المشهد اليمني الأول/

عطفاً على تقارير سابقة تحدثت عن غياب المعلومات والإحصائيات الدقيقة لكميات الوقود التي تزود بها «التحالف»، الذي تقوده السعودية في اليمن، من جانب الولايات المتحدة، توقف موقع «ذي إنترسبت» عند ما جاء في التصريحات الأخيرة لقائد «القيادة المركزية الأمريكية» الجنرال جوزيف فوتيل، معتبراً أن إقرار الأخير بأن وزارة الدفاع الأمريكية «لا تعلم الكثير عن الغارات الجوية السعودية في اليمن»، يعد حدثاً «مفاجئاً»، لا سيما وأن الولايات المتحدة تزود ذلك «التحالف» بالأسلحة والذخائر، وتوفر له الدعم اللوجستي، والاستخباري.

فخلال جلسة استماع داخل الكونغرس، أمس الثلاثاء، ولدى سؤاله عما إذا كانت «القيادة المركزية الأمريكية» تعكف على «تتبع الغرض من المهام» الموكلة إلى طائرات «التحالف»، التي تزود بالوقود من قبل أطقم عسكرية أمريكية، وما إذا كانت «على علم بالأهداف التي تغير عليها تلك الطائرات»، و«النتيجة التي تسفر عنها» غارات «التحالف»، أفاد المسؤول العسكري الأمريكي بالنفي.

وفي معرض إجابته على سؤال آخر، تقدمت به السيناتور عن الحزب «الديمقراطي»، إليزابيث وارن، حول رد فعل وزارة الدفاع الأمريكية لدى تلقي تقارير عن طريق «منظمات إعلامية موثوقة»، أو «مراقبين محايدين»، في شأن شن «التحالف» غارات جوية ضد مدنيين، وضد فرق المسعفين الطبيين على حد سواء، وفق ما يعرف باسم «الغارات المزدوجة» (على غرار إحدى الغارات التي استهدفت صعدة في فبراير الفائت)، وما إذا كان باستطاعة «القيادة المركزية الأمريكية» معرفة ما إذا جرى استخدام أسلحة وذخائر أمريكية لتنفيذ تلك الضربات الجوية، رد فوتيل بالقول: «لا يا حضرة السيناتور. لا أعتقد أنه باستطاعتنا ذلك».

وفي سياق متصل، أورد «ذي إنترسبت» بعض ما جاء على لسان السيناتور وارن، لدى استجوابها للجنرال فوتيل، لا سيما تشديدها على أن «عدم وضوح» دور الجيش الأمريكي في حرب اليمن، يعتبر أحد الأسباب التي تدفعها إلى تأييد مشروع قرار «لي- ساندرز» في شأن الأزمة اليمنية، إلى جانب تحذيرها من أن دعم الولايات المتحدة للرياض، «يجعلها عرضة للمحاسبة، والمساءلة».

ففي معرض انتقادها لموقف بلادها من حرب اليمن، قالت وارن: «نحن بحاجة إلى أن نكون واضحين في هذا الشأن، حيث أن المملكة العربية السعودية، هي الجهة التي تتلقى أسلحة أمريكية، وتحصل على دعم (سياسي وعسكري) أمريكي، ما يعني أننا نتحمل جانباً من المسؤولية على هذا الصعيد، وأننا بحاجة إلى مساءلة شركائنا وحلفائنا عن الكيفية التي يتصرفون من خلالها بتلك الموارد (العسكرية)».

ومن هذا المنطلق، إستعرض «ذي إنترسبت» خلاصة سلسلة من المقابلات، التي أجراها في العام 2016 مع ستة من كبار المسؤولين الأمريكيين السابقين، ممن عملوا كمبعوثين ديبلوماسيين في كل من المملكة العربية السعودية، واليمن، لناحية تأكيدهم أن الحرب في اليمن، إنما هي «حرب لا يمكن كسبها»، ودعوتهم الولايات المتحدة إلى «وضع مسألة سحب الدعم المقدم للمملكة في الإعتبار، وذلك بغية حث الحكومة السعودية على الإلتزام بتحقيق السلام» داخل حدود جارها الجنوبي.

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا