المزيد
    الرئيسية بلوق الصفحة 13

    الموز.. الفاكهة المحبوبة التي تخفي أسرارًا صحية

    يظل الموز أحد أكثر الفواكه شعبية حول العالم، حيث يجمع بين المذاق اللذيذ والقيمة الغذائية العالية. لكن هذه الفاكهة الذهبية تحمل سمعة مختلطة عندما يتعلق الأمر بتأثيرها على مستويات السكر في الدم، خاصة لمرضى السكري أو من يتبعون أنظمة غذائية صحية.

    تشير الدراسات إلى أن الموز يحتوي على مؤشر جلايسيمي مرتفع نسبياً، مما يعني قدرته على رفع مستويات السكر في الدم بسرعة، خاصة عند تناوله بمفرده أو على معدة فارغة. هذا الارتفاع المفاجئ يعقبه عادة انخفاض سريع، مما قد يؤدي إلى الشعور بالتعب والجوع بعد وقت قصير من تناوله.

    لكن الخبر الجيد أن هناك طرقاً ذكية للاستمتاع بالموز دون القلق بشأن مستويات السكر. المفتاح يكمن في طريقة تناوله ودمجه مع أطعمة أخرى. فعندما يتم تناول الموز مع مصادر البروتين أو الدهون الصحية، يصبح تأثيره على سكر الدم أكثر اعتدالاً.

    من الطرق الفعالة لتناول الموز بشكل صحي إضافته إلى الزبادي اليوناني الغني بالبروتين، أو تناوله مع حفنة من المكسرات مثل اللوز أو الجوز. هذه التركيبات الغذائية تساعد على إبطاء امتصاص السكريات الطبيعية الموجودة في الموز، مما يحافظ على استقرار مستويات السكر في الدم.

    كما يمكن تحضير عصائر السموثي المغذية بخلط الموز مع مكونات أخرى مثل السبانخ أو التوت أو الشوفان، مما يخلق وجبة متوازنة تمنح الشعور بالشبع لفترة أطول. هذه الطريقة لا تقلل فقط من التأثير على سكر الدم، بل تزيد أيضاً من القيمة الغذائية للوجبة ككل.

    الخلاصة أن الموز يمكن أن يكون جزءاً من نظام غذائي صحي عندما يتم تناوله بذكاء. الفهم الصحيح لكيفية دمجه في الوجبات اليومية يحوله من مصدر قلق إلى عنصر غذائي مفيد، يقدم جميع فوائده دون التأثير سلباً على مستويات السكر في الدم.

    قافلة “الصمود المغاربية” تواجه مصيرًا مجهولًا على حدود مصر مع تصاعد الأزمة

    تجد قافلة “الصمود المغاربية” نفسها اليوم في موقف بالغ التعقيد بعد توقفها عند الحدود المصرية الليبية، حيث يلف الغموض مصير هذه المبادرة الشعبية التي تهدف لكسر الحصار عن غزة.

    القافلة التي انطلقت من تونس عبر ليبيا تحمل أكثر من 160 مركبة محملة بالمساعدات الإنسانية ومئات المتطوعين من دول المغرب العربي، تواجه الآن اختبارًا حقيقيًا لإرادة التضامن العربي في مواجهة الاعتبارات الأمنية والسياسية.

    المشهد الحالي يزداد تعقيدًا مع تباين المواقف بين ترحيب شعبي واسع عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وتحفظات أمنية واضحة من الجانب المصري. فمن جهة، تتعالى الأصوات المؤيدة للقافلة باعتبارها تعبيرًا صادقًا عن التضامن العربي مع شعب غزة الذي يعاني تحت وطأة الحصار. ومن جهة أخرى، تبرز مخاوف أمنية من تحركات جماعية غير منظمة في منطقة حدودية حساسة.

    الأزمة تصاعدت إلى مستوى جديد مع أنباء اعتقال السلطات المصرية لثلاثة محامين جزائريين كانوا ضمن المشاركين في القافلة، بالإضافة إلى عشرات النشطاء الآخرين في مطار القاهرة. هذه الخطوة أثارت استنكارًا واسعًا في الأوساط الحقوقية، بينما ظلت الجهات الرسمية المصرية صامتة حيال هذه التطورات.

