المزيد
    الرئيسية بلوق الصفحة 138

    تصاعد التوتر بين فرنسا والجزائر.. أزمة دبلوماسية تتفاقم وسط قرارات وإجراءات متبادلة

    تشهد العلاقات الفرنسية الجزائرية تصعيدًا غير مسبوق في ظل سلسلة من التطورات السياسية والدبلوماسية المتلاحقة، فقد تزايدت حدة التوتر بين البلدين إثر رفض الجزائر استعادة مهاجر غير شرعي مدان بتمجيد الإرهاب، والذي ارتكب لاحقًا هجومًا في مدينة مولوز الفرنسية.

    يأتي ذلك بالتزامن مع زيارة رئيس مجلس الشيوخ الفرنسي، جيرار لارشيه، إلى الصحراء الغربية، في خطوة تعكس تحولًا في الموقف الفرنسي لمصلحة السيادة المغربية على المنطقة، ما أثار غضب الجزائر وأدى إلى المزيد من التوترات بين باريس والجزائر.

    زيارة لارشيه إلى المغرب والصحراء الغربية

    بدأ رئيس مجلس الشيوخ الفرنسي، جيرار لارشيه، زيارة رسمية إلى المغرب يوم الأحد، حيث التقى عددًا من المسؤولين المغاربة بهدف تعزيز العلاقات الثنائية والتعاون البرلماني، إلا أن اللافت في الزيارة كان توجهه يوم الثلاثاء إلى مدينة العيون، كبرى مدن الصحراء الغربية، لتأكيد دعم فرنسا لموقف المغرب في النزاع حول الإقليم، هذه الخطوة تأتي في سياق اعتراف فرنسا بسيادة المغرب على الصحراء الغربية، وهو ما تعتبره الجزائر تحديًا مباشرًا لمواقفها الداعمة لجبهة البوليساريو.

    ولم تكن زيارة لارشيه هي الوحيدة التي أثارت غضب الجزائر، فقد سبقته وزيرة الثقافة الفرنسية، رشيدة داتي، بزيارة مماثلة إلى الصحراء الغربية، ما دفع الجزائر إلى التنديد بما وصفته بـ”الخطوة الخطيرة للغاية” التي تستدعي الشجب والإدانة.

    الخلاف حول إعادة المهاجرين الجزائريين غير النظاميين

    إلى جانب الأزمة المتعلقة بالصحراء الغربية، تفجرت قضية أخرى زادت من تعقيد العلاقات بين باريس والجزائر، حيث رفضت الجزائر “عشر مرات” استعادة أحد مواطنيها المدانين في فرنسا، رغم قضائه عقوبة في السجن بتهمة تمجيد الإرهاب، هذا الشخص، الذي رفضت بلاده استقباله، ارتكب لاحقًا هجومًا جهاديًا في مدينة مولوز، ما أسفر عن مقتل شخص وإصابة آخرين.

    وقد دفع هذا الحادث الحكومة الفرنسية إلى اتخاذ تدابير جديدة، أعلن عنها وزير الخارجية الفرنسي، جان نويل بارو، شملت فرض قيود على دخول بعض المسؤولين الجزائريين إلى الأراضي الفرنسية، وأكد بارو أن هذه الإجراءات “قابلة للتراجع” في حال عادت الجزائر إلى التعاون مع باريس بشأن استقبال المرحلين.

    ردود الفعل الفرنسية والتصعيد الدبلوماسي

    من جهتها، عبّرت الصحافة الفرنسية عن غضبها إزاء الموقف الجزائري، حيث دعت صحيفة لوفيغارو في افتتاحيتها إلى “الخروج من الفخ الجزائري”، ووصفت الجزائر بأنها “نظام مصاب بجنون العظمة يعيش على أمجاد ماضيه”، منتقدة تعامل الحكومة الفرنسية مع الجزائر بطريقة اعتبرتها “ضعيفة ومتسامحة أكثر من اللازم”.

    كما وجه رئيس الوزراء الفرنسي، فرانسوا بايرو، تحذيرًا شديد اللهجة إلى الجزائر، مؤكدًا أن رفضها استقبال مواطنيها غير الشرعيين أمر “غير مقبول”، ولا سيما عندما يؤدي ذلك إلى حوادث مأساوية مثل هجوم مولوز، وأضاف إن باريس قد تفرض المزيد من الإجراءات العقابية إذا استمر هذا الرفض.

    في سياق متصل، أعلنت المتحدثة باسم الحكومة الفرنسية، صوفي بريما، أن بلادها تدرس فرض قيود على التأشيرات الممنوحة للجزائريين، بالإضافة إلى اتخاذ تدابير تستهدف شخصيات جزائرية بارزة، مؤكدة أن “فرنسا ليست ملزمة بمنح تأشيرات بأعداد كبيرة”.

    المجلس الوزاري الفرنسي واتخاذ قرارات حاسمة

    في ظل هذا التصعيد، من المقرر أن يعقد المجلس الوزاري الفرنسي اجتماعًا لمناقشة ملف الهجرة، حيث يتوقع أن تكون العلاقات مع الجزائر محور النقاشات، ويتوقع مراقبون أن تشمل القرارات مراجعة الاتفاقيات الثنائية بين البلدين، ما قد يؤدي إلى مزيد من التوتر في العلاقات.

    وأكد وزير الداخلية الفرنسي، برونو ريتايو، أن فرنسا لن تتسامح بعد الآن مع هذا الوضع، مشيرًا إلى أن منفذ هجوم مولوز كان معروفًا بميوله المتطرفة ولديه سجل إجرامي، ما يجعل التعاون الجزائري ضروريًا لمنع وقوع حوادث مماثلة مستقبلًا.

    تعكس هذه الأزمة المتفاقمة بين فرنسا والجزائر تعقيدات العلاقة بين البلدين، التي لطالما شابها التوتر منذ حقبة الاستعمار والاستقلال، وفي ظل التصعيد المستمر، تبقى التساؤلات مفتوحة حول مستقبل العلاقات بين باريس والجزائر، وما إذا كانت فرنسا ستتخذ إجراءات أكثر صرامة، أم إن الجزائر ستعيد النظر في موقفها لتجنب مزيد من العزلة الدبلوماسية.

    جبهة الثوابت الوطنية الأرترية: الرسالة اليمنية وصلت إلى أذهان أصحاب القرار الدولي

    جبهة الثوابت الوطنية الأرترية: الرسالة اليمنية وصلت إلى أذهان أصحاب القرار الدولي

    قال الأمين العام لجبهة الثوابت الوطنية الأرترية، إبراهيم قبيل، إن “القوات اليمنية نجحت في إخراج القواعد البحرية الإسرائيلية في ميناء إيلات عن الخدمة”، مشيدا بقوات صنعاء في مساندة غزة على مدى أكثر من عام، معتقدا أن “الرسالة اليمنية وصلت إلى أذهان أصحاب القرار الدولي”.

    وأكد قبيل أن اليمن “استطاع تقليص الهيمنة الأمريكية في البحر الأحمر، بعد أن فشلت الأساطيل الأمريكية في التصدي لضربات الجيش اليمني الموجعة”، مشيرا إلى أن صنعاء فرضت “حصاراً بحرياً على الكيان الصهيوني، ومنعت تقديم أي نوع من الدعم للملاحة الإسرائيلية”، وفق حوار أجرته صحيفة “عرب جورنال”.

    وذكر أن القوات اليمنية أظهرت قدرة كبيرة “على المشاركة في المعركة بشكل مباشر، وضربت المواقع الإستراتيجية في العمق الإسرائيلي”، لافتا إلى أنه “لأول مرة يشتكي الكيان الصهيوني باكياً دولة عربية لمجلس الأمن بعد فشل الولايات المتحدة و”إسرائيل” في التصدي للصواريخ والطائرات اليمنية”.

