المزيد
    الرئيسية بلوق الصفحة 914

    مقبرة الدبابات الأوكرانية.. أي أسلحة استخدمتها روسيا في صدّ الهجوم المضاد؟

    مقبرة الدبابات الأوكرانية.. أي أسلحة استخدمتها روسيا في صدّ الهجوم المضاد؟

    أهمية الأسلحة الروسية المضادة للدروع برزت بصورة خاصة خلال الأسبوعين الفائتين، مع تدمير عشرات الدبابات والمدرعات الأوكرانية في الموجة الأولى للهجوم المضاد، فما أبرز هذه الأسلحة وما هي مميزاتها وقدراتها؟

    بعد انطلاق الهجوم الأوكراني المضاد ضد القوات الروسية، والذي يعتمد بصورة كبيرة على الدبابات والمدرعات الغربية، برزت أهمية الأسلحة الروسية المضادة للدروع في التصدي له، وظهرت فعاليتها بصورة خاصة خلال الأسبوعين الفائتين، مع تدمير عشرات الدبابات والمدرعات الأوكرانية.

    فما أبرز هذه الأسلحة الروسية، وما مواصفاتها؟

    1- منظومة “كورنيت”

    الكورنيت هو سلاح صاروخي روسي شهير، موجَّه بالليزر ومضاد للدبابات.

    واستمدّت هذه الصواريخ سمعتها المخيفة من مداها الأقصى، الذي يتجاوز كثيراً معظم الصواريخ الحالية المضادة للدبابات، كما يتجاوز مدى معظم الدبابات على اكتشاف المنظومات المضادة لها.

    وبالمقارنة مع أهم الصواريخ الغربية المضادة للدروع، يمكن لصاروخ جافلين “أف جي أم -148” الأميركي أن يصيب هدفه بفعالية على بعد 2.5 كيلومتر، في حين أنّ منظومة “كورنيت-إي” يبلغ أقصى مدى فعال له 5.5 كيلومترات، ولاحقاً أصدرت الشركة المصنعة لمنظومة “كورنيت” النسخة المعدلة، والتي يصل مداها إلى نحو 10 كم.

    ويحمل صاروخ “كورنيت” رأساً حربياً مزوّداً بشحنة انفجارية قمعية ترادفية (تاندم)، ويُعَدّ ذا قدرة هائلة على اختراق الدروع، ولا سيما بالنسبة إلى حجم الصاروخ الذي يُعَدّ من أكبر وأقوى الأسلحة المضادة للدروع الثقيلة التي تمت صناعتها على الإطلاق، ويمكنه عبر الانفجار الترادفي أن يخترق حتى الدروع التفاعلية الحديثة، ويتمّ توجيهه على نحو دقيق ومستمرّ عبر الليزر.

    ودخلت منظومة “كورنيت” الخدمة عام 1998، كبديل عن منظومة “كونكورس” الأقدم، وتصل قدرته على اختراق الدروع إلى حدود 1000 مليمتر في الفولاذ، والمدى الطبيعي إلى 5.5 كم، كما أنّ طول الصاروخ هو 1200 ملم وقطره 152 ملم، ووزنه 8.2 كجم، بينما يصل الوزن الإجمالي للمنظومة إلى 29.2 كجم، ويصل وزن الرأس الحربي إلى 7 كجم.

    2- صواريخ “فيخر”

    تمّ تصميم الصاروخ الموجّه “فيخر -1″، الذي يتمّ إطلاقه من الجو، للاشتباك مع الأهداف الأرضية المتحركة المحمية بالدروع التفاعلية، ويمكنه كذلك تدمير الأهداف الجوية متوسطة السرعة، مثل طائرات الهليكوبتر والطائرات الهجومية والطائرات بدون طيار، والأهداف الموجودة على سطح البحر.

    وصُمّم الصاروخ الموجه جواً، من جانب شركة “كلاشنيكوف” الروسية الشهيرة، ليكون فعالاً في الليل والنهار، وفي الظروف الجوية السيئة، وأن يتحمل الحرارة المنخفضة والمرتفعة، بحيث يظل قادراً على الاشتباك مع الأهداف الأرضية والأهداف على سطح الماء وفي الجوّ.

    ويصل وزن الصاروخ “فيخر -1” في حاويته إلى 59 كجم، ومداه يتراوح بين 800 و8000 متر، وقد يصل مداه الأقصى إلى 10 كم، وتصل قدرته على اختراق الدروع مع زاوية التقاء بالهدف 90 درجة إلى 750 مم. وتفوق سرعته 600 متر/ثانية.

    وفي الآونة الأخيرة تمكنت صواريخ “فيخر -1″، التي تمّ تركيبها على طوافات “كا-52” أو “القاطور” المتطورة، من استهداف المدرعات والدبابات الغربية التي شاركت في الهجوم المضاد، ولا سيما مدرعات “برادلي”، إذ نشر موقع شركة “كلاشنيكوف” الروسية مقاطع مصورة للاستهداف وانفجار الآلية مباشرة بعد إصابتها.

    3- صواريخ “أتاكا”

    هو صاروخ موجه مضاد للدبابات، من صناعة الاتحاد السوفياتي السابق، ولديه توجيه قيادة لاسلكي، ويجب توجيهه نحو الهدف طوال الطريق بين الإطلاق والوصول. وتم تصميمه لمواجهة الدبابات ذات الدروع المركبة والدروع التفاعلية المتفجرة.

    ويتمّ تخزين صاروخ أتاكا في أنبوب بلاستيكي مقوى بالزجاج، والذي يعمل أيضاً كقاذف، ويحمل النظام بواسطة أنواع متعددة من طائرات الهليكوبتر، بما في ذلك إم أي-28 و إم أي-35، كما يُستخدم على المركبات الأرضية مثل “بي إم بي-تي”.

    ويوجد ثلاثة أنواع صواريخ رئيسة متوافقة مع نظام الإطلاق، الأول سلاح مضاد للدروع من مرحلتين، يتميز برأس حربي ترادفي للتعامل مع الدروع الإضافية. والثاني صاروخ له رأس حربي حراري (فراغي)، لاستخدامه ضد مواقع المشاة والمخابئ. والثالث يتميز برؤوس حربية ممتدة على الهيكل، الأمر الذي يوفر للصاروخ قدرة جو – جو ضدّ الطائرات منخفضة الارتفاع وبطيئة الطيران.

    وفي الواقع، فإنّ النسخ الأولى من الصاروخ تعود إلى عام 1980، وانتشرت منظومات “أتاكا” في عدد من البلدان الأخرى ذات التسليح الشرقي، بعد أن أثبت فعالية وعملانية ميدانية، أبرزها الجزائر وبيلاروس والبرازيل والهند وإندونيسيا وإيران.

    ويصل طول الصاروخ إلى 1.83 م وقطره 0.13 م،ووزنه 42.5 كجم، أما نظام التوجيه فهو راديوي وشبه أوتوماتيكي مع خط البصر، ويبلغ وزن الرأس الحربي 7.4 كجم، ومدى الصاروخ يصل إلى 6 كم، أما سرعته فهي بين 400 و500 متر/ثانية.

    4- مدفعية 125 ملم “مانغو”

    يستخدم الجيش الروسي عائلة من الذخيرة المدفعية من عيار 125 ملم، تُعرف باسم “مانغو”، منذ منتصف الثمانينيات، مع جميع مدافع 125 ملم المستخدمة في دبابات القتال الرئيسة والمدرعات، بما في ذلك دي-81.

