المزيد
    الرئيسية بلوق الصفحة 164

    “السيد الحوثي” في “يوم القدس العالمي”: الصمود الفلسطيني وإسناد المقاومة يواجهان مخططات التصفية الصهيونية

    "السيد الحوثي" في "يوم القدس العالمي": الصمود الفلسطيني وإسناد المقاومة يواجهان مخططات التصفية الصهيونية

    أكد قائد أنصار الله عبدالملك الحوثي، في كلمة هامة بمناسبة يوم القدس العالمي، الذي يوافق 27 رمضان 1446هـ الموافق 27 مارس 2025م، أن الإمام الخميني قد أعلن آخر جمعة من شهر رمضان يوماً للقدس ليكون يوماً لليقظة والوعي للأمة الإسلامية. وأشار إلى أن هذه المناسبة تأتي لتذكر الأمة بمسؤوليتها الكبرى تجاه المقدسات الإسلامية والمظلومية العظمى التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني.

    وتزامن يوم القدس هذا العام مع تطورات خطيرة وغير مسبوقة في عدة اتجاهات، حيث استمرت جرائم الإبادة الجماعية ضد غزة، إلى جانب سياسات التجويع والاستباحة الشاملة للشعب الفلسطيني. وشدد على أن التحرك السياسي والإعلامي المشترك بين الكيان الإسرائيلي وأمريكا أصبح مكشوفاً بشكل واضح، بهدف تصفية القضية الفلسطينية واستكمال المشروع الصهيوني من النيل إلى الفرات. وأوضح أن الحديث الأمريكي لم يعد يدور حول ما يسمى بالسلام أو التسوية، بل صار العدو يتحدث علناً عن التهجير والاستئصال.

    وأشار الحوثي إلى استمرار السعي الصهيوني لتهويد المسجد الأقصى وتعميق سياسات التهجير القسري في الضفة الغربية المحتلة. ومع ذلك، أشاد بصمود الشعب الفلسطيني في غزة الذي يعتبر تطوراً غير مسبوق في تاريخ القضية الفلسطينية، خصوصاً بعد عملية “طوفان الأقصى” التي شكلت نقلة نوعية في الأداء العسكري للمقاومة الفلسطينية. وأكد أن العدو الإسرائيلي، الذي واجه وضعية مهزوزة ومربكة، لجأ إلى الأمريكي والغرب للتدخل بشكل غير مسبوق دعماً له، لكنه فشل في كسر إرادة الشعب الفلسطيني.

    ولفت إلى أن العدو الإسرائيلي والأمريكي انتهجا سياسة الإبادة الجماعية والتدمير الشامل بدلاً من مواجهة المجاهدين، في محاولة للضغط على الحاضنة الشعبية بغزة لكسرها وإنهاء ثباتها. لكنه أكد أن صمود الشعب الفلسطيني في ظل هذه الظروف الصعبة يمثل تطوراً تاريخياً غير مسبوق حتى في سجل الشعب الفلسطيني نفسه.

    وأشاد قائد أنصار الله بجبهة الإسناد التي مثلتها العديد من الدول والفصائل الإسلامية، وعلى رأسها حزب الله في لبنان، الذي قدم تضحيات كبيرة واستثنائية في دعم الشعب الفلسطيني ومجاهدي غزة. كما أشاد بدور اليمن الذي كان حاضراً بإسناد شامل عبر العمليات العسكرية التي استهدفت العدو الإسرائيلي ومنعت الملاحة البحرية، بالإضافة إلى القصف بالصواريخ والمسيرات في عمق فلسطين المحتلة. كما أشاد بالتحرك السياسي والإعلامي والشعبي في اليمن، الذي تمثل في خروج شعبي مليوني وغير مسبوق في العالم.

    وأكد “السيد الحوثي” على الدور الكبير الذي لعبته فصائل المقاومة الإسلامية في العراق، مشيراً إلى أن الجمهورية الإسلامية في إيران كانت المحور الأساسي في دعم الشعب الفلسطيني ومجاهديه، سواء من خلال الدعم المستمر أو عبر عمليات “الوعد الصادق”. وأشار إلى أن العدو يدرك أهمية دور إيران ويسعى للضغط عليها عبر أسلوب “الضغوط القصوى”، لكن موقف الجمهورية الإسلامية بقي ثابتاً منذ انتصار الثورة الإسلامية وما زال مستمراً في وجه التحديات.

    وأبرزت هذه المناسبة، بحسب الحوثي، انكشاف واقع الأمة والحالة الرسمية في العالم العربي بشكل غير مسبوق، حيث برز التخاذل العربي والإسلامي في هذه الجولة من المواجهة مع العدو الإسرائيلي. كما كشفت عن عجز المؤسسات الدولية، وفي مقدمتها الأمم المتحدة ومجلس الأمن والمنظمات الحقوقية والإنسانية، عن القيام بواجباتها في مواجهة الظلم والعدوان.

    وأكد قائد أنصار الله أن الأمة تقف اليوم أمام اختبار حقيقي لتحمل مسؤولياتها التاريخية في الدفاع عن المقدسات ونصرة الشعب الفلسطيني، مشدداً على أن الصمود والإسناد الشامل من قبل محور المقاومة يشكلان الرد الأقوى على مخططات العدو.

