المزيد
    الرئيسية بلوق الصفحة 146

    مليشيا الانتقالي المدعومة إماراتياً تُحاصر عدن.. منع مسافرين شماليين وإجراءات عنصرية تكرّس الانقسام

    تداول ناشطون ووسائل اعلام اخبار عن قيام مليشيا الانتقالي المدعومة إماراتيا، بمنع المسافرين من أبناء المحافظات الشمالية من الدخول إلى  عدن، عبر محافظة أبين جنوب اليمن، بعد أيام قليلة من عملية منع مماثلة شهدتها محافظة لحج.

    وقالت المصادر الاعلامية إن نقاط تفتيش تابعة لمليشيا الانتقالي الجنوبي، منعت عشرات المسافرين القادمين من السعودية ومحافظات يمنية أخرى من دخول محافظة عدن، عبر طريق مودية شرق محافظة أبين.

    وأضافت المصادر أن النقاط التابعة لمليشيا الانتقالي يتحكم بها قيادي في المليشيا يدعى “نبيل المشوشي”، في الوقت الذي لا يزال الكثير من المسافرين عالقين في تلك النقاط، دون أي حلول لمعاناتهم المستمرة منذ يوم أمس.

    واستنكر المسافرون ما وصفوه بـ”الإجراء التعسفي”، معتبرين أن ما جرى يمثل انتهاكًا لحق المواطنين في التنقل، ويعكس سلوكًا مناطقيًا يضرب قيم التعايش ويسيء لصورة العاصمة المؤقتة التي يُفترض أن تكون مفتوحة لكل اليمنيين.

    وأشار المسافرون إلى أن هذه الممارسات تتكرر من قبل مليشيا الانتقالي، بشكل متقطع في المنافذ المؤدية إلى عدن، وسط صمت حكومة المرتزقة المسؤولة عن هذا الامر .

    ويوم أمس الأول، أكد مسافرون أن النقاط الواقعة في منطقة الفرشة بمديرية طور الباحة في محافظة لحج، أوقفت سيارات تحمل لوحات صادرة من محافظات شمالية كتعز وإب وذمار، وأجبرت العديد من المسافرين على العودة من حيث أتوا، دون الإفصاح عن أسباب المنع أو الاستناد إلى أوامر قضائية أو أمنية معلنة.

    “اليمن” تطالب “المجتمع الدولي” بإدانة “العدوان الأمريكي” وتشكيل لجنة تحقيق دولية في الجرائم ضد الشعب اليمني

    الخارجية اليمنية تُدين مغالطات استنتاجات مجلس الاتحاد الأوروبي بشأن اليمن

    وجه وزير الخارجية والمغتربين جمال عامر رسالة شاملة إلى عدد من الجهات الدولية البارزة، بما في ذلك رئيس مجلس حقوق الإنسان والمفوض السامي للأمم المتحدة لحقوق الإنسان وأعضاء المجلس، فضلاً عن رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة ورئيس مجلس الأمن والأمين العام للأمم المتحدة، وكذلك كافة دول العالم والمنظمات الدولية والإقليمية.

    وقد جاءت هذه الرسالة لتؤكد مطلب اليمن بضرورة إدانة العدوان الأمريكي السافر على الشعب اليمني، مع المطالبة بالضغط من أجل إنهاء هذا العدوان الذي يشكل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي.

    وفي سياق الرسالة، شدد الوزير عامر على ضرورة تشكيل لجنة دولية مستقلة تكون مهمتها التحقيق في الجرائم التي ارتكبتها الولايات المتحدة الأمريكية بحق الشعب اليمني ومقدراته، والتي استهدفت بشكل مباشر الأبرياء من النساء والأطفال، إضافة إلى الأعيان المدنية المختلفة.

    وأشار إلى أن أمريكا قامت بشن ما يقارب الألف غارة جوية، كان آخرها استهداف ميناء رأس عيسى الذي أسفر عن استشهاد 80 مدنياً وإصابة 150 آخرين، فضلاً عن استهدافها لحي سكني وسوق شعبي في العاصمة صنعاء، ما أدى إلى سقوط المزيد من الضحايا المدنيين. هذه الأعمال التي تتنافى تماماً مع القوانين الدولية الإنسانية والمعايير الحقوقية، تعكس سياسة أمريكية قائمة على الاستهتار بحيوات المدنيين وانتهاك السيادة الوطنية.

    وأكد وزير الخارجية أن الصمت الدولي حيال هذه الانتهاكات يمثل عاملاً مشجعاً للولايات المتحدة على الإمعان في تدمير البنية التحتية اليمنية وسفك دماء شعبها، مما يضع المجتمع الدولي أمام مسؤولياته الأخلاقية والإنسانية.

    وأوضح أن العدوان على اليمن لا يمكن تبريره بأي ذريعة، خاصة وأنه ليس مرتبطاً بحماية الملاحة في البحر الأحمر كما يتم تسويقه، بل يأتي في إطار دعم الكيان الصهيوني الغاصب ومحاولة تمكينه من تحقيق أهدافه العدوانية ضد الشعب الفلسطيني. كما أكد أن اليمن يقف موقفاً ثابتاً في دعم القضية الفلسطينية العادلة، وهو ما يحاول العدوان الأمريكي النيل منه عبر محاولاته البائسة لثني اليمن عن دوره الديني والأخلاقي في المنطقة.

