المزيد
    الرئيسية بلوق الصفحة 313

    “يحيى السنوار” تربّع شهيداً وصحيفته فضحت الصهاينة

    "يحيى السنوار" تربّع شهيداً وصحيفته فضحت الصهاينة
    استشهاد القائد "يحيى السنوار" خلال اشتباكات مع "جنود العدو الإسرائيلي" في الخطوط الأمامية

    في استشهاده بطولة وعزة وصحيفة كشفت زيف الصهاينة والقنوات الاعرابية والغربية الخادمة لأميركا وتوابعها إجرام ونازية!
    قالوا باع القضية وهرب إلى طهران، ويعيش تحت الأرض، وهو عميل، ولن يقتله الكيان الصهيوني لكونه يقدم لها المعلومات، وزادوا بكذبهم حتى صدقوا صناعتهم من الدجل والكفر بحق كل مقاوم شريف!

    وكانت شهادة يحيى السنوار في الجبهة، وتحديداً في غزة الأبية المناضلة وعلى بعد أمتار من جيش الشيطان الصهاينة شاربي دماء الأبرياء والأطفال والنساء واعداء الشجر والحجر!

    أمتار وهو يواجه جنود أعور الدجال، ومن يدعمه من أبناء العم والخال، وعلى بعد مسافة صفر كانت أنفاس السنوار حادة وحارة ونارية على العدو ويده على الزناد، لم يقاتلهم من خلف قصره، ولم يكذب على أناسه، هو شريف في قوله وفعله، وهو يفعل ما أمره به ربه، وهو ركض خلف الشهادة التي تمنى، وهو سقط شهيداً واقفاً كأشجار الجنة لا ينالها غير أمثاله من أهل المقاومة!
    في موته عبرة وفخامة ومسيرة…

    عبرة لكل من شكك في صدق أقواله وأفعاله وبصمته، وها هو يصدُق الجبهة، ونفّذ ما وعد، وحقق مبتغاه بأفعال ترضي الله ورسوله وأهل بيته والصحابة المخلصين الصادقين للرسالة!

    وفخامة يحيى السنوار في أن يقتل واقفاً على يد اعداء الله، وترتوي أرض فلسطين بدماء السنوار إلى يوم الدين، وأن تكون شهادته فخامة لكل غزة والشرفاء من المقاومين…

    إن فخامة استشهاد يحيى السنوار لمعركة حق وكبرياء الوجود! ومسيرة في دعم مقاومة المستقبل، فهو خير مَن أنجبت فلسطين في عمق المواجهة والتحرير، لم يتكل على غيره، ولم يسلم سلاحة، ولم يؤمن يوماً بالهزيمة رغم انكشاف بعض من يدعي القرابة والغيرة والجيرة والدين واللغة!

    يحيى السنوار منذ الصغر أمن بالرحمن وبالمقاومة، ورفض أن يكون مجرد حالة رقمية أو تكملة عدد كما حال بعض الدول وعدد شعبها الكبير!

    السنوار الشهيد تم اعتقاله فخافوا منه الاعداء، ومن ثم جنوا من فك اسره، وكانت الصدمة في فكره وما يخطط له في الجبهة وقبل المعركة وبداخلها، وصموده اربكهم، وعاشوا الضياع في البحث عنه، وادهشهم جبره ضد العدو، وأما لطيب تواضعه مع اهله حكاية لا يفهمها المحتل ولا الخائن!

    يحي السنوار إرتقى شهيداً في أشرف المعارك، وفي أرض عشقها، وناضل من أجلها حتى الرمق الأخير، وكم كان سعيداً حينما سلّم روحه إلى ملك يعرف قيمة الروح التي أخذها!

    السنوار انتصر رغم شهادته، ولم يستطع العدو أن ينال منه حياً كي يعذبه، ولكنّه حمله على أكتافه معتقداً أنه نال منه، إلا أن الحقيقة رفعوه غصباً عنهم ولو كره الكافرون والكاهرون المنافقون!

    السنوار إرتقى شهيداً وبذلك حسدوه ملوك وأمراء القصور، وجهلاء الدين، ولاحسي أحذية العدو، وأهل الغدر والنفاق والدجل الوطني!
    السنوار ارتقى شهيداً في غزة العشق، ونام نوماً عميقاً مطمئناً على أن من سيحمل الراية من بعده خير تلاميذه، وهو يؤمن أن على كل من هو فلسطيني وجب عليه الدفاع عن فلسطين، وعلى كل مسلم ومسيحي وعربي وإنسان أن يميز بين الحق والباطل، وبأن فلسطين حق وإسرائيل هي الباطل، وبأن أميركا الشيطان الأكبر!

    السنوار ابن فلسطين التي غزّتنا في المهد، وتربينا على عشقها في الصغر، وشربنا ماء نهرها في الشباب، ودرسنا في كتابها صناعة الرجال وكبرياء النساء… وهذا السنوار ارتقى شهيداً في ارض المعركة كي نرفع الراية فخراً!

    حينما ارتقى السنوار شهيداً شمتوا بشهادته، واعتقدوا بأنهم ارتاحوا من مقاومته، وفرشوا نواياهم الخبيثة ضحكاً ماجناً بحجة تثبيت عروشهم، ونثروا جهلهم بإدعاء المعرفة، ولكنهم لا يعرفون ماذا زرعت شهادته من عنفوان في شرايين المقاومين وفي عمق تراب الأرض وداخل حبات المطر !

    قالوا “هو سبب القتل والدمار، وفي رحيله راحة البال”! أغبياء، وتعساء، وشياطين أصحاب هكذا قول ابليسي، ويرددونه كل صباح ومساء مع إعلام الصهاينة، وكيف نريدهم أن يقولوا عكس ذلك وهم يأتمرون بحذاء العم سام، ولا يعرفون الدفاع عن بلادهم وارضهم وشرفهم، ويستأجرون من يحرسهم فكيف لا يشمتون ويضحكون ويثرثرون ويرقصون، وهم لا يمتلكون ما عند السنوار وأصغر المقاومين من شرف ووفاء وتضحية وكبرياء!

    يحي السنوار الذي تربع شهيداً لن تغيب عنه شمس الحقيقة، ولن يغب فكره وجهده وعنفوانه وروحه عن مواسم حصادنا المرتقب… يحي السنوار أنت حي فينا.

    ـــــــــــــــــــــــ
    جهاد أيوب

    الاستخبارات الغربية ودورها المحوري في الحرب.. شراكة كاملة مع آلة القتل الإسرائيلية

    لعبت الاستخبارات الغربية دوراً مفصلياً في الحرب على غزة ولبنان، سواء في عمليات محاولة تحرير الأسرى الإسرائيليين في قطاع غزة، أو في الهجمات المعقدة التي استهدفت المقاومة الإسلامية في لبنان خلال الأشهر الفائتة، ولا سيما في الاغتيالات التي نفذها سلاح الجو في “جيش” الاحتلال الإسرائيلي وأدّت إلى استشهاد عدد من القيادات الأساسية في المقاومة أبرزهم الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله.

    وقد تأكد دور الاستخبارات الغربية في الحرب من خلال عدد من التصريحات التي أدلى بها مسؤولون غربيون عقب بعض هذه الهجمات، وتبنوا فيها إلى حد كبير المساهمة في العمل الاستخباري الذي أدّى إلى تنفيذ عدد من الضربات ضد أهداف حساسة المقاومة في لبنان.

    إذ نقلت هيئة الإذاعة والتلفزيون الإسرائيلية عن مسؤول أميركي، عقب الضربة التي شنها الاحتلال في الضاحية الجنوبية وأدت إلى استشهاد القائد الجهادي في حزب الله فؤاد شكر، وبعد ردّ المقاومة عبر استهداف قاعدة غاليلوت، أن الولايات المتحدة “قدمت مساعدة استخباراتية للضربة التي وجهتها إسرائيل ضد حزب الله”.

