المزيد
    الرئيسية بلوق الصفحة 125

    السيد الحوثي: قرار حظر الملاحة “خطوة أولى” وسقفنا عالٍ وكل الخيارات مطروحة على الطاولة

    غالانت: اليمن أكبر تهديد لنا وهجمات أمريكا ليس لها أي تأثير

    في خطاب استراتيجي شامل، أكد قائد أنصار الله، عبد الملك الحوثي، مساء الأربعاء، دخول قرار حظر ملاحة سفن العدو الإسرائيلي في منطقة العمليات المعلنة حيز التنفيذ، معرباً عن أن هذه الخطوة تأتي كرد فعل عملي وضروري على الجرائم المستمرة التي يرتكبها الكيان الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.

    وأشار إلى أن استهداف أي سفينة إسرائيلية تعبر في منطقة العمليات المحددة يعد جزءاً من الموقف الأخلاقي والإنساني الذي يجب أن تقوده الأمة العربية والإسلامية. واصفاً التجويع الممنهج لمليوني فلسطيني في قطاع غزة بأنه “جريمة كبرى”، بل وأحد أخطر الجرائم ضد الإنسانية والقانون الدولي.

    صمت عربي رسمي وتنسيق مشبوه

    وأكد السيد الحوثي أن الصمت العربي الرسمي تجاه هذه الجريمة ليس مجرد تقاعس وإنما خطيئة كبيرة تعكس تخاذلاً غير مقبول أمام عدوان واضح ومباشر.

    وأوضح أن سقف المواقف الرسمية العربية والإسلامية لا يتعدى البيانات الخافتة التي لا تحمل أي تأثير عملي أو سياسي، مما يجعلها غير متناسبة مع حجم الكارثة الإنسانية في غزة.

    وانتقد السيد الحوثي بشدة الأنظمة العربية الكبرى، معتبراً أنها متواطئة بشكل مباشر أو غير مباشر مع العدوان الإسرائيلي من خلال الدعم اللوجستي والاقتصادي، بل وحتى فتح مسارات برية للالتفاف على الحصار اليمني ضد العدو الإسرائيلي.

    وأشار إلى ما كشفه البنك الدولي مؤخراً بشأن هذه المسارات البرية، وهو ما يعكس مستوى التنسيق المشبوه بين بعض الأنظمة العربية والكيان الإسرائيلي.

    وشدد على أن الدعم الأمريكي السخي للعدو الإسرائيلي يمنحه الشجاعة لاتخاذ خطوات عدوانية أكثر وحشية، بدءاً من منع دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة وصولاً إلى سياسات التهجير القسري.

    وأكد أن الإدارة الأمريكية، خاصة في عهد ترامب وبعده بايدن، تلعب دوراً محورياً في تحريض العدو على ارتكاب المزيد من الجرائم ضد الشعب الفلسطيني والمسلمين عموماً.

    خيارات تصعيدية أخرى سيتم اللجوء إليها

    وأشار الحوثي إلى أن الخطوات العملية مثل قرار حظر الملاحة الإسرائيلية ليست سوى بداية، وأن هناك خيارات تصعيدية أخرى سيتم اللجوء إليها إذا استمرت إسرائيل في حصار غزة ومنع دخول المساعدات.

    وأكد أن الخيارات كلها مطروحة على الطاولة، وأن الهدف الأساسي هو الضغط على العدو للتراجع عن سياساته العدوانية.

    وعبر السيد الحوثي عن استغرابه من حالة الانفصام بين الواقع العربي والعالمي، حيث يتم تقديم دعم كبير لأوكرانيا بينما القضية الفلسطينية تواجه تجاهلاً شبه كامل.

    كما ندد بالتوجه العربي نحو قضايا بعيدة عن هموم الأمة الإسلامية، بينما يتم التخلي عن القضية المركزية للأمة وهي فلسطين.

    ودعا السيد الحوثي، في نهاية كلمته، كافة شعوب الأمة العربية والإسلامية إلى عدم ربط مواقفهم بمواقف الأنظمة المتخاذلة، مؤكداً أن الوقوف مع الحق والعدل واجب إنساني وديني وأخلاقي.

    وطالب بتوجيه كل الضغوط السياسية والإعلامية والجماهيرية نحو العدو الإسرائيلي وأمريكا كداعم رئيسي له، مشدداً على ضرورة أن يكون الموقف العربي والإسلامي أكثر صلابة وفعالية في مواجهة هذا العدوان المستمر.