    الانتقالي يقطع الطريق أمام أبناء تعز المتجهين إلى عدن

    أفادت مصادر إعلامية عن منع مليشيات الانتقالي الجنوبي التابعة للإمارات أبناء تعز وبقية المحافظات الشمالية من الدخول إلى مدينة عدن الواقعة تحت سيطرة تحالف العدوان.

    وأكد مصادر إعلامية أن عناصر الانتقالي قطعت الطريق الرابط بين تعز وعدن أمام العشرات من السيارات في منطقة الفرشة بمديرية طور الباحة، وسط مطالبات بعودتهم إلى تعز والمناطق الشمالية، في اجراء وصف بالمناطقي.

    وأفادت أن العناصر منعت السيارات التي تقل المواطنين المتجهين إلى عدن العبور من المنطقة لتقف بطوابير طويلة على ضفتي الطريق.

    وبينت أن عناصر مليشيا الانتقالي خاطبت أبناء تعز والمواطنين من أبناء المحافظات الشمالية بلهجة مناطقية فجة بالعودة إلى مناطقهم ومنعهم من دخول ما اسموها “عاصمة الجنوب العربي” وسط صمت من قبل “حكومة المرتزقة”.

    ولفتت إلى أن هناك عدد من المسافرين وجهتهم العاصمة المصرية القاهرة عبر مطار عدن مع استمرار إغلاق التحالف الرحلات الجوية عبر مطار صنعاء الدولي للعام العاشر على التوالي.

    مخابرات صنعاء توجّه دعوة هامة لجميع المواطنين

    مخابرات صنعاء توجّه دعوة هامة لجميع المواطنين

    وجّه رئيسُ جهاز الأمن والمخابرات اللواء الركن عبد الحكيم الخيواني الدعوةَ لكافة المواطنين للإسهام في حفظ أمن الوطن والإبلاغ عن أية تحَرّكات مشبوهة للعملاء والخونة.

    جاء ذلك خلال لقاء عقده اليومَ مع وكيل وزارة الداخلية اللواء علي حسين الحوثي، وتم خلاله مناقشةُ الجوانب المتصلة بتوجيه رئيس المجلس السياسي الأعلى المشير الركن مهدي المشاط فيما يتعلق بالجوانبِ الأمنية خلال المرحلة المقبلة.

    وأشَارَ اللقاء إلى أن الأجهزة الأمنية حقّقت خلال المرحلة الماضية نجاحات متعددة، ومنها القبضُ على شبكات وخلايا التجسس والرصد التابعة لاستخبارات قوى الاستكبار العالمي، حَيثُ تم التعامُلُ مع تلك الخلايا، وإحالتها إلى القضاء.

    وثمّن رئيس الجهاز ووكيل الوزارة جهودَ المواطنين في الإبلاغ عن تحَرُّكات العملاء والخونة التي تخدمُ قوى الاستكبار العالمي ممثلةً بأمريكا وبريطانيا والعدوّ الإسرائيلي، وأدواتهم من العملاء والخونة في المنطقة.

    كمين كسر السيف.. مشاهد استراتيجية مثيرة تبثها كتائب القسام لعملية في “بيت حانون” وناشطون يشيدون

    بثت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس، مشاهد مثيرة لكمين أطلقت عليه “كسر السيف”، نفذته في بيت حانون شمال شرق قطاع غزة أول أمس، وأسفر عن مقتل فردين وإصابة عدد آخر بجروح خطيرة.

    وأظهرت المشاهد خروج مقاتلي “القسام”، من فتحة نفق، وانتظارهم فور وصول جيب عسكري يتبع وحدة للاستطلاع بقوات الاحتلال، واستهدافها بقذيفة مضادة للدروع ما أدى إلى انحرافه وانقلابه على الفور، وقاموا بالإجهاز بواسطة الرشاشات على كافة من فيه.

    وبينت المشاهد التي بثتها كتائب القسام، استهداف موقع يتمركز فيه الاحتلال في بيت حانون، بواسطة قذائف مضادة للدروع، وقذائف الهاون قبل انسحاب المقاتلين من موقع العملية.

    على ذات السياق، تفاعل رواد مواقع التواصل الاجتماعي بشكل واسع مع مشاهد العملية. وعلّق ناشطون على مشهد انقلاب جيب عسكري لقوات الاحتلال في الكمين المحكم: “المقلوبة أساسها بيت حانون مش القدس”، فيما عبر آخرون بأن خروج المقاتلين وشجاعة المواجهة يسطر للتاريخ عن ثبات جذور الفلسطينيين فوق أرضهم.

    ورأى الناشطون أن المشاهد المنشورة تحولًا واضحًا في نمط الاشتباك لدى المقاومة الفلسطينية، فبدلًا من المواجهة المفتوحة كما كان قبيل التهدئة الأخيرة، تلجأ الكتائب إلى كمائن نوعية مركّزة تعتمد على استخبارات دقيقة، ورصد متواصل لتحركات العدو.

    فيما أشار آخرون أن هذه الاستراتيجية الجديدة توفّر للمقاومة جملة من المزايا، كتقليل الخسائر البشرية في صفوفها عبر عمليات مباغتة لا تتطلب الانغماس في خطوط النار، ورفع الكلفة البشرية والمادية على الاحتلال، عبر استهداف آلياته وجنوده بشكل مباغت ومدروس، والحفاظ على القوة العسكرية من حيث العتاد والمجاهدون، واستخدامها في نقاط ذات أثر أكبر.

