المزيد
    الرئيسية بلوق الصفحة 14

    أمريكا تشتعل.. احتجاجات عارمة ضد سياسات الهجرة تنتشر في مدن كبرى ومواجهات دامية مع الشرطة

    اندلعت موجة احتجاجات عارمة في شوارع الولايات المتحدة، تنديداً بحملات التوقيف والترحيل التي تنفذها وكالة الهجرة والجمارك الأمريكية (ICE)، حيث تحولت التظاهرات السلمية في بعض المدن إلى مواجهات دامية مع قوات الأمن.

    نيويورك: اشتباكات ومشاهد فوضى

    شهدت شوارع مانهاتن مساء الثلاثاء حشوداً غفيرة من المحتجين الذين حاولوا اقتحام مقر مكتب الهجرة، مما أدى إلى تدخل عنيف من الشرطة. وتداولت وسائل الإعلام مقاطع فيديو تظهر اشتباكات بين المتظاهرين وقوات الأمن، حيث ألقى المحتجون زجاجات المياه على الشرطة، فيما ردت الأخيرة باستخدام القوة لتفريق الحشود.

    شيكاغو: سيارة تقتحم المتظاهرين

    تحولت الاحتجاجات في شيكاغو إلى مشهد مروع بعد أن اقتحمت سيارة حشداً من المتظاهرين، مما أدى إلى إصابة عدة أشخاص، بينهم راكب دراجة هوائية. ولم تُعرف بعد هوية السائق أو دوافعه، بينما تواصل الشرطة التحقيق في الحادث.

    تكساس: الغاز المسيل للدموع واعتقالات

    في أوستن، أعلنت الشرطة أن تجمع المحتجين “غير قانوني”، ولجأت إلى استخدام الغاز المسيل للدموع واعتقلت 13 شخصاً. كما شهدت مدن أخرى مثل دالاس وسان أنطونيو تحركات احتجاجية، فيما أعلن حاكم الولاية، غريغ أبوت، نشر الحرس الوطني تحسباً لتصاعد الأوضاع.

    إغلاق المحاكم في سان فرانسيسكو

    أدت الاحتجاجات أمام محكمتي الهجرة في سان فرانسيسكو إلى إغلاقهما مؤقتاً، حيث تجمع المتظاهرون مرددين هتافات مناهضة لسياسات ترحيل المهاجرين. ووفقاً لوكالة “أسوشيتد برس”، تم تنفيذ عدد من الاعتقالات، رغم نفي الشرطة استخدام العنف المفرط.

    امتداد الاحتجاجات لمدن أخرى

    لم تقتصر التظاهرات على المدن الكبرى، بل امتدت إلى لاس فيغاس، أتلانتا، فيلادلفيا، ميلووكي، سياتل، بوسطن، وواشنطن العاصمة، في مؤشر على تصاعد الغضب الشعبي تجاه سياسات الهجرة التي تتبناها إدارة الرئيس دونالد ترامب.

    تأتي هذه الاحتجاجات في وقت يشهد فيه الجدل حول قوانين الهجرة تصاعداً حاداً، خاصة مع اقتراب الانتخابات الرئاسية الأمريكية. وتُظهر المشاهد المتداولة عمق الانقسام المجتمعي حول هذه القضية، التي لا تزال واحدة من أبرز نقاط الخلاف في المشهد السياسي الأمريكي.

    هذه الموجة الاحتجاجية تثبت أن سياسات الهجرة الصارمة قد أشعلت غضباً شعبياً عارماً، قد يُعيد رسم خريطة التحالفات السياسية مع اقتراب الاستحقاقات الانتخابية.

    تقرير ميداني من القدس المحتلة يرصد انهيار الأمن النفسي للكيان الصهيوني

    نشرت وكالة “شينخوا” الصينية تقريراً استقصائياً من القدس المحتلة، يرسم صورة قاتمة للواقع النفسي الذي يعيشه المستوطنون، رغم الادعاءات الإسرائيلية بامتلاكها “أقوى منظومات دفاع” في المنطقة. التقرير، الذي حمل عنوانًا دالاً: “مرت عقود ولم نصبح أكثر أمانًا”، كشف أن الإنذارات المبكرة ومنظومات الاعتراض لم تعد توفر الشعور بالأمن، بل زادت من حدة القلق والارتباك بين السكان.

    في مشاهد وصفتها الوكالة بـ”المفزعة”، وثّق التقرير لحظات ذعر المستوطنين مع كل صفارة إنذار، حيث لا يتجاوز الوقت المتاح للنجاة ثلاث دقائق فقط. أحد المستوطنين، ويدعى ديفيد، قال وهو جالس في مقهى بالقدس: “كل إنذار يضعنا أمام سؤال مرعب: هل نركض للملاجئ أم نستسلم للمصير؟ ثلاثون عامًا ولم نجد حلاً لأمننا!”.

    ولم يكن الصراع النفسي هو الأزمة الوحيدة التي رصدها التقرير، بل كشف أيضاً عن فشل المنظومات الدفاعية الإسرائيلية والأمريكية في مواجهة تطور أسلحة المقاومة. ففي الرابع من مايو/أيار الماضي، اخترق صاروخ يمني فرط صوتي منظومتي “حيتس” و”ثاد” وسقط على بعد 300 متر فقط من مطار “بن غوريون”، مما أثار ذعراً غير مسبوق في الأوساط العسكرية والإسرائيلية.

    الأزمة لم تقتصر على الجانب الأمني، بل امتدت إلى الشرخ المجتمعي داخل الكيان المحتل. فبحسب استطلاعات الرأي التي أوردها التقرير، فإن 66% من الإسرائيليين يعتبرون الانقسام الداخلي التهديد الأكبر لكيانهم، بينما يؤيد 70% وقف إطلاق النار، في مؤشر واضح على تزايد السخط واليأس بين المستوطنين.

    ولعل المفارقة الأكثر إيلاماً التي ختم بها التقرير، هي المقارنة بين واقعين: مستوطنون يمتلكون أحدث تقنيات الإنذار والملاجئ المحصنة، لكنهم يعيشون في رعب دائم، وأطفال غزة الذين لا يجدون سوى بيوتاً تنهار فوق رؤوسهم دون إنذار أو ملجأ. التقرير يخلص إلى أن “كل صافرة إنذار في القدس تفضح كذبة الأمن الإسرائيلي، بينما صمت الغزيين يروي قصة صمود لا تنتهي”.

    هذا التقرير الذي اعتمد على شهادات ميدانية وبيانات موثقة، لم يكشف فقط عن هشاشة المنظومة الأمنية للكيان الصهيوني، بل أيضاً عن الانهيار النفسي الذي بدأ يفتك بمجتمعه، في وقت تزداد فيه قدرات محور المقاومة قوة وتأثيراً.

    اعتراف صهيوني: الهجمات على اليمن فاشلة.. والحوثيون يسيطرون على اللعبة البحرية

    "اليمن" يحول "البحر الأحمر" إلى مصيدة استراتيجية "للولايات المتحدة الأمريكية"

    كشف موقع “ذا ماكر” الإسرائيلي في تقرير له عن محدودية تأثير الهجمات البحرية الإسرائيلية على ميناء الحديدة في تغيير موازين القوى مع أنصار الله في اليمن، مؤكداً أن العمليات العسكرية لن توقف الهجمات الصاروخية والمسيّرة المستمرة.

    ونقل الموقع عن نائب قائد البحرية الإسرائيلية السابق شاؤول حوريف قوله: “سلاح الجو الإسرائيلي شن خمس هجمات على اليمن دون أن يتمكن من إلحاق هزيمة بأنصار الله، والهجمات البحرية لن تكون مختلفة”. وأضاف حوريف: “نواجه تهديداً غير مسبوق من قوة تفرض حصاراً بحرياً من على الساحل”.

    وأشار التقرير إلى فشل الولايات المتحدة وبريطانيا في رفع الحصار عن ميناء إيلات، رغم إرسالهم مدمرات وحاملات طائرات وحتى غواصات نووية سابقاً، مؤكداً أن الضرر الذي يلحقه أنصار الله بالملاحة البحرية الإسرائيلية سيستمر حتى بعد نهاية الحرب في غزة.

    ولفت الموقع إلى أن الحل العسكري ليس مجدياً، واقترح النظر في الاتفاق السياسي الذي كان قد توصل إليه الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب مع أنصار الله كخيار بديل.

    يأتي هذا الاعتراف الإسرائيلي في وقت تواصل فيه القوات اليمنية تصعيد عملياتها ضد السفن المرتبطة بإسرائيل، في إطار دعمها للشعب الفلسطيني في غزة.

    صنعاء تطلق حملة تواصلية مسائية لكشف إنجازاتها رغم الحصار

    تنطلق تمام الـ9:00 مساءً بتوقيت العاصمة صنعاء حملة تغريدات تسلط الضوء على إنجازات الحكومة اليمنية وصمودها رغم مرور 10 أعوام من العدوان والحصار الأمريكي السعودي الإماراتي.

    ودعا القائمون على الحملة كافة رواد مواقع التواصل الاجتماعي إلى المشاركة الفاعلة في إبراز النجاحات الوطنية عبر بنك التغريدات والوسم المخصص #يد_تحمي_ويد_تبني.

    وتظهر الحملة العديد من الإنجازات التي حققتها الحكومة في صنعاء في عدة مجالات, وفق الممكن والمتاح’ رغم سيطرة التحالف وأدواتهم على معظم ثروات اليمن.

    بنك التغريدات: cutt.ly/1df1bl

    البرازيل تطالب بالإفراج العاجل عن ناشط “أسطول الحرية” المعتقل في إسرائيل

    أصدرت الحكومة البرازيلية بياناً رسمياً الأربعاء، تطالب فيه بالإفراج العاجل عن الناشط الحقوقي البرازيلي تياغو أفيلا، عضو تحالف “أسطول الحرية”، الذي تحتجزه السلطات الإسرائيلية منذ يوم الإثنين الماضي. جاء الاعتقال بعد اعتراض القوات الإسرائيلية سفينة المساعدات الإنسانية “مادلين” في المياه الدولية أثناء توجهها إلى قطاع غزة.

    وأكد بيان الخارجية البرازيلية أن عملية الاعتراض تمثل “انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي”، مشيراً إلى أن السفينة كانت تنقل مساعدات إنسانية عاجلة للمدنيين في غزة. وأضاف البيان أن السفارات البرازيلية في المنطقة تتابع الملف عن كثب وتقدم الدعم القنصلي اللازم.

    من جانبها، زارت بعثة دبلوماسية برازيلية مركز الاحتجاز “غيفون” في يافا، حيث يخضع أفيلا وسبعة نشطاء دوليين آخرين للاحتجاز، وشاركت في بعض الإجراءات القانونية المتعلقة بالقضية.

    وكشف مركز “عدالة” – الذي يتولى الدفاع القانوني عن النشطاء – أن أفيلا يخوض إضراباً عن الطعام والماء منذ صباح يوم اعتقاله، رفضاً لما وصفه بـ”الاحتجاز التعسفي”، واعتراضاً على محاولة إجباره على التوقيع على وثيقة ترحيل تتضمن “اعترافاً غير قانوني بالذنب”.

    بدورها، وصفت لارا سوزا – زوجة الناشط المعتقل – الوضع بأنه “اعتقال سياسي تعسفي”، مؤكدة أن زوجها “اختُطف من المياه الدولية دون سابق إنذار، ثم نُقل قسراً إلى منشأة عسكرية إسرائيلية”، معربة عن رفضها لمحاولات “انتزاع اعترافات زائفة بادعاء دخول غير قانوني إلى إسرائيل”.

    حماس تُطالب المجتمع الدولي بالتحرك العاجل لوقف “آلية الموت” الصهيونية لتوزيع المساعدات في غزة

    طالبت حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، اليوم الأربعاء، المجتمع الدولي، والأمم المتحدة على وجه الخصوص، بالتحرّك العاجل لوقف الآلية الدموية لتوزيع المساعدات في قطاع غزة، والتي استحدثها العدو الصهيوني كأداة لإدامة التجويع وتكريس الإبادة الجماعية.

    وقالت “حماس”: “في جريمة جديدة، أقدمت قوات العدو الصهيوني مجدداً صباح اليوم على إطلاق النار المباشر على مئات المواطنين الذين تجمعوا في نقاط توزيع مساعدات، أنشأها العدو قرب ما يسمى “محور نتساريم”، وفي رفح جنوبي القطاع ما أدى إلى استشهاد العشرات من أبناء شعبنا، في مشهد دموي يعكس نية مبيّتة لقتل المدنيين العزل”.

    وأضافت: “أمام تكرار هذا المشهد المروع للمُجوّعين من أبناء شعبنا، فإن المجتمع الدولي، والأمم المتحدة على وجه الخصوص، مطالبون بالتحرّك العاجل لوقف هذه الآلية الدموية التي استحدثها العدو الصهيوني كأداة لإدامة التجويع وتكريس الإبادة الجماعية، وتفعيل القوانين الإنسانية الدولية التي أصبحت مصداقيتها على المحك، في ظل هذا الصمت المريب الذي يشجع العدو على التمادي في جرائمه”.

    وجددت “حماس” الدعوة للدول العربية، إلى التحرك الفوري والفاعل، بتصعيد كافة أشكال الضغط لوقف جريمة العصر التي تُرتكب بحق الشعب الفلسطيني، وتثبيت حقه في الحرية والحياة الكريمة.

    Vivo تنافس سامسونغ بهاتفها الجديد

    حصل vivo T4 Ultra على هيكل مقاوم للماء والغبار وفق معيار IP64، أبعاده (160.6/75/7.5) ملم، وزنه 194 غ.
    وشاشته أتت من نوع AMOLED بمقاس 6.67 بوصة، دقة عرضها (2800/1260) بيكسل، ترددها 120 هيرتز، معدل سطوعها يصل إلى 5000 شمعة/م، كثافتها 460 بيكسل/الإنش تقريبا.
    يعمل الجهاز بنظام “أندرويد-15” مع واجهات Funtouch 15، ومعالج Mediatek Dimensity 9300+، ومعالج رسوميات Immortalis-G720 MC12، وذواكر وصول عشوائي 12/16 غيغابايت، وذواكر داخلية 256/512 غيغابايت.
    وحصل على قدرات تصوير ممتازة بفضل كاميرته الأساسية التي أتت بثلاث عدسات بدقة (50+50+8) ميغابيكسل، فضلا عن كاميرته الأمامية التي جاءت بدقة 50 ميغابيكسل.

    زوّد الهاتف بمنفذين لشرائح الاتصال، ومنفذ USB Type-C 2.0، وشريحة NFC، وتقنيات Infrared للتحكم بالإلكترونيات عن بعد، وبطارية بسعة 5500 ميلي أمبير تعمل مع شاحن فائق السرعة باستطاعة 90 واط.

    الأمارات و”إسرائيل” في خندق واحد في الحرب على غزة وتصفية قضية فلسطين ! ..

    أن تكون دويلة حقيرة كالأمارات برغم الغنى الذي وصلت إليه والرقي العمراني الذي حققته في سنوات قليلة، أن تكون اليوم هي المتصدرة للمشهد السياسي العربي، ومن تبادر وتتحرك هنا وهناك، وتُقرر بدلاً عن دول لها وزنها وحجمها وتاريخها كمصر وسوريا والعراق، فهذا لعمري لمن المضحك المبكي في تاريخنا العربي الحافل بالمفارقات والمتناقضات والأضداد والغرائب.

    باعتبار إن ما تقوم به الامارات لا يمكن أن يكون مقبولاً ولا معقولا بأي شكل من الأشكال، بل هو مما يُجافي الفطرة السليمة ويُخالف طبائع الأشياء، والأهم من ذلك كله أنها ليست أهلاً لأن تبرز على سطح الأحداث هذا البروز الذي صار لها وما كان ينبغي أن يغدو ويكون لها على الإطلاق! .

    ولعل من أبرز ما يلفت الإنتباه بخصوص الحالة المرضية إياها إن هذه الدويلة الصغيرة اللقيطة، هي ذاتها صاحبة “الدور الوظيفي الخياني المشبوه” وتُسمى “الإمارات العربية المتحدة”، وهي من تقوم اليوم بالتآمر على قضايا عدد من الدول والشعوب العربية والإسلامية، والعمل على زعزعة أمنها واستقرارها، والتدخل الفج في شؤونها الداخلية وتمزيق نسيجها الإجتماعي وتفتيتها وتمزيقها كما فعلت وتفعل في اليمن وسوريا وليبيا والسودان وغيرها، خدمة لأجندات ومخططات غربية، بل إنها تعدت بذلك إلى ما هو أخطر وأشد ضرراً وفتكًا، حيث كشف النقاب مُؤخراً عن قيامها بتشكيل ودعم ورعاية تنظيم مليشاوي مسلح يضم عدد من المُرتزقة من الفلسطينيين وجنسيات أخرى بينهم عناصر من داعش والقاعدة في قطاع غزة لمحاربة فصائل المقاومة الفلسطينية واستئصال شأفتها من أجل أمن “إسرائيل” وإرضائها .

