أمريكي مباغت وواسع النطاق، مستخدمة قوة نارية كبيرة من الطائرات المقاتلة والقاذفات والمسيرات، انطلاقاً من حاملة الطائرات “ترومان” وقواعد إقليمية أخرى.

    – استهداف البنية التحتية العسكرية اليمنية: ركز الهجوم الأولي على تدمير البنية التحتية العسكرية الأساسية لليمن، مثل الرادارات، الدفاعات الجوية، أنظمة الصواريخ، والطائرات المسيرة. الهدف هو إضعاف قدرة القوات المسلحة اليمنية على رصد وتتبع السفن، وإطلاق الصواريخ والطائرات المسيرة، وبالتالي تقليل فعاليتهم في البحر الأحمر.

    – رسالة ردع قوية: كان الهجوم بمثابة رسالة ردع قوية من الولايات المتحدة، تؤكد تصميمها على وقف الهجمات اليمنية وحماية الملاحة البحرية، كما يتضح من تصريحات ترامب ووزير الدفاع الأمريكي.

    ثانياً: مرحلة الاستمرار والضغط (16-17 مارس):

    – استدامة الضغط الجوي: استمرت الولايات المتحدة في الحفاظ على الضغط العسكري من خلال الغارات الجوية المتواصلة. هذا يشير إلى أن العملية ليست مجرد ضربة محدودة، بل حملة مستمرة تهدف إلى تحقيق أهداف محددة.

    – استهداف أهداف إضافية: توسعت الأهداف لتشمل مواقع أخرى مثل مصنع القطن في الحديدة، مما يدل على أن الولايات المتحدة ربما تسعى لتوسيع نطاق التدمير ليشمل أهدافًا اقتصادية أو لوجستية يمنية.

    – محاولة استهداف القيادات: رغم نفي اليمنيين ذلك وتفنيده من خلال ظهور قيادات ادعى الامريكيون أنه جرى استهدافهم. تشير الدعاية العسكرية الامريكية إلى تقارير عن استهداف مناطق سكنية لقادة من حركة أنصار الله، وتصريح مستشار الأمن القومي الأمريكي عن “القضاء على العديد من قادة الحركة”. إذا تأكد ذلك، فهذا يمثل تحولًا في الاستراتيجية الأمريكية نحو استهداف القيادات العليا للحركة، بهدف إضعافها بشكل أكبر وشل قدرتها على اتخاذ القرار والقيادة.

    ثالثاً: ردود الفعل اليمنية (16-17 مارس):

    – نفي التأثير الكبير للضربات: على الرغم من ادعاء الولايات المتحدة أنها حققت خسائر كبيرة في البنية العسكرية اليمنية إلا أن اليمنيين يتهمون الولايات المتحدة باستهداف أهداف مدنية بشرية ومادية، ويؤكدون عدم تأثير الضربات الأمريكية، على قدرتهم على الاستمرار في القتال.

    – التركيز على العمليات البحرية: رد الجيش والقوات البحرية اليمنية بالتركيز على المجال الرئيسي، وهو العمليات البحرية، بالإعلان عن استهداف حاملة الطائرات “هاري ترومان”.

    – رفع سقف التهديدات: تعهد حركة أنصار الله اليمنية بـ “التصعيد بالتصعيد”، ما يعني أنهم مستعدون لتوسيع نطاق هجماتهم البحرية، وربما استخدام أساليب جديدة أو أكثر قوة.

    – الاستفادة من الدعاية والإعلام: يستخدم اليمنيون إعلامهم المرئي والالكتروني ومنصات التواصل الاجتماعي لتسليط الضوء على الخسائر المدنية، التي تسبب بها العدوان الامريكي. كما يسعون من خلال الاستفادة من وسائل الدعاية والإعلام إلى شرح قضيتهم وهي “دعم غزة والضغط لرفع الحصار عنها” وحشد الدعم الشعبي والإقليمي لقضيتهم.

    احتمالات توسع المعركة:

    توجد عدة احتمالات لتوسع المعركة، عسكريًا وجغرافيًا وسياسيًا:

    توسع عسكري تكتيكي:

    – تصعيد الهجمات البحرية اليمنية: قد يحاول الجيش والقوات البحرية اليمنية تصعيد هجماتهم البحرية لتشمل أنواعًا جديدة من الأسلحة، أو زيادة وتيرة الهجمات، أو استهداف سفن أكثر أهمية. قد يلجؤون إلى تكتيكات غير تقليدية أو حرب العصابات البحرية.

    – زيادة الضربات الأمريكية في العمق اليمني: قد توسع الولايات المتحدة نطاق ضرباتها لتشمل أهدافًا أعمق داخل اليمن، مثل مخازن الأسلحة، مراكز القيادة والسيطرة، أو حتى البنية التحتية الاقتصادية الحيوية. قد تزيد من وتيرة وكثافة الضربات الجوية.

    – احتمال محدود لعمليات برية: لا توجد أي دلائل عن نية أمريكية للتدخل البري المباشر. ومع ذلك، في حال عدم كفاية الضربات الجوية لتحقيق الأهداف، قد تفكر الولايات المتحدة في عمليات محدودة للقوات الخاصة لمهام محددة، مثل استهداف قيادات أو تدمير أسلحة نوعية.

    الأسلحة والطائرات التي استخدمتها أمريكا في العدوان على اليمن

    أولاً: الطائرات المستخدمة:

    طائرات مقاتلة:

    مقاتلات من حاملة الطائرات “هاري إس. ترومان”: معظم الضربات نُفذت بواسطة طائرات مقاتلة انطلقت من حاملة الطائرات “ترومان” المتمركزة في البحر الأحمر الشمالي. عادةً ما تحمل حاملات الطائرات الأمريكية طائرات مقاتلة متعددة المهام مثل F/A-18E/F Super Hornet أو F/A-18C/D Hornet. هذه الطائرات قادرة على تنفيذ مهام جو-جو وجو-أرض، بما في ذلك الغارات الجوية.

    مقاتلات تابعة للقوات الجوية الأمريكية تشمل هذه الطائرات أنواعًا مختلفة من المقاتلات القادرة على مهام الهجوم الأرضي، مثل F-15E Strike Eagle أو F-16 Fighting Falcon. انطلقت هذه الطائرات من “قواعد إقليمية”.

    طائرات بدون طيار/مسيرات

    مسيرات مسلحة: أُطلقت من قواعد إقليمية”. النوع الأكثر احتمالاً هو MQ-9 Reaper. تعتبر MQ-9 Reaper مسيرة قتالية رئيسية في الترسانة الأمريكية، قادرة على حمل صواريخ وقنابل موجهة بدقة، وتنفيذ مهام استطلاع ومراقبة وهجوم.

    مسيرات استطلاع ومراقبة: بالإضافة إلى المسيرات المسلحة، رُصد استخدام مسيرات أخرى لمهام الاستطلاع وجمع المعلومات وتقييم الأضرار بعد الضربات. تشمل هذه الأنواع RQ-4 Global Hawk أو RQ-170 Sentinel (في مهام سرية أكثر) وأنواع أخرى.

    طائرات استطلاع ودعم:

    – طائرات حرب إلكترونية: طائرات EA-18G Growler (المحمولة على حاملة الطائرات) وطائرات EC-130H Compass Call وF/A-18E/F Super Hornet استخدمت لمهام الحرب الإلكترونية، مثل التشويش على رادارات الاتصالات، وإعماء الدفاعات الجوية.

    – طائرات تزود بالوقود جواً: لتمديد مدى بقاء الطائرات المقاتلة والمسيرة في الجو، من المؤكد استخدام طائرات تزود بالوقود جواً مثل KC-135 Stratotanker أو KC-46 Pegasus.

    الصواريخ المستخدمة (غير الطائرات):

    صواريخ جو-سطح وقنابل موجهة (Air-to-Surface Missiles and Guided Bombs):

    استخدمت الطائرات المقاتلة والمسيرات على الأرجح مجموعة متنوعة من الصواريخ والقنابل الموجهة بدقة لتدمير الأهداف اليمنية. قد تشمل هذه:

    – صواريخ AGM-158 JASSM: صواريخ كروز جو-سطح بعيدة المدى.

    – صواريخ AGM-88 HARM: صواريخ مضادة للإشعاع لاستهداف الدفاعات الجوية.