    مسيرات في صنعاء دعماً لقرار استئناف الحظر على السفن الاسرائيلية

    شهدت العاصمة اليمنية صنعاء، مساء الثلاثاء، تظاهرات داعمة لقرار استئناف الحظر على السفن الاسرائيلية الذي أعلنته قوات صنعاء اثر انتهاء مهلة الأربعة أيام التي حددها قائد أنصار الله عبد الملك بدر الدين للوسطاء لرفع الحصار عن قطاع غزّة.

    وخرجت حشودًا كبيرة من المواطنين في صنعاء للتعبير عن تأييدها لقرار قوات صنعاء والذي جاء انتصارا للشعب الفلسطيني المظلوم في قطاع غزّة.

    وأعلنت قوات صنعاء استئناف حظر عبور كافة السفن الإسرائيلية في البحرين الأحمر والعربي وباب المندب وخليج عدن، بعد انتهاء المدةِ المحددة للمهلة التي منحها قائد حركة أنصار الله عبدالملك بدرالدين الحوثي للوسطاء، لرفع الحصار عن قطاع غزّة.

    وأوضح العميد يحيى سريع أنّ سريان هذا الحظر من ساعة إعلان هذا البيان. و أكّد العميد سريع، أنّ أيَّ سفينة إسرائيلية تحاولُ كسرَ هذا الحظر ،سوف تتعرض للاستهداف في منطقة العمليات المعلنِ عنها.

    وشدّد العميد سريع على أنّ هذا الحظر سيستمرُّ حتى إعادةِ فتحِ المعابرِ إلى قطاعِ غزةَ، ودخولِ المساعداتِ والاحتياجاتِ من الغذاءِ والدواءِ.

    حماس: استئناف العمليات البحرية اليمنية يعبر عن الموقف اليمني الأصيل

    "حماس" تطالب الأمتين "العربية والإسلامية" بالتحرك العاجل لايقاف المجازر في قطاع غزة

    رحبت حركة المقاومة الإسلامية “حماس” باستئناف العمليات العسكرية اليمنية في البحر الأحمر وباب المندب وخليج عدن دعماً للشعب الفلسطيني.

    وقالت الحركة بيان صادر عنها اليوم الأربعاء، إن إعلان القوات المسلحة اليمنية استئناف عملياتها ضد سفن العدو الصهيوني في البحرين الأحمر والعربي وباب المندب وخليج عدن، ردًا على استمرار الاحتلال في إغلاق المعابر ومنع دخول المساعدات الإنسانية من غذاء ودواء إلى قطاع غزة، يعبر عن الموقف الأصيل للشعب اليمني وقيادته، والالتزام الحقيقي في دعم وإسناد الشعب اليمني لشعبنا الفلسطيني ومقاومته.

    وأشار البيان إلى أن استئناف عمليات القوات المسلحة اليمنية يشكل ضغطًا حقيقيًا لكسر الحصار الجائر المفروض على قطاع غزة.

    ودعت حركة حماس، شعوب الأمة وأحرار العالم إلى تصعيد التحركات الفاعلة للضغط على الاحتلال الصهيوني وداعميه، حتى إنهاء العدوان ورفع الحصار عن غزة، وضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى شعبنا المحاصر.

    الجهاد الإسلامي تشيد بقرار اليمن استئناف العمليات العسكرية ضد السفن الإسرائيلية

    الجهاد الإسلامي تشيد بقرار اليمن استئناف العمليات العسكرية ضد السفن الإسرائيلية

    أشادت حركة الجهاد الإسلامي بقرار القوات المسلحة اليمنية استئناف عملياتها ضد سفن الكيان الإسرائيلي في البحرين الأحمر والعربي.

    ووصفت الحركة، في بيان لها اليوم الأربعاء، قرار القوات المسلحة اليمنية بأنه خطوة جريئة تهدف للضغط على الكيان ورعاته من أجل إعادة فتح المعابر وإدخال المساعدات إلى قطاع غزة.

    ورحبت الحركة بهذا الموقف الشجاع الذي يُعبّر عن أصالة الشعب اليمني وشجاعته في نصرة أهلنا في قطاع غزة”، مؤكدة أن الشعب اليمني أثبت من خلال هذا الإعلان التزامه الثابت بدعم الشعب الفلسطيني ومساندة مقاومته.

    وعبرت الحركة عن تقديرها لهذا الدعم الكبير، داعية الشعوب العربية والإسلامية إلى اتخاذ مواقف مماثلة تُعزز صمود الشعب الفلسطيني.

