المزيد
    الرئيسية بلوق الصفحة 338

    ناصر قنديل: صباح القدس وصباح نصرالله

    – صباح القدس وصباح نصرالله، وما أشرقت شمسها إلا لعينيه… والله، وقد رأينا في وجهه وجوه الأنبياء والأئمة ووجه الله، وقد ملأ الدنيا نورا يمنح الكلمات روحا، كلمة تضحك وكلمة تبكي وكلمة تداوي جروحا، إن تبسّم ضحكت قلوبنا وإن غضب فاضت الشرايين قروحا، وإن لوّح بالسبابة وقفنا ونحن جالسون، وأما إن بكى على الحسين أو اليمن أو فلسطين أو العراق، قلنا إلى الحرب هلمّوا دقت ساعة الفراق.

    – صباح القدس لمن كنا كلّما ساورنا الشك جئناه يقطعه بسكين اليقين، معه اكتشفنا مَن يصالحنا مع الدين، وقد أعاد للنص إشعاع النور، وحده أشعل الحرب لأجل فلسطين، بعدما نام العرب قروناً ودهورا، ردّ الاعتبار للحرب ورد الاعتبار للعرب، وأعاد وهج القدس، وحوّلها من مأتم إلى عرس. بصدقه أقفل باب الفتن، وعلى يديه صار لنا وطن. حبه أسقط الحدود بين الطوائف والمذاهب، ومعه تحوّلت الأمة من ملعب إلى لاعب، وصارت بلادنا رقماً صعبا على جدول أعمال الكبار، بعدما كانت صفقة في حقيبة سمسار، أو ورقة على طاولة قمار.

    – صباح القدس لمن جنّبنا التعب وتحمّل وحده المتاعب، وواجه وحده الأخطار والمصاعب، سخر مما أغوى سواه، من مال وجاه، ولقب السيد عنده كان أعلى المناصب، إن تخيلنا الأخلاق في رجل ما كان سواه، ومن يجسد الفروسية عداه، او من يحول العلم طبقاً يومياً للفقراء لولاه، وقد فكّ لهم كل تشفير السياسة، بعدما طهّرها من كل صنوف النجاسة، وصالحها مع الأخلاق، وعلّمنا كيف نكتشف الصدق من النفاق، وأعطانا وصفة النصر في الحروب، وكيف تصنع التاريخ الشعوب، وكيف تصير الأرض رمزاً للكرامة، وتصير الشهادة ترجمة للشهامة، وكيف يكون الزهد بالأشياء، طريقا الى السماء.

    – صباح القدس لمن كنا نخجل منه وحده مع أنفسنا إن أخطأنا أو تخلفنا، وقد صنع لنا تعويذة تفكّ سحر تخلفنا، واكتشفنا أنه ضميرنا الصاحي، يعاتبنا في الأمسيات والأضاحي، إليه في سرّنا نؤوب، نطلب الغفران على الذنوب، وإن آتينا موقفا، أو فعلا مشرفا، نثق أنه يرانا ونتخيّل الابتسامة وكفّه فوق الكتف، ونشعر كأطفال ونعترف، أن رضاه أرفع وسام، أليس هذا هو معنى الإمام؟

    – اليوم يغادرنا وقد أتمّ علينا الدروس، يتركنا شامخين نرفع بجهاده الرؤوس، لنكتشف مع ثقل الغياب، كيف يجري الدمع بلا حساب، ونتعلم معادلة جديدة، كيف أن زوال الشعور بالاطمئنان يرافق الشعور بالمسؤولية، ما عاد يكفي أن نقول فيه قصيدة، فالرحيل دعوة لنزول الميدان وإدراك سلم الأولوية، يقول لقد أتممت دروسي لكم ويمنحنا بشهادته شهادة التخرّج، ويقول للمتفرّجين انتهى وقت التفرج، أتعرفون معنى أن الشعور باليتم هو شعور ببلوغ سن الرجولة، قالها لنا مضمخاً بدم البطولة، في الستين قد تكون في عمر الطفولة، وفي العشرين قد تعيش العمر بعرضه وطوله، هذا معنى أن تفقد اليوم أباً ولا تملك وقتاً للوداع، لأنه بالرحيل ألقى على كتفيك حملاً ثقيلا، بعدما علًمك تحمل الأوجاع، وفهم الأوضاع، فبارك له بالشهادة الرحيلا.
    ــــــــــــــــــــــــــــــ
    ناصر قنديل

    سيناريوهات الحرب الشاملة بلا أفق وثمنها لا يتحمله الكيان

    كل السهام تشير إلى الحرب في المنطقة، فالتوتر يتزايد والسلاح موجود ويكدس فوقه الجديد، والعنصرية هي المناخ العام الذي تتحرك تحته حكومة العدو، والمنطقة بطبيعة تركيبها ووجود ورم سرطاني دخيل عليها هي أشبه بحقل ألغام، والجميع مندفع في حمّى حقيقية نحو الحرب، خاصة المأزوم “نتنياهو”..أكثر من ألفي غارة على لبنان، سبقها موجة الهجوم “السيبراني” الأكثر ترويعًا –والأولى- في التاريخ، ثم محاولات استهداف القيادة العسكرية للحزب، وتدفيع جنوب لبنان ثمنًا بشريًا هائلًا، كمحاولة صهيونية خائبة لقلب البيئة الحاضنة للمقاومة عليها، هذا كله يعني أن قطار الحرب قد انطلق، وإن كان بطيئًا متمهلًا. الطلقة الأولى قد أطلقها كيان العدو بـ “مجزرة البيجر”، ثم بالاغتيالات الممتالية لقادة الحزب وعلى رأسها استهداف سماحة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله لكن السؤال: إلى أين ستمضي الأمور، وهل ننتظر نحن العرب “وسم” آخر بالنار على الجسد العليل، أم أن حزب الله –كعهدنا به- سيكون هو الضربة الكبرى التي تقلب الخريطة الأميركية الجديدة للمنطقة.

    وكيل المخابرات العامة الأسبق: الجائزة الكبرى للحرب!

    في البداية، يقول اللواء محمد رشاد، وكيل جهاز المخابرات العامة الأسبق وخبير شؤون الأمن القومي، في مقابلة خاصة لموقع “العهد الإخباري”، إن الكيان يندفع إلى الحرب لتحقيق هدف واحد وكبير، وهو إعادة النازحين الهاربين من الشمال، وإبعاد تهديد حزب الله عن شمال فلسطين، لأن النازحين في الشمال يمثلون أزمة سياسية عميقة لحكومته، وتأثير النزوح بمئات الآلاف ضرب معنويات الحكومة والجيش والمستوطنين الصهاينة، والعمل العسكري الصهيوني الحالي يعتمد تكتيكات تدمج القصف الواسع والمكثّف بالطيران –نقطة تفوقه- والهجمات السيبرانية والاستخبارية لتحقيق هذا الهدف، مضيفًا أن الهدف الأول للكيان من الحرب هو دفع الحزب إلى مباحثات هدنة أو تهدئة برعاية الولايات المتحدة، تضمن له تحقيق ما يريد على طاولة المفاوضات.