    خلفية هذا الصمت الرسمي تخفي في طياتها معضلة سياسية حقيقية تواجهها القاهرة. فمن ناحية، لا ترغب السلطات المصرية في الظهور بمظهر المعيق للجهود الإنسانية نحو غزة. ومن ناحية أخرى، تفرض عليها اعتبارات أمنية وسياسية التعامل بحذر شديد مع أي تحركات جماعية غير مسبوقة نحو الحدود.

    الجدل الدائر حول القافلة يكشف عن شرخ واضح في الرؤى بين القوى الشعبية العربية التي ترى في هذه المبادرة تعبيرًا عن إرادة التضامن، وبعض الأطراف الرسمية التي تنظر إليها بعين القلق. هذا الانقسام يتجلى بوضوح في السجال المحتدم على منصات التواصل الاجتماعي، حيث يتبارى المؤيدون والمعارضون في طرح حججهم.

    في خضم هذه الأجواء المشحونة، تبقى الأسئلة الكبرى معلقة: هل ستنجح قافلة الصمود في تحقيق هدفها الرمزي بكسر الحصار الإعلامي والسياسي عن غزة؟ أم أن الاعتبارات الأمنية ستحسم الموقف لصالح إفشال هذه المحاولة كما حدث مع سابقاتها؟

    ما هو مؤكد في هذه المرحلة أن القافلة نجحت بالفعل في إثارة النقاش حول قضية الحصار على غزة، ودفعت بملف التضامن العربي مع القضية الفلسطينية إلى واجهة الأحداث مرة أخرى. لكن يبقى السؤال الأهم: هل سيكتفي هذا الحراك الشعبي بالتأثير الرمزي، أم سيتمكن من إحداث تغيير ملموس على الأرض؟ الإجابة على هذا السؤال قد تحددها الأيام القليلة المقبلة، عندما تتضح معالم الموقف الرسمي المصري من هذه المبادرة غير المسبوقة.

    إيران ترد على الوكالة الذرية بتصعيد نووي.. ومخاوف من أزمة دولية جديدة

    في تطور جديد للأزمة النووية الإيرانية، أعلنت طهران عن سلسلة إجراءات تصعيدية ردا على قرار الوكالة الدولية للطاقة الذرية الأخير، في خطوة تعكس تصلب الموقف الإيراني وتزيد من تعقيد المشهد الدولي المحيط بملفها النووي.

    جاء الرد الإيراني سريعا وحاسما عبر بيان مشترك لوزارة الخارجية وهيئة الطاقة الذرية، حيث أعلنت عن نيتها تشغيل منشأة جديدة لتخصيب اليورانيوم، إلى جانب خطط لاستبدال أجهزة الطرد المركزي في منشأة فوردو النووية بأجهزة أكثر تطورا من الجيل السادس.

    وأكد مساعد رئيس الوكالة الإيرانية للطاقة الذرية بهروز كمالوندي أن بلاده ستزيد من مستوى تخصيب اليورانيوم، محذرا من أن أي ضغوط سياسية لن تجبر إيران على التراجع عن مواقفها. وأشار إلى أن طهران كانت قد حذرت مسبقا من أنها ستتخذ إجراءات تصعيدية في حال صدور أي قرار معاد من الوكالة الدولية.

    هذه الخطوات الإيرانية تأتي في إطار سياسة الرد المباشر التي تتبعها طهران في تعاملها مع الضغوط الدولية، حيث سبق أن رفعت مستوى التخصيب إلى 60% كرد فعل على قرارات مماثلة في السابق.

    ويبدو أن الموقف الإيراني يحمل رسالة واضحة للمجتمع الدولي مفادها أن سياسة العصا الغربية لن تنجح في إخضاع طهران، بل على العكس ستؤدي إلى مزيد من التصعيد.

    في المقابل، من المتوقع أن تثير هذه التطورات قلقا دوليا واسعا، خاصة في ظل تعثر المفاوضات النووية، مما قد يفتح الباب أمام موجة جديدة من التوترات الدولية حول الملف النووي الإيراني.

    هذا التصعيد الإيراني يضع المجتمع الدولي أمام تحديات جديدة، حيث يبدو أن طهران مصممة على المضي قدما في تعزيز قدراتها النووية رغم كل الضغوط، في حين لم تثمر الجهود الدبلوماسية حتى الآن عن أي تقدم ملموس في حل هذه الأزمة المستعصية.