    وأشار السياسي الأرتري إلى أن “اليمن أثبت للعالم أن الشعب العربي قادر من خلال قدراته الذاتية أن يواجه بكل جدارة الكيان الصهيوني وحتى القوى العظمى وأساطيلها البحرية ويجعلها عاجزة، مؤكداً أن “العمليات اليمنية أكدت أن الدول المطلة على البحر الأحمر قادرة على تأمين هذا المجرى المائي الدولي الهام، وليست بحاجة للأساطيل الأجنبية”، وفق المصدر.

    واشنطن تستنفر قواتها في الشرق الأوسط: هل تلوح معركة “الكبرى” في الأفق؟

    رفعت الولايات المتحدة من مستوى التأهب القصوى لقواتها المنتشرة في الشرق الأوسط، وسط ترقب تصعيد محتمل يشمل عدة دول عربية وإسلامية. هذه الخطوة الاستراتيجية تأتي بالتزامن مع تصاعد التوترات بين الاحتلال الإسرائيلي وقوى المقاومة في المنطقة، خاصة مع اقتراب نهاية المرحلة الأولى من اتفاق غزة وتهديدات نتنياهو باستئناف العدوان على القطاع.

    ونشرت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) مقاطع فيديو تُظهر مناورات لقاذفات استراتيجية من طراز “بي-52″، والتي أجرتها في منطقة عمليات القيادة المركزية للقوات الأمريكية بالخليج. رغم أن البنتاغون لم يحدد موقع المناورات بدقة، إلا أنها تشير إلى استعدادات أمريكية مكثفة لمواجهة أي سيناريو قد يتطور في المنطقة.

    وتتزامن هذه الاستعراضات مع تقارير إعلامية أمريكية تتحدث عن قرار الرئيس دونالد ترامب رفع القيود على القيادات العسكرية لاستهداف قيادات فصائل عراقية محسوبة على إيران، ما ينذر بتصعيد جديد في العراق.

    إيران والعراق واليمن: حلقات متداخلة في دائرة التصعيد

    الخطوات الأمريكية الجديدة لا تتوقف عند حدود العراق، بل تمتد إلى إيران واليمن، حيث تعمل واشنطن على إعادة تفعيل الفصائل الموالية لها في الساحل الغربي اليمني. كما تعكس هذه التحركات مخاوف الإدارة الأمريكية من تبعات عودة التصعيد الصهيوني في فلسطين، وما قد يترتب عليه من مواجهات كبرى تشمل دولًا عربية وإسلامية.

    وكانت المقاومة العراقية خلال أشهر “طوفان الأقصى” قد شكلت جبهة قوية داعمة لغزة، حيث لم تقتصر عملياتها على استهداف القواعد الأمريكية فقط، بل طالت أيضًا المدن المحتلة في فلسطين.

    غزة ليست الوحيدة

    في الأثناء، يبدو أن الاحتلال الإسرائيلي يستعد لسيناريو معركة فاصلة في الأراضي الفلسطينية، مدفوعًا بدعم أمريكي واضح. رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، يجري مشاورات مكثفة مع مجلسه الأمني المصغر لبحث استئناف العدوان على غزة، بعد فشل مفاوضات القاهرة في تمديد المرحلة الأولى من الاتفاق.

    ويبدو أن نتنياهو، تحت ضغط اليمين المتطرف، يتجه نحو تصعيد عسكري جديد لتجنب انهيار حكومته، وهو ما يتماشى مع خطط الإدارة الأمريكية التي وافقت مؤخرًا على صفقة أسلحة جديدة للاحتلال بقيمة ثلاثة مليارات دولار.

    لكن التصعيد لن يقتصر على غزة، إذ أعلن الاحتلال عن خطط لتهويد القدس عبر مشروع “مدينة القدس الكبرى”، الذي يهدف إلى سحب إدارة الأقصى من هيئة الأوقاف الفلسطينية. كما يواصل الاحتلال الدفع بتعزيزات عسكرية إلى الضفة الغربية، حيث ينفذ سياسات تهجير قسرية ضد الفلسطينيين، ضمن خطط جديدة لتغيير التركيبة السكانية في المناطق الشمالية.

    خطة ترامب: فرض الأمر الواقع بالقوة

    عودة التصعيد العسكري تشير إلى أن الإدارة الأمريكية قد بدأت في تنفيذ خطة ترامب لتهجير الفلسطينيين إلى الأردن ومصر، بعد أن باءت المحاولات الدبلوماسية بالفشل. وعلى الرغم من الجهود المصرية لطرح خطة بديلة، إلا أن واشنطن والاحتلال الإسرائيلي يرفضان أي حلول لا تتوافق مع أجندتهما. هذا النهج يعزز من احتمالية تحويل خطة ترامب إلى أمر واقع، مما يفرض على كل الأطراف التعامل مع التداعيات الوشيكة.

    التطورات الحالية تعكس تصعيدًا استراتيجيًا واسع النطاق، حيث تسعى الولايات المتحدة والاحتلال الإسرائيلي إلى استباق أي تحركات قد تعيق تحقيق أهدافهما في المنطقة. ومع ذلك، فإن أي مواجهة عسكرية كبيرة قد تؤدي إلى انفجار شامل يتجاوز حدود فلسطين، ليشمل العراق وإيران واليمن، مما يجعل المنطقة بأسرها على حافة مواجهة غير مسبوقة.

    في ظل هذه الأجواء المشحونة، يبدو أن العالم يقف أمام لحظة فاصلة قد تعيد رسم خريطة الصراع في الشرق الأوسط، حيث ستكون الكلمة الأخيرة للمقاومة الشعبية التي تتحدى القوى الكبرى بصمودها وإرادتها.

    أصداء محرقة طائرات (إم كيو-9) في اليمن تكسرُ حاجزَ الصمت الأمريكي الرسمي

    لا زالت أصداءُ تفوُّقِ القوات المسلحة على التقنيات العسكرية الأمريكية المتطورة تتردّد كاشفة عن ثبات كُـلّ معادلات الانتصار اليمني التاريخي على الولايات المتحدة في معركة البحر الأحمر، واستمرار تأثير تلك المعادلات على مستقبل كُـلّ الصراعات المحتملة لواشنطن.

    وفي جديد هذه الأصداء نشر المجلس الأطلسي، وهو مركَزُ أبحاث أمريكي، نهاية الأسبوع الفائت، تقريرًا مطولًا تناول فيه أبعاد الاختراق غير المسبوق الذي حقّقته القوات المسلحة اليمنية في مواجهة تقنيات الطائرات الأمريكية المقاتلة بدون طيار (إم كيو-9) من خلال إسقاط 14 طائرة منها خلال معركة إسناد غزة.

    ووفقًا للمركز الأمريكي فَــإنَّ هذه “السلسلة الطويلة” من الضربات اليمنية الناجحة ضد الطائرات بدون طيار الأمريكية تمثل “أمرًا غير مسبوق” وتبرز “تنامي القدرات الهجومية اليمنية وتحسن مهارات التصويب”، مُشيرًا إلى أن “الكفاءة التكتيكية” للقوات المسلحة اليمنية شهدت “تصاعدًا ملحوظًا” خلال معركة إسناد غزة.

    وبحسب التقرير فَــإنَّ “طائرة (إم كيو-9) تشكل العمود الفقري لأسطول الطائرات بدون طيار في الولايات المتحدة، حَيثُ توفر للمخطّطين العسكريين الأمريكيين عمقًا تكتيكيًّا في المناطق الداخلية الوعرة في اليمن، ومع ذلك، وعلى الرغم من تفوقها التقني، فقد أثبتت ضعفها أمام أنظمة الأسلحة المضادة للطائرات الأَسَاسية، ومما لا شك فيه أن نشر الطائرات بدون طيار يظل بديلًا مفضلًا للطائرات المأهولة عند العمل في بيئة عالية الخطورة مثل اليمن”.

