المزيد
    الرئيسية بلوق الصفحة 1153

    لماذا باتت العلاقة بين بوتين وشي جينبينغ غير مكافئة باضطراد؟

    لماذا باتت العلاقة بين بوتين وشي جينبينغ غير مكافئة باضطراد؟

    تصور أنك أمام بندول ساعة عملاق يتأرجح ببطء شديد ذهابا وإياباً منذ قرون هنا في روسيا. كان يتأرجح في اتجاه واحد وهو الغرب حيث كانت ترنو روسيا بأنظارها في اتجاه القارة الأوروبية، لأنها ترى نفسها جزءاً لا يتجزأ من الحضارة الأوروبية.

    لكن أحياناً أخرى، تأرجح البندول في الاتجاه المعاكس وتطلعت روسيا إلى الشرق وبات حكامها ينتقدون الحضارة الغربية وقيم الغرب ويقولون أن مستقبل روسيا هو في آسيا.

    هل يُذَّكرك ذلك بأي شخص؟

    بوجود فلاديمير بوتين على رأس السلطة في روسيا تأرجح البندول الروسي بقوة نحو الشرق. وهذا الأمر ليس بالغريب أو المفاجئ. فقد أدى قراره بغزو أوكرانيا إلى نبذ روسيا من قبل الغرب وفرض عقوبات عليها. ووصف الرئيس الأمريكي جو بايدن بوتين بأنه “ديكتاتور قاتل” بينما وصفته رئيسة الوزراء البريطانية ليز تروس عندما كانت وزيرة للخارجية بأنه “شخص مارق يائس”.

    لكن الرئيس الصيني يخاطبه بلغة مختلفة تماماً، فقد توجه إليه مخاطباً: “صديقي القديم العزيز” خلال لقاء الزعيمين على هامش قمة منظمة شنغهاي للتعاون في سمرقند بأوزبكستان.

    من جانبه أشاد بوتين بـ “الصداقة بين الصين وروسيا” و “الشراكة الاستراتيجية الشاملة” بين البلدين.

    تجمع الزعيمين رؤية واحدة الى العالم، فكلاهما يدعوان إلى نظام عالمي جديد متعدد الأقطاب تلعب فيه الدولتان دوراً يوازن دور الغرب ولا سيما الولايات المتحدة، على الساحة الدولية.

    فهل يظل بوتين وشي جينبينغ “أعز صديقين إلى الأبد”؟ الأمر ليس بتلك البساطة.

    أولاً من النادر أن تكون هناك “صداقة دائمة” في السياسة العالمية. ثانياً هذه علاقة غير متكافئة بشكل مضطرد.

    فقد أدى غزو بوتين لأوكرانيا والذي لا يجري كما خططت له روسيا، إلى إضعاف روسيا. أعترف الكرملين بأن الجيش الروسي تكبد “خسائر كبيرة”، في حين أن العقوبات الغربية وضعت الاقتصاد الروسي تحت ضغط شديد.

    عندما تنظر إلى العلاقات بين روسيا والصين تشعر أكثر فأكثر أن روسيا هي الشريك الأصغر.

    عقب اجتماعهما، أقر بوتين بأن الصين لديها “أسئلة ومخاوف” بشأن الوضع في أوكرانيا. هذا الاقرار من قبل الكرملين أمر غير متوقع، أي أن ما تسميه روسيا بالعملية العسكرية الخاصة تثير بعض القلق لدى بكين.

    بعد أن أحرق الجسور مع الغرب وأشعل فتيل حرب الطاقة مع أوروبا يحاول بوتين التوجه نحو الشرق ( بعد أن باتت خياراته محدودة). إنه يأمل في تغيير وجهة الاقتصاد الروسي وإيجاد أسواق جديدة للنفط والغاز الروسي وهذه مسألة ليست بسيطة.

    ويقول سيرغي رادشينكو، الأستاذ في كلية جونز هوبكنز للدراسات الدولية المتقدمة: “تأمل روسيا أن يثمر هذا التحول ويمنحها مكاسب ملموسة، لكنني لا أتوقع ذلك”. ما تحتاجه “روسيا في النهاية من الغرب هي التكنولوجيا والأسواق”.

    “روسيا بحاجة الى التقنية الغربية لتطوير حقول النفط والغاز البحرية، وهناك علامة استفهام كبيرة حول ما إذا كانت روسيا ستكون قادرة على القيام بذلك دون مساعدة غربية”.

    “من الصعب للغاية تغيير اتجاه تدفق الغاز الروسي. أمضى الاتحاد السوفيتي وروسيا عقوداً في بناء شبكات من خطوط الأنابيب إلى أوروبا وهي المكان الذي توجد فيه البنية التحتية الضرورية. من الصعب للغاية تغيير وجهة مبيعات الطاقة الروسية وتوجيهها نحو الاسواق الاسيوية.”

    القمة التي حضرها بوتين وشي جينبينغ هي اجتماع لمنظمة شنغهاي للتعاون التي تضم إلى جانب روسيا والصين أربع دول في آسيا الوسطى : كازاخستان وأوزبكستان وقيرغيزستان وطاجيكستان بالإضافة إلى الهند وباكستان.

    بالنسبة للرئيس بوتين مثل هذا الحدث فرصة لإثبات أنه لا يزال لدى موسكو أصدقاء أقوياء على الرغم من العقوبات الدولية ومحاولات الغرب عزل بلاده بسبب غزو أوكرانيا.

    “ترغب روسيا في أن تلفت الأنظار إلى أن عزلها من قبل الغرب يشمل الغرب فقط وأن العالم متعدد الأقطاب للغاية” كما يوضح البروفسور رادشينكو. “لكن المثير للاهتمام هو أن ميزان القوى برمته في منظمة شنغهاي للتعاون وفي آسيا الوسطى يتغير ويبتعد عن روسيا”.

    بوتين موجود في سمرقند في وقت يخوض فيه الزعيم الروسي حربا خاسرة. “لأول مرة تنتهج دول في آسيا الوسطى سياسات خاصة بها. وكازاخستان هي أكثر من يلفت الإنتباه في هذا المجال، حيث كانت حازمة للغاية في علاقاتها مع روسيا. لم تدعم كازاخستان روسيا في غزوها لأوكرانيا كما كان يأمل بوتين. هناك تحولات مثيرة للاهتمام في ميزان القوى”.

    بينما يهلل الكرملين لتوجهه شرقا يجدر بنا أن نتذكر حقيقة أساسية عن روسيا ألا وهي أن هذا البلد الأكبر في العالم، يمتد على قارتي أوروبا وآسيا. وبدلاً من ترك البندول يتأرجح باتجاه واحد ربما يكون من المنطقي أكثر بالنسبة لروسيا أن تنظر شرقاً وغرباً.

    صنعاء بين الدولة والميليشيا

    صنعاء بين الدولة والميليشيا

    نستطيع ان نقول اليوم ان صنعاء بقيادتها وشعبها ومؤسساتها العسكرية والأمنية والمدنية قد تجاوزت بمراحل مسألة المقارنة بين الدولة والميليشيا، او السلطة الشرعية والانقلاب، وغيرها من تخاريف تحالف العدوان التي استخدمها في البروباغاندا طوال سنوات عدوانه الثمان.

    ما حققته صنعاء إلى اليوم، هو اشبه بالمعجزة، ويتجاوز حدود التفكير المنطقي، ولا يزال تعبير المبعوث الاممي الأسبق جمال بن عمر هو ادق التوصيفات لما جرى ويجري وربما لما سيجري لاحقا، عندما وصف دخول صنعاء واسقاط الفرقة المدرعة التابعة للجنرال علي محسن الأحمر، وما تلاه من سقوط الحكومة، ونجاح ثورة 21 سبتبمر أيلول ، بذلك الشكل المبهر، واكتفى بالقول بانها “معجزة تترك للتاريخ لتفسيرها”.