    ولا غرابة في ذلك وقد صارت أبو ظبي تتبنى وجهة النظر الإسرائيلية ومواقف “تل أبيب” فيما يتعلق بالعدوان على غزة وإبادة الشعب الفلسطيني وتهجيره من القطاع، وتجرم وتعادي من يقاوم الاحتلال الاسرائيلي من الفلسطينيين .

    وهذا ما عبر عنه وزير الخارجية الاماراتي عبدالله بن زايد صراحةً في تصريحات أدلى بها مؤخراً لوسائل الإعلام الأمريكية عندما وجه إليه أحد الصحفيين سؤالاً عن رأيه عن ما يحدث في قطاع غزة وعن الحل المقترح لإنهاء الحرب.

    وقد أجاب ابن زايد وقالها بكل صفاقة وكأنه يتحدث بلسان نتن ياهو : “لا حل إلا بخروج حماس من غزة وإنهاء سيطرتها على القطاع”، ودعا لتسريح وطرد حتى عناصر الشرطة المحسوبين على حماس نهائيًا في حالة التوصل لحل مع الجانب الإسرائيلي لإنهاء الصراع .

    وفي بدء عملية طوفان الأقصى في أكتوبر 2023م، وصفت مندوبة الامارات في الأمم المتحدة في كلمة لها المقاومين الفلسطينيين للإحتلال الصهيوني المجرم بالإرهابيين، واتهمت حركة حماس بقتل وخطف المدنيين الإسرائيليين ومن بينهم أطفال ونساء وذبحهم في محاكاة مُبتذلة للرواية الإسرائيلية في وصف ما جرى.

    وليس هذا فقط فأبو ظبي منذ أن أقامت علاقات مع “إسرائيل” وطبعت معها، وهي تحرص على تعميق علاقاتها مع العدو الصهيوني على كافة الصعد ولا يكاد يمر يوم إلا وتستقبل فيه وفود إسرائيلية زائرة، وشهد التبادل التجاري بين الأمارات و”إسرائيل” ارتفاعًا كبيراً لصالح الكيان، ووصل حجمه لمليارات الدولارات في أقل من خمسة أعوام .

    وخلال الحرب العدوانية على غزة كانت الامارات الداعم والسند القوي للمحتل ضد الشعب الفلسطيني الذي لم يرتكب ذنب سوى مطالبته بحقوقه المشروعة ونضاله ومقاومته للمحتل الغاصب بغية استردادها، وفي ذروة تشديد الحصار على موانئ كيان العدو الغاصب بفلسطين جراء الضربات الصاروخية اليمنية الباليستية لعمق العدو او الموجهة للبوارج والسفن الإسرائيلية والغربية الداعمة لـ”إسرائيل”، عملت أبو ظبي بالتعاون مع الرياض على ضمان وصول الإمدادات الغذائية والنفطية لـ”إسرائيل” عبر الأراضي الاماراتية والسعودية بحسب تصريحات مسؤولين اسرائيليين موثقة .

    ولا غضاضة أن يقال عن مسؤولي الامارات بأنهم يشكلون مع بقية الدول العربية المطبعة مع “إسرائيل” بأنهم “صهاينة العرب”، وهم فعلاً كذلك، ولا يوجد وصف يليق بهم إلا هذا لحاهم الله وقُبِحُوا من شرار قوم أختاروا أن يُخزيهم الله في الدنيا والآخرة بسوء ما عملوا وما يفعلونه .

    وكانت أبو ظبي قد تقدمت بمقترح لإنهاء الحرب في غزة تضمن جميع الشروط الإسرائيلية، ولاقى استحسانًا وقبولاً من واشنطن وتل أبيب على حدٍ سواء، لا سيما والمقترح الاماراتي تضمن انهاء وجود وسيطرة حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) في غزة واستبدالها بالسلطة الفلسطينية تحت إشراف اماراتي مصري أمريكي إسرائيلي، والعمل على تهجير الفلسطينيين من غزة لاحقًا بما ينسجم مع خطط “إسرائيل” ذات الصلة ويلبي متطلبات وحاجات أمن الكيان العبرية، وكأن الشعب الفلسطيني صاحب الأرض والقضية والوطن، لا حق له في الحياة والعيش على أرضه حراً عزيزا كبقية شعوب الأرض .

    إنها الامارات وما أدراك ما الامارات ؟ .
    إنها الخادم المصلح للأسياد في “تل أبيب” والغرب والحريص على تنفيذ ما تُؤمر به كعبدٍ آبق مُطيع وتنفيذه حرفيًا .

    لقد خُلقت ووجدت هذه الدويلة المُقتطعة من سلطنة عمان أساسًا لتكون أداة طيعة ودولة وظيفية اصطنعها المستعمر الغربي لخدمة مصالحه وتنفيذ مخططاته والسير في الطريق التي اختارها لها ولأمثالها من الكيانات السياسية الهجينة المسماة دول وممالك تحمل في الظاهر هوية العروبة والإسلام وتنتمي للأمة وهي ألد الخصام والخنجر المسموم الذي وضع بخاصرة الأمة ويُسدد الأعداء من خلاله طعناتهم الغادرة بظهرها، وقد تمكنوا من إصابتها في أكثر من مقتل!.

    وقد أثبتت هذه الدويلة العميلة والخائنة لقضايا الأمة والدين أنها رخيصة ودون بكل شيء، ولعل من سخرية القدر اليوم أن تحل أبو ظبي حاضرة الأعراب الرعاع الدائرون في فلك الغرب والصهيونية محل القاهرة وبغداد ودمشق، هذه العواصم العربية الثلاث التي شكلت عبر التاريخ مفتاح الحل والصراع ومن يتحكم بمصير الشرق كله ويُقرر مصيره.

    بإختصار يمكن أن نخلص في وصف الحالة المرضية العربية والإسلامية المُسماة اصطلاحاً بـ”الامارات”، إلى القول: “انها أشبه ما تكون بفقاعات مجاري الصرف الصحي مع إعتذاري عن هذا التشبيه المجازي الذي فرض نفسه ضمن السياق، ولا غضاضة منه وهو يُؤكد حقيقة واقعية مُعاشة في الوقت الراهن اسمها “دويلة الأمارات اللا عربية واللا اسلامية” التي اتحدت ضمن مشيخات صغيرة على ما يمس الأمة بضر وشرٍ وبيل مُستطير، وبئس الصانع والمصنوع!.

    ـــــــــــــــــــــــــــــــــ

    صلاح المقداد

    وأُشْرِبُوا في قلوبهم العِجْلَ بكفرهم

    هناك تشابه كبير للغاية بين قصتي نبي الله هارون وسيد الوصيين الإمام علي بن أبي طالب عليهما السلام، لدرجة التطابق في الأفعال وردود الأفعال، ولذلك اختار الرسول صلى الله عليه وآله وسلم تلك المقارنة بينهما عندما قال: (أنت مني بمنزلة هارون من موسى). وهذا مما يؤكد أنه لا ينطق أبداً عن الهوى، بخلاف ما يُروَّج له من قِبَل دعاة العقيدة الوهابية المنحرفة من أنه كان يُخطئ فيصححه بعض الصحابة.

    وكما هو ثابت بالنص القرآني، فإن موقف بني إسرائيل من ولاية هارون عليهم، رغم أنهم قد سمعوا موسى عليه السلام وهو يقول: “وقال موسى لأخيه هارون اخلفني في قومي وأصلح ولا تتبع سبيل المفسدين”، إلا أنهم قدَّموا غير هارون على هارون، فكانت النتيجة أن عبدوا العجل وكفروا بالله علناً، بعد أن جاءتهم الآيات البيِّنات على يد نبي الله موسى منذ زمن استعبادهم في مصر على يد فرعون وقومه.