    وأكد اللواء محمد رشاد أن الكيان إستراتيجيًا يستهدف تحويل الحرب الحالية إلى حرب شاملة، لجر إيران إلى الحرب، وبالتالي تمكين الكيان من توجيه ضربة واسعة للمنشآت النووية الإيرانية، وهذا هو المطلوب الآن، أن تُجر إيران إلى ساحة المواجهة لتوجيه ضربة قاصمة لمشروعها النووي، هذه هي الجائزة الكبرى للكيان والتي يراها تعوض خسائره الضخمة في غزة وشمال فلسطين.

    أضاف اللواء محمد رشاد، أن الكيان سيعاني بشدة أمام حزب الله، فالكيان جرب الحرب البرية ضد حزب الله في 2006 ونجح الحزب في كسر الهجوم الصهيوني، ومن المستبعد أن يلجأ إليها مجددًا، فجنوب لبنان ليس غزة، وقدرات الحزب أكبر كثيرًا وأوسع من أن تقاس بقدرات الفصائل الفلسطينية، موضحًا أن الكيان لن يلجأ لحرب برية بأية طريقة أو تكلفة ممكنة، لأن ثمنها أعلى من أن يتحمله الكيان في جبهة قتال قاسية وتحمل له ذكريات الهزيمة.

    “السعيد”: الكيان أعجز من حرب برية

    ويقول الكاتب والسياسي المصري الكبير، الدكتور مصطفى السعيد، في مقابلة خاصة لموقع “العهد الإخباري”، إنه من غير المرجح لديه أن يغامر الكيان بحرب برية يدرك أنه لن يربحها، ولن يتمكن من وقف الضربات الصاروخية لحزب الله مهما فعل، ومهما ذهب في عدوانه، ومهما بلغت التغطية الأميركية له، وأن الطريق الوحيد لوقف الحرب يجب أن يمر بقطاع غزة.

    ويوضح الدكتور مصطفى السعيد، أنه في حال لجوء كيان العدو إلى فتح جبهة جديدة، فأمامنا سيناريو ثابت، التكتيكات العسكرية الصهيونية واحدة لا تتغير، وتعتمد أسلوب “الصدمة والرعب” على النموذج الأميركي، وهو واقعيًا يعني إنزال ضربة أولى مزلزلة للخصم في أول لحظات القتال، عبر استثمار التفوق الجوي والعمليات الخاصة والاستخبارية والسيبرانية على كل نقاط الخصم الحيوية، هذا الأسلوب يتقصد إحداث أكبر قدر من الانهيار المعنوي في الطرف المقابل، أو ما يمكن وصفه بـ “شلل القيادة”، وهذه الحرب الخاطفة يجب أن لا يطول وقتها، فإذا لم يتحقق الهدف خلال أيام أو أسابيع فسيكون التراجع.

    ويضيف “السعيد”، إن الأسلوب العملياتي الصهيوني في مواجهة حزب الله لن يكون مقدرًا له النجاح، وسيبدأ الكيان في المعاناة بعد تراجع موجات الصدمة والرعب والضربات المكثّفة التي يجيد الحزب وتتقن بيئته الحاضنة التعامل معها وامتصاصها وتفريغ آثارها، والحزب يمتلك قدرات صاروخية وطائرات مسيرة وشبكة أنفاق قوية وعميقة، والإمدادات متواصلة، والمخزونات في الجبال، وفي مدن في مناطق صخرية تحت الأرض، ستخرج في الوقت المناسب، وتبادل القوات المعتدية الضربات في العمق، والبنية التحتية للكيان قيمتها تريليونات الدولارات مقابل بنية تحتية بالمليارات في لبنان، وسينتصر القادر على التحمل والقادر على التضحية.

    ويشير “السعيد” إلى أن حزب الله وجه يوم الأربعاء 25 أيلول رسالة ذات مغزى خاص جدًا للعدو، عبر عملية قصف مقر قيادة “الموساد” في “تل أبيب” بصاروخ باليستي “قادر1″، هذه الرسالة لا تتعلق باستهداف عاصمة الكيان أو عقله الأمني والاستخباراتي، بل تتعلق بأن “حزب الله” فتح المجال لإمكانية إدخال الصاروخ الفرط-صوتي في المعركة منذ يومها الأول، وهذه الصواريخ فائقة التطور لا تفلح معها أية حلول للدفاع الجوي، الوقت الذي يستغرقه الصاروخ للخروج من منصة إطلاقه إلى مكان الاستهداف يقدر بالثواني بسببب سرعته المذهلة، وبالتالي فإن الحرب بالنسبة للكيان هي فتح لبوابات جهنم على رؤوسهم.

    في النهاية، وسواء تمادى نتنياهو في حرب الإبادة الممتدة من فلسطين إلى لبنان تحت وطأة النزق وحماقته الشديدة وأنانيته المفرطة، فإن لدى جمهور المقاومة نقطة جوهرية تروى، وهي أننا نصدق حزب الله، ونؤمن بوعده، ونعتبر أن هذا المشوار الجهادي الكبير لم يكن في أصله سوى تلك الجذوة المتقدة من كربلاء، حزب الله ليس أنبل ظاهرة في التاريخ العربي المعاصر، بل هو التمثل الأجلّ والكامل لدرس كربلاء، انتصار الدم على السيف. وهنا مكمن قوته وعزته وشموخه الذي ينمو بدماء قادته فيثمر نصرًا تلو نصر.. وآخر تلك الدماء شهادة أمين عام الحزب السيد حسن نصر الله في أشرف وأنبل معركة نصرة لغزة وعلى طريق القدس.

    المعطيات في حالة الحرب كثيرة ومتعددة، لكن ما سيحسم مصيرها هو وحدة جبهة المقاومة التي تقاتل حولها كل الجبهات في غزة والجنوب والعراق واليمن وطهران، نحن على يقين بأن حزب الله قدم حتى الآن –بكل مروءة وشرف ونخوة وإيمان- دور جبهة المساندة، ليس أكثر، ومعنى تحول الجنوب إلى جبهة حرب، فإن تعامل الحزب مع الكيان سيكون حازمًا من حيث يحتسبون ومن حيث لا يحتسبون، ليس أقل من ذلك، نؤمن أن قلعة العروبة سورية موجودة، ونعرف أن المقاومة في العراق واليمن قادرة على لجم هذا المتعطش للدماء نتنياهو، وأن ما رآه من الحرب ليس إلا النذر اليسير مما في جعبة المحور، والأهم من هذا كله، أننا نرى بعين اليقين أن الكيان إذا قرر الحرب الشاملة، فإنها ستكون “حرباً بلا أفق”، ولطالما أثبت حزب الله أنه قادر على كسر كل التصورات الوهمية الصهيونية عن الحزب وعن الحرب أيضًا.

    ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

    أحمد فؤاد

    نعم.. مصابنا كبير في لبنان.. ولكن المقاومة ستعود اقوى.. وغطرسة نتنياهو لن تعمر كثيرا.. وهذه هي اسبابنا وادلتنا

    لا نستغرب حالة الاحباط التي تسود قطاعا كبيرا من أبناء الأمة العربية هذه الأيام من جراء اغتيال عدد من قادة المقاومة الإسلامية في لبنان على رأسهم سيد الشهداء حسن نصر الله أمين عام حزب الله، وتكثيف “إسرائيل” لغاراتها ومجازرها في لبنان.. مثلما لا نستغرب أيضا التوظيف المتعمد من قبل الاعلام الإسرائيلي والغربي، وبعض العربي، من محاولة إستثمار هذا العدوان ونتائجه من اجل تعميق حالة اليأس وصولا الى الاستسلام، فبنيامين نتنياهو خبير محترف في هذا الميدان، وخاصة تحشيده للوبيات السياسية، وتأسيسه منظومة “الهسبارا” لكي تكون الذراع الإعلامي الضارب لها، ورصد المليارات سنويا لتمويلها، وتجنيد عشرات الآلاف من الإعلاميين المحترفين وطلاب الجامعات بمختلف انحاء العالم للعمل تحت رايتها بما في ذلك بعض العرب للأسف، وبتشجيع من انظمتهم.