    وتتألف هذه العائلة من عبوة متفجرة (خرطوشة) وقضيب خارق للدروع مصنوع من الفولاذ، ويمكن استخدامها مع دبابات تي-72 و تي-90، وتعرف بلقب “مانغو”. ودخلت هذه القذائف الفعالة الخدمة مع الجيش الروسي في عام 1986، وتستخدم نواة من سبائك معدن التنغستن الثقيل، كبديل عن اليورانيوم، مغلفة بالفولاذ، كقذيفة لاختراق دروع دبابات العدو وناقلات الجند المدرعة.

    وأثبتت التجارب أنّ هذه الأنواع من القذائف فعالة جداً ضدّ الدروع، حتى الحديثة منها، بسبب كونها تستهدف المركبة من الأعلى عادةً، وهي المنطقة التي تكون أقلّ تدريعاً من المقدمة والجانبين والأسفل.

    إذ أظهرت صور تناقلتها وسائل التواصل لدبابات ليوبارد متضررة من المعركة خلال الهجوم الأخير، أنّ تدريعها الفوقي رقيق نسبياً وغير مقاوم للقذائف والشظايا، وقدّر محللون أنّ سماكة الدرع لا تزيد عن سنتمترين أو ثلاثة، وهو ما يعني أنّ الشحنات المتفجرة القمعية والقذائف الخارقة للدروع وحتى القذائف العادية قد تكون قاتلة لهذه الدبابات.

    5- مسيّرات “لانست” الانتحارية

    تُعَدّ هذه المسيّرات الانتحارية من أبرز مظاهر القدرة الروسية على التكيف مع متطلبات العمليات القتالية، بحيث تطورت القدرة الإنتاجية لهذه المسيرات بصورة هائلة مع بداية العملية العسكرية وظهور فعاليتها الكبيرة في جبهات القتال ضد مختلف أنواع الأهداف الثابتة والمتحركة.

    ويمكن لهذه الطائرة من دون طيار أن تطير بسرعة من 80 إلى 110 كم/ساعة، مع أقصى قدر من التحمل 40 دقيقة، ويبلغ وزن الإقلاع الإجمالي الأقصى لـ “لانست 3” نحو 12 كغم، وصممت بالأصل لتحمل حمولة متفجرة تصل إلى 3 كغم، وهي تعمل بتوجيه إلكتروني ضوئي ووحدة توجيه تلفزيونية، تسمح بالتحكم في الذخيرة خلال المرحلة النهائية من الرحلة.

    ولاحقاً، تمّ تعديل النموذج “3 أم” ليحمل وزناً يفوق 5 كغم، وتمّ إنتاج عدة أنواع من الرؤوس المتفجرة، منها الترادفي المضاد للدروع، والمتفجر الحراري ضد التحصينات والخنادق، والمشظي ضد الأفراد.

    كما تمّ إنتاج نسخة مصغرة “لانست 1″، تحمل عبوة وزنها 1 كجم، وتستخدم بصورة أساسية في المعارك القريبة وضد الأفراد والأهداف، التي لا تُعَدّ شديدة الأهمية، كالآليات خفيفة التصفيح.

    نقاط ضعف الدبابات والمدرعات الغربية

    واستفادت القوات الروسية في بناء قدراتها لمواجهة الألوية المدرعة الأوكرانية، من عدة نقاط، أبرزها:

    1- التدريع غير التفاعلي

    قدّم الغرب أنواعاً متقدمة من الدبابات والمدرعات، لكن حتى الآن لم يظهر أي دليل موثّق يشير إلى وجود دروع تفاعلية متفجرة لدى القوات المدرعة الأوكرانية، والسبب في ذلك قد يعود، بحسب محللين، إلى غياب القدرة على تسليح مئات الدبابات والمدرعات بدروع تفاعلية، على نحو يفي الحاجة إلى تنسيق هجوم سريع، بينما سيحتاج هذا الأمر إلى وقت إضافي، غير الصيانة والنقل والتدريب.

    ومن المعلوم أنّ هذا النوع من الدروع يقلل احتمال تدمير المركبة المدرعة بواسطة الأسلحة التقليدية، ويزيد في فرص نجاة طاقمها.

    2- غياب التغطية الجوية وتفوق المدى لمصلحة الأسلحة الروسية

    تحدّث الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مؤخراً، في مقابلة تلفزيونية، عن أزمة غياب التغطية الجوية للقوات الأوكرانية، وهو الأمر الذي أكّد أنه سيكون سبباً في تكبّد قواته خسائر كبيرة في مقابل القوات الروسية.

    وبطبيعة الحال، فإنّ غياب التغطية الجوية يعني السماح لمجموعات أسلحة روسية مضادة للدروع ، وقوات المدفعية القريبة والبعيدة، بالعمل بصورة فعالة ومريحة نسبياً، فضلاً عن سلاح الجو الروسي والمروحيات.

    وعلى الرغم من وضوح هذا الأمر وكثرة الحديث عنه في أوساط المحللين الغربيين، فإنه يبدو أنّ موسكو تمكّنت من فرض معادلة على القوات الغربية، تجعل تزويد كييف بطائرات حربية مسألة محرّمة، وتوجب التعامل مع الوضع المشتعل على الجبهة في ظلّ فقدان الغطاء الجوي.

    ويبرز في هذا الإطار تفوّق الأسلحة الروسية المضادة للدروع في مداها على نظيرتها الغربية ومدافع الدبابات والمدرعات، الأمر الذي يسمح باصطياد هذه الآليات في أثناء اقترابها من خطوط الدفاع الروسية، قبل أن تدخل مدىً يسمح لها بالتعامل المباشر مع القوات الروسية، وهذا ما ظهر في “مجزرة الدبابات والمدرعات” التي حدثت في الأسبوعين الفائتين.

    3- هجوم مقابل دفاع

    بطبيعة الحال، فإنّ القوات المهاجمة تكون نسبة خسائرها أكبر بأضعاف من القوات المدافعة، وحجم المخاطرة أكبر كثيراً، على الرغم من أنّ أرقام الخسائر الأوكرانية جاءت أكبر كثيراً من المتعارف عليه عادةً وهو 3 مهاجمين في مقابل كل مدافع.

    ويعود ذلك إلى أنّ القوات الروسية اكتسبت خبرات قتالية خلال الفترة الماضية، وتمكنت من تثبيت دفاعاتها وبناء خطط تكتيكية تسمح بالعمل بشكل منسجم بين مختلف أذرع القوات ضدّ أي هجوم أوكراني، وتنسق بين الاستطلاع وسلاح ضد الدروع وسلاح المدفعية والمسيرات الانتحارية والمدفعية المباشرة.

    4- طواقم أوكرانية حديثة التدريب وحديثة العهد بالأسلحة الغربية

    هذا الأمر عبّر عنه كثير من المحللين العسكريين الغربيين، عندما بدأ الحديث عن إرسال الدبابات إلى كييف الصيف الفائت، ومفاده أنّ التدريب على العمل الميداني الفعال بين الكتائب المدرعة الأوكرانية، وتنسيق الجهود في ميدان المعركة مع مختلف الأسلحة والأذرع، وخوض المعارك ضمن تشكيلات فعالة، أمر يحتاج إلى خبرات عالية وتدريب طويل.