    قطعت صنعاء شوطا كبيرا في بناء الدولة وعناصرها، وحولت التحدي الذي فرضه العدوان والحصار الى فرصة وتثبيت أركان الدولة، وتدعيم مداميكها، والأولوية التي فرضها العدوان كانت إعادة تشكيل القوات المسلحة، ودمج اللجان الشعبية، وترتيب الوحدات، واكمال مهمة التدريب والتسليح، والتصنيع الحربي، لمختلف أنواع الأسلحة، والتي تم استعراض بعضا من تلك القدرات في العروض العسكرية واخرها وعد الاخرة.

    بالتوازي مع بناء القوات المسلحة، كانت الأجهزة الأمنية التابعة لوزارة الداخلية، هي الأخرى لم تتوان في رسم الصورة المشرقة لما يتطلع له الشعب اليمني، بامتلاك امن يسهرعلى خدمة الشعب، امن متمكن من توفير الحماية المطلوبة، بعد تطهير صفوفه من خونة الوطن، وهي مهمة صعبة، ساعد على إنجازها التحاق العناصر الموبوءة بتحالف العدوان، فتفرغت القيادة المخلصة لاعادة البناء والاعداد مستفيدة من مخرجات كلية ومدرسة الشرطة، وتكثيف الدورات، وإدخال العناصر الشابة والنشيطة والنظيفة والمتفانية.

    جاء الإنجاز الأمني، بفرض حالة السكون والاستقرار في مختلف المناطق والمحافظات، رغم الاستهداف الخطير والخبيث من قبل العدوان، وكل اشكال الحرب الأمنية، وتصفير معدلات التفجيرات والاغتيالات وافشال المؤامرات وكشف الخلايا، وتعقب العناصر التكفيرية وتوقيف العديد منهم، وفرار من تبقى الى ملاجئهم الأخيرة في المناطق المحتلة.

    العرض العسكري للوحدات الأمنية بوزارة الداخلية في ميدان السبعين بصنعاء، لا يقل أهمية عن العرض العسكري وعد الاخرة في الحديدة، بل هو مكمل له، ورافعة أخرى لرسائل التطمين للداخل، وتلك التحذيرية للخارج المتربص، لهم الأمن عرض مهيب لوحدات الامن بوزارة الداخلية، في ميدان السبعين الذي يعاد له الاعتبار، بعد ان شهد اكبر مجرزة مفخخة بحق القوات المسلحة اثناء استعدادها لعرض عسكري بمناسبة عيد الوحدة، في عرض يمكن ان يعطي إجابة واضحة عن طبيعة الامن، وادواته، وخلفيات نجاح الأجهزة الأمنية، ويختصرها بان ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر قطعت يد العبث، والوصاية الخارجية، وانشأت مؤسساتها الأمنية القادرة بعون الله ، على صناعة اعلى درجات الامن، التي لا تقارن فقط بالمناطق المحتلة، بل بفضل يمكن مقارنتها بأكثر الدول امنا واستقرارا.

    كانت الأجهزة الأمنية تتلقى (الدعم المتواصل) من الولايات المتحدة الامريكية، ودول الوصاية العشر، حسب ما كنا نسمع دائما لدى اللقاءات التي جمعت السفير الأمريكي حينها جيرالد فايرستاين، مع الرئيس، او وزير الداخلية، او بقية المسؤولين الأمنيين، ومع هذا كان الوضع الأمني يسير من سيئ الى اسوا، فانتشرت التفجيرات، والاغتيالات، ووصلت الاقتحامات الى وزارة الدفاع نفسها، ومقرات الداخلية وكلية الشرطة، بل وحتى في عقر قوات الامن المركزي وبجوارها كان اكبر انفجار يستهدف استعدادات لعرض عسكري في السبعين بمناسبة الوحدة اليمنية.

    مانراه اليوم على مختلف الصعد السياسية والعسكرية والأمنية والاقتصادية، ومواجهة الحصار واستقرار العملة في صنعاء وتدهورها في المناطق المحتلة، كلها تشير الى ان جهود العدوان قد ذهبت سدى وهذه هي الدولة التي يطمح لها اليمن، والأيام القريبة القادمة ستكون مليئة بالمفاجآت السارة للصديق، والمغيظة للعدو، وتجاوزت فكرة المقارنة بين الدولة في صنعاء، والمليشيات في المناطق المحتلة، واصبحت تقارن في مستوى الامن والسكينة بغيرها من الدول المستقرة، بل وتنافس بعضها عسكريا وامنيا ، والفضل والمنة لله من قبل ومن بعد.

    ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    علي عبدالوهاب الدرواني

    قبائل حضرموت تهدد بطرد مليشيا الانتقالي من المحافظة

    قبائل حضرموت تهدد بطرد مليشيا الانتقالي من المحافظة

    هددت قبائل حضرموت، اليوم السبت، بطرد مليشيا ما يسمى “المجلس الانتقالي” من الهضبة النفطية بالمحافظة.

    وأكدت مرجعية قبائل حضرموت في بيان، رفضها المطلق لاستقدام أي قوات عسكرية من خارج المحافظة، في إشارة واضحة إلى تعزيزات مليشيا الانتقالي.

    وشدد البيان أن القبائل لن تسمح بعسكرة مديريات الوادي والصحراء، وتفجير مسلسل جديد من الاقتتال، في تلميح للتصدي لمساعي الفصائل الإماراتية التي تجهز لمعركة فاصلة مع حزب الإصلاح للسيطرة على المحافظة.

    وسبق أن أوقفت مرجعية قبائل حضرموت، حملة تجنيد للانتقالي، مؤكدة أن قيادة “الانتقالي” المحسوبة على “يافع” تسعى للدفع بأبناء المحافظة إلى محرقة كبيرة. وكان “الانتقالي” قد هدد بطرد القبائل الحضرمية، عقب استمرارها برفض انتشار قوات في المحافظة النفطية.

    تأتي التهديدات، تزامنا مع تصاعد حدة التوترات بين أدوات تحالف العدوان السعودي الإماراتي في الهضبة النفطية، وسط توقعات بانفجار مواجهات مرتقبة.

    رئيس لجنة الأسرى المرتضى يدعو لتحريك ملف الأسرى كأولوية انسانية

    رئيس لجنة الأسرى المرتضى يدعو لتحريك ملف الأسرى كأولوية انسانية

    كشف رئيس اللجنة الوطنية لشؤون الأسرى عبد القادر المرتضى، أن ملف الأسرى، ومنذ بداية الهدنة الأممية، شهد شبه جمود كامل على المستويين المحلي والدولي.

    ونقلت وكالة “سبأ” عن المرتضى قوله: إنه ومنذ حوالي ستة أشهر وبالتحديد من بداية أول هدنة تحت رعاية الأمم المتحدة شهدنا وللأسف الشديد جمودا شبه كامل لملف الأسرى على المستويين المحلي والدولي، في الوقت الذي كنا نأمل أن تشهد فترة الهدنة انفراجه كاملة لهذا الملف الإنساني”.

    وأضاف أن على الرغم من توقيعنا مع طرف قوى العدوان ومرتزقتهم اتفاقا في شهر مارس من العام الجاري، ينص على إجراء تبادل لأكثر من 2200 أسيرا من الطرفين إلا تعنت وعرقلة مرتزقة العدوان حال دون تنفيذه.