    واعتبر أن “معدل فقدان طائرات (إم كيو-9) بدون طيار في القتال منذ منتصف نوفمبر 2023 يستحق اهتمام الاستراتيجيين العسكريين الأمريكيين، حَيثُ تبلغ قيمة هذه الطائرات حوالي ثلاثين مليون دولار لكل منها، وفقدانها بهذه الوتيرة -ما يقرب من طائرة واحدة شهريًّا- ليس مقبولًا”.

    وأوضح التقرير أنه “من الناحية التكتيكية، تهدف عمليات إسقاط طائرات (إم كيو-9) بدون طيار في المقام الأول إلى تعمية أنظمة الاستخبارات والاستهداف الأمريكية، حَيثُ كانت عملية (بوسيدون آرتشر) تعتمد بشكل كبير على البيانات التي تجمعها الطائرات بدون طيار للتخطيط لضربات جوية مشتركة بين الولايات المتحدة والمملكة المتحدة على أهداف برية معادية في الأراضي اليمنية” وهو ما يعني أن مسار عمليات إسقاط طائرات (إم كيو-9) الأمريكية كان مسارًا رئيسيًّا ومحوريًّا في قيمته وتأثيره على جبهة العدوّ ضمن معركة “الفتح الموعود”.

    وأشَارَ التقرير إلى أن هذا المسار تكامل مع مسار آخر، تمثل في نجاح القوات المسلحة اليمنية في “إخفاء المواقع الاستراتيجية”، حَيثُ أَدَّى ذلك بحسب التقرير إلى “زيادة اعتماد التحالف الغربي على الطائرات بدون طيار؛ مِن أجلِ الحصول على معلومات استخباراتية”، وهو ما ارتد عكسيًّا على جبهة العدوّ من خلال إسقاط ذلك العدد غير المسبوق من طائرات (إم كيو-9).

    ويشير ذلك إلى أن القوات المسلحة اليمنية قد تمكّنت من فرض إيقاعها على المعركة بشكل كبير وواسع إلى حَــدّ أنها حصرت خيارات العدوّ على وسائل وأدوات معينة تستطيع التعامل معها؛ وهو ما جعل التحالف الأمريكي البريطاني يبدو فاقدًا لزمام الأمور بشكل كامل.

    واعتبر التقرير أن تأثير سلسلة العمليات الناجحة للقوات المسلحة اليمنية ضد طائرات (إم كيو-9) الأمريكية يمتد إلى ما هو أبعد من الظروف الزمانية والمكانية لمعركة إسناد غزة؛ لأَنَّه يجعل التقنيات الأمريكية مكشوفة أمام خصومها الآخرين في المنطقة والعالم، مُشيرًا إلى أن إسقاط هذه الطائرات قد يوفر لليمن معلومات حساسة يمكن مشاركتها مع أُولئك الخصوم؛ مِن أجلِ تعزيز جهود التفوق على التقنيات العسكرية الأمريكية في أي صراع قادم.

    وقال التقرير: إن القوات المسلحة اليمنية “أثبتت قدرتها على إضعاف التفوق القتالي للولايات المتحدة جزئيًّا، وإضعاف التفوق الجوي الأمريكي، وكشفت نقاط ضعف كبيرة في طبقات الدفاع لطائرة (إم كيو-9)، وقد يسعى خصوم واشنطن إلى الاستفادة من هذه الثغرات لتعزيز مصالحهم الاستراتيجية”.

    واقترح التقرير أن تقوم الولايات المتحدة “باستغلال الهدوء الحالي لتعديل استراتيجية نشر الطائرات بدون طيار”.

    ويوسع هذا الاقتراح مفاعيل الهزيمة التاريخية للولايات المتحدة أمام اليمن في معركة الفتح الموعود، حَيثُ تسببت العمليات البحرية اليمنية بإجبار الجيش الأمريكي على إجراء تعديلات واسعة (وغير مجدية حتى الآن) على المستوى التكتيكي والفني والتقني فيما يتعلق بالسفن الحربية، والآن يبدو أن واشنطن تقف أَيْـضًا أمام ضرورة إجراء تعديلات مماثلة فيما يتعلق بأسطول الطائرات بدون طيار، وقد يمتد ذلك أَيْـضًا إلى الطائرات المقاتلة المأهولة، خُصُوصًا بعد التصريحات الأخيرة التي كشف فيها مسؤولون أمريكيون عن إطلاق صواريخ دفاعية يمنية ضد مقاتلة (إف-16) أمريكية فوق السواحل اليمنية للمرة الأولى، معتبرين ذلك إشارةً على تطوير قدرات الدفاع الجوي اليمني.

    ويمثل تسليط الضوء على دلالات إسقاط طائرات (إم كيو-9) الأمريكية في اليمن انهيارًا لسياسة التكتم التي اعتمد عليها الجيش الأمريكي طيلة أكثر من عام إزاء هذا المسار من المعركة، حَيثُ كان البنتاغون يلجأ مضطرًا في بعض الحالات إلى الاعتراف بإسقاط بعض هذه الطائرات بدون أن يحدّد موقع الإسقاط، ويرفض تقديم أي تفاصيل عن تلك العمليات، ويقوم بالتشكيك في إحصائيات القوات المسلحة اليمنية حول عدد طائرات (إم كيو-9) التي تم إسقاطها، وهي سياسة كان دافعها الأَسَاسي هو العجز عن الخروج بأية رواية أُخرى تخفف من وقع السقوط المدوي لتقنية هذه الطائرات التي تعتبر من مفاخر سلاح الجو الأمريكي، كما هو الحالُ مع عمليات استهداف حاملات الطائرات التي حاول الجيش الأمريكي إنكارها جملة وتفصيلًا، لكن حقائقها ظهرت لاحقًا باعترافات مباشرة وغير مباشرة؛ الأمر الذي يؤكّـد أن الهزيمة الأمريكية أمام اليمن لم تقتصر على الجانب العملياتي والتكتيكي في الميدان، بل شملت حتى ميدان “السردية” الإعلامية.

    المشاكل الاقتصادية والأمنية والعسكرية متواصلة.. جراحات “إسرائيل” تنزف رغم توقّف “الطّوفان” 40 يومًا.. التصعيد القادم “قاتل”

    يستمرُّ وقفُ إطلاق النار في غزة ولبنان، ومعها عملياتُ المساندة القادمة من اليمن والعراق، ومن المفترض أن يكون العدوّ الصهيوني في وضع أمني وعسكري واقتصادي جيّد، غير أن ما أفرزته “طوفان الأقصى” وجبهات الإسناد، أبقت كافة التأثيرات التي تأكل الكيان الإسرائيلي، وأكّـدت من جديد أنه قد أصبح كيانًا هَشًّا للغاية، حَيثُ ما يزال الاقتصاد الصهيوني في تدهور مُستمرّ رغم الهدوء، فيما الوضع المعيشي للغاصبين ينهار باستمرار، ومع ذلك ما يزال الخطر الأمني كابوسًا يطاردهم، بعد تفجيرات الحافلات الأسبوع الفائت والتوجُّسات المتصاعدة في أذهان الصهاينة.

    كثير من المعطيات تؤكّـد أن الكيان الإسرائيلي بات هُلاميًّا ويعاني على كُـلّ المستويات من أبسط الظروف؛ ليتضح للعالم أن الطوفان قد جرف كامل المراتب التي كان الكيان الغاصب يباهي بها العالم اقتصاديًّا وأمنيًّا وعسكريًّا وغيرها.

    العدوّ الصهيوني حصل على هدوء تامٍّ منذ دخول اتّفاق وقف إطلاق النار في غزة حيّز التنفيذ في الـ19 من يناير الفائت، حَيثُ توقفت التهديدات الأمنية والعسكرية عليه، لا سيما تلك المنطلقة من اليمن، والتي كانت تشكّل تهديدًا حيويًّا واقتصاديًّا وسياحيًّا وتجاريًّا وأمنيًّا وعسكريًّا ضد “إسرائيل”، لكن ومع مرور 40 يومًا من الهدوء، يجد العدوّ نفسه غارقًا في ذات المشاكل.

    فعلى المستوى الاقتصادي والمعيشي ظهرت مشاكل وانهيارات بالجملة، ولا يكاد يمر يوم دون ظهور أحد جوانبها، والجانب الأمني أشد سوءًا باستمرار مخاوف الغاصبين وعدم عودتهم للشمال المحتلّ وتفاقمت أكثر قبل أسبوع واحد بتفجيرات “يام” و”حولون” المحتلّتَينِ جنوب “يافا – تل أبيب” التي يعتبر اختراق أمنها تهديدًا لمركَزِ الوجود الصهيوني، وسواءٌ أكانت تلك التفجير مفتعلة أَو ليست كذلك، فَــإنَّ النتيجة واحدة وهي استمرار الرعب في قلوب الغاصبين.

    أما على الصعيد العسكري فَــإنَّ تقارير عدة أظهرت حجم الخسائر البشرية وعجز العدوّ عن تلافي أوضاع المصابين بالجروح المباشرة، أَو الأمراض النفسية التي حيدت عشرات الآلاف من جنود الصهاينة وفق تقاريرَ دولية و”إسرائيلية”، وهذه الحصيلة هي التي ترغم المجرم نتنياهو على مواصلة تنفيذ مراحل الاتّفاق وحالت دون عربدته وإعادة إجرامه، وأفقدت العدوّ مكاسبَ كبيرةً، في مقدمتها سقوط “الردع” والخضوع لإجراءات المقاومة ومسانديها.

    نزيف اقتصادي لا يتوقف:

    على المستوى الاقتصادي، فَــإنَّ آخر مظاهر معاناة العدوّ في هذا الجانب، هو ما كشفته منظمة صهيونية بشأن الانهيار المعيشي في الأراضي المحتلّة، حَيثُ تعيش أسرة من أصل ثلاث تحت خط الفقر؛ أَيْ إنَّ ثلث الغاصبين “المستوطنين” باتوا يعيشون تحت خط الفقر، بعد أن كان المعدل يشير إلى الربع أواخر العام 2024 في تقرير منظمة “لاتيت” الصهيونية الإغاثية، الصادر منتصف ديسمبر الفائت.

    ونشرت منظمة “ياد عزرا وشولاميت” الصهيوني تقريرًا حديثًا، كشفت فيه أن “واحدة من كُـلّ ثلاث عائلات تعيش تحت خط الفقر في إسرائيل”، فيما نقلت صحف “إسرائيلية” تصريحات أحد قيادات المنظمة يدعى “شمعون جيفن”، أكّـد أن نتائج أعمالهم في المسح وتقديم المساعدات للغاصبين، تظهر أن عائلة من كُـلّ ثلاث عائلات في الأراضي المحتلّة يعيشون تحت خط الفقر؛ بسَببِ ما خلفته “الحرب”، مشدّدًا على ضرورة الإسراع في تقديم المساعدات لتلك العائلات، في إشارة إلى أن تداعيات الطوفان التي بدأت جليًّا أواخر 2023 أخذت مسارًا متصاعدًا حتى اللحظة رغم توقف الجبهات؛ وهو ما يؤكّـد أن أية عودة للحرب على غزة يعني عودة الردع المضاد الذي يزيد من إفقار العدوّ ولفيفه الغاصبين.

    هذا التقرير جاء بعد يومين من لجوء العدوّ إلى مخاطبة البنوك التجارية بتخصيص نحو 900 مليون دولار لدعم العملاء المتضررين من الحرب؛ أَيْ إنَّ مالية العدوّ لم تعد قادرة على حَـلّ أية مشكلة، وأن لجوءَها لهذا الحل يعني خضوعها بمنح إعفاءات متعددة للبنوك والعملاء، وتعديل أسعار “الفائدة” خلال الفترة المقبلة، وهذا كله يولّد حرمانًا جديدًا لدى العدوّ من العائدات، فضلًا عن تصاعد مستويات التضخم وما يترافق معها من مشاكلَ جمة.

    وقبل ذلك كان العدوّ قد اعترف الأسبوع الفائت بانهيار حاد لقطاع التكنولوجيا – الذي يمثل ربع موارد العدوّ – جراء تداعيات الضربات التي طالت العدوّ بحرًا وجوًا وفي العمق المحتلّ؛ ما أَدَّى لعزوف شركات الاستثمار في هذا القطاع وهجرة موظفيها المتخصصين بالآلاف، وتقليص الوظائف فيها؛ بسَببِ التوقف شبه التام لوتيرة الإنتاج، فيما سبق هذا الاعتراف – بيومين فقط – قيام ما يسمى “بنك إسرائيل” بتخفيض توقعات النمو الاقتصادي رغم الهدوء، وأبقى على سعر الفائدة عند مستوى 4.75 % للمرة التاسعة تواليًا؛ كمحاولة لتثبيت الانهيار الحاصل. وكل ذلك على وقع الاضطرابات الاقتصادية والمعيشية التي تحول دون أيِّ تعافٍ للعدو خلال العامين المقبلين على الأقل.

    ومنتصف الشهر الجاري نشرت صحف صهيونية تقارير عدة بشأن بقاء مغتصبات الشمال كما هي غير صالحة للعيش، واصفةً إياها بمدن الرعب ومدن الأشباح، واستمرار نزوح غالبية الغاصبين الرافضين للعودة قبل تسوية أوضاعهم الاقتصادية والمعيشية، وهو ما يكبد العدوّ مبالغ طائلة لرعايتهم في الأماكن التي هاجروا إليها، فيما العائدون القلة يشكون مآسيَهم ويهدّدون بالعودة إلى النزوح إذَا لم يتم إصلاح المغتصبات للعيش بالمستوى المتدني على الأقل، غير أن قدرات العدوّ المالية لا تسمح بذلك، وقد تبقي على موجة النزوح في استمرار.

    وسبق ذلك بداية الثلث الثاني من الشهر الجاري، إعلان كبريات الشركات التجارية الصهيونية وشبكات التسوق، عن تراجع القدرة الشرائية للغاصبين بنسبة كبيرة، حتى في السلع الأَسَاسية؛ ما يؤكّـد مأساوية الوضع المعيشي، بعد أن ارتفعت جبايات الضرائب وأسعار المياه والكهرباء والمواد الغذائية بالتزامن مع قيام العدوّ بتخفيض الأجور والمرتبات وقبلها إزالة الحوافز والبدلات والمكافآت؛ أَيْ إنَّ الغاصبين يعيشون بين فَكَّي مقصل، الغلاء يرتفع من جهة، وتدني الدخل يهوي من جهة أُخرى.

    أزمات متشابكة وحلول متضاربة:

    وبالتزامن مع كُـلّ هذه المعطيات، أعلنت ما تسمى “وزارة المالية” الصهيونية مطلع فبراير الجاري ارتفاع نسبة التضخم عن شهر يناير الفائت إلى قرابة 4 %، وهو ما يجعل منظومة العدوّ الاقتصادية والمالية والتجارية تدخل في ركود مُستمرّ مصحوبة بانهيارات تدريجية؛ فعلى وقع التضخم يظل النموُّ الاقتصادي وإعادة تنشيط الموارد الاقتصادية أمرَين بعيدَي المنال؛ فوجد العدوّ نفسه مجبرًا على اللجوء لرفع الضرائب – وهو ما تم منذ يناير الفائت بتحصيل أكبر مبلغ ضريبي في تاريخ الكيان – غير أن هذا الخيار فاقم تدهورَ الوضع المعيشي وارتفاع الأسعار وركود الاستثمار وإبقاء قطاع السياحة مورد اقتصادي خارج الحسابات رغم الهدوء، بعد أن انهار بنسبة 70 % جراء التهديدات العسكرية والأمنية التي عصفت بالعدوّ قبلَ وقف إطلاق النار، فضلًا عن عدم انتعاش حركة الشحن البحري؛ بفعل المخاوفِ من لغة التصعيد الصهوأمريكية التي حتمًا ستُعيدُ اليمن وصواريخه ومسيراته للإبحار من جديد، والحال ذاته بالنسبة لحركة النقل الجوي التي ما تزال راكدةً نسبيًّا؛ بفعل تمديد التعليق الذي جدّدته كُبرياتُ شركات الطيران مطلع يناير الماضي ويستغرق عدةَ أشهر لمعظمها حتى تعود.

    وبهذه المعطيات على الجانب الاقتصادي، يدرك الجميعُ أن الكيانَ الصهيوني ولفيفه الغاصبين يعيشون في دوامة متداخلة، وأن حَـلّ أي جانب من جوانب المعاناة، يتسبب في فتح ثغرات على الجانب المقابل؛ فإبقاء سعر الفائدة حلًا لتفادي التضخّم وارتفاع القروض العقارية والتجارية، يعني إبقاء الركود الاستثماري وعدم تنشيط العجلة الاقتصادية. والحال ذاته في اللجوء للضرائب كحل لسد العجز المالي وتغطية النفقات وحل مشكلة شحة الموارد، لكنه أَيْـضًا يتسبب في ارتفاع الأسعار والوضع المعيشي بشكل عام، وهذا يتسبب في الهجرة العكسية وتنامي السخط ضد المجرم نتنياهو؛ أَيْ إنَّ الجميع يدرك ظروف العدوّ كشبكة متداخلة من الأزمات والمعاناة التي إذَا احتاج سحب أحد خيوطها فَــإنَّه يؤدي لتعقيد ارتباطات بقية الخيوط.

    معطيات إضافية.. من يخسر أكثر؟!:

    وعلى الصعيد الأمني ما يزال القلق يخيِّمُ على العدوّ وغاصبيه، وما مغتصبات الشمال وأحداث جنوب تل أبيب، إلا شاهدٌ بسيط على ذلك.

    أما جبهة العدوّ السياسية والعسكرية فهي ومنذ وقف إطلاق النار، تتمزق باستمرار بفعلِ تضارب سياسات المجرم نتنياهو مع أعضاء حكومته ومعاونيه، حَيثُ البعضُ منهم يعارضون توجُّـَهه لتفجير الحرب؛ فالنتن يدرك أن عودة المعركة يعني إبقاءَه في السلطة، فيما أعوانه المناهضون يدركون أن التصعيدَ القادمَ سيأكل ما تبقى من جسد العدوّ النازف من كُـلّ جانب، خُصُوصًا الجانب العسكري بعد تحييد أكثرَ من 50 ألف جندي لتعرضهم لإصابات جسدية ونفسية يرفضون على إثرها العودةَ للحرب، وسطَ أزمة التجنيد وخضوع مجرم الحرب لإعفاء “الحريديم” كخيار إجباري لتهدئة التوتر السائد في جبهة العدوّ الداخلية.

    الجميع بات يدركُ عجزَ العدوّ و”كيانه” المنهك والمثخن بالجراح التي ما تزال تنزف حتى اللحظة رغم التهدئة، وهذا العجز ظاهر من خلال المعطيات الاقتصادية والأمنية والعسكرية المذكورة، وكذلك من خلال لجوء العدوّ الإسرائيلي إلى عربدة ترامب وتهديداته التي أسقطتها المقاومة وداست عليها بالنعال، وأسهمت في إسقاطها ردود فعل جبهات الإسناد وفي مقدمتها اليمنية التي أكّـدت جاهزيتها للتنكيل بالعدوّ فور أي تصعيد، وكذلك استعادة حزب الله عافيته العسكرية والأمنية بعد ترتيب صفوفه وتشييع أمينَيه كإعلان لمرحلة جديدةٍ لا مجالَ فيها للمواقف المطاطية أَو المراوغات.

    بمعنى أن المعركة القادمة لن تكونَ على حساب غزة المدمّـرة، ولا جبهات الإسناد التي لم تساوم، وكذلك لم يعد لديها ما تخسره، بل على حساب العدوّ الصهيوني ورعاته الأمريكيين؛ فالفصائل المجاهدة في غزة قد ضخَّت دماءً جديدةً لقواتها ومدَّت شعبها بالمعنويات بعد مشاهد النصر التي رآها العالم خلال الطوفان، وخلال الهُدنة بما حملته مشاهدُ تسليم الأسرى، فيما حزب الله هو الآخر انتهى من بلسمة جراحه، والجميع أدرك رسائل التشييع بكل ما فيها بالصوت والصورة والكلمة.

    أما الجبهة اليمنية التي باتت تمتلكُ مخزونًا استراتيجيًّا وغير مسبوق على وَقْعِ التهدئة وتوقف العمليات، ووفَّرت الأسلحة الغزيرة التي أظهرت كثافتها طيلةَ عمليات 15 شهرًا، فضلًا عن الرعب الأمريكي المتواصل من تصاعد القدرات اليمنية جوًا إلى جانب التفوق البحري، وهكذا حالُ كُـلّ جبهات الجهاد والمقاومة، التي ستجعل العدوّ يندم على ركونه للعربدة “الترامبية”، وتسقط رهاناته على نتائج إسقاط سوريا، وتبدّد أوهام تحييد جبهة “الجنوب”، وتبقى غزةُ هي السرَّ الذي وضعه الله في أقوى وأشجع خلقِه.

    مآساة الجنوب.. انهيار الخدمات وتصاعد الفوضى الأمنية والمعيشية مع دخول شهر رمضان

    مآساة الجنوب.. انهيار الخدمات وتصاعد الفوضى الأمنية والمعيشية مع دخول شهر رمضان
    فوضى عدن.. حروب الخدمات في عيد الفطر المبارك ومالا يخطر (بعقلية الشياطين)

    تشهد محافظات الجنوب اليمني حالة من الانهيار الشامل في مختلف القطاعات الحيوية، حيث تتفاقم الأزمات المعيشية والأمنية بشكل غير مسبوق، مما يعكس عجز السلطات الموالية للتحالف عن تقديم حلول مستدامة لمعالجة هذه التحديات. ومع دخول شهر رمضان المبارك، يبدو أن معاناة السكان قد بلغت ذروتها، حيث أصبح توفير أبسط متطلبات الحياة اليومية تحدياً كبيراً يواجه المواطنين في كل لحظة.

    ففي مدينة عدن، مركز السلطة المعترف بها دولياً، شهدت الأيام الأخيرة انهياراً جديداً في الخدمات الأساسية، مع تصاعد أزمات الكهرباء، وانهيار العملة المحلية، وتوقف المرتبات، وارتفاع أسعار الوقود، إلى جانب أزمتي المواصلات والغاز المنزلي.

    حيث رفع سائقو الباصات رسوم النقل داخل المدينة إلى 700 ريال للمشوار الواحد، وهو ما جعل التنقل أمراً صعباً على العديد من المواطنين الذين يعانون بالفعل من توقف المرتبات وغياب أي مصدر دخل ثابت. وفي الوقت نفسه، اشتدت أزمة الغاز المنزلي، حيث اضطر غالبية السكان إلى قضاء أول أيام رمضان في الشوارع بحثاً عن أسطوانة غاز، في ظل سيطرة السوق السوداء على القطاع وارتفاع الأسعار إلى مستويات غير مسبوقة.