    وأظهرت صور الدبابات والمدرعات المحترقة في الطرق الرئيسة، والمكدسة قرب بعضها البعض، ضعف قدرات الحركة والمناورة والتمويه لدى القوات الأوكرانية، التي أُوكلت إليها هذه المهمة الصعبة في قيادة الموجة الأولى من الهجوم المضاد، ضد إحدى أكثر المناطق الروسية تحصيناً.

    وأوضحت مشاهد الدفاع الروسية أنّ قواتها قامت في عدد من الأحيان باستهداف القوات الأوكرانية بصورة مريحة وعن بعد آمن وبأسلحة ملائمة، سواءٌ من الأرض أو عبر المروحيات القتالية والمسيرات، من غير تكبّد أي مخاطرات أو خسائر.

    وتقدّر المصادر الموثوق بها خسائر أوكرانيا بأكثر من 150 قطعة متنوعة، بينها نحو 20 مركبة برادلي ونحو 10 دبابات ليوبارد، بينما تحدثت الأوساط الروسية بصورة رسمية عما يقارب 400 آلية عسكرية، تمّ تميرها أو إعطابها خلال الأيام الـ10 الأخيرة.

    كما شكّل إعلان البنتاغون، على عجالة، خلال اليومين الماضيين، إرسال أسلحة ومركبات برادلي وذخيرة إلى كييف، من المخزون الاستراتيجي الأميركي، تأييداً للتقديرات التي تحدثت عن “خسائر أوكرانية فادحة” خلال الأيام الأولى للهجوم المضاد، فاقت كثيراً التوقعات الاكثر سوداوية بشأن صعوبة اختراق الخطوط الدفاعية الروسية.

    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    هادي حطيط

    يوسف الفيشي يحذر تحالف العدوان من مساندة “المرتزقة”

    يوسف الفيشي يحذر تحالف العدوان من مساندة “المرتزقة”

    وجه عضو المكتب السياسي لأنصار الله، يوسف الفيشي تحذيرا لتحالف العدوان من الاستمرار في الحرب على اليمن ووضع ومساندة فصائل المرتزقة الموالية له.

    وقال الفيشي في حسابه بتويتر: العدوان بين خيارين: – رفع يده عن اليمن والتخلي عن مرتزقته وتركهم لمواجهة مصيرهم. – أو مساندتهم والتضحية باقتصاده وأمنه واستقراره.

    وهذه هي أول مرة يتحدث فيها قيادي بارز في أنصار الله عن مستقبل الفصائل الموالية للتحالف، وباعتبار هذا الخطاب من موقع قوة وفرض شروط على التحالف فإن هذه الفصائل أمام مصير غامض ومجهول، حيث من المستبعد أن تفضل السعودية التضحية باقتصادها وأمنها واستقرارها على التخلي عن الفصائل الموالية لها.

    الأجهزة الأمنية توضح ملابسات الحملة التي نفذتها في عمران

    صنعاء تعلن عن انجاز امني استراتيجي غير مسبوق

    أكدت الأجهزة الأمنية أن الحملة التي نفذتها في منطقة شوابة في مديرية ذيبين بمحافظة عمران، كانت لإيقاف اشتباك بين السبيعات وبيت العاصي.

    وذكرت شرطة منطقة شوابة أنها تلقت عصر الأحد الرابع من يونيو الجاري، بلاغاً عن حدوث خلاف بين السبيعات وبيت العاصي بسبب استحداث من قبل “بيت السبيعي” في أرض محل خلاف.

    وأشارت إلى أنه تم التدخل ووقف الاستحداث، واستُدعيَ طرفا الخلاف إلى مقر الشرطة -وبوجود مدير مديرية ذيبين، التزم الطرفان بوقف أي استحداث على الأرض محل الخلاف، واللجوء إلى التحكيم.

    وأفادت أنها تلقت عند الساعة السابعة من مساء نفس اليوم بلاغاً عن حدوث إطلاق نار بين الطرفين، نتج عن ذلك مقتل “حسين راجح السبيعي”، فتم إرسال حملة أمنية مكونة من خمسة أطقم إلى مكان الحادث، وتمكنت الحملة من إيقاف إطلاق النار بين الطرفين.

    ولفتت إلى أن الحملة الأمنية ومعها الأدلة الجنائية اتخذت الإجراءات القانونية، وجمع الاستدلالات الأولية وتدوين أقوال الشهود، وعند البحث عن المتهمين بالقتل، اتضح أنهم فروا قبل وصول الحملة.

    وبيّنت شرطة منطقة شوابة أنها بدأت في اليوم التالي البحث عن المتهمين بالقتل وتفتيش أحد المنازل بوجود الشرطة النسائية، ولم يتم العثور عليهم، وما تزال المتابعة جارية.

    الإمارات تنهب أطنان من الأحجار المرجانية من سقطرى

    الإمارات تنهب أطنان من الأحجار المرجانية من سقطرى

    كشف ناشطون عن قيام سفن تجارية اماراتية بنهب مئات الأطنان من أحجار الشعاب المرجانية من شواطئ أرخبيل سقطرى التي تعد محمية طبيعية ضمن منظمة التراث العالمي (اليونيسكو) الى الامارات.

    وقال الناشط السقطري عبدالله بدأهن، إن سفن تجارية عبر مستثمرين محليين واماراتيين، قامت خلال الأسابيع الماضية بنقل مئات الأطنان من أحجار الشعاب المرجانية، والتي لفضها البحر إلى سواحل سقطرى، خلال مراحل من الأعاصير وحالات المد والجزر.

    وأضاف، بدأهن في صفحته بـ(فيسبوك)، أن تصدير الأحجار المرجانية كان متوقف منذ سنوات خاصة بعد إدراج سقطرى على قائمة التراث العالمي لليونسكو.

    وتابع: “للأسف خلال هذه الفترة ونظراً لما تشهده سقطرى في ظل تواجد الاحتلال الاماراتي أصبحت الفرصة مواتية بل ومحفزة للكثير من الأنشطة والأعمال غير القانونية ومنها تلك المتعلقة بنهب الأحجار المرجانية”.

    وذكّر بدأهن بتحذيرات خبراء من الإضرار بالأحياء البحرية، خاصة في ظل استمرار العملية، واحتمال وصولها إلى استخراج الأحجار المرجانية من أعماق البحار مستقبلاً”.

    هي الرابعة.. هزة أرضية تضرب خليج عدن الساعات الماضية

    هي الرابعة.. هزة أرضية تضرب خليج عدن الساعات الماضية

    ضربت هزة أرضية الساعات الماضية، هي الرابعة خلال اسبوعين وسط منطقة خليج عدن.

    وقال مركز رصد الزلازل الأوروبي المتوسطي ان هزة بحرية جديدة بقوة 4.9 ريختر وعمق 10km ضربت خليج عدن قبالة سواحل اليمن.

    واشار المركز الى ان الهزة ضمن 312 هزة أرضية وبحرية بقوة الثانية والثالثة والرابعة حول العالم، منها هزة بحرية بقوة 3.4 ريختر قبالة سواحل درنة في ليبيا وزلزال بلغت قوته 6.2 ريختر وعمق ضحل قبالة سواحل الفلبين.

    فوضى الجنوب.. اختطاف ضابط تابع للانتقالي في عدن والعثور على جثة عليها آثار تعذيب في لحج

    فوضى الجنوب.. اختطاف ضابط تابع للانتقالي في عدن والعثور على جثة عليها آثار تعذيب في لحج

    أفادت مصادر إعلامية في عدن بتعرض ضباط في قوات الانتقالي يدعى معتز أبو ريان للاختطاف من قبل مسلحين ملثمين في حي الممدارة في الشيخ عثمان.