    عرض عسكري إيراني بـ 3آلاف قطعة بحرية.. رسالة ردع للصهاينة في “يوم القدس العالمي”

    في مشهد عسكري مهيب يعكس قوة وتصميم الجمهورية الإسلامية الإيرانية، نُظم صباح اليوم الخميس، عرض بحري ضخم شاركت فيه ثلاثة آلاف قطعة بحرية أمام جميع الموانئ الإيرانية في الخليج الفارسي وسواحل مكران وبحر قزوين، وذلك دعماً للشعب الفلسطيني المظلوم وتأكيداً على التضامن مع قضيته العادلة.

    تضمن العرض البحري مشاركة واسعة النطاق لوحدات بحرية متقدمة تضمنت حاملة الطائرات المسيرة “الشهيد باقري”، وسفينة “الشهيد رئيس علي دلواري”، إلى جانب زوارق سريعة ومتطورة مثل القارب “طارق” التابع للقوات البحرية للحرس الثوري الإيراني، بالإضافة إلى قوارب التعبئة الشعبية التي جسدت روح الجهاد والمقاومة.

    وأفادت وكالة الأنباء الإيرانية “إرنا” بأن هذا العرض العسكري الضخم يأتي في إطار فعاليات إحياء يوم القدس العالمي، الذي يمثل مناسبة سنوية لتجديد التأكيد على دعم فلسطين ومواجهة الكيان الصهيوني الغاصب. ويهدف العرض إلى إيصال رسالة واضحة بأن إيران تقف صفاً واحداً مع الشعب الفلسطيني في مواجهة الظلم والعدوان.

    وفي تصريح له خلال العرض، أكد قائد القوات البحرية للحرس الثوري الإيراني العميد “علي رضا تنكسيري” أن قوات التعبئة البحرية الإيرانية ستكون في طليعة المواجهة ضد الكيان الصهيوني، مشيراً إلى أن هذه القوات تحمل راية الإيمان وتسعى لتحويل البحر إلى جحيم على الصهاينة حتى يتمكنوا من إزالة “إسرائيل” من الوجود. وأعلن أن التعبئة البحرية الإيرانية ستندمج مع التعبئة البحرية للعالم الإسلامي، مؤكداً استعدادهم للمواجهة ليس فقط على الأرض بل أيضاً في البحار.

    خاطب العميد تنكسيري الكيان الصهيوني قائلاً: “لا مفر لكم أيها الصهاينة، فنحن جاهزون للمواجهة في كل الجبهات”. جاءت هذه الكلمات لتؤكد تصميم إيران على مواصلة دعمها المستمر للقضية الفلسطينية واستعدادها لاستخدام كافة الإمكانيات العسكرية لتحقيق هذا الهدف السامي.

    يأتي هذا العرض البحري كجزء من الجهود الإيرانية المستمرة لإبراز قدراتها الدفاعية وتعزيز رسائل الردع ضد أي محاولات عدوانية تستهدف الأمة الإسلامية، مؤكداً أن التضامن مع فلسطين يمثل أولوية استراتيجية لا يمكن التراجع عنها.

    استشهاد الناطق باسم حماس عبد اللطيف القانوع

    استشهد الناطق باسم حركة حماس، عبد اللطيف القانوع، فجر اليوم الخميس، جراء قصف إسرائيلي استهدف خيمته في منطقة جباليا البلد شمال قطاع غزة.

    ونعت حركة حماس، في بيان رسمي، القانوع، مؤكدة أنه كان مثالًا في الثبات والتفاني في خدمة قضيته، وحمل أمانة الكلمة بمسؤولية وشجاعة. وأشارت إلى أن استهداف الاحتلال لقياداتها والمتحدثين باسمها “لن يكسر إرادتها، بل سيزيدها إصرارًا على مواصلة الطريق حتى تحرير الأرض والمقدسات”.

    وأضافت الحركة أن دماء الشهداء ستظل وقودًا وملهمًا للمقاومة، مشددة على استمرارها في نهج الجهاد والمقاومة حتى تحقيق النصر والعودة.

    ويأتي اغتيال القانوع وسط تصعيد إسرائيلي مستمر في قطاع غزة، حيث تكثف قوات الاحتلال قصفها على مناطق عدة، ما أدى إلى سقوط عدد كبير من الشهداء والجرحى خلال الأيام الأخيرة.

    “رابطة علماء اليمن” تدعو الأمة لإحياء يوم القدس العالمي ونصرة غزة ضد التطبيع والعدوان

    "رابطة علماء اليمن" تدعو الأمة لإحياء يوم القدس العالمي ونصرة غزة ضد التطبيع والعدوان

    دعت رابطة علماء اليمن، اليوم الخميس، الشعب اليمني وشعوب الأمة العربية والإسلامية إلى إحياء يوم القدس العالمي بشكل مشرف ومليوني، مؤكدة على أهمية الوعي بقدسية المسجد الأقصى وهويته الإسلامية والعربية التي لا تقل أهمية عن قدسية المسجد الحرام. وفي بيان صادر بمناسبة هذا اليوم، شددت الرابطة على أن فلسطين بقدسها ومسجدها وأرضها المباركة تمثل أمانة الله في أعناق المسلمين ولا حق لليهود فيها أو شرعية لوجودهم على ترابها.

    واستنفرت الرابطة النخب العلمائية والدعوية والأكاديمية والإعلامية وحملت الشعوب العربية المسؤولية الكاملة في نصرة غزة والمسجد الأقصى وإيقاف المجازر الوحشية وحرب الإبادة التي تتعرض لها فلسطين، محملة دول الطوق المجاورة لغزة وفلسطين الوزر الأكبر والخزي الأعظم إن استمرت متفرجة أو عاجزة أمام ما يتعرض له المسجد الأقصى من تهويد وتهديد بالهدم من قبل اليهود الغاصبين والصهاينة المحتلين.