    سجون سرية للإمارات في جزيرة ميون اليمنية

    كشفت مصادر اعلامية عن وجود سجون سرية تديرها الإمارات في جزيرة ميون اليمنية الواقعة في باب المندب عند المدخل الجنوبي للبحر الأحمر.

    وأوضحت المصادر أن الإمارات تحتجز العشرات من المختطفين والمعتقلين المعارضين لتواجدها في عدن وبقية المحافظات الجنوبية، بالإضافة إلى معتقلين من دول عربية أخرى بينها السودان.

    وأفادت المصادر، أن المخفيين قسريا في السجون السرية الإماراتية يتعرضون لظروف اعتقال قاسية تنتهك حقوقهم بينها التعذيب والإهمال الطبي، ما يثير مخاوف جدية حول مصيرهم.

    ولفتت إلى أن السجون السرية تأتي في إطار استمرار الانتهاكات الإماراتية الجسيمة بحق المناهضين لسياساتها التدميرية في اليمن، لتضاف إلى جرائم الاغتيالات والاختطافات التي طالت المئات من أبناء المحافظات الجنوبية في عدن وبقية المناطق.

    يذكر أن جزيرة ميون التي تقع في مضيق باب المندب تستخدمها الإمارات قاعدة عسكرية مشتركة مع القوات الأجنبية منذ السنوات الماضية وقد تم الانتهاء مؤخرا من انشاء المدرج الخاص بالقاعدة التي انشائها التحالف في جزيرة ميون

    منظمة العفو الدولية: قرار قطع الكهرباء عن غزة مثابة سلاح حرب قاس وغير مشروع

    صرحت منظمة العفو الدولية أن قرار الاحتلال قطع الكهرباء عن محطة تحلية المياه في غزة بمثابة سلاح حرب قاس وغير مشروع.

    وقالت المنظمة إن قطع الكهرباء عن محطة تحلية المياه الأساسية العاملة في غزة يمثل انتهاكا للقانون الدولي الإنساني، كما أنه دليل إضافي على الإبادة الجماعية التي يرتكبها الاحتلال بحق الفلسطينيين في قطاع غزة.

    وأوضحت المنظمة أن هذه الممارسات اللاإنسانية وغير المشروعة مؤشر واضح على أن الاحتلال يواصل سياسته في تعمّد إخضاع الفلسطينيين لظروف معيشية يُراد بها تدميرهم المادي، وهو فعل محظور بموجب اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية.

    ودعت المنظمة “لعدم السماح للاحتلال باستخدام المياه كسلاح حرب”، موكدة أن الوقود والغذاء والمأوى والإمدادات الأخرى الضرورية لبقاء السكان المدنيين على قيد الحياة “مسألة حياة أو موت، وليست وسيلة لممارسة الضغط في عملية المفاوضات”.

    وبينت المنظمة أن القطاع يشهد كارثة مياه وصرف صحي من جرّاء الأضرار والدمار الهائل الذي لحق بالبنية التحتية للمياه والصرف الصحي بسبب العمليات العسكرية لقوات الاحتلال والحصار المستمر وغير المشروع.

    وجاء ذلك تعقيبا على قطع الاحتلال إمدادات الكهرباء عن محطة تحلية مياه الشرب في قطاع غزة المحتل بعد أسبوع من منعها دخول المساعدات الإنسانية الحيوية إلى القطاع.

    ولأول مرة يعترف الجيش الإسرائيلي بالهزيمة

    غزة في اليوم التالي للعدوان!
    المشترك بين عمران خان وحركة الإخوان

    دون لف أو دوران اعترف الجيش الإسرائيلي بالهزيمة في السابع من أكتوبر، وفي سابقة تاريخية اعترف الجيش بهزيمة فرقة غزة بالكامل، وأقرّ بسيطرة حركة حماس على الفرق في أقل ساعة، وأسر قادتها، مع العلم أن إسرائيل تمتلك سبع فرق عسكرية، كل فرقة تتكون من 10 آلاف إلى 30 ألف مقاتل، خلافاً للتجهيزات الضخمة، والمعدات الثقيلة، والتقنية الحديثة.

    اعترافات الجيش الإسرائيلي بالهزيمة في السابع من أكتوبر كانت السبب في حرب الانتقام الذي شنها الجيش الأمريكي والإسرائيلي على أهالي غزة، وبكل وحشية، في رسائل استراتيجية إلى المحيط العربي، بأن العدو الإسرائيلي لا ينسى، ولا يغفر، وهو رسول المنتقم الجبار، يطارد أعداءه حتى يلحق بهم، ويقضى عليهم، كما تقول توراتهم.