    وأكد المرتضى أن مرتزقة العدوان أفشلوا كل الجهود المبذولة من قبل الأمم المتحدة لإنجاح الاتفاق، والتي كان آخرها عقد جولة مفاوضات قبل شهر في العاصمة الأردنية عمّان ولكن هذه الجولة فشلت بسبب تعنت مرتزقة العدوان في مارب وعدم التزامهم بتنفيذ ما تم الاتفاق عليه.

    ولفت إلى أن مرتزقة العدوان إلى جانب إفشالهم تنفيذ الاتفاق الأممي قاموا أيضا بإيقاف كل التبادلات التي تم التوافق عليها محليا. وقال إن ما تسعى له قوى العدوان حاليا هو محاولة إخراج الأسرى السعوديين وعددا من قيادات المرتزقة الموجودين لدينا، في مقابل مجموعة من أسرانا، وتأجيل بقية الاتفاق لمرحلة أخرى، في التفاف واضح على الاتفاق لكننا رفضنا هذا الطرح”.

    وأشار المرتضى إلى أن اللجنة الوطنية، أكدت للأمم المتحدة الجهوزية لتنفيذ الاتفاق كاملا ورفض أي انتقائية في الاتفاق.

    قائد اللواء 35 مدرع يرفض إخلاء مدرسة حكومية في محافظة تعز ويبقي الطلاب تحت الأشجار لتلقي الدراسة

    قائد اللواء 35 مدرع يرفض إخلاء مدرسة حكومية في محافظة تعز ويبقي الطلاب تحت الأشجار لتلقي الدراسة
    القيادي المرتزق عبده سعيد عبده الشعوري

    رفض قائد اللواء 35 مدرع التابعة لمرتزقة العدوان، إخلاء مدرسة حكومية في محافظة تعز مبقياً الطلاب يفترشون ظلال الأشجار لتلقي الدراسة.

    وقالت مصادر محلية إن قائد اللواء 35 مدرع، العميد المرتزق عبدالرحمن الشمساني رفض إخلاء مدرسة حكومية في سوق الأحد بعزلة الشعوبة التابعة لمديرية المعافر بمحافظة تعز.

    وأضافت المصادر إن قيادة اللواء 35 مدرع حولت المدرسة إلى مقراً عسكرياً منذ سنوات بعد طرد الطلاب من مدرستهم وجعلهم يتخذون من ظلال الأشجار مواقع لتلقي دروسهم.

    وأشارت المصادر أن هناك توجيهات صادرة من قائد محور تعز التابع للمرتزقة ومحافظ المحافظة لقائد اللواء 35 بسرعة إخلاء المدرسة وتسليمها لمكتب التربية وإعادة الطلاب لتلقي تعليمهم إلا إن الشمساني رفض كل تلك التوجيهات.

    وهدد أهالي الشعوبة بمديرية المعافر بالتصعيد والدعوة لاحتجاجات غاضبة لطرد قوات اللواء 35 مدرع، ولفتت إلى تلويح الأهالي إلى الدعوة للاحتجاجات الغاضبة لطرد قوات اللواء 35 مدرع من المدرسة التي تم تحويلها إلى ثكنة عسكرية وحرمان الطلاب من الدراسة.

    العروض العسكرية اليمنية.. بين الرعب والتمكين

    عهدُ اليمن الجديد.. جيشٌ وطني قوي وعقيدة إيمَـانية راسخة

    بكل فخر واعتزاز هذه هي اليمن وشعبها، تستمر مفاجآتها بين الحين والآخر، لنستكشف إن العقول اليمنية زهرت وظهرت بعد ثورة 21 سبتمبر، الثورة التي سحقت كل من كان وراء تحطيم واحتقار الإنسان اليمني.

    اليوم يعود الإنسان اليمني بقراره الحر بإن يطور وينتج كل احتياجاته دون الحاجة من الغير، ولا ننسى إن القدرات والامكانيات في التصنيع والتطوير العسكري، لم يكن لتواجد لولا ثورة 21 من سبتمبر ثورة الحرية والاستقلال، لكن التحدي اليماني وعدم الركوع للعدو والصبر العظيم في هذا الشعب ما جعل العدو يحتار في فهم وبرمجه الإنسان اليمني.

    يكاد العقل البشري السليم لا يصدق كيف لهؤلاء اليمنيين أن يعملوا على تطوير أسلحتهم وبناء جيش قوي ومنظم وتحت قيادة موحدة في الجزيرة العربية في ظل عدوان لم يشهد له التاريخ مثيل، وكأن الأمر يستوحي بأن هناك عصا سحرية يمتلكه اليمنيين لتنفيذ مطالبهم.

    أين لنا ان سمعنا بأن هناك دولة عربية تصنع وتطور من أسلحتها العسكرية والدفاعية، لا نسمعها ذلك إلا في تلك الدول المتقدمة في أوروبا وتحت خبراء أجانب، اما العربي في منظور الكثيرين حتى في منظور انفسهم انهم لا يملكون العقول للتفكير او العمل، وهذا ما رسختهُ لنا أمريكا وإسرائيل بأننا نحن العرب لا ننفع لشيئ، فما بال التصنيع والتطوير العسكري.

    فجأت اليمن الدولة العربية الفقيرة المستضعفة المعتدى عليها من قبل قوى الشر في العالم، لتظهر للعالم اجمع تلك القدرات العسكرية المختلفة المتطورة (محلية الصنع)، في مشهد يُبكا له الصديق من الفرح ويُبكا له العدو من الغيظ.

    كما إن المخزي لتلك القوى الاجرامية بوجهتها أمام العالم، إن الإعلام الحربي اليمني كثيراً ما يوثق بالصوت والصورة السلاح الأمريكي والبريطاني وهو يتبخر تحت اقدام المقاتلين اليمنيين.

    اليمن اليوم أصبحت النموذج لكل دولة عربية وإسلامية، بأن تحذو حذو اليمن في الدفاع عن نفسها من قبل أي معتدي يريد ان يسلب حريتها وينهب ثرواتها ويكسر شوكتها، كما عليها ان تطور من نفسها في شتى المجالات السياسية والصناعية والزراعية لاسيما العسكرية.

    القوة الضاربة اليمنية عبارة لا طالما صدحت هنا وهناك لتكون ألم وصداع لتلك القوى التي حاولت كثيراً وفشلت كثيراً ان تحطم إرادة الدولة اليمنية وشعبها، فعلى قوى الشر وكل من يستهين ويستصغر حربنا معه، إن شوقنا للحرب كشوقهم للحياة.

    قد يتسأل الكثير عن سر قوة اليمنيين في هذه المرحلة، وسبب ضعفهم خلال النظام السابق (نظام الرئيس السابق صالح)، إن سبب ضعف قواتنا العسكرية والسياسية خلال ٤٠ سنة، هو إن النظام السابق كان يعتمد على أمريكا واذنابها في المنطقة، ليكون لها القرار في التدخل المريح في شؤون اليمن الداخلية والخارجية، لم نكن ندرك إن من يعتمد على أمريكا (الشيطان الأكبر) يكون ضعيف وجبان ومهزوم، لأن الشيطان كما وصفة الله سبحانه وتعالى بانة ضعيف.

    اما اليوم فقد عادت البوصلة إلى اتجاهها الصحيح، وكل الفضل والتمكين يعود بعد الله سبحانه وتعالى الى ذلك القائد اليماني العظيم السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي ورجالة الأبطال.