    فضيحة تطال وزير الدفاع الأمريكي بتسريب معلومات عسكرية.. والكونغرس يطالب بإقالته

    ما وراء انضمام "بريطانيا" إلى "العدوان الأمريكي" على اليمن بعد شهر ونصف ؟
    سفينة بريطانية تحترق في البحر الأحمر بعد هجوم يمني

    كشفت وسائل إعلام أمريكية، الاثنين، فضيحة جديدة تضمنت محادثات خاصة على تطبيق “سينغال” شارك فيها وزير الدفاع بيت هيغسيث، حول معلومات حساسة تتعلق بهجوم أمريكي استهدف الحوثيين في اليمن، وذلك في مجموعة دردشة ضمت زوجته وشقيقه ومحاميه الشخصي.

    وقالت صحيفة نيويورك تايمز إن المحادثة تضمنت جداول رحلات لطائرات إف/إيه-18 هورنت المشاركة في هجوم جوي وقع في مارس الماضي على مواقع للحوثيين في اليمن هذه المعلومات تم تداولها في مجموعة أنشأها هيغسيث بنفسه، في وقت كانت فيه عملية تثبيته وزيرًا للدفاع لا تزال قيد الإجراء في الكونغرس.

    وأكدت عبر مصادر في البنتاغون أن المجموعة ضمت 13 شخصًا من الدائرة المقربة للوزير، من بينهم زوجته المنتجة السابقة في قناة “فوكس نيوز”، وشقيقه الذي يعمل كحلقة وصل بين وزارة الأمن الداخلي والبنتاغون، دون أي مبرر واضح لسبب حصولهم على معلومات بهذا المستوى من الحساسية.

    وتعد هذه التسريبات الفضيحة الثاني من نوعها خلال أسابيع، حيث تضع الوزير المقرّب من الرئيس السابق دونالد ترامب في مرمى الانتقادات، وتزيد الضغط على تخبط الإدارة الأمريكية وتورطها في وقت يزداد فيه القلق من فشل الحملة الأمريكية في كبح نفوذ الحوثيين، رغم الضربات الجوية والتكتيكات المتكررة في البحر الأحمر.

    شعب يعشق التحديات.. كلما صعّد الأمريكي يتصاعد الموقف اليمني

    تشهد ساحات التظاهر اليمنية المساندة لغزة زخما جماهيريا مليونيا تصاعدياً منذ اللحظة الأولى لاندلاع معركة طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر2023م وحتى اللحظة.

    وبالرغم من تصعيد العدو الأمريكي من غاراته العدوانية على البلد وتعمده استهداف الأحياء السكنية والأعيان الخدمية والتنموية المكتظة بالسكان، موقعا المئات من الشهداء والجرحى، غير أن ساحات التظاهر لازالت بذات الزخم الذي بدأت عليه في بدء معركة طوفان الأقصى إن لم يتصاعد بتصاعد العدوان الصهيوني على قطاع غزة، وكذا تصاعد العدوان الأمريكي على البلد.

    فحين يسعى العدو الأمريكي من خلال استهدافه للمدنيين للضغط على الشعب اليمني وثنيه عن موقفه الإيماني والأخلاقي المناصر لغزة، يرسم الشعب اليمني بلا استثناء مشهدا أسطوريا قل نضيره في العالم، وذلك من خلال ثباته في ساحات التظاهر وترديده أسبوعيا شعارات التحدي والصمود والثبات ضد العدو الأمريكي والإسرائيلي.

    ولا تقتصر الرسائل الشعبية المليونية الأسبوعية على التحدي للعدو وحسب، بل تبعث الحشود المليونية رسائل الاطمئنان لإخواننا في غزة الذين تخلى عنهم العالم، ليقولوا لهم نحن معكم ولن نترككم مهما حدث، جراحنا جراحكم ودماؤنا دماؤكم.

    ففي جمعة “ثابتون مع غزة، مستمرون في مواجهة التصعيد الأمريكي والإسرائيلي” التي خرجت الجمعة في أكثر من ألف ساحة، سطر الشعب اليمني موقفا تاريخيا بخروجه الواسع، والذي تزامن بعد يوم فقط من إقدام العدو الأمريكي على ارتكاب مجزرة مروعة في ميناء رأس عيسى أفضت إلى استشهاد وإصابة 245 مدنياً وفق وزارة الصحة والبيئة.

    غرق أمريكي صهيوني في المنطقة

    وحول هذا السياق يؤكد الباحث في الشؤون الإسلامية والدينية الدكتور حمود الأهنومي أن التجمهر المليوني الواسع في الساحات يعكس شجاعة الشعب اليمني وإيمانه بالقضية الفلسطينية، وأنه لا يمكن للعدو الصهيوني والأمريكي أن يردعه مهما أمعن في ارتكاب المجازر.

    ويوضح -في حديث خاص لموقع أنصار الله- أن العدو الأمريكي والصهيوني وقعوا في شراك أعمالهم حينما انصدموا مع الشعب اليمني الأصيل وقائده الحكيم العلم السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي يحفظه الله.

    ويبين الأهنومي أن العدو الأمريكي توهم بارتكابه الجريمة المروعة في رأس عيسى أنه سيخيف اليمنيين ويثنيهم عن موقفهم الإيماني المناصر لغزة، غير أن المشهد الجماهيري الواسع كان خلاف ما توقعه الأعداء وعملاؤهم.