    ولكن هذه التصريحات وغيرها شكلت “الرأس الظاهر” من جبل الجليد، فقط أكّدت العديد من الهجمات الأمنية التي تتالت ما صدر من التصريحات والتحليلات، بأنّ المقاومة في لبنان وطوال السنوات الماضية، لم تكن تتعامل ضدّ جهة استخبارية واحدة، بل ضدّ عدد غير مسبوق من أجهزة الاستخبارات التي تعاونت لمحاولة القضاء على قدراتها. وقياداتها، بالإضافة إلى تقنيات غير مسبوقة في أعمال التفخيخ وعبر استعمال تكنولوجيا مدنية توجب القوانين الدولية أن تبقى بعيدة عن أي استعمال هجومي قد يحمل أخطاراً كبيرة ضد المدنيين.

    القدرات الاستخبارية الإسرائيلية غير كافية

    وأشار بريت ماكغورك، مستشار البيت الأبيض لشؤون الشرق الأوسط، في أكثر من مقابلة عقب تصعيد العدوان الإسرائيلي ضد لبنان، ولا سيما بعد موجة الاغتيالات والتفجيرات، إلى أنّ الولايات المتحدة الأميركية هي المسؤولة الرئيسية عن حرب الاستخبارات التي سمحت للعدو الإسرائيلي بالقيام بالاستهدافات الدقيقة لشخصيات قيادية في المقاومة.

    وفي مقابلة تلفزيونية الشهر الفائت، أكّد ماكغورك أنّ القدرات الاستخبارية الإسرائيلية “غير كافية لتحقيق المستوى الذي كان ضرورياً للوصول إلى قيادات المقاومة بهذه الطريقة”. وأشار ماكغورك إلى أنّ “الولايات المتحدة فقط هي القادرة على استعمال تقنيات معقدة كمراقبة شاملة للبصمات الصوتية”، بالإضافة إلى بصمة الوجه واستعمال تقنيات مراقبة جوية غير تقليدية عبر الأقمار الصناعية للوصول إلى جمع معلومات كافية للقيام بعمل من هذا النوع.

    فشل استخباري أمام المقاومة الفلسطينية

    كما يشير الفشل الاستخباري الكبير الذي لحق بالاحتلال و”جيشه” في السابع من أكتوبر 2023 وما بعده إلى أنّ العدو الإسرائيلي ليس بمستوى القدرة على القيام برقابة شاملة وتحقيق خرق أمني واسع على نطاق واسع، حتى على نطاق قطاع غزة المحاصر والواقع بكامله في قلب الجغرافيا الفلسطينية المحتلة وضمن مجال عمل أعقد التقنيات الإسرائيلية في التجسس والتتبع والرصد والاستطلاع.

    إذ إنّ جهازاً لم يكن قادراً على توقع هجوم بحجم طوفان الأقصى، اشترك فيه آلاف المقاومين وتخلله بطبيعة الحال جهوزية ميدانية واسعة وتحشدات وتجمعات ونقل لأسلحة وذخائر وآليات بالإضافة إلى اتصالات وتداول معلومات وخطط وربط تشكيلات قتالية ببعضها البعض، الأولى به أن لا يكون قادراً على القيام بذلك ضدّ عدوّ أكبر وأبعد وأكثر تعقيداً على مستوى الهيكليات والتشكيلات وأنواع الأسلحة والقدرات والامتداد الجغرافي وخطوط الإمداد، كحزب الله.

    وعلى الرغم من أنّ الإسرائيليين ادّعوا لاحقاً أنّ الفشل كان سببه التركيز على الجبهة الشمالية، فإنّ أداء أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية المختلفة من “موساد” و”أمان” و”شاباك” بعد 7 أكتوبر لم يبرهن ذلك، بل أثبت أنّ قادة المقاومة الفلسطينية صمدوا لفترات طويلة نسبياً في بيئة قتالية أصعب من لبنان بكثير، وأمام اجتياح لأرضهم وتركيز لجهود غير مسبوقة على اكتشاف أماكن تحصّن أو تخفي قيادات المقاومة الفلسطينية وصواريخها البعيدة المدى وأماكن احتجاز الأسرى.

    ولم يتمكن الاحتلال من اغتيال المطلوب الأول له، والمسؤول المباشر عن عملية طوفان الأقصى، رئيس حركة حماس يحيى السنوار، إلا بعد أكثر من عام على ملاحقته، ومن دون أن يكون ذلك مبنياً على معلومات استخبارية بل عن طريق الصدفة خلال اشتباك في رفح تخلله قصف مدفعي.

    كما لم ينجح الاحتلال في تحرير سوى عدد بسيط جداً من الأسرى الإسرائيليين، وفشل في الوصول إلى أي معلومات مرتبطة بأماكن احتجازهم أو دفن من مات منهم حتى الآن، فيما تمكنت القسام من استهداف تل أبيب بالصواريخ بنجاح في الذكرى السنوية الأولى لطوفان الأقصى، برغم كل المزاعم الإسرائيلية عن تدمير قدرات المقاومة الصاروخية.

    الغرب والجماعات التكفيرية.. شراكة في العمل ضد المقاومة

    كذلك أشار عدد من التقارير الغربية إلى أنّ أجهزة الاستخبارات العالمية، وبخاصة الاستخبارات الأميركية والبريطانية، عملت على استغلال الحرب على سوريا والتهديد الذي شكّلته الجماعات التكفيرية الإرهابية المدعومة من الغرب لحزب الله ولبنان، من أجل مراقبة الأعمال العسكرية الذي شنّها حزب الله ضد الجماعات المسلحة والتنظيمات الإرهابية بدءاً من معركة القصير عام 2013 وهجوم الغوطة الشرقية وصولاً إلى معارك حلب وأطراف إدلب ودير الزور والبوكمال.

    وأكّدت التقرير المنشورة أنّ هذه الحرب شكّلت فرصة للاستخبارات الغربية، وقدراتها الواسعة في الرصد والتتبع والتحليل، لدراسة الميدان السوري والعراقي وفهم هيكليات وأساليب عمل المقاومة الإسلامية في لبنان، ونقلها إلى الإسرائيلي ليبني عليها فهمه لحزب الله وخططه في الحرب ضده، بعد أن أظهر الإسرائيلي عجزاً كبيراً في معرفة المقاومة عام 2006 أدّت إلى ما وصفه تقرير في “فورين بوليسي” بشكل موجز بأنه “سلسلة من التعثرات والمفاجآت انتهت بضربة كبيرة للقيادة السياسية والعسكرية والأمنية وتقاذف للمسؤوليات والاتهامات”.

    “إسرائيل” بلا خطوط حمراء أميركية

    من جهتها، استمرت الإدارة الأميركية في ادّعاء دور توسّطي بشأن التصعيد على الجبهة بين لبنان وفلسطين المحتلة طيلة الأشهر التي سبقت توسع العدوان. وقد وصل هذا الدور المزعوم إلى حدّه بعد اغتيال “إسرائيل” للقيادي الكبير في حزب الله الشهيد فؤاد شكر في الضاحية الجنوبية في تموز/يوليو الماضي، والذي جاء عقب ما أشار إليه مسؤولون لبنانيون لاحقاً من “ضمانات وتطمينات” قدّمها الأميركي للبنان بأنّ العدو الإسرائيلي لن يقدم على قصف الضاحية الجنوبية لبيروت.