    وبحسب المصادر تم اختطاف أبو ريان يوم الثلاثاء حيث كان المسلحين يستقلون باص نوع فوكسي وقاموا باقتياده ونقله مع سيارته إلى جهة مجهولة.

    العثور على جثة عليها آثار تعذيب

    على ذات السياق، قالت مصادر محلية في محافظة لحج إن مواطنين عثروا على جثمان الشاب “محمد فضل جامع” بمنطقة العند التابعة لمديرية تبن بمحافظة لحج، وعليه آثار تعذيب بأدوات حادة في جسده.

    ولم يكشف حتى الآن ملابسات الحادثة لكنها تأتي في سياق الفوضى التي تعيشها المناطق الخاضعة لسيطرة تحالف العدوان والانتهاكات التي تنفذها فصائل المرتزقة الموالية لها.

    فايننشال تايمز: ألمانيا تعلن العداء لروسيا رسمياً

    فايننشال تايمز: ألمانيا تعلن العداء لروسيا رسمياً

    يبيّن الصحافيان غي شازان ولورا بيتل، في هذا المقال الذي نشرته صحيفة “فايننشال تايمز – Financial Times”، بأن الدولة الألمانية من خلال أول استراتيجية أمن قومي لها، التي عرضتها وزيرة الخارجية أنالينا بربوك والمستشار أولاف شولتز بالأمس الأربعاء، قد وصفت روسيا بأنها “أكبر تهديد” للسلام، ووصفت الصين أيضًا بأنها منافسة، وحدّدت خطتها لجعل الجيش الألماني المعروف بالـ”بوندسفير” هو حجر الزاوية للدفاع الأوروبي.

    وبالتالي نستطيع الاستنتاج بأن الإدارة الأمريكية استطاعت خلق حالة عداء جديدة بين الدول الأوروبية وروسيا (ألمانيا إحدى أهم الدول الأوروبية لناحية القوة الاقتصادية)، لكي تستمر واشنطن في كسب مصالحها من ذلك.

    النص المترجم:

    كشفت ألمانيا النقاب عن أول استراتيجية للأمن القومي لها على الإطلاق، مما يمثل علامة فارقة في جهودها لإصلاح الدفاع والسياسة الخارجية في أعقاب الحرب الروسية في أوكرانيا، ومواجهة مجموعة من التهديدات الناشئة من الهجمات الإلكترونية إلى تغير المناخ.

    تلزم الخطة ألمانيا بزيادة الإنفاق على الدفاع إلى 2 في المائة من ناتجها المحلي الإجمالي، وإن كان ذلك فقط “بمتوسط متعدد السنوات”. كما أنها تحدد الجيش الألماني – القوات المسلحة الألمانية – على أنه “حجر الزاوية في الدفاع التقليدي لأوروبا”.

    وتقول الخطة إن روسيا تشكل “أكبر تهديد للسلام والأمن في المنطقة الأوروبية الأطلسية”، مما يؤكد التغييرات العميقة في المشهد الأمني لأكبر اقتصاد في أوروبا منذ أن أطلق الرئيس فلاديمير بوتين العنان لغزو أوكرانيا العام الماضي.

    وتصف الصين، الشريك التجاري الأكبر لألمانيا، بأنها تعمل بشكل متزايد كمنافس مزاحم لبرلين وتشكل تهديدًا متزايدًا للأمن الدولي في السنوات الأخيرة. لكنها تضيف أنه بدون بكين، “لا يمكن حل العديد من التحديات والأزمات العالمية”.

    تأخر نشر الإستراتيجية مرارًا وتكرارًا بسبب الخلافات في ائتلاف المستشار أولاف شولتز حول فقرات رئيسية في النص. دعا حزبان، الحزب الديمقراطي الحر وحزب الخضر، في البداية إلى إنشاء مجلس للأمن القومي على غرار تلك الموجودة في الولايات المتحدة وفرنسا والمملكة المتحدة – لكن هذه الفكرة قوبلت بالرفض في النهاية.

    تأتي الاستراتيجية بعد ما يقرب من 16 شهرًا من إبلاغ شولتز البوندستاغ (البرلمان الاتحادي)، بأن غزو بوتين لأوكرانيا يمثل نقطة تحول في تاريخ ألمانيا ما بعد الحرب العالمية الثانية، مما يستلزم إعادة توجيه السياسة الدفاعية والأمنية. وقال إن برلين ستنهي اعتمادها في مجال الطاقة على روسيا، وتنفق أكثر بكثير على جيشها، مما يؤدي إلى إنشاء صندوق استثماري بقيمة 100 مليار يورو للبوندسفير.

    وقال شولتز للصحفيين يوم الأربعاء إن فكرة “الأمن المتكامل” عززت الخطة التي وصفها بأنها “دمج جميع الوسائل والأدوات لتعزيز أمن ألمانيا في مواجهة التهديدات الخارجية”.

    وقال “الأمر لا يتعلق فقط بالدفاع والبوندسفير ولكن النطاق الكامل لأمننا”، مضيفا أن الوثيقة تغطي “الدبلوماسية بقدر ما تغطي الشرطة وخدمة الإطفاء والإغاثة في حالات الكوارث والتنمية الدولية والأمن السيبراني ومرونة سلاسل التوريد لدينا”.

    قالت أنالينا بربوك، وزيرة الخارجية من الحزب الأخضر، إن الأمن في القرن الحادي والعشرين لم يكن يتعلق فقط بالجيوش والدبلوماسية، بل ضمان أنه “يمكنني شراء الأدوية الأساسية من الصيدلي، والتي لا تتجسس عليها الصين عند الدردشة مع الأصدقاء أو التلاعب بي من قبل الروبوتات الروسية أثناء التمرير على وسائل التواصل الاجتماعي”.

    قالت جوليا فريدلاندر، العضوة السابقة في مجلس الأمن القومي الأمريكي، إن نشر الاستراتيجية يمثل تغييرًا كبيرًا في كيفية وصف ألمانيا “لدورها في العالم”.

    قال فريدلاندر، الذي يرأس الآن مكتب أتلانتيك بريدج في برلين، الذي يروج لتوثيق العلاقات بين ألمانيا والولايات المتحدة: “فقط لكي تكون قادرًا على القول: هذه هي مصالح ألمانيا! فهذه خطوة كبيرة في الاتجاه الصحيح”.

    تستند استراتيجية الأمن المؤلفة من 76 صفحة على ثلاث ركائز: تحسين قدرة ألمانيا على الدفاع عن نفسها. تعزيز المرونة – جزئيًا عن طريق تقليل اعتمادها على بعض البلدان للحصول على المواد الخام والطاقة، وتنويع سلاسل التوريد وتعزيز الدفاعات السيبرانية؛ وأهمية الاستدامة.

    وردا على سؤال حول مدى سرعة وفاء ألمانيا بتعهدها بإنفاق 2 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي على الدفاع، قال كريستيان ليندنر، وزير المالية وزعيم الحزب الديمقراطي الحر، إن “النية السياسية” هي القيام بذلك العام المقبل. وأضاف أنه سيتم تحقيق الهدف جزئيًا باستخدام أموال من صندوق Bundeswehr البالغ 100 مليار يورو. أنفقت ألمانيا 1.49 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي على الدفاع العام الماضي، وفقًا لأرقام الناتو المؤقتة.