    وكان الهدف الثاني للعدوان الإسرائيلي الانتقامي على قطاع غزة هو استرداد ثقة المجتمع الإسرائيلية بجيشه، فإسرائيل دولة للجيش، ودون الجيش الإسرائيلي لا وجود لدولة اسمها إسرائيل، وهزيمة أهم فرقة عسكرية على حدود غزة، والمكلفة بحماية حدود الدولة الجنوبية، يعني فقدان الأمن، وفقدان الثقة بالبقاء على هذه الأرض، وما أمرَّ طعم الهزيمة على الإسرائيليين! ولاسيما بعد أن سكبت الهزيمة العسكرية نارها في وعاء التكوين النفسي لهذا المجتمع، الذي أمسى يدرك أن ما ألحقته غزة المحاصرة من هزيمة بأكبر الفرق العسكرية وأقواها وأكثرها تجهيزاً وتسليحاً، قد يحفز الأردن ذات يوم على الفعل نفسه، وقد تكون معركة طوفان الأقصى محرضاً لمصر العربية أو سوريا العرب، أو إيران أو تركيا، لتحاكي معركة طوفان الأقصى، وتحييد كل الفرق العسكرية الإسرائيلية السبعة، وتترك المجتمع الإسرائيلي عارياً من الأمن، مزعزع الوجود.

    العدوان الإسرائيلي المتوحش على غزة جاء ليرفع الروح المعنوية المنكسرة لمجتمع لم يعد يثق بقيادته، حتى تدنت نسبة المؤيدين لحزب الليكود إلى 20 مقعداً، وقد تتدنى نسبة المؤيدين لهذا الحزب الحاكم بعد اعتراف الجيش الإسرائيلي بالهزيمة إلى ما هو أدنى من ذلك، وقد يكون الوضع الداخلي سبباً في تصاعد وتيرة التهديدات الإسرائيلية والأمريكية بصب الجحيم على رأس أهل غزة.

    باعتراف الجيش الإسرائيلي بالهزيمة يكون قد ألقى حجراً في حلق كل أولئك الفلسطينيين والعرب الذين شككوا بجدوى معركة طوفان الأقصى، أولئك الذي حسبوا النصر والهزيمة بعدد القتلى بين الطرفين، وبعدد البيوت المدمرة، ونسوا ان النصر والهزيمة هي كسر الإرادة، وتحقيق الأهداف التي من أجلها كان العدوان، وهذا ما اعترف به الجنرال الصهيوني غيورا أيلاند، حين أقرّ بأن الجيش الإسرائيلي لم يحقق الأهداف التي أعلن عنها المستوى السياسي، ثم؛ لم يقدر الجيش على كسر إرادة الفلسطينيين.

    اعترافات الجيش الإسرائيلي بالهزيمة، وما تلا الهزيمة من حرب إبادة ضد أهل قطاع غزة، تمثل صرخة إنسانية، جابت كل مدن العالم، ضد العدوان الإسرائيلي، ولكنها ظلت صرخة صمت في وادٍ عربي غير ذي زرع.

    صرخة صمت، استيقظت معها أفئدة ملايين العرب والمسلمين، وهم اليوم يتهيؤون لموسم الدفاع القادم عن أرض فلسطين، في معارك الشرف العربي الذي لم تنته، ولن تنتهي، طالما ظل العدوان الإسرائيلي والأمريكي متواصلاً دون توقف.

    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

    د. فايز أبو شمالة

    حين خذلتها القمة العربية بالقاهرة قمة اليمن تنصر فلسطين

    بعد البيان والموقف المخزي والضعيف والمذل التي خرجت به القمة العربية المنعقدة اليوم بالقاهرة، دون أن تسجل موقفاً صلباً وقوياً يدعم أمال وتطلعات الشعب الفلسطيني ويؤكد على حقه في الحرية وكسر الحصار المفروض عليه ويساند مقاومته البطلة، كان على العكس تماماً، بيان ضعيف وركيك يتماهى مع الموقف الصهيوني والأمريكي مع الأسف ويطعن مجاهدو المقاومة الفلسطينية في الظهر، حيث قدم زعماء العرب مطالب العدو الإسرائيلي بهيئة “مبادرة عربية” لتكون الحلول التي تستجيب لمخاوف العدو الإسرائيلي المجرم المغتصب المحتل وتعاقب وتحمل المسؤولية أصحاب الحق والأرض.

    وليس مستغرباً أو مفاجئاً من زعماء أدمنوا التمسح والخضوع في البلاط الأمريكي، فطالما كان موقفهم مطبعاً وخيانياً ضد شعوب أمتهم لصالح بقاء كراسيهم.