    ويشير إلى أن الشعب اليمني عرف منذ القدم بالبأس والقوة والتحدي والثبات، وهو ما جسده اليمنيون عمليا بخروجهم المشرف في الساحات، لافتا إلى أن المجازر الأمريكية بحق المدنيين تزيد من عزيمة الشعب اليمني وتجعلهم أكثر حماسة في مواجهة العدو الأمريكي والانتقام منه، لافتاً إلى أن لدى الشعب اليمني تجارب سابقة أثبتت أنه كلما صعد العدو من عدوانه على البلد توحد الشعب أكثر، وتوجه صوب ميادين القتال للذود عن الوطن والدفاع عنه، مستدلا بحال الشعب اليمني أثناء تصعيد العدوان السعودي والإماراتي في الفترة الماضية.

    ثبات الموقف اليمني في وجه الطغيان الأمريكي

    ويصعد العدو الأمريكي غاراته العدوانية على اليمن منذ منتصف مارس وعلى مدى شهر متواصل، مستهدفا الأعيان السكنية في مختلف المحافظات اليمنية، في محاولات عدوانية لثني اليمنيين عن موقفهم المناصر لغزة.

    ويأتي التصعيد الأمريكي بالتزامن مع وعد الرئيس الأمريكي دونالد ترمب وتعهده بالقضاء على القدرات العسكرية اليمنية وإنهاء من وصفهم بـ”الحوثيين” أنصار الله.

    وبعد شهر كامل من القصف الأمريكي الهستيري على البلد، ما يزال الإخفاق الأمريكي هو سيد الموقف حيث تصاعدت الاحتجاجات ضد البنتاغون الأمريكي وإدارة ترمب، وذلك لفشلهم في التصدي للعمليات العسكرية اليمنية رغم إنفاقهم مبالغ مالية طائلة وصلت مليار دولار خلال شهر من التصعيد الأمريكي.

    وحول هذه الجزئية يؤكد الناشط الثقافي والإعلامي محسن الشامي أن العدو الأمريكي يسعى من خلال تصعيده العسكري المتزامن مع حملة التهويل الإعلامية الهادفة لإرجاف الشعب اليمني، إلى جعله يتراجع عن موقفه المساند لغزة.

    ويوضح الشامي أن العدو الأمريكي يعيش حالة تخبط وهذيان كبير وغير مسبوق، بدءاً برأس الهرم المتمثل في الأرعن ترامب، والذي يظهر في تصريحات عديدة تارة يدعي القضاء على أنصار الله وتارة أخرى أن الأنصار توسلوا له لوقف الحرب على اليمن، وتارة ثالثة يحكي عن التكنولوجيا العسكرية لليمنيين، وامتلاكها من إحدى الدول العظمى كروسيا والصين وإيران، ومؤخرا الإقرار بأن أنصار الله يصنعون أسلحتهم لأنفسهم.

    ويشير إلى أن الفشل الأمريكي وعجزه في الحد من القدرات العسكرية اليمنية بات حديث وسائل الإعلام الأمريكية والعبرية، ناهيك عن تصريحات العديد من قادة ومسؤولي الكيان الصهيوني والأمريكي على حد سواء.

    وفيما يسعى العدو الأمريكي إلى خلق انتصار وهمي باستهدافه المدنيين والإمعان في قتلهم، تزدحم الحشود المليونية في مئات الساحات اليمنية في رسائل قوية وصادمة للعدو الأمريكي أربكت حساباته وخلطت عليه كافة الأوراق.

    ويرى الشامي أن حماس المتظاهرين في الساحات وتحديهم للغارات الأمريكية أدهش العالم وأرعب العدو الأمريكي والصهيوني وأحبط كافة مخططاتهم، موضحا أن المشهد الشعبي الكبير في الساحات أصبح حديث السوشال ميديا ووسائل الإعلام بمختلف أنواعه.

    ويلفت إلى أن الشعب اليمني -بخروجه المليوني الواسع ومطالبته القوات المسلحة اليمنية مواجهة التصعيد بالتصعيد- كرس معادلة جديدة في مواجهة قوى الاستكبار العالمي أمريكا و”إسرائيل”.

    وينوه إلى أن التجمهر المليوني الأسبوعي في الساحات أسهم بشكل فاعل في إفشال حملة التهويل الإعلامي التي تقودها وسائل الإعلام الغربية وحلفاؤها من دول التطبيع.

    ويمتاز الموقف اليمني المناصر لغزة في كونه الأول عالميا والأكثر ثباتاً منذ عام ونصف وحتى اللحظة، كما أنه يعتبر موقفاً متكامل الأركان شعبيا وعسكريا وسياسيا واقتصادياً.

    وينفرد الموقف اليمني المساند للقضية الفلسطينية عالميا في كونه ينسجم تماماً بين الشعب وقيادته الثورية والسياسية، وهو ما لم يوجد في مختلف بلدان العالم.

    اليمن محط أنظار العالم

    وينظر أحرار العالم للموقف اليمني نظرة إعجاب وإشادة وتأييد مطلق، نظرا لدعمها غزة ووقوفها ضد الهيمنة الأمريكية والإسرائيلية.

    ويؤكد أحرار العالم أن الموقف اليمني المساند لغزة موقف إنساني وبطولي وأسطوري سيخلد في أنصع صفحات التاريخ.

    وفيما تشهد بعض دول العالم تظاهرات شعبية فترة محددة ثم تتلاشى وتعود مرة أخرى، تحافظ الساحات اليمنية على زخمها الجماهيري بشكل أسبوعي دائم ومستمر، ليكون الموقف اليمني النموذج الحقيقي لمساندة غزة والانتصار لمظلوميتها.

