المزيد
    الرئيسية بلوق الصفحة 152

    كاتب أمريكي: لقد رأيت المستقبل ولم يكن في أمريكا!

    توماس فريدمان

    في مقالة للكاتب توماس فريدمان في صحيفة نيويورك تايمز ينتقد فيها سياسات المسؤولين الأمريكيين كتب فيها ما يلي.

    في رحلة إلى شنغهاي، كان أمامي خياران: رؤية Tomorrowland في ديزني لاند (جزء خيالي عن المستقبل)، أو زيارة Tomorrowland الحقيقية في الحرم الجامعي البحثي لشركة هواوي، اخترت هواوي، وهناك وجدت بيئة أظهرت عظمة التكنولوجيا الصينية وتحول مركز ثقل الابتكار العالمي من أمريكا إلى الشرق، يحتوي المجمع على 104 مباني ومختبرات، تم بناؤها لاستيعاب 35 ألف موظف في أقل من أربع سنوات، وقد تم تصميم المرافق مثل مئات المقاهي والمراكز الصحية لجذب النخب المحلية والأجنبية.

    تأثير العقوبات على الابتكار الصيني

    كانت العقوبات الأمريكية منذ عام 2019 تهدف إلى الحد من وصول هواوي إلى التكنولوجيا الأمريكية، لكن الصين لم تتراجع فحسب، بل خلقت أيضًا ابتكارات مذهلة، بما في ذلك: الهواتف المتقدمة، ونظام التشغيل الأصلي Hongmeng، والمركبات الكهربائية، والسيارات ذاتية القيادة، والتعدين الذكي، وفي عام 2024، أثبتت هواوي قوتها في الابتكار من خلال تركيب 100 ألف شاحن سريع في الصين، مقارنة بـ 214 شاحنًا فقط تم تركيبها في الولايات المتحدة.

    التحديات الثقافية والسياسية التي تواجه أمريكا

    أصبحت أمريكا منخرطة في مناقشات قوضت قدرتها على الابتكار، وبدلاً من التركيز على التكنولوجيا، فإنها منشغلة بقضايا مثل وجود الرياضيين المتحولين جنسياً، كما أن الاستراتيجيات الاقتصادية مثل التعريفات الجمركية والانفصال عن السلاسل العالمية كانت غير فعالة، وفي المقابل، حققت الصين نجاحات مبهرة من خلال التركيز على الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا المتقدمة.

    جودة الابتكارات الصينية

    أصبحت الصين مركزًا عالميًا للابتكار من خلال تحسين جودة التصنيع والتصميم الذكي، على سبيل المثال، يشير استخدام التطبيقات الأصلية مثل WeChat Pay للدفع إلى تقدم البنية التحتية الرقمية.

    انتقاد السياسات الاقتصادية الأمريكية السابقة

    لا يمكن تعزيز الصناعات المعقدة عن طريق فرض الرسوم الجمركية وإغلاق الحدود، المنتجات المتقدمة مثل الآيفون أو السيارات هي نتاج تعاون عالمي، حتى شركة تيسلا تضطر إلى استيراد بعض الأجزاء، قد لا تنجح التعريفات الجمركية إلا في الصناعات مثل صناعة الصلب، وليس في التكنولوجيات المتقدمة.

    رسالة الصين إلى أمريكا

    وبفضل هذه التطورات المذهلة، تقول الصين إنها لم تعد دولة من الدرجة الثانية، لقد حققت هذه الدولة استقلالاً عظيماً بفضل تكنولوجيتها المحلية، وتعكس مضاعفة أرباح هواوي في عام 2024 هذا التقدم.

    انتقادات للسياسيين الأمريكيين

    لقد لجأ العديد من أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي إلى الشعارات القومية بدلاً من البحث في الشأن الصيني. إن هذا النهج يجعل أمريكا تتخلف عن التطورات العالمية.

    اقتراح للمستقبل

    يتعين على أمريكا أن تعتمد نموذجاً جديداً لإعادة بناء صناعتها: التصنيع في أمريكا باستخدام العمال الأمريكيين ورأس المال والتكنولوجيا الصينية، ويمكن أن يؤدي هذا النموذج إلى إنشاء مصانع متطورة وتعزيز الصناعة المحلية.

    القالب المقترح

    إن الجمع بين التعريفات الجمركية وجذب الابتكار الصيني هو الطريق إلى الأمام، إن البلدان التي تغتنم الفرص سوف تمتلك مستقبل التكنولوجيا، لقد تمكنت الصين من تحويل العقوبات إلى فرصة للنمو، في حين ظلت الولايات المتحدة على الهامش، إن مستقبل أمريكا يتطلب تحولاً جذرياً في السياسات الاقتصادية والابتكار حتى تظل قادرة على المنافسة عالمياً.

    ومن الواضح الآن أن “تومورولاند” في ديزني لاند هي مجرد مساحة خيالية للمستقبل، وليست الحقيقة التي واجهتها في الصين.

    أزمة خبز في عدن.. ارتفاع سعر “الحبة الروتي” إلى 100 ريال

    في ظل الانهيار المتواصل للعملة المحلية وارتفاع أسعار المواد الأساسية بشكل جنوني، تستعد مخابز مدينة عدن (الخاضعة لسيطرة التحالف السعودي-الإماراتي) لرفع سعر حبة “الروتي” من 70 إلى 100 ريال يمني، خلال الأيام القادمة، وفق إعلان “جمعية المخابز والأفران المهنية”.