    لا نجادل مطلقا، ونعترف دون تردد بأن عمليات الاختراق الأمني لحزب الله في لبنان من قبل إسرائيل والمدعوم أمريكيا واوروبيا وعربيا، كانت ضربة مؤلمة، وقاسية، بل مهينة، وصادمة أيضا، والشيء نفسه يقال عن القصف الجوي الإسرائيلي لحاضنة المقاومة المكثف للقرى والبلدات اللبنانية، واستمرار عمليات الاغتيال لما تبقى من قيادات لحزب الله في الوقت نفسه، وآخرها اليوم، ولكن هذه الصدمة، وهذا التدمير المعنوي المدروس بعناية، لن يعمر طويلا وسيتبخر بعد أيام معدودة، وبعد ان ينقشع غباره في نهاية المطاف، وسنرى واقعا جديدا مختلفا، ابرز معالمه انتقال الإحباط والخسائر الى الجانب الإسرائيلي ومستوطنيه وبشكل اكبر.

    كاتب هذه السطور من الذين عايشوا جميع فصول هزيمة عام 1967، حيث كنت تلميذا في مدرسة بئر السبع الثانوية في مخيم رفح بقطاع غزة، وشاهدت آثار الصدمة في نفوس أهل القطاع بعد الهزيمة، وانهيار الجيش المصري بعد الآمال العريضة التي عقدوها عليه، ولكن خيبة الأمل لم تعمر طويلا خاصة بعد انطلاق المقاومة في غضون أيام معدودة، وتنفيذها لعمليات فدائية جريئة ضد قوات الاحتلال، ببنادق قديمة (كارلو) وإرادة قوية واعادت هذه العمليات، ومثيلاتها في الضفة الغربية الثقة الى الحاضنة الشعبية، بل والأمة العربية بأسرها، وجاء النصر الكبير في معركة الكرامة الذي تحقق بقيادة المشير مشهور حديثة الجازي، وقوات وتضحيات قوات مشتركة من نشامى الجيش الأردني وفدائيي فصائل المقاومة، جاء هذا النصر ليمحو حالة الإحباط، ويجثها من جذورها، ويجدد الأمل بالنصر الكبير على أرضية تحرير الأرض، كل الأرض، ودحر قوات الاحتلال.

    المقاومة الإسلامية اللبنانية واصلت هجماتها في العمق الإسرائيلي الامس واليوم رغم النكسة وتصاعد العدوان الجوي الإسرائيلي وغاراته، فما زالت ترسانتها على حالها، وطافحة بالمعدات العسكرية، والصواريخ الدقيقة، والثقيلة، المخزنة في ترسانتها بأعماق جبال الجنوب اللبناني الشامخة، ووصلت هذه الصواريخ، ورغم المصاب الكبير الى حيفا ونهاريا وصفد، وكانت هذه الهجمات مجرد “فاتح شهية” ومقدمة لما هو اعظم، فرجالها أبناء وتلاميذ سيد الشهداء.

    ما نريد قوله ان المقاومة فكرة “متجذرة” لا تموت بموت قادتها، وجاءت هذه العربدة الإسرائيلية لتعزيزها، وتعمقها وتوسع دائرتها، ومثلما رفع السيد الشهيد حسن نصر الله الراية بعد استشهاد المجاهد عباس موسوي، سيواصل السيد المجاهد هاشم صفي الدين المرشح الأكبر لخلافته المسيرة، وعلى النهج نفسه، وربما بطريقة ونتائج اكثر قوة وفاعلية، لان السيد هاشم لم يعد ملزما بالكثير من القيود، والتحالفات، والمعادلات، وقواعد الاشتباك التي كانت تحد من حركة سلفه الشهيد نصر الله رحمه الله وادخله فسيح جناته.

    فرحة نتنياهو الذي نفش ريشه، وأصبح يتحرك مثل الطاووس ويرى نفسه كبطل قومي، لن تدوم طويلا، فالمارد العربي الإسلامي سيخرج من قمقم الصدمة حتما، وسيمتص آثارها أسرع مما كان يتصور، والمسألة مسألة وقت لا أكثر ولا أقل، والزمن هو خير علاج، وهي ليست نكستنا الأولى على أي حال.

    لا نريد ان نستبق الأحداث، ولكننا ومن خلال بعض ما نعرفه من المعلومات عن القيادة الجديدة لحزب الله نستطيع ان نؤكد انها اكثر تشددا في كيفية التعاطي مع الاحتلال والثأر لشهدائها، وتعزيز صفوفها واغلاق كل الثغرات الأمنية، ولن يكون مفاجئا لنا، وبعد ترتيب الأوضاع الداخلية للحزب، وإعادة بناء منظومة القيادة العسكرية، اذا ما اتخذت هذه القيادة قرارات استراتيجية بضرب حيفا وتل ابيب وبئر السبع وعكا والقدس وكل البنى التحتية الإسرائيلية بما في ذلك المطارات والموانئ ومؤسسات الماء والكهرباء، فليس هناك ما تخسره والبادي اظلم.

    نتنياهو هو الذي بدأ توسيع دائرة الحرب، ونقل المجازر وحرب الإبادة  من قطاع غزة والضفة الى لبنان، وعليه ان يدفع ثمنا غاليا مقابل هذه المقامرة الخاسرة وكذلك داعميه الامريكان الذين ستصبح كل مصالحهم وقواعدهم في المنطقة مهددة.

    فصف الحديدة ومطارها لن يمر بدون رد أيضا، ولا نبالغ اذا قلنا ان هذا القصف للبنى التحتية اليمنية هو اكبر خطيئة استراتيجية ترتكبها دولة الاحتلال، لأنها جعلت من اليمن ليس دولة مواجهة فقط، وانما ستجعلها تخوض الحرب بكل قواها ليس تضامنا مع قطاع غزة، وضغطا لوقف الحرب ضد أهلنا فيها، مثلما كان عليه الحال، وانما للانتقام لشهدائها الذين ارتقوا من جراء هذا العدوان، وعلى نتنياهو وجنرالاته ان يتوقعوا المزيد من صواريخ اليمن الأسرع من الصوت، والمسيّرات الحديثة، علاوة على عشرات آلاف المجاهدين اليمنيين الذين سيتدفقون على لبنان للمشاركة في الحرب المتصاعدة، وليس لمواجهة الجيش الإسرائيلي فقط، والدفاع عن المقاومة في لبنان، وانما لتحرير الجليل جنبا الى جنب مع نظرائهم من العراق وسورية، وربما الأردن والجزائر وايران والدول العربية الإسلامية، تماما مثلما كان عليه الحال في أيام المقاومة الفلسطينية ان لم يكن أكثر.

    نؤمن بالمقولة التي تنغرس في قلب وضمير كل مؤمن، ولا نتحرج من تكرارها، وتؤكد “ان الخير قد يأتي من باطن الشر”، وهذه المقولة هي عنوان المرحلة المقبلة.. والأيام بيننا.

    ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

    عبدالباري عطوان

    هل حقق العدو أهدافه في التدمير والمجازر والاغتيالات؟

    يقدم العميد شارل أبي نادر قراءة ميدانية تنطلق من تساؤل عمّا إذا كان جيش العدو استطاع تحقيق أهدافه باعتماد سياسية التدمير والمجازر والاغتيالات التي ينتهجها في عدوانه على لبنان، فضلاً عن تهديده بالعملية البرية. ويخلص العميد أبي نادر في قراءته إلى أن المعركة بمواجهة العدو “الإسرائيلي” ما تزال في بدايتها، وأن قدرة المقاومة في التعامل مع أي تطور ميداني او عسكري، ما تزال على المستوى نفسه الذي عهدناه دائما من التوازن ومن الجهوزية الكاملة.
    ————–
    لا يمكن لأي متابع لما يقوم به العدو الصهيوني في حربه المجنونة على لبنان، من مجازر وإبادة وارتكابات إجرامية وأعمال تدمير وحشية لم يشهد لها التاريخ من مثيل، ومن اغتيالات صادمة لقادة ولكوادر في المقاومة في لبنان، وعلى رأسهم سماحة امين عام حزب الله الشهيد القائد السيد حسن نصرالله، إلا ويرى أن هذا المستوى من الارتكابات لا بد وأن ينجح في تحقيق أهدافه، على أساس أنه يستحيل على أي شعب أو حزب أو بيئة، تتعرض لما تعرض له حزب الله وبيئته، من أهوال وضغوط  وخسائر بالشهداء وبالمصابين وبالدمار الواسع، وتبقى واقفة على قدميها صامدة، ولا تنسحب أو تتراجع من المواجهة والمعركة مع العدو.

    في الواقع، هذا الأمر لم يحصل – أي تراجع حزب الله- وقطعًا لن يحصل، ومن خلال إجراء قراءة موضوعية للوضع العسكري والميداني في هذه المواجهة اليوم، يمكن تحديد الآتي:

    1.    من ناحية العدو،  فهو يرفع كل يوم من نمط ارتكاباته ومجازره بحق المدنيين من أطفال ونساء وشيوخ، مدعيًا أنه يستهدف مقاتلين ومواقع وبنى تحتية عسكرية لحزب الله، فيستمر في تنفيذ آلة القتل والتدمير، من دون أن يأخذ بالحسبان المؤسسات وللقوانين الدولية والإنسانية ولقوانين الحرب وللمحاكم المعنية بمتابعة هذه الإبادة الجماعية، والتي أصبحت روتينًا عاديًا ضمن أهداف عملياته الجوية والصاروخية، ومن دون أن يرف له جفن أمام فظاعة ما يُسقِط من شهداء ومن مصابين مدنيين.

    2.    من جهة أخرى، يهدد العدو بتنفيذ عملية برية ضد الأراضي اللبنانية، مظهرًا على العلن، وبطريقة إعلانية متعمدة، حشودات فِرَقِه وألويته على مقربة من الحدود مع لبنان. وفي ذلك هو يرى أنه بهذا التهديد بالعملية البرية والمواكب لارتكابات جوية تدميرية، يشكل ضغطًا معينًا على حزب الله، كي يدفعه نحو الاستسلام خوفًا من هذه العملية وتداركًا لتداعياتها.

    في الواقع، وبمعزل عن الخسائر المؤلمة من الشهداء والمصابين ومن التدمير غير المسبوق، ومن تداعيات وضغوط وصعوبة النزوح الواسع الذي فرضته جرائم العدو التدميرية، ما يزال الوضع الميداني والعسكري للمقاومة الإسلامية في لبنان بالمستوى نفسه الذي سبق عمليات الاغتيال الغادرة الاخيرة، للقائد الشهيد سماحة السيد أو لرفاقه الأبطال الذين سبقوه في الشهادة او الذين استشهدوا بعده. وما تزال وحدات المقاومة تتحكم باستهدافاتها الصاروخية والمسيرة والمدفعية، في أغلب منطقة شمال فلسطين المحتلة بالكامل، وصولاً الى مشارف المنطقة الوسطى ضمنًا “تل أبيب”، وما تزال تأثيرات هذه الاستهدافات للمقاومة، تفرض تهجيرًا متصاعدًا في كل مستوطنات الشمال، مع امتداد هذه التأثيرات نحو العمق أكثر وأكثر، وبقيت قدرة المقاومة في تنفيذ استهداف مركّز، على مروحة واسعة من مستعمرات العدو ومن قواعده العسكرية، في الوقت نفسه تقريبًا، وبنمط متصاعد بشكل لافت، في عدد الاستهدافات، وفي أنواع ونماذج الصواريخ والمسيرات المستعملة .

    أمام كل ذلك؛ وحيث إن العدو لم يحقق حتى الآن في الميدان، أكثر من الذي كان دائمًا عند كل مواجهة ينجح في تحقيقه، وهو المجازر والتدمير من الجو فقط بالقاذفات او بالمسيرات، الأمر الذي لم يشك أحد يومًا بأنّه لن يستطع تحقيقه …وحيث إنّ المقاومة ما تزال تُمسك، بشكل شبه كامل، بإدارة معركتها العسكرية لناحية القدرة الصاروخية والمسيرة، ولتقليدية التي كشفت عنها، أو غير التقليدية التي ما تزال خارج ميدان المواجهة، أو لناحية الانتشار التكتيكي والجهوزية العملانية على الحدود، والمناسبة لأي عملية دفاعية أو هجومية، بمعنى لمواجهة أي توغل بري للعدو، أو لتنفيذ أي عملية توغل داخل الجليل …

    يمكن القول، أمام كل ذلك، إنّ المعركة بمواجهة العدو “الإسرائيلي” ما تزال في بدايتها، وإنّ قدرة المقاومة في التعامل مع أي تطور ميداني أو عسكري، ما تزال على المستوى نفسه الذي عهدناه دائما من التوازن ومن الجهوزية الكاملة .

    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

    شارل أبي نادر

    الكابوس المتصاعد للكيان الصهيوني… حزب الله باقٍ وإن رحل السيد حسن

    الوقت – عقب إعلان حزب الله اللبناني رسمياً بالأمس، عبر بيان صادر عنه، نبأ استشهاد المجاهد الصلب، السيد حسن نصر الله، قائده الأبي، تبلور في أذهان المعنيين بقضايا فلسطين ولبنان والكيان الصهيوني على امتداد العالم تساؤل محوري، وهو ما المصير المرتقب للصراع القائم بين الكيان الصهيوني من جهة، ولبنان والفصائل الفلسطينية من جهة أخرى؟

    يكتسي هذا التساؤل وما يترتب عليه من إجابات، أهميةً بالغةً لدى طيف واسع من الأطراف من قيادات الكيان الصهيوني، والمستوطنين الصهاينة، والإدارة الأمريكية، وعدد كبير من الدول الغربية، وشريحة واسعة من زعماء الدول العربية، والجماهير الإسلامية حول العالم، وأحرار العالم أجمع، وحركات المقاومة، والقيادة والشعب الإيراني، وللإحاطة الشاملة بهذا التساؤل الجوهري، يستلزم الأمر تمهيداً موجزاً.