    الخليج الصهيوني.. الإمارات وخطرها على الأمن القومي العربي

    لم تعد الإمارات اليوم مجرد دولة خليجية صغيرة تسعى للنمو الاقتصادي أو السياحي، بل تحوّلت إلى لاعب إقليمي طموح يستثمر موارده النفطية الضخمة لبناء شبكة معقدة من الحلفاء والوكلاء في مختلف أرجاء العالم العربي، ليس لدعم الاستقرار كما يروج إعلامها، بل لزعزعته على نحو متعمد ومنهجي.

    فالدور الذي باتت تلعبه أبو ظبي في المنطقة يتجاوز بكثير حدود النفوذ الناعم، ليصل إلى حدود الاختراق العسكري والسيطرة السياسية، وتغذية النزاعات الداخلية في عدد من الدول العربية، وكل ذلك في سبيل ترسيخ نفوذها وضمان مصالحها الضيقة حتى وإن كان الثمن هو تمزيق المجتمعات وتفتيت الدول.

    في اليمن، مثلًا، شاركت الإمارات في العدوان العسكري إلى جانب السعودية تحت مظلة “التحالف العربي”، لكن سرعان ما ظهرت أجندتها الخاصة المنفصلة عن هدف دعم “الشرعية” المزعوم.

    ركزت تدخلاتها على احتلال الموانئ الاستراتيجية مثل عدن والمكلا والساحل الغربي، واستولت على جزيرة سقطرى ذات الموقع الجيوسياسي الفريد، وأقامت هناك قواعد عسكرية ومقار استخباراتية. كما أنشأت ميليشيات محلية تدين لها بالولاء، كقوات النخبة الحضرمية والحزام الأمني، متجاوزة بذلك مؤسسات الدولة اليمنية.

    وتُظهر تحركاتها بوضوح أن الهدف الأساسي لم يكن سوى تأمين باب المندب وممرات الملاحة الدولية، لا سيما تلك التي تستفيد منها “إسرائيل”، في تجاهل تام لمعاناة الشعب اليمني الذي يعاني من أسوأ كارثة إنسانية في العصر الحديث.

    أما في السودان، فقد لعبت الإمارات دورًا خفيًا لكنه فعّال في تأجيج الصراع، من خلال دعمها السخي لقوات “الدعم السريع” بقيادة محمد حمدان دقلو، الملقب بحميدتي.

    ورغم توقيع الخرطوم اتفاقًا لتطبيع العلاقات مع الكيان الصهيوني، استمرت أبو ظبي في تمويل وتسليح هذه القوة الخارجة عن سلطة الدولة، ما ساهم في تفجر الحرب الأهلية، وجر البلاد إلى نفق مظلم من الانقسامات والانهيار.

    لقد أضحى واضحًا أن أبو ظبي لا تدعم حكومة السودان بقدر ما تسعى إلى تمكين جماعات موالية لها، حتى لو كان ذلك على أنقاض الدولة الوطنية.

    وفي ليبيا، يتكرر المشهد نفسه. فمنذ بداية الصراع الليبي بعد سقوط القذافي، قدمت الإمارات دعمًا عسكريًا واسع النطاق للواء خليفة حفتر، وخرقت بذلك قرارات الأمم المتحدة بشأن حظر السلاح المفروض على البلاد. جاء الدعم في صورة طائرات مسيّرة وأسلحة ثقيلة ومستشارين عسكريين، وكانت النتيجة إذكاء نار الحرب الأهلية وتعقيد جهود التسوية السياسية.

    لا يمكن تفسير هذا التدخل إلا باعتباره سعيًا إماراتيًا للهيمنة على الموارد النفطية لليبيا، وإحباط أي تجربة ديمقراطية يمكن أن تُلهِم شعوبًا أخرى في المنطقة.

    حتى في الصومال، الدولة الفقيرة التي خرجت لتوها من عقود من الحرب والفوضى، وجدت الإمارات لنفسها موطئ قدم. فبدل دعم الحكومة المركزية في مقديشو، اتجهت أبو ظبي إلى تمويل “جمهورية أرض الصومال” الانفصالية في الشمال، ووقّعت معها اتفاقيات لإدارة موانئ ومرافق بحرية، في تجاهل تام لوحدة الدولة الصومالية.