    وأكدت الرابطة أن يوم القدس العالمي الذي أطلقه الإمام الخميني يمثل مناسبة للتعبئة والتوحد حول قضية المسجد الأقصى والقدس الشريف وأرض الأنبياء المباركة، كما يعد يوماً لتحضير العدة لتحمل المسؤولية الدينية والإيمانية والجهادية وتجسيد الأخوة الإسلامية لنصرة المسجد الأقصى ومساندة غزة التي قدمت التضحيات الجسام والشهداء الكرام في معركة “طوفان الأقصى” من أجل تحرير المسجد الأقصى وإخراج الأسرى الأحرار والأسيرات المؤمنات الذين يتعرضون للتعذيب والإهانة في سجون العدو الإسرائيلي.

    وجددت الرابطة التأكيد على عظمة يوم القدس العالمي وما يمثله من مناسبة لاستنهاض الوعي وشحذ الهمم والاستعداد لمعركة وعد الآخرة وتحقيق حتمية زوال الاحتلال، مشددة على ضرورة أن يتقوا العرب والمسلمون الله حق تقاته ويعتصموا بكتابه ويقدموا الصورة اللائقة بعظمة الإسلام وعزة القرآن وقوة التوحيد التي لا تقبل فساد اليهود وضلالهم واحتلالهم.

    وشدد البيان على وجوب نصرة المجاهدين في غزة وإسنادهم عسكرياً وإعلامياً ومادياً، مؤكداً حرمة خذلانهم أو الحياد في معركة “طوفان الأقصى” المحقة والمشروعة ضد العدو الإسرائيلي. كما دعا الشعوب العربية والإسلامية إلى الالتفاف حول قرارات القيادة الثورية في اليمن ومباركة موقفها الإيماني الداعم لغزة والتأييد الكامل للإسناد العسكري اليمني لغزة والتفويض الكامل لقائد الثورة في كل القرارات والخطوات العملية.

    وحثت الرابطة الدول المطبعة مع الكيان الصهيوني على قطع علاقاتها السياسية والدبلوماسية ووقف تصدير النفط لإسرائيل وأمريكا وطرد السفراء كأقل موقف، محذرة من التمادي في ذنب وجريمة التطبيع التي تتضاعف مع استمرار المجازر في غزة وكل فلسطين. وأكدت على حرمة التطبيع مع الكيان الصهيوني بكل أشكاله وكذلك التعاون مع أمريكا والتواطؤ معها، معتبرة ذلك مشاركة في الجرائم المرتكبة ضد الفلسطينيين.

    وأفادت الرابطة بأن العدوان الأمريكي والبريطاني على اليمن سيرتد نتائجه على المعتدين ولن يحقق أي من أهدافه المعلنة أو غير المعلنة، مؤكدة أن الله ولي المؤمنين وهو بأمريكا وإسرائيل محيط. وجهت الرابطة دعوة للشعب اليمني وشعوب الأمة لإحياء يوم القدس العالمي والخروج في المسيرة المناصرة للقدس وفلسطين والاستعداد الإيماني والجهادي والقتالي لخوض معركة “وعد الآخرة” وتحقيق حتمية زوال الكيان الصهيوني وانتصار قضية الأمة المركزية ونصرة الشعب الفلسطيني المظلوم.

    180 ألف مصلٍ أحيوا ليلةَ القدر في المسجد الأقصى

    أدى عشرات آلاف المُصلين، الأربعاء، صلاتي العشاء والتراويح في اليوم الـ26 من شهر رمضان، في باحات المسجد الأقصى بمدينة القدس المحتلة، رغم إجراءات الإحتلال العسكرية ومُعيقاته.

    وأحيا المصلون الفلسطينيون ليلة القدر، في ظل محاولة الإحتلال منع استمرار تواجد المصلين في الأقصى.

    وقدّرت دائرة الأوقاف الإسلاميّة في القدس، أنّ نحو 180 ألف مُصلّ أدّوا صلاة العشاء والتراويح في رحاب المسجد الأقصى.

    هذا وتوافد المئات من أهالي الضفة الغربية عند حاجز قلنديا المؤدي للقدس المحتلة، في محاولة لكسر عراقيل الاحتلال، والتوجه لإحياء ليلة القدر في المسجد الأقصى.

    ومنعت قوات الإحتلال الغالبية من الدخول، ولم يُسمح سوى لمن يمتلكون تصاريح بالمرور عبر الحاجز.

    ومنذ بدء شهر رمضان، تمنع سلطات الإحتلال آلاف المواطنين من مختلف مدن الضفة الغربية من الوصول إلى القدس لأداء الصلاة في المسجد الأقصى.

    ومنذ بداية شهر رمضان، تعرّض المسجد الأقصى لمجموعة من الاعتداءات الإسرائيلية التي طالت هويته الإسلاميّة والمقدسات في داخله.

    القوات اليمنية تعلن قصف “مطار بن غوريون وهدف عسكري” في “يافا تل أبيب” واستهداف “بارجات أمريكية” في البحر الأحمر

    القوات اليمنية تعلن قصف "مطار بن غوريون وهدف عسكري" في "يافا تل أبيب" واستهداف "بارجات أمريكية" في البحر الأحمر

    أكدت القوات المسلحة اليمنية، اليوم الخميس، في بيان عسكري تنفيذ سلسلة من العمليات النوعية نصرة للشعب الفلسطيني المظلوم وإسناداً لمقاومته الباسلة.