    قال ثورستن بينر، مدير المعهد العالمي للسياسات العامة في برلين، إن الاستراتيجية وأهدافها المعلنة كانت “إيجابية للغاية”، لكنه أشار إلى أن ليندنر أصر على وجوب تنفيذها دون إنفاق أموال إضافية. قال: “إنها تقول كل الأشياء الصحيحة ولكنها لا تأتي مع التزام سياسي لتعبئة الموارد اللازمة لذلك”.

    بتهمة التعاون مع صنعاء.. السعودية تعتقل ضابط كبير في قوات المرتزقة وتقوم باخفائه “وثيقة”

    بتهمة التعاون مع صنعاء.. السعودية تعتقل ضابط كبير في قوات المرتزقة وتقوم باخفائه

    كشفت وثيقة عن اعتقال السعودية ضابطاً كبيراً في قيادة القوات الجوية والدفاع الجوي التابعة لحكومة المرتزقة الموالية لتحالف العدوان السعودي الإماراتي.

    ووفقاً للوثيقة التي رفعها قائد القوات الجوية الموالية للتحالف، اللواء المرتزق راشد ناصر الجند، إلى رئيس الأركان صغير بن عزيز، فإن العميد علي محمد القرماني وهو أحد قيادات القوات الجوية حيث يعمل بشعبة العقود في مكتب قائد القوات الجوية، تم اعتقاله من قبل المباحث العامة في السعودية في رمضان الفائت حيث دخل السعودية لأداء العمرة.

    وتكشف الوثيقة أنه وقبل مغادرته للسعودية متجهاً إلى القاهرة تم اعتقاله ولا يزال مخفياً حتى وقت تحرير المذكرة المؤخرة منتصف مايو الماضي.

    واعتقلت السعودية، حسب ما قاله قائد الجوية، العميد القرماني بتهمة العمل مع قوات صنعاء والتي جاء ذكرها في المذكرة بـ”الحوثيين”، غير أن قائد الجوية أكد في المذكرة ذاتها التي خاطب فيها بن عزيز، بأن العقيد القرماني تبين بعد التحري الواسع عنه بأنه ليس لديه أي ارتباط بـ”صنعاء” وأنه التزم البقاء في منزله منذ بداية الحرب وحتى تاريخ مغادرته أداء العمرة، مطالباً من بن عزيز مخاطبة السعوديين لإطلاق سراحه.

    وحتى اللحظة لم يتم إطلاق العميد القرماني.

    الخطاب الأخير لـ”عرين الأسود” وتوقيته الحساس

    الخطاب الأخير لـ"عرين الأسود" وتوقيته الحساس

    مؤخراً، طالبت مجموعة “عرين الأسود” في بيانٍ لها المقاومين ليكونوا على قدر الأمانة في وقت لا مجال فيه للتراجع ولا مجال للاستسلام، وقد ظهر مقاتلو عرين الأسود في نابلس بعد شهر تقريباً على آخر بيان أصدرته تلك المجموعات دعت فيه المقاومين لأن يتجهزوا بكل شيء لمعركة قريبة يعدّ لها العدو في شمال الضفة.

    وقد حذّرت فصائل المقاومة الإسلامية في فلسطين أكثر من مرة من التداعيات المترتبة على استمرار اعتداء كيان الاحتلال الغاصب على أهالي الضفة الغربية المحتلّة والتي يمكن أن تشهد أو تتسبب بـ “انفجار أمنيّ” كبير لردع العدوان الهمجيّ الذي لا يتوقف عن قتل المدنيين وتدمير مقدساتهم وتهديد أرواحهم، بعد أن أوصل الصهاينة وآلتهم العسكريّة للعالم بأنّهم سيسحقون كل فلسطينيّ ومطالب بحقوقه.

    وذلك مع تصاعد أساليب المقاومة والمواجهة في المنطقة المهددة من قوات المحتل الباغي، في ظل تحذير حكومة الاحتلال من مغبّة الاستمرار في الجرائم ضد أبناء فلسطين والتي ستُقابل بمزيد من المقاومة، حيث يدرك أبناء الضفة الغربيّة كما غيرهم من الفلسطينيين، أنّ العصابات الصهيونيّة لا يمكن بأيّ حال من الأحوال أن تتوقف عن إجرامها وعنصريّتها وقضمها لأراضي الفلسطينيين وتهجيرهم، وأكبر دليل على ذلك هو تصرفات حكومة العدو الفاشية التي باتت شهيرة جداً بـ”فاشيتها” الشديدة.

    قطار المقاومة لا يعرف الرجوع

    “لا مجال للرجوع للوراء خطوة واحدة”، عبارة شددت عليها “عرين الأسود” التي طالبت المقاومين بأن يكونوا على قدر هذه الأمانة التي أوكلت إليهم وأن يثقوا بالله وبعرينهم الذي لن يخذلهم فلا مجال للتراجع ولا مجال للاستسلام، ولا مجال لأيّ مناورة ولا حتى بالرجوع للوراء خطوة واحدة، فالعدو هو من أوغلَ في دماء أبناء الشعب الفلسطينيّ وعليه أن يتحمل القادم كله، وخاصة أن إرادة الشعب لن تنكسر، وهي رسالة فلسطينيّة مستمرة عقب الحملة الصهيونيّة الغادرة على الفلسطينيين في الضفة الغربية، وهي حملات تشنّها قوات الاحتلال الإسرائيلي في أنحاء مختلفة من الضفة.

    ما يجعل المنطقة بأكملها على صفيح ساخن، في ظل حالة عارمة من الغضب الشديد على الاعتداءات الإسرائيليّة الممنهجة التي تتصاعد يوماً بعد آخر بحق أهالي الضفة الغربيّة المحتلة منذ عام 1967، ناهيك عن أنّ الساحة الفلسطينيّة بأكملها تعيش أوضاعاً متوترة للغاية بالتزامن مع مواصلة سياسة الاعتداء والاستيطان والقتل المروع التي تنتهجهم الحكومة الإسرائيليّة بما يخالف القوانين الدوليّة والإنسانيّة، ما يشي باحتماليّة كبيرة لأن تفجر الأوضاع في أي لحظة نتيجة التمادي الإسرائيليّ الذي بات ملموساً على كل المستويات.

    “إن مجموعة عرين الأسود قد أُسّسَت بدماء الشهداء ووصاياهم فتلك الوصايا محفورة في أذهان المقاتلين وأماناتهم محفوظة لذلك تقدموا تقدموا فإن قطار المقاومة الذي انطلق لا يعرف الرجوع وهذا القطار لن يوصل راكبيه إلا لغايتين فقط إما الشهادة وإما النصر لا لمنصبٍ ولا لجاه”، هذا ما قالته المجموعة التي جعلت من عبارة “عرين الأسود” صدى بالنسبة للجميع اليوم داخل فلسطين وخارجها، وهي مجموعة فرضت تطورات جديدة ومؤثرة للغاية في الضفة الغربية تشكيلها عقب إجرام إسرائيليّ طويل، وهي مجموعات تضم المقاومين في البلدة القديمة في نابلس ولا تنتمي لأي فصيل محدد، ولها إسناد شعبيّ فلسطينيّ وعربيّ يمجد المقاومة والتضامن مع القضية الفلسطينية وشعبها، في ظل الأوضاع المتوترة للغاية في الضفة، نتيجة مواصلة سياسة الاعتداء الإسرائيليّة التي تنتهجها القوات الإسرائيليّة الباغية.