    وحول هذا السياق يؤكد الناشط الإعلامي الشامي أن إسناد الشعب اليمني لفلسطين يأتي من موقف إيماني مستند على ثقافة قرآنية بحتة، وهو ما جعله ينفرد عالميا.

    ويشير إلى أن العديد من دول العالم تنظر للقضية الفلسطينية من منظور إنساني وعاطفي بحت، وهو ما جعلهم ينشطون فترة ويفترون فترة أخرى، بخلاف الساحات اليمنية الثابتة في زخمها الجماهيري منذ عام كامل ونصف.

    وفيما لا يزال العدو الأمريكي يراهن على استهداف المدنيين كورقة ضغط على اليمنيين لثنيهم عن قراراهم التاريخي المناصر لغزة، تترجم الجماهير المليونية المتظاهرة في الساحات فشل الرهان الأمريكي، لتؤكد له وللعالم بأن القضية الفلسطينية خط أحمر لا يمكن المساومة عليه وإنْ عظُمت تضحيات اليمنيين.

    ــــــــــــــــــــــــــــ
    محمد المطري

    خيبة كبيرة لترامب في اليمن.. إحراق أوراق القوة

    على مدى عقود من الزمن، كانت أمريكا كإمبراطورية تتسيد العالم تعمل ألف حساب من أية مواجهة مع اليمن، حتى جاء المعتوه ترامب، ليدخل المعركة في التوقيت الخاطئ.

    كانت المؤشرات لترامب واضحة من سلفه بايدين: لا يمكن هزيمة اليمنيين، في حين أن الكثير من الصحف الأمريكية ومراكز الأبحاث يؤكدون أن اليمن عصي على الانكسار، وأن نهاية الامبراطوريات في التاريخ كانت من بوابة اليمن، فكيف لم يفكر ترامب بهذا وعلى ماذا استند لهزيمة اليمنيين.

    يشير رئيس المجلس السياسي الأعلى المشير الركن مهدي المشاط إلى أن البيت الأبيض، أشهر ثلاث أوراق هامة جداً في عدوانه على اليمن، الأولى، تتمثل في حاملات الطائرات، والثانية في الطائرات الشبح B2 ، والثالثة في المنظومة الكهرومغناطسية، وهذه أوراق كانت أمريكا تحتفظ بها لأية مواجهة مرتقبة مع روسيا أو الصين.

    منطقياً، فإن لجوء واشنطن إلى استخدام هذه الأوراق، يدل على مأزقها الكبير في المواجهة العسكرية مع اليمن، وهي تؤكد بما لا يدع مجالاً للشك على تنامي القدرات العسكرية اليمنية، واستيعاب الأعداء لهذه القوة الناشئة، وتأثيرها عليهم.

    واللافت أن مسار التطوير للقدرات العسكرية اليمنية لا يقتصر على جانب معين فحسب، وإنما هو مسار متطور بشكل متسارع على كافة المستويات، كصناعة الصواريخ فرط الصوتية، والطائرات المسيرة التي لا تكتشفها الرادارات وأبرزها مسيرة [يافا]، وصولاً إلى التطور الكبير والمذهل في الدفاع الجوي، والذي بات يطارد طائرات الشبح الأمريكية المتطورة، ويسقط بكل سهولة ويسر فخر الصناعات الأمريكية [إم كيو 9].

    نحن إذاً أمام متغيرات ليست بالسهلة على الإطلاق، فالتطور المتسارع للقدرات العسكرية اليمنية، ووعد السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي -يحفظه الله- بالمزيد من التطور، يضع الأعداء في خطر كبير، ويعطي اليمن ميزة تثبيت نفسه كقوة إقليمية كبرى، بل وقوة مؤثرة في موازين الصراع العالمي.

    ومن أهم الحقائق التي وضحها الرئيس المشاط في خطابه الهام والاستثنائي مساء الأحد هو خروج حاملة الطائرات الأمريكية هاري ترومان عن الخدمة، وهذا أفقد العدو الأمريكي ورقة رابحة وهامة في تهديد الدول، والهيمنة عليها، فهذه الحاملات هي التي احتلت العراق، وأفغانستان، وهي التي ترعب روسيا والصين وكل دول العالم، ويعد الاعتداء عليها بمثابة الدخول في حرب نووية.

    لكن قواعد الاشتباك تغيرت تماماً، فاليمنيين لا يهابون شيئاً، وهم أول من أطلق النار على حاملات الطائرات الأمريكية من بعد الحرب العالمية الثانية، وقد اضطرت الحاملة [آيزنهاور، وروزفلت، وابراهام لينكولن] للهروب خلال المواجهة السابقة في إدارة بايدن، والآن تعاني هاري ترومان من النزيف، وتستعد الحاملة [ فينسون] لتلقي الضربات مثل أخواتها.

    ألا تعد هذه هزيمة مخزية ومذلة لأمريكا؟

    بيد أن القوات المسلحة اليمنية لم تكتفِ بذلك، بل واصلت إطلاق الصواريخ الباليستية الفرط صوتية، وغيرها إلى عمق كيان العدو، لتصل إلى أهدافها بنجاح، وتشكل خطراً على كيان العدو الإسرائيلي، وحين تكررت العمليات اليمنية لجأت واشنطن إلى حماية ربيبتها لتستخدم أهم أنظمة الدفاع الجوي وهي المنظومة الكهرومغناطيسية، وهذه المنظومة كانت مخصصة للمواجهة مع روسيا والصين.