    في خطوة ستزيد من معاناة المواطنين الذين يعانون أصلاً من تردي الأوضاع المعيشية وانهيار الخدمات الأساسية.

    وتعود أسباب الأزمات المركبة التي تعاني منها مدينة عدن وعموم مناطق سيطرة التحالف، إلى انهيار العملة المحلية أمام العملات الأجنبية الذي أدى بدوره إلى ارتفاع غير مسبوق في أسعار الدقيق والمواد الغذائية، وفق الجمعية التي أكدت أن ذلك أثر على ملاك المخابز وقادتهم إلى الإفلاس.

    وتحدث ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي في مقارنة وصفوها بـ”الصادمة” عن سعر “الروتي في مدينة عدن والعاصمة صنعاء، قائلين إنه في “حين يعاني سكان عدن من ارتفاع سعر حبة الخبز إلى 100 ريال، يمكن لمواطن في صنعاء (الخاضعة لسيطرة الحوثيين) شراء 5 حبات روتي بنفس المبلغ”، وذلك بسبب وجود استقرار في سعر صرف الريال اليمني بالإضافة إلى وجود “رقابة أكبر على الأسواق”.

    وجراء ذلك، يعبّر سكان مدينة عدن وعموم مناطق سيطرة التحالف، عن غضبهم العارم جراء الغلاء الفاحش الذي يجعل حتى الخبز رفاهية، ومن انهيار كافة الخدمات من كهرباء ومياه وصحة، بالإضافة إلى غياب أي حلول من قبل حكومة بن مبارك لأزمات المعيشة اليومية.

    ويتوقع مراقبون حدوث تداعيات متوقعة منها تصاعد الاحتجاجات الشعبية بسبب تردي الأوضاع المعيشية، وزيادة معدلات الفقر والجوع بين الأسر الفقيرة، بالإضافة إلى مزيد من الانقسامات الاجتماعية في المناطق الخاضعة للتحالف السعودي الإماراتي.

    عدوان أمريكا بلا نتائج.. صواريخ اليمن تصل إلى العمق الإسرائيلي

    الحوثي يكشف تفاصيل عمليات عسكرية.. 78 ضربة بـ171 صاروخاً وإجبار حاملة الطائرات الأمريكية على الدفاع عن نفسها

    بصوت الحق الغاضب، وكلماتٍ تزلزل الأرض تحت أقدام الكيان المؤقت، أعلنت القوات المسلحة اليمنية عن ميلاد فصل جديد من المواجهة. “انتصاراً لمظلوميةِ الشعبِ الفلسطينيِّ ومجاهديه، ورداً على استمرارِ حربِ الإبادةِ الجماعيةِ بحقِّ إخوانِنا في غزة”، هكذا تدوي البيانات العسكرية اليمنية، لتعلن عن عملية نوعية دقت ناقوس الخطر في قلب الكيان الإسرائيلي.

    13 عملية عسكرية نفذتها القوات المسلحة ضد أهداف عسكرية في عمق الكيان الصهيوني، أغلبها في يافا المحتلة، والنقب ومناطق أخرى، وخلال العمليات استخدمت القوات المسلحة صاروخ “فلسطين2” الفرط صوتي وصاروخي “ذوالفقار” الباليستي، وطائرات مسيرة بينها طائرة يافا.

    ولأن الحصار بالحصار فقد باشرت القوات المسلحة تركيز عملياتها على مطار اللد “بن غوريون” في “تل أبيب”، فمنذ استئناف التصعيد الإسرائيلي في غزة تم استهداف المطار بأربعة صواريخ فرط صوتية نوعِ فلسطين2، كما تم استهداف مطار “بن غوريون” بصاروخ باليستي آخر نوع”ذو الفقار”.

    كما واصلت القوات المسلحة استهداف العمق الصهيوني بالصواريخ الباليستية، حيث تم استهداف هدف عسكري جنوبي يافا المحتلةِ بصاروخٍ باليستي نوع فلسطين2 الفرط صوتي، وكذلك استهداف قاعدة نيفاتيمَ الجويةِ بصاروخٍ باليستيٍّ فرطِ صوتيٍّ نوعِ فلسطين٢، بالإضافة لاستهداف هدف عسكري للعدوِّ الإسرائيليِّ جنوبيَّ منطقةِ يافا المحتلةِ وذلك بصاروخٍ باليستيٍّ فَرطِ صوتيٍّ نوعِ فلسطين2″.

    الطائرات المسيّرة شاركت في عمليات استهداف العمق الصهيوني بأكثر من 6 عمليات، حيث استهدفت القوات المسلحة 5 أهداف للعدو الإسرائيلي في منطقة يافا المحتلة بطائرات يافا، كما نفذت عملية أخرى ضد أهداف عسكريةً للعدوِّ الإسرائيليِّ في منطقةِ يافا المحتلةِ وذلك بعددٍ من الطائراتِ المسيرةِ الأخرى.

    آخر العمليات العسكرية كانت في يوم الأحد المشؤوم على المحتل، الثالث عشر من أبريل عام 2025، حيث اخترقت صواريخ اليمن سماء فلسطين المحتلة، مُعلنةً عن سقوط أوهام “الحصون المنيعة؛ منظومة القبة الحديدية قصيرة المدى، ومنظومة الصواريخ آرو-2 وآرو-3 بعيدة المدى، ومعها الحصون الأمريكية ثاد”.