    وإن العهد الذي أطلقه المقامون الجدد يتلخص بما يلي حسب مواقع إخبارية: “احفظوا وصايا العرين جيداً وادعوا لنا دعواتكم الصادقة لقد عاهدنا الله وعاهدناكم أن تلك الرايات التي سلمتها يد شهيد الى آخر لن ينكسها العرين وستبقى تلك الرايات خفاقة عالية تناطح السحاب حتى النصر بإذن الله”، فعرين الأسود باتت كابوس إسرائيل الجديد، وهكذا يصف بعض الكتاب اليوم المقاومة الفلسطينية من الجيل الشاب، في الوقت الذي باتت في الضفة الغربية تشكل نقطة أمنية ساخنة جدًا ويتم التعامل معهما بحذر شديد للغاية تماماً كالعاصمة الفلسطينية القدس.

    بعد أن أقرّت القيادة الصهيونيّة بـ”الخطر المحتمل” في الضفّة الغربيّة المُحتلّة واعترافها أنّه “أعلى من الخطر من جهة قطاع غزّة المحاصر”، باعتبارها ترزح تحت الاعتداءات الإسرائيليّة الممنهجة والمتصاعدة، وإنّ ما تخشاه القيادة الإسرائيلية هو إيصال شرارة اللهب من قبل مجموعة عرين الأسود إلى المدن والبلدات الواقعة في أراضي 48، وهذا ما بدأ يحصل بالفعل، حيث استطاعت أن تربك حسابات القيادات الإسرائيلية منذ اللحظة الأولى التي بدأت ترسم حكايات انتصار جديدة للمقاومة الشعبية، كما أنها بعثت الأمل في نفوس الفلسطينيين بسرعة فائقة، لم تكن في حسبان الإسرائيليين.

    إضافة إلى ما ذُكر، برهن المقاومون الجدد “عرين الأسود” أنّهم قادرون على فرض معادلاتهم على العدو القاتل والسلطة الفلسطينية الخانعة، وقد باتت تلك المجموعة ظاهرة مقاومة جديدة موحدة شعارها واضح، القدس بوصلتها، شبابها أُسود كما كل أبناء هذا الشعب الذي يتعرض لإبادة جماعية في الداخل والخارج، يرتدون زياً موحّداً، وتغطي مخازن بنادقهم قطع قماش حمراء تدل على أن الرصاص الذي بحوزتهم لا يطلق إلا لهدف دقيق للغاية، هو الاحتلال الغاصب لأرضهم، بآلته العسكرية وقواته ومستوطنيه، وبالاستناد إلى أنّ الشعب الفلسطينيّ مجمع على أن المسؤولية الوطنية تستوجب حماية بلدهم ومقاوميه في الضفة الغربية.

    والحفاظ على مسار المواجهة ضد الاحتلال، سطع نجم مجموعة “عرين الأسود” انطلاقاً من البلدة القديمة في نابلس بالضفة، بعد تنفيذها سلسلة عمليات فدائية استهدفت قوات الاحتلال المعدية، وإعلانها الرسمي الواضح أن غطرسة العدو بقتل وسفك دماء الفلسطينيين تفرض عليهم كمقاومين خوض معارك متجددة لا يتوقع العدو الإسرائيلي شكلها ولا يقرأ طبيعتها مسبقاً، ويعيش في الضفة المحتلة حوالى 3 ملايين فلسطينيّ، إضافة إلى نحو مليون محتل إسرائيليّ في مستوطنات يُقر المجتمع الدوليّ بأنّها خارج الشرعية الدولية.

    حسابات إسرائيليّة مرتبكة

    بالتزامن مع تقدم مجموعة العرين في وجدان الفلسطينيين بقوّة، تزداد الحسابات الإسرائيلية ارتباكاً في هذه المرحلة، في ظل تصاعد مؤشر عمليات المقاومة الفلسطينية بشكل يصفه البعض بأنه “دراماتيكي”، ففي إحصائية دقيقة نشرها مركز المعلومات الفلسطيني، كشف أن محافظات الضفة الغربية المحتلة شهدت مئات العمليات المقاومة، تنوعت بين إلقاء حجارة ومحاولات وعمليات طعن بالسلاح الأبيض (السكين) أو بالدعس باستخدام السيارات، وإطلاق النار وزرع أو إلقاء عبوات ناسفة، أدت إلى مقتل ضباط صهاينة وإصابة آخرين بعضهم بجراح خطرة، فيما شهدت الضفة عمليات أدت إلى مقتل جنود صهاينة، في ظل فشل العدو في احتواء الوضع في شمال الضفة (جنين، ونابلس، وطولكرم)، وازدياد الأمر صعوبةً عليه بعد تصاعدها في أكثر من مدينة وتكرار عمليات إطلاق النار ضد جنوده ومستوطنيه خلال الفترة الماضية.

    وفي الوقت الذي يدعو فيه المقاومون بشكل مستمر إلى تصعيد المواجهة ضد الكيان ومستوطنيه في عموم مدن الضفة الغربية المحتلة، تزداد حالتا القلق والإرباك من جراء الفعل المقاوم لمجموعة عرين الأسود، تحدثت عنهما صحيفة يديعوت أحرنوت الإسرائيلية التي وصفت عناصرها بالمقاومين الجدد، أو بـ “مقاومي الجيل الثالث” في الضفة الغربية وهو ما يعد الأشد خطراً على أمن كيان الاحتلال، وقالت إن جيش العدو بدأ يصطدم بنوع آخر من المقاومين يمتازون بأنهم الأكثر جرأة وشجاعة، ويسعون للمواجهة ويرفضون الاستسلام، ولا يهمهم انكشاف شخصياتهم على صفحات التواصل الاجتماعيّ، لتبقى الضفة الغربية ورجالها عنوان المرحلة القادمة التي ستغير كل المعادلات على الساحة الفلسطينيّة المستعمرة من العصابات الصهيونيّة، كما يقول كثيرون.

    ومع اعتراف الكيان بأن “إسرائيل تواجه انتفاضة بين انتفاضتين”، وأنّ ذلك يتسبب في عدم تمتع الإسرائيليين حتى “بنصف السلام والراحة”، وإقرار مصادر أمنيّة صهيونيّة واسعة الاطلاع بأنّه في الواقع الحاليّ، لا يوجد حلّ عسكريّ عندما يُقرِّر كلّ شابٍ فلسطينيٍّ أنْ يأخذ سلاحًا، لم تعد الضفة الغربية الخاصرة الأضعف لـ”إسرائيل” أمنياً، بحكم أنه ليس من السهل السيطرة عليها في حال اندلاع انتفاضة في وقت تشهد فيه هي حالة من الهشاشة الأمنية.

    إذ لم يعد الاحتلال بأجهزته الأمنية قادراً على فرض سيطرته في ظل اتساع عمليات المجموعات الفلسطينية المقاومة التي خلقت بيئة حاضنة للمقاومة الفلسطينية، فالضفة لم تعد كالسابق والمقاومة تتطور كماً ونوعاً، مع ارتفاع احتمالات أن تنفجر الأوضاع أكثر وأكثر هناك بسبب التمادي الإسرائيليّ الصادم، حيث أكّدت صحيفة “هآرتس” العبرية، في وقت سابق، أن “حكومة التغيير الإسرائيلية” حققّت رقما قياسيا من ناحية قتل الفلسطينيين في هذا العام.