    – قنابل موجهة بالليزر (Laser-Guided Bombs): مثل GBU-12 Paveway II.

    – قنابل موجهة بنظام GPS (GPS-Guided Bombs): مثل GBU-31 JDAM.

    – صواريخ AGM-114 Hellfire: صواريخ جو-سطح تستخدمها المسيرات بشكل شائع.

    صواريخ كروز بحرية (Naval Cruise Missiles):

    – صواريخ توماهوك: استخدمت صواريخ توماهوك كروز لضرب أهداف برية بعيدة المدى في اليمن. تطلق هذه الصواريخ من السفن الحربية الأمريكية (المدمرات والفرقاطات المرافقة لحاملة الطائرات ترومان) ويمكنها ضرب أهداف بدقة عالية على مسافات طويلة.

    أنظمة استخبارات ومراقبة واستطلاع (ISR Systems):

    – بالإضافة إلى المسيرات، استخدمت الولايات المتحدة مجموعة واسعة من أنظمة الاستخبارات والمراقبة والاستطلاع لجمع المعلومات عن أهداف يمنية، وتوجيه الضربات، وتقييم الأضرار. يشمل ذلك الأقمار الصناعية الاستخباراتية، وطائرات الاستطلاع المتخصصة مثل RC-135 Rivet Joint، وغيرها من الأصول.

    القواعد الرئيسية المستخدمة في العملية العسكرية:

    حاملة الطائرات الأمريكية “يو إس إس هاري إس. ترومان” (USS Harry S. Truman):

    – القاعدة البحرية المتحركة الرئيسية: معظم الضربات، نُفذت بواسطة طائرات مقاتلة من حاملة الطائرات هاري إس. ترومان، المتمركزة في البحر الأحمر الشمالي، التي كانت بمثابة القاعدة الأمامية الرئيسية للعمليات الجوية. انطلقت منها الطائرات المقاتلة التي نفذت الجزء الأكبر من الضربات في الأيام الأولى للعملية. تمركز حاملة الطائرات في البحر الأحمر الشمالي يوفر موقعًا استراتيجيًا قريبًا من اليمن، مما يسمح للطائرات بالوصول السريع إلى الأهداف في اليمن والعودة للتزود بالوقود والتسليح دون الحاجة للتزود بالوقود جواً.

    القواعد الإقليمية المحتملة بناءً على المعرفة العامة بالوجود العسكري الأمريكي في المنطقة:

    قاعدة العديد الجوية في قطر (Al Udeid Air Base, Qatar):

    – أكبر قاعدة جوية أمريكية في الشرق الأوسط: تعتبر قاعدة العديد من أكبر وأهم القواعد الجوية الأمريكية في المنطقة، وتستضيف مقر القيادة المركزية للقوات الجوية الأمريكية (AFCENT) ومركز العمليات الجوية المشتركة (CAOC).

    – قدرات جوية ولوجستية هائلة: تضم القاعدة مدرجات طويلة، ومرافق صيانة وإمداد ضخمة، وتستطيع استيعاب مجموعة واسعة من الطائرات العسكرية، بما في ذلك الطائرات المقاتلة والقاذفات وطائرات النقل والمسيرات.

    – موقع استراتيجي قريب من اليمن: قطر ليست بعيدة نسبيًا عن اليمن، مما يجعل قاعدة العديد موقعًا منطقيًا لدعم العمليات الجوية في اليمن.

    قاعدة الظفرة الجوية في الإمارات العربية المتحدة (Al Dhafra Air Base, UAE):

    – تستضيف أصولًا جوية أمريكية متنوعة: تستضيف قاعدة الظفرة أيضًا وحدات من القوات الجوية الأمريكية، بما في ذلك طائرات مقاتلة وطائرات استطلاع وطائرات تزود بالوقود جواً.

    – تعاون وثيق مع الإمارات: تعتبر الإمارات العربية المتحدة حليفًا وثيقًا للولايات المتحدة، مما يجعل قاعدة الظفرة موقعًا مناسبًا للعمليات الأمريكية في المنطقة.

    قاعدة عيسى الجوية في البحرين (Isa Air Base, Bahrain):

    – مقر القيادة المركزية للقوات البحرية الأمريكي (NAVCENT): البحرين هي مقر القيادة المركزية للقوات البحرية الأمريكية في الخليج العربي، وقاعدة عيسى الجوية تعتبر قاعدة بحرية رئيسية.

    – دعم العمليات البحرية والجوية: على الرغم من أنها قاعدة بحرية، إلا أنها يمكن أن تدعم أيضًا بعض العمليات الجوية، خاصة تلك المتعلقة بالقوات البحرية.

    خلاصة عامة:

    يُظهر تحليل مجريات العملية العسكرية الأمريكية على اليمن خلال الفترة من 15 إلى 17 مارس 2025، أن الولايات المتحدة شنت حملة جوية مكثفة ومباغتة، مستهدفة البنية التحتية العسكرية اليمنية في محاولة لإرسال رسالة ردع قوية. تميزت المرحلة الأولية بالتركيز على القوة النارية الجوية واستخدام أسلحة دقيقة التوجيه انطلاقاً من حاملة الطائرات “ترومان” وقواعد إقليمية. في المقابل، ركز الرد اليمني الأولي على نفي التأثير الكبير للضربات، والتركيز على العمليات البحرية، والتعهد بالتصعيد، والاستفادة من الدعاية الإعلامية.

    هناك احتمالات لتوسع المعركة عسكرياً وإقليمياً وسياسياً، مع التركيز على تصعيد الهجمات البحرية اليمنية وزيادة كثافة الضربات الأمريكية، مع احتمال محدود لعمليات برية. اعتمدت الولايات المتحدة بشكل كبير على القوة الجوية المتطورة، والأسلحة الدقيقة، وصواريخ كروز البحرية، وأنظمة الاستخبارات المتقدمة. وقد استخدمت حاملة الطائرات “ترومان” كقاعدة بحرية رئيسية، بالإضافة إلى قواعد إقليمية محتملة مثل العديد والظفرة وعيسى. بشكل عام، العملية الأمريكية تمثل تصعيداً خطيراً يعتمد على القوة الجوية والتكنولوجيا المتقدمة، لكنه يواجه بردة فعل يمنية مصممة على المقاومة والتصعيد، مما ينذر بصراع أطول وأكثر تعقيداً.
    ـــــــ

    الغارات الأمريكية أبعدُ عن ردع اليمن.. اليمنيون ينفذون تهديداتهم

    يتجلى بوضوح تراجع القدرات الأمريكية أمام صمود اليمنيين، فالقوات المسلحة اليمنية أظهرت قوة فائقة وأثبتت قدرتها على قهر الاستكبار الأمريكي الذي طالما حاول فرض هيمنته على المنطقة. إن ما يحدث في اليمن لا يعد مجرد صراع محلي بقدر ما هو مواجهة ضد قوى عالمية مستكبرة تحاول أن تفرض إرادتها من خلال الحروب والاحتلال، لكن اليمن، بعون الله تعالى وما توفر له من أسلحة وعتاده وبرجاله الأوفياء، يقف شامخاً في وجه هذه الغطرسة، فتتجلى قوته في إيمانه بعدالة القضية التي يجاهد من أجلها وقدرته على التصدي للتحديات.

    أصبحت تحديات النفوذ الأمريكي في المنطقة واضحة، حيث تعجز الإدارة الأمريكية، التي يقودها الرئيس الأحمق، المجرم دونالد ترامب، عن إدارة صراعها الغاشم مع اليمن. إن الإدارة التي تعاني من الارتباك والفوضى، تعكس واقعاً مؤلماً يصعب عليها قبوله، وهو إن قوتها الهشة لم تعد قادرة على كبح جماح الإرادة الحرة لليمنيين. ومن خلال تفهمهم العميق لأبعاد الصراع، يُظهر اليمنيون أن عزمهم وقوتهم أكبر من أي قوة غاشمة تسعى للسيطرة.