    واستهدفت القوة الصاروخية مطار بن غوريون في منطقة يافا المحتلة بصاروخ باليستي من نوع “ذو الفقار”، بالإضافة إلى استهداف هدف عسكري جنوبي يافا بصاروخ باليستي فرط صوتي من نوع “فلسطين2″، وقد حققت العملية أهدافها بنجاح بفضل الله.

    كما جاء في البيان أن القوات المسلحة اليمنية نفذت عملية عسكرية مشتركة رداً على العدوان الأمريكي المستمر على البلاد. وشملت العملية استخدام القوة الصاروخية وسلاح الجو المسير والقوات البحرية لاستهداف القطع الحربية المعادية في البحر الأحمر، وعلى رأسها حاملة الطائرات الأمريكية “ترومان”.

    وذلك عبر عدد من الصواريخ الباليستية والمجنحة والطائرات المسيرة. وأسفرت هذه العمليات عن إفشال محاولات العدو التقدم بقطعه الحربية نحو منطقة جنوب البحر الأحمر وإحباط كافة محاولاته لتوسيع عدوانه على اليمن من خلال الغارات والقصف البحري.

    وأكدت القوات اليمنية أن العدوان الأمريكي لن يزيد الشعب اليمني إلا ثباتاً وصموداً، وأن المواجهات التي شهدتها الأيام الماضية ليست سوى بداية لتوسيع تدريجي للعمليات الدفاعية خلال الأيام المقبلة. وشددت على أن العدو سيشهد المزيد من بأس أبناء اليمن وصلابتهم وإيمانهم في مواجهة العدوان.

    وجددت القوات المسلحة التزامها بمنع الملاحة الإسرائيلية في البحر الأحمر والعربي، وأكدت استمرار دعم وإسناد الشعب الفلسطيني في غزة حتى وقف العدوان عليه ورفع الحصار عنه. وختم البيان بتوجه القوات المسلحة بالثقة الكاملة بالله سبحانه وتعالى، مؤكدة أن اليمن سيظل حراً عزيزاً مستقلاً، وأن النصر سيكون حليف اليمن وكل أحرار الأمة.

    سوريا على مفترق طرق.. التوتر “التركي الإسرائيلي” يهدد بتقسيم الأرض والنفوذ

    في ظل التحولات السياسية المتسارعة التي تشهدها سوريا بعد تغيير النظام في دمشق، تتصاعد حدة التوترات بين تركيا و”إسرائيل”، حيث تتبلور معالم صراع جديد قد يرسم ملامح المنطقة لسنوات قادمة، يأتي هذا التصعيد في سياق تناقض المصالح بين أنقرة وتل أبيب حول ما يُطلق عليه “تقسيم الكعكة السورية”، وهي عبارة تعكس التنافس على النفوذ والهيمنة في دمشق.

    ومع استمرار “إسرائيل” في تعزيز وجودها العسكري في الأراضي السورية المحتلة، وتزايد الدور التركي في دعم ما يسمى النظام الجديد، يبدو أن المواجهة بين الطرفين قد باتت “أمرًا لا مفر منه”، وفقًا لمصادر أمنية إسرائيلية رفيعة المستوى.

    سياسة الصمت أم عجز عن الرد؟

    لطالما واجه النظام السوري السابق انتقادات حادة بسبب عدم رده على الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على الأراضي السورية، لكن مع سقوط النظام السابق وتولي أبو محمد الجولاني، القائد السابق لـ”هيئة تحرير الشام”، مقاليد الحكم في دمشق ليس عبر انتخابات، كان من المتوقع أن يتغير هذا النهج، غير أن الواقع بدا مغايرًا تمامًا، فقد تمادى كيان الاحتلال الإسرائيلي في انتهاكاته، معلنًا عبر وزير حربه إسرائيل كاتس أن قواته ستبقى في الأراضي السورية المحتلة ولن تنسحب منها، فيما اكتفى حكام دمشق الجدد بصمت مطبق أثار استغراب المراقبين.

    هذا الصمت لم يقتصر على ما يسمى النظام السوري الجديد فحسب، بل امتد إلى الدول العربية التي دعمت الانقلاب في سوريا وما زالت تقدم الدعم السياسي والاقتصادي لحكامها الجدد، فلم تصدر أي إدانة رسمية أو موقف واضح من هذه الدول تجاه الاعتداءات الإسرائيلية، وكأن الأمر لا يتعلق بدولة عربية تُنتهك سيادتها يوميًا من قبل عدو تاريخي للأمة العربية، هذا الوضع أثار تساؤلات حول مدى استقلالية القرار السوري الجديد، وما إذا كان خاضعًا لضغوط خارجية تحول دون اتخاذ موقف حاسم.

    تركيا و”إسرائيل”… تناقض المصالح يرفع منسوب التوتر

    في قلب هذا الصراع، تبرز تركيا كلاعب رئيسي يسعى لتعزيز نفوذه في سوريا، مستغلًا الفراغ السياسي والعسكري الذي خلّفه سقوط النظام السابق، وحسب تقارير إعلامية إسرائيلية، مثل موقع “والا” العبري، فإن النظام السوري الجديد بقيادة الجولاني يجري محادثات متقدمة مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لتسليم منطقة ميدانية في تدمر للجيش التركي، هذه الخطوة، التي تأتي مقابل مساعدات اقتصادية وعسكرية وسياسية، أثارت قلقًا كبيرًا في تل أبيب، حيث يُنظر إلى الوجود العسكري التركي شرق حمص كتهديد محتمل قد يتيح لتركيا الوصول إلى جنوب سوريا، ومن ثم الاحتكاك المباشر مع “إسرائيل”.