    أخيرا اثبتت اليمن برجالها وبتلك المشاهد العسكرية الأسطورية وللمرة الثانية بأن اليمن مقبرة الغزاة، لتظهر جهوزية الجيش واللجان الشعبية والتي سوف تحدد المعركة المصيرية وهو فرض إيقاف العدوان على اليمن.. كما إن وصول القوة العسكرية اليمنية الى هذه المرحلة من القوة ماهي إلا نتيجة طبيعية لمن يتثقف بثقافة القرآن ويتحرك بة، على هذا الأساس تبنى القدرات وغيرها من التحديات لتحول التحديات الى فرص.

    ــــــــــــــــــــــــــ
    منى المؤيد

    صنعاء تُفعّل تهديداتها: لا تهاون في رفع الحصار

    صنعاء تُفعّل تهديداتها: لا تهاون في رفع الحصار

    قبل أسبوعين من انتهاء الهدنة المُمدَّدة في اليمن، وفي ظلّ الحراك الأمريكي المكثّف لتمديدها هذه المرّة ستّة أشهر إضافية، تعكف قيادة صنعاء على إعداد حزمة إجراءات عسكرية وسياسية، بدأت استخدامها بالفعل ببعثها برسالة تهديد إلى الأمم المتحدة، من أجل الدفْع بعملية تنفيذ بنود الهدنة قُدُماً.

    وعلى رغم أن الأمريكيين، ومعهم الأوروبيون والأمم المتحدة، يمارسون ضغوطاً جادّة وحقيقية على السعودية بهدف حمْلها على تطبيق الاتفاق وتوسيعه، إلّا أن “صنعاء” تظلّ متشكّكة حيال تلك الجهود، وتخشى أن تصبح أسيرةً لدوّامة لا متناهية من الأخذ والردّ، ولذا، فهي لا تني تتحضّر لمعركة سيكون مسرحها – في حال وقوعها – البحر الأحمر والمنشآت النفطية لدول الحصار

    لم تَجِد قيادة حركة أنصار الله، إزاء المماطلة السعودية في تنفيذ أحد أهمّ بنود اتّفاق الهدنة، والمتمثّل في السماح لسفن المشتقّات النفطية بالوصول إلى ميناء الحديدة، بدّاً من البعث برسالة «شديدة اللهجة» إلى الأمم المتحدة، كونها الراعية للاتفاق، تضمّنت تهديداً باتّخاذ إجراءات عسكرية ردّاً على تلك المماطلة، وتنبيهاً إلى أن الردّ لن يقتصر على الجوانب العسكرية العادية، بل سيكون متناسِباً مع الإجراء السعودي، وفق ما ذكرته مصادر ديبلوماسية في المنظّمة الدولية.

    وبحسب المصادر ذاتها، فقد وصلت رسالة صنعاء إلى كلّ مَن يَهمّهم الأمر، وخصوصاً الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، اللذين تَحرّكا على الفور ومارسا ضغوطاً كبيرة على الجانب السعودي من أجل الإفراج عن السفن المحتجَزة قبالة مرفأ جيزان، على رغم حصولها على التراخيص المطلوبة من آلية التفتيش الأممية في جيبوتي.

    وتُنبئ هذه الخطوة اليمنية الجريئة بأن قيادة صنعاء لن ترتضى بواقع اصطفاف الطوابير أمام محطّات توزيع المشتقّات النفطية في المناطق الخاضعة لسيطرتها، في وقت تَنعم فيه السعودية والإمارات بتوافُر هذه المواد في أسواقهما. وفي قبالة ذلك، لا تملك السعودية خيارات كثيرة، خصوصاً أن ثمّة ضغوطاً أمريكية وأوروبية وأممية متصاعدة عليها من أجل تنفيذ بنود الهدنة، وأن هذه الأطراف لديها من الهموم والتحدّيات جرّاء تداعيات الحرب الروسية – الأوكرانية، ما لا يترك لها مجالاً لمسايرة العِناد السعودي.

    ومن هنا، جاء قرار الرياض السماح للناقلات الـ13 المحتجَزة بالوصول إلى ميناء الحديدة وإفراغ حمولتها فوراً، بعدما دأبت، من خلال وسائل إعلامها، على الترويج لكوْن أزمة المشتقّات النفطية في المناطق الخاضعة لسيطرة «أنصار الله»، مفتعَلة من قِبَل الأخيرة بهدف تعزيز السوق السوداء التي يستفيد منها بعض المسؤولين الحكوميين.

    ويذكّر هذا بما فعلته السعودية قبل نحو ستة أشهر، عندما سارعت، عقب قيام الولايات المتحدة بسحب منظومات الدفاع الجوّي، ولا سيّما «الباتريوت»، من جميع أراضي المملكة، إلى سلطنة عُمان حاملةً موافقتها على الهدنة، خشية تداعيات انكشاف أجوائها أمام الصواريخ والطائرات المسيّرة اليمنية.

    وفي ظلّ هذا الشدّ والجذب، تعمل صنعاء على إعداد سلسلة إجراءات عسكرية وسياسية، تستهدف إرساء معادلة «النفط مقابل النفط»، والتي تعني أنه لا يمكن للأطراف التي تستمرّ في فرض الحصار على اليمن أن تبقى بمنأى عن ردود الفعل، كما لا يمكن للدول الغربية الراعية لهذه الأطراف أن تستمرّ في الاستفادة من البحار والممرّات المائية من دون مقابل.

    ولعلّ خير مَن عبّر عن جدوى تلك المعادلة هو السفير البريطاني في اليمن، ريتشارد أوبنهايم، باعترافه بأن سبب دخول سفن المشتقّات النفطية المحتجَزة إلى الحديدة هو أن «أفعالهم كانت ستُسبّب كارثة»، في إشارة إلى تخطيط صنعاء لاستهداف منشآت حيوية واستراتيجية.

    وعلى الخلفيّة المتقدّمة نفسها، يزداد تمسّك واشنطن بإدامة الهدنة، بالنظر إلى انشغالها بملفّات تُعتبر مصيرية بالنسبة إلى أمنها القومي، وتقتضي إبقاء التهدئة في معظم ملفّات الشرق الأوسط. ومن هنا، تسعى الولايات المتحدة إلى تمديد اتّفاق وقف إطلاق النار في اليمن لمدّة ستّة أشهر، ولو تَطلّب ذلك الاستجابة لمعظم مطالب «أنصار الله».

    وهي أرسلت مندوبها، تيم ليندركينغ، إلى المنطقة، بعدما أصدرت وزارة خارجيتها بياناً حدّدت فيه مهام الأخير بـ«تمديد الهدنة وتوسيعها»، بما يشمل زيادة الرحلات الجوية وإضافة مناطق جديدة إلى وجهاتها، وصرف رواتب موظفي الخدمة المدنية والمتقاعدين.

    على أن قيادة صنعاء لا تجد سبباً لمحْض الجهود الأميركية والأوروبية والأممية الثقة، وهي تتخوّف من الاستغراق في تفاصيل من شأنها تقييد المطالب الإنسانية لليمنيين، وتَعتبر أن التجربة أثبتت إلى الآن أن حقوق اليمنيين لا تُنتزع إلّا بالقوة أو عبر التلويح بها. ومن هنا، فهي لا تنقطع عن الإعداد لجولة جديدة من الصراع، سيكون مسرحها هذه المرّة البحر الأحمر والمنشآت النفطية للدول التي تشارك في فرض الحصار على اليمن.

    في المقابل، ترى السعودية أن نجاح «أنصار الله» في إنهاء الحصار سيمثّل ضربة كبرى لكلّ جهودها القاضية بإبقاء تلك الورقة بِيَدها كأداة من أدوات الحرب. كما أن ما لا يروق الرياض هو أن حليفتها واشنطن تنحو إلى استعادة سيطرتها على الملفّ اليمني بشكل كامل، وجعله بوّابة ابتزاز وضغط على الأولى، من دون أيّ مراعاة لـ«مصالحها الحيوية».