    وفي ظل هذا السؤاد والبؤس والمواقف غير المبشرة، طالعت الموقف اليمني الذي عبرت عنه رسالة الرئيس مهدي المشاط رئيس المجلس السياسي الأعلى التي وجهها إلى القمة العربية المنعقدة في القاهرة، والتي سيجد المحلل الحصيف للأحداث أن في هذه الرسالة الحل والمنطق والصواب وقوة الإيمان وعزة وعروبة وأصالة اليمن.

    فقد أكد فيها على أهمية ومركزية القضية الفلسطينية لكل الأمة، وشدد على أهمية دعم المقاومة كخيار وحيد أثبت الواقع جدوائيته في مواجهة العدو الإسرائيلي المتغطرس، واستعرض الشواهد التي تؤكد ذلك.

    اليمن التي تجاوزت لعنة الجغرافيا وكانت أقرب لفلسطين من أقرب جيرانها، والتي تخطت عقبة الفقر والحصار والعدوان لتسطر معارك تاريخية اعترف بعظمتها الأمريكي نفسه تعيد تثبيت اسمها في قائمة الشرف والنبل العربي في ظل محيط من الجبناء والمتخاذلين فشكراً للرئيس اليمني مهدي المشاط، وشكراً لكل من ساند الشعب الفلسطيني المظلوم في نيل كل حقوقه المشروعة، وسيادته على كامل الأرض الفلسطينية.

    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

    مراد راجح شلي

    التوغّل الإسرائيلي في سوريا: إخضاع دمشق وجسر للوصول إلى العراق!

    منذ سقوط النظام السوري، يمعن الاحتلال في توغّله داخل الأراضي السورية، باعتبار الحدود مع سوريا تشكّل “تهديداً لإسرائيل” على ضوء الفوضى السورية، ووصل عمق الاحتلال إلى تل المال على بعد 9.43 كلم من المنطقة العازلة. لكن لا يبدو أن القوات الإسرائيلي ستقف عند حد حماية حدودها من الجماعات المسلحة السورية، الذريعة التي تروج لها الأبواق الإعلامية والسياسية الإسرائيلية، بل تهدف “إسرائيل” إلى إخضاع دمشق لسيطرتها بالكامل، وبناء رأس جسر، يبدأ من سوريا ويتفرّع إلى “العراق وكردستان في المستقبل”، بحسب تصريح لرئيس لجنة الأمن القومي في الكنيست الإسرائيلي، بوعاز بيسموت، خلال جلسة إقرار الموازنة في الكنيست.

    وأضاف بيسموت “إن سوريا يجب أن تكون تابعة لنا تماماً مثل الأردن، من دون قدرات عسكرية”، مؤكداً أن تل أبيب “لن تسمح بظهور قوة عسكرية في سوريا بعد سقوط نظام الأسد”. وتابع: “يجب أن تكون دمشق تحت السيطرة الإسرائيلية الكاملة، وسنضمن دخولها تحت سيطرتنا. سوريا هي جسرنا للوصول إلى الفرات، وسوف نصل إلى العراق وكردستان في المستقبل”. وأتت تصريحات بيسموت بالتزامن مع زيارة زامير إلى المنطقة العازلة في جنوب سوريا.

    يركز التقرير على عرض وضعية الاستعداد العسكري للاحتلال، مع تحديد ترتيب ومواقع انتشار الألوية والوحدات المختلفة، بما في ذلك اللواء السابع المدرع، واللواء 679 المدرع الاحتياطي (يفتاح)، والكتيبة 74 المدرعة، واللواء 474 الإقليمي، واللواء 35 المظلي، واللواء 810 الإقليمي (ههاريم)، ووحدة شالداغ. وذلك بهدف توفير صورة واضحة ومفصّلة للقدرات العسكرية التي ينشرها الاحتلال في محافظات القنيطرة درعا وريف دمشق.

    الترتيب والاستعداد والانتشار

    اللواء السابع المدرع: يتبع نظامياً للفرقة 36 وينتشر من مقابل صيدا وعين ذكر جنوباً وحتى قرية كودنا والبريقة شمالاً ويخترق غرب محافظة درعا في جيبين (بعمق 5 كيلومتر وعرض 2.5 كيلومتر) و (الرفيد بعمق 4.8 كيلومتر بعرض 2 كيلومتر).

    اللواء 679 المدرع الاحتياطي (يفتاح): يتبع نظامياً للفرقة 210 الاقليمية وينتشر شمال منطقة مسؤولية اللواء السابع المدرع مقابل بلدة البريقة السورية.