    يقول الرئيس المشاط: لقد تمكنت قواتنا المسلحة وخلال 10 أيام فقط من اختراق هذه المنظومة، ووصلت صواريخنا إلى عمق كيان العدو.

    أما الورقة الرابحة التي كانت تعوّل عليها واشنطن في عدوانها على اليمن، فهي اللجوء إلى طائرات الشبح B-2 وإلقاء القاذفات الاستراتيجية على رؤوس المدنيين اليمنيين، بغية إخافة اليمن، وإجباره على التراجع، لكن اليمن مضى في مساره الجهادي، متوكلاً على الله، ومتكئاً على قوة استراتيجية ممثلة بالسيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي -يحفظه الله- وعلى إرادة شعب قوي وصلب، فلم تعد هذه الطائرات تشكل أي ضرر عليه، ولا تمثل نجاحاً في ميدان المواجهة.

    لقد أحرقت واشنطن ثلاثية قوتها الكبرى في اليمن، وهذا ما يعطي اليمن ميزة الانتصار الكبير غير المسبوق في التاريخ، ويعطي الفرصة لأعداء أمريكا كالصين وروسيا للخروج من حالة الخوف والقلق من الأسلحة الاستراتيجية الأمريكية إلى المواجهة والقدرة على إيقاف غرور واشنطن، وهو ما لفت إليه الرئيس المشاط.

    ويتكلم الرئيس بكل ثقة وهدوء واطمئنان، تماماً كما يفعل السيد القائد عبد الملك الحوثي – سلام الله عليه- وهو ما يعني أن اليمن لم يدخل في مواجهة أمريكا ترفاً أو مجازفة، وإنما دخل إلى هذه المعركة، وهو يمتلك أوراق القوة والنصر، ويمتلك من التقنيات العسكرية ما سيفاجئ به العالم، وإلا ما معنى أن يقول الرئيس المشاط: قريباً ستسمعون أخباراً جميلة عن طائرات الشبح الأمريكية.

    هذا يعني، أن اليمن بات لديه القدرة على إسقاطها، ولكنه بانتظار قرار الموافقة فقط، وهذا إن حدث فإن أمريكا ستدس رأسها في الوحل من الخزي والفضيحة.

    لقد كان خطاباً قوياً واستثنائياً غير مسبوق، وفيه من الرسائل للداخل والخارج، ما ينبئ عن مستقبل عظيم لليمن، وانكفاء للأعداء، فاليمن تجاوز المنافسة في النادي الإقليمي، وبات لاعباً هاماً في مواجهة الكبار، بل وقادراً على هزيمة أقوى الامبراطوريات في عالم اليوم.

    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    تقرير | أحمد داود

    بعد ضربات عسقلان وإيلات.. “نتنياهو” يترجم الهلع الإسرائيلي من “اليمن” بتصريحات غاضبة وتهديدات

    أثارت العمليات العسكرية اليمنية الأخيرة ضد أهداف حيوية وعسكرية في فلسطين المحتلة حالة من الغضب والارتباك في دوائر صنع قرار الاحتلال الإسرائيلي، حيث خرج رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بتصريحات متشنجة توعد فيها بما وصفه بـ”رد قاسي على اليمن”.

    جاء ذلك في أعقاب تنفيذ القوات المسلحة اليمنية عمليتين نوعيتين استهدفتا منطقة عسقلان وأم الرشراش “إيلات”، ما كشف عن هشاشة المنظومة الأمنية الإسرائيلية.

    واتهم نتنياهو الأطراف الإقليمية والدولية، وعلى رأسها الولايات المتحدة، بالفشل في احتواء الدعم اليمني المتواصل للشعب الفلسطيني منذ بدء العدوان الإسرائيلي على غزة في نوفمبر الماضي.

    وفي خطوة تصعيدية، هدد بتوسيع دائرة المواجهة لتشمل لبنان وإيران، في رسالة واضحة تعكس محاولاته الضغط على واشنطن التي تقود جهودا للتهدئة في المنطقة.

    ويأتي هذا التصعيد الإسرائيلي في ظل تصاعد العمليات اليمنية التي أصبحت تمثل تهديدا مباشرا للكيان الإسرائيلي. فقد أكدت القوات المسلحة اليمنية، عبر المتحدث الرسمي العميد يحيى سريع، تنفيذ عمليتين نوعيتين خلال الساعات الماضية؛ الأولى استهدفت هدفا عسكريا في عسقلان بطائرة مسيرة من طراز “يافا”، والثانية أصابت هدفا في أم الرشراش “إيلات” بطائرة مسيرة من نوع “صماد 1”.

    ولم تتوقف العمليات اليمنية عند هذا الحد، بل شملت أيضا استهداف حاملتي الطائرات الأمريكيتين “ترومان” و”فينسون” في البحرين الأحمر والعربي، بالإضافة إلى عدد من القطع البحرية المرافقة لهما. وحققت هذه العمليات أهدافها بنجاح، ما يعكس القدرات العسكرية المتزايدة لليمن في مواجهة التحالف الأمريكي-الإسرائيلي.

    ويرى مراقبون أن تصريحات نتنياهو المتشنجة تعكس حالة من الهلع والارتباك داخل المؤسسة العسكرية الإسرائيلية، خاصة بعد أن أصبحت اليمن طرفا فاعلا في معادلة الصراع الداعم للقضية الفلسطينية. وتؤكد هذه التطورات أن الخيارات الإسرائيلية للتعامل مع هذه التهديدات باتت محدودة ومكلفة، في ظل استمرار العمليات اليمنية بوتيرة متصاعدة.