    ووسط هذه الفوضى، تصاعدت الاتهامات بين الأطراف المكونة لسلطة المجلس الرئاسي حول المسؤولية عن هذه الأزمات. فقد وجه المجلس الانتقالي اتهامات مباشرة لسلطات مأرب بالوقوف وراء أزمة الغاز لأسباب سياسية، مما يعكس حالة التوتر والتخبط في إدارة الملفات الخدمية والإنسانية. ومع استمرار هذا العجز في تقديم حلول جذرية، يبدو أن عدن تغرق أكثر فأكثر في دائرة الانهيار المستمر الذي يفاقم معاناة السكان ويضعف الثقة الشعبية في الحكومة والتحالف الداعم لها.

    على الصعيد الأمني، تشهد محافظة أبين تصاعداً خطيراً في أزمة الانفلات الأمني، حيث تزايدت عمليات الاغتيال والاشتباكات المسلحة، إلى جانب انتشار الجماعات المسلحة والنقاط غير النظامية التي تجعل حياة المواطنين في خطر دائم. كما شهدت حوادث السطو المسلح وعمليات الخطف زيادة ملحوظة، في ظل غياب أي إجراءات أمنية فعالة من قبل السلطات.

    يُرجح مراقبون هذا التدهور الأمني إلى الصراع المستمر بين الفصائل المتنافسة داخل القوى الموالية للتحالف، حيث تفتقر حكومة العليمي إلى أي رؤية واضحة لمعالجة الملف الأمني، مما يجعل أبين ساحةً للفوضى والاضطرابات. وفي ظل هذه الأوضاع، تتزايد الدعوات الشعبية لوضع حد لهذه الفوضى، وسط اتهامات للحكومة بالعجز عن حماية المواطنين وانشغالها بالصراعات السياسية بدلاً من معالجة الأزمات الأمنية والاقتصادية التي تعصف بالمحافظة.

    وفي محافظة تعز، تتصاعد أزمة الغاز المنزلي بشكل حاد تزامناً مع حلول شهر رمضان، مما يزيد من الضغوط المعيشية على الأسر في المدينة. تعاني الأسواق نقصاً ملحوظاً في معروض الغاز، إلى جانب ارتفاع أسعار الأسطوانات المتاحة، مما يضاعف من الأعباء المعيشية على المواطنين.

    ويحمّل المواطنون حكومة العليمي الموالية للتحالف مسؤولية تفاقم الأزمة، متهمين إياها بالعجز عن توفير الاحتياجات الأساسية للمواطنين وتركهم فريسة لجشع المتنفذين والتجار، دون أي تدخل لضبط السوق أو وضع حلول مستدامة. ويرى مراقبون أن أزمة الغاز المنزلي في تعز تعكس فشل السياسات الاقتصادية والإدارية للحكومة، في وقتٍ تتزايد فيه الأعباء المعيشية على المواطنين مع تدهور مستمر في الأوضاع الاقتصادية والخدمات الأساسية.

    إجمالاً، يبدو أن الجنوب اليمني يواجه مرحلة جديدة من التدهور الشامل، حيث تتداخل الأزمات المعيشية والأمنية لتخلق واقعاً مريراً يعيشه السكان يومياً. ومع غياب أي بوادر لحلول جذرية، تستمر معاناة المواطنين في التفاقم، مما يعزز حالة السخط الشعبي تجاه السلطات القائمة ويدفع بالمزيد من الدعوات لإعادة النظر في السياسات المتبعة وإيجاد مخارج حقيقية للأزمات المستمرة.

    انهيار قطاع المواصلات والغاز في عدن يدفع السكان لقضاء أول ليلة رمضانية في الشوارع

    شهدت مدينة عدن، اليوم السبت، انهياراً جديداً في الخدمات الأساسية مع دخول أول أيام شهر رمضان، وسط فشل تام في احتواء الأزمات المتلاحقة التي باتت تمثل واقعاً يومياً للسكان. وبعد أن شهدت المدينة أسوأ أزماتها في قطاعات الكهرباء، وانهيار العملة، وتوقف المرتبات، وارتفاع أسعار النفط، انضمت إليها أزمتا المواصلات والغاز لتزيدا من معاناة المواطنين.

    وفق مصادر إعلامية محلية، سجل قطاع المواصلات داخل المدينة انهياراً غير مسبوق بعد أن رفع سائقو الباصات رسوم النقل إلى 700 ريال للمشوار الواحد. هذا الارتفاع الكبير في التعرفة حال دون قدرة العديد من المواطنين على التنقل، خاصة في ظل استمرار أزمة المرتبات التي تركت الكثيرين عاجزين عن تلبية احتياجاتهم اليومية.

    تزامناً مع ذلك، برزت أزمة جديدة تمثلت في نقص حاد في الغاز المنزلي، مما دفع غالبية سكان عدن إلى قضاء أول أيام رمضان في الشوارع بحثاً عن أسطوانة غاز. وعلى الرغم من أن أسعار الغاز كانت قد بلغت مستويات قياسية في الفترة الأخيرة، إلا أنها ارتفعت بشكل أكبر خلال الساعات الماضية مع سيطرة السوق السوداء على القطاع.

    وسط هذه الفوضى، تصاعدت الاتهامات بين الأطراف المكونة لسلطة المجلس الرئاسي حول المسؤولية عن هذه الأزمات. فقد جدد المجلس الانتقالي في بيان صادر عن هيئته اتهامه لسلطات مأرب بالوقوف وراء أزمة الغاز لأسباب سياسية، مما يعكس حالة التوتر والتخبط في إدارة الملفات الخدمية والإنسانية.

    تعاني عدن منذ سنوات من حالة من الانهيار المستمر في مختلف القطاعات الحيوية، دون أن تتمكن السلطات من تقديم حلول جذرية أو استراتيجية واضحة لاحتواء هذه الأزمات. ومع دخول الشهر الفضيل، يبدو أن معاناة السكان تضاعفت، حيث أصبح توفير أبسط متطلبات الحياة اليومية تحدياً كبيراً يواجههم في كل لحظة.

    بالفيديو “لقاء خاص يتحول لاشتباك حاد”.. مشادة كلامية حادة بين ترامب والرئيس الأوكراني في المكتب البيضاوي “هكذا وبخ كُلاً منهما الآخر”

    اشتبك الرئيسان الأوكراني فولوديمير زيلينسكي والأمريكي دونالد ترامب مرارا الجمعة، في لقاء كان مخصصا لتوقيع صفقة حول ثروات كييف المعدنية وتحول إلى ملاسنات بين الزعيمين. فبينما حث زيلينسكي ترامب على توخي الحذر مع روسيا، اتهم ترامب نظيره الأوكراني بقلة الاحترام في خروج للخلافات المتفاقمة بين الطرفين إلى العلن.

    وتحولت زيارة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الجمعة إلى الولايات المتحدة ولقائه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالبيت الأبيض، إلى مواجهة كلامية محتدمة بعد أن كان مقررا أن يكون الاجتماع موعدا للتوقيع على اتفاق بشأن تقاسم ثروات أوكرانيا المعدنية ومناقشة اتفاق السلام مع روسيا.

    فقد حذّر ترامب زيلينسكي من أن على كييف التوصل إلى اتفاق مع الولايات المتحدة وإلا ستوقف واشنطن الدعم الذي تقدمه منذ الغزو الروسي.

    وقال بعد أن تحول اللقاء إلى مواجهة كلامية حادة: “شعبك شجاع، لكن عليك أن تتوصل إلى اتفاق وإلا سننسحب “.

    وخاطب ترامب نظيرة الأوكراني بالقول “نحن قدمنا لكم المساعدات والسلاح ولو لم تكن معداتنا العسكرية معكم لأنتهت هذه الحرب في غضون أسبوعين.