    صواريخنا، لم تكن مجرد قذائف عابرة، بل رسائل من نيران “اليوم الموعود”، مُوجهة بدقة نحو أهداف استراتيجية تهز أركان وجودهم، وصولاً إلى قاعدة “سودت ميخا” الصاروخية شرق “أسدود”، ومطار “بن غوريون” في يافا، واستهداف هدف حيوي في عسقلان بفلسطين المحتلة.

    لا مكان آمن للصهاينة

    “بن غوريون”، المطار الذي يتغنى به العدو كبوابة نحو العالم، ويتباهى بتحصيناته التي بلغت عنان السماء، كان على موعد مع صدمة لم تخطر ببال قادته. اهتزت مَدَارجه تحت وطأة صواريخ “فلسطين2″ و”ذو الفقار” الباليستي، ليتحول رمز السيادة الجوية إلى ساحة للهلع والارتباك. لم تلتقط عدسات الكاميرات لحظة السقوط، لكن صداها سرى كالنار في الهشيم، مُعلناً: “إن عرش الأمن المزعوم يهتز”.

    لم يكن “بن غوريون” وحده في مرمى النيران. قاعدة “سودت ميخا” الصاروخية شرق أسدود، التي تضم أعتى منظومات الدفاع وصواريخ “أريحا” و”حيتس”، تلقت هي الأخرى ضربة موجعة بصاروخ “فلسطين 2” الفرط صوتي، ليثبت اليمن أن قدراته تتجاوز كل التوقعات.

    وفي عسقلان استهدف سلاح الجو المسير هدفاً حيوياً آخر، ليؤكد على اتساع نطاق العمليات ودقتها.

    أمن غزة أولاً

    العمليات اليمنية لم تكن يوماً لاستعراض القوة، إنما رسائل مدوية وصلت إلى مسامع العالم أجمع، تؤكد على لسان كل يمني: “أمن غزة أولاً”. وحيث كان المستوطنون الصهاينة يرتعدون في الملاجئ، وتتوقف حركة الطيران في المطار الرئيسي قرابة الساعة، كانت التقارير العبرية تتحدث عن “صدمة استراتيجية” أصابت المؤسسة الأمنية.

    صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية أبدت تخوفها من توقف عمليات الهبوط والإقلاع بمطار “بن غوريون” في “تل أبيب”، واضطرار طائرات كانت تهم بالهبوط إلى مواصلة التحليق في الهواء عقب دوي صفارات الإنذار.

    منصة “Aero Haber” المتخصصة في أخبار الطيران، عزفت على ذات الوتر، مؤكدة أن تدهور الأوضاع الأمنية يجبر شركات الطيران والهيئات الدولية على إعادة تقييم خياراتها، ويدفعها إلى تعليق الرحلات من وإلى “بن غوريون”، ويتسبب في وقوع خسائر في عائدات المطار تقدر بمليارات الدولارات نتيجة التحذيرات اليمنية الصريحة لعمالقة الطيران العالمي، وعلى رأسهم لوفتهانزا والتركية والفرنسية والبريطانية وإيزي جيت، وكان التحذير بمثابة إنذار نهائي: “لا تسافروا إلى إسرائيل، مطار بن غوريون لن يكون آمناً إلا بعد إنهاء العدوان على غزة”.

    نهاية زمن الغطرسة والتحصين

    السؤال الذي يتردد صداه الآن لدى صانعي القرار في الكيان الصهيوني: هل ستتجه صنعاء نحو فرض حظر جوي شامل على الكيان المحتل، بعد أن أحكمت قبضتها على بوابة البحرين العربي والأحمر؟ إنها خطوة تبدو منطقية في سياق التصعيد المدروس، خاصة بعد أن كشفت هذه الضربات النوعية عن هشاشة الأمن الإسرائيلي.

    لم تعد العمليات اليمنية مجرد تهديدات خارجية، فقد تحول الحال إلى قلق داخلي يعتري النخب الإسرائيلية. بعض الأصوات في الإعلام الإسرائيلي بدأت تتساءل عن جدوى منظومات الدفاع الجوي التي كلفت الكيان مبالغ طائلة، إذا كانت عاجزة عن صد صواريخ اليمن. وبعضهم يتحدث عن “صدمة استراتيجية” أصابت المؤسسة الأمنية الإسرائيلية، وأنها لم تكن تتوقع هذا المستوى من القدرة لدى القوات اليمنية.

    لقد هزت هذه الضربات أركان الأمن الهش للكيان الغاصب، ومزقت حجاب الوهم الذي كان يتستر به. فبينما كان قادته يتوهمون أن حصونهم عصية على الاختراق، جاءت صواريخ اليمن لتعلن عن نهاية زمن الغطرسة والتحصين.

    إن القدرة على تجاوز أحدث التقنيات الدفاعية والوصول إلى هدف بهذه الأهمية الاستراتيجية، لهي شهادة دامغة على تطور القدرات العسكرية اليمنية وإصرارها على كسر الحصار عن فلسطين.