    ويبدو أن الإمارات تركز اهتمامها الاستراتيجي على منطقة القرن الإفريقي بسبب موقعها الحساس عند باب المندب، ما يجعلها نقطة جذب لكل من يسعى للسيطرة على حركة التجارة العالمية.

    في سياق استراتيجيتها التوسعية التي تتسم بالتدخل الناعم والخشن على حد سواء، دخلت دولة الإمارات مؤخراً في صراع إعلامي وسياسي غير مباشر مع الجزائر، اتضح من خلال الحملات الدعائية المتبادلة، والتسريبات المتكررة حول دعم إماراتي مشبوه لجهات تُعادي الموقف الجزائري، خاصة في ملف الصحراء الغربية. وقد أشارت تقارير متعددة إلى دعم أبو ظبي للمغرب في هذا النزاع، وهو ما تعتبره الجزائر مساساً بوحدتها الإقليمية وموقفها التاريخي المناصر لتقرير المصير.

    كما تداولت مصادر دبلوماسية معلومات عن اتصالات إماراتية مع أطراف في تشاد يُعتقد أنها تهدف إلى تحريك أوراق حدودية وأمنية قد تزعزع استقرار الجنوب الجزائري، الذي يُعد منطقة حساسة واستراتيجية.

    التحول الأخطر جاء عام 2020 حين وقّعت الإمارات اتفاق “أبراهام” للتطبيع الكامل مع الكيان الصهيوني، لتصبح أول دولة خليجية تُقدِم على هذه الخطوة علنًا وبدون شروط. لم يكن الاتفاق فقط خيانة للقضية الفلسطينية، بل بوابة لاندماج استراتيجي شامل مع “إسرائيل” يشمل التعاون الأمني والتكنولوجي والاقتصادي، ويمنح تل أبيب موطئ قدم في العمق العربي.

    في الوقت الذي كانت فيه غزة تحترق تحت القصف الإسرائيلي، كانت الوفود الإماراتية تتبادل الابتسامات والصفقات مع قادة الاحتلال.

    ولا تزال فضائح التدخلات الإماراتية تتكشف يوماً بعد آخر، وكلها موجهة ضد الدول العربية والإسلامية بهدف تمزيقها خدمةً لأهداف صهيونية بحتة حيث لا مصلحة لأي طرف آخر في تلك الفوضى غير الخلاقة، ولا مجال لوقف الإرهاب الإماراتي إلا بإرهاب مضاد وتمويل تدخلات تضرب الاقتصاد الإماراتي وتحد من قوتها المالية التي تمول كل ذلك الخراب في البلاد الإسلامية، ويكفي أن ندرك أن الاقتصاد الإماراتي، رغم مظاهره البراقة، يقوم في جوهره على بيئة شديدة الحساسية للاستقرار، ولا يملك مناعة حقيقية أمام الفوضى أو التهديدات الأمنية الممتدة.

    ولأن جماعة الإخوان تمثل الهدف الأبرز لحملات الاستئصال الإماراتية، فإنها، بحكم ذلك، تُعد الطرف الأكثر منطقية في تحمّل مسؤولية الرد إن كانت جادة في الدفاع عن وجودها وكسر دائرة الترهيب التي فُرضت عليها.

    ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

    محمد محسن الجوهري

    هندسة الجوع .. تحول المساعدات إلى أداة إبادة بغطاء أممي

    في واحدة من أكثر مراحل العدوان “الإسرائيلي” على غزة وحشيةً وتجردًا من كل المعايير الإنسانية، يطلّ علينا مشهد “هندسة الجوع” كواحدة من أدوات الحرب القذرة التي يمارسها الاحتلال ضدّ أبناء قطاع غزة المحاصر، خلال 20 شهرًا من العدوان الإسرائيلي المستمر، استخدم العدو الصهيوني كل أدوات القتل، من المجازر الجماعية إلى التدمير الشامل للبنية التحتية، ومع تعثر آلة الحرب في تحقيق أهدافها العسكرية أمام صمود المقاومة الفلسطينية، لجأ الاحتلال إلى استراتيجية الإبادة البطيئة عبر التجويع في إنحطاط أخلاقي، وحقد صهيوني بغيظ.