    وقد ألمح قادة في المقاومة لاحقاً، وأبرزهم الأمين العام لحزب الله الشهيد السيد حسن نصرالله، إلى أنّ الأميركي مارس خداعاً ممنهجاً للبنان حكومةً ومسؤولين لمحاولة استدراج قادة المقاومة إلى خارج أماكن يتحصنون فيها في الضاحية تسهيلاً لاستهدافهم، ما يكشف بالتالي التعاون الاستخباري والعملياتي بين الولايات المتحدة، بأجهزتها السياسية والدبلوماسية والإعلامية وليس فقط العسكرية والأمنية، وآلة القتل الإسرائيلية.

    واشنطن تراهن على العدوان الإسرائيلي

    ومنذ أسبوعين، ذكر تقرير في موقع “بوليتيكو” الأميركي بصراحة أنّ الإدارة الأميركية تؤيد بقوة المسار الإسرائيلي الجديد في الشرق الأوسط، وتصفه بأنه “يصنع تاريخ المنطقة”، وأنّ كلّ دورها هو ممارسة “ضبط ورقابة” على الممارسة الإسرائيلية لخطط العدوان العسكري والأمني الواسع ضد لبنان، لضمان نجاحه بأقل أضرار ممكنة، بالإضافة إلى استمرار الحرب على غزة.

    وأكّد التقرير في “بوليتيكو” أنّ “(عاموس) هوكشتاين وماكغورك وغيرهم من كبار مسؤولي الأمن القومي في الولايات المتحدة معجبون بشدة بما تقوم به إسرائيل ويعتقدون أنه سيغير وجه الشرق الأوسط للأفضل في السنوات المقبلة”، في ما يفهم على أنه رهان على ضرب محور المقاومة وحضوره في المنطقة، ومواجهة إيران وقطع دعمها لحركات التحرر والمقاومة في البلدان العربية والإسلامية.

    ورغم استمرار الولايات المتحدة بالحديث عن أنها تضع خطوطاً حمراء أمام جيش الاحتلال الإسرائيلي ونواياه العدوانية تجاه لبنان وشعبه ومقاومته، ولكن ينقل التقرير عن مسؤول أميركي كبير أنّه “من غير الواضح أين يقع هذا الخط الأحمر بالتحديد”، إن وجد بالأصل.

    المصالح الأميركية في المنطقة والعالم: “إسرائيل” أولاً

    تقف الولايات المتحدة اليوم أمام تحديات كبرى على مستوى العالم، في وجه روسيا والصين وكوريا الشمالية وإيران ودول في أميركا الجنوبية وأفريقيا وغير ذلك. ويعتبر التهديد الذي يمثله حزب الله لكيان الاحتلال الإسرائيلي، والذي صنّفه الاحتلال في أكثر من تقدير استراتيجي بأنه “خطر وجودي”، خطراً ضد المصالح الأميركية في المنطقة بالدرجة الأولى، لأنّ “إسرائيل” بحد ذاتها هي المصلحة الأميركية الأكبر في المنطقة، وراعية وضامنة استمرار المصالح الأخرى المرتبطة بنهب الثروات الطبيعية ومنع الشعوب من الاستفادة منها.

    الأساطيل البحرية الأميركية للدفاع عن”إسرائيل”

    وقد عبّرت واشنطن صراحة عشرات المرات خلال العام السابق عن التزامها الدفاعي المبدئي تجاه أمن “إسرائيل” وفي وجه أي هجمات ضدها من قبل حزب الله أو إيران، وثبتته بقرار تاريخي بإرسال مجموعة حاملة الطائرات “فورد” إلى قبالة السواحل اللبنانية في الأيام الأولى ما بعد طوفان الأقصى، تبعتها “روزفلت” و”أيزنهاور” ثم “لنكولن” واليوم يتحدث الأميركيون عن إرسال مجموعة حاملة الطائرات “ترومان” بموازاة التصعيد مع إيران.

    وقد عملت كذلك على محاولة التصدي بشكل مستمر لهجمات اليمن الصاروخية ضد كيان الاحتلال، على الرغم من ما يتضمنه ذلك من تضحية بقدرات صاروخية مكلفة واستراتيجية، في وقت تقترب فيه الحرب في أوكرانيا من عامها الثالث وتبرز فيه الحاجة الغربية والأوكرانية إلى معترضات للصواريخ الروسية.

    كما شكل التحالف الأميركي ضد اليمن وعملياته في البحر الأحمر سبباً آخر لإظهار مدى الجموح الأميركي في دعم “إسرائيل” ولو على حساب بعض مصالح واشنطن، فقد أدى التصعيد الذي جلبه الحضور الأميركي العسكري في البحر الأحمر إلى شبه إغلاق لمسار سفن الشحن في البحر الأحمر بشكل عام، وهو إغلاق لم يفرضه اليمن، الذي أكّد أنّ الاستهدافات هي فقط للسفن الإسرائيلية والمرتبطة بـ”إسرائيل”.

    سمعة الصناعات الغربية في مهبّ ريح “نتنياهو”

    كذلك فإنّ استعمال الاحتلال للتقنيات المدنية في استهداف “حزب الله” عبر تفخيخ أجهزة البايجر لم تكن لتمرّ من دون إذن الولايات المتحدة، التي ستتأثر بشكل كبير بأي ضربة لموثوقية الصناعات التقنية الغربية وسلاسل التوريد، والتي لم تقم بأي ردّ فعل استنكاري على هذا الهجوم.

    إذ تركت احتمالية أن تكون البضائع الغربية في السوق العالمية قنابل موقوتة، آثاراً بعيدة المدى على الثقة العالمية بالصناعات الغربية حتى المدنية منها. ولا يخفى أن الأسلحة والتكنولوجيا العسكرية هي أبرز ما تصدّره الولايات المتحدة إلى العالم، وهي بضائع تقوم بشكل أساسي على موثوقية المصادر وسلاسل التوريد.

    وبالتالي، يظهر كيف أنّ الدور الغربي ولا سيما الدور الاستخباري عبر الرصد والاستطلاع والتحليل المعمق للمعلومات الأمنية من جهات عالمية مختلفة، ساهم بشكل كبير في أن يكون العدو الإسرائيلي اليوم قادراً على الظهور بمظهر القادر على تنفيذ اختراقات أمنية واسعة للمقاومة، وبهدف أبعد من النتائج المباشرة لأعماله الأمنية، عبر محاولة إفقاد بيئة المقاومة القريبة والبعيدة شعورها بأمنها وسريتها، وإشعارها بالانكشاف الأمني أمام العدو في محاولة لكسر إرادتها.

    ولكن هذا الدور الذي أراده العدو لعدوانه الأمني الواسع في بداية الحرب أحبطته المقاومة وجمهورها حتى الآن، وبات كثر من الخبراء الغربيين بل والإسرائيليين أنفسهم يصرّحون باعتقادهم بأنه وصل إلى حدّه، بعد أن استنفد الاحتلال بنك أهدافه الذي جمعه بمساعدة الاستخبارات الغربية، وبعد عودة المقاومة خلال الأسبوعين الأخيرين إلى العمل بفعالية تصاعدية ضد العدو، كاشفةً عن استعادتها لهيكلياتها التنظيمية، وتعافي غرفة عملياتها ومنظومة القيادة والسيطرة لديها، واحتفاظها بقدراتها الاستراتيجية والفتاكة، التي توّجتها عملية استهداف منزل رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو صباح اليوم.

    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    تقرير| هادي حطيط

    أسطورة السنوار.. مجد الاستشهاد في الميدان

    يحيى السنوار

    كان الشهيدُ القائدُ يحيى السنوار، هدفاً للاغتيال، بل في أعلى لائحة الأسماء المطلوب تصفيتها وتحييدها من ساحة الصراع؛ بهَدفِ النَّيْلِ من إرادَة المقاومة وسلبها عقليةً أمنيةً وعسكريةً فَذَّةً اعتمدت تكتيكاتٍ قتاليةً وقدرات فارقة في تكبيد الصهاينة خسائرَ كبيرة.