    وفي إخفاقهم، يجد قادة الكيان أنفسهم أمام واقع جديد، واقع ينذر بمزيد من المفاجآت ويفتح الباب واسعاً أمام احتمالات لم تكن في الحسبان. نعم، إنهم يستمعون إلى صوت الحق القادم من اليمن مجبرين لا مخيرين، ومهما تمادى الكيان في غيه فهل سيسقط آخر حصن من حصونه المزعومة؟ الأيام القادمة كفيلة بالإجابة، لكن المؤكد أن سماء فلسطين المحتلة لم تعد كما كانت، وأن صواريخ اليمن قد بدأت بالفعل في رسم خرائط اشتباك جديدة تتناسب ومسارات معركة “الفتح الموعود والجهاد المقدس.

    ــــــــــــــــــــــــــــــــ
    تقرير | يحيى الربيعي

    بعنوان “غزة تستصرخكم”.. حماس تدعو أحرار العالم لأسبوع غضب عالمي

    المرصد الأورومتوسطي: الاحتلال يواصل ارتكاب إبادة جماعية ممنهجه في غزة وسط صمت دولي مخزٍ

    دعت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في نداء عاجلا للأمة العربية والإسلامية وأحرار العالم للمشاركة في أسبوع عالمي يحمل عنوان “غزة تستصرخكم”.

    وطالبت الحركة، في بيان، إلى جعل أيام الجمعة والسبت والأحد “أيام غضب عالمي في وجه الاحتلال ورفضا للدعم الأميركي”، مثمنةً الدعوات الشعبية والنقابية العالمية وشجعت على الاستجابة لها بجعل الثلاثاء يوما للإضراب النقابي.

    وقالت الحركة إن “صرخات الأطفال وأنين الجرحى والمرضى وآهات الجوعى والمشردين تستصرخ جميع الضمائر الحية في العالم”.

    وفي بيان آخر، قالت حركة حماس إنّ “حكومة الاحتلال الفاشي تواصل منع دخول المواد الأساسية الضرورية للحياة إلى قطاع غزة للأسبوع السابع على التوالي”.

    وأضافت أنّ هذا الواقع الكارثي الذي يفرضه الاحتلال بشكل معلن على أكثر من 2.2 مليون نسمة يشكل ركنا أساسيا في جريمة إبادة جماعية مخطط لها.

    وحملت الحركة الأمم المتحدة والمجتمع الدولي المسؤولية القانونية والإنسانية، واتخاذ خطوات فورية وجادّة لإجبار الاحتلال على وقف سياسة التجويع الجماعي وضمان دخول المساعدات الإنسانية والمواد الغذائية والطبية إلى المدنيين في قطاع غزة.

    كيف غيّر اليمن مستقبل الحروب البحرية؟

    مركز بحث أمريكي: واشنطن فشلت استراتيجيًا أمام اليمن وصنعاء تعيد رسم توازن القوى

    كشف تقرير نشرته منصة (رادار 360) عن كيف غير اليمن مستقبل الحروب البحرية، منذ اندلاع المواجهات في البحر الأحمر بشهر ديسمبر2023 بمواجهات دارت بين قوات صنعاء وتحالف العدوان “حارس الازدهار” بقيادة أمريكا وبريطانيا والذي جعلت منه معادلة عسكرية جديدة اثبتت أن القوة لم تعد كما رسمتها المراكز العسكرية التقليدية.

    وقال التقرير إنه سرعان ما تحوّلت المعركة إلى اختبارٍ استراتيجي صادم للقوة البحرية الأمريكية، التي وجدت نفسها لأول مرة منذ عقود أمام خصم لا يملك أسطولًا ضخمًا، لكنه يملك ما هو أخطر تكتيك مرن، وتكنولوجيا منخفضة الكلفة.

    وكشف التقرير أن اليمن وقواته البحرية قدمت نموذجا جديدًا في استخدام التكنولوجيا المتقدمة في ساحة القتال.. عبر تكتيكات غير تقليدية، أبرزها الطائرات بدون طيار والصواريخ الموجهة، حيث تمكنت القوات اليمنية، وبشكل خاص الحوثيون، من قلب موازين القوى في البحر الأحمر، باستخدام أساليب حديثة في الحرب لم تقتصر على السفن الحربية الضخمة، وانما استفادت من الأنظمة غير المأهولة التي أظهرت فعالية كبيرة في تنفيذ العمليات العسكرية بكفاءة عالية وتكلفة منخفضة.

    ورأى التقرير أن العمليات العسكرية التي نفذها الحوثيون أحدثت تغييرات كبيرة في الطريقة التي يفكر بها العالم في الحروب البحرية وهي تحولات دفعت القوى الكبرى، وعلى رأسها الولايات المتحدة، إلى إعادة النظر في استراتيجياتها البحرية وتطوير منصاتها بشكل أسرع وأكثر مرونة…

    وقال إنه “على الرغم من أن الأساطيل البحرية الكبيرة كانت تعد الأداة الأساسية في المعركة البحرية، فإن العمليات العسكرية التي نفذها الحوثيون في هذه المنطقة أظهرت أن الحروب المستقبلية ستعتمد بشكل كبير على الأنظمة غير المأهولة، التي تتمتع بقدرة على تنفيذ المهام العسكرية بكفاءة وبتكلفة أقل”.