    فمنذ إغلاق المعابر بالكامل لأكثر من شهرين، ومنع دخول المواد الغذائية والطبية، وصولًا إلى تدمير الأسواق وتكيّات الطعام واستهداف القائمين على مشاريع الإغاثة، في حرب أكثر فتكًا من قصف الطائرات هو تجويع الأطفال والنساء، إذ تؤكد منظمات صحية أن سوء التغذية الحاد بات يهدّد حياة آلاف الأطفال، ويهدّد أجيالًا مستقبلية بأمراض مزمنة ناتجة عن نقص الغذاء والدواء، بل وعن حرمان الحوامل من أبسط مقومات التغذية، لم يدّخر الاحتلال جهدًا في تكريس “هندسة الجوع” كتكتيك منظّم ومتعمّد.

    إن العدو الصهيوني يستخدم هندسة الجوع كسلاح إبادة غير مباشر تُمارَس ضد شعب غزة تحت غطاء “المساعدات الإنسانية، هذه الجريمة مكتملة الأركان مُنظمة ومُمأسسة، بمشاركة منظمات تُقدّم نفسها كجهات “إنسانية”، فنحن لا نواجه مجرّد “خلل وفشل في التوزيع”، بل نواجه سياسة دولية تُدير الجوع كملف أمني وسياسي، تستخدمه للتطويع، للإخضاع، ولقتل روح الصمود، وكسر إرادته دون إطلاق رصاصة واحدة.

    هنا، لم يعد سلاح التجويع مجرد أثر جانبي للحرب، بل أضحى ركيزة مركزية في العقيدة الصهيونية لإخضاع غزة، لم يُخفِ الاحتلال نيّته، بل تفاخر بها، من وزير “الأمن القومي” المجرم إيتمار بن غفير إلى سموتريتش ونتنياهو، كان الصوت الصهيوني واحدًا: “التجويع حتى الاستسلام”.

    الهدف واضح: كسر إرادة المجتمع الفلسطيني من الداخل، ودفعه للضغط على المقاومة، أو الهروب من الجوع إلى المنافي – أي تهجير جماعي مقنّع.

    وإن الأمم المتحدة التي تختبئ خلف شعاراتها البراقة، لا وجود لها أمام هذا المشهد الإنساني القاسي، حيث تتخفى واحدة من أكثر الجرائم تعقيدًا ودهاءً في سياق الإبادة المعاصرة، تتكشف جريمة ناعمة ترتكب على مرأى ومسمع العالم “هندسة الجوع” هي ليست أزمة في التمويل أو قصورًا في التوزيع كما تزعم المؤسسات الدولية، بل هي جريمة منظمة تُدار بعناية، حيث تحوّلت المساعدات إلى أداة إبادة ممنهجة، تحت غطاء الشرعية الدولية.

    وعندما تصبح مؤسسات الأمم المتحدة مجرد موظف إداري في خدمة الاحتلال، فإن السؤال الأخلاقي يتحول إلى سؤال قانوني: هل الأمم المتحدة شريك في الجريمة؟ هل يمكن اعتبارها طرفًا متواطئًا في إبادة غير مباشرة؟

    رغم أنّ الاحتلال يتحمّل المسؤولية الرئيسية عن هذه الجريمة الممنهجة، إلا أنّ هناك شركاء آخرين يساهمون في استمرار الحصار وتجويع غزة، وعلى رأسهم المؤسسات الدولية وبعض الأنظمة العربية.

    لا يمكن الحديث عن حصار غزة دون الإشارة إلى تواطئ الأنظمة العربية، التي تُغلق المعابر، أو تُدير ظهرها لغزة تحت ذرائع سياسية، أو تعيق إدخال المساعدات، أو تُمارس التطبيع مع المحتل بينما أطفال غزة يموتون جوعًا، هذه مشاركة للعدو تجعلها في موضع الإدانة الأخلاقية، وتحمّلها جزءًا من المسؤولية عن استمرار الجريمة.