    من جانبها، ترى “إسرائيل” في هذا التطور تهديدًا مباشرًا لأمنها القومي وحرية عملها العسكري في الأجواء السورية، وقد أكدت مصادر أمنية إسرائيلية أن المؤسسة العسكرية أجرت نقاشات مكثفة خلال الأسابيع الماضية حول كيفية التعامل مع هذا الوضع، مشيرة إلى أن الحفاظ على التفوق الجوي الإسرائيلي يتطلب إحباط أي محاولات لإعادة بناء البنية التحتية العسكرية السورية، مثل بطاريات الدفاع الجوي أو الصواريخ في الجنوب السوري، في هذا السياق، يبدو أن “إسرائيل” مستعدة لاستخدام كل الوسائل اللازمة لمنع تركيا من ترسيخ وجودها العسكري في مناطق قريبة من حدودها.

    المواجهة لا مفر منها… تصريحات إسرائيلية تكشف المخاوف

    في تصريح لافت أدلى به مصدر أمني إسرائيلي رفيع خلال مناقشات تقدير الوضع الأسبوع الماضي، قال إن “المواجهة بين تركيا وإسرائيل في المنطقة السورية أمر لا مفر منه”، هذا التصريح يعكس عمق القلق الإسرائيلي من طموحات أردوغان، التي يُنظر إليها كمحاولة لتقويض “حرية العمل الإسرائيلية” في سوريا، والتي تهدف إلى القضاء على أي تهديد محتمل ينبع من الأراضي السورية، وفي الوقت ذاته، يواصل جيش الاحتلال تعزيز وجوده في المنطقة العازلة السورية، مع التركيز على بناء علاقات مع السكان المحليين، وخاصة في القرى الدرزية، من خلال تقديم مساعدات في مجالات البنية التحتية والغذاء والدواء.

    ويُضيف المحلل السياسي في صحيفة “إسرائيل اليوم”، أرييل كاهانا، بعدًا آخر لهذا الصراع، حيث يرى أن تركيا أصبحت “الوصي الفعلي” على سورية تحت قيادة أردوغان، ويشير إلى أن عداء الرئيس التركي المعروف لـ”إسرائيل” قد يدفع نحو مواجهة مباشرة، وخاصة مع تصريحاته السابقة التي توعد فيها بمواجهة القوات الإسرائيلية، ويذهب كاهانا إلى أبعد من ذلك، معتبرًا أن “إسرائيل” قد تسعى إلى نزع السلاح من المناطق القريبة من حدودها كإجراء وقائي لإحباط أي تحالف تهديدي قد ترعاه تركيا.

    تقسيم سوريا… استراتيجية إسرائيلية طويلة الأمد؟

    وراء هذا الصراع المتصاعد، تلوح في الأفق استراتيجية إسرائيلية أعمق تتمثل في تقسيم سوريا إلى دويلات طائفية وعرقية ومذهبية، بهدف إضعافها كدولة مركزية تشكل تهديدًا محتملاً لأمن “إسرائيل”، هذا الهدف ليس جديدًا، بل يعود إلى رؤية دافيد بن غوريون، مؤسس “إسرائيل”، الذي اعتبر أن عظمة “إسرائيل” تكمن في تدمير الجيوش العربية في دول مثل سوريا ومصر والعراق، ومع استمرار “إسرائيل” في ترسيخ وجودها في المناطق المحتلة وبناء علاقات مع الطوائف المحلية، يبدو أنها تسير بخطى حثيثة نحو تحقيق هذا الهدف.

    في المقابل، تبدو تركيا مصممة على لعب دور محوري في سورية، سواء من خلال دعم النظام الجديد أو توسيع وجودها العسكري، لكن هذا الطموح يضعها على مسار تصادمي مع “إسرائيل”، التي لن تتردد في استخدام قوتها العسكرية للحفاظ على هيمنتها في المنطقة، ومع غياب موقف عربي موحد، واستمرار صمت دمشق الجديدة، تبقى سوريا ساحة مفتوحة لصراع النفوذ بين القوى الإقليمية، حيث قد تكون النتائج كارثية على وحدتها وسيادتها.

    في الختام، مع تصاعد التوترات بين تركيا و”إسرائيل”، واستمرار تفاقم الأزمة السورية التي أضحت مرتعًا للصراعات الإقليمية، تتجه المنطقة بخطى متسارعة نحو مرحلة جديدة من عدم الاستقرار قد تعيد تشكيل خارطتها السياسية والعسكرية، فسوريا، التي كانت يومًا ركيزة أساسية في التوازنات، باتت اليوم ساحة مفتوحة تتصارع فيها القوى الإقليمية على النفوذ والسيطرة، وفي هذا السياق، تبرز التساؤلات الحاسمة هل ستتحول سوريا إلى مسرح لمواجهة مباشرة بين أنقرة وتل أبيب، حيث تتصادم طموحات أردوغان الإقليمية مع استراتيجيات “إسرائيل” الهادفة إلى الحفاظ على تفوقها العسكري؟ أم إن هناك مساحة للجهود الدبلوماسية لاحتواء هذا التصعيد الخطير قبل أن يتفجر في صورة نزاع مفتوح؟

    الإجابة على هذه الأسئلة تبقى معلقة، محاطة بضباب كثيف من الغموض، إذ تعتمد على عوامل متعددة تشمل مواقف اللاعبين الدوليين، مثل روسيا والولايات المتحدة، وقدرة النظام السوري الجديد على الخروج من حالة التبعية التي يبدو أنه غارق فيها، لكن ما يمكن التأكيد عليه هو أن “تقسيم الكعكة السورية”، كما يُطلق عليه، لن يكون مجرد عملية تقاسم نفوذ سلسة بين الأطراف المتنافسة، بل إنه صراع معقد، متعدد الأبعاد، تحكمه حسابات استراتيجية دقيقة ومصالح متضاربة، قد يترك تداعيات عميقة وطويلة الأمد على سوريا وعلى المنطقة بأسرها.