    وتابع إن “التحول الكبير في أساليب القتال دفع المشرعين الأمريكيين إلى مناقشة ضرورة التكيف مع هذه التغيرات. حيث دعا أعضاء في الكونغرس الأمريكي إلى استراتيجيات استحواذ أكثر مرونة وسرعة، تتيح دمج الأنظمة المأهولة وغير المأهولة في العمليات العسكرية. وبحسب المشرعين، فإن هذا التغيير في الفكر العسكري يعد أمرًا ضروريًا للحفاظ على جاهزية البحرية الأمريكية لمواجهة التحديات المستقبلية التي تزداد تعقيدًا”.

    وشارك التقرير في هذا السياق إلى أن موقع Meritalk المتخصص في التصنيع التكنولوجي إن مجموعة من المشرعين الأمريكيين دعت إلى إحداث تحول جذري في كيفية استحواذ الجيش الأمريكي على منصاته العسكرية، خصوصًا في ظل تنامي أهمية الأنظمة غير المأهولة في الحروب المستقبلية. وطالب النواب باستراتيجيات استحواذ أسرع وأكثر مرونة تمكّن من دمج الأصول المأهولة وغير المأهولة بشكل أفضل عبر الأسطول البحري الأمريكي، مؤكدين أن الوقت قد حان للتخلي عن الطرق التقليدية في التحديث والاقتناء.

    ووفقا للموقع فإن النائب ترينت كيلي، عضو مجلس النواب عن ولاية ميسيسيبي، قال خلال مشاركته في حلقة نقاش ضمن مؤتمر البحر والجو والفضاء في ناشيونال هاربور بولاية ماريلاند، إن البحرية يجب أن تتحرر من التقاليد القديمة، مشيرًا إلى أن المفاضلة بين المنصات المأهولة وغير المأهولة ليست ثنائية، بل يجب أن تُبنى القرارات على أساس احتياجات المهمة. وأضاف: “أعتقد أن هذا هو الخطأ في نظام الاستحواذ لدينا، والسبب في تعطله… لا أعتقد أنه منصة مأهولة أو غير مأهولة، أعتقد أن بعضها يمكن أن يكون كلاهما، اعتمادًا على المهمة واعتمادًا على ما تفعله”.

    وأشار كيلي إلى أن الأنظمة غير المأهولة أقل تكلفة، وتعرض عددًا أقل من الأشخاص للخطر، لكنها لا تزال تتطلب تدخلًا بشريًا في إدارتها وتشغيلها. واعتبر أن على الإدارة والكونغرس أن يؤكدا بوضوح رفضهما للنهج القديم، قائلاً: “إنه مسرح استراتيجي جديد نعمل فيه، وعلينا أن نعمل بشكل مختلف لأننا… لن نحصل على الأسهم الضخمة التي نحتاجها”.

    وتابع إلى أنه “رغم التأكيد على ضرورة التحديث، حذّر كيلي من مغبة إحالة السفن إلى التقاعد دون وجود بدائل، معتبرًا أن ذلك يضعف من جاهزية القوات البحرية. وشدد على ضرورة الموازنة بين الكمال والسرعة، قائلاً: “هناك بعض الأفكار الجيدة التي يمكنك القيام بها، ولكن من الأفضل أن تنفذها بعنف لبناء 85 في المئة من السفينة التي تريدها، بدلاً من أن يكون لديك صفر في المئة لأن الأفكار القديمة إما أصبحت قديمة جدًا بحيث لا تعمل بعد الآن، أو أن الأفكار الجديدة تحتاج إلى 10 سنوات حتى تبدأ الإنتاج”. وأضاف: “يمكنك أن تقبل مخاطر الحصول على نسبة 85 بالمئة، ولكن عليك أن تدرك أن المخاطرة… أفضل من صفر بالمئة في أي يوم”.

    من جهته، أيّد النائب روب ويتمان، الجمهوري عن ولاية فرجينيا، هذه الدعوة إلى التغيير السريع، محذرًا من أن إعادة التصميم المطوّلة والجداول الزمنية المتأخرة تقوّض قدرة البحرية الأمريكية على مواكبة التحديث. وتساءل: “ما هي طائراتكم المؤقتة لمجموعة حاملة الطائرات الهجومية لضمان قدرتكم على العمل عن بُعد الآن، وأين يمكنكم إضافة ذلك إلى… نظام بدون طيار قادر على القيام بهذه المهام؟”، مؤكداً أن “البحرية تطرح الأسئلة الصحيحة هنا”.

    أما النائبة جين كيجانز، الجمهورية عن ولاية فرجينيا، فقد حذّرت من أن عملية دمج الأنظمة غير المأهولة تتطلب تدريبات فورية وجادة لضمان الجاهزية عند الحاجة القصوى. وأشارت إلى أن قاعدة أوشيانا الجوية البحرية في منطقتها تقدم مثالًا على أهمية الجاهزية، مضيفة: “بينما نرسل هؤلاء الأفراد في مهمات حول العالم… نحتاج إلى هذه العناصر”. وتابعت: “عندما نجري لقاءً مع الأفراد الذين كانوا في البحر الأحمر… ونستمع إلى تحدياتهم ومعاناتهم مع هذا التكامل غير المأهول، نظرًا لوجود العديد من الشركاء الذين نحاول التنسيق معهم، نحتاج إلى التدرب على هذه التكتيكات والسيناريوهات، حتى نكون مستعدين للانطلاق عندما يحين وقت الحسم”.