    على الرغم من مرور 17 شهراً على بداية المواجهة مع العدو الأمريكي والإسرائيلي، إلا أن اليمنيين ومعهم كل الأحرار في المنطقة يثبتون يوماً بعد يوم أن الخيارات الأمريكية لم تعد ذات جدوى، فقد أظهرت الهجمات الدفاعية والتكتيكية أن اليمن محصن بصلابة وإرادة قيادته الحكيمة وقواته المسلحة الباسلة، في حين أن أمريكا لم تعد لديها أي خيارات تذكر لإنقاذ نفوذها المتدهور. فالملاحة البحرية للسفن الإسرائيلية والأمريكية باتت محظورة بقرار يمني في كل من البحرين الأحمر والعربي وباب المندب وحتى المحيط الهندي ويحتمل أن تطول اليد اليمنية إلى البحر الأبيض، وهذا بحد ذاته دلالة على تفوق الإرادة اليمنية على الاستكبار.

    التقنيات المتطورة للجيش اليمني

    تشير هذه الأوضاع إلى رسائل جيوسياسية عميقة، فاليمن الذي يواجه التحديات بصلابة، يُظهر أن ميزان القوى في المنطقة يتغير. مع كل انتصار يحققه اليمنيون، يتجلى أمام العالم ضعف الهيمنة الأمريكية، وتظهر قوتهم في مواجهة الاستكبار. في ظل هذه الظروف، بات لزاماً على الولايات المتحدة أن تعيد التفكير في استراتيجياتها، إذ إن صمود اليمن يكشف قناعاً هشا لطالما أخفى الحقيقة، وهي أن الشعوب الحرة لا يمكن قهرها بالأسلوب التقليدي للتدخل العسكري.

    إن هذا التحول يعكس تصميماً يمنياً على فرض السيادة واستعادة الحق، ويُذكّر الجميع بأن اليمن، بوحدته وعزيمته، قادر على تحدي كل الصعوبات وكسر كل القيود، ليثبت أن الحق والعدالة يكونان دائماً أقوى من الاستكبار والقوة الغاشمة.

    وفي سياق إثبات التراجع في القدرات الأمريكية أمام ما تستند إليه القوة الرادعة للقوات المسلحة اليمنية من تكامل في التكنولوجيا الحديثة، تتجلى قدرة اليمن على استغلال نقاط ضعف القوات الأمريكية، بل والتأثير على الأوضاع الجيوسياسية في المنطقة في آن.

    ووفقاً لتقرير نشرته صحيفة “نيويورك تايمز”، تمكن الجيش اليمني من الحصول على تقنيات متطورة، مما يعزز قدراته في استخدام الطائرات المسيّرة. هذه التقنيات تشمل خلايا وقود الهيدروجين التي توفر مستوى متقدماً من التخفي والقدرة على الطيران لمسافات أطول. وأشار التقرير إلى أن الطائرات المسيّرة المدعومة بهذه التقنية قد تتجاوز مسافتها التقليدية بنسبة ثلاثة أضعاف، ما يضيق الخيارات أمام القوات الأمريكية في اكتشافها.

    ويؤكد التقرير أن اليمنيين “اكتسبوا تقنيات جديدة تُصعّب اكتشاف الطائرات المسيّرة، وتُساعدها على التحليق لمسافات أبعد.” تُظهر هذه التقنيات، التي تتضمن خلايا وقود الهيدروجين، القدرة على تجاوز المسافات التقليدية. بينما تستطيع الطائرات المسيّرة التقليدية أن تقطع نحو 750 ميلاً، فإن خلايا الوقود تُمكنها من قطع “ثلاثة أضعاف هذه المسافة”، وهذا ما يزيد من صعوبات رصدها عبر أجهزة الاستشعار.

    تيمور خان، من مركز أبحاث التسلح في الصراعات، حذر من أن هذه التقنيات الجديدة قد تعطي القوات المسلحة اليمنية عنصر المفاجأة عند الصراع مع القوات الأمريكية أو الإسرائيلية، حيث تستند القوة الهيدروجينية الرادعة إلى عدة نقاط رئيسية:

    التخفي وتحسين الطيران: خلايا الوقود الهيدروجيني تستخرج الكهرباء بـ “سلسلة من الصفائح المعدنية المشحونة” وتُطلق بخار الماء بينما تُنتج حرارة واهتزازات قليلة، مما يُصعّب الكشف عنها.

    زيادة القدرة على التحليق: القدرة على تخزين الطاقة بمعدل يفوق بطاريات الليثيوم بثلاث مرات تسمح للطائرات بحمل أحمال زائدة والقيام بعمليات أطول مدى. بحسب تصريح أندي كيلي، “كلما طالت مدة بقائها في الجو، زادت قدرتها على جمع البيانات.”؛ أي أن خلايا الوقود الهيدروجينية تمتاز بعمر أطول، وتخزين طاقة أكبر مقارنة ببطاريات الليثيوم، مما يسمح للطائرات المسيّرة بالتحليق لمسافات أطول مع حمل أوزان أكبر الاكتفاء الذاتي وزيادة الإنتاج: تشير الأدلة إلى أن “القوات المسلحة اليمنية” قد حصلت على هذه التقنيات إما من أسواق تجارية أو عبر سلسلات توريد جديدة، وهذا ما يعكس قدرة متزايدة على الاكتفاء الذاتي وزيادة الكفاءة في استخدام التكنولوجيا الحديثة. هذه التطورات تساهم في تحسين قدرات الاستطلاع وجمع البيانات عن الأهداف البعيدة، مما يجعل القوات الأمريكية والإسرائيلية في موقف صعب.

    تهديدات حقيقية تلاحق البحرية البريطانية

    يجمع العالم على الفشل الأمريكي في حماية أي سفينة من النيران اليمنية، وهذه القناة وصلت إليها بريطانيا التي أبدت قلقها على حاملة الطائرات التابعة لها حال عبورها باب المندب ولو كان لدى بريطانيا أدنى ثقة بالأسلحة الأمريكية لما أبدت تخوفهاـ وفي هذا الصدد ذكرت صحيفة “التايمز” البريطانية، أن لندن تعبر عن قلقها من هجمات محتملة بواسطة الطائرات المسيّرة أو الصواريخ خلال مرور الحاملة “إتش إم إس برينس أوف ويلز” عبر مضيق باب المندب، الذي شهد في الأشهر الأخيرة ضربات نوعية استهدفت سفناً حربية تابعة للولايات المتحدة وبريطانيا، وذلك رداً على دعمهما المباشر للعدوان الصهيوني على غزة.

    تُعتبر “إتش إم إس برينس أوف ويلز” السفينة الرئيسية في الأسطول الملكي، وقد أُرسلت لتنفيذ مهام عسكرية في المحيطين الهندي والهادئ. إلا أن مرورها عبر البحر الأحمر، الذي تسيطر عليه القوات المسلحة اليمنية، يعرضها لخطر كبير. كما أنه كان من الملاحظ أن بريطانيا قد أرسلت المدمرة “إتش إم إس دايموند” إلى المنطقة، والتي تعرضت بدورها لهجمات مماثلة بالمسيرات والصواريخ البحرية، في عمليات أكدت القوات المسلحة اليمنية نجاحها، بينما سعت بريطانيا إلى التقليل من أهمية تلك الخسائر.

    كما نقلت الصحيفة تحذيرات المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية (IISS) أن حركة الملاحة الانجلو-أمريكية في البحر الأحمر قد تأثرت بشكل كبير بفعل العمليات العسكرية اليمنية، مما يُظهر بوضوح فشل التحالف الأمريكي البريطاني في حماية سفنهما ومصالح حليفتهما “إسرائيل”. هذا الوضع القائم يعكس تدهوراً استراتيجياً في قدرة الولايات المتحدة وحلفائها على مواجهة التحديات المتزايدة التي فرضتها القوات المسلحة اليمنية.

    انتهاء المهلة الممنوحة لإسرائيل

    في مسار السرد التاريخي لتطورات الأوضاع في المنطقة، ذكرت تقارير أخيرة من مواقع إسرائيلية، أن “إسرائيل والتحالف الدولي فشلا وعلى مدى عامين في مواجهة التهديد اليمني وإرساء توازن الردع الذي كان يمكن أن يجبر صنعاء على وقف استهدافها لإسرائيل وفك ارتباطها بالصراع في غزة”.

    وفقاً لما أوردته صحيفة “aurora israel” الناطقة بالإسبانية، فقد أُعلن بعد انتهاء المهلة الممنوحة لإسرائيل لإعادة فتح معابر غزة عن عزم اليمن استئناف هجماتها ضد السفن الإسرائيلية في البحر الأحمر. وحذر اليمن من أن استئناف الكيان الإسرائيلي حملته العسكرية في غزة، فإن اليمن سيقوم بهجمات مباشرة على فلسطين المحتلة.

    التقرير استخلص أن الأفعال اليمنية تشير بوضوح إلى أن “الجهود التي بذلتها إسرائيل والتحالف الدولي خلال العامين الماضيين لم تُثمر عن النتائج المرجوة، مما يستدعي التفكير في استراتيجية جديدة لمواجهة هذا التهديد المتزايد”.

    كما أشار التقرير إلى أن “اليمنيين لم يوقفوا هجماتهم على إسرائيل والسفن المرتبطة بها في البحر الأحمر إلا بعد دخول وقف إطلاق النار في غزة حيز التنفيذ”، مما يعكس “عجز هذه التحالفات عن فرض توازن ردع فعال يمكنه إقناع الحوثيين بوقف عملياتهم الهجومية في مضيق باب المندب”.

    اليمنيون ينفذون تهديداتهم

    على صعيد خلفية التعرف على هوية من رمى الولايات المتحدة في الشرك اليمني مرة أخرى، يشير تصريح وزير خارجية الكيان الإسرائيلي، “جدعون ساعر”، بالإقرار بأن القرار اليمني باستئناف الحصار البحري على الملاحة الإسرائيلية يشكل خطراً كبيراً على الكيان الصهيوني. حيث أكد ساعر خلال استقباله وزير الخارجية الإثيوبي، أن ما من أسماهم بـ “الحوثيون” يهددون بالفعل بمنع السفن الإسرائيلية من المرور عبر البحر الأحمر، وهو ما يُعد تهديداً وخطراً واضحاً على أمن الكيان.

    هذا الإقرار جاء بعد يوم واحد من إعلان القوات المسلحة اليمنية، يوم الثلاثاء الماضي، استئناف حظر عبور كافة السفن الإسرائيلية في البحرين الأحمر والعربي ومضيق باب المندب وخليج عدن. وقد اشتُرط لذلك رفع الكيان الصهيوني حصاره على غزة، وفتح المعابر للسماح بدخول المساعدات الإنسانية.

    الإعلان أثار حالة من الارتباك في الأروقة الأمنية والسياسية داخل الكيان، حيث سبق أن أكد مسؤول أمني صهيوني رفيع المستوى أن هناك تهديداً يُعتبر بالغ الأهمية وهو الحصار البحري الذي فرضه الحوثيون على “إسرائيل”. وأوضح المسؤول لقناة 12 الإسرائيلية أن “اليمنيين” ينفذون تهديداتهم، وقد رأينا تجليات ذلك في الفترة السابقة.

    وأضاف المسؤول في تصريحاته: “إسرائيل عانت اقتصادياً بشكل كبير من الحصار البحري الذي فرضه الحوثيون عملياً.” وعلّق قائلاً إن الحصار اليمني، على الرغم من كونه غير مرئي للعين المجردة، إلا أنه أطبق الخناق على “إسرائيل”. وأشار إلى أن اليمنيين تمكنوا من خنق التجارة تجاه الكيان، مما ألحق ضرراً بالغاً باقتصاده. استمر المسؤول في توضيح أن تهديدات اليمنيين أصبحت عاملاً مؤثراً في مفاوضات إعادة المحتجزين، محذراً من أنه إذا اتخذت السلطات الإسرائيلية خطوات أكثر عدوانية، فإن من اسماهم بالحوثيين سيتحركون فوراً رداً على ذلك.

    تحديات جديدة وتزايد النذر بمواجهة عسكرية معقدة

    وفي تقرير نشره “منتدى الشرق الأوسط”، وهو مركز أبحاث أمريكي مختص في قضايا السياسة الخارجية والأمن القومي أكد ، الولايات المتحدة إثر الهزائم المتتالية التي منيت بها هي والدول الغربية خلال المعركة البحرية مع الجيش اليمني، والتي انتهت بهزيمة ساحقة للتحالف الأمريكي وسقوط كل أوراق الضغط العسكرية أمام اليمن، بدأت الولايات المتحدة بدراسة خيارات بديلة لمواجهة الجيش اليمني، من بينها الاستعانة بالمرتزقة. ومع ذلك، يُعتبر هذا رهاناً خاسراً، إذ أن السعودية، وهي إحدى أكبر القوى في استئجار المرتزقة، فشلت طيلة 10 سنوات في إركاع اليمن، رغم شنها أكثر من 270,000 غارة جوية.

    حسب تقرير المعهد “يُظهر هذا الواقع المتغير أن القوى الكبرى، بما في ذلك الولايات المتحدة وإسرائيل، تواجه صعوبةً في التعامل مع قيادة فاعلة ومرتبطة بمجموعات مقاومة تُعد جزءاً من شبكة أوسع من التحالفات الإقليمية. ومن الواضح أن اليمن بقيادة أنصار الله إلى جانب بقية دول محور المقاومة، قد أصبحوا قوة هامة في الصراع، مما يُعقد الترتيبات الإقليمية ويعكس فشل الاستراتيجيات السابقة في تحقيق أي استقرار من الطراز الذي يحلم في توطينه الكيان الغاصب في المنطقة”.

    في الأسابيع الأخيرة، اتخذت إدارة ترامب عدة تدابير اقتصادية كبيرة ضد ما تسميهم بالحوثيين، بما في ذلك إعادة إدراجهم كمنظمة إرهابية. ومع ذلك، أظهرت الأحداث الأخيرة وجود شكوك جدية حول ما إذا كانت هذه التدابير ستؤدي إلى آثار ملموسة. وبالتالي، يجب أن يتضمن التحول في الاستراتيجية عمليات هجومية مستمرة ضد من تطلق عليه بـ”المنظمة”، بدلاً من الاعتماد على الهجمات المتقطعة على البنية التحتية. يجب أن ينصب التركيز على القيادات وقدرات إطلاق الصواريخ، مع التخطيط لحملة طويلة الأمد تهدف في نهاية المطاف إلى إسقاط النظام.

    وخلص التقرير إلى أنه وعلاوة على ذلك، يتعين على واشنطن أن تمارس ضغوطاً قوية على المملكة العربية السعودية للانضمام إلى التحالف الدولي ودعمه، على الأقل خلف الكواليس. بيد أن الأيام القادمة قد تُعزز من ضرورة إجراء مراجعة شاملة لاستراتيجيات هذه القوى في المنطقة، بينما تتزايد نذر مواجهة عسكرية معقدة تتطلب تفكيراً استراتيجياً غير تقليدي وابتكارات في طرق التعامل وعلى وجه التحديد، مع القوة اليمنية الصاعدة.

    كشف الزيف وتداعيات تنذر بتأثيرات متزايدة

    على صعيد كشف زيف الادعاءات الصهيوأمريكية بأن صنعاء تتلقى تعليماتها من طهران، برزت تأكيدات بطلان هذا الزيف على لسان مسؤولين في معهد “الأمن القومي” الإسرائيلي. حيث أشاروا إلى أن “التهديد الذي يشكله الجيش اليمني على إسرائيل يرتبط بشكل مباشر بالحرب في غزة، وأن اليمنيين يتمتعون باستقلالية يصعب ردعهم”، مقترحين أن تقوم “إسرائيل بالتنسيق مع دول الخليج لمواجهتهم”.

    في وثيقة بعنوان “المبادئ التوجيهية للعقيدة والسياسات للفترة 2025- 2026″، ذكر المعهد أن “تهديد اليمنيين لإسرائيل يرتبط ارتباطاً مباشراً بالحرب في غزة، ومن المرجح أن تستمر الهجمات الصاروخية من اليمن طالما استمر القتال”. وأشار المعهد أيضاً إلى أن هذا التهديد يرتكز على سيطرة الحوثيين على مضيق باب المندب وقدرتهم على فرض قوتهم على إسرائيل من موقع جغرافي بعيد.

    وأكد التقرير أن “اليمنيين” بقيادة أنصار الله يتمتعون باستقلالية عالية، مما يصعب على طهران السيطرة عليهم، وبالتالي “يجب على إسرائيل التنسيق مع دول الخليج، التي تواجه أيضاً تهديدات ممن اسماهم الحوثيين، من أجل تطوير رد إقليمي ودولي”.