    لكن العدوّ لم يبلغه وعجز أمام براعته وتدابيره الأمنية، وَسيظل نموذجاً لقُدرةِ أبناء الإسلام على هزيمة كُـلّ أجهزة وتقنيات المخابرات المُعادية، ونموذجاً للمقاتل من المسافة صفر من موقع القيادة لا الجُندية، وهذه سردية تُفصل أكثرَ عن هذه الميزات لأُسطورة الطوفان.

    لم يكن شبحًا

    لم يكن السنوار مجهولًا بالنسبة لأجهزة مخابرات العدوّ، لقد عرفت عنه كُـلّ شيء بعد اعتقال دام ربع قرن وَحتى بعد كسر صفقة وفاء الأحرار قيود المعتقل عنه لم يكن متواريًا عن الأنظار، جال في شوارع غزة وَحضر فعاليات مختلفة وألقى خطابات نارية وَأَيْـضاً شارك في مسيرات العودة في العام 2018 وهكذا فملفه ضخم بالنسبة للموساد والشاباك، لكنه بعد كُـلّ شيء مُعلن يغيب فلا يُعلم أين ومتى وكيف سيظهر ولا يترك أثراً يقود إلى أين سيمضي.

    لقد حيّر السنوار كُـلّ أجهزة المخابرات وَأجبرها على استثمار مواردَ هائلة لتعقبه دون نتيجة رغم استمرارها لسنوات، وفي ذلك شكل من أشكال مراكمة خسائر العدوّ وَصورة لفشل أحدث تقنيات التجسس وشبكات الجواسيس على الأرض، والعبرة للمحور هنا أَو من هذه النقطة هو أن الرجل مع أنشطة علنية لم يترك ثغرة أَو خيطاً يُمكِنُ أن يقود إليه؛ بما يعني ذلك من تدابيرَ أمنيةً ناجعةً ومثاليةً؛ لضمان عدم العُرضة لما يمكن وصفه بمزيج الاستخبارات البشرية وسلاح الإشارة وتقنيات التنصت وَالاختراق لأنظمة الاتصالات المختلفة وعلى قاعدة “بذل الأسباب” أَو “اعقِلْها وتوكَّلْ”..

    مقاتل المسافة صفر

    هذه السرية والاحترازات الناجعة اتصلت وعبَّرت عن نفسها بقوة صبيحة يوم سبت يهودي عندما عَبَرَت كتائب القسام غلاف غزة وهاجمت القواعد العسكرية للعدو في عملية مُباغتة فاجأت الأصدقاء، بل حتى رفاق الجهاد والسلاح مع أن طبيعة الاستعداد لعملية معقدة وتشمل الآلاف من المشاركين كانت أكبر من أن تتوارى لكن ذلك حصل مع الحفاظ على السرية التامة.

    وحتى بعد عام كامل من حرب الاستخبارات الغربية ما تزال العملية خارج دائرتها وليس لديها أية صورة واضحة للتخطيط العملياتي لكتائب القسام وكيف وَمن أين حصلت على الوسائل اللازمة لتنفيذ العملية، وكيف جهَّزت ترسانةَ أسلحتها المختلفة بعد سنوات من الحصار، وكيف تواصل المقاومة بصورة منتظمة بدقة وبخطط مُصممة لصمود مذهل يحبط خطط كُـلّ الجيوش الموصوفة بالكفاءة عالميًّا.

    إن هذه العملية هي أعظم إنجاز فلسطيني على امتداد تاريخ المقاومة الفلسطينية، لعام ونيّف سيواصل السنوار إدارة المعركة وستكثّـف الأجهزة المخابراتية المُعادية أنشطتها؛ بغية النيل منه، لكنها أخفقت ولم تصل لأي خيط يقود إليه مع إعلان متكرّر عن اغتياله بعد أن توهمته خيالًا يحتمي تارة بالأسرى وتارة بالنازحين وثالثة بالمشافي؛ فيما كان أبو إبراهيم يُطارد مُجرمي الحرب وَيتحسس رؤوس عناصرهم في خطوط المواجهة الأولى، ومن أقرب نقطة يستطلع جحافلهم ودباباتهم وَيرصدهم بدقة، يراهم من حَيثُ لا يرونه، يتربصُ بهم الدوائر ويلتحم رفقة جنوده من المسافة صفر، لا بل وكان بوسعه أن يُبرق لهذا القائد أَو ذاك كما كشفت مراسلته لقائد جبهة الإسناد في اليمن، وفي ذلك إشارات عن عمى العدوّ الاستخباراتي وبراعة السنوار، وعندما ضرب الموعد مع الشهادة وجَّهَ صفعتَه الأخيرةَ للموساد والشاباك وَأجهزة دول كثيرة دائماً ما صرَّحت أنها تقدم العَونَ الاستخباراتي للكيان.

    نموذجُ المرحلة

    على مدى عام ونحن نتابع المعركة المُحتدمة ونراقب تطوراتها وتفاصيلها، وقد سجلت ملاحظاتنا كيف أن العدوّ غير مرة نفذ عمليات عسكرية شرسة واسعة ضد الكثير من المحافظات، بل المناطق والنطاقات الجغرافية المحدّدة، وأعلن بشكل نهائي تصفية آخر مقاوم فيها، مع ذلك ثبت أن براعة الكتائب فوق الصورة التقليدية المرسومة عنها ليس لناحية قدرتها على إعادة تشكيل نفسها بل لناحية جهل العدوّ بأهم تكتيكاتها وتأمين ذخيرتها وحراستها وتعبئة صفوفها بالمقاتلين وإمدَاداتهم.

    إن في صفوف مجاهديها اليوم مجندين من العام الراهن! كيف حدث ذلك تحت سماء تحتلها كُـلّ أنواع طائرات التجسس وعلى أرض مرّ عليها الغزاة متراً متراً من أقصى نقطة شمالي شمال قطاع غزة حتى بوابة القطاع الجنوبية معبر رفح.

    لا نبالغُ إنْ قلنا إنَّ كُـلّ ذلك صور تعكس نفسها عن السنوار، روحيته وثبته وثوريته وعبقريته وحنكته وَثقته وإيمانه وعنفوانه، لقد شكَّلَ علامةً فارقةً في تاريخ المقاومة الفلسطينية، وإن كان هذا التاريخ سجل معاركَ يختار فيها القائد أن يشتبك مع العدوّ في معركةٍ غير متكافئة من كُـلّ الوجوه على أن يرفع الراية البيضاء، لكن السنوار يحجز موقعَه ليس بوصفه نموذج المرحلة الراهنة فحسب، بل نموذج النماذج لكل المراحل، وإن لم يكن الأخير فهو المُلهِمُ الأبرزُ لكيفية جديدة ونمطٍ مُغايرٍ للقيادة وحمل راية المقاومة وَالعبور بها قدماً ومواجهة الغزاة حتى تحرير الأرض المقدسة.

    قائد “اللواء 401 مدرع”.. مصرع صاحب أعلى رتبة عسكرية في القوات “الإسرائيلية” في غزة

    أعلنت وسائل إعلام عبرية، اليوم الأحد، عن ما وصفته بـ”الحادث الصعب” في قطاع غزة، سقط على إثره عدد من القتلى والجرحى في صفوف قوات الاحتلال، برتب مختلفة.

    وأكدت وسائل الإعلام “الإسرائيلية” مقتل “العقيد إحسان دقسا” قائد “اللواء 401 مدرع”، في معارك جباليا في قطاع غزة، مشيرة إلى أن هذه أكبر رتبة عسكرية يقتل في قطاع غزة منذ بدء الحرب في 7 أكتوبر 2023.