    وفي الوقت الذي تحاول فيه واشنطن احتواء التصعيد في المنطقة، يبدو أن التهديدات الإسرائيلية بتوسيع دائرة المواجهة ليست سوى محاولة للضغط على الأطراف الدولية والإقليمية لحماية مصالح الاحتلال. ومع ذلك، فإن استمرار العمليات اليمنية يشير إلى أن أي محاولات للتنصل من دعم الشعب الفلسطيني ستواجه بردود فعل قوية وغير متوقعة.

    احذروا “الأڤاتار”.. قصّةُ الصحافيّة الاستقصائيّة الوهميّة “أنيتا” التي خلقتها إسرائيل بواسطة الذكاء الاصطناعي

    فعلها الذكاءُ الاصطناعي. وجاء اليومُ الذي خُدع فيه العالم، بعدما صَنَع صحفيّةً استقصائيّة، لدرجةٍ يصعب معها اكتشاف أنّ هويّتَها مزيفة بالكامل، وقد تم اختراعها لأهدافٍ وغاياتٍ مختلفةٍ ضارّةٍ وخبيثة. أمّا المُخطّط والمُخرج والموجّه، فإسرائيليٌّ بامتياز.

    وبعيدًا عن ظاهرة الأخبار والمعلومات الكاذبة التي تجتاح العالم هذه الأيام، فالمسألة لم تَعُدْ تَقتصرُ على قيام هذه التكنولوجيا بأدوار الصحافيّ لجهة كتابة نصٍّ بالنيابة عنه، أو الاستجابة لطلبه إنشاء صورة لأي موضوعٍ أو فكرةٍ قد يطلبها، بل إنّ الخطر أصبح داهمًا على مهنة الصحافة التي أصبحت سمعتها ومصداقيتها على المحكّ بعد هذه الفضيحة، زدّ عليها كوارث التضليل المتعمّد وغير المقصود التي تملأ وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي يوميًّا، إلى حدٍّ أن معرفة الحقائق ومكافحة الكذب والتزييف، باتت تتطلّب من الصحفيين والمؤسسات الإعلامية المرموقة جهودًا جبّارة مضاعفة، لتقديم محتوى مطابقٍ للقوانين والقواعد المهنية والأخلاقية للصحافة.

    قصة الصحفية الاستقصائية الوهمية أنيتا بيتيت وعلاقتها بإسرائيل

    قبل سنوات، لجأت إسرائيل إلى إنشاء شخصياتٍ افتراضية عبر الذكاء الاصطناعي لتقليد الصحفيين وتقديم السرديات بسرعةٍ وعلى نطاقٍ واسع.

    والأكثرُ أهميةً، أنّ هذا الاتجاه تم توثيقه في تقريرٍ حديثٍ لمؤسسة “كونراد أديناور”، سلّط الضوء على كيفية استخدام الشخصيات الافتراضية المدفوعة بالذكاء الاصطناعي لتقليد الصحفيين الاستقصائيين عبر أفريقيا.

    كانت “أنيتا بيتيت” أبرزَ نموذجٍ تم اختراعه لتضليل الرأي العام عبر إخفاء هويتها الحقيقية.

    في الظاهر، عرفتها وسائل الإعلام والناس معًا، كخريجةٍ من جامعة باريس–إيست كريتاي، الفرنسية–الغانية، بنت سمعةً طيبةً في كشف الظلم، وما تُسمّيه الخيانة.

    لكن مهلاً، وهنا تكمن المفاجأة والكارثة الكبرى. فهذه الناشطة الإفريقية الجادة – وملفّها الحافل بمئات التحقيقات – ليست إلا شخصًا افتراضيًّا موجودًا على شاشات الحواسيب والهواتف الذكية. ولتقديم روايةٍ مُقنِعة، حبكت إسرائيل مسرحيتها بحرفية.

    بدايةً، نشرت بيتيت تقاريرها الاستقصائية واللاذعة على موقعها الإلكتروني الاستقصائي “من أجل الحقيقة”، وفي وسائل إعلامٍ أفريقيةٍ معروفة، بما في ذلك “لا ريفو دو لافريك” و”نت أفريك”، إضافة إلى وسائل إعلامٍ إقليميةٍ مماثلة. بعدها، ركّزت على استقطاب الجمهور، الذي وصل عددُه الإجمالي إلى أكثر من ٤.٢ مليون شخص، تم استقطابهم عبر تسليط الضوء على سياسيين يُزعم فسادهم وصلاتهم بالإرهاب والفساد المشتبه به في ثماني دولٍ أفريقية.

    أكثر من ذلك، كشف تحقيقٌ سريٌّ استمر ستة أشهر، أجراه تحالف #StoryKillers، المُكوّن من 30 غرفة أخبار، استخدم خلاله تحليلًا مكثّفًا للأدلة الرقمية للتحقيق في صناعة التضليل العالمية السرّية، عن هويّة بيتيت، باعتبارها شخصيةً وهميّةً تمامًا، أو “تجسيدًا عميقًا”، أنشأته شركة استخباراتٍ إسرائيليةٍ خاصةٍ غامضة، تُدعى: “بيرسيبتو إنترناشونال”، لتشويه سمعة المعارضين وتقويض الانتخابات.