    في الأخير، ما يحدث في غزة من هندسة للجوع هو خطة محكمة التصميم، ينفذها كيان الاحتلال بمخطط مكتمل الأركان، وبنية سياسية تهدف إلى تفكيك المجتمع الفلسطيني، وخلق ضغط داخلي يدفعه للانفجار أو الاستسلام، هذه الهندسة الإجرامية للجوع تمثّل ذروة الانحطاط الأخلاقي، ومؤشرًا خطيرًا على استعداد الاحتلال لاستخدام أي وسيلة مهما بلغت بشاعتها لتحقيق أهدافه.

    المعركة اليوم كما هي معركة سلاح، هي معركة وعي وصمود وشهادات حية على نفاق هذا العالم، والمطلوب هو تحرّك شامل، شعبي ورسمي، إعلامي وقانوني، لكشف هذه الجريمة للعالم، وملاحقة الجناة، ودعم الشعب الفلسطيني بكل السبل لكسر هذا الحصار الظالم.

    ـــــــــــــــــــــــــــ

    عبدالحكيم عامر

    قافلة “الصمود” تتجه نحو غزة.. ووفود مغاربية تنضم لمسيرة كسر الحصار

    قال منسق قافلة “الصمود” لكسر الحصار على غزة مروان بن قطاية، إن وفوداً مغاربية ستنضم للقافلة التي تسير نحو الحدود الليبية المصرية اليوم الأربعاء، لعبور الأراضي المصرية ومنها إلى قطاع غزة.

    وأضاف بن قطاية لوكالة “شهاب” ، “إن القافلة تكمل سيرها نحو الحدود الليبية المصرية، وستنضم الوفود القادمة من مختلف الأوطان المغاربية للقافلة، حيث سيلتحق الوفد الموريتاني، ويحشد الليبيون الجماهير للالتحاق”.

    واكد ان “الآلاف من الشعوب المغاربية ستلتقي عند الحدود الليبية المصرية من أجل الدخول لمصر، وتعبر من معبر رفح نحو الأحرار في غزة لهدف واحد ليس فيه عداء لأحد وإنما لكسر الحصار”.

    ونبّه بن قطاية إلى أن غاية القافلة هي كسر الحصار عن أهالي غزة الذين يموتون جوعا وعطشا ويبادون لأكثر من 20 شهراً، “حيث تتحرك الشعوب في زمن ساد فيه الصمت والخذلان، لتساهم وتقوم كلمتها، كفى لهذا الحصار على غزة، وكفى للعدوان، وعلى الحرب ان تتوقف وأن تدخل المساعدات”.

    نقابة طيارين الكيان تحذر: أزمة الطيران لم تنتهِ.. والحظر اليمني قد يفاقم الكارثة

    حذّر ميدان بار، رئيس نقابة الطيارين في كيان الاحتلال الإسرائيلي، من استمرار الأزمة الجوية التي يعانيها الكيان، مؤكداً أنها قد تتفاقم بسبب الحظر اليمني على مطاراته. وأشار إلى أن الكيان يواقع أزمة طيران حادة في ظل الحرب المستمرة والتهديدات الأمنية المتلاحقة.

    وفي سياق متصل، كشف مصدر رفيع في شركة طيران أجنبية لموقع “ذا ماركر” الإسرائيلي أن قرار شركة “ويز إير” الهنغارية جعل “إسرائيل” مركزاً لعملياتها يفتقر إلى المنطق، نظراً لبُعد المسافة والتكاليف الأمنية والاقتصادية الباهظة، فضلاً عن الخسائر الفادحة الناجمة عن الإلغاء المتكرر للرحلات.

    وأضاف المصدر أن “إسرائيل” ليست مكلفة فحسب، بل تشكل خطراً على شركات الطيران بسبب وضعها الأمني الهش، مما يؤدي إلى إلغاء رحلاتها بشكل مفاجئ، ويعرض الشركات لخسائر مالية كبيرة.

    من جهته، أعلن الرئيس التنفيذي لشركة “فيرجن أتلانتيك” أن الشركة لن تستأنف رحلاتها إلى تل أبيب في المدى المنظور، بسبب سقوط الصواريخ وصعوبة ضمان سلامة الطواقم والركاب.

    يأتي ذلك في وقت يواصل فيه الحظر اليمني على مطارات الكيان الضغط على قطاع الطيران الإسرائيلي، مما يزيد من عزلته ويفاقم أزمته الاقتصادية.