    في قوله تعالى: “وأُشْرِبُوا في قلوبهم العِجْلَ” يوضح الله سبحانه وتعالى أن الإعراض عن ولاية هارون هو الكفر بعينه، وأن حبهم للعجل وعبادتهم له ليست سوى نتيجة لذلك الكفر. أي أن أساس الانحراف كان بتخليهم عن هارون واستبدالهم السامري به، فكان منه ما كان من إخراج العجل، ومنهم ما كان من الشرك العلني.

    وفي واقع أمة محمد صلى الله عليه وآله وسلم، يتبيّن لنا ما هو أسوأ من عبادة العجل، بعد أن أعرضت عن نبيها وخالفت وصيته، لا لجهلٍ بما قال، بل لمعاندة صريحة له ورفض للاصطفاء الإلهي، كما هي سنة الشيطان وحزبه منذ أن رفض السجود لآدم عليه السلام للأسباب نفسها، فكان حظه أن طُرد من الجنة ولُعن وكان من الخاسرين. وهذا هو الحال حتى اليوم للأمة المحمدية.

    ولعل أول الكوارث بعد فتنة السقيفة هي فتنة ما يُسمى بحروب الردة، والتي راح ضحيتها الآلاف من أبناء الأمة بدوافع شبيهة بتلك التي ترفعها تنظيمات مثل داعش والنصرة. ولا غرابة في ذلك، فالمنبع واحد، وخلف كل جريمة من جرائم التكفيريين استدلال على شرعنتها من تلك الحقبة المظلمة من تاريخ الأمة.

    أي أننا لو نجونا من فتنة السقيفة، لكنا على الأقل نجونا من جرائم التكفيريين، ناهيك عن الفتن الأخرى التي شرعنتها، مثل الاختلاف في الدين، والولاء لأهل الكتاب. والأخيرة هي المسؤولة عمّا يحدث اليوم في فلسطين، لأن الصراع مع اليهود والنصارى انتهى برحيل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وكانت آخر معركة معهم هي فتح خيبر بقيادة الإمام علي عليه السلام.

    وكما هو ملاحظ أيضاً، أن الأمة استبدلت مصادر ثقافتها من بعد رسول الله، وجلبت أخرى بديلة، أغلبها من كتب بني إسرائيل، فكانت النتيجة أن بين أيدينا عقائد تُفرّق المسلمين وتُكفّرهم وتُبيح قتلهم، بعد أن حلّ حاخامات بني إسرائيل، من أمثال كعب الأحبار وهب بن منبه، محلّ دعاة الهدى من آل رسول الله.

    وصدق رسول الله (عليه وآله الصلاة والسلام) عندما حذّر أصحابه من أنهم سيحذون حذو بني إسرائيل حذو القذة بالقذة، وكانت البداية برفض الإمام علي كما فعل بنو إسرائيل برفضهم لهارون عليهما السلام، قبل أن تتوالى الكوارث حتى صارت أمة محمد تحت رحمة من ضُربت عليهم الذلة والمسكنة في مفارقة عجيبة بين حالهم اليوم وحالهم يوم كان الرسول بين ظهرانيهم.

    ومن المفارقات العجيبة أيضاً أن كتب بني إسرائيل، في التوراة المُزوّرة، وتحديداً في سِفر الخروج، تذكر القصة باسم “عجل الذهب”، حيث يُنسب صنع العجل إلى هارون بناءً على طلب بني إسرائيل أثناء غياب موسى على جبل سيناء. هذا العجل كان مصنوعاً من الحلي الذهبية التي جمعها هارون من الشعب، وصهرها في قالب صنع منه العجل ليعبده بنو إسرائيل. ومثل هذا الكلام لا يختلف عن قول بني أمية ورُواتهم بأن الإمام علي قبل بفتنة السقيفة، ولو أنه فعل، لكان شريكاً في الدماء والمجازر التي أعقبتها باسم الردة، وبما تعانيه الأمة من محن وكوارث عبر تاريخها حتى اليوم، بعد أن أدَّت تلك الفتنة إلى أن يستعبدنا بني إسرائيل رغم ما هم عليه من الخوف والذلة.

    إن ولاية الإمام علي عليه السلام تصنع رجالاً من أمثال علي نفسه، يرفضون الخضوع لغير الله، ويرون في اليهود والنصارى أعداءً لله ورسوله، ويرفضون ولايتهم، بل يهتفون بالموت لهم، ويسعون بكل ما أوتوا من قوة لتحرير المسلمين من ربق العبودية لأهل الكتاب. وما كنا لنرى العجل ترامب يبتز حكام العرب، ويأخذ منهم الجزية، ويكيل لهم الشتائم والإهانات، رغم ما هم عليه من وضع وخنوع له ولمن هم على شاكلته.

    ــــــــــــــــــــــــــــــــــ

    محمد محسن الجوهري

    مَعْرَكَةُ طُوفَانِ الْأَقْصَى الْمُبَارَكِ فِي فِلَسْطِينَ هِيَ مَعْرَكَةٌ مُفَصِّلِيَّةٌ فِي تَارِيخِ أَحْرَارِ الْأُمَّةِ الْإِسْلَامِيَّة

    كيف سيكتب التاريخ المواقف لثورة طوفان الأقصى المبارك في سجلّه الخالد ؟

    تَشِيرُ كُلُّ المُؤَشِّرَاتِ، والْوَقائِعِ، وَالْمُعْطَيَاتِ الْمُبَاشِرَةِ، وَغَيْرِ الْمُبَاشِرَةِ – الَّتِي كَانَتْ تُسَيّرُ، وَتَدْفَعُ، وَتُوَجِّهُ دَفَّةَ مَاكِنَةِ سَفِينَةِ الْقَضيَّةِ الْفِلَسْطِينِيَّةِ – إِلَى الْأُمُورِ الْآتِيَةِ :

    أَنَّ الْقَضِيَّةَ الفِلَسْطِينِيَّةَ بِرُمَّتِهَا ذَاهِبَةٌ إِلَى نِهَايَةٍ مُخَيِّبَةٍ لِآَمَالِ الشَّعْبِ الفِلَسطِينِيِّ، وَتَلَاشِي حُلُمِ الدَّوْلَةِ الْفِلَسْطِينِيَّةِ بَعْدَ أَنْ مَضَى عَلَى صَفْقَةِ أُوسْلُو السَّاذِجَةِ مَا يُقَارِبُ ثَلَاثِينَ عَاماً وَنَيّفَاً ، وَلَمْ تَعُدْ وَعُوداً لِأَحَادِيثِ النِّظَامِ الْعَالَمِيِّ الدَّوَلِيّ إِلَّا بِحَدِيثٍ عَابِرٍ يَدُورُ فِي مُحِيطِ أَشْلَاءٍ مِنْ أَرْضِ فِلَسْطِينَ فِي الضَّفَّةِ الْغَرْبِيَّةِ، وَقِطَاعِ غَزَّةَ يُقَامُ عَلَيْهَا (نِظَامٌ فِلَسْطِينِيٌّ) تَابعٌ فِعْلِيَّاً لِلمَشْرُوعِ الصُّهْيُونِيّ الْإِسْرَائِيلِيّ الْيَهُودِيّ الْمَحْمِيّ، وَالْمُدَعَّمِ مُبَاشَرَةً مِنْ حُكُومَاتِ أَمِيرِكَا ،USA وَحِلْفِ شَمَالِ الْأَطْلسِيّ الْمُهَيْمِنِ عَسْكَرِيِّاٍ، وَأَمْنِيَّاً، َاقتِصَادِيَّاً عَلَى الْعَالَمِ أَجْمَعَ ، مَعَ ارْتِخَاءٍ، وَضَعْفٍ، وَأَحْيَاناً تَبَعِيَّةِ النِّظَامِ الرَّسْمِيِّ الْعَرَبِيّ، وَالإِسلَامِيّ لِمَشِيئَةِ النِّظَامِ الدَّوَلِيّ الَّتِي تَقُودُهُ وَتُوَجِّهُهُ الْوِلَايَاتُ الْمُتَّحِدَةُ الْأَمِيرِكِيَّة.

