مقالات مشابهة

غطرسة المعتدين طريق هزيمتهم

اليمن والمنطقة والعالم يشهد متغيرات تُشير إلى تحولات كبرى وإستراتيجية للمدى القريب والمتوسط والبعيد.

فمن حرب الثمان سنوات المستمرة على الشعب اليمني والتي اثمرت نتائج عسكرية أمنية وسياسية لم تكن في ذهن قادة ومخططي تحالف العدوان، وسوريا المنتصرة تستعيد مكانتها ودورها القيادي المقاوم للمشاريع الصهيونية والأمريكية، أما العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا مع حلف الناتو لن تغير من مساراتها احتفاء الغرب بانتصارات الجيش الأوكراني في خاركوف.

والمعركة هناك بكل تأكيد معركة كسر عظم والانتصار الأوكراني لم يكن بسبب الأسلحة المتطورة التي قدمتها أمريكا والغرب فقط بل وبالمعلومات الاستخباراتية التي تقدمها أمريكا وأوروبا وخاصةً بريطانيا لتحقيق انتصار أكبر مما هو عسكري وإعلامي وسياسي، ربما للعب على الوعي والنفسيات المتفائلة تجاه نتائج هذه الحرب في حالة انتصار روسيا ومشروعها لعالم متعدد الاقطاب.

ليأتي الرد الروسي من أوزباكستان وقمة شانغهاي التي تستضيفها العاصمة الأوزبكية طشقند والتي لم ترتبك بالحرب أو بعودة الصراع بين أرمينيا وأذربيجان في القوقاز ومحاولة إحياء الصراع الحدودي بين طاجيكستان وقيرغيزيا واستباق القمة بلقاءات بوتين برؤساء الصين شي جين بينج، والرئيس الإيراني رئيسي الذي وقع على وثائق انضمام إيران لمنظمة شانغهاي.

في هذا التوقيت تعلن الصين وروسيا تيسير دوريات عسكرية بحرية في المحيط الهادئ، والكلمات المتبادلة بين الرئيس الروسي والرئيس الصيني تلخص طبيعة وأهمية ومضامين الرسائل الموجهة إلى أمريكا وتحالفاتها ضد روسيا وباتجاه الصين في أزمة تايوان.

الابعاد والدلالات كثيرة وعلى اتباع أمريكا في منطقتنا أن يقرأو ما يحدث حولهم وفي محيطهم الاقليمي والفضاء الدولي ليدركوا أن اللعب على الوقت ليس في صالحهم وعليهم أن يوقفوا عدوانهم وحصارهم ولو بإبداء بخطوات حسن النوايا وفي مقدمتها صرف المرتبات وحل ملفات الأسرى وفتح الطرقات والمعابر وفتح المطارات والموانئ اليمنية، وخاصةً ميناء الحديدة كونها لا تقع تحت أيدي القوات الغازية والمحتلة.

وإدراك أن الشعب اليمني سيقاتل حتى النصر في سبيل سيادته ووحدته وحريته واستقلاله ولن يفرط بشبر أو ذرة رمل من أرضه ولن يقبل بأقل أن يكون سيداً على موقعه البحري الاستراتيجي ومياهه وجزره وأي رهانات لتحالف العدوان خارج هذا السياق ستكلف المعتدين أثمان باهظة ومن مصلحتهم التوجه الجاد الصادق والمسئول إلى سلام مشرف وعادل وشامل به يستعيد اليمن أمنه واستقراره ووحدته وثرواته المسلوبة في المحافظات المحتلة والقادم بالنسبة للشعب اليمني لن يكون أسوأ من ما مر، والغطرسة حماقة تصنع الهزائم.

ــــــــــــــــــــــــــ
أحمد الزبيري