في اليوم الـ642 من العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، استشهد 74 فلسطينيًا على الأقل، بينهم أطفال ونساء، منذ فجر الأربعاء، في سلسلة غارات إسرائيلية عنيفة استهدفت مناطق متفرقة من القطاع، في وقت تُواصل فيه قوات الاحتلال ارتكاب مجازرها ضمن حرب الإبادة الجماعية المستمرة منذ أكثر من 21 شهرًا.
وبحسب وزارة الصحة الفلسطينية، فإن حصيلة الضحايا خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية بلغت أكثر من 105 شهداء، ونحو 530 مصابًا، معظمهم مدنيون، وذلك نتيجة قصف منازل مأهولة بالسكان وخيام للنازحين.
في مخيم الشاطئ غرب مدينة غزة، نفذت الطائرات الإسرائيلية غارة جوية استهدفت منزل عائلة جودة، ما أدى إلى استشهاد عشرة أشخاص، بينهم خمس نساء وأطفال، واندلاع حريق كبير داخل المبنى المكتظ، الذي يتكون من عدة طوابق ويجاوره عدد من المنازل وخيام نازحين.
وفي وسط القطاع، استُشهد أربعة فلسطينيين، بينهم أب وابنه، جراء غارات استهدفت منازل في مخيمات البريج والنصيرات ومدينة دير البلح. أما في خان يونس جنوب القطاع، فقد قُتل عشرة مدنيين، معظمهم أطفال، بعد استهداف خيام للنازحين قرب مفترق العطار، كما سقط شهيدان آخران في قصف على خيمة للنازحين في منطقة النمساوي.
وبذلك، ترتفع الحصيلة الإجمالية للعدوان الإسرائيلي المتواصل منذ 7 أكتوبر 2023 إلى 57,680 شهيدًا و137,409 جريحًا، وفق بيانات وزارة الصحة، في وقت ما يزال آلاف الفلسطينيين في عداد المفقودين تحت الأنقاض.
سياسيًا، نقل موقع “أكسيوس” الأميركي عن مصادر مطلعة أن وفدًا قطريًا وصل إلى البيت الأبيض لإجراء محادثات بشأن صفقة تبادل أسرى ووقف إطلاق النار في غزة، قبل ساعات من اجتماع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالرئيس الأميركي دونالد ترامب.
من جهتها، أكدت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) أن غزة لن تستسلم، وأن المقاومة هي من تفرض الشروط. وصرّح القيادي في الحركة عزت الرشق أن لا سبيل لإطلاق الأسرى الإسرائيليين إلا عبر صفقة جادة، في حين قال طاهر النونو إن الحركة تبدي مرونة عالية في مفاوضات الدوحة، وقد وافقت على إطلاق سراح عشرة من الأسرى الإسرائيليين لتسهيل تدفق المساعدات ووقف العدوان.
وفي الضفة الغربية، أعلن جيش الاحتلال أنه ينفذ عمليات عسكرية في مخيمات جنين وطولكرم ونور شمس، في محاولة لـ”تغيير ملامح المنطقة” وتحويلها إلى مناطق مكشوفة تحت السيطرة الإسرائيلية.
ومنذ بداية الحرب في أكتوبر 2023، تسبب العدوان الإسرائيلي، بدعم أميركي، في مقتل وجرح أكثر من 194 ألف فلسطيني، معظمهم من النساء والأطفال، إضافة إلى أكثر من عشرة آلاف مفقود، ونزوح مئات الآلاف، وسط تحذيرات من مجاعة تهدد حياة آلاف المدنيين، خاصة الأطفال.