    وقال التقرير إن “ما قدّمته اليمن في هذه المواجهة لفت أنظار الباحثين العسكريين وصنّاع القرار حول العالم، إذ استطاعت قوة غير تقليدية أن تؤثر بعمق على حركة الملاحة العالمية، وتحدث خللاً حقيقيًا في التوازنات البحرية السائدة، وأنه من خلال مزيج من الطائرات بدون طيار، والصواريخ الكروزية، والباليستية، والطائرات المسيرة السطحية، صعد الحوثيون إلى صدارة المشهد البحري العالمي، في مشهد يذكّر بتحولات كبرى في تاريخ الحروب”.

    ولم يكن مفاجئًا أن يخصص مجلس العلاقات الخارجية الأمريكي في أغسطس 2024 تقريرًا مطولًا لتحليل هذه الظاهرة، مؤكدًا أن اليمن قدّمت نموذجًا جديدًا في الحرب البحرية يفرض إعادة التفكير في شكل المواجهات القادمة.

    التقرير أشار إلى أن الهجمات التي ينفذها الحوثيون بمعدل 2.5 هجوم أسبوعيًا منذ يناير 2024 لم تكن مجرد عمليات تخريبية عشوائية، بل جزء من استراتيجية دقيقة استهدفت تعطيل واحدة من أهم طرق التجارة العالمية: قناة السويس، وأن هذه الاستراتيجية شكلت ضغطًا غير مسبوق على القوى البحرية الكبرى، وفي مقدمتها البحرية الأمريكية، التي تجد نفسها لأول مرة منذ عقود في موضع دفاعي حرج في منطقة تحظى بأهمية استراتيجية قصوى.

    ورأى التقرير أن “التحول اللافت في أداء الحوثيين لا يمكن عزله عن استخدامهم المتطور للأنظمة غير المأهولة، التي أثبتت أنها قادرة على تجاوز الدفاعات التقليدية وإرباك القوات النظامية، في ظل كلفة منخفضة نسبيًا مقارنة بالنتائج المحققة، وأنه بات من الواضح أن مستقبل الحروب البحرية لن يكون كما كان، وأن ما بدأ في سواحل اليمن قد يفتح الباب أمام فاعلين جدد على المسرح الدولي، لا يملكون أساطيل ضخمة، ولكنهم يملكون العقول والابتكار والتكنولوجيا.

    واعتبر أنه “إزاء هذا المشهد الجديد، أصبحت المنطقة ساحة اختبار مفتوحة لمفاهيم عسكرية طالما ظن العالم أنها من الثوابت، وهو ما يعكسه مضمون التقرير الأمريكي الذي يُعد من أبرز التحليلات الصادرة في هذا السياق”.

    واستطرد التقرير أنه “لم تقتصر المفاجأة اليمنية في الحرب البحرية على طبيعة الأسلحة المستخدمة فحسب،وإنما امتدت إلى التكتيكات الذكية التي وظّفت بها هذه الأسلحة، لتكشف عن جانب آخر أكثر تعقيدًا وخطورة : الاستنزاف.
    فبينما استخدمت اليمن، عبر جماعة الحوثي، طائرات مسيرة وصواريخ بدائية نسبيًا ومنخفضة الكلفة، وجدت الولايات المتحدة نفسها مضطرة إلى الرد بأنظمة دفاعية باهظة الثمن، تتطلب مليارات الدولارات لتشغيلها وصيانتها”.

    ورأى أنه “بينما استخدمت اليمن، عبر جماعة الحوثي، طائرات مسيرة وصواريخ بدائية نسبيًا ومنخفضة الكلفة، وجدت الولايات المتحدة نفسها مضطرة إلى الرد بأنظمة دفاعية باهظة الثمن، تتطلب مليارات الدولارات لتشغيلها وصيانتها، وأنه في مقال نشره جون جامبريل في وكالة الأسوشيتد برس في يناير 2024، وصف المواجهة البحرية الجارية بأنها الأعنف منذ الحرب العالمية الثانية، ليس فقط لكثافة النيران، بل أيضًا لطبيعة التهديد المتجدد وغير المتوازن”.

    واختتم التقرير أنه “أمام هذا الواقع، تحولت المواجهة إلى نزيف اقتصادي يومي للولايات المتحدة، خاصة مع تصاعد وتيرة الهجمات، وارتفاع وتيرة الاعتراضات التي تقوم بها السفن الحربية الأمريكية، وأن هذا الخلل في معادلة الكلفة والفعالية أعاد إلى الأذهان دروسًا من حروب العصابات، لكن هذه المرة في البحر، حيث تُطلق طائرة مسيرة لا تتجاوز كلفتها بضعة آلاف من الدولارات، فيُرد عليها بصواريخ اعتراضية تبلغ ملايين.

    توجيهات عاجلة بتقديم مساعدات وتوفير الاحتياجات الأساسية للمتضررين من السيول في إب

    في استجابة عاجلة للحد من آثار الأمطار الغزيرة التي تضرب المحافظة، وجه محافظ إب عبدالواحد صلاح بسرعة تقديم المساعدات الإنسانية للأسر المتضررة من السيول في مناطق المعاين والرشيد وشارع 16 بمركز المحافظة، وشملت التوجيهات توفير الاحتياجات الأساسية للمواطنين الذين تضررت منازلهم وممتلكاتهم.

    جاء ذلك خلال جولة ميدانية مساء اليوم اطلع خلالها المحافظ على حجم الأضرار التي خلفتها السيول، حيث استمع إلى شرح مفصل من المختصين والمواطنين عن الأضرار التي طالت الممتلكات العامة والخاصة.