    ووبخ ترامب زيلينسكي أثناء جلوسهما بالمكتب البيضاوي، وطلب منه أن يكون أكثر “امتنانا”، قائلا: “أنت لست في وضع يسمح لك بأن تملي علينا ما نشعر به”.

    وأضاف: “لا أعتقد أن الأمر سيكون جميلا، ستقاتل حتى النهاية، ولكنك لا تملك أي أوراق مساومة

    وقال ترامب: لقد وضعت نفسك في مأزق صعب، أنت لا تفوز بالحرب ولديك فرصة جيدة للخروج من هذا المأزق، أنت الأن تقامر بالحرب العالمية الثالثة وتقلل من احترام البلاد “.

    بدوره، هاجم نائب الرئيس الأمريكي جاي دي فانس الجالس إلى جانبهما، زيلينسكي أيضا معتبرا أنه “قلل من احترامه” للأمريكيين. وبدا أن زيلينسكي حاول الرد، لكنه قوطع.

    وجاءت هذه المواجهة الاستثنائية بعدما قال ترامب إن أوكرانيا ستضطر إلى تقديم “تنازلات” لإنهاء الحرب مع روسيا التي شنت غزوا واسع النطاق لجارتها قبل ثلاث سنوات. وقال الرئيس الأمريكي: “لا اتفاق بدون تنازلات. لذلك ستكون هناك حاجة بالتأكيد لتقديم تنازلات، لكنني آمل ألا تكون كبيرة كما يعتقد البعض”.

    إلا أن زيلينسكي الذي عرض على ترامب صورا لفظائع الحرب، قال إنه “لا مساومة مع قاتل على أراضينا”، في إشارة إلى الرئيس فلاديمير بوتين. وأضاف أن “الروس المجانين” قاموا بترحيل أطفال أوكرانيين وارتكبوا جرائم حرب خلال غزوهم لبلاده لمدة ثلاث سنوات.

    واستشاط ترامب غضبا قائلا: “أنت لا تتصرف على الإطلاق وكأنك ممتن. هذا ليس تصرفا لطيفا”. وأضاف: “إنك تخاطر بحياة ملايين البشر، تخاطر (بإشعال فتيل) حرب عالمية ثالثة، وما تفعله يقلل بشدة من احترامك للبلاد، هذه البلاد”.

    وأثار ترامب قلق كييف والحلفاء الأوروبيين بتغييره المفاجئ للسياسة الأمريكية، مع التراجع عن فكرة دعم أوكرانيا حتى دحر القوات الروسية من أراضيها، وقدم نفسه كوسيط بين بوتين وزيلينسكي.

    وكشف الرئيس الأمريكي في المكتب البيضاوي أنه “تحدث عدة مرات” مع بوتين مؤخرا، فيما لم يكشف سابقا سوى عن المكالمة المطولة بينهما في وقت سابق من فبراير/شباط.

    في برقية للسيد القائد.. وزير الدفاع ورئيس الأركان يؤكدان الجاهزية العالية لردع الأعداء ومواكبة كل التطورات وللأعداء: سنكون نحن من يحدد ساعة الفصل وسنضمن أن تذوقوا مرارة الهزيمة مرة أخرى

    صنعاء: اليمن سيبقى ناصراً لكل القضايا الوطنية والقومية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية
    القوات المسلحة تحذر الكيان الصهيوني.. ضرباتنا القادمة ستصيبكم في مقتل

    جدد وزير الدفاع والإنتاج الحربي اللواء الركن محمد ناصر العاطفي، ورئيس هيئة الأركان العامة اللواء الركن محمد عبدالكريم الغماري، العهد للسيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي بمواصلة بذل كل الجهود للذود عن الدين والوطن والشعب اليمني والأمة العربية والإسلامية وفي مقدمتها الشعب الفلسطيني المظلوم.

    جاء ذلك في برقية تهنئة رفعاها إلى السيد القائد بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك، عن أبطال ورجال القوات المسلحة اليمنية بمختلف وحداتها القتالية.

    وجاء في البرقية: “في هذا الشهر العظيم، شهر الانتصارات والفتوحات، وتزامنا مع الأحداث التي تشهدها المنطقة والمتغيرات في العالم نؤكد لكم أن أعداء أمتنا ما زالوا يمارسون دورهم الخسيس في التآمر والعدوان”.

    وأضافت البرقية “بفضل الله تعالى ثم بحكمة قيادتكم الربانية الحكيمة وحنكتكم السياسية الراسخة، وبصيرتكم الثاقبة أثبتنا للعالم أجمع أن قضايا وطننا وأمتنا ومقدساتنا خطوط حمراء لن نسمح بالمساس بها، وأننا قادرون على تجاوز المحن مهما عظمت”.

    وفي البرقية خاطب العاطفي والغماري، الأعداء ورعاتهم بمختلف مسمياتهم: “لقد حاولتم مراراً وتكراراً النيل من إرادتنا، ولكنكم لم تتعلموا من دروس الهزيمة وأعلموا أن ما واجهتموه في الماضي ما هو إلا مقدمة لما سيأتي لأن ما ينتظركم هو الجحيم بعينه”، متبعين خطابهم للأعداء بالقول: “لسنا فقط مستعدين لمواجهتكم، بل سنكون نحن من يحدد ساعة الفصل، وسنضمن أن تذوقوا مرارة الهزيمة مرة أخرى، ونحن على العهد باقون قولاً وفعلاً”.

    وفيما تمنيا الصحة والعافية الدائمة لقائد الثورة، جدد وزير الدفاع ورئيس هيئة الأركان العهد للسيد عبد الملك بدر الدين الحوثي ولكل أبناء الشعب اليمني المجاهد والشهداء والجرحى والأسرى بالمضي على الدرب “وسنواصل تنفيذ واجباتنا العسكرية بكل أمانة وإخلاص وتفانٍ، حاملين راية الدفاع عن الدين والوطن وعزة الأمة، ومستعدين لتقديم كل التضحيات في سبيل الله وفي سبيل تحقيق النصر والسلام”، شاكرين دعم السيد القائد الدائم “لهذه المؤسسة ومنتسبيها وتطوير قدراتها بما يتواكب مع المتغيرات على أرض الواقع”.

    وفي ختام البرقية جدد العاطفي والغماري التهنئة للقائد والشعب، داعين المولى بأن يكون رمضان هو شهر النصر العظيم على الأعداء ومرتزقتهم.

    يشار إلى أن وزير الدفاع ورئيس الأركان رفعوا برقية تهنئة للرئيس المشاط وأعضاء المجلس السياسي الأعلى والقوات المسلحة اليمنية، أكدوا فيها الجاهزية العالية لمواجهة كل مؤامرات العدو.

    وخاطبت البرقية الأعداء بالقول: “تذكروا جيداً كلما ازدادت مؤامراتكم ازداد إصرارنا، وكلما تعاظمت تحدياتكم تعاظمت قوتنا ومهما بلغ حقدكم فإن ثقتنا بالله وإيماننا بوطننا وقضيتنا أقوى من كل أسلحتكم ولن تكونوا إلا أرقاماً في سجل هزائمكم، ولن تجدوا في أرضنا إلا النار والدمار”، مؤكدين أن “شعبنا وجيشنا وقيادتنا مثل الجبال الراسخة، لا تهزها رياحكم، ولا تنال منها عواصفكم، واليوم الذي تحلمون به لن يأتي أبداً، لأننا سنظل أوفياء لأرضنا، مدافعين عن قضايا أمتنا، منتصرين بقدرة الله وتأييده”.

    وأكد العاطفي والغماري أن القوات المسلحة اليمنية ماضية “في تطوير قدراتنا العسكرية ومهارات مقاتلينا القتالية بما يتناسب مع تطورات العصر، ليكونوا دائماً على أهبة الاستعداد لمواجهة أي تهديد، وليحققوا النصر الذي وعدنا الله به”، مجددين العهد للرئيس والشعب “بأننا سنواصل طريق الجهاد والمقاومة وسنكون جنوداً أوفياء لهذا الوطن وسنلقي بالأعداء ومن يسير في فلكهم إلى مزابل التاريخ”.