    فمن جهة، تسعى تركيا إلى ترسيخ دورها كقوة مهيمنة في المشهد السوري، مستفيدة من علاقتها بالنظام الجديد ودعمها العسكري والسياسي له، في محاولة لتحقيق أهدافها الجيوسياسية التي تشمل كبح النفوذ الكردي وتعزيز حضورها في شرق المتوسط، ومن جهة أخرى، تتمسك “إسرائيل” بسياستها التقليدية المتمثلة في منع أي تهديد محتمل من جوارها، سواء كان ذلك عبر إضعاف البنية العسكرية السورية أو مواجهة التمدد التركي الذي قد يشكل خطرًا مستقبليًا على أمنها القومي، هذا التنافس، الذي يتخلله صمت دولي وعربي لافت، يضع سوريا في مأزق خطير، حيث قد تجد نفسها مقسمة فعليًا إلى مناطق نفوذ تخدم مصالح الخارج أكثر مما تخدم وحدتها الوطنية.

    وعلى المدى الطويل، قد لا تقتصر التداعيات على سوريا وحدها، بل قد تمتد لتشمل استقرار دول الجوار مثل لبنان والعراق والأردن، التي ترتبط مصائرها ارتباطًا وثيقًا بما يجري في بلاد الشام، فإذا ما اندلعت مواجهة عسكرية بين تركيا و”إسرائيل”، أو حتى تصاعدت الاشتباكات غير المباشرة عبر وكلاء محليين، فإن ذلك قد يشعل فتيل أزمة إقليمية أوسع، تضع المنطقة على حافة هاوية جديدة من الفوضى، وفي المقابل، إذا نجحت الدبلوماسية في تهدئة الأوضاع، فإن ذلك قد يتطلب تنازلات كبيرة من جميع الأطراف، وهو أمر يبدو بعيد المنال في ظل تصلب المواقف الحالية.

    يبقى المشهد السوري مرآة تعكس هشاشة التوازنات الإقليمية، ومدى تعقيد الصراعات التي تتشابك فيها المصالح الوطنية والطموحات الإقليمية، وسواء أفضى هذا التوتر إلى مواجهة عسكرية أو تم احتواؤه مؤقتًا، فإن سوريا، ستظل الخاسر الأكبر فهي مقبلة على اختبار صعب سيحدد معالم المستقبل، بين احتمالات التقسيم والتفتت من جهة، وأمل بعيد في الاستقرار والتعافي من جهة أخرى

    اليمن العربي حجةٌ على المتخاذلين

    اليمن العربي حجةٌ على المتخاذلين

    في زمن العجز العربي الرسمي، زمن القصور عن اتخاذ مواقف عملية، تفرض على الإسرائيليين التوقف عن حرب الإبادة ضد أهل غزة، انبرى اليمن العربي بصواريخه ومسيراته ومواقفه المبدئية متوحداً مع أهل غزة في السراء والضراء، متحملاً المسؤولية الكاملة عن هذه الشراكة المصيرية بين أرض فلسطين وأرض اليمن.

    تدخل اليمن العربي بقيادة الأمين العام لحزب أنصار الله عبد الملك الحوثي يضع الأنظمة العربية في دائرة الحرج، ويلف حول عنق الأنظمة حبل الشك في المواقف، ويطرح على الجماهير العربية السؤال الكبير:

    لماذا يخوض اليمن العربي حرب الواجب والشرف ضد الصهاينة، انتصاراً لمظلومة غزة، في الوقت الذي اكتفت بقية الأنظمة العربية ببيانات الشجب والإدانة للعدوان الإسرائيلي دون زيادة أو نقصان؟

    لقد أكد اليمن بأنه البلد العربي الوحيد الذي التزم بميثاق جامعة الدول العربية، الذي يحض على الدفاع المشترك إذا تعرض أي قطر للعدوان، وغزة واقعة تحت عدوان أمريكي إسرائيلي لا لبس فيه، ولا تشكك بحرب الإبادة الجماعية التي يمارسها الصهاينة، فلماذا تدير الأنظمة العربية الظهر لميثاق جامعة الدول العربية، قبل أن تدير الظهر لنكبة أهل غزة، وخراب القضية الفلسطينية؟

    دخول اليمن المعركة بشكل علني مع أهل غزة ليؤكد على شمولية المعركة، وأن أرض غزة ليست شأناً إسرائيلياً محضاً، لجيش العدو الحق في ممارسة القتل والتهجير كما يطيب لسلاحه الأمريكي، لقد جاء تدخل اليمن في المعركة بمثابة إعلان لكل العالم بأن أرض غزة ليست شأناً إسرائيلياً وأمريكياً، يُقرر مصيره كما يطيب لرئيسها ترامب، تهجيراً أو ذبحاً، دخول اليمن المعركة أعطى للحرب عمقها العربي، فالحرب تجري على ألأرض العربية من غزة حتى اليمن، وضد عدو واحد معلن، غير مستتر، هو العدو الأمريكي الداعم بكل أنواع الأسلحة المحرمة دولياً للعدو الإسرائيلي.