    وأكدت إذاعة جيش العدو أن الحادثة التي قتل فيها قائد اللواء 401، أصيب فيها 3 ضباط بينهم نائب قائد الفرقة 162 وقائد الكتيبة 52.

    وذكرت أن العقيد الذي قتل في غزة يعتبر واحد من 4 ضباط برتبة عقيد قُتلوا منذ بداية الحرب، في غزة، فيما تحدثت عن تسجيل إصابة مدرعة صهيونية وسقوط عدد من القتلى والجرحى.

    وتواصل المقاومة الفلسطينية استبسالها في المواجهات المباشرة مع قوات الاحتلال في مختلف محاور القتال في قطاع غزة، موقعة بشكل يومي خسائر بشرية ومادية كبيرة في صفوف كيان الاحتلال.

    محاولات سعودية لاحتواء فضيحة اغتيال “قادة المقاومة” و”صحافية تونسية” تعلن انسحابها من قناة “الحدث” السعودية

    بدأت السعودية، اليوم الأحد، محاولات لاحتواء فضيحة مشاركتها باغتيال قادة المقاومة “معنويا”. وأعلنت هيئة تنظيم الإعلام السعودية توقيف محرر بقناة تلفزيونية لم تسميها والتحقيق معه على خلفية خروجها عن مسار السياسة الإعلامية للمملكة.

    وكانت الهيئة تلمح إلى قناة ام بي سي والتي نشرت تقرير عن قادة المقاومة الفلسطينية واللبنانية تحتفل فيه باستشهادهم واخرهم يحيى السنوار والذي وصفه التقرير بالإرهابي.

    وعد التقرير، من قبل خبراء، بمثابة مشاركة الاحتلال باغتيال قادة المقاومة “معنويا”. وقد اثار التقرير موجة غضب في الأوساط العربية أبرزها في العراق حيث اقتحم غاضبون مقرات الشركة في بغداد ودمروا محتوياتها إضافة إلى احراق المقر قبل ان تتخذ الدولة قرار رسمي بإغلاق مقر القناة..

    وصعد التقرير من موجة الغضب العربي والإسلامي من الاعلام السعودية خصوصا وان قناة ام بي سي المملكة للنظام السعودية واحدة من عدة قنوات تمولها الرياض وتتبنى حملة الاحتلال في استهداف قوى المقاومة الإسلامية في كافة جبهات المواجهة مع الاحتلال الإسرائيلي.

    وتوقيت قرار السعودية تسويق اجراءات وتحميل المحرر المسؤولية مع أن جميع التقارير تخضع لمراجعة مسبقة من الاستخبارات محاولة لتهدئة الشارع العربي مع تصاعد الهجوم ضد بن سلمان ونظام والده.

    “هكذا أرضي ضميري”

    هذا وتداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي، خبر انسحاب صحافية تونسية من قناة الحدث السعودية، احتجاجا منها على استهداف المقاومة بتقرير صور أبطال المقاومة الفلسطينية كـ”إرهابيين”، متبنية سردية كيان الاحتلال.

    وأعلنت الصحافية التونسية جيهان النصري انسحابها من العمل مع موقع “الحدث التونسي”، التابع لقناة “العربية” السعودية التي تعتبر هي الأخرى إحدى المؤسسات التابعة لمجموعة “MBC”، بسبب الخطاب التحريضي الذي بثّته مجموعة القنوات السعودية>

    وكتبت النصري عبر حسابها على “فيسبوك”: “انسحبت الآن من مجموعة الحدث التونسي اللي كنت أتعاون معها في إنتاج قصص صحفية مصورة من تونس.. أعلم أن هذا الأمر قد لا يمثّل شيئا ولا وزن له، أمام ما يعيشه أهلنا والمقاومة في فلسطين، ولكنني أريد أن أقنع نفسي بأنني قمت بشيء بسيط أرضي به ضميري”.

    وقالت النصري الحاصلة على جائزة “بشيرة بن مراد” للصحافة في تونس 2021، في تصريحات لوسائل إعلام محلية، إن قرارها جاء استنادا لقناعاتها ومبادئها الذاتية والمهنية، إزاء ما يحدث في غزة من مجازر، وانطلاقا من حقيقة أنّ المقاومة في فلسطين ولبنان هو حق مشروع دفاعا عن الأرض، وفي مواجهة الاحتلال الغاصب.

    واعتبرت أنّ إطلاق صفة “الإرهابيين” على المقاومة ورموزها، يشكل نيلا من أبطالها وشهدائها المدافعين عن شرفهم وكرامتهم، مضيفة: “من حيث المبدأ وإزاء عجزنا عن إسناد المقاومة، نحاول إرضاء ضمائرنا ونثبت لأنفسنا أننا قدّمنا شيئا بسيطا في الحد الأدنى لدعم صمود المقاومة وأهلنا في فلسطين”.

    في ذات السياق، سبق وأن نددت الغرفة المشتركة لفصائل المقاومة الفلسطينية، الأحد، مشاركة قنوات فضائية عربية في تبني وبث روايات مشبوهة تخدم أجندة العدو الصهيوني وتشيطن المقاومة وحاضنتها الشعبية.

    واعتبر البيان، أن “منح مجرمي الحرب الصهاينة وشخصيات عربية معادية للمقاومة مساحة واسعة لترويج أكاذيبهم وحجب أصحاب الصوت الذي يعبر عن ضمير الأمة الحي هو طعنة للشعبين الفلسطيني واللبناني في معركة الدفاع عن الكرامة والحرية وخدمة لحرب الإبادة الجماعية ضدهما”.

    الاستخبارات الأمريكية تؤكد فشل اغتيال “السيد الحوثي” وتطرق بوابة السبع للضغط على اليمن

    اعترفت الولايات المتحدة، اليوم الأحد، بفشل خطتها العسكرية في اليمن.. يأتي ذلك في اعقاب اكبر هجوم على اليمن بقاذفات استراتيجية.

    ونقلت قناة الحرة الامريكية، الناطقة بالعربية، عن المدير الرابع لوكالة الاستخبارات الوطنية، روبرت موريت، تأكيده بان استخدام القوات الامريكية لطائرات الشبح المعروفة بـ”بي-2″ كان يهدف للوصول إلى مواقع القيادات “الحوثية” في إشارة إلى قادة حركة انصار الله في اليمن.

    واشار موريت إلى أن لدى هذه القاذفات قدرة على الوصول إلى تلك المواقع المحصنة. واعترف موريت بفشل خطة أمريكية سابقة عبر استخدام المسيرات في إشارة إلى “ام كيو ناين” التي تعرضت لانتكاسة في اليمن مع اسقاط نحو 11 طائرة منها.

    وهذه المرة الأولى التي تكشف فيها أمريكا عن خطة استدعاء الـ”بي-2″ إلى اليمن منذ تنفيذه نحو 15 غارة طالت صنعاء وصعده معقل قائد حركة انصار الله عبدالملك الحوثي.

    ولم يعلن اي ضحايا جراء تلك الغارات رسميا، بينما خرج السيد الحوثي بعد الغارات بساعات لنعي قائد حركة حماس في غزة يحي السينوار.

    والاغتيالات كانت من الأوراق الأخيرة لواشنطن في حربها على اليمن المستمرة منذ يناير الماضي والهادفة لاحتواء العمليات اليمنية ضد الاحتلال الإسرائيلي. وفشل هذه الخطة يضيف أعباء لواشنطن في مهمتها باحتواء اليمن.