    إن استقراء الفكر الصهيوني وحقله المعرفي العدائي، وكذلك منهجية صناع القرار عبر الحقب الزمنية المتعاقبة، إلى جانب التحليل السلوكي التاريخي، يكشف عن رؤيتهم الاستراتيجية في التعامل مع الخصم، والتي تتمحور حول هدفين رئيسيين: 1. إخضاع الخصم وتحييد خطره عبر استسلامه التام، 2. وفي حال تعذر ذلك، اللجوء إلى الإبادة الشاملة.

    وفي سياق الهدف الثاني، يتعاملون مع شريحتين متمايزتين: أ. الجماهير الشعبية، ب. النخب القيادية والزعامات.

    يرى المفكرون الصهاينة أن إبادة الشعوب عملية باهظة التكاليف، وتستنزف موارد هائلةً على المدى الطويل، ما يستدعي تجنبها قدر الإمكان، في المقابل، يعتبرون أن تصفية القيادات والزعامات أقل تكلفةً وأكثر جدوىً، وبالتالي تحظى بالأولوية في خططهم.

    ووفقاً لهذا المنظور الاستراتيجي، فإن القضاء على القيادات من شأنه أن يفضي حتماً إلى إخضاع الجماهير وتحييد خطرها، وفي بعض السياقات، يتم تبني كلا النهجين بشكل متزامن لاعتبارات خاصة، كما نشهد راهناً في غزة ولبنان.

    إن التحليل التاريخي والسلوكي للكيان الصهيوني على مدار العقود الماضية، يبرهن بجلاء على أن الأسس النظرية، وبالتبعية الممارسات طويلة الأمد للصهاينة، قد جانبها الصواب تماماً، فلم يحقق مسارهم هذا النتائج المرجوة، بل على النقيض، أدى مع تعاقب الأزمان إلى تعاظم قوة وقدرات الطرف المقابل، وهذا الاستنتاج التاريخي يطرح تساؤلاً جوهرياً: ما الذي يدفع الكيان الصهيوني وقادته للإصرار على هذا النهج، رغم إخفاقاته المتكررة وتداعياته الوخيمة؟

    للإجابة على هذا التساؤل المحوري، يمكن الإشارة إلى عاملين أساسيين يقفان وراء هذا الإصرار الأعمى والمنافي للمنطق: 1. الدعم الأمريكي والغربي اللامحدود، والإمداد العسكري المستمر دون قيود. 2. حالة الاضطرار واليأس الناجمة عن انعدام البدائل والخيارات الاستراتيجية الأخرى.

    إن المنظومة المعرفية والثقافية الراسخة التي تستند إليها المقاومة، ممثلةً في حزب الله والفصائل الفلسطينية، والتي تحظى بالتفاف شعبي عميق، قد أثمرت مزيجًا فريدًا من نوعه، وقد يتجلى هذا المزيج في صورة نضال ومقاومة ضد الاحتلال والطغيان، وفي نهضة حازمة لاسترداد الحقوق المسلوبة والأراضي المحتلة.

    ومن الجدير بالذكر أن الوجه الآخر لهذه المعادلة القيّمة والمؤثرة، يتمثل في الدعم الشعبي الراسخ للجناح العسكري لحركة المقاومة، وهذا ما يدفعنا إلى القول، وبكل ثقة: إن الكيان الصهيوني في حقيقة الأمر يخوض حربًا ضد الشعبين الفلسطيني واللبناني، وليس ضد تنظيمات عسكرية محددة.

    ولعله من الإنصاف القول إن الضرر المعنوي والأخلاقي الذي يلحق بالكيان الإسرائيلي جراء سفك دماء الأبرياء – من الرضع والأطفال والنساء العزل والمرضى العاجزين – لا يقل فداحةً عن الضربات العسكرية التي يوجهها المجاهدون في ساحات القتال، بل إن حنق الکيان الصهيوني وغيظه من الحاضنة الشعبية للمقاومة، قد يفوق غضبه من المقاتلين أنفسهم.

    فالمقاتل يستطيع توجيه ضربات مباشرة وملموسة للعدو، بينما تقتصر مساهمة المدنيين على الصمود والتضحية، دون أي إمكانية للرد العسكري المباشر، ومع ذلك، فإنهم يقفون شامخين، داعمين للمقاومة، مستعدين للشهادة في سبيل قضيتهم العادلة.

    وحين يجد الكيان الصهيوني الإجرامي نفسه أمام هذه الظاهرة الاستثنائية المذهلة، فإنه – وبدافع من الغضب واليأس – يعود إلى اجترار أساليبه القديمة الفاشلة، على أمل تحقيق نتيجة مختلفة، غير أن مساعيه تبوء بالفشل الذريع، دون أدنى بارقة أمل في تحقيق أي نجاح يُذكر.

    إن ارتقاء قامات المقاومة الشامخة كالعاروري وهنية وفؤاد شكر وإبراهيم عقيل والسيد حسن نصر الله وأمثالهم إلى مصاف الشهادة على يد الكيان الصهيوني، عبر أعمال إرهابية لا ترقى إلى مستوى العمليات العسكرية بمفهومها الاحترافي، لهو برهان ساطع على أن مسيرة المقاومة تشق طريقها بثبات نحو غاياتها السامية، مكبلةً العدو بأغلال العجز والتخبط.

    قد يتوهم الكيان الصهيوني، في قصر نظره التكتيكي الذي يتشبث به ويروّج له بإسراف، أن هذه الاغتيالات تمثّل انتصارًا مؤزرًا، بيد أن الرؤية الاستراتيجية الثاقبة تكشف زيف هذه “الانتصارات” الموهومة، وتؤكد طابعها العابر والزائل، أما العامل الجوهري الذي سيحسم المعركة لمصلحة الحق، فيتجلى في الالتفاف الشعبي الجارف والعزيمة الفولاذية والإيمان الراسخ الذي يسري في عروق حركات المقاومة – وهو ما شكّل على الدوام حجر الزاوية في تحقيق النصر، وإن الصراع الدائر اليوم ليس استثناءً من هذه القاعدة الذهبية، التي أثبتت صحتها مرارًا وتكرارًا.

    في وجدان الشعبين اللبناني والفلسطيني، اللذين يحتضنان المقاومة بكل جوارحهما، فإن غياب قادة کبار كالسيد حسن نصر الله وهنية، لا يعني أفول نجم حزب الله والفصائل الفلسطينية المقاومة، والأسمى من ذلك كله هو وعد الله تعالى الذي لا يتخلف، والذي يثبّت أقدام المجاهدين في ميادين العزة والكرامة: ﴿إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا﴾.

    وهذا اليقين الراسخ هو الشبح الذي يطارد الكيان الصهيوني في صحوه ومنامه، ويفوق طاقته على الاحتمال، وبفضل الله تعالى، ومع تصاعد وتيرة المقاومة الباسلة بقيادة حزب الله وإخوانه في محور المقاومة، سيتهاوى هذا الكيان تحت وطأة هذا الإيمان الصلب.

    واستناداً إلى ما تقدم، يمكننا صياغة إجابة موجزة ومحكمة للتساؤل المطروح في مستهل المقال على النحو الآتي: يتعين على حزب الله، في ضوء الاستفادة المثلى من رصيده الثري من الخبرات السابقة، وعبر إعادة هيكلة منظومته بشكل استراتيجي، والاستلهام من العناية الإلهية التي تجلت في أعقاب استشهاد القائد الفذ السيد حسن نصر الله، أن يعيد تقييم وتطبيق الاستراتيجية المحورية التي وضعها المجاهد الشهيد لمجابهة الكيان الصهيوني.