    واليوم نجد أن الإسرائيليين يعترفون بشكل كامل بمواجهة انتفاضة ذات صفات مختلفة ونتائج مذهلة، حيث إنّ الدوائر الأمنية الإسرائيلية لم تكن مستعدة لقبول تشكيل الانتفاضة إلا بعد فترة طويلة من اندلاعها، وبعد العمليات الاستشهادية للفلسطينيين، والتي وصلت إلى عمق الأراضي المحتلة وبعد أن انتشرت الانفجارات في مناطق وأماكن مختلفة، فقد ساهم توسع الاستيطان على نحو غير مسبوق، وانتهاكات الاحتلال في القدس في زيادة التفاف الشباب الفلسطيني والالتحاق بالكتائب المقاومة، وأبرزها كتيبة “عرين الأسود”، كما عزّز هذا المسار إحصائيات سابقة تعكس أرقاماً حقيقية لتنامي الفعل المقاوم، إذ سجلت إحصائية رصدت فيها عمليات المقاومة خلال العامين المنصرمين.

    في النهاية، ستفشل حكومة العدو الإسرائيليّ في القضاء على حالة المقاومة المتصاعدة في فلسطين بل ستزداد الأمور سوءاً عن ما سبق، بعد أن باتت مجموعة “عرين الأسود”، تشكل معادلة قوية في الصراع مع المستعمرين، وأصبحت قادرة على قلب الموازين في الضفة المحتلة والقدس بعد أن نجحت في تحويل البيئة الأمنية لجيش الاحتلال ومستوطنيه إلى حالة من الرعب المتواصل، وكل هذا بهدف تعميم حال المقاومة وإشعال الضفة بركاناً في وجه المعتدين، للانعتاق من الاحتلال وإجرامه غير المسبوق.

    وخاصة بعد أن أجرت الأجهزة الأمنية الإسرائيلية مؤخراً، مناقشات بشأن احتمال شن جيش العدو الإسرائيلي عملية عسكرية واسعة النطاق في الضفة الغربية المحتلة، رغم أن هذه المناقشات لم تحسم قضية منح قوات الاحتلال الضوء الأخضر لبدء العلمية العسكرية، بيد أن هناك توافقاً بين المؤسستين الأمنية والعسكرية للعدو على ضرورة النظر في تغيير السياسة العسكرية في الضفة الغربية، وهو ما تبناه جهاز الأمن العام “الشاباك”.

    السودان.. وضع كارثي وتدخلات خارجية وتحذيرات من حرب أهلية

    السودان.. وضع كارثي وتدخلات خارجية وتحذيرات من حرب أهلية

    تواصلت المعارك والاشتباكات بين الجيش الوطني والتدخل السريع في السودان عموما والعاصمة الخرطوم خصوصا في ظل أوضاع صعبة للغاية وتدخلات خارجية تزيد من أمد الصراع الأمر الذي ينذر بأن البلاد وصلت إلى أزمة ووضع كارثي غير مسبوق في تاريخها.

    وفي هذا الإطار، ارتفعت حصيلة الضحايا بين المدنيين جراء الاشتباكات الجارية بين الجيش وقوات الدعم السريع، إلى 958 حالة وفاة و4746 مصاباً حسبما أعلنت نقابة الأطباء السودانية، الأربعاء.

    وفي بيان نشرته عبر صفحتها على موقع “فيسبوك” قالت النقابة : “ارتفع عدد الوفيات بين المدنيين منذ بداية الاشتباكات إلى 958 حالة وفاة، و4746 حالة إصابة. وأشارت إلى أن هناك “العديد والكثير من الإصابات والوفيات غير مشمولة في التقرير ولم نتمكن من الوصول إلى المستشفيات لصعوبة التنقل والوضع الأمني السائد في البلاد”.

    وتابعت: “هناك عددا كبيرا من الضحايا، بينهم أطفال ونساء وكبار السن، نتيجة الاقتتال في مدينة الجنينة”. ووصفت النقابةً الوضع في هذه المدينة بأنه “كارثي والأسوأ على الإطلاق”، حيث تعذر تماماً حصر الضحايا في هذه المدينة نظراً لخروج جميع المستشفيات عن الخدمة، وحصار المدينة بالكامل وانقطاع الاتصالات عنها.

    في السياق ذاته، حذر رئيس بعثة الأمم المتحدة في السودان فولكر بيرتس من أن أعمال العنف التي يشهدها إقليم دارفور قد ترقى إلى “جرائم ضد الإنسانية”. وقال بيرتس في بيان له الثلاثاء الماضي إنه منذ اندلاع المعارك الأخيرة في أبريل الماضي “استمرت الأوضاع الأمنية وحقوق الإنسان والوضع الإنساني في التدهور السريع في جميع أنحاء البلاد، لا سيما في مناطق الخرطوم الكبرى ودارفور وكردفان”.

    وأضاف: “مع استمرار تدهور الوضع في دارفور، يساورني القلق بشكل خاص إزاء الوضع في الجنينة (غرب دارفور) في أعقاب موجات العنف المختلفة منذ أواخر أبريل الماضي والتي اتخذت أبعادا عرقية”. وتحدث عن “نمط ناشئ من الهجمات واسعة النطاق التي تستهدف المدنيين على أساس هوياتهم العرقية والتي يُزعم أنها ارتُكِبَت من قبل ميليشيات عربية وبعض الرجال المسلحين الذي يرتدون زي قوات الدعم السريع. هذه التقارير مقلقة للغاية، وإذا تم التحقق منها، فقد ترقى إلى جرائم ضد الإنسانية”.

    وأعرب بيرتس عن إدانة الأمم المتحدة “بأشد العبارات جميع الهجمات التي تستهدف المدنيين والبنية التحتية المدنية مهما كان شكلها وأيا كان مرتكبوها المزعومون”.. مشددا على ضرورة “أن تفيَ قوات الأمن والجهات المسلحة غير الحكومية بواجبها بموجب القانون الإنساني الدولي المتمثل باحترام الحق في الحياة والامتناع عن الهجمات ضد المدنيين”.

    وكانت الحكومة السودانية اعتبرت بيرتس الأسبوع الماضي شخصا “غير مرغوب فيه”، لكن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش جدّد ثقته به. وسبق أن طلب البرهان استبدال بيرتس متهما إياه بتأجيج النزاع.

    الأمم المتحدة: العنف في دارفور مروع

    أعربت المستشارة الخاصة للأمم المتحدة المعنية بمنع الإبادة الجماعية أليس نديريتو عن القلق من التقارير التي تفيد باستغلال الجماعات المسلحة الفراغ الأمني وفجوة الحماية في عدة ولايات سودانية. وتزعم التقارير بمقتل المئات وأصابة عدد أكبر في الاشتباكات بين أفراد قبائل مختلفة، بما في ذلك نهب وإحراق المنازل بالإضافة إلى هجوم على مستشفى الجنينة في غرب دارفور.. مع فرار آلاف المدنيين من جميع المجتمعات من النزاع”.

    وتطرقت التقارير الى أن العنف في غرب دارفور مروّع.. وإذا استمر، يمكن أن يتطور إلى حملات متجددة من القتل والتطهير العرقي، التي ترقى إلى مستوى الجرائم الفظيعة”.. وحرق مركز إيواء النازحين في مدرسة الإمام الكاظم بمدينة الجنينة بولاية غرب دارفور، في 27 أبريل 2023 في سياق القتال الدائر في السودان.