    طرق بوابة السبع للضغط على اليمن

    هذا وطرقت الولايات المتحدة، مزيد من الضغوط الدولية على اليمن.. يأتي ذلك في اعقاب فشل خططها لاحتواء العمليات اليمنية عسكريا. ونظمت أمريكا اجتماع جديد على مستوى مجموعة السبع الكبرى في إيطاليا. وخصص البيان الختامي للقاء الذي عقد على مستوى وزراء الدفاع مساحة كبيرة لليمن.

    وابرز ما تضمنه البيان الختامي للقمة مطالبة من وصفهم بـ “الحوثيين” في إشارة إلى حركة انصار الله بإطلاق سفينة الشحن الإسرائيلي “جلالكسي ليدر” ووقف العمليات البحرية ضد السفن المرتبطة بالاحتلال الإسرائيلي وحلفائه.

    ومع أن غالبية دول مجموعة السبع مشاركة فعليا بالتحالف الأمريكي في البحر الأحمر لحماية الاحتلال الإسرائيلي، الا ان توقيت البيان يشير إلى محاولة واشنطن توسيع رقعة الضغط الدبلوماسي على اليمن خصوصا وان بيان “السبع” جاء مع فشل اخر أوراق واشنطن في اليمن والتي حاولت تنفيذها باستخدام قاذفات استراتيجية من نوع بي -2 وكانت تهدف لتنفيذ اغتيالات على غرر لبنان وفلسطين..

    والاجتماع على مستوى السبع الكبرى ضمن حراك امريكي دبلوماسي نشط عقب تصعيد عسكري في اليمن وسط مخاوف أمريكية من ردة فعل يمنية في ظل التهديدات التي اطلقها مسؤولين يمنيين وتوعدوا خلالها بالرد على الاعتداءات الامريكية الأخيرة.

    الغرفة المشتركة لفصائل المقاومة الفلسطينية: ندين تبني بعض القنوات العربية روايات تخدم أجندة العدو الصهيوني

    الغرفة المشتركة لفصائل المقاومة الفلسطينية: ندين تبني بعض القنوات العربية روايات تخدم أجندة العدو الصهيوني
    الغرفة المشتركة للمقاومة تتوعد بدك المستوطنات وتحذر كيان العدو الإسرائيلي

    أصدرت الغرفة المشتركة لفصائل المقاومة الفلسطينية بيانًا أدانت فيه مشاركة بعض القنوات الفضائية العربية في تبني وبث روايات تخدم أجندة العدو الصهيوني.

    وأشارت إلى أن هذه الروايات تشيطن المقاومة وحاضنتها الشعبية، معتبرة أن ذلك يمثل طعنة للشعبين الفلسطيني واللبناني في صراعهما من أجل الكرامة والحرية.

    وأعربت الغرفة عن استيائها من منح مجرمي الحرب الصهاينة وشخصيات عربية معادية للمقاومة مساحة واسعة لترويج أكاذيبهم. واعتبرت أن هذا السلوك يساهم في حرب الإبادة الجماعية التي يتعرض لها الشعبان الفلسطيني واللبناني.

    كما انتقد البيان بعض القنوات العربية التي تتظاهر بالحياد أمام المجازر المروعة التي يرتكبها العدو الصهيوني، مشيرًا إلى أنه من المخزي أن تتجاهل هذه القنوات ما يحدث على الأراضي العربية.

    وفي ختام البيان، أشادت الغرفة بالأداء المهني للقنوات الفضائية التي تنحاز للحقيقة وتدافع عن الضحايا، وتفصل بين العدو والصديق في هذه المعركة العادلة.

    عملية “البحر الميت” تشعل فتيل الشعب الأردني وأبو عبيده يؤكد: العملية عززت أفاق الجبهة الأردنية الواعدة

    آخر مستجدات معركة "طوفان الأقصى" في اليوم الـ 381

    نفذا شابين أردنيين، الجمعة، عملية “البحر الميت”، بعد أن تسللا من الحدود الأردنية إلى داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة واشتبكا مع جنود الاحتلال قرب منطقة “عين جدي” في البحر الميت، وأوقعوا جنود العدو بين قتيل وجريح.

    وتسلل “عامر قواس” ورفيقه “حسام أبو غزالة” إلى الحدود الأردنية، واشتبكا مع قوات الاحتلال الإسرائيلية قرب منطقة البحر الميت، قبل أن يُقتلا برصاص جيش العدو الإسرائيلي.

    وأعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي إصابة جنديين أحدهما احتياطي بجروح طفيفة في تبادل لإطلاق النار مع المهاجمين، بعد أن دخلا مهاجمين الأراضي الإسرائيلية من الأردن عند الطرف الجنوبي للبحر الميت، فيما تواصل القوات عمليات بحث في المنطقة.

    وأعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، أن قواته قتلت “مهاجمَين عبرا من الأردن إلى الأراضي الإسرائيلية” جنوب البحر الميت وأطلقا النار على الجنود.

    ونُشرت على نطاق واسع على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» فيديوهات منفذا العملية، وهما عامر قواس (كنيته أبو عبيدة الشافعي)، وحسام أبو غزالة (أبو عز الدين)، اللذان أعلنا بحسب الفيديوهات، تبنيهما العملية «انتقاماً من جرائم الاحتلال التي ارتكبت منذ بدء معركة طوفان الأقصى». وظهر كل منهما في فيديو منفصل مع تلاوة “وصية” وإطلاق وصف “الشهيد الحي”، على أنفسهما.

    وتزامن أنباء تنفيذ العملية، مع خروج المئات الشعب الأردني، في مسيرة انطلقت بعد صلاة ظهر الجمعة، من أمام المسجد الحسيني بمنطقة وسط البلد، تحت شعار «يخلف القائد قادة والجندي عشرة»، في إشارة إلى استشهاد القائد العظيم غزة يحيى السنوار.

    “المباركة” ووصفها بـ”الفردية”

    بدورها، أعلنت “الحركة الإسلامية” في الأردن، انتماء منفذي “عملية البحر الميت” إلى صفوفها ودعت “للاحتفال بهما” في بيان أول، لحقه بيان ثان بعد ساعات صدر عن جماعة “الإخوان المسلمين” بمضمون مغاير، وصف العملية بـ”الفردية”.

    وشن الوزير الأردني السابق سميح المعايطة المقرّب من دوائر القرار الرسمية، هجوما على “الإخوان المسلمين” عبر عدة منابر، بعد إعلان الحزب في بيان ظهرا، مباركته للعملية والإفصاح عن انتماء الشابين إلى “الحركة الإسلامية”.

    وقال المعايطة، عبر قناة المملكة الرسمية، إن “على الإخوان المسلمين تقديم توضيحات للدولة الأردنية حول عملية البحر الميت وإذا كان القرار بإنشاء تنظيم مسّلح، فهذا تغيير جذري سيحدد عليه مسار العلاقة مع الدولة بشكل جوهري”، وأضاف أن “هناك فرقا بين عمليات فردية تعودنا عليها وبين عمل متبنى من تنظيم أردني سياسي في البلاد”.

    الجيش الأردني ينفي العملية

    في المقابل، نفى الجيش الأردني مايتم تداوله، وصرح مصدر عسكري مسؤول في القيادة العامة للقوات المسلحة الأردنية أنه لا صحة لما يتم تداوله عبر وسائل الإعلام العبرية باجتياز عسكريين أردنيين الحدود الغربية للأردن. وأوضح المصدر أن القوات المسلحة الأردنية تتابع التطورات، مؤكدا ضرورة تلقي المعلومات من مصادرها الرسمية وعدم تداول الشائعات والأخبار المضللة.