    ومن الأهمية بمكان تبني تكتيكات متطورة تتواءم مع مستجدات الساحة، مع التركيز الحاد على إدارة الميدان بكفاءة عالية، آخذين بعين الاعتبار أن مآلات هذه المعركة المصيرية ستُحدد حصراً من خلال العمليات العسكرية النوعية التي ينفذها مجاهدو حزب الله الأشاوس، ذوو البصيرة النافذة والشجاعة الفائقة، وليس عبر الممارسات الجبانة للكيان الصهيوني.

    کما يتحتم على حزب الله، من خلال تسليط ضغط عسكري مدروس ومركّز على المفاصل الاستراتيجية في الأراضي المحتلة، أن يستنزف القدرات الهشة للكيان الصهيوني، ويقوّض أركانه المتداعية، وهذا النهج الاستراتيجي يقع ضمن نطاق القدرات المتنامية لحزب الله، وبفضل العناية الإلهية وتوفيقه، سيكون قادراً على تحقيق هذه الغاية السامية بإذن الله تعالى.

    الانتشار العسكري الإسرائيلي في الشمال.. ماذا عن الأيام الخمس المقبلة؟

    الانتشار العسكري الإسرائيلي في الشمال.. ماذا عن الأيام الخمس المقبلة؟

    يمكننا أن نسمي ليلة الجمعة السبت 27/28 أيلول ليلة “انطلاقة الحرب المفتوحة” بين المقاومة الاسلامية في لبنان ومن ورائها كل المحور، وبين الحلف الإسرائيلي الامريكي. وهي إن تم تحليلها عبارة عن معركة هجومية كاملة بين تكنولوجيا السلاح الفائق الذي يديره التوحش وبين إرادة بيئة المقاومة في مقارعة استخدام السلاح الفائق واستخدام قوة الارادة الفائقة والعزم المجبول بالصبر. فعند الساعة 18:22 من مساء يوم الجمعة 27-9-2024 نفذ تشكيل جوي إسرائيلي عملية اغتيال استهدفت أمين عام حزب الله سماحة السيد حسن نصر الله ومجموعة من إخوانه في مجمع سكني بحارة حريك مما أدى إلى استشهاده وعدد من إخوانه وتدمير 6 مباني من المجمع السكني تدميراً كاملاً، وبلغ استعداد هذا التشكيل 33 طائرة من جميع الأنواع:

    – 12 طائرة من طراز F35I-STRIKE EAGLE أقلعت من قاعدة نيفاتيم الجوية.

    – طائرة سطع إلكتروني من نوع غولفستريم المطورة من طراز ORON تابعة للسرب 122 أقلعت من قاعدة رامون الجوية.

    – بحماية وتغطية ما لا يقل عن 20 طائرة F15 وF16 أقلعت من عدة مطارات عسكرية صهيونية.

    الترتيب والاستعداد والانتشار العسكري الإسرائيلي الحالي في المنطقة الشمالية

    على المستوى الميداني البري أعاد الاحتلال الترتيب والاستعداد والانتشار العسكري في المنطقة الشمالية، فقد حل الفرقة 146 وصرف الفرقة 98 كوماندوس وأعاد توزيع وتعديل ترتيب الألوية التابعة للفرق: 210 و36 و91 على الشكل التالي:

    الفرقة 210 الاقليمية:

    وتنتشر في الجولان وينتشر لواءين قتاليين منها في الجولان هما:

    – لواء هاهاريم الاقليمي الذي جرى فيه دمج اللواء الجبلي 810 والذي جرى حله بعد رفع استعداده بتجنيد كتيبة ونصف جديدة (منطقة عملياته شبعا وكفرشوبا).

    – لواء 474 الاقليمي (منطقة عملياته من الغجر حتى دير ميماس ).

    – لواء الاحتياط التاسع مشاة وجرى نشره في مدينة حيفا ومحيطها لتأمينها.

    الفرقة 36 المدرعة:

    وتنتشر جنوب غرب محمية كمون انتزع لواء غولاني منها بعدما أصبح لواءً مستقلاً ويتموضع ثلاثة ألوية من الفرقة شمال منطقة استقرار الفرقة على الشكل التالي:

    أ – لواء الكوماندوس 89 (عوز) وينتشر على ميمنة الفرقة قرب شلالات بارود جنوب شرق عين الاسد (منطقة عملياته من عيترون مروراً بيارون ورميش).

    ب- لواء 35 المظلي وينتشر في قلب الفرقة في محيط مدينة هاراشيم (منطقة عملياته بين رميش ورامية)، حالياً يعمل كاحتياط قتالي للواءين 228 و300.

    ت ـ اللواء السابع المدرع: وينتشر على ميسرة الفرقة شرق مستعمرة كيشور (منطقة عملياته من مروحين وحتى الناقورة).

    الفرقة 91 الإقليمية:

    وتنتشر في بيريا وتتموضع ألويته المقاتلة الثلاثة في الاماكن التالية:

    – فوج استخبارات الجمع 869 المعروف بـ “شاحاف” والذي اعيد نشره في “يسود هامعلاه”

    – لواء 769 الاقليمي وينتشر في وسط الفرقة بين مستعمرات المنارة وبيت هليل ومرغليوت (منطقة مسؤوليته من كفركلا وحتى بليدا).

    – اللواء 300 الاقليمي المعروف بلواء “برعام” وينتشر على ميسرة الفرقة بين مستعمرتي ميتات ونطوعة (منطقة عملياته من بليدا حتى عيتا الشعب) وتتداخل منطقة عملياته مع منطقة عمليات اللواء الكوماندوس 89.

    ألوية مستقلة:

    – لواء احتياط المشاة السادس المعروف بلواء “ايتزيوني” وينتشر قرب محمية “نخال كتزيف” الطبيعية (منطقة عملياته من مروحين وحتى الناقورة) وتتداخل منطقة عملياته مع اللواء السابع المدرع.

    – لواء احتياط المشاة 228 المعروف بلواء “آلون” وينتشر غرب مستوطنة “حرفيش” (منطقة عملياته من يارون إلى عيتا الشعب).

    – لواء كوماندوس الاحتياط الحادي عشر المعروف بلواء “يفتاح” (منطقة عملياته من بليدا حتى عين ابل).

    – لواء غولاني النخبوي النظامي الأول وينتشر شمال محمية ناحال شعاش الطبيعية (منطقة عملياته من الغجر حتى عين ابل).

    – فوج المدفعية 282 وينتشر شمال محمية وغابة كتسرين الطبيعية.

    استشراف عام لأيام الحرب الخمسة القادمة:

    من المرجح أن تشهد الأيام الخمسة المقبلة تصعيداً خطيراً في الحرب بين حزب الله والكيان الاسرائيلي، ورغم عدم إمكانية التنبؤ بالتفاصيل بدقة، إلا أن التحليل العسكري يشير إلى عدة سيناريوهات محتملة:

    حزب الله:

    – تكثيف الضربات الصاروخية: من المتوقع أن يواصل حزب الله استهداف العمق الإسرائيلي بصواريخ أكثر دقة وعددًا، مستهدفاً مواقع حساسة مثل المطارات والقواعد العسكرية ومحطات توليد الطاقة والموانئ، بهدف شل الحياة في الكيان وإجباره على وقف العدوان.