    الرئيس المشاط: إيران لها الحق في الدفاع عن سيادتها ولا شرعية للتدخل الأجنبي

    أدان فخامة المشير الركن مهدي المشاط رئيس المجلس السياسي الأعلى، لغة التهديد الأمريكية ضد الجمهورية الإسلامية في إيران، مؤكداً أن لطهران الحق الكامل في الدفاع عن سيادتها.

    وقال الرئيس المشاط في تصريح لوكالة الأنباء اليمنية (سبأ): “ندين ونستهجن لغة التهديد التي نسمعها من المسؤولين الأمريكيين بين الحين والآخر ضد إيران”.

    وأضاف متسائلاً: “إلى ما تستند أمريكا في تهديداتها، وما هو القانون الدولي الذي يخول لمسؤوليها التكلم بهذه اللغة والتدخل في سيادة الدول”.

    وأكد فخامة الرئيس أن لإيران الحق الكامل في الدفاع عن سيادتها بكل الطرق المشروعة ونقف مع هذا الحق.

    اعتراف أمريكي صادم القوات الأمريكية والإسرائيلية عاجزة عن تدمير القدرات العسكرية لليمن

    قال قائد القيادة المركزية الأميركية (سنتكوم)، الجنرال مايكل كوريلا، ان القوات الامريكية والإسرائيلية لم تستطع تدمير القدرات العسكرية لليمنيين.

    وأضاف كوريلا، في إحاطة أمام لجنة القوات المسلحة بالكونغرس الأمريكي أمس الثلاثاء، أن الولايات المتحدة وإسرائيل لم تنجحا في ردع أو القضاء على التهديد اليمني .

    وأشار الجنرال الأمريكي إلى أن اليمنيين، رغم الضربات التي تلقّوها، لا يزالون قادرين على “شن هجمات بطائرات مسيّرة مفخخة على إسرائيل وتنفيذ عمليات ضد الملاحة الاسرائيلية في البحر الأحمر ومضيق باب المندب”.

    تصعيد خطير.. أمريكا تستعد لإخلاء سفارتها في بغداد تحسباً لتهديدات أمنية غير مسبوقة

    في تطور مفاجئ، كشفت مصادر أمنية عراقية وأمريكية، اليوم الأربعاء، عن استعدادات متسارعة لإخلاء السفارة الأمريكية في بغداد، وسط تحذيرات من “تصاعد غير مسبوق للمخاطر الأمنية” في المنطقة.

    أكد مسؤول أمريكي لوكالة “رويترز” أن وزارة الخارجية الأمريكية “ستصدر قريباً أوامر بإخلاء السفارة”، مع توقع تنفيذ العملية عبر رحلات تجارية، بينما يظل الجيش الأمريكي في حالة استعداد لتقديم الدعم اللوجستي إذا تطلبت الأوضاع ذلك.

    من جانبه، أشار مسؤول عراقي إلى أن الإجراءات تشمل “إجلاءً جزئياً” للكوادر الدبلوماسية والعاملين، دون الكشف عن طبيعة التهديدات المحددة، التي وصفتها المصادر بـ”خطيرة ومتسارعة”.

    لم تقتصر التحذيرات على العراق، حيث أفاد مسؤول أمريكي آخر بأن هناك “خططاً طارئة” مطروحة أيضاً لإجلاء العاملين من البحرين، في إشارة إلى امتداد التهديدات الأمنية عبر المنطقة.

    في المقابل، نفت مصادر أمريكية أي استعدادات مماثلة في قاعدة العديد القطرية أو السفارة الأمريكية في الدوحة، مؤكدة أن العمل جارٍ هناك “بالوضع الطبيعي”.

    رفضت الخارجية الأمريكية التعليق على الأنباء، مما أثار تساؤلات حول حجم التهديدات وما إذا كانت مرتبطة بتصاعد التوترات مع فصائل مسلحة في العراق أو تداعيات الأزمات الإقليمية.

    يأتي هذا التحرك في وقت تشهد فيه المنطقة تصاعداً في التهديدات ضد المصالح الأمريكية، خاصة بعد سلسلة الهجمات الأخيرة على قواعد عسكرية في العراق وسوريا.