    السيد القائد: نستعد لأي تطور يستدعي التدخل في الضفة أو غزة ولبنان.. كل الكيان سيكون تحت النيران

    أكد السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي وجوب الاستعداد والجهوزية واليقظة لأي مستوى من التطورات في الضفة يستدعي التحرك الشامل أو في غزة أو لبنان أو أي ساحة أخرى. مؤكدا أن كل الكيان الصهيوني بما فيه يافا سيكون تحت النار.

    وأوضح السيد القائد في كلمة له، اليوم الجمعة، أن ترامب تحدث بكل وقاحة عن تهجير أهل غزة وتملكها بكل العبارات الوقحة جدا وكان يريد مصادرة الاتفاق بكله وحدد يوم السبت في أحد الأسابيع التي قد مضت بأنه موعد نهائي لإخراج كل الأسرى الإسرائيليين وعندما لم يتم لترامب إخراج كل الأسرى الإسرائيليين في الموعد الذي حدد بان له أن المسألة ليست كما يريد وليس له أن يفرض ما يشاء.

    وأوضح أننا كنا جاهزين للتدخل العسكري إذا فتح ترامب حربا في يوم السبت الماضي فنحن أمام مستوى من الصلف والطغيان والعدوان والإجرام والوقاحة الأمريكية والإسرائيلية ويجب أن نكون دائما في حالة استعداد تام للتحرك في أي وقت يلزم فيه التحرك.

    وشدد السيد أهمية السعي على الدوام لتطوير قدراتنا والاستعداد بكل ما نحتاج فيه إلى استعداد في كل عناصر القوة وأضاف: علينا أن نكون جاهزين للتحرك بفاعلية وقوة في أي يوم أو وقت أو مرحلة تستدعي التدخل لمساندة الشعب الفلسطيني أو اللبناني أو أي شعب من شعوب أمتنا وعلينا أن نكون جاهزين لمواجهة أي عدوان على بلدنا.

    وأشار إلى أننا نتحرك من المنظور العام في إطار المسؤوليات الكبرى لنا كأمة واحدة، فنحن لا ننظر من منظور التجزئة فكل تهديد وخطر على الشعب الفلسطيني هو تهديد على بقية الأمة .

    وفيما يتعلق بالعدوان الإسرائيلي في الضفة الغربية فأكد السيد أن الشعب الفلسطيني يواجه الآن في الضفة عدوانا كبيرا واعتداءات مستمرة ويسعى للتهجير ويجب أن نكون يقظين ومستعدين لأي مستوى من التطورات في الضفة يستدعي التحرك الشامل أو في غزة أو لبنان أو أي ساحة أخرى ، وأضاف: لقد وفقنا الله بموقف عظيم في إطار جولة لكن الأمور لم تنته بعد وعلينا أن نبقى مستعدين فمن أعظم مكاسب التقوى هو روحية الجهاد في سبيل الله لمواجهة الطغيان والإجرام وأي طغيان أكبر وأوقح من الطغيان الأمريكي والإسرائيلي.

    وأوضح السيد القائد أننا كشعب اليمني تحركنا بتوفيق الله تعالى في إطار الإسناد لإخوتنا المجاهدين في فلسطين ولبنان في مواجهة العدو الإسرائيلي في جولة من أهم الجولات في معركة طوفان الأقصى نحن نراقب ونرصد باستمرار مجريات الوضع هناك ونلاحظ مدى تهرب العدو من الالتزام بالاتفاق بشكل كامل.. لافتا إلى أن جزء من الاتفاق يتعلق بالجانب الإنساني والعدو يتهرب منه ويتهرب من الالتزامات الأخرى من بينتها الانسحاب من معبر رفح.

    وأوضح أن عدم التزام العدو الإسرائيلي بالانسحاب من معبر رفح يعد انتهاكا خطيرا وانقلابا أتى بتشجيع أمريكي ويشكل انتهاكا واضحا للاتفاقات السابقة مع مصر ويشكل تهديدا للشعب الفلسطيني والشعب المصري فالعدو يراهن على الدعم الأمريكي ويتذرع بالإذن من الأمريكي وهكذا فعل العدو في لبنان حيث بقي في مواقع تشكل تهديدا للشعب اللبناني وانتهاكا للسيادة . مضيفا أن العدو فعل كذلك أيضا في سوريا حيث تمدد إلى ثلاث محافظات.

    ولفت إلى أن العدو الإسرائيلي يريد من المقاومة الإسلامية في لبنان ويريد من غزة ومصر وسوريا ومن جميع الأمة ألا يعترضه أحد أو يتحرك للتصدي لما يقوم به من احتلال وسيطرة واعتداءات ولذلك فالعدو مستمر في القتل بالغارات الجوية في لبنان وغزة. مضيفا أن العدو الإسرائيلي انزعج حتى من التحركات المصرية والتعزيزات المصرية إلى سيناء في وقت ينتهك الاتفاق مع مصر لكنه يسعى من خلال هذه التحركات إلى تثبيت معادلة الاستباحة للأمة .

    وأكد أن الأمريكي والإسرائيلي يريدان من أمتنا سواء في لبنان و فلسطين و سوريا ومصر أن تكون الامة مستباحة ولا تعترض على أي عدوان امريكي أو إسرائيلي وهم يتعاملون في هذه المرحلة بوقاحة غير مسبوقة مع أنه مثلا اذا وقفت الأمة بشكل صحح ستردعهم لأنهم أهل شر ولؤم واليهود ألأم البشر على الاطلاق فلا يقدرون أي شي من العرب مهما تنازلوا لهم و لا يقدرون شي بكل وقاحة و يتنكرون لكل الاتفاقات ويعتبرون أن الاتفاقات ملزمة للعرب فقط .

    كما أكد السيد القائد أن الأمة إذا وقفت الموقف الصحيح ستردع الأمريكي والإسرائيلي فلا ردع للأمريكي والإسرائيلي إلا بالمواقف الصحيحة بتحمل المسؤولية في التصدي لهم.

    الكيان تحت النار

    واكد السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي في (كلمة قصيرة) | لتهنئة الأمة الإسلامية والعربية بمناسبة قدوم شهر رمضان المبارك، على ثبات موقفنا بنصرة الشعب الفلسطيني والفصائل مع المحاولات “الإسرائيلية” للتهرب من وقف إطلاق النار والمرحلة الثانية. مؤكدا أن عودة الحرب على غزة سيصاحبه عودة كل كيان العدو وفي المقدمة يافا المحتلة تحت النار وسنتدخل بالإسناد بمختلف المسارات العسكرية

    وجدد السيد التأكيد على ثبات موقفنا في مساندة حزب الله والشعب اللبناني مع استمرار العدو بالاعتداءات وعدم التزامه بالانسحاب التام واحتلاله مواقع في الأراضي اللبنانية. محذرا من استمرار العدو في الاحتلال والاعتداء. وأضاف: نقول لإخوتنا المجاهدين في فلسطين وفي لبنان لستم وحدكم فالله معكم ونحن معكم وننصح الصهاينة ومن يدور في فلكهم أن يصححوا نظرتهم الخاطئة فالتشييع التاريخي للسيد نصر الله والسيد صفي الدين يؤكد ثبات الشعب اللبناني على خيار المقاومة واحتضانه للمجاهدين وتعافي المقاومة.

    وأكد السيد القائد أن حجم التضحيات الكبرى للقادة والمجاهدين في فلسطين وفي لبنان يزيد المؤمنين ثباتا وعزما وقوة إرادة واستعدادا أكبر للتضحية وثقة بالله جل شأنه وبنصره.