    وقد عبّر عن ذلك بوضوح أحد الكتّاب القريبين من دوائر القرار السعودي، بإبدائه خشيته من تدويل هذا الملفّ واستئثار الولايات المتحدة به، ومحاولاتها وضعه ضمن خيارات التفاوض مع طهران أو رهْنه لقضايا أخرى مِن مِثل الأزمة الأوكرانية.

    بالنتيجة، يبدو واضحاً أن واشنطن باتت، في تعاملها مع الملفّ اليمني، تُقدّم مصلحتها على مصلحة حلفائها لدى تَعارضهما، محاوِلةً في الوقت نفسه تعويض الأخيرين عن ذلك بجولات من العلاقات العامة الهادفة إلى تهدئة النفوس وطمْأنة القلقين إلى استمرار مظلّة الحماية الأميركية، فضلاً عن استعراض قدراتها الضخمة في الشرق الأوسط.

    والجدير ذكره، هنا، أن مصالح كلّ من واشنطن والرياض في الحرب على اليمن، بقيت متطابِقة بشكل شبه كامل على مدار أعوام، بل إن موقف الولايات المتحدة في كثير من المفاصل بدا أكثر تشدّداً من موقف السعودية.

    وبخصوص الحصار الاقتصادي تحديداً، فقد كان للسفير الأمريكي السابق، ماثيو تولر، قصَب السبْق في التهديد به في آب 2016، أثناء لقائه وفد صنعاء المُفاوِض في الكويت، حيث لوّح بـ«إماتة الشعب اليمني جوعاً» ما لم تُقدِم «أنصار الله» على التنازلات السياسية المطلوبة منها.

    ــــــــــــــــــــــــــــ
    لقمان عبدالله

    الصين تطور “طوربيدات-صاروخية” أسرع من الصوت!

    الصين تطور “طوربيدات-صاروخية” أسرع من الصوت!
    الصين: لا يحق لواشنطن طلب إعادة فرض عقوبات أممية على إيران

    أشارت صحيفة ساوث تشاينا مورنينغ إلى أن الخبراء في الصين يعملون على مشروع تطوير “طوربيدات-صاروخية” فريدة من نوعها.

    وذكر في منشور على الصحيفة نقلا عن علماء مشاركين في المشروع “يتم العمل حاليا على مشروع صاروخ طوله 5 أمتار تقريبا، سيكون قادرا على التحليق بسرعة تبلغ 2.5 ضعف سرعة الصوت، والارتفاع إلى حوالي 10 كلم، ومن ثم الغوص تحت الماء ليعمل كطوربيد قادر على قطع مسافة 20 كلم”.

    وأشارت الصحيفة إلى “أنه وبمجرد اقتراب الصاروخ من هدفه لمسافة 10 كلم يتحول إلى وضعية الطوربيد، ويتحرك تحت الماء بسرعة 100 م/ثانية، مكونا فقاعة هواء حوله لتقليل مقاومة الماء لجسمه، ويكون قادرا على المناورة وتغيير مساره والغوص إلى عمق 100 متر إذا لزم الأمر للتهرب من أنظمة الحماية المائية.

    وتبعا للمعلومات المتوفرة فإن “الصعوبة الرئيسية التي يواجهها العلماء هي تطوير منظومة دفع لهذا الصاروخ توفر له الدفع المناسب في الهواء وتحت الماء، لذا سيلجأ الخبراء الصينيون لاستخدام البورون في وقود هذه المنظومة، كون هذا العنصر يتفاعل بشكل نشط في البيئتين، ويطلق كمية هائلة من الحرارة”.

    صنعاء: أعددنا خططنا لإيقاع الوجع الكبير بنسف أهداف استراتيجية لدول التحالف

    صنعاء: أعددنا خططنا لإيقاع الوجع الكبير بنسف أهداف استراتيجية لدول التحالف

    أكد وزير الدفاع في حكومة صنعاء اللواء الركن محمد العاطفي، أمس الأربعاء، أنّ “الجيش قادر على حماية ثروات الشعب اليمني، وجاهز للرد في الوقت المناسب الذي يحدده قائد الثورة”.

    وقال العاطفي، خلال تدشين كلية الطب للقوات المسلحة: “أعددنا خططنا لإيقاع الوجع الكبير بنسف أهداف ذات بعد استراتيجي وعسكري واستخباراتي لدول العدوان”، مشيراً إلى أنّ “استراتيجية البناء والتطوير والتحديث والإعداد العسكري للقوات المسلحة اليمنية مستمرة”.

    وأضاف: “صناعتنا العسكرية اليمنية تحقق نجاحات كبيرة، وستحقق المزيد من الإنجازات التسليحية المتطورة التي تغطي متطلبات مختلف التشكيلات العسكرية البرية والبحرية والجوية”، مبيناً التوجه لبناء وإنشاء قوة بحرية “تتولى المسؤولية الوطنية والمسؤولية الإقليمية والاستحقاقات الدولية”.

    واستطرد المسؤول اليمني قائلاً: “لا حدود لطموحاتنا في الإعداد لقوات قتالية نوعية، وصولاً إلى الإعداد المناسب للقوة الصاروخية الباليستية أرض – أرض والمنظومات الصاروخية البحرية، والدفاع الجوي والطيران المسير متعدد المهام والاختصاصات”.

    وشدد العاطفي على أنّ “الجيش اليمني لن يسمح لأي كان بالتطاول على سيادة البلاد الوطنية والبحرية”، معتبراً أنّ “تعنّت تحالف العدوان المستمر بحق الشعب اليمني رغم الهدنة بمرحلتها الثالثة كشف نواياها المبيتة وحقدها الدفين”.

    وأردف: “ندرك تماماً مخططات قوى الاحتلال وتسابقها للسيطرة على مواقع النفط والغاز في المحافظات الشرقية من بلدنا، ولدينا معلومات كاملة عن حجم النهب المنظم للنفط اليمني والذي يعد قرصنة وسرقة لموارد الشعب اليمني”، مؤكداً أنّ ذلك “لن يمر من دون حساب”.

    وأضاف: “نعي جيداً أننا نحتكم إلى جغرافية بحرية تمتد من المهرة شرقاً وحتى جيزان غرباً، وسنحوّل مفهوم لعنة الجغرافية إلى نعمة”، متابعاً: “بدلاً من أن نظل ندفع ثمن الموقع الجغرافي لليمن، سنجعل من يعتدي علينا هو من يدفع الثمن ويتحمل لعنة عدوانه وتطبيعه”.

    وختم العاطفي تصريحه بالقول: “إذا لم يعِ تحالف العدوان ما هو قادم عليه، فهذا هو أوان اليمن الناهض الكفؤ القادر على إدارة المواجهة وحسم كل المعارك سواءً العسكرية أو الأمنية أو السياسية أو الاقتصادية”.

    وكان رئيس المجلس السياسي الأعلى في اليمن مهدي المشّاط، أكد في 1 أيلول/سبتمبر، خلال العرض العسكري للجيش اليمني “وعد الآخرة”، أنّ “في مقدور القوات المسلحة اليمنية الآن ضرب أي نقطة في البحر من أي مكان في اليمن، وليس من السواحل فقط”.

    من جانبه، أشار قائد حركة “أنصار الله” عبد الملك الحوثي، في وقت سابق، إلى أنّ “الجيش اليمني اليوم، في مختلف ميادين المواجهة وتطوير قدراته، وصل إلى مستوى عظيم، ويحقق قَدْراً مهماً من الردع”، مؤكداً أنه “اليوم أعظم استعداداً وقوة وإيماناً ووعياً ومهارة وتمسّكاً بمهمّاته ومسؤولياته”.