    تحذير من نشوب “حرب أهلية”

    وأفادت المستشارة الخاصة بالإبلاغ عن اندلاع أعمال عنف واشتباكات قبلية في أجزاء أخرى من البلاد، بما في ذلك في شمال وجنوب كردفان وكذلك في ولايات النيل الأزرق. وحذرت المستشارة الخاصة من أنه إذا تُرك هذا العنف دون معالجة، فقد يغرق البلد بأكمله في حرب أهلية، في ظل المخاطر العالية لارتكاب جرائم فظيعة.

    وفي هذا السياق، شددت المستشارة الخاصة على ضرورة أن يتحمل قادة طرفي النزاع- الجيش السوداني وقوات الدعم السريع- مسؤولية حماية المدنيين وكذلك احترام القانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون الإنساني. كما دعت إلى وقف عاجل وموحد لإطلاق النار، وإلى المساءلة عن انتهاكات وتجاوزات حقوق الإنسان.

    وقد اندلعت المعارك في 15 أبريل الماضي، بين وحدات من الجيش السوداني موالية لرئيس مجلس السيادة القائد العام للقوات المسلحة، الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة نائب رئيس مجلس السيادة الفريق أول محمد حمدان دقلو، المعروف باسم حميدتي.

    واندلعت هذه المعارك التي وصلت الى قلب العاصمة، وهي الأولى منذ أن اشترك البرهان وحميدتي في الإطاحة بالرئيس السابق عمر البشير عام 2019، بسبب خلاف حول دمج قوات الدعم السريع في الجيش، في إطار المرحلة الانتقالية نحو الحكم المدني، والتي كان انقلاب عسكري، في أكتوبر 2021، قد أعادها للمربع صفر.

    وكان الصراع حينها على السلطة قد بدأ بين اللاعبين الرئيسيين قائد الجيش البرهان ونائبه حميداتي قائد ميليشيات الدعم السريع. ولم تنفجر الأوضاع في السودان فجأة بطبيعة الحال، فالتحشيد بين الجانبين كان مستمراً حينها منذ تباين وجهات النظر وسعي كلا منهما للانفراد بالسلطة وتبادل الاتهامات في هذا الجانب. وسبق التوقيع على اتفاق إطاري جديد تضمن بند دمج قوات الدعم السريع في القوات المسلحة وفق جداول زمنية محددة.

    وحدد هذا الاتفاق القوات النظامية في الجيش والشرطة والمخابرات العامة والدعم السريع رغم أنها قانوناً تابعة للجيش، وهو ما أثار حفيظة العسكريين، وخلال الثلاثة شهور الماضية تفاقمت الخلافات بين الجيش والدعم السريع على خلفية هذه القضية واعتبرها قادة الجيش أمناً قومياً للسودان.

    ومع تفاقم حدة الأزمة أواخر فبراير الماضي، حشد حميدتي قرابة 30 ألف مقاتل إضافي إلى قواته بالخرطوم تحسباً لأي تحركات من الجيش، غير أن وساطات جمعته بالبرهان بداية مارس بهدف التهدئة، وطلبت قيادات الجيش من حميدتي إعادة قواته إلى أماكنهم خارج الخرطوم لكنه لم يستجب.

    وفشل الجانبان في 26 مارس الماضي أيضاً في الخروج بتوافق بين ممثلي الجيش والدعم السريع ليتم إرجاء التوقيع على الاتفاق النهائي وتشكيل الحكومة الذي كان مقرراً له بداية أبريل.

    التدخلات الخارجية في السودان

    كانت الساحة السودانية على مدى زمن طويل مسرحاً للتسابق والتدخلات الخارجية وسعت تلك الدول إلى فرض صيغة معينة للحكم في السودان باعتبار هذه الصيغة هي النموذج للانتقال الديمقراطي في البلاد.

    وهناك أكثر من مبادرة تدفعها أكثر من رؤية ومصلحة للتدخل في الشأن السوداني، فالولايات المتحدة تصارع روسيا في السودان، وتقوم بدعم المكون المدني، ليس من موقف أخلاقي ولا مبدئي، فكثيراً ما دعمت أمريكا انقلابات عسكرية في مختلف العالم كانت ترى فيها مصالحها، ولكنها ترى في عسكر السودان تقاربا مع روسيا.

    أما محور السعودية والإمارات، فيميل إلي بقاء العسكر في رأس السلطة، بمشروع يوقف مدّ الثورات الشعبية والتحول الديمقراطي في السودان وانضمام البلاد إلى نادي التطبيع الصهيوني. وكانت هناك وساطات أخرى أقل تأثيراً في المشهد السياسي السوداني مثل وساطة الاتحاد الإفريقي، ووساطة دولة جنوب السودان التي عاد وفدها إلى جوبا دون أن يعلن تقدما باتجاه اختراق المواقف المتباعدة بين الجانبين.

    التدخل السعودي الإماراتي بالسودان

    لتأثير على ما يجري في السودان منذ زمن، كشفت صحيفة “نيويورك تايمز” في السنوات الماضية أن الولايات المتحدة -التي ظلت تؤثر بشكل كبير فيما يجري في السودان خلال الـ 25 سنة الماضية- تلتزم الصمت حاليا تجاه تدخل السعودية والإمارات في الشأن السوداني.

    وأوضحت الصحيفة الأمريكية حينها وتحديدا 27 /4 / 2019 م في تقرير لها من الخرطوم أن أمريكا -التي وصفتها بأنها كانت غارقة في الشؤون السودانية إلى درجة أنها كانت العامل الرئيسي في تشكيل علاقة الخرطوم بالعالم الخارجي- تغيب الآن في لحظات حرجة يتشكل فيها مستقبل السودان ويُترك مصيره للرياض وأبو ظبي.

    وحددت الصحيفة الخطوات التي اتخذتها الرياض وأبو ظبي حتى اليوم دعما لسلطة عسكرية بالسودان ومنعا لأي تحول إلى الحكم المدني أو الديمقراطي، ومن بين ذلك تقديم معونات نقدية وسلعية وطبية قيمتها ثلاث مليارات دولار وإرسال مبعوثيهما إلى الخرطوم.

    وقالت “نيويورك تايمز” إن زمام المبادرة تجاه السودان التقطته السعودية والإمارات، كاشفة عن أن خمس قوى سودانية معارضة بينها عدد من الحركات المسلحة زارت أبو ظبي مؤخرا لإجراء محادثات لإقناعها بالانضمام لحكومة يقودها العسكريون دون أن يغفل ذلك التقريرعن المعارضة الشديدة من السودانيين للتدخل السعودي الإماراتي والشعارات التي عبروا بها عن هذا الرفض.

    شهران من المعارك والاقتتال

    أدت المعارك والاقتتال في السودان بين الجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو منذ اندلاعها في 15 أبريل الماضي إلى مقتل أكثر 1800 شخص، وفق مشروع بيانات الأحداث وموقع النزاع المسلح “أكليد”.

    وتسببت الاشتباكات الحالية في السودان بنزوح حوالي مليوني شخص، بينهم أكثر من 476 ألفاً عبروا إلى دول مجاورة، بحسب المنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة.

    وأعلنت نقابة أطباء السودان مؤخراً أن 66 في المائة من المستشفيات في مناطق الاشتباكات متوقفة عن الخدمة بإلاضافة الى أن عدداً كبيراً من تلك المستشفيات المتبقية تعمل بشكل جزئي، وهي مهددة بالإغلاق نتيجة نقص الكوادر الطبية والإمدادات الطبية والتيار المائي والكهربائي.