    وكان بيان سابق للجيش، ذكر أن “قوات انتشرت في المكان بعد عبور المهاجمين إلى إسرائيل”، ففتح المهاجمان النار في اتجاهها، و”تمّ تحييدهما”. ويستخدم الجيش كلمة “تحييد” في معظم الأحيان ليقول إنه تمّ قتل المهاجمين، أو في أحيان أخرى إذا تمّ اعتقالهم أو إذا أصيبوا بجروح، أي أنهم أصبحوا خارج القدرة على إلحاق الأذى.

    أبو عبيدة: العملية عززت أفاق الجبهة الأردنية الواعدة

    من جانبه، أكد الناطق العسكري باسم كتائب القسام أبو عبيدة في تصريح خاص بموقع القسام الإلكتروني أن قيادة القسام تلقت تقارير عملية البحر الميت اللافتة بفخرٍ بالغ كعمليةٍ جريئة بطولية عززت من جديدٍ آفاق الجبهة الأردنية الواعدة.

    مضيفاً أن “الشهيدان حسام أبو غزالة وعامر قواس من أبطال طوفان الأقصى وسيظلان نموذجاً ملهماً لنشامى الأردن وعشائرها الحرة أصحاب المواقف المشهودة والبطولات الفذة”.

    ونشرت القسّام صوراً قام الشهيدان بالتقاطها لحاجز عسكري إسرائيلي، خلال عملية رصدهما للمكان الذي نفذا فيه العملية.

    وصايا “قواس وأبو غزالة”

    نُشرت على منصات التواصل الاجتماعي وصية لقواس يتساءل فيها: “ماذا ننتظر يا أبناء شعبنا الأردني؟ أين نخوتنا؟”، مشيرا إلى ما وصفه “بالصمت المجحف”، و”الخذلان التام للعالم” تجاه ما يحدث في غزة.

    وقال “ماذا تعني عبارة: والله لو يفتح باب الجهاد لنكون أول الحاضرين؟ هل تظن أنه سيأتي ملك من السماء ويمسك بيدك ويقول لك هيا فقد فتح باب الجهاد؟ هيا قاتل”، مؤكدا أن “باب الجهاد لم ولن يفتح؛ فباب الجهاد يخلع”. وتابع “أما سمعتم قول الله سبحانه وتعالى: (ادخلوا عليهم الباب فإذا دخلتموه فإنكم غالبون)”.

    فيما قال “حسام أبو غزالة” في وصيته إنه يودع هذه الدنيا وهو يرى “الإسلام يذبح وينحر” وكيف يتألم إخوانه في غزة، وكيف “خذلهم العالم لأكثر من عام، ومع ذلك بقوا صامدين”. ويضيف أن “الدفاع عن مسرى رسول الله شرف لا يناله إلا المؤمنون الصادقون، ونسأل الله أن نكون منهم وأن يصطفينا شهداء مقبلين غير مدبرين”.

    وكشف حسام عن رغبته من قبل في زيارة قطاع غزة، والانضمام إلى كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، التي قال إنها “دافعت عن مسرى رسول الله وأذاقت العدو الويلات، في حين تخلت عنه الجيوش العربية”.

    والجدير ذكره أن عملية البحر الميت تعتبر العملية الثانية التي ينفذها أبطال الأردن، وسبقهما الشهيد ماهر الجازي منفذ عمليّة إطلاق النار في معبر الكرامة والتي قتل فيها ثلاثة جنود صهاينة بتاريخ 8 سبتمبر 2024م.

    انكشاف عورة التطبيع.. الإعلام السعودي يفرح لاستشهاد السنوار

    "معاريف" العبرية: الإعلام السعودي "كأن أفيخاي أدرعي ولد من جديد بالزي السعودي"

    تواصل المملكة السعودية عبر أبواقها الإعلامية مسار الإسناد الواضح للكيان الصهيوني في هذه المعركة الفاصلة بتاريخ الأُمَّــة.

    وعقب تسريع عمليات التطبيع الخليجية مع الاحتلال الصهيوني بتوقيع اتّفاقات “أبراهام” في عام 2020م، زاد الإعلام الخليجي من هذا العداء لفصائل المقاومة الفلسطينية، وفي مقدمتها حركة “حماس”، ووقف الإعلام السعوديّ بجلاء وبشكل واضح لا لبس فيه مع العدوّ الصهيوني في كُـلّ مراحل العدوان على غزة، مستخدمًا العديد من الأساليب المشوهة لصورة المقاومة، والمثبطة لها، وتحميلها مسؤولية كُـلّ ما يحدث في فلسطين المحتلّة.

    ومع هذا المسار، كانت الحقائق تتضح يومًا بعد آخر حول هُــوِيَّة هذا الإعلام السعوديّ، والذي يصفه الكثيرون “بالإعلام العبري”، لكن ما أثار انتباه الكثيرين الذين لم تتضح لهم الصورة أكثر هو حالة التشفي المبالغ بها عبر وسائل الإعلام السعوديّة بعد استشهاد القائد المناضل يحيى السنوار، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس.

    لقد ظهر الإعلام السعوديّ عبر تغطيته لهذا الحدث صهيونيًّا بامتيَاز، متبنيًا السردية الإسرائيلية، ومباركًا للعدو الإسرائيلي ما وصفه بـ “الإنجاز الكبير” في التخلص من “إرهابيين” فلسطينيين في غزة، وهو ما أثار غضبًا واسعًا في المنطقة العربية، وعبر مواقع التواصل الاجتماعي، متسائلين: لماذا هذا الطرب الكبير في السعوديّة حول استشهاد القائد السنوار؟ وما الذي فعله بهم الشهيد يحيى السنوار حتى يتم التعاطي مع استشهاده بهذا السفه والانحطاط الكبير؟!

    صحافة صفراء:

    أبرز وسائل الإعلام السعوديّة التي انحدرت إلى مستوى السقوط المهني هي قناة “العربية” التي تبنت الرواية الصهيونية من أولها إلى آخرها في نقل مشهد استشهاد السنوار، إضافة إلى صحيفة “عكاظ” السعوديّة التي نشرت تقريرًا تم تضمينه في غلاف الصحيفة، وكان مثيرًا للاشمئزاز، فقد كتبت عنوانًا: “إسرائيل تلحق السنوار بهنية.. حماس بلا رأس” أعربت فيه عن نوع من الاحتفاء باستشهاد القائد يحيى السنوار.

    وتولت صحيفة “الشرق الأوسط” مهمة تشويه حماس عبر مقالات كُتابها وأخبارها وتقاريرها، وروجت لانتصار الكيان الصهيوني، وأن حماس لم تستفد شيئًا من الحرب إلا تدمير غزة.

    وعلى خط مواز، بثت قناة MBC”” السعوديّة، تقريرًا تحت عنوان “ألفية الخلاص من الإرهابيين”، وذكر التقرير مجموعة من الشخصيات من بينها مؤسّس القاعدة أسامة بن لادن، وشخصيات أُخرى من قادة القاعدة، إضافة إلى رئيس حركة “حماس” الشهيد يحيى السنوار، وسلفه الشهيد إسماعيل هنية، وورد أَيْـضًا ذكر قائد فيلق القدس الشهيد قاسم سليماني، ونائب رئيس الحشد الشعبي العراقي الشهيد أبو مهدي المهندس، إضافة إلى الأمين العام لحزب الله الشهيد القائد حسن نصر الله.

    ولم تستطع حركة حماس، وهي المكلومة لفقدان قائدها الشهيد يحيى السنوار الصبر، فأصدرت بيانًا وصفت فيه هذا التقرير بـ “الظلامي” و”التحريضي” ضد الحركة وقيادتها، وبأنه “سقوط مهني وإعلامي وأخلاقي”، كما اعتبر هذا التقرير تعبيرًا عن “صحافة صفراء”، وطالبت “القناة بحذفه والاعتذار عن الإساءة لقادة المقاومة الذين قدموا أرواحهم؛ مِن أجلِ تحرير فلسطين”.