    – الاعتماد على أسلحة مفاجئة: قد يلجأ حزب الله إلى استخدام أسلحة جديدة لم تكن معروف امتلاكه لها من قبل، مثل طائرات مسيرة أكثر تطوراً أو صواريخ بحرية قادرة على ضرب المنصات الغازية الإسرائيلية في البحر المتوسط.

    – فتح جبهات جديدة: قد يقوم حزب الله بفتح جبهات قتالية جديدة من خلال استهداف مواقع إسرائيلية انطلاقاً من الأراضي السورية أو من خلال تكثيف العمليات عبر حدود الجولان المحتل.

    إسرائيل:

    – تكثيف القصف الجوي والبحري: من المتوقع أن يستمر الكيان الإسرائيلي في قصف الأراضي اللبنانية بشكل مكثف جواً وبحراً، مستهدفا البنية التحتية ومواقع حزب الله ومخازن أسلحته، على الرغم من صعوبة تحديد هذه الأهداف بدقة وتزايد احتمالية وقوع ضحايا مدنيين.

    – محاولة الاغتيال المتكررة: من المحتمل أن يواصل الكيان الإسرائيلي محاولات اغتيال قيادات حزب الله عسكرياً وأمنياً، سواء عبر الغارات الجوية أو عبر عمليات خاصة داخل الأراضي اللبنانية.

    – الضغط الدولي لوقف إطلاق النار: من المتوقع أن يكثف الكيان الإسرائيلي من اتصالاته الدولية لخلق ضغط على لبنان وحزب الله لوقف إطلاق النار، والقبول بشروط إسرائيلية لإنهاء الحرب.

    سيناريوهات محتملة أخرى:

    – تدخل أطراف إقليمية أو دولية: لا يمكن استبعاد احتمالية تدخل أطراف إقليمية أو دولية في الصراع، سواء عسكرياً أو سياسياً، سواء لدعم أحد الطرفين أو لفرض وقف لإطلاق النار.

    – اتفاق وقف إطلاق النار: قد تنجح الجهود الدولية في التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار بين الطرفين، لكن من غير المرجح أن يكون هذا الاتفاق مستداماً في ظل التوتر الشديد وعدم وجود حلول جذرية للأزمة.

    وعليه من المرجح أن تشهد الأيام الخمسة المقبلة مواجهات عنيفة وتصعيداً خطيراً في الحرب بين حزب الله والكيان الاسرائيلي، مع تأثيرات كارثية على الوضع الإنساني في لبنان والمنطقة بشكل عام.

    وعلى طريق القدس مضيت!

    “بسم الله الرحمن الرحيم
    جانب الإخوة المعنيين في الوحدات والمؤسسات الإعلامية في حزب الله؛ حفظهم الله تعالى
    السلام عليكم

    انسجامًا مع حقيقة المعركة القائمة الآن مع العدو الصهيوني، منذ 7 تشرين الأول مع طوفان الأقصى، وتأكيدًا على هوية التضحيات التي تقدم في سبيل الله تعالى على حدودنا اللبنانية مع فلسطين المحتلة، يُرجى اعتماد تسمية الشهداء الذين ارتقوا من 7 تشرين الأول بالشهداء على طريق القدس”.

    ذلك كان توجيه الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصرالله في تسمية شهداء هذه المعركة، ووفقًا هذا التوجيه، زُف شهداء جبهة الإسناد بعبارة “على طريق القدس” لتبيين حقيقة معركتهم، وللتذكير ببوصلتها وأهدافها مع كلّ اسم يسطع في سماء الشهادة قمرًا، مع كلّ قائد، ومع السيّد.. سيّد المقاومة الشهيد.

    على طريق القدس، وفي نصرة غزّة، ذهبت المقاومة في الصدق إلى أقصاه، رفعت سقف المواجهة إلى أعلاه، قدّمت أغلى ما لديها وأنبل: شبابها وقادتها الذين أفنوا أعمارهم في محاربة هذا العدو وجرّعوه الهزائم منذ انطلاقة أولى الرصاصات: زفّت شهداء من “جماعة 82” (1982)، من ألمعيي التطوير والقتال في التسعينيات، من صنّاع تحرير 2000، ومن رجال الله في ميدان 2006، ومن الجيل الذي ولد وكبر في كنف ما بعد النصر الإلهي.. دخلت المقاومة المواجهة “دعمًا لشعبنا الفلسطيني الصامد في غزّة وإسنادًا لمقاومته الباسلة والشريفة” ورفضت التراجع عن هذا الخيار الأخلاقي بالدرجة الأولى بالرغم من كلّ ما حُمل إليها عبر الوسطاء من مغريات وتهديدات أميركية وغربية وعربية: لن تتوقف جبهة الإسناد إلا بوقف العدوان على غزة. هذه الجملة تكرّرت في كل خطاب الأمين العام السيد حسن نصرالله حتى استشهاده، على طريق القدس.

    اغتالت “إسرائيل” شبابنا والقادة، كي تتوقف جبهة الإسناد.. دمّرت القرى الحدودية وهجّرت أهلها كي تتوقف جبهة الإسناد. قتلت المدنيين، استهدفت كلّ ما يمكنها استهدافه.. قتلت السيد نصرالله، كي تتوقف جبهة الإسناد، ولم تفلح، ولن تفلح في تحقيق هذا الهدف، مهما نشط سعاة البريد الغربي والمبعوثون الأميركيون والأوروبيون والعرب.. فالمقاومة واضحة صادقة حدّ الشهادة في قولها، وفي فعلها، وفي الفداء الذي تتقنه ناصعًا واضحًا ساطعًا، وفي العزّة النبيلة المدوّية من القاعدة الحسينية الخالدة: “ألا أنّ الدّعي ابن الدّعي قد ركز بين اثنتين، بين السلّة والذلّة، وهيهات منّا الذلّة!”

    على طريق القدس، وفي حبّ فلسطين، وفي نصرة غزّة: هي معركة الدفاع عن الإنسانية بوجه الوحشية الأميركية، والدفاع عن الذين استضعفوا في الأرض بمواجهة الاستكبار العالمي.. هي معركتنا الثقافية بامتياز، والإعلامية بعمق، والعسكرية مهما بلغنا بالفداء، من دون منّة.. التاريخ سيحدّث عنّا، عن معركتنا هذه، وستحكي الأجيال حتى قيام الساعة عن أهل أرض من مدرسة كربلاء، بذلوا في الحبّ وفي الإنسانية كلّ ما لديهم، فنالوا البرّ كلّه، والنصر.

    سيروي أهل الأرض قصّة، عنوانها “على طريق القدس”، أبطالها رجال الله.. وخاتمتها هدف منذ البداية واضح ومحدّد ودقيق: زوال إسرائيل.. و”بيننا الأيام والساعات…والميدان”..

    ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

    ليلى عماشا

    الميدان يثبت: السيد نصر الله لم ولن يغب إطلاقاً

    لم تتعلم إسرائيل من تجاربها الماضية مع حركات وقوى المقاومة، ويبدو أنها لن تتعلم حتى زوالها، حينما تلجأ باستمرار الى تنفيذ عمليات اغتيال لقادة المقاومة العسكريين والسياسيين، ظناً منها بأن ذلك سيؤدي الى ضعف هذه الحركات، أو يمكنها بذلك الضغط والتأثير.