    وأكد المحافظ في حكومة صنعاء، على تكثيف جهود الإغاثة، حيث وجه مكتب الهيئة العامة للزكاة بتقديم الدعم العاجل للمتضررين، كما وجه مكاتب الأشغال والوحدة التنفيذية للطرق وصندوق النظافة ولجنة الطوارئ بتنظيف مجاري السيول والعبارات واتخاذ كافة الإجراءات الوقائية لحماية المواطنين، خاصة مع بدء موسم الأمطار مبكراً هذا العام.

    وشدد المحافظ على ضرورة توخي الحذر، داعياً المواطنين إلى الابتعاد عن مجاري السيول وتجنب السير في الأودية خلال الفترة القادمة، في ظل توقعات استمرار هطول الأمطار الغزيرة.

    غالانت: اليمن أكبر تهديد لنا وهجمات أمريكا ليس لها أي تأثير

    موقع اقتصادي دولي: صنعاء تدخل خط المواجهة إلى جانب إيران.. ومضيق هرمز على طاولة الرد

    أكد وزير دفاع العدو الصهيوني السابق يوآف غالانت عدم جدوى الضربات الأمريكية في اليمن في تحقيق أهدافها في التأثير على القدرات العسكرية اليمنية.

    وقال غالات في مقابلة تلفزيونية أن اليمن هو أحد أخطر التهديدات لإسرائيل، وهجمات أمريكا في اليمن ليس لها أي تأثير وان السبيل الوحيد للتغلب على اليمنيون (هو وقف إطلاق النار في غزة)

    وأكد ان الجيش الأمريكي لن ينتصر في اليمن ولن يستطيع حماية الملاحة الى إسرائيل.

    ويشن اليمن حصار خانق ضد سفن كيان العدو الإسرائيلي في البحر الأحمر وبابا المندب كما يشن هجمات مكثفة على حاملات الطائرات الأمريكية وقطعها البحرية في البحر الأحمر ردا على العدوان الأمريكي على اليمن واسناداً لغزة ضد مجازر الإبادة الجماعية.

    مفتي عمان: من المفارقات مطالبة أهل الحق بتسليم سلاحهم

    مفتي عمان: من المفارقات مطالبة أهل الحق بتسليم سلاحهم

    انتقد بشدة مفتي سلطنة عمان الشيخ أحمد بن حمد الخليلي موقف الدول العربية المتماهية مع أجرام الكيان الصهيوني والسائرين في فلكه والمطالبين بتسليم سلاح رجال المقاومة الفلسطينية في غزة واصفا ذلك بالمفارقات الغريبة.

    وقال الخليلي في تدوينه على منصة “اكس”لا يزال عدوان الكيـ.ـان الصهيوني متواصلا على غـزة وفلسطيـن المحتلة كلها، فلم يَرْع حرمة لدور الصحة ولا لغيرها.

    ومن المفارقات الغريبة مطالبة أهل الحق بتسليم سلاحهم إلى المحتل، والأغرب أن يطالبهم بهذا أشقاؤهم؛ فهل نضبت العواطف وتلاشت المروءات، ولم تبق رعاية لدين أو قرابة؟!!

    لا يزال عدوان الكيـان الصهيـوني متواصلا على غـزة وفلسطيـن المحتلة كلها، فلم يَرْع حرمة لدور الصحة ولا لغيرها.

    ومن المفارقات الغريبة مطالبة أهل الحق بتسليم سلاحهم إلى المحتل، والأغرب أن يطالبهم بهذا أشقاؤهم؛ فهل نضبت العواطف وتلاشت المروءات، ولم تبق رعاية لدين أو قرابة؟!!

    العدوان الأمريكي يشن غارات على الحديدة والبيضاء

    العدوان الأمريكي يشن غارات على الحديدة والبيضاء

    كثف العدوان الأمريكي مساء الثلاثاء سلسلة غارات على الحديدة والبيضاء.

    وقال مصدر محلي ان العدوان الأمريكي شن اكثر من 15 غارات اليوم على جزيرة كمران في محافظة الحديدة مؤكدا ان هذه الغارات تأتي عقب سلسلة غارات استهدفت الجزيرة امس.

    وأوضح مصدر محلي اخر ان العدوان الأمريكي شن غارات على مديرية الزاهر بالبيضاء.

    حضرموت بين الطموح الإخواني والتحولات الجيوسياسية

    بينما تتواصل الضربات الأميركية ضد جماعة الحوثي (أنصار الله) وتُعاد صياغة أولويات الفاعلين الإقليميين في اليمن، تتحرك جماعة الإخوان المسلمين، ممثلة بحزب التجمع اليمني للإصلاح، نحو حضرموت في محاولة لإعادة تموضعها السياسي بعد سلسلة من التراجعات في الجنوب والوسط. المحافظة التي كانت تُعد إلى وقت قريب نموذجًا نسبيًا للهدوء، باتت اليوم محور تنافس بين مشاريع سياسية متباينة، محلية وإقليمية.

    حضرموت بسواحلها الطويلة على بحر العرب وبامتدادها الجغرافي من الساحل إلى الوادي والصحراء وبثقلها القبلي والثقافي تشكل نقطة ارتكاز في معادلة اليمن المستقبلية هذا الامتداد يمنحها قيمة استراتيجية تتجاوز حدودها الإدارية ويجعلها في قلب التنافس على السلطة والثروة خصوصًا في ظل انهيار المركز السياسي داخل اليمن وتعثر بناء جهود السلام ووجود سلطة مستقرة.

