المشهد اليمني الأول/
صدمة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان كما أطلق عليها الشارع العربي، كشفت ربما بمعنى من المعاني “المستور” أو ما يسمى صفقات من تحت الطاولة بين الرياض وتل أبيب كانت تفضحها الصحف الغربية بين الحين والآخر…
بيد أن ما كان مستوراً في ليل الرياض وتل أبيب، أصبح اليوم أو قبل ساعات من الآن معلناً بالصوت والصورة لولي العهد السعودي الذي قال إن المملكة تتقاسم مصالح كثيرة مع إسرائيل، ليضيف أيضاً في مقابلة مع مجلة ذي أتلانتيك الأميركية أنه ليس هناك أي اعتراض ديني على وجود دولة إسرائيل..
بن سلمان أكد أنه في حال تحقيق السلام سيكون هناك الكثير من المصالح بين إسرائيل التي وصف اقتصادها بالقوي وبين دول مجلس التعاون الخليجي ودول مثل مصر والأردن، وفق قوله.
إلا أن سؤالاً هاماً يحدد زمنياً بأيام قليلة قبل هذه التصريحات، وهو عن طبيعة السلام مع تل أبيب وماهية هذا السلام ، فقبل ساعات من كلام بن سلمان فقط، قتلت إسرائيل أكثر من 17 فلسطنياً، وأصابت أكثر من 1450 آخرين كثيراً منهم شباب وأطفال، ضمن مسيرة العودة السلمية…
مسيرة العودة تلك تعني يوم الأرض والتي تسبق ذكرى النكبة 15 أيار/مايو القادم، انعطفت عليها التصريحات السعودية لتصبغ عليها صفقة القرن على ما يبدو من حديث ولي العهد السعودي، لتتحول النكبة إلى أكثر من نكبة باعتراف أكبر دولة خليجية (السعودية) بإسرائيل، جامعة معها وعلى لسان ولي عهدها باقي دول الخليج ومصر والأردن، راسمة ملامح نكبة أخرى ربما يكتبها التاريخ اليوم تمهد بشكل أو بآخر لتنفيذ صفقة القرن بأسرع مما كانت تتخيل تل أبيب ذاتها..
وما زاد من حدة الجدل على وسائل التواصل الاجتماعي والأسى على كثير من الفلسطينيين، هو الكشف عن هوية الصحفي الذي حاور بن سلمان وهو “جيفري غولدبيرغ” والذي كان جنديا سابقا في جيش الاحتلال. بحسب صحيفة “القدس العربي”..
فقد ولد “غولدبيرغ”، في بروكلين في نيويورك، ودرس في جامعة بنسيلفانيا، وغادر للإنتقال إلى الأراضي المحتلة، حيث انخرط في الجيش الإسرائيلي، وعمل كأحد حراس سجن كتسيعوت الشهير، وهو سجن تم إنشاؤه لاعتقال وتعذيب الفلسطينيين الذين شاركوا في الإنتفاضة الأولى .
وأثناء وجوده في الأراضي المحتلة، كان يكتب في صحيفة جيروزاليم بوست، قبل أن يعود إلى الولايات المتحدة ليشغل منصب رئيس مكتب “ذا فوروارد” في نيويورك، ثم تنقّل بين الصحف الأمريكية، بحسب الصحيفة.
ما كان على استحياء أمس أصبح اليوم معلناً بلغة سعودية واضحة وصريحة لا لبس فيها ولا مواربة.. اللعب على المكشوف وعلى عينك يا تاجر، تقول الرياض في رسالة واضحة التاجر لا يخسر حتى لو باع أرض أجداده… وعن أرض الأجداد سأل الصحفي جيفري غولدبيرغ ولي العهد السعودي حرفياً “هل ترى أن الشعب اليهودي له الحق في العيش بدولة قومية أو في جزء من موطن أجداده على الأقل”… يجب بن سلمان بـ نعم!
بوابة الشرق