    من جهتها، عبّرت قناة “آي 24 نيوز” الصهيونية عن صدمتها من قرار الجيش اليمني استئناف الحصار البحري على الملاحة الإسرائيلية. وجاء في تقرير القناة أن من اسمتهم “الحوثيين” يعلنون استئناف عملياتهم ضد السفن الإسرائيلية، بينما التصنيف الأمريكي لهم كمنظمة إرهابية أجنبية لم يمنع عودة عملياتهم العسكرية ضد الأهداف الإسرائيلية”.

    وأوضحت القناة أن قرار حظر ملاحة الكيان الصهيوني جاء بعد أيام من التصنيف الأمريكي، مما يشير بشكل واضح إلى جرأة أنصار الله وتحديهم للإجراءات الأمريكية. هذا ترجمة واضحة للإرادة اليمنية المستقلة، وتنبه لمدى الفشل في الاستراتيجيات التي اتبعتها القوى الخارجية لمحاصرة اليمنيين أو تقويض تهديدهم.

    يؤكد هذا الوضع المتدهور للهيلمان الأمريكي الذي كشفت وقائع الأحداث أنه مجرد نمر من ورق، وأن اليمنيين قد تمكنوا من تعزيز موقفهم كقوة إقليمية فاعلة، قادرة على كسر الهيمنة الأمريكية وإيقاف عربدتها وهو ما قضى على أحلام العدو الإسرائيلي والقوى المتحالفة معه فيما أطلقوا عليه مشروع “الشرق الأوسط الكبير”، أو ما يسمى صهيونيا بـ”إسرائيل الكبرى”.
    ــــــ
    موقع أنصار الله. تقرير | يحيى الربيعي

    عودة جبهة الإسناد اليمنية: صنعاء تضرب في عمق الكيان

    سي إن إن: الصاروخ اليمني استهدف موقع حساس للغاية في "تل أبيب"

    استأنفت صنعاء عمليات جبهة الإسناد لقطاع غزة، بعد ساعات قليلة من معاودة إسرائيل عدوانها الوحشي على القطاع. وأطلقت الأولى صاروخاً فرط صوتي على قاعدة عسكرية إسرائيلية في جنوب الأراضي المحتلة، على رغم تعرّض اليمن لعدوان جوي أميركي متواصل منذ أيام. وأكّد الناطق باسم القوات المسلحة اليمنية، العميد يحيى سريع، في بيان، تنفيذ القوة الصاروخية اليمنية، مساء أمس، عملية هجومية استهدفت قاعدة «نيفاتيم» الجوية في جنوب فلسطين المحتلة، بواسطة صاروخ باليستي فرط صوتي من طراز «قدس 2»، مشيراً إلى أن «الصاروخ حقّق هدفه بنجاح».

    وكان الإعلام العبري تحدّث عن تعرّض الكيان لاستهداف يمني، وحدّد مكان الهجوم في النقب، في حين زعم الجيش الإسرائيلي أن دفاعاته الجوية اعترضت صاروخاً أُطلق من اليمن قبل وصوله إلى الأجواء الفلسطينية، إلا أن مقاطع فيديو نشرها المستوطنون أكّدت وصول الصاروخ إلى داخل الأراضي المحتلة، فضلاً عن إطلاق صفارات الإنذار في عشرات المستوطنات في المنطقة المستهدفة، وهروب مئات الآلاف من المستوطنين إلى الملاجئ.

    من جهتها، أكّدت مصادر عسكرية في صنعاء، لـ»الأخبار»، أن «القوة الصاروخية اليمنية تلقّت توجيهات عليا باستئناف عملياتها في عمق الكيان الإسرائيلي، رداً على انقلاب حكومة (بنيامين) نتنياهو على اتفاق وقف إطلاق النار في غزة». وأشارت إلى أن «عودة الهجمات اليمنية ضد الكيان جاءت وفقاً لمعادلة إن عدتم عدنا»، والتي أعلنتها حركة «أنصار الله « منتصف تشرين الثاني الماضي.

    وتوقّعت أن تأخذ الهجمات اليمنية الجديدة في عمق الكيان، مساراً تصعيدياً خلال الفترة المقبلة، لافتة إلى أن عودة هذه العمليات جاءت بالتنسيق مع حركتي «حماس» و»الجهاد الإسلامي». وكان «المجلس السياسي الأعلى» الحاكم في صنعاء، أكّد في بيان، أن «اليمن لن يترك الشعب الفلسطيني وحيداً في هذه المعركة، وسيواصل دعمه ومساندته وتصعيد خطوات المواجهة»، محمّلاً «الكيان الإسرائيلي والعدو الأميركي المسؤولية الكاملة عن نقض اتفاق وقف إطلاق النار وإفشال جهود الانتقال إلى المرحلة الثانية، وكذلك إعادة عسكرة البحار وتوتير الأوضاع في المنطقة».

    وتؤكد تصريحات القيادة العسكرية والسياسية في صنعاء، أن الأخيرة استعدّت لأسوأ الاحتمالات؛ ولذلك، تمكّنت خلال الأيام الماضية من امتصاص صدمة العدوان الأميركي الواسع، معتمدة تكتيك الهجوم المكثّف ضد القطع العسكرية الأميركية في البحر الأحمر، إذ أعلنت استهداف حاملة الطائرات «هاري ترومان»، ثلاث مرات، خلال 72 ساعة، كان آخرها ما أعلنه سريع فجر أمس، من أن القوات اليمنية استهدفت الحاملة بصاروخين مجنّحين وطائرتين مُسيّرتين للمرة الثالثة، فضلاً عن استهداف مدمّرة أميركية بصاروخ مجنّح وأربع طائرات مُسيّرة، مشيراً إلى أن «العدو الأميركي في حالة من الإرباك، ما دفع بالعديد من قطعه الحربية إلى التراجع في اتجاه منطقة شمال البحر الأحمر»، مضيفاً أن الهجمات ضد كل الأهداف المعادية في البحريْن الأحمر والعربي لن تتوقّف، بل سيتم توسيع دائرة المواجهة مع العدو الأميركي، وأن قوات بلاده مستعدّة لأي تصعيد أميركي – إسرائيلي خلال الأيام المقبلة.

    وجاء ذلك في وقت تراجع فيه مستوى التصعيد الأميركي؛ إذ انحسرت، خلال الساعات الماضية، الغارات الجوية على صنعاء والمحافظات الأخرى بنسبة 80% عما كانت عليه السبت الماضي. ووفقاً لـ»مركز الإعلام الأمني» في صنعاء، فإن طيران العدوان الأميركي شنّ سلسلة غارات جوية خلال 24 ساعة حتى مساء أمس، استهدفت مناطق مفتوحة ومنشأة استثمارية في العاصمة التي تعرّضت لسلسلة غارات استهدفت شارع الستين في مديرية معين، وجبل صرف الواقع في مديرية بني حشيش في محافظة صنعاء.

    وبعيداً عن التصريحات المتشنّجة التي أطلقتها واشنطن وتوعّدت خلالها بالقوة الساحقة ضد «أنصار الله»، فإن العمى الاستخباراتي للولايات المتحدة في اليمن يؤكد أن أي موجة ثانية أو ثالثة من الغارات لن تحقّق أي أهداف، بعدما ثبت ضعف تأثير الغارات التي استهدفت تسع محافظات يمنية في الأيام الماضية.

    بعد ساعات من حديث وسائل إعلام أميركية عن مقتل عشرات من قادة «أنصار الله»، ظهر عضو «المجلس السياسي الأعلى»، محمد علي الحوثي، في ميدان السبعين، ساخراً من مزاعم إدارة دونالد ترامب بشأن استهداف مواقع تدريب وبنية تحتية للمُسيّرات وقدرات تصنيع الأسلحة ومراكز قيادة وتحكّم.

    ذلك أن الأهداف التي تجنّبت وزارة الدفاع الأميركية الكشف عن ضربها خشية ردود فعل الرأي العام الأميركي، شملت مصانع تابعة للقطاع الخاص اليمني ومعامل إنتاجية تجارية ومبانيَ حكومية ومنازل للمواطنين تقع وسط أحياء سكنية في صنعاء وضواحي مدينة صعدة، فضلاً عن عدد من المحاجر في صنعاء وذمار.