    منذ سنوات كان الإخوان يعتمدون على مأرب كمعقل رئيسي لهم لكن بعد انكماش نفوذهم هناك بفعل ضغط الحوثيين والتغييرات في موازين القوى بدأوا بالتحرك نحو حضرموت مستفيدين من الوجود المتبقي في مؤسسات الدولة في سيئون ومحيطها يتموضع الإخوان هناك تحت عباءة الشرعية لكن بخطاب سياسي يحمل رسائل متعددة الدفاع عن الدولة الحفاظ على الأمن والاستقرار وهي شعارات تخفي خلفها طموحًا بالسيطرة الناعمة على القرار المحلي.

    تحركات الإخوان لا يمكن فصلها عن العلاقة الاستراتيجية التي تربط الجماعة بكل من تركيا وقطر فهاتان الدولتان تمثلان منذ ما بعد 2011 الداعم السياسي والإعلامي للجماعة في المنطقة وتعملان على حماية نفوذها كجزء من مشروع أوسع لتثبيت الإسلام السياسي في مفاصل السلطة في حضرموت وتبرز هذه الرعاية من خلال دعم إعلامي وتأطير سياسي وتسهيلات لوجستية تُمنح للجماعة عبر شبكة علاقاتها الممتدة.

    إزاء الانتقادات التي وُجهت لتحركاتهم في حضرموت تبنّى حزب الإصلاح خطابًا دفاعيًا ينفي أي نوايا للهيمنة أو استغلال الوضع الأمني لكن المراقبين يرون في هذا الإنكار محاولة لشراء الوقت وتخفيف الضغط السياسي في وقت تعمل فيه كوادر الحزب على توسيع حضورها في مفاصل الإدارة المحلية وفي أجهزة الأمن والتمويل خصوصًا في سيئون والمناطق المحيطة بها.

    لم تمر تحركات الإخوان في حضرموت دون ردود فعل من القوى المحلية، خصوصًا من المكونات الداعية لفيدرالية جنوبية أو مشروع دولة جنوبية مستقلة المجلس الانتقالي الجنوبي الذي ينظر إلى حضرموت كجزء أساسي من مشروعه السياسي يرى في التمدد الإخواني تهديدًا مباشرًا ويتعامل معه كأداة قطرية تركية لإعادة خلط الأوراق جنوبًا كما أن بعض القوى السلفية والمستقلة في حضرموت وإن كانت على خلاف مع الانتقالي إلا أنها تُبدي حذرًا من عودة هيمنة حزب الإصلاح خاصة بعد تجارب سابقة اعتُبر فيها وجود الإخوان عاملًا في تعميق الانقسام وتشويه مؤسسات الدولة.

    القبائل الحضرمية خصوصًا في الوادي تشكل عنصر توازن بالغ الأهمية بعضها ارتبط تاريخيًا بعلاقات تعاون مع حزب الإصلاح لكن ذلك لا يعني انخراطًا سياسيًا كاملاً فغالبية القبائل تتبنى موقفًا براغماتيًا يهدف إلى حماية مصالحها المحلية وتفادي الانجرار إلى صراعات كبرى ومع تصاعد التحركات الإخوانية بدأت بعض هذه القبائل بإعادة النظر في تحالفاتها وأبدت استعدادًا أكبر للتعاون مع قوى تعتبرها أكثر التزامًا بمصالح حضرموت كالمجلس الانتقالي أو المكونات الحضرمية المستقلة في المقابل تتنامى دعوات داخل حضرموت لإعادة تشكيل كيان سياسي حضرمي يمثل المحافظة بعيدًا عن الاستقطابات الحزبية والمشاريع العابرة للمناطق وهو ما يشير إلى وعي متزايد بأن حضرموت يجب أن تكون فاعلًا لا تابعا.

    ما يجري في حضرموت ليس صراعًا على سلطة محلية بقدر ما هو صراع بين مشروعين متناقضين مشروع الإسلام السياسي الذي تمثله جماعات كالإخوان والذي يسعى إلى التحكم بمفاصل الدولة من خلال الشرعية والمؤسسات ومشروع الدولة الوطنية أو الإقليمية الذي تتبناه قوى مدعومة من محور الرياض-أبوظبي-القاهرة ويدعو إلى كبح جماح الجماعات الأيديولوجية وبناء دولة مركزية أو اتحادية قوية.

    حضرموت اليوم ليست مجرد ساحة فرعية في الصراع اليمني بل مركز ثقل استراتيجي تتصارع عليه مشاريع داخلية وخارجية الإخوان رغم تراجعهم يحاولون عبر حضرموت البقاء في المشهد ولو من نافذة ضيقة في المقابل تتحرك القوى المحلية والإقليمية لاحتواء هذا التمدد سواء عبر مشاريع سياسية بديلة أو دعم مباشر لقوى مناوئة.

    يبقى مستقبل حضرموت مرهونًا بمدى قدرة أبنائها على إنتاج مشروع سياسي جامع يُخرجها من لعبة المحاور ويمنحها حق تقرير مسارها بعيدًا عن أجندات تتخذ من المحافظة مجرد محطة عبور لمشاريعها الخاصة.

    ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

    علي أحمد الديلمي