في واحدة من أعنف الضربات الميدانية التي تلقاها جيش الاحتلال الإسرائيلي خلال عدوانه المستمر على قطاع غزة، سقط سبعة من جنوده قتلى، بينهم ضابط، إثر كمين محكم نفذته المقاومة الفلسطينية في بلدة القرارة شرق مدينة خان يونس جنوب القطاع.
وقد وصفت مصادر عسكرية إسرائيلية الحادثة بأنها من “أصعب الأحداث” التي واجهها الجيش منذ بدء حرب الإبادة على غزة، حيث تعرضت ناقلة جند مدرعة من طراز “بوما” لهجوم مفاجئ باستخدام عبوة ناسفة زرعها أحد المقاومين الفلسطينيين، ما أدى إلى اشتعال المدرعة بالكامل ومقتل جميع من بداخلها حرقًا.
رئيس الاحتلال الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ وصف صباح الأربعاء بـ”الصعب والمؤلم”، في حين أقر زعيم المعارضة يائير لابيد بأنها “كارثة كبيرة”، وسط حالة من الصدمة تسود الأوساط السياسية والعسكرية في تل أبيب.
إذاعة جيش الاحتلال كشفت أن عملية الإجلاء استغرقت ساعات طويلة، في ظل فشل كافة محاولات إطفاء المدرعة المشتعلة داخل القطاع، ما اضطر قوات الاحتلال إلى جرها وهي تشتعل حتى حدود فلسطين المحتلة.
من جهتها، أعلنت كتائب عز الدين القسام مسؤوليتها عن العملية، مؤكدة تنفيذ كمين مركّب استهدف ناقلتي جند، وأسفر عن سقوط أفراد القوة المستهدفة بين قتيل وجريح، مشيرة إلى أن مقاوميها رصدوا أيضًا عمليات إجلاء جوية إسرائيلية بالمروحيات في موقع الاستهداف.
أما سرايا القدس، الذراع العسكرية لحركة الجهاد الإسلامي، فقد أعلنت بدورها تدمير دبابة إسرائيلية من طراز “ميركافا” بعبوة ناسفة متطورة في المنطقة نفسها.
وتأتي هذه العملية بعد يوم واحد فقط من إعلان الاحتلال إعادة تركيز عملياته على قطاع غزة، عقب وقف المواجهة المباشرة مع إيران، وهو ما يكشف مجددًا هشاشة قواته أمام تكتيكات المقاومة النوعية.
محللون اعتبروا أن هذه العملية تشكّل صفعة أمنية جديدة لجيش الاحتلال الذي يدعي “السيطرة” على مناطق شرق خان يونس، فيما تؤكد المقاومة قدرتها المستمرة على تنفيذ الكمائن الدقيقة والمباغتة.
في المحصلة، يواصل الغزاة دفع الثمن، ومع كل كمين أو استهداف نوعي، تثبت المقاومة الفلسطينية أن الميدان لا يزال لصالحها، وأن غزة لم تنكسر رغم ما يزيد عن 600 يوم من القصف والقتل والحصار.