    الكتيبة 74 المدرعة التابعة للواء المدرع 188: وتتبع نظامياً للفرقة 36 وتنتشر شمال منطقة مسؤولية اللواء المدرع 679 (يفتاح) وتخترق مع اللواء الاقليمي 474 واللواء 35 المظلي محافظة القنيطرة السورية (القنيطرة + الحميدية + القحطانية + مدينة البعث بعمق 8.5 كيلومتر وعرض 8.5 كيلومتر كيلومتر)

    اللواء 474 الاقليمي: ويتبع للفرقة 210 وينتشر مع اللواء الـ 35 مظلي مع الكتيبة 74 المدرعة في منطقة مسؤولية واحدة وقد حقق هذا اللفيف اختراقاً في محافظة القنيطرة بعمق 8.5 كيلومتر وعرض 8.5 كيلومتر.

    اللواء 35 المظلي: ويتبع لفرقة الكوماندوس 98 ويعمل ضمن نطاق مسؤولية اللواء 474 التابع للفرقة 210 وقد شارك هذا اللواء والكتيبة 74 المدرعة اللواء 474 بعملية احتلال 4 مدن في المحافظة وهي (القنيطرة – الحميدية – القحطانية – مدينة البعث).

    اللواء 810 الاقليمي (ههاريم): ويتبع الفرقة 210 الإقليمية وينتشر في منطقة واسعة تمتد من تلال كفرشوبا إلى أقصى شمال غرب منطقة جبل الشيخ السوري بعمق 9 كيلومتر وعرض 2 كيلومتر.

    وحدة شالداغ: وتنتشر في منطقة مسؤولية اللواء 810 في جبل الشيخ.

    طبيعة انتشار واستعداد العدو في جنوب سوريا

    طبيعة نشر هذه الألوية والوحدات المتنوعة في حالة استعداد في جنوب غرب سوريا يشير إلى وضع دفاعي متعدد الطبقات وقوي ومتقدم مع قدرات هجومية كبيرة، مصمم لتحقيق عدة أهداف رئيسية:

    – دفاع متعدد الطبقات: الخط الأمامي – الأمن الإقليمي والسيطرة المحلية: تشكل الألوية الإقليمية (يفتاح – 810 و474) الخط الأمامي للدفاع. تتمركز مباشرة على طول الحدود وداخل الأراضي المحتلة حديثاً. دورها هو إرساء وصيانة أمن مستمر في قطاعات محددة:

    هذه الألوية هي المستجيب الأول لأي حوادث حدودية، أو محاولات تسلل، أو اضطرابات محلية. إنها “العيون والآذان” على الأرض، وتوفر مراقبة مستمرة وقدرات استجابة فورية.

    – قوة التعزيز والرد – قوة متحركة وهجومية: يتمركز اللواء المدرع (اللواء 7) واللواء المظلي (اللواء 35) خلف الخط الأمامي، ويعملان كـ احتياطي استراتيجي وقوة رد فعل سريع. ليسا مرتبطين بقطاع محدد ولكنهما جاهزتان للانتشار والتحرك بسرعة وحسم حيثما دعت الحاجة.

    – نشر قدرات متخصصة ذات أصول عالية القيمة والدقة: نشر وحدة شالداغ في نقاط استراتيجية (مثل جبل الشيخ نفسه) لتوفير قدرات متخصصة وعالية القيمة تكمل التشكيلات الأكبر فتعزز شالداغ قدرات الاستخبارات والمراقبة والاستطلاع، وتوفر استطلاعاً عميقاً واستهدافاً دقيقاً للقوات الجوية والبرية. بالإضافة إلى جاهزة للمعاونة في مهام متخصصة تتطلب قوات كوماندوز نخبوية، مثل مكافحة ” الإرهاب”، والغارات الموجهة، وعمليات إنقاذ الرهائن. وأخيراً توفّر تكامل جوي-بري، وهو أمر بالغ الأهمية للعمليات المعقدة في بيئة متنازع عليها.

    – دفاع متقدم مع خيارات هجومية: تظهر الوضعية العامة للانتشار أن حالة الاستعداد عبر هذه الوحدات لا تعني وضعاً دفاعياً ثابتاً. بل تشير إلى وضعية استباقية ومتقدمة، ويهدف الحجم والتنوع الكبيران للقوات المنتشرة إلى ردع أي خصوم محتملين (القوات السورية، حزب الله، مجموعات أخرى) عن محاولة تحدي الوجود الإسرائيلي أو شن هجمات.