    تدخل اليمن في معركة طوفان الأقصى يتوافق مع المزاج الجماهيري في كل البلاد العربية، التي راحت تنظر لليمن نظرة احترام وتقدير، نظرة كلها إعجاب بهذا الموقف الجريء الذي لم ترتق إليه بقية الأنظمة العربية، فاليمن العربي بمواقفه لم يحرج ويربك حسابات الأنظمة العربية، بل أفسد المخطط الإسرائيلي القائم على الاستفراد بكل جبهة على حدة، بما في ذللك اختطاف أهل غزة كرهينة، وحشرهم في بيت الطاعة الإسرائيلي، ومنعت عنهم كل وسائل الإعلام الأجنبية، لتمارس ضد المدنيين أبشع أنواع القتل والذبح والقصف والتجويع، وكأن تدمير غزة أمرٌ إلهي، ولا يحق لأي بشر بان يتدخل في الشأن الداخلي الإسرائيلي، فجاء اليمن العربي ليقول: لا، غزة عمقنا العربي، وغزة ليست محمية إسرائيلية، ولن نسمح للصهاينة بممارسة جرائم الحرب، كما يطيب لأحقادهم.

    الشعوب العربية التي هللت لصواريخ اليمن العربي تعرف ان لهذه الصواريخ مدلول استراتيجي أبعد من التأثير السياسي لهذه الصواريخ، وتتجاوز الأثر الميداني المباشر، فالجماهير العربية لا تنتظر من صواريخ اليمن أن تحرر كامل تراب فلسطين، ولا تتوقع من صواريخ اليمن أن تقضي على قدرات الجيش الإسرائيلي، وأن تقتل مئات الأعداء، وقد يكون الرد الأمريكي على صواريخ اليمن أكثر إيلاماً، ومع ذلك، فإن صواريخ اليمن تحمل رسائل عدم الاستقرار للكيان الصهيوني، رسائل تؤكد أن الأمن الإسرائيلي معدوم، طالما استمر العدوان على غزة، وأن هذا الكيان الصهيوني الذي ترهبه الأنظمة العربية، تستخف به اليمن العربي، وتقصفه بالصواريخ، وتفرض على الملايين من الصهاينة أن يهبوا من نومهم فزعين مرعوبين، ويهرعون إلى الملاجئ بقمصان النوم، وهذا يكفي، يكفي اليمن فخراً بصواريخه أن دخل الخوف إلى كل بيت من بيت الأعداء، وطرح الفزع عليهم السؤال الكبير: إلى متى؟ إلى متى تبيتون مع الخوف؟ إلى متى تفرون من الموت الذي سيطاردكم بالقلق طالما واصلتم عدوانكم على أهل غزة.

    صواريخ اليمن تؤكد للإسرائيليين أن حصار غزة سيقابله حصار الإسرائيليين في البحر الأحمر، وإغلاق مصادر النمو الاقتصادي، ليضيف استهداف مطار بن غوريون في منقطة اللد بعداً اقتصادياً وأمنياً ومعنويا، فشركات الطيران الأجنبية التي تعودت على الهبوط في مطار بن غوريون بسلام، حتى في عز الحروب مع الدول العربية، هذه الشركات بدأت في مراجعة حساباتها الأمنية، فصواريخ اليمن تغطي سماء المطار، وتحجب الأكاذيب الصهيونية عن الأمن المخادع، وعن الاستقرار الكاذب، وعن المستقبل الواعد الذي افتقده الإسرائيليون، وهم العاجزون حتى عن الرد على صواريخ اليمن، وذلك وفق الأوامر الأمريكية.

    دكتور جامعي، أسير محرر بعد عشر سنوات في السجون الإسرائيلية، عضو مجلس وطني فلسطيني، ورئيس بلدية خان يونس سابقاً.

    ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    د. فايز أبو شمالة

    نقل مركز عمليات القوات الأمريكية من “البحر الأحمر” إلى الهندي

    بدأت الولايات المتحدة، الأربعاء، نقل مركز عملياتها من البحر الأحمر إلى المحيط الهندي.. يتزامن ذلك مع اشتداد وتيرة العمليات اليمنية ضد اساطيلها هناك وسط ترقب تصعيد جديد.

    ونقلت وسائل اعلام أمريكية عن مسؤولين بالدفاع الامريكية قولهم إن البنتاغون امرت بنشر 7 قاذفات من نوع “بي -52” وأخرى من نوع “بي -2 سبرينت” والتي تستخدمها أمريكا حاليا في عدوانها على اليمن.

    وهذه المرة الأولى التي تنشر فيها أمريكا هذا الحجم من القاذفات في قاعدة واحدة..

    وأكدت المصادر وصول هذه الطائرات إلى قاعدة سرية بالمحيط الهندي. وتتميز هذه القاذفات بقدرتها على التحليق على علو مرتفع ولمسافات بعيدة جدا.

    واستدعاء هذه القاذفات جاء مع كشف مستشار الامن القومي للبيت الأبيض مايك والتز امتلاك من وصفهم بـ”الحوثيين” لأنظمة دفاع جوي متطورة وصواريخ بحرية وبالستية قادرة على استهداف البوارج.

    كما ان تعزيز أمريكا لقوتها الجوية بالمحيط الهندي يشير إلى قرارها نقل مركز عملياتها من البحر الأحمر حيث كانت تعتمد على حاملات الطائرات في إدارة العدوان على اليمن إلى المحيط الهندي. وكانت القوات اليمنية واصلت الأربعاء هجماتها ضد اسطول “ترومان” بالبحر الأحمر.

    واكد متحدث القوات اليمنية العميد “يحي سريع” شن هجوم بالطائرات المسيرة والصواريخ استمر لساعات.