    المثير، أنّ شركة Percepto زعمت أنّها تقمّصت شخصية أنيتا الزائفة، وغيرها من “الروبوتات المُقنّعة”، بالإضافة إلى ما يُعرَف بـ”المنصات العميقة”، مثل وسائل إعلامٍ مزيّفةٍ أو مجموعات مجتمعٍ مدنيٍّ وهمية، من أجل التلاعب سرًّا بالانتخابات أو لتشويه سمعة منظماتٍ كبرى، مثل اللجنة الدولية للصليب الأحمر (ICRC) في بوركينا فاسو، حيث قامت Percepto بتلفيق مزاعم بأنّ المنظمة تتعاون مع إرهابيين جهاديين.

    وتعقيبًا على ذلك، قال روي بورستين، المؤسس الشريك والرئيس التنفيذي لشركة Percepto، في سلسلةٍ من الاجتماعات التي سُجّلت سرًّا مع صحفيين متخفّين من تحالف StoryKillers: “نُدير حاليًّا عشرات الأصول غير المنسوبة على الإنترنت في أفريقيا، وفي أفريقيا الفرنكوفونية تحديدًا”.

    وأضاف: “السرُّ في نجاحنا هو استعمال الصور الرمزية في جمع المعلومات الاستخباراتية… أصولُنا الرقمية قادرة على التواصل، وعلى التفاعل مع الأهداف”.

    اللافت، أنّ ما قاله بورستين يكشف بوضوحٍ خطورة ما يُعرف بـ”الأفاتار العميق” أو Deep Avatar، إذ شرح قائلًا: “الأفاتار العميق هو كيانٌ على الإنترنت يبدو حقيقيًّا، لكنه في الواقع ليس كذلك. وإذا تفاعل أحد أفاتاراتنا العميقة معك، ستكون متأكّدًا أنّه شخصٌ حقيقي”.

    النجاحات الصحفية لبيتيت الوهمية

    قامت شركة بورستين بتشغيل هذه الصحافية الاستقصائية الافتراضية، منذ عام 2019.

    فسيرتها الذاتية قُدّمت إلى العالم بشكلٍ عام، وللأفريقيين خصوصًا، على أنّها مواطنةٌ فرنسية، تعيش في باريس، لكنها بالطبع مجرّد “أفاتار”. وتحدث بورستين عن: “عملها بالفعل في ثلاث دولٍ مختلفة، على ثلاثة مشاريع مختلفة: واحد في فرنسا، وآخران في بلدين مختلفين في أفريقيا – أحدهما فرنكوفوني، والآخر أنغلوفوني”.

    يدّعي بورستين أنّ “أنيتا بيتيت” كانت فعّالة إلى درجة أنها أثارت ردّ فعلٍ عنيف، فيقول: “لقد نشرتْ مقالةً تهاجم أحد خصوم عملائنا، ويبدو أننا ضغطنا على وترٍ حساس، لأنّه بعد حوالي 24 ساعة من نشرها للمقالة، تعرّض موقعها الإلكتروني لهجومٍ سيبراني من نوع (DDoS)، لاحظه عددٌ كبيرٌ من خبراء الأمن السيبراني”.

    كما اكتسب اسم أنيتا انتشارًا واسعًا على منصة “تويتر” سابقًا في فرنسا وفي بلدانٍ معيّنةٍ أخرى. ففي السنوات الأربع الماضية، تفاعلت هذه الصحفية الوهمية مع عددٍ كبيرٍ من الصحافيين، بما في ذلك من فرنسا، ومن ناطقين بالفرنسية في الشتات خارج فرنسا.

    اللافت، أنّ شركة Percepto كانت قد عرضت استخدام روبوت “بيتيت” إلى جانب شخصياتٍ رمزيةٍ أخرى (أفاتارات) يمكنها المساعدة في تضخيم أيّ محتوى يتم نشره.

    “أنيتا بيتيت” واختلاق رواية جذورها الإفريقية

    في الواقع، كانت السيرة الرقمية للشخصية الوهمية “أنيتا بيتيت” مُتقنةَ الصّنع، إذ بدأت بتدويناتٍ عاطفية على مدونتها الشخصية Ghanaland Journal، تتحدّث فيها عن سعيها لإعادة التواصل مع جذورها الإفريقية.

    ولهذا كتبت بلغة عاطفية عن عزفها الموسيقي في المطاعم لجمع المال اللازم للسفر إلى غانا قائلة: «وُلِدتُ في فرنسا من أمٍّ غانية وأبٍ فرنسي. للأسف، لم أعرف والدتي حقّ المعرفة، إذ اختفت حين كنتُ صغيرةً جدًا.

    من الصعب أن تكبر دون وجود الأمّ إلى جانبك».

    وتذكر “أنيتا” الافتراضية، في إحدى تدويناتها أنّها زارت أفريقيا من قبل، في رحلةٍ إلى الكاميرون لزيارة صديقتها “سونيا”، لكنّها تؤكّد أنّ: «قلبي وعقلي مع غانا».

    في المحصّلة:

    يُؤكّد نموذج “أنيتا” بما لا يدع مجالًا للشكّ، أنّ “الأفاتار العميق” لم يكن مجرّد أداةٍ صامتةٍ لبثّ المعلومات، إنما لعب دورًا نشطًا ومتفاعلًا داخل المشهد الإعلامي، حتى وصل إلى إثارة ردود فعلٍ حقيقية، ما يزيد من خطورة هذا النوع من الخداع في البيئة الإعلامية والسياسية الحديثة. وبناء على ذلك نقول لجميع العاملين في مهنة الصحافة : احذروا “الأفاتار”.

    ــــــــــــــــــــــــــــــ
    د. علي دربج