    وَتَجَلَّى ذَلِكَ الْمَشْهَدُ بِوضُوحٍ مِنْ خِلَالِ المُفْرَدَاتِ السِّيَاسِيَّةِ، وَالْفَلسَفِيَّةِ، وَالثَّقَافِيَّةِ الَّتِي شَاعَ، وَذَاعَ صِيتُهَا خِلَالَ السِّنَوَاتِ الْأَخِيرَةِ فِي عِلَاقَةِ الْكِيَانِ الصُّهْيُونِيّ بِمُحِيطِهِ الْعَرَبِيّ، وَالْإِسلَامِيّ ، مِثَالُ شُيُوعِ ثَقَافَةِ التَّطْبِيعِ، وَالتَّآخِي، وَالاعتِرَافِ بِكِيَانِ الْعَدُوِّ الإِسرَائِيلِيّ الصُّهْيُونِيّ، وَتَذْوِيبِ، وَتَفْتِيتِ مَا عَلِقَ مِنْ ضَغَائِنَ، وَعَدَاوَاتٍ كَانَ سَبَبُهَا، وَجَذْرُهَا الْأَساسُ هُوَ فَرْضُ نِظَامٍ صُهْيُونِيٍّ عُنْصُرِيٍّ غَرِيبٍ فِي أَرْضِ فِلَسطِينَ بِقَرَارِ التَّقْسِيمِ الْجَائِرِ الصَّادِرِ مِنْ هَيْئَةِ الْأُمَمِ الْمُتَّحِدَةِ رَقْمَ 181، الصَّادِرِ بِتَارِيخِ 29 نُوفَمبِر 1947مِ. كَمَا تَمَّتْ إِشَاعَةُ فِكْرَةِ تَآخِي الدِّينَاتِ الإِبْرَاهِيمِيَّةِ السَّمَاوِيَّةِ، وَهِيَ الْيَهُودِيَّةُ، وَالْمَسِيحِيَّةُ، وَالإِسْلَامُ، وَصَهْرُهَا فِي بُوتَقَةٍ وَاحِدَةٍ، بِدِينٍ مُتَآخٍ وَاحِدٍ؛ بِاعْتِبَارِ أَنَّ النَّبِيَّ إِبْرَاهِيمَ – عَلَيْهِ السَّلَامُ – هُوَ أَبُو الْأَنْبِيَاءِ.

    إِذاً فَلِمَاذَا الْفُرْقَةُ وَالشَّتَاتُ؟ يَقُولُ أَصْحَابُ هَذِهِ الْفِكْرَةِ الشَّيْطَانِيَّةِ الْمُسَوَّقَةِ رَأْسَمَالِيَّاً (دُولَارِيَّاً) فِي بُورِصَاتِ المَالِ الأَمِيرِكِيَّةِ وَالأَوْرُوبِيَّةِ، وَتَصْدِيرِهَا إِلَى أَسْوَاقِ دُوَلِ مَجْلِسِ التَّعَاوُنِ الخَلِيجِيِّ الِاستِهْلَاكِيِّ، وَبَقِيَّةِ الأَسْوَاقِ الِاسْتِهلَاكِيَّةِ فِي عَالمِنَا العَرَبِيّ، وَالإِسلَامِيّ وَالدَّوَلِيِّ.

    وَقَدْ رَاجَتْ أَفْكَارٌ أَمِيرِكِيَّةٌ عَدِيدَةٌ، مِنْهَا الشَّرْقُ الْأَوْسَطُ الْجَدِيدُ، وَصَفْقَةُ الْقَرْنِ، وَحُلُولُ الرَّبِيعِ العَرَبِيّ، أَوِ العِبْرِيّ، وَكُلُّهَا مَشَارِيعُ صُهْيُونِيَّةٌ أَمِيركِيَّةٌ أَوْرُوبِيَّةٌ قَدِيمَةٌ جَدِيدَةٌ، تَتَنَاقَضُ كُلِّيَّاً مَعَ طُمُوحَاتِ شُعُوبِنَا العَرَبِيَّةِ وَالإِسْلَامِيَّةِ، وَلَا يُمْكِنُ لَهَا أَنْ تَتَحَقَّقَ لَا مِنْ بَعِيدٍ، ولا من قَرِيبٍ؛ بِاعْتِبَارِهَا مَشَارِيعَ، وَأَوْهَاماً مُنَاقِضَةً لِفِطْرَةِ الحُرِّيَّةِ، وَالِاسْتِقْلَالِ الَّتِي فَطَرَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى بِهَا عِبَادَهُ وَأَحْرَارَهُ، وَشُعُوبَهُ، وَإِنْسَانِيَّتَهُ. فَلْيُرَاجِعِ الفَرْدُ مِنَّا تَجَارِبَ الهَيمَنَةِ الِاسْتِعْمَارِيَّةِ الأَوْرُوبِيَّةِ الأَمِيرِكِيَّةِ خِلَالَ 100 عَامٍ وَنَيّفٍ، أَلَمْ تُهْزَمِ الإِمْبِرَاطُورِيَّةُ البَرِيطَانِيَّةُ، وَالإِسْبَانِيَّةُ، والبُرْتُغَالِيَّةُ، وَالفَرَنْسِيَّةُ، وَالأَلْمَانِيَّةُ، وَالإِيطَالِيَّةُ، وَالهُوْلَنْدِيَّةُ، وَالبَلجِيكِيَّةُ، وَالأَمِيرِكِيَّةُ.

    كُلُّ هَذِهِ القُوَى المُتَغَطْرِسَةِ قَدْ مُنِيَتْ بِهَزَائِمَ نَكْرَاءَ، وَمُذِلَّةٍ خِلَالَ العُقُودِ المَاضِيَةِ القَرِيبَةِ، كَمَا هُزِمَتْ أَمِيركا شَرَّ هَزِيمَةٍ فِي كُلٍّ مِنْ فِيتْنَامَ، وَالصُّومَالِ، وَلبْنَانَ، وَأَفْغَانِسْتَانَ، وَالعِرَاقِ، وَقَبْلَ أَشْهُرٍ هُزِمَتْ فِي البَحْرِ الأَحْمَرِ مِنْ قِبَلِ الْجَيْشِ الْيَمَنِيِّ، وَهَذِهِ أَحَادِيثُ، وَكِتَابَاتٌ أَصْبَحَتْ مُكَرَّرَةً وَمُمِلَّةً فِي وَصْفِ تَأرِيخِ مَا حَدَثَ، لَكِنَّ التَّذْكِيرَ بِهَا أَصْبَحَ لِزَاماً عَلَيْنَا تَكْرَارُه، وَتَرْدِيدَه لِهَؤُلَاءِ النَّفَرِ مِنَ السَّيَاسِيِّينَ الَّذِينَ اسْتَمَرَأُوا الِانْبِطَاحَ، وَخِيَانَةَ الْقَضِيَّةِ الْفِلَسْطِينِيَّةِ مُنْذُ مَا يُقَارِبُ مِنْ الْــ 100 عَامٍ تَقْرِيباً.

    لِمَاذَا أَصْبَحَتْ، وَأَضْحَتْ فِكْرَةُ المُقَاوَمَةِ، وَالجِهَادِ العَرَبِيّ، وَالإِسْلَامِيّ؛ مِنْ أَجْلِ تَحْرِيرِ الأَرَاضِي الفِلَسْطِينِيَّةِ الْمُقَدَّسَةِ ضَرُورَةً مَوْضُوعِيَّةً لَا مَنْاصَ، وَلَا مَحِيصَ عَنهَا؟ أَمْ أَنَّ تِلْكَ الْفِكْرَةَ – التِي قَادَتِ المُقَاوِمِينَ الجِهَادِيِّينَ لِلِاصْطِفَافِ بِتَكْتُّلٍ صَغِيرٍ نِسْبِيَّاً – مَا هِيَ إِلَّا فِكْرَةٌ طُوبَوِيَّةٌ حَالِمَةٌ رَاوَدَتْ مَجْمُوعَةً مِنَ الثُّوَرِيِّينَ الْمُرَاهِقِينَ، وَالسَّيَاسِيِّينَ الْمُتَطَرِّفِينَ؟ دَعُونَا نَقْتَرِبْ قَلِيلاً مِنَ الفِكْرَةِ الثَوْرِيَّةِ المُقَاوِمَةِ المُجَاهِدَةِ لِلمَشْرُوعِ الصُّهْيُونِيّ العَالَمِيّ، وَالمُهَيْمِنِ عَلَى الطَّبَقَةِ السِّيَاسِيَّةِ فِي كُلٍّ مِنْ أَمِيرْكَا، وَأُورُبَا تَحْدِيداً.