    ــــــــ

    جريدة الأخبار اللبنانية

    وصول رئيس الوزراء العراقي إلى العاصمة صنعاء

    وصل رئيس الوزراء العراقي السابق، اليوم الأربعاء، إلى العاصمة صنعاء.. يتزامن ذلك مع حراك إقليمي ودولي لإقناع صنعاء بالتهدئة.

    وافادت مصادر إعلامية في صنعاء بأن عادل عبد المهدي وصل إلى مطار صنعاء حيث كان في استقباله وزير النقل بالحكومة محمد عياش قحيم.

    ولم تعرف بعد كواليس زيارة عبد المهدي لصنعاء لكنها تتزامن مع حراك امريكي لفتح قنوات اتصال مع صنعاء بغية التهدئة، كانت العراق احد نوافذها.

    واجرة وزير الدفاع الأمريكي بيت هسيغيث في وقت سابق هذا الأسبوع اتصال برئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني.

    وافادت وسائل اعلام عراقية بان الوزير الأمريكي ابدى استعداد بلاده وقف الهجوم على اليمن بصفقة تتضمن عدم استهداف السفن والبوارج الامريكية بالبحر الأحمر.

    ويرجح ان يكون عبدالمهدي يحمل رسالة لصنعاء. كما سيشارك، وفق المصادر، في مؤتمر القدس الذي تنظمه صنعاء كل عام.

    العدوان الأمريكي يتراجع: تلاشي الضبابية وعودة اليمن إلى الصدارة

    في مستهل هذا الأسبوع، شرعت الولايات المتحدة في حملة عسكرية واسعة النطاق ضد اليمن، استهدفت خلالها البنية التحتية العسكرية، وذلك في مسعى منها لدرء فتيل تصعيد قد يهدد المصالح الأمريكية في عرض البحر أو على الأراضي الفلسطينية المحتلة.

    وقد توخت العمليات العسكرية تحقيق نتائج حاسمة وسريعة، تضع حدًا للتهديدات المحتملة، وتكفل للولايات المتحدة الحفاظ على مواقعها الإستراتيجية في المنطقة، فضلاً عن إيجاد حلول للأزمات المتفاقمة التي تعصف بالمنطقة.

    ومع ذلك، فقد جاءت مجريات المعركة على غير ما اشتهت السفن، إذ خاضت القوات الأمريكية قتالاً ضاريًا على مدى ثلاثة أيام متتالية ضد القوات اليمنية، وشنّت غارات جوية مكثفة على المدن اليمنية باستخدام أسلحة إستراتيجية.

    بيد أن الأمور لم تسر وفقًا للمخطط، فقد أخفق الهجوم الأمريكي، الذي كان يهدف إلى تحقيق نتائج سريعة وفعالة، في بلوغ أهدافه المنشودة، وأسفر عن تحولات غير متوقعة على أرض الواقع.

    المواجهة الجوية والبحرية: ضبابية المشهد في بداية الهجوم

    مع بداية العدوان، كانت القوات الأمريكية تتطلع إلى إحداث تأثير فوري، حيث شنّت غارات جوية مكثفة على العديد من المواقع الحيوية في اليمن، مستخدمة جميع قنابلها وصواريخها الإستراتيجية.

    كما سعت الولايات المتحدة إلى ممارسة ضغوط على الحكومة اليمنية لتقديم تنازلات يمكن من خلالها تفادي مزيد من الهجمات البحرية على مواقعها في البحر الأحمر أو على الأراضي المحتلة في فلسطين.

    لكن ما حدث كان مختلفًا تمامًا. إذ انقلبت الحسابات الأمريكية على رأسها، حيث بدأت القوات اليمنية بتوجيه ضربات قوية، تمثلت في هجمات صاروخية استهدفت البوارج الحربية الأمريكية في البحر الأحمر.

    وعلى الرغم من القوة الجوية الأمريكية المتفوقة، إلا أن هذه الهجمات، والتي تم إطلاقها بثلاث موجات على مدار 48 ساعة فقط، وضعت القوات الأمريكية في موقف غير مريح وأظهرت أن أسطولها في البحر الأحمر أصبح هدفًا مكشوفًا.

    مع مرور الوقت، ونتيجة لتكثيف الهجمات اليمنية، بدأ الوضع يتضح بشكل أكبر. فقد تراجعت وتيرة الهجمات الأمريكية بشكل ملحوظ منذ ساعات الصباح الباكر، ولم تُسجل أي غارات جوية أو عمليات عسكرية في خلال ساعات النهار، ما يعكس تراجعًا كبيرًا في النشاط العسكري الأمريكي.

    وقد صرحت القوات اليمنية في أحدث خطاباتها بأنها استطاعت أن تُجبر حاملة الطائرات الأمريكية على التراجع نحو 1300 كيلو متر بعيدًا عن سواحل البحر الأحمر، مما يجعل من المستحيل على الطائرات الأمريكية الاستمرار في شن الهجمات ضد الأراضي اليمنية.

    ويبدو أن التأثير البالغ للهجمات اليمنية قد أحدث تغييرًا في موقف الولايات المتحدة. فقد أظهرت التقارير أن الأسطول الأمريكي بات خارج المعادلة العسكرية في البحر الأحمر، وأصبحت القوات الأمريكية تواجه صعوبة في استعادة زمام المبادرة.

    على الرغم من التهديدات المتكررة بـ”الضربات المميتة”، إلا أن الواقع العسكري قد دفع الولايات المتحدة إلى تقليص عملياتها الجوية والبحرية في المنطقة.

    الهجوم الصاروخي اليمني: رصد عجز الدفاعات الأمريكية والإسرائيلية

    في وقتٍ لاحق من المواجهات، تأكدت ضبابية المشهد بشكل أكبر بعد أن اعترف الاحتلال الإسرائيلي بتعرضه لهجوم صاروخي استهدف مواقع مشتركة بين الولايات المتحدة وإسرائيل.

    وقد تبنت اليمن هذا الهجوم، قائلةً إن الصاروخ كان باليستيًا فرط صوتي، قادرًا على تجاوز الأنظمة الدفاعية الحديثة.

    لم يكن هذا الاعتراف مجرد إشارة إلى نجاح الهجوم، بل كان تأكيدًا واضحًا على عجز الأسطول الأمريكي، خصوصًا البوارج العسكرية التي كانت تواكب حاملة الطائرات، عن اعتراض الصاروخ أو حتى رصده قبل دخوله الأجواء الإسرائيلية.

    الأمر الذي أثار الكثير من التساؤلات حول فعالية الأنظمة الدفاعية الأمريكية والإسرائيلية في مواجهة التهديدات الصاروخية اليمنية، في ظل التقارير التي تشير إلى أن البوارج الأمريكية كانت عاجزة تمامًا عن اعتراض الهجوم.

    الاحتلال الإسرائيلي: اعتراف بنجاح الهجوم اليمني

    في تطور مفاجئ، اعترف الاحتلال الإسرائيلي في تقارير رسمية بأن الهجوم اليمني كان دقيقًا وفعالًا، وأن الصاروخ الذي تم إطلاقه نجح في استهداف القواعد العسكرية المشتركة بين الولايات المتحدة وإسرائيل.

    وأكدت التقارير أن الهجوم لم يكن مجرد تهديد على القوات الأمريكية، بل كان له تأثير مباشر على الإستراتيجية العسكرية للكيان الإسرائيلي أيضًا. في الوقت نفسه، فشلت البوارج الأمريكية التي كان من المفترض أن تكون لها القدرة على اعتراض مثل هذه الهجمات في القيام بمهمتها بشكل فعّال.

    هذا الاعتراف من قبل الاحتلال الإسرائيلي يشير إلى نقطة حاسمة في المعركة: نجاح اليمن في تجاوز الدفاعات الأمريكية والإسرائيلية، ما يعكس تطورًا كبيرًا في القدرات العسكرية اليمنية في مواجهة التحديات الكبرى.

    التطورات المستقبلية: هل سيؤدي هذا إلى صفقة جديدة مع اليمن؟

    مع تصاعد الهجمات اليمنية على الأسطول الأمريكي في البحر الأحمر، وتراجع الغارات الأمريكية على الأراضي اليمنية، بدأ السؤال الأكثر إلحاحًا يُطرح: هل ستكون هذه المواجهات بداية لصفقة جديدة بين الولايات المتحدة واليمن؟. هل تستطيع الولايات المتحدة في ظل هذه التطورات أن تحقق أهدافها وتفادي المزيد من الهجمات على سفنها أو على الأراضي الفلسطينية؟.