    مشروع دستور انتقالي لإنهاء الانقلاب في السودان

    مشروع دستور انتقالي لإنهاء الانقلاب في السودان

    يحرّك مشروع الدستور الانتقالي، الذي أعدته ورعته اللجنة التسييرية لنقابة المحامين السودانيين، المياه الراكدة في السودان، لجهة كونه أول مقترح عملي للخروج من أزمة انقلاب 25 أكتوبر الماضي.

    يحرّك مشروع الدستور الانتقالي، الذي أعدته ورعته اللجنة التسييرية لنقابة المحامين السودانيين، المياه الراكدة في السودان، لجهة كونه أول مقترح عملي للخروج من أزمة انقلاب 25 أكتوبر الماضي.

    لكن القبول به من أطراف الأزمة يبقى هو التحدي، في ظل انقسام المواقف الداخلية منه وذهاب البعض إلى مهاجمته بوصفه “تكراراً لخطأ القوى السياسية في إعداد الوثيقة الدستورية لعام 2019″، على الرغم مما يتضمنه من تكريس لمدنية الدولة وإنهاء مفاعيل الانقلاب.

    تفاصيل مشروع الدستور السوداني

    ويتكون المشروع من ديباجة و12 باباً و76 مادة، وينطلق من مبادئ ثورة ديسمبر 2018 ممثلة في الحرية والسلام والعدالة، طبقاً لما جاء في الديباجة. ويستفيد من تجربة الفترة الانتقالية التي أعقبت سقوط نظام الرئيس المعزول عمر البشير.

    كما تؤكد الديباجة ضرورة إسقاط انقلاب قائد الجيش الجنرال عبد الفتاح البرهان والقضاء نهائياً على الانقلابات العسكرية وعنف الدولة وحكم الفرد.

    ويستلهم المشروع الدستوري مواثيق لجان المقاومة السودانية وكل المبادرات التي تقدمت بها قوى الثورة، ويؤكد أن المواطنة أساس للحقوق والواجبات، ويشرعن لحكم مدني ديمقراطي، ويلتزم بتفكيك تمكين نظام الثلاثين من يونيو، نظام عمر البشير، وتفكيك بنية انقلاب البرهان.

    وينصّ المشروع في أول مواده على إلغاء الوثيقة الدستورية لسنة 2019 وإلغاء كل القرارات التي صدرت في 25 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، تاريخ انقلاب البرهان، أو بعده، بما في ذلك كل الاتفاقيات الإقليمية والدولية التي أبرمت بعد الانقلاب.

    ويشمل المشروع إدراج وثيقة كاملة للحقوق والحريات الأساسية، ولأول مرة يطالب دستور سوداني بمراجعة كل عمليات التجنيس التي حصلت منذ عام 1989.

    واللجنة التسييرية لنقابة المحامين هي واحدة من اللجان النقابية التي تشكلت بعد ثورة ديسمبر عقب حل النقابات المحسوبة على النظام السابق.

    ويحدد مشروع الدستور، مهام الفترة الانتقالية في تعزيز التحول الديمقراطي وبناء مؤسسات الفترة الانتقالية، وتفكيك وتصفية بنية نظام الثلاثين من يونيو 1989، وإزالة التمكين وإلغاء قوانينه، واسترداد الأصول والأموال المنقولة وغير المنقولة من داخل السودان وخارجه وفقاً لما ينظمه القانون.

    كما ينصّ على الإشراف على مفوضية الدستور، والالتزام بإجراء انتخابات عامة حرة ونزيهة بمراقبة دولية في نهاية الفترة الانتقالية، عقب إجراء ترتيبات، أهمها إصلاح المؤسسة العسكرية والسلطة القضائية، وإكمال الترتيبات الأمنية، وإجراء عمليات الدمج والتسريح وصولاً إلى جيش قومي واحد.

    كذلك ينص المشروع على تكوين مفوضية العدالة الانتقالية وتنفيذ خطة قومية لتنفيذ العدالة في كافة الجرائم المرتكبة خلال النزاع المسلح في دارفور وجنوب كردفان وجنوب النيل الأزرق.

    ويلزم المشروع رئيس الوزراء بإصدار قرار يتم به دعم أو إعادة أو تعديل قرار تشكيل اللجنة القومية للتحقيق في الانتهاكات والجرائم ضد حقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني التي ارتكبت في 3 يونيو/حزيران 2019، تاريخ فض اعتصام محيط قيادة الجيش والاعتصامات في الولايات الأخرى، وذلك خلال شهر من تعيينه وتجوز للجنة الاستعانة بدعم دولي فني ومالي.

    كما يدعو مشروع الدستور لتشكيل لجنة وطنية للتحقيق في جرائم القتل والانتهاكات التي وقعت بعد 25 أكتوبر.

    وبشأن هيكلة السلطة الانتقالية، يعيد مشروع دستور نقابة المحامين الهياكل ذاتها التي كانت قبل الانقلاب، وهي مجلس سيادة ومجلس وزراء وبرلمان ومفوضيات مستقلة، لكن الاختلاف بينه وبين الوثيقة الدستورية هو عدم وجود أي شراكة بين المدنيين والعسكريين، لا في مجلس السيادة ولا مجلس الوزراء، بل ينصّ على تعيين رئيس وزراء بواسطة قوى الثورة الموقعة على إعلان سياسي مشترك.

    ويحدّد المشروع تكوين البرلمان من 300 عضو، على أن يراعى في ذلك تمثيل واسع لمكونات الشعب السوداني، بما فيها القوى السياسية والمدنية والمهنية ولجان المقاومة والطرق الصوفية والإدارات الأهلية وأطراف العملية السلمية الموقعة على الإعلان السياسي.

    ويُستثنى أعضاء المؤتمر الوطني المنحل بكل أشكالهم ومسمياتهم وواجهاتهم، على أن يكون للبرلمان حق سحب الثقة من رئيس الوزراء أو أي من أعضاء الحكومة.

    ويتكون مجلس السيادة، حسب الدستور المقترح، من أعضاء مدنيين مناصفة بين الجنسين، تختارهم وتعينهم القوى الموقعة على الإعلان السياسي الذي يصدر بموجبه الدستور، وتكون رئاسته دورية بين الأعضاء. ولا تختلف اختصاصاته عما جاء في الوثيقة الدستورية، مثل اعتماد تعيين رئيس الوزراء ورئيس القضاء ورئيس وأعضاء المحكمة الدستورية، عدا إعلان حالة الطوارئ بطلب من رئيس الوزراء وإعلان الحرب بعد مصادقة البرلمان.

    ويتشكّل مجلس الوزراء من عدد لا يزيد عن 25 عضواً من الكفاءات الوطنية، تختارهم القوى الموقعة على الإعلان السياسي بالتساوي بين الجنسين، مع مراعاة التنوع العمري والجهوي من دون الإخلال بمبدأ الكفاءة، على أن يرأس رئيس الوزراء مجلس الأمن والدفاع.

    وفي أحكام أخرى لم ترد في نصوص دستورية سابقة، يحظر المشروع تكوين مليشيات عسكرية أو شبه عسكرية، ومزاولة القوات المسلحة الأعمال الاستثمارية والتجارية، ما عدا تلك التي تتعلق بالتصنيع الحربي والمهام العسكرية وفقاً للسياسة التي تضعها الحكومة الانتقالية.

    في المقابل، تلتزم القوات المسلحة بالنظام الدستوري واحترام سيادة القانون والحكومة المدنية الديمقراطية وتنفيذ السياسات المتعلقة بالإصلاح الأمني والعسكري، وصولاً إلى جيش قومي مهني احترافي واحد.