    لِنَأْخُذْ مَكَوِّنَ تَحَالُفِ الدُّوَلِ، وَالقُوَى المُقَاوِمَةِ، وَالمُجَاهِدَةِ ضِدَّ المَشرُوعِ الصُّهْيُونِيّ العَالَمِيّ، وَالمُكَوَّنَةِ مِنْ: المُقَاوَمَةِ الحُكُومِيَّةِ، وَالشَّعْبِيَّةِ، وَالحِزْبِيَّةِ فِي الجُمْهُورِيَّةِ اليَمَنِيَّةِ، وَعَاصِمَتُهَا صَنْعَاءُ بِقِيَادَةِ قَائِدِ الثَّوْرَةِ اليَمَنِيَّةِ الحَدِيثَةِ، الحَبِيبِ/عَبْدِ الْمَلَكِ بنِ بَدْرِ الدِّينِ الحُوثِيّ، وَالمُكَوَّنَةِ مِنْ حَرَكَةِ أَنْصَارِ اللَّهِ، وَحُلَفَائِهِ مِنَ الأَحْزَابِ اليَمَنِيَّةِ الوَطَنِيَّةِ، المُقاومةِ الإسلاميّةِ، والوطنيّةِ في فِلسطينَ المُحتلّةِ بقيادةِ “حماسِ”، والجِهادِ الإسلامِيّ، والأحزابِ الوطنيَّةِ الفِلسطينيّةِ، المُقاومةِ الإسلاميَّةِ، والوطنيَّةِ في جُمهُوريَّةِ لبنانَ، بقيادةِ حزبِ اللهِ، وحُلفائِهِ الإسلاميّينَ، والوطنيّينَ، المُقاومةِ الإسلاميَّةِ في جُمهُوريَّةِ العِراقِ الشَّقيقِ، بقيادةِ الحشدِ الشَّعبيّ، وحُلفائِهِ، المُقاومةِ في الجُمهُوريَّةِ العربيَّةِ السُّوريَّةِ، بقيادةِ حزبِ البعثِ العربيّ الاشتراكيّ، وحُلفائِهِ منَ الأحزابِ القوميَّةِ العربيَّةِ.

    لكنْ منَ المُؤسِفِ سُقُوطُ النِّظامِ في ديسمبر 2024م الذي تحالفتْ ضدَّهُ أقطابٌ كُبرى منَ المُعسكرِ الصُّهيُونيّ العالميّ بقيادةِ أمريكا USA ، وتُركيا الأطلسيَّةِ ، والمملكةِ السُّعوديَّةِ ، وإمارةِ قطر، والمملكةِ الهاشِميَّةِ الأردنيَّةِ، المُقاومةِ الإسلاميَّةِ في جُمهُوريَّةِ إيرانَ الإسلاميَّةِ، بقيادةِ الدَّولةِ الثّوريَّةِ في طهرانَ، المُقاومينَ الأحرارِ منَ العَالَمَينِ العربيِّ والإسلاميّ والدَّوليّ من حولِ العالمِ أجمعَ.

    السُّؤالُ البديهيُّ هُنا ، ألمْ يسألْ مُفكِّرون ومُنظّرُون من قادةِ محورِ المُقاومةِ من أوَّلِ لحظةٍ ، بأنَّ موازينَ القوى العسكريَّةِ والسِّياسيَّةِ ليسَ في صالحِهِمْ ، وأنَّ التَّحالفَ الصُّهيُونيَّ العالميَّ يُغطي ثلاثةَ أرباعِ القوى المُتنفذةِ من حولِ العالمِ، وهي قُوةٌ كبيرةٌ مُفرطةٌ في القُوَّةِ، والعُدَّةِ والعَتَادِ ؟

    بطبيعةِ الحالِ قدْ وضعُوا مثلَ تلكَ التَّساؤلاتِ أمامَهُمْ على طاولةِ النِّقاشِ والجَدلِ ، وكذلكَ ظلَّ هذا السُّؤالُ يُحرِّكُ أدمغتَهُمْ، وعُقولَهُمْ، وأفئدتَهُمْ ، لكنَّهُمْ، وبلغةٍ واحدةٍ قرَّرُوا المُضيَّ في هذه الطّريقِ الصَّعبةِ، والوعرةِ والشَّاقّةِ ، لكنَّهُ مضمُونُ النَّتائجِ بإذنِ اللهِ؛ لأنَّهُ طريقُ الحقِّ ، والحقُّ يعلُو ولا يُعلَا عليهِ؛ لأنَّ اللهَ هو الحقُّ المُبينُ، وهو طريقُ الخَلَاصِ من هذا الظّلمِ المُخيّمِ على أهلِنا في فِلسطينَ مُنذُ ما يقاربُ 77 عاماً، ويزيدُ.

    أولاً:
    بَعْدَ أَنْ تَعَرَّضَ مِحْوَرُ المُقَاوَمَةِ لِخَسَائِرَ كَبِيرَةٍ فِي بَعْضِ مَفَاصِلِهِ، وَاسْتِشْهَادِ قِيَادَاتٍ بَارِزَةٍ أَمْثَالُ خَسَارَتِنَا لِشَهِيدِ القُدْسِ / سَمَاحَةِ السَّيِّدِ حَسَنِ نَصْرِ اللَّهِ، وَرَفِيقِهِ / هَاشِمِ صَفِيِّ الدِّينِ / الهَاشِمِيّ، وَاسْتِشْهَادِ الْقَائِدِ البَطَلِ / إسْمَاعِيلَ هَنِيَّةَ أَبي العَبْدِ، وَرَفِيقِهِ الشَّهِيدِ / يَحْيَى السِّنْوَارِ أَبي إبْرَاهِيمَ، وَكَوْكَبَةٍ مُشِعَّةٍ مِنْ شُهَدَاءِ قِيَادَاتِ المُقَاوَمَةِ الإِسلَامِيَّةِ فِي غَزَّةَ، وَمَا إخْرَاجُ النِّظَامِ الْعَرَبِيّ السُّورِيّ المُقَاوِمِ مِنْ مُعَادَلَةِ المُقَاوَمَةِ، وَقَطْعِ الإِمْدَادِ الْلُّوجِسْتِيّ عَبْرَ الْأَرَاضِي السُّورِيَّةِ إلَى المُقَاوَمَةِ الإِسلامِيَّةِ فِي لبنَانَ إلَّا شَكْلٌ بَارِزٌ مِنْ مُحَاوَلَةِ إضْعَافِ مِحْوَرِ المُقَاوَمَةِ، وَتَعَرُّضِ المُقَاوَمَةِ الْعِرَاقِيَّةِ لِضُغُوطاتٍ دَاخِلِيَّةٍ هَائِلَةٍ عَطَّلَتْ مُؤَقَّتاً مُشَارَكَتَهَا فِي مِحْوَرِ المُقَاوَمَةِ، فِي تِلْكَ اللَّحْظَةِ التَّارِيخِيَّةِ الْفَارِقَةِ بَرَزَ ثَبَاتُ، وَقُوَّةُ الْمُقَاوَمَةِ الإِسْلَامِيَّةِ الفِلَسطِينِيَّةِ فِي قِطَاعِ غَزَّةَ، وَتَجَدُّدُ خطّهَا المُقَاوِمِ الشُّجَاعِ، وَكَذَلِكَ بُرُوزُ جَبْهَةِ الجُمهُورِيَّةِ اليَمَنِيَّةِ، وَالجَيشِ اليَمَنِيِّ كَمُسَانِدٍ صُلْبٍ قَوِيٍّ لِلمِحْوَرِ، وَتَحْدِيداً حِينَمَا أَعْلَنَ قَائِدُ الثَّوْرَةِ اليَمَنِيَّةِ السَّيِّدُ الحَبِيبُ / عَبْدُ الْمَلَكِ بنُ بَدْرِ الدِّينِ الْحُوثِيّ بِصَرْخَتِهِ الشَّهِيرَةِ: لَنْ تَكُونَ غَزَّةُ، وَأَهْلُهَا، وَمُقَاوَمَتُهَا الكَرِيمَةُ وَحْدَهَا فِي السَّاحَةِ المُجِاهِدَةِ لِجَحَافِلِ، وَقطعَانِ الكِيَانِ الإِسْرَائِيلِيّ الصُّهْيُونِيّ، وَمُنْذُ تِلْكَ الصَّرْخَةِ الشُّجَاعَةِ، وَجَيْشُنَا الْيَمَنِيُّ يُمْطِرُ كِيَانَ العَدُوِّ الإِسْرَائِيلِيّ بِالطَّائِرَاتِ الْمُسِيَّرَةِ، وَالصَّوَارِيخِ فَرْطِ الصَّوْتِيَّةِ عَلَى أَرْضِ فِلَسْطِينَ الْمُحْتَلةِ، وَنَتَجَ منْ ذَلِكَ المَوْقِفِ تَعْطِيلُ مِينَاءِ أُمِّ الرُشَرَاشِ، وَمَطَارِ اللِّدِّ (بِنِ غُوريون)، وميناءِ حيفاءَ، وعددٍ منَ المُنشآتِ الاقتصاديَّةِ، والتِّجاريَّةِ الحيويَّةِ في الكيانِ الصُّهيُونيّ.