    ومع كُـلّ هذا الهجوم الإعلامي للمنابر السعوديّة، أظهر الناشطون السعوديّون عبر مواقع التواصل الاجتماعي فرحة عارمة غير مسبوقة لاستشهاد السنوار، وكأنه كان جاثمًا على رؤوسهم، في حالة من التشفي المبالغ فيه، والتي تدل على أنهم صهاينة بوجوه عربية.

     

    سخط عارم على المملكة:

    وعلى عكس ما كان يتمناه الإعلام السعوديّ بتكريس ثقافة معادية لحركة حماس في المنطقة العربية، وقع الإعلام السعوديّ والناشطون السعوديّون أمام موجة غير مسبوقة من قبل أحرار الأُمَّــة.

    واقتحم مئات العراقيين مكاتب قناة “إم بي سي” السعوديّة في العراق، وقاموا بتحطيم محتويات المكتب وإضرَام النار فيه، وذلك على خلفية تقرير وصفت فيه قادة تنظيمات مسلحة بمن فيهم يحيى السنوار وحسن نصر الله بأنهم “إرهابيون”.

    وظهر في مقاطع فيديو بمواقع التواصل الاجتماعي المحتجين وهم يقتحمون مبنى القناة ويحطمون أثاثها وأجهزتها، وأحرقوا قسمًا من المبنى.

    هذا الغضب الذي تم على أرض الواقع، انتقل سريعًا عبر مواقع التواصل الاجتماعي، حَيثُ أبدى الناشطون استياءهم للتعاطي السعوديّ السافر مع استشهاد القائد يحيى السنوار.

     الصحفي والكاتب اليمني عبد القادر عثمان، كتب منشورًا على صفحته في “إكس” قائلًا: ‏“احتفلوا باستشهاد السيد حسن نصرالله بحجّـة أنه شيعي، واحتفلوا باستشهاد القائد إسماعيل هنية وخبر استشهاد القائد يحيى السنوار؛ لأَنَّه سني.. هم ليسوا مع الشيعة وليسوا مع السنة..؛ لأَنَّهم مع الصهاينة”.

    مغرد جزائري كتب: “هناك حقيقة ‏عندما يستشهد أَو يقتل المدافع عن الشرف، حتمًا سيفرح فاقد الشرف”.

    مصطلحات مائعة:

    ولم يقف الإعلام السعوديّ، خَاصَّة قناة “العربية” وصحيفة “الشرق الأوسط”، فقط مع العدوان باستخدام مصطلحات مائعة تصور إبادة غزة على أنها “تصاعد للعنف في الشرق الأوسط”، ولكن سعى هذا الإعلام لبث روح الإحباط بأن غزة انتهت، وعلى قادة حماس تسليم أنفسهم أَو مغادرة غزة، برغم أن كُـلّ المؤشرات منذ اليوم الأول لـ (طُـوفَان الأقصى) كانت تدل على هزيمة الاحتلال.

    أيضًا استخدم الإعلام السعوديّ مصطلحات “المسلحين” كأنه يستنكف تسمية مقاتلي القسام بأنهم “مقاومون” أَو “مجاهدون”.

    وسعى الإعلام السعوديّ إلى ترسيخ فكرة أن “إسرائيل” دولة مسالمة يتم الاعتداء عليها من طرف المقاومة الفلسطينية، وأن هذه التوجّـهات الجديدة للنظام السعوديّ في عهد المجرم محمد بن سلمان هي للمزيد من القفز في الحضن الصهيوني.

    وعلى مدى عام كامل من (طُـوفَان الأقصى)، وما قبله، كان أداء قناة “العربية” مثيرًا للشبهات في تعاملها مع حروب غزة كلها، حَيثُ تبنت وجهة النظر الصهيونية، ونشرت أنباء هدم المنازل وقتل الفلسطينيين على أنها “عنف متبادل”، وتصاعد هذا الدور المشبوه في “طوفان الأقصى”؛ ليصل إلى حَــدّ مهاجمة قادة حماس.

    وصل الأمر بالقناة السعوديّة إلى التشكيك في عملية القصف الذي طال المستشفى المعمداني، والذي تسبب في استشهاد ما لا يقل عن 500 من المرضى والمواطنين الموجودين به ساعة القصف، مطالبة بانتظار نتائج التحقيق، رغم أن مراسلي القناة كانوا بالمكان، ثم تبنت الرواية الصهيونية بأن صاروخًا فلسطينيًّا هو الذي قصف المستشفى لا طائرات “إسرائيل”!

    وأمام كُـلّ ما سبق، لم يعد خفيًّا على أحد أن التعاطي الإعلامي السعوديّ مع الأحداث في غزة، ينسجم تمامًا مع الموقف السعوديّ الرسمي، والذي يرى حركة حماس بأنها عدو وَ”إسرائيل” بأنها صديق؛ ولهذا يعتقل النظام مسؤولي حماس في المملكة، وكل هذا في استمرار واضح للاندفاع السعوديّ للتطبيع العلني مع الكيان المؤقَّت، بما يخدم المصلحة الأمريكية البحتة.
    ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    تقرير |  أحمد داود

    القائد السنوار نموذجٌ للصمود والإصرار

    في عامٍ حافِلٍ بالتحديات وكشف الأقنعة ونسف الأساطير، استشهد صانع “طوفان الأقصى” والقائد الذي لم يكن مُجَـرّد رجلٍ يقاوم الاحتلال، بل كان رمزًا وتاجًا للصمود والتحدي، وشخصية جهادية استطاعت أن تقلب موازين القوى وتضعف هيبة الجيش الإسرائيلي الذي طالما وُصف بأنه لا يُقهَر.

    وخلال سنوات سجنه، لم يكن السجن نهايةَ الطريق بل بداية مرحلة جديدة من النضال. خلال 23 عاماً من الاعتقال، لم يتوقف عن العمل. حول السجن إلى مدرسة لتعليم فنون المقاومة وتبادل الأفكار والخطط. كان يرسل الرسائل المشفرة وينقل التوجيهات لرفاقه خارج السجن، مما ساهم في استمرار العمليات المقاومة بشكل فعال.

    حتى بعد خروجه من السجن، لم يتوقف القائد عن نضاله. فقد استمر في قيادة المقاومة في منطقة جغرافية صغيرة رغم كُـلّ التحالفات الدولية التي وقفت ضد حركة حماس، وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية. هذا الصمود كشف هشاشة الأنظمة الليبرالية وكشف عن زيف عناوينها البراقة، وفضح كُـلّ الدول القريبة والبعيدة واظهرها على حقيقتها.

    إن هذا القائد لم يكن فقط يقاوم الاحتلال، بل كان أَيْـضاً يشعل روحَ الجهاد والمقاومة في شباب الأُمَّــة؛ إذ تمكّن من كسر حاجز الخوف وزرع في قلوب الشباب شجاعة لا تعرف الخوف؛ مما جعلهم مستعدين لمواجهة الصلف الصهيوني بكل شجاعة وإصرار.

    استشهاد هذا القائد تذكير لنا جميعاً بأهميّة المقاومة والجهاد والصمود في وجه الظلم والاستكبار، وقصته ستظل محفورة في قلوبنا، وتلهم الأجيال القادمة لمواصلة النضال حتى تحقيق الحرية والكرامة، واستعادة الأراضي المحتلّة. إننا نودع هذا البطل لكن روحه ستظل حية في نفوس كُـلّ من يؤمن بعدالة القضية ويعمل لأجلِها.

    ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    د. نجيب علي مناع