    توضيحات اللجنة التسييرية لنقابة المحامين السودانيين

    وتقول اللجنة التسييرية، في بيان في 7 سبتمبر/أيلول الحالي، إنها أقدمت على المبادرة “اضطلاعاً بواجبها ودورها التاريخي والوطني في التصدي لحماية الحقوق والدفاع عن الحريات والمحافظة على سيادة حكم القانون وتعزيز الديمقراطية والحكم الرشيد”.

    وتشير إلى أن “مبادرة الحوار حول الإطار الدستوري الانتقالي (التي رعتها) تُعدّ مدخلاً للخروج من الطريق المسدود ومعالجة أزمات البلاد، وتوفيق رؤى وتطلعات كل المجموعات ذات الشأن، وصولاً إلى حل قضية العلاقات المدنية العسكرية الشائكة، والتعبير عن مقاصد الثورة”.

    وتؤكد اللجنة أن “مبادرتها تهدف إلى صناعة دستور انتقالي متوافق عليه، عبر عملية حوارية بين الفاعلين في المشهد السوداني”، معتبرة أن المشروع “بمثابة فرصة لبناء الثقة وإرساء المبادئ التي تحافظ على وطن يتمتّع بقدر أكبر من المساواة والعدالة وحكم القانون، ويلبي مطالب السودانيين الاجتماعية والاقتصادية والأمنية، ويؤسس للعقد الاجتماعي والتعاقد والتوافق السياسي”.

    وتوضح اللجنة أنها “حرصت على إشراك ومشاركة أكبر قدر من الفعاليات السياسية والمجتمعية وحركات الكفاح المسلح والقوى الثورية والمجتمع المدني في صناعة دستور انتقالي عبر حوار دستوري حقيقي.

    وقدمت الدعوة لهذه المكونات للمشاركة في الورشة التي نظمتها واعتمدت توصياتها مرجعيةً للصياغة، كما أجرت حوارات ولقاءات واسعة، واستقبلت مساهمات قيّمة من شخصيات وطنية، وأخذت كل الملاحظات، عدا الاعتماد على مواثيق لجان المقاومة والإعلانات السياسية والمبادرات.

    وبعد ذلك، عرضت المسودة على خبراء الفقه الدستوري وبيوت الخبرة العالمية لمراجعة صياغة مشروع الدستور الانتقالي، وهم بدورهم قدموا مساهمات مكتوبة إلى جانب مرافعاتهم الشفهية حول الصياغة المثلى”.

    وتكشف اللجنة التسييرية أن “الورشة، التي نظمتها الشهر الماضي، شاركت فيها القوى السياسية المتمثلة في قوى الحرية والتغيير بكافة مكوناتها، وحركات الكفاح المسلح على رأسها حركة جيش تحرير السودان بقيادة مني أركو مناوي، وحركة العدل والمساواة، والحركة الشعبية لتحرير السودان شمال، وتجمع قوى تحرير السودان، وحركة جيش تحرير السودان المجلس الانتقالي، والاتحادي الديمقراطي، والمؤتمر الشعبي، وأنصار السنة المحمدية.

    كما شارك الحزب الوطني الاتحادي، والحزب الجمهوري، والحزب الناصري للعدالة الاجتماعية، وعدد من لجان المقاومة، وتجمع المهنيين السودانيين، ولجنة المعلمين السودانيين، وعدد من الكيانات المهنية والنقابية، والإدارة الأهلية، والطرق الصوفية، ورجال الدين المسيحيين.

    وشارك أيضاً رجال الأعمال، وعدد من منظمات المجتمع المدني السوداني، وهيئة محامي دارفور، وتنظيم الضباط المتقاعدين، ومتقاعدو القوات المسلحة، وأساتذة القانون بالجامعات السودانية، والتنظيمات النسوية، ومنظمة أسر شهداء ديسمبر، ومبادرة أساتذة جامعة الخرطوم وعدد من المهتمين بالشأن العام”.

    وتضيف اللجنة أن “النقابة شكّلت، عقب الورشة مباشرة، لجنة صياغة مشروع دستور انتقالي على ضوء توصيات الورشة وأهداف وشعارات الثورة، والتي بدورها باشرت أعمال الصياغة، واعتمدت في عملها على مقارنة الدساتير السابقة وإيجاد المقاربة بما هو مطروح في الساحة السياسية، من مواثيق لجان المقاومة وإعلانات سياسية ومرجعيات السلام”.

    وتشير إلى أن الهدف هو “إيجاد أرضية مشتركة بين وجهات النظر، وتلافي الأخطاء السابقة، واعتماد الصياغة المقبولة، وقد انتهت مهمتها بإعداد مشروع الدستور الانتقالي في نسخته الأولى، وبعد ذلك، شكلت لجنة من خبراء الفقه الدستوري لمراجعة صياغة مشروع الدستور”.

    وتتعهد اللجنة بـ”عقد لقاءات مع الفعاليات التي شاركت في الورشة، ومع لجان المقاومة، ومع حركة تحرير السودان بقيادة عبد الواحد محمد نور، والحركة الشعبية شمال بقيادة عبد العزيز الحلو، بالإضافة إلى الفعاليات التي لم تشارك في الورشة وعلى رأسها الحزب الشيوعي، تحقيقاً لأكبر إجماع وطني حول هذا المشروع”.

    ترحيب بمشروع الدستور السوداني

    وحتى الآن، يجد مشروع الدستور الانتقالي اهتماماً واسعاً في الأوساط القانونية والدستورية والسياسية، وحظي بترحيب من 9 سفارات غربية (فرنسا وألمانيا وإيطاليا وهولندا والنرويج وإسبانيا والسويد وبريطانيا والولايات المتحدة) أصدرت، أول من أمس، بياناً في هذا الصدد.

    وتسلمت مشروع الدستور قبل ذلك وأشادت به الآلية الثلاثية المكونة من الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي ومنظمة التنمية الحكومية “إيغاد”. ويجد المشروع المساندة من قوى إعلان الحرية والتغيير، فيما كان من اللافت مشاركة وتأييد حزبي المؤتمر الشعبي والاتحاد الديمقراطي لمشروع الدستور، لجهة كونهما من الأحزاب التي شاركت النظام السابق في الحكم إلى تاريخ سقوطه.

    كما رحّب نائب رئيس مجلس السيادة محمد حمدان دقلو “حميدتي” بالمشروع، في أول رد فعل من جانب السلطة العسكرية. وأعرب عن أمله أن يكون مشروع الدستور نافذة أمل لبناء الثقة بين الأطراف السودانية كافة، في سبيل الوصول إلى اتفاق شامل لحل الأزمة السودانية.

    ودعا جميع الأطراف إلى الانخراط وبشكل عاجل في حوار شامل، يفضي إلى اتفاق لاستكمال الفترة الانتقالية بما يحفظ أمن واستقرار البلاد، مشيراً إلى أنه سيطلع على ما جاء في مشروع الدستور لإبداء الرأي وتقديم الملاحظات بشأنه.

    وحول مشروع الدستور، يقول عضو مجلس السيادة السابق القيادي في قوى إعلان الحرية والتغيير، محمد الفكي سليمان، إن أهم ما يميز مشروع الدستور الانتقالي هو عدم إقراره بأي شراكة بين العسكر والمدنيين، عكس الوثيقة الدستورية التي بُنيت في أجواء من التفاوض بين الطرفين.