    والهجوم يعد الخامس منذ بدء المواجهة الأسبوع الماضي حيث تعمد القوات اليمنية لاستهداف حاملة الطائرات لحظة ترتيبها لعدوان واسع على اليمن وهو ما يجبر البوارج الامريكية على التراجع بعيدا في عمق البحر الأحمر خشية الاضرار.

    والتحركات الامريكية في المحيط الهندي تشير إلى ان واشنطن تحاول البقاء بعيدا عن مرمى النيران اليمنية باعتبار المسافة بين صنعاء والمحيط الهندي بعيدة نسبيا رغم انه سبق للقوات اليمنية وان استهدفت حاملة الطائرات “لينكولن” خلال ابحارها هناك.

    افتحوا المعابر وكفى..

    كل المؤشرات تؤكد ان كيان الاحتلال بصدد التجهيز الى عملية عسكرية كبيرة في غزة او فيما بقي من غزة، مستفيدا بالدرجة الاولى من المواقف المذلة و المتخاذلة للانظمة العربية التي اختارت مسايرة الاحتلال في جرائمه ومستفيدا بالدرجة الثانية من أنانية الغرب ونفاقه وسياسة المكيالين التي يعتمدها كلما تعلق الامر بحق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير ومستفيدا بالدرجة الثالثة من دعم الحليف الامريكي في كل الحكومات الالوان ديموقراطية كانت او جمهورية , فكانت النتيجة واضحة الان عودة مجرم الحرب ناتنياهو لاستئناف جرائم الابادة و كأن ما اقترفه في حق غزة طوال خمسة عشرة شهرا لم يكن كافيا لتعود الة القتل والدمار الاسرائيلية الى مواصلة ما بدأت ..أمس نقلت صحيفة هآرتس العبرية عن مصادر أمنية إسرائيلية أن الاستعدادات جارية لتنفيذ خطة رئيس الأركان إيال زامير الكبرى لشن هجوم بري واسع على قطاع غزة باستدعاء فرق عسكرية عدة بينها قوات احتياط..

    واضافت هآرتس إن إسرائيل يبدو أنها تخفي في الوقت الراهن النوايا الحقيقية للحكومة والجيش, وأوضحت أنه بينما يجري انتظار مفاوضات مشكوك في نتيجتها يتم تجهيز الأرضية لعملية واسعة لاحتلال قطاع غزة بالكامل..اسرائيل اطلقت على عملية الحال في غزة خطة الجحيم كما يحلو للرئيس ترامب اعلانه ,و الحقيقة ان الجحيم في غزة لم يتوقف يوما حتى وان تراجع القصف و قد سجلت مرحلة الهدنة الزائفة مقتل سبع مائة شخص و خلال عملية الثلاثاء الدامي قتل في غزة أكثر من الف شخص خلال ساعات ..في غضون ذلك ماذا قدمت الاطراف التي تحملت دور الوسيط أكثر من قمة عاجلة بقيت وعودها بمنع تهجير اهالي غزة حبرا على ورق مع عودة كل عمليات الترهيب للتقتيل والتجويع و الفتك بالاهالي ..

    الجانب المصري أعلن على وقع عودة المجازر دعوة السفير المصري من تل ابيب و دعا السفير الاسرائيلي ليقدم له رسالة احتاج لحكومة ناتنياهو وقناعتنا أنه موقف ارادت مصر أن تسجله في مثل هذا التوقيت بعد ان بلغ الغضب الشعبي مداه ولكنه موقف متاخر ولا يمكن أن يردع العدو TOO LITTLE TOO LATE الا الاكيد اليوم أن ما يجري يحتاج الى قرار عاجل غير اجل بفتح المعبر بين مصر وغزة لادخال المساعدات الانسانية التي يصر الاحتلال على منع وصولها الى الاهالي الذين يموتون جوعا و عشا و الما و بردا فلا معنى لبقاء شاحنات المساعدات خارج القطاع في انتظار انتهاء صلاحيتها فلا شيء يبرر هذه التوحش وهذا الاصرار على الدوس على كل القرارات الدولية الانسانية في اغاثة المنكوبين ولا شيء يسمح بموت المرضى في المستشفيات و اخضاع الاطفال لعمليات البتر دون تبنيج ولا بموت الانسان الفلسطيني جوعا لان هذا الكيان يرفض السماح بتدمير المساعدات الغذائية و يهدد يقصف كل من يتحدى هذا القرار ..

    غزة تباد بكل انواع السلاح فان لم يكن بالقنابل الحارقة و الاسلحة المحرمة فباعتماد سلاح التجويع و الموت البطيء .. نتنياهو يستعد للمرحلة القادمة لشن عملية عسكرية كبيرة في غزة و اجبار الاهالي على الهروب حفاظا على حياتهم ما سربته وسائل اعلام اسرائيلية في هذا الصدد أكثر من محاولة لجس النبض او اطلاق بالونات الاختبار عقلية نتنياهو ليس من هذا النوع لانه بكل بساطة جمع صفات الارهابي والقاتل و مجرم الحرب الذي لا يعترف بخطوط حمراء ولا باتفاقيات انسانية أو غيرها وهو الذي ورث عن والده حليف جابوتنسكي وشريكه حلمه لاقامة اسرائيل الكبرى حتى وان اشعل المنطقة نارا، وسيستمر في هذا التوجه حماية لحكومته و لنفسه من الملاحقات في الداخل والخارج.

    ــــــــــــــــــــــــــــ
    آسيا العتروس
    كاتبة و صحفية تونسية