    تشير العديد من التحليلات إلى أن التطورات الأخيرة قد تفتح بابًا جديدًا للتفاوض بين الجانبين، حيث قد تسعى الولايات المتحدة إلى تقديم تنازلات لليمن لتجنب مزيد من التصعيد العسكري. وبالرغم من أن السيناريو لا يزال غامضًا، إلا أن الواقع العسكري الجديد قد يُسهم في إعادة تشكيل المعادلات السياسية في المنطقة.

    خاتمة: اليمن في صدارة المعركة

    ما بدأ كعدوان أمريكي واسع النطاق، انتهى بتعاظم القوة اليمنية على الأرض. في ضوء الهجمات الصاروخية الناجحة ضد البوارج الأمريكية والاعتراف الإسرائيلي بالعجز أمام هذه الهجمات، أصبح من الواضح أن اليمن قد استعاد المبادرة وأصبح قوة رئيسية في المعادلة الإقليمية.

    بينما تتراجع العمليات العسكرية الأمريكية، تبقى الأنظار مشدودة إلى كيف ستتطور الأوضاع في الأيام القادمة، وما إذا كان هذا التصعيد العسكري سيؤدي إلى انفراجة سياسية في المنطقة.

    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    تقرير| عبدالرزاق علي

    استئناف العدوان على غزة.. الأهداف والتحديات

    يبدو أن حكومة مجرم الحرب بنيامين نتنياهو وعصابته الصهيونية أخذت قرار استئناف العدوان على قطاع غزة لتحقيق هدفين: الأول الضغط على حركة حماس لتسليم الأسرى، وبالتالي تفقد الحركة ورقة الضغط المتبقية معها؛ ليتسنى للعدو مواصلة عدوانه بكل أريحية وتحقيق الهدف الثاني، والذي يتمثل في استكمال مخطط قتل وتهجير الفلسطينيين من القطاع المدمر على طريق تحقيق الحلم الذي مازال يراود الصهاينة منذ زمن طويل على صعيد توسيع جغرافيا الكيان المؤقت من النيل الى الفرات؛ وهو الهدف الخفي من مشروع ترامب لما يُعرف بريفيرا الشرق الأوسط.

    بصورة مفاجئة، استأنف العدو الإسرائيلي فجر الثلاثاء، عدوانه المسعور على قطاع غزة، ضاربًا اتفاق وقف إطلاق النار عرض الحائط.

    باستئناف العدوان على غزة فقد تنصل مجرم الحرب نتنياهو عن المضي في تنفيذ المرحلة الثانية من الاتفاق، وبالتالي عودة الوضع إلى نقطة الصفر، وهذا يضعنا أمام موقف الضمناء بما فيهم الولايات المتحدة من نكث العدو الإسرائيلي للاتفاق، بل وإعلان تجاوزه لهذا الاتفاق؛ مما يؤشر أن واشنطن وإسرائيل وجهان لعملة واحدة وهو الإجرام ونكث العهود.

    يرى المحللون أن التصعيد المفاجئ كان متوقعًا وليس وليد اللحظة، على اعتبار ما سبقه من تهديدات إسرائيلية وعدوان أمريكي على اليمن، وتهديدات أمريكية لإيران، وجميعها تنبأ بتصعيد الأوضاع في الشرق الأوسط.

    استئناف العدوان الأمريكي على اليمن كان مقدمة لاستئناف العدوان على غزة بهدف كبح جماح الموقف الاسنادي اليمني لغزة؛ وعلى ما يبدو أن ترامب لا يعرف اليمن جيدا.

    ترامب الذي يصفه الكثير من المراقبين بأنه شخص غير متوازن لا يمكن التنبّؤ بأفكاره، فغالبًا ما يكون طائشًا وغير حسّاس، بدليل ما أعلن عنه مؤخرًا من أنه يريد استعادة قناة بنما والاستيلاء على غرينلاند بالقوة، إذا لزم الأمر، وإعادة تسمية خليج المكسيك بخليج أمريكا وتهجير الفلسطينيين.

    مع ذلك كله لم يكن يخطر ببال الكثير أنه قادر على رفع جنونه إلى هذه المستوى من العدوان غير المبرر على اليمن نيابة عن الكيان الإسرائيلي، وتبنيه لمشاريع مجرم الحرب نتنياهو التوسعية وتشجيع نتنياهو على العودة إلى الحرب على غزة حتى بعد فشله وجيشه وعصابته في تحقيق أهداف الحرب وعجزه عن استعادة أسراه بالقوة العسكرية.

    لماذا نربط بين استئناف نتنياهو عدوانه على غزة وموقف ترامب؟ لوعدنا قليلًا للوراء لتوقفنا أمام تهديد ترامب لحركة “حماس” بالجحيم في حال لم تسلم الأسرى، وهذا الموقف يمثل تنصلًا أمريكيًا من اتفاق وقف إطلاق النار الذي تضمنه واشنطن، كما أن إشعار العدو الإسرائيلي لواشنطن ببدء العدوان على غزة يؤكد أن مشكاة استئناف العدوان أمريكي؛ والدليل على ذلك مطالبة رئيس حكومة العدو بتسليم “حماس” الأسرى لتوقيف الحرب؛ وهو نفس مطلب ترامب؛ وبالتالي فالهدف واضح وهو تسليم الأسرى تحت ضغط القتل والتدمير اليومي؛ مما يفقد حركة حماس ورقة الضغط المتبقية، مستخدمين في ذلك أبشع صور الإجرام؛ لكن “حماس” أعلنت موقفها واضحًا وهو التزامها اتفاق وقف إطلاق النار.

    في الاثناء؛ نجد أن مشاريع التهجير الصهيونية للفلسطينيين لم تكن وليدة اللحظة، بل أنها بدأت منذ نكبة 48م، وقيام الكيان الصهيوني، الذي خرج من رحم الاستعمار البريطاني بتحقيق وعد بلفور وإقامة كيان مؤقت للصهاينة على الأراضي الفلسطينية، ثم بعد ذلك احتضان الولايات المتحدة للكيان الغاصب ودعمه في مشاريع الاستيطان، واستلاب المزيد من الأراضي الفلسطينية، وتهجير الفلسطينيين عن وطنهم حتى اليوم.

    ترامب ومعه حكومة العدو مضوا في طريق استئناف القتل والتدمير لتهجير الفلسطينيين بالقوة، ليتسنى لهم استثمار القطاع في الاستيطان اليهودي.

    في الرابع من فبراير 2025، خرج ترامب بتصريحاته المجنونة الخارجة عن نطاق العقل والمنطق قائلا: سنمتلك غزة ونحولها إلى “ريفيرا” الشرق الأوسط.

    وقال ترامب حينها إن الولايات المتحدة ستتولى السيطرة على قطاع غزة، وستقوم بالتخلص من آثار الحرب، وستخلق فرص عمل هناك بعد إخراج سكان القطاع إلى مناطق أخرى.

    في 1967، احتل الكيان الصهيوني غزة، وظهرت بعد عام من احتلاله لها خطة لنقل 200 ألف فلسطيني إلى دول مختلفة.

    وفي العام 1970، طرح الإسرائيليون خطة جديدة لتفريغ قطاع غزة ونقل الآلاف إلى سيناء والعريش اللتين كانتا تحت الاحتلال الإسرائيلي.

    وفي العام 2000 طرح الكيان الصهيوني مشروعًا يقوم على تخلي مصر عن 720 كيلومترًا، وتنازل الفلسطينيين عن المساحة نفسها من الضفة الغربية إلى الكيان الغاصب، على أن تحصل مصر في المقابل على أراض من صحراء النقب.

    وإثر عملية طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر 2023 والعدوان الإسرائيلي على غزة، عاد الحديث عن تهجير أهل غزّة. إذ اقترح الإسرائيليون نقل سكانها إلى سيناء ؛ وهو المشروع الذي رفضته مصر حينها.

    وبحسب المراقبين، فإن كل هذه الخطط المفضوحة لم تنفذ، وبقيت حبرًا على ورق، وستبقى كذلك بفضل تمسك الفلسطينيين بأرضهم وحبهم لها؛ لكنها تبقى دليلا على مدى إصرار العدو على تهجير سكان فلسطين عبر مشاريع يشتغل عليها على امتداد الأرض الفلسطينية؛ وليس ما يحدث في القدس والضفة من حرب استيطان وتهويد ببعيد.