    في حين أنها دفاعية في المقام الأول، فإن وجود اللواء 7 واللواء 35، خاصة في حالة الاستعداد، يشير بوضوح إلى أن إسرائيل تحتفظ بخيار العمل الهجومي. الأمر لا يتعلق فقط بإمساك بالأرض؛ بل يتعلق بامتلاك القدرة على التصعيد وإبراز القوة إذا لزم الأمر.

    الالتزام طويل الأمد

    إن نشر قوة كبيرة ومتنوعة كهذه، والحفاظ عليها في حالة استعداد، هو إشارة واضحة إلى التزام طويل الأمد بالوجود في جنوب سوريا. إنها ليست عملية مؤقتة أو محدودة؛ بل هي إعادة تمركز استراتيجية.

    ويعزز هيكل الانتشار الحالي فكرة أن إسرائيل تقوم بإنشاء “منطقة أمنية” بحكم الأمر الواقع داخل سوريا، بهدف السيطرة على المشهد الأمني وتشكيله في هذه المنطقة في المستقبل المنظور.

    في خلاصة، يعد انتشار الجيش الإسرائيلي في القرى والبلدات السورية استراتيجية متعددة الأوجه تهدف إلى تحقيق سيطرة عسكرية واستخباراتية شاملة على الأرض والسكان. ويخدم هذا الانتشار أهدافاً عسكرية تكتيكية واستراتيجية، بدءاً من جمع المعلومات وتأمين خطوط المواصلات، وصولاً إلى تقويض المقاومة المحتملة وإظهار القوة والسيطرة، وتسهيل العمليات العسكرية المستقبلية في سوريا.

    في هذا السياق قررت الحكومة الإسرائيلية تمديد سريان “الأمر 8″، للمرة الثانية منذ اندلاع الحرب والذي يهدف إلى تجنيد 400 ألف جندي وضابط احتياط، متذرعة بأن عام 2025 الحالي، على غرار سابقه، هو عام حرب، ما ينبئ بتصعيد عسكري إسرائيلي في الأيام والشهور القادمة، من المرجّح أن تكون سوريا، وما بعدها، أي العراق وربما إحدى دول الطوق، هي العنوان الأول لهذا التصعيد.

    ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    تقرير: حسين شكرون

    العصر الذهبي لأميركا

    عصر أميركا الذهبي سيكون على حساب المزيد من دمائنا وأرواحنا، مادته صمتنا وسلاحه تراجعنا وضعفنا. لا خيار أمامنا سوى التمسك بالمقاومة، وخلق الظروف المناسبة لنشوئها في كل ساحة.

    في خطاب حالة الاتحاد الأطول في التاريخ الأميركي الحديث، أعلن الرئيس دونالد ترامب أن العصر الذهبي للولايات المتحدة قد بدأ، وأن القرارات والتصريحات التي أطلقها منذ فوزه بولايته الثانية ستكون مفتاح العصر الأميركي الجديد أو كما سمّاها “عودة أميركا”.

    لم يوضح الرئيس ترامب عودة أميركا من أين، فهل غابت أميركا عن مسرح الأحداث العالمية يوماً، تقول الإحصائيات إن الولايات المتحدة خاضت ما بين نهاية الحرب العالمية الثانية وعام 2010  ما مجموعه 159 نزاعاً مسلحاً في 155 بلداً. حروب نعرفها جيداً لأننا كنّا ضحاياها، وحروب لا نعرف عنها، مثل الحرب الأهلية في نيبال (1996 – 2001) أو عملية الحرية الدائمة في القرن الأفريقي المستمرة منذ عام 2002 وحتى يومنا هذا. عن أي عودة يتحدث الرئيس ترامب إذاً؟

    يمكن اختصار العصر الذهبي الأميركي الذي يبشر به ترامب بجملة واحدة: الهيمنة الاقتصادية لنهب الثروات، والهيمنة العسكرية لردع الخصوم. على دول العالم التكيف مع شروط العصر الجديد، سواء بتسليم أراضيها كما طلب الرئيس من غرينلاند، وبنما، وكندا، وغزّة، أو بالخضوع للشروط الاقتصادية لسيد العالم تحت طائلة الرسوم الجمركية والعقوبات الاقتصادية كما حدث مع كندا والمكسيك والصين وكولومبيا. هذه العودة الأميركية كما يصفها ترامب هي استعادة للروح الأميركية، روح الرأسمالية كما يجب أن تكون.