    ويشير في حديثٍ لـ”العربي الجديد” إلى أن المقترح جاء في وقته المناسب، وذلك عقب الانقسامات السياسية والاحتقان في البلاد، التي تحوّلت لانقسامات مجتمعية في الآونة الأخيرة.

    ويضيف سليمان أن مبادرة المحامين تمثل تحريكاً للمياه، ويمكن أن تتحول منصةً لإدارة النقاشات حول الدستور، باعتبار أنه ليس مشروعاً نهائياً، بل قابل للتداول والنقاش والحذف والإضافة وليس وثيقة مقدسة، مشدّداً على أهمية النقاش حول الموضوع، لأن الأوضاع السياسية والأمنية والاقتصادية الحالية لا تحتمل الانتظار.

    وحول توقعه موقفَ المكون العسكري من المشروع الدستوري المقترح قبل صدور موقف حميدتي، يوضح سليمان أن النصوص الواردة في المشروع تنهي الانقلاب بعد فشله الكامل بعد نحو عام من حصوله.

    ويبدي اعتقاده أنه ليس أمام العسكر شرط الموافقة على المشروع بقدر ما هو مطلوب منهم القبول بمناقشته، مرجحاً رفضهم كل ذلك لأن مطامعهم في السلطة قائمة على الرغم من فشل انقلابهم.

    وفي ما يتعلق بأطراف أخرى من قوى الثورة مثل الحزب الشيوعي السوداني، يرى سليمان أن الشيوعي جزء أصيل من قوى الثورة، ومن حقه المشاركة في النقاشات واقتراح ما يراه من تعديلات، وذلك يشمل كل الأحزاب. ويرى أن اللجنة التسييرية التي تعيد الأدوار التاريخية للمحامين لم تدّعِ أن الدستور نهائي أو مقدس.

    وكان قائد الجيش عبد الفتاح البرهان قد واصل الهجوم المبطن على قوى إعلان الحرية والتغيير، لا سيما حول مقترحاتها الخاصة بإصلاح المؤسسة العسكرية.

    وذكر في آخر خطاب له بمناسبة معركة كرري بين القوات البريطانية وقوات المهدية (حصلت في عام 1898)، في 6 سبتمبر/أيلول الحالي، أن “من قتل أجدادنا بالأمس يتنادون اليوم لقتل ثورتنا. وذلك باستخدام نفس الأساليب القديمة في الدعاية السوداء وتغذية الصراعات القبلية والتشكيك في القيادة والتحريض على تفكيك القوات المسلحة”.

    وشدّد البرهان على “ضرورة الانتباه لذلك”، مشيراً إلى أن “من يريد تفكيك المؤسسة العسكرية السودانية من خلال تلفيق التهم والشائعات المغرضة لن يفلحوا في ذلك”. وحذّر “من يحاول إشعال الفتنة بين الجيش والدعم السريع”، بأن “القوات لن توجه سلاحها ضد بعضها البعض وغير مسموح لأحد بالتدخل في الشأن العسكري”.

    وبتحفظ شديد، رحّبت الحرية والتغيير التوافق الوطني، الفصيل المنشق عن قوى إعلان الحرية والتغيير والقريب من العسكر، بمشروع الدستور الانتقالي.

    وقال الهادي عجب الدور، القيادي بالتحالف، لـ”العربي الجديد”، إنها خطوة جيدة، لكن عملية صياغة الدستور تحتاج لتوسيع قاعدة المشاركة وتجميع كل الأوراق والمقترحات الدستورية والانتهاء بورقة متوافق عليها.

    وأشار إلى أنهم في قوى التوافق الوطني لديهم طرح مختلف، يقوم على الإبقاء على الوثيقة الدستورية الحالية وإجراء بعض التعديلات عليها، مؤكداً استعدادهم وانفتاحهم للجلوس مع الجميع، للوصول إلى دستور يحصل على توافق بين القوى السياسية ما عدا حزب المؤتمر الوطني.

    كما شدّد عجب الدور على أهمية وجود العسكر في السلطة بشكل يضمن الاستقرار والأمن، على أن تُضبط مشاركتهم سياسياً ودستورياً للحيلولة دون التغول في صلاحية الأجهزة الأخرى.

    رافضو مشروع الدستور السوداني

    ومن أبرز الرافضين فكرة الدستور الانتقالي، الحزب الشيوعي السوداني وتجمع المهنيين السودانيين، ظنّاً منهما أن الفكرة غير مقبولة لا شكلاً ولا مضموناً، ويشككان في أنها طريق نحو إعادة الشراكة والمصالح والتسوية مع انقلاب قائد الجيش الجنرال عبد الفتاح البرهان.

    ويقول المتحدث الرسمي مهند مصطفى، باسم تجمع المهنيين السودانيين، لـ”العربي الجديد”، إن ما جرى حول الدستور الانتقالي هو تكرار لخطأ القوى السياسية في إعداد الوثيقة الدستورية لعام 2019، وإن الدستور المقترح هو صورة طبق الأصل لورقة سياسية لقوى إعلان الحرية والتغيير تحدثت فيها عن شراكة بثوب جديد مع العسكر، لكن هذه المرة عبر مقترح تشكيل مجلس للأمن والدفاع بدلاً عن مجلس السيادة السابق.

    ويرى مصطفى أن المشروع جاء ليقطع الطريق على جهود لجان المقاومة السودانية في صياغة مواثيق سياسية، تعبر أول ما تعبر عن الواقع على الأرض الرافض مطلقاً وجودَ العسكر في السلطة نهائياً والمطالب بعودتهم لثكناتهم وقيام سلطة مدنية ديمقراطية كاملة تنجز أهداف الثورة كلها بلا استثناء.

    ويستبعد أن يكون للمشروع الدستوري الخاص بلجنة المحامين أي أثر على الواقع السياسي الحالي، ولا يشكل بأي حال من الأحوال مخرجاً من الأزمة السياسية الراهنة، حسب تقديره.

    ويستنكر المتحدث باسم التجمع ما قامت به اللجنة التسييرية، لأن ذلك أبعد ما يكون عن مهامها المحددة سلفاً في إعداد النظام الأساسي للنقابة وحصر العضوية.

    ويعتبر أنها خالفت قيم الثورة بدعوتها قوى سياسية شريكة لنظام البشير للمشاركة في إعداد مسودة الدستور، كما يستنكر تسليم النقابة المسودة لرئيس بعثة الأمم المتحدة فولكر بيرتيس.

    ومن اللافت للنظر خلال الفترة الماضية، توافق وجهات النظر بين اليسار واليمين بشأن المشروع الدستوري، فكما ينتقده الحزب الشيوعي، ينتقده المؤتمر الوطني المنحل وأنصاره.

    ويرى المحامي زين العابدين محمد، وهو عضو في هيئة الدفاع عن المعزول عمر البشير وعضو في حزب المؤتمر الوطني، في حديث مع “العربي الجديد”، أن لجنة المحامين لا تمتلك أي شرعية وتم حلها في 25 أكتوبر/تشرين الأول، وليس لديها أي تفويض لتقوم بذلك وغير مؤهلة للمهمة، ولن يكون لخطوتها أثر، وأن اللجنة غير محايدة وتتبع لقوى إعلان الحرية والتغيير وتجد السند الدولي من بيرتيس، “وربما تلك الجهات الدولية هي التي أعدت المقترح”.

    ويضيف محمد أن “القوى التي تبحث عن دستور جديد هي ذاتها التي أعدت وثيقة 2019، التي لا يعلم أحد مصيرها في غياب الهياكل التي تجيز الدساتير”. ويؤكد أن “الطريق المثالي لإعداد الدستور هو تشكيل المحكمة الدستورية وتكوين البرلمان المنوطة به وحده إجازة الدستور”.