    ولعل أبرز التحديات التي تواجه المشروع الصهيوني الأمريكي لتهجير سكان قطاع غزة هي الفلسطينيون أنفسهم بتمسكهم بأرضهم عبر أجيال تسلم القضية لأجيال في أصرار معجون بالتضحية في صورة لم يشهد لها العالم مثيل؛ وهي تضحية نقرأها في مسارات من النضال والتحدي والثبات على بالأرض؛ وهو تحدي يستند إلى الحق الأصيل.

    لقد رأى العالم أجمع عودة الفلسطينيين أثناء وقف إطلاق النار في غزة وشغفهم بأرضهم وإصرارهم على السكن في بيوتهم المدمرة، ونصبهم لخيامهم عليها أو بجوارها أملا في إعادة بنائها ولو بعد حين.

    غضب أمريكي لاغلاق أبرز مستودعاتها وبؤرها الاستخباراتية بصعده

    أصدرت القيادة المركزية للقوات الأمريكية، الثلاثاء، بيان يعد الأول من نوعه في تاريخها بشان اليمن.

    وخصص البيان للحديث عن قيام القوات اليمنية بتأمين مخازن وبؤر استخباراتية تابعة لها تحت غطاء انساني في صعده، معقل قائد انصار الله، شمال اليمن.

    وكشفت القيادة الامريكية بان المستودع يحوي على نحو مليوني ونصف المليون كيلو جرام من السلع الغذائية مع ان المخزن، وفقها يتبع برنامج الغذاء العالمي.

    وتضمن البيان تهديدات بقطع المساعدات على الشعب اليمني. وحاول البيان مهاجمة انصار الله او من وصفهم بـ”الحوثيين”.

    والبيان يكشف مدى ارتباط القوات الامريكية بالمنظمات الدولية العاملة في اليمن، كما ان ارسال كل هذا الحجم من المواد إلى صعده يعكس بانه ذات دوافع ابعد من الإنسانية وتؤكد رواية صنعاء التي احتجزت العديد من العاملين خلال الأشهر الأخيرة بعد تورطهم بعمليات استخباراتية.

    وكان يفترض ان يصدر البيان من قبل جهات مرتبطة بالعمل الإنساني لا من جهة عسكرية تقود حرب وحصار متصاعد ضد البيان. وتوقيت البيان يكشف تعرض القوات الامريكية لضربة استباقية كبيرة خصوصا مع تحضيرها لتصعيد كبير في هذه المحافظة.

    يذكر ان صعده كانت تعرضت خلال اليومين الماضيين لسلسلة غارات ضمن خارطة محافظات شملت صنعاء والحديدة وذمار والبيضاء وحجة ومأرب والجوف وتعز.

    “حماس والجهاد الإسلامي” ينعيان قادتهما الشهداء جراء عدوان الاحتلال على قطاع غزة

    نعت حركة المقاومة الإسلامية حماس، قياداتها الشهداء، جراء عدوان كيان الاحتلال على قطاع غزة فجر الثلاثاء، موكدة “أن جرائم الاغتيال التي ينفذها الاحتلال ضد قيادات الحركة، ورموز العمل الوطني والشعب الفلسطيني لن تمكنه من تحقيق أهدافه”.

    وأعلنت الحركة، استشهاد عضو المكتب السياسي للحركة، ورئيس لجنة متابعة العمل الحكومي المهندس عصام الدعاليس وثلاثة من أبنائه، بالإضافة إلى اثنيْن من أحفاده في قصف الاحتلال على قطاع غزة، كما أعلنت عن استشهاد عضو المكتب السياسي لحركة حماس أبي عبيدة الجماصي، وزوجته وعدد من أبنائه وأحفاده.

    وقالت الحركة ” بمزيد من التسليم والثبات والإصرار على المضي في مسيرة الدفاع عن شعبنا وأرضنا ومقدساتنا، وبكل معاني الصبر والاحتساب والفخر والاعتزاز، ننعى رموز العمل الوطني في قطاع غزة، الذين ارتقوا فجرا في استهداف إسرائيلي غادر”. وأشارت إلى أن هذه الجرائم لن تكسر إرادة الشعب الفلسطيني وقوّة تلاحمه مع قياداته ومقاومته، لكنها ستزيد شعبنا قوة وصمودا في مواجهة الاحتلال ومخططاته العدوانية.

    ومن بين المسؤولين الأمنيين الذين استشهدوا، العميد بهجت أبو سلطان، مسؤول جهاز الأمن الداخلي في قطاع غزة، كما استشهد وكيل وزارة الداخلية في غزة اللواء محمود أبو وطفة، واستشهد كذلك وكيل وزارة العدل في حكومة غزة أحمد الحتة “أبو عمر”.

    الجهاد الإسلامي تنعي أبو حمزة الناطق باسم جناحها العسكري سرايا القدس

    بدورها، نعت حركة المقاومة الإسلامية في غزة (الجهاد) الناطق باسم جناحها العسكري سرايا القدس الشهيد “أبو حمزة”، الذي اغتالته قوات الاحتلال خلال قصفها قطاع غزة أمس الثلاثاء. وقالت الحركة “نزفّ إلى شعبنا الفلسطيني العظيم وإلى شعوب أمتنا العربية والإسلامية، القيادي الشهيد ناجي أبو سيف (أبو حمزة)، الناطق باسم سرايا القدس، الذي اغتاله الاحتلال الإجرامي في استهداف غادر طال عائلته وعائلة أخيه”

    وأضافت “كان أبو حمزة أحد الأصوات البارزة للمقاومة الفلسطينية، حيث تميز بفصاحته وجرأته في التعبير عن مواقف ثابتة تدافع عن حقوق الشعب الفلسطيني”. وأعلنت أن اغتيال ناجي أبو سيف “لن يثنيها عن مواصلة الدفاع عن الشعب الفلسطيني وحقوقه، بل سيزيدها إصرارا على المقاومة.

    وأكدت أن اغتيال أبو حمزة يأتي ضمن سلسلة من المجازر الوحشية التي أزهقت أرواح مئات الأبرياء، بينهم أطفال ونساء، بدعم وتشجيع من الإدارة الأميركية، بينما يقف العالم صامتا. وأشارت إلى أن “هذه الجرائم لن تزيدها إلا إصرارا على مواصلة النضال والدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني، حتى إفشال أهداف العدوان بالكامل.

    كوريا الشمالية: العدوان الأمريكي على اليمن لا يمكن تبريره

    أدانت كوريا الشمالية شن الولايات المتحدة الأمريكية هجومًا عسكريًا واسع النطاق على اليمن بحجة حماية التجارة الدولية من ما يسمى بالإرهاب.

    وقالت وكالة الأنباء المركزية الكورية نقلًا عن سفير كوريا الشمالية لدى اليمن إن بيونغيانغ تستنكر الضربة الأمريكية الأخيرة على اليمن، ووصفتها بأنها عمل ينتهك القانون الدولي وسيادة دولة، مؤكدة أن خطوة من هذا القبيل لا يمكن تبريرها بأي شكل من الأشكال.

    وأوضح السفير “ما دونج هي” الذي وصفته وكالة الأنباء المركزية الكورية بأنه أيضًا مبعوث كوريا الشمالية لدى مصر، أن الولايات المتحدة استهدفت المدنيين والممتلكات “بشكل عشوائي” عبر حشد قواتها الجوية والبحرية، بما في ذلك حاملة طائرات.

    وأضاف سفير كوريا الشمالية أن الهجوم العسكري الذي شنته الولايات المتحدة يعد انتهاكًا صارخًا لميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي، معبّرًا عن قلق بلاده البالغ إزاء العمليات العسكرية غير المشروعة والمتهورة التي تنفذها واشنطن بدافع تحقيق طموحاتها الجيوسياسية.

    وأشار إلى أن أمريكا تهتم بتحقيق طموحاتها الجيوسياسية الحصرية والأحادية الجانب بينما تدوس بشدة على سيادة وسلامة أراضي البلدان الأخرى من خلال أعمال ظالمة دون مراعاة للقانون الدولي، ونحن ندينها ونرفضها بشدة.