    ذكرني خطاب ترامب بخطاب ألقاه الرئيس الأميركي الأسبق جورج بوش الابن بعد تفجيرات أيلول 2001، عندما قال إن المستهدف بتلك التفجيرات هو روح الغرب وطريقة الحياة الغربية. كان ذلك الخطاب إعلاناً للحرب على الإرهاب، وهي الحرب التي كلفت العالم ملايين الأرواح التي أزهقت، وتريليونات الدولارات التي أهدرت. لن تكون الطائرات والدبابات وجنود مشاة البحرية خيار ترامب الأول في حربه، فهو التاجر الذي يحكم من خلال إدارة تضم 11 مليارديراً، ستكون حربه تجارية، ستزهق فيها أرواح الفقراء جوعاً ونقصاً في الصحة والتعليم، وإذا احتاج الأمر يمكن اللجوء إلى “أقوى جيش في العالم” ليضع الأمور في نصابها الرأسمالي الصحيح.

    منذ القرن التاسع عشر والعالم يخوض صراعاً ضد الرأسمالية الصاعدة، ونستطيع القول إن تاريخ العالم من ذلك الوقت لم يكن “تاريخ صراع طبقات” فحسب، كما وصفه كارل ماركس، بل كان تاريخ صراع مرير بين الثورات والثورات المضادة. في سياق هذا الصراع، ظهر الجوهر العنصري للفكرة الرأسمالية، كما عبّر عنه سياسيون ومفكرون بل وحتى تربويون غربيون، من أمثال جوزيف آرثر دو غوبينو صاحب كتاب “عدم المساواة بين الأجناس” ومؤسس نظرية تفوّق العرق الآري، والمفكر التقدمي جول فيّري الذي ألقى خطاباً أمام برلمان الثورة الفرنسية قال فيه:

    “أيها السادة، يجب أن نتكلم بصوت أعلى وأقوى، ينبغي لنا أن نقول بصراحة أن للأعراق العليا حقاً على الأعراق الدنيا، قلت إن لها حقاً بمعنى أن لها واجباً. إن عليها واجب إدخال الأعراق الدنيا إلى الحضارة”

    إذا تساءل أحدنا عن كيفية إدخال تلك الأعراق إلى الحضارة، فإن السيد ترامب تكفل بالإجابة، فليس علينا سوى تدمير الأرض وقتل جزء من السكان، وتهجير البقية، ثم إعادة إعمار تلك المنطقة بالشروط الرأسمالية لتصبح ريفيرا فرنسية جديدة. أليست تلك خطة الرئيس ترامب لقطاع غزّة؟ لا بد طبعاً من تحقيق شرط آخر وضعه مفكرون غربيون من أمثال الإيطالي سيجهيل، والفرنسي غبرييل تارد قبل 200 عام، هذا الشرط هو القضاء على “الجماهير المجرمة” التي تمثلها حركات المقاومة مثل حماس، والجهاد الإسلامي، وحزب الله، وقد تمتد لتطال شعوباً مثل الصينيين وسكان أميركا اللاتينية وبعض العرب.

    ما فعله السيد ترامب، كان التعبير بوجه مكشوف، ولغة صادقة عن الروح الرأسمالية. هذه الروح التي لا ترى إلا ذاتها وتلتهم كل من يقف في طريقها حتى لو كان من أبنائها. لقد قدم السيد ترامب الشرح الدقيق لمبدأ “دعه يعمل دعه يمر” فهذا المبدأ على مستوى الدول يكون “دعه ينهب، دعه يقتل”. هنا، لا تهم جنسية القتيل أو المنهوب، ألم تنهب الولايات المتحدة أوروبا واليابان منذ نهاية الحرب العالمية الثانية؟ المهم أن نضع ذلك في سياق تبريري مثل تدمير الديكتاتورية، أو أسلحة الدمار الشامل، أو مكافحة الإرهاب، ونجند الإمبراطوريات الإعلامية لتتبنى قصتنا وتعيد تركيبها ليكون القاتل هو الضحية والمجرم هو القتيل الذي يسقط في غزّة أو الضفة أو العراق أو فنزويلا أو قرية المختارة شمال اللاذقية.

    عصر أميركا الذهبي سيكون على حساب المزيد من دمائنا وأرواحنا، مادته صمتنا وسلاحه تراجعنا وضعفنا. لا خيار أمامنا سوى التمسك بالمقاومة، وخلق الظروف المناسبة لنشوئها في كل ساحة سواء في وطننا أو في العالم، فالحرب مع الرأسمالية بنسختها الأكثر فاشية تحتاج إلى أوسع حلف عالمي ممكن بين الشعوب المقهورة.

    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

    عماد الحطبة