    ثانياً :
    لأوَّل مرَّةٍ في تأريخ الكيانِ الصُّهيُونيّ؛ أي مُنذ 77 عاماً تنكشِفُ للرَّأي العامِّ العالميّ تلك المُمارسَاتُ النَّازيةُ الفاشيَّةُ الصُّهيُونيَّةُ اليهُوديَّةُ العالميَّة ، وقد تحوَّلتْ شوارعُ، وساحاتُ القارَّةِ الأوربيَّةِ، والأمريكيَّةِ، وساحاتُ، وأروقةِ الجامِعاتِ العالميَّةِ العريقةِ في العالم – بما فيها الجامِعاتُ الأمريكيَّةُ – جميعُها كانتْ منابرَ حيويَّةً، وحُرَّةً؛ لإشهارِ جرائم إسرائيلَ النَّازيَّة الصُّهيُونيَّة، وكانتْ كُلُّ تلك المنابرِ في السَّاحاتِ مواقعَ، ومنصَّاتٍ عاليةً؛ لإدانةِ جرائم التَّطهير العِرقيّ الصُّهيُونيّ اليهُوديّ بحقِّ أهلِنا في قِطاعِ غزَّةَ المُحاصَر، ولأوَّلِ مرَّةٍ في التَّاريخِ مُنذ نُشُوءِ الكيانِ الصُّهيُونيّ، وحتَّى بَدْءِ معركةِ طُوفان الأقصى، بدأتْ تتعرَّى، وتنكشفُ كُلُّ الادِّعاءاتِ، بأنَّهُم كانُوا ذاتَ يومٍ ضحايا محارق “الهُولُوكُوست” الألمانيّ النَّازيّ، والفاشيَّة الإيطاليَّة؛ لأنَّهُمُ اليومَ، وعلى مدى أزيدَ من عامٍ، وعشرةِ أشهرٍ يُمارسُون القتلَ الجماعيَّ للفلسطينيين العُزَّلِ بوحشيَّةٍ لا حُدُودَ لها، والقتلَ بالحرائق، والقتلَ بالتَّجويع، يُمارسُون التَّطهيرَ العِرقيَّ، والإنسانيَّ بعلانيَّةٍ، ووضُوحٍ أمامَ وسائلِ الإعلامِ العالميَّةِ، وبحمايةٍ من حُكوماتِ الولاياتِ المُتحدةِ الأمريكيَّة، وبريطانيا، وغربِ أورُبا.

    ثالثاً :
    مُنذ انطلاقِ الطّلقةِ الأولى لطُوفان الأقصى المُباركِ في 7 / أكتوبر / 2023م، وحتَّى إعدادِ مقالتِنا هذه في 10/ يونيو / 2025م، عقد حُكَّامُ النّظامِ العربيّ العميلِ التَّابعِ للمشرُوعِ الأمريكيّ سبعةَ مُؤتمراتِ قِمَّةٍ عربيَّةٍ عاليةِ المُستوى شكلاً، خاليةً منَ المضمُون من حيثُ المُحتوى، وجرُّوا معَهُم عدداً من حُكَّام الدُّولِ الإسلاميَّةِ؛ لعقدِ قِممٍ إسلاميَّةٍ لا قيمةَ لها، ولا معنًى على الإطلاق .

    كُلُّ تلك القِممِ التَّافِهةِ خاليةٌ منَ القِيمةِ الحقيقيَّةِ للشَّعبِ الفلسطينيّ، ولم يستطعْ هؤلاءِ الحُكَّامُ “الكراكيس” أن يهزُّوا شعرَةً في رأسِ أيّ مسؤولٍ إسرائيليٍّ صُهيُونيّ.. لا بل تحوَّلُوا إلى أشبهَ بقصصِ التَّندُّر، والهَزْل في وسائلِ إعلامِ العدو، والمُحايدِ؛ لأنَّهُم تحوَّلُوا إلى أشبهَ بمسؤولي مُنظّماتٍ خيريَّةٍ؛ لحمايةِ أنواعٍ منَ الحيوانات، والسَّحالي المُعرَّضةِ للانقراضِ، أو مُنظّماتٍ، وجمعيَّاتٍ هامِشيَّةٍ تُطالِبُ بالحِفاظِ على البيئةِ الخُضريَّة، وأنواع الأشجار المُعرَّضة للتَّلف، والضَّمأ، وخلافِه.

    ماهي قيمةُ سبعِ قِممٍ عربيَّةٍ، ولم يتمكَّنْ قادتُها من إجبار العدو الإسرائيليّ على ادخالِ قِنينةِ ماءٍ للشُّرب ، ولا رغيفِ خبزٍ يسدُّ رمقَ جُوعِ طفلٍ فلسطينيّ، ولا خيمةٍ مُحترمةٍ تسترُ عائلةً فلسطينيَّةً شريفةً، أجبِرتْ على مُغادرةِ سُكنَاها؛ بفعلِ جَبَرُوتِ الإخلاءِ القسري للأهالي الذين يتنقّلُون من مِنطقةٍ إلى أخرى .

    هؤلاءِ الحُكَّامُ العربُ الذين لا قيمةَ لهُم، ولا شرفَ لديهم، يجتمعُون في قِممٍ بلغتْ سبعَ مُؤتمراتٍ، وإعلامُ ويافطاتُ الكيانِ الصُّهيُونيّ اليهُوديّ تُرفرِفُ بزهوٍ في سَمَاوَاتِ عواصمِهم دُونَما حياءٍ منَ الله، ومن شُعُوبِهم، و دُونَ خجلٍ، ولا رهبةٍ من دِماءِ الشُّهداءِ الأحرارِ في اليمن، وفِلسطينَ، ولبنانَ، وسُوريا، والعِراق، وصُولاً إلى إيران.

    مع أنَّ العديدَ من بلدانِ أمريكا اللاتينيَّةِ قد قطعتْ علاقاتِها الدُّبلوماسيَّةَ مع حُكُومةِ الكيانِ الإسرائيليّ الصُّهيُونيّ معَ أنَّهُم ليسُوا عَرَباً، ولا مُسلمين ! ! !.

    رابعاً :
    في زمنِ العُدوانِ الوحشيّ اليهُوديّ الإسرائيليّ على قِطاع غزَّةَ، والضَّفةِ الغربيَّةِ، وجنُوبِ لبنانَ، وجنُوبِ سُوريا، واليمن، شاهد العالمُ بخجلٍ وحَسْرَةٍ، كيف استسلم حُكَّامُ المملكةِ السُّعُوديَّة، وإمارةِ قطر آل ثاني، والإماراتِ المُتحدةِ آلِ نهيانيَّة، كيف استسلمُوا لعمليَّةِ حَلْبِ البقرةِ الكُبرى لهُم من قِبلِ مُجرمِ الحربِ الأمريكيّ / دونالد ترامب، ووصل الحلبُ، والشَّفطُ لأثدَاءِ البقرةِ حدَّ الألم، ودُونَ رحمةٍ، أو شفقةٍ ، هكذا يحضرُ هذا المارقُ الفاجِرُ إلى أرضِ الحرمينِ الشَّريفينِ، وتربُّعها منَ المشيخاتِ، والإماراتِ، وفي أربعةِ أيَّامٍ فحسب؛ ليشفطَ من أموالِ العربِ، والمُسلمينَ عامَّةً ما يُعادِلُ خمسةَ تريليوناتٍ منَ الدُّولارات، ويعودَ إلى بلدِه أميركا مزهُوَّا مُتفاخِراً مُتبجِّحاً، ومُتعجرِفاً؛ ليقولَ بأنَّ هذه الأموالَ الطائلةَ التي جناها في غُضُونِ أربعة أيَّامٍ، هي مُقابلُ الحمايةِ التي تُقدِّمُها أميركا لعُروشِهم؛ كي لا تسقطَ، وتنهارَ أمامَ الجميع.. بهذه الوقاحةِ يُردِّدُ “دونالد ترامب” مُفاخرتَه.

    هذه المبالغُ الباذخةُ التي أجبِرَ الحُكَّامُ الخليجيونَ على دفعِها، ألمْ يستطعْ واحدٌ منهُم، ان يتوسَّلَ للبلطجيّ ترامب، ويقولَ له: افتحْ بوابَّةَ قِطاعِ غزَّةَ؛ كي يتمَّ ادخالُ الغذاءِ، والماءِ، والدَّواءِ لأطفالِ، ونساءِ أهلِنا في فلسطينَ.. فماذا سيكتبُ التَّأريخُ عنِ الحُكَّام الخليجيينَ الجُبناءِ، وبأيِّ العبارَاتِ سيصفُهُم.

    خامِساً :
    أين طبقةُ المُثقفينَ العربِ، والمُسلمين ؟ ، أينَ هؤلاءِ النُّخُبُ الفكريَّةُ ممَّا يحدثُ في تلك القِممِ العربيَّةِ والإسلاميَّةِ ؟ وأين مُقرَّراتُها السِّياسيَّةُ، والأخلاقيَّةُ، والإنسانيَّة تُجاهَ أهلِنا في فِلسطينَ، أينَ هُم ممَّا يحدثُ من قتلٍ وحشيٍّ لأهلِنا في قِطاع غزَّةَ ؟ ، ما موقفُهُم من عبثِ حُكَّامِ العالمِ، وحُكَّامِ العربِ المُتخاذِلينَ منَ القضيَّةِ العُرُوبيَّةِ لفلسطينَ ؟

    كُلُّ تلك الأسئلة لم يُكلِّفْ أحدٌ من هؤلاءِ مُثقّفي السُّلطاتِ، أو المُتواطِئين منهُم على الرَّدِّ، والاجتهادِ في الرَّدِّ على تلك التَّساؤلاتِ المفصليَّةِ، ونُشاهدُ أفواجاً من هؤلاءِ المُثقّفينَ المُرتزقَة – عبرَ القنواتِ الفضائيَّةِ المُنتشرَةِ كالفِطرِ في الفضاءِ الإعلاميّ، نُشاهدُهُم يُبرِّرُونِ للحُكَّام العربِ انهزامَهُم، وتقزُّمَهُم، وتفاهتَهُم ، ويتحسَّرُ المُشاهِدُ العربيُّ، ليقولَ في ذاتِه، هلْ هؤلاءِ هُم طبقةُ المُثقّفينَ العربِ، والمُسلمينَ الذين يُفترضُ أن يحملُوا هَمَّ القضايا العُروبيَّةِ، والإسلاميَّةِ الكُبرى، و يصنعُون، ويبلورُون فِكرَ الأمَّةِ الاسلاميَّةِ الكُبرى ، كقضيَّةِ فلسطينَ التي ضحَّى من أجلِها الشُّهداءُ منَ القادةِ، والفِدائيينَ، والمُجاهِدينَ، ورَووا بدمائهمُ الزَّكيَّةِ شجرةَ الحُريَّةِ، والمُقاومةِ حتَّى تحرير القُدس الشَّريف، وفِلسطينَ منَ النَّهرِ إلى البحر.

    لكنَّ المُؤسِفَ حقَّاً بأنَّ خيانةَ المُثقَّفِ العربيّ، والإسلامِيّ باتتْ ظاهِرةً مُتجدِّدةً في واقِعنا، وخيرُ دليلٍ هو خيانةُ فلسطينَ، وشُهدائها الأبرار .

    يقولُ قائدُ الثورةِ البلشفيَّةِ الرُّوسيَّة / فلاديمير لينين – عنِ المُثقّفينَ وخيانتِهم -: بأنَّ أكثرَ مَن يخُونُون القضايا المصيريَّةَ للشُّعُوبِ، والأممِ، هُم طبقةُ المُثقّفينَ؛ لأنَّهُم يستطيعُون تبريرَ خيانتِهم أكثرَ من غيرِهم .

    سادِساً :
    أينَ طبقةُ عُلماءِ الدِّينِ الإسلاميّ السَّلفيّ الوهَّابيّ ؟ الذينَ حضَّوا الشَّبابَ المُؤمِنَ، والمُقاتلينَ من داعش، والقاعِدةِ على الجِهاد، والقتالِ في سبيلِ اللهِ ، وحثّوا على جهادِ النِّكاح البَوَاح ضدَّ أعداءِ الدِّين، والجِهادِ؛ كفرضٍ واجبٍ، وشرعيٍّ ضدَّ الكَفَرَةِ منَ الرُّوسيينَ، والشّيوعيينَ، والقومِيينَ، والبعثيينَ، والنَّاصريينَ، والقوميينَ العُرُوبيينَ في كُلٍّ منَ الشّيشانِ، والايجور بالصّين، والجزائر، وليبيا، ومِصر، واليمن، والعِراق، وسُوريا، والصُّومال و و و .

    لكنَّنا وجدْنا بأنَّ هؤلاءِ ( العُلماءَ ) الشُّقَاةَ السَّلفيينَ الوهَّابيينَ قد ابتلعُوا ألسنتَهُم، وأصيبُوا بعَمَى البصرِ، والبصيرَة حينَما يكُونُ العدوُّ هو جحافلُ الصَّهاينةِ، واليهُود، والأمريكان؛ لأنَّهُم هُم وكلاءُ رئيسيُون للتَّمويلِ الماليّ، واللوجستيّ لحركةِ الجِهاد القاعِديّ، والدَّاعِشي، والسَّلفيّ، وغيرها من مُشتقَّاتِ، وأخواتِ أحزابِ الإخوانِ المُسلمينَ، ومَن في حُكمِهم.

    فالجِهادُ لا يصلحُ في فِلسطينِ، ولا في قِطاعِ غزَّةَ، ولا جنُوبِ لبنانَ، لكنْ يصلحُ في أماكنَ أخرى يُحدِّدُها لهُمُ الكفيلُ المُموّل.

    سابعاً :
    شيُوخُ قطر، وأمراءُ آلِ سُعُود، ومشايخُ الإمارات، ومملكةِ بني هاشِم بالأردن قد خصَّصُوا ترليونينِ اثنينِ، وعدداً منَ الملياراتِ منَ الدُّولاراتِ؛ لإسقاطِ النِّظامِ العُرُوبيّ في الجُمهُوريَّةِ العربيَّةِ السُّوريَّةِ ، جاء هذا الخبرُ الصَّاعِقُ على لسانِ أحد شُيوخِها الثقَاة، لكنَّهُم لم يتجرَّؤوا على أن يُخصِّصُوا لفِلسطينَ، ولقِطاعِ غزَّةَ أيَّ مبلغٍ؛ لشراءِ أدويةٍ، ومياهِ شُربٍ، وأرغفةِ خبزٍ؛ لإنقاذِ الجوَعَى من أهلِنا في قِطاعِ غزَّة .

    هذه كارثةٌ أخلاقيَّةٌ، وإنسانيَّةٌ، ودينيَّةٌ يتحمَّلُ وزرَها مُلوكُ، وأمراءُ، وشيوخُ البترُو دُولار، وهكذا ستُحاسبُهُمُ الأجيالُ اللاحقةُ من أجيالِنا العربيَّةِ، والإسلاميَّةِ في قادِمِ الزَّمان.

    الخُلاصة :
    تاريخُنا العربيُّ والإسلاميُّ، والإنسانيُّ مليءٌ بالخِيَانَاتِ، والخَوَنَةِ، والارتزاقِ ، ومُدوَّنةٍ لابأسَ بها، فيها أسماءُ العديدِ منَ الخَوَنَةِ منَ القادةِ السِّياسيينَ، والإريينَ، والشَّخصيَّاتِ المُثقَّفةِ، وحتَّى من بينِ القُضاةِ والخُطبَاءِ ، ومعركةُ طُوفانِ الأقصى المُباركِ كانتْ عبارةً عن فِلترٍ قويٍّ تُصفَّى فيه المواقفُ السِّياسيَّةُ والدِّينيَّةُ، والأخلاقيَّةُ، والإنسانيَّة، ولن يكُونَ الحُكَّامُ، والمُثقَّفُون، ورجالُ الدِّين خارجَ تلك الأحكامِ التَّاريخيَّةِ في الخِيانَةِ، والنَّجاسَةِ، والتَّفاهَة.
    “وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيْمٌ”.

    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

    أ. د. عبدالعزيز صالح بن حبتُور