    لكن جميع التجارب، أثبتت العكس تماماً، فحركات المقاومة لا سيما في لبنان وفلسطين، ازدادت قوة وعزماً بعد عمليات الاغتيال هذه، بشكل مضاعف مرات عديدة.

    وهذا ما سبق للأمين العام لحزب الله الشهيد السيد حسن نصر الله، أن وضّحه ذات مرةً، بعبارات بليغة خلال تشييع الحاج عماد مغنية في شباط / فبراير 2008، حينما قال: إذا كان دم الشيخ راغب حرب أخرجهم من أغلب الأرض اللبنانية، إذا كان دم السيد عباس أخرجهم من الشريط المحتل باستثناء مزارع شبعا، فإن دم عماد مغنية سيخرجهم من الوجود إن شاء الله”. مضيفاً يومها بان “الصهاينة يرون في استشهاد الحاج عماد إنجازاً كبيراً، ونحن نرى فيه بشارة عظيمة بالنصر الآتي والحاسم والنهائي، إن شاء الله”.

    وعليه فإن عملية اغتيال السيد نصر الله الغادرة والإرهابية، التي حصلت في الـ 27 من أيلول / سبتمبر 2024، بشكل قطعي وحازم، لن تؤدي الى وقوف مسيرة المقاومة في لبنان وكل الساحات. بل ربما تكون الحادث المفصلي للحرب الكبرى ضد الكيان المؤقت والوجود الأمريكي في غربي آسيا، والتي من بعدها ستُحدد مصير ومستقبل هذه المنطقة.

    أما كيان الاحتلال الذي اغتّر بعملية الاغتيال، فإنه يُثبت من جديد للعالم كلّه هذه المرّة، بأنه لا يكترث لأي قيم إنسانية، بحيث يبيد ويدمّر مربع سكني مدني، بعشرات أطنان المتفجرات (83 طن)، بغية قتل شخص واحد.

    المقاومة ستزداد صلابة وعزماً على تحقيق أهدافها

    أمّا بالنسبة للمقاومة الإسلامية في لبنان، فإن عملية الاغتيال هذه لن تزيدها إلا عزماً وصلابةً، على تحقيق كل ما وضعته من أهداف منذ أكثر من 40 عاماً. فالسيد نصر الله استشهد بعد أن استطاع تحويل المقاومة من حركة تحرر وطني فقط، الى قطب جامع لكل حركات وقوى التحرّر والمقاومة في المنطقة والعالم. ونال السيد نصر الله أمنيته الكبرى، بعد أن ربّى أجيالاً من القادة والمقاومين في لبنان وفي غيره من دول المنطقة، الذين راكموا الخبرات والقدرات، التي تمكّنهم من استكمال مسار المقاومة والتحرّر – خاصةً في جبهة الإسناد للمقاومة الفلسطينية – حتى تحقيق كافة الأهداف الآنية والكبرى.

    وهذا ما عبّر عنه نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم، في خطابه الأول ما بعد استشهاد السيد نصر الله، حينما قال مؤكّداً “ستتابع منظومة القيادة والسيطرة والمجاهدين ما كنت تتابعه ايها الامين بالدقة نفسها وبالخطوات التي رسمتها”، مشدّداً على أن “الخطط البديلة التي وضعتها للأفراد والقادة البدائل نحنا نتعامل معها والجميع حاضر في الميدان”، ومبيناً بأنه على الرغم من “فقدان عدد من القادة والاعتداء على المدنيين والتضحيات الكبيرة لن نتزحزح قيد انملة عن مواقفنا”، ومشيراً على أن المقاومة الاسلامية ستواصل “مواجهة العدو الاسرائيلي مساندة لغزة وفلسطين ودفاعا عن لبنان وشعبه”، داعياً الى مراقبة “ما حصل بعد اغتيال سماحته عمليات المقاومة استمرت بالوتيرة نفسها وزيادة”.

    وفي معرض التأكيد على هذا الأمر، أعلن الشيخ قاسم عن “ضرب معاليه ادوميم وهي على بعد 150 كلم من الحدود اللبنانية”، وتم “ضرب حيفا وقد اعترف العدو بان مليون شخص دخل الى الملاجئ من صاروخ واحد والحبل على الجرار”.

    أّما فيما يتعلق بأفق المواجهة الحالية، فأشار الشيخ قاسم بأن المقاومة تقوم بما هو الحد الادنى كجزء من خطة متابعة المعركة، التي يعلمون بأنها قد تكون طويلة، ولذلك وضعت قيادة المقاومة كافة الخيارات مفتوحة امامها وستواجه اي احتمال.

    لذلك أمام هذه المواقف المهمة من الشيخ قاسم، المترافقة مع استمرار في عمليات المقاومة للإسناد وبشكل تصاعدي، والتي كان آخرها قصف أهداف إسرائيلية في منطقة ماروم بالجولان المحتل بواسطة طائرة دون طيار. كل هذا يثبت أن المقاومة استطاعت استعادة توازنها بسرعة منقطعة النظير، لا يملكها الكثير من الجيوش والدول حول العالم، وهذا ما سيؤسس لنصر إعجازي جديد في المستقبل، وسيخافون الشهيد السيد نصر الله أكثر.

    جيبوتي: حل أزمة البحر الأحمر مرتبطة بغزة ونستنكر بشدة العدوان على الحديدة

    أدان وزير الخارجية الجيبوتي محمود علي يوسف، الاثنين، استهداف كيان الاحتلال لميناء الحديدة اليمني، معتبرا أنه يتسبب بمنع وصول الإمدادات الاقتصادية والطبية للشعب اليمني.

    وقال يوسف خلال حديثه في مقابلة تلفزيونية للحديث عن تقيمه السياسي للعمليات العسكرية التي تنفذها القوات المسلحة اليمنية إسنادا ودعما للمقاومة أنها تأتي في إطار مشكلة أكبر وهو العدوان على غزة.

    وأضاف إلى أن أستهداف سفن الاحتلال أربكت الكثير من المصالح في المنطقة والعالم، وأن أي حديث لوقفها يرتبط مباشرة بإيجاد حل شامل وكامل لما يحصل في غزة.

    وأشار إلى أن دولة جيبوتي تساعد السفن الأوروبية بالعبور عدا السفن المرتبطة بالاحتلال، وأشار إلى أن العالم يحتاج لمقاربة دولية للبحث عن حلول للفلسطينيين والعرب.

    وأكد أن بلاده تطالب بإيقاف العدوان على قطاع غزة والفلسطينيين من أجل البحث عن الحلول الشاملة لتوقف العمليات العسكرية في البحر الأحمر.

    صحيفة هآرتس العبرية: البركان سوف ينفجر ولن ينقذ اغتيال نصر الله إسرائيل

    هل كان وضع إسرائيل أفضل صباح الأحد مقارنة بصباح الجمعة؟ لقد تحسنت معنويات أغلب الإسرائيليين بعد عام كئيب؛ فقد عدنا إلى عبادة المؤسسة العسكرية (الجميع) وتبجيل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو (ولكن ليس الجميع)، ولكن ما الذي تغير؟ لقد كان حسن نصر الله محكوماً عليه بالموت لأنه كان عدواً لدوداً لإسرائيل (وللبنان). ولن ينقذ قتله إسرائيل.

    في الأسبوع الأول الذي نمر به بدون نصر الله، من الأفضل لنا أن ننظر حولنا. فالضفة الغربية على وشك الانفجار؛ وإسرائيل عالقة في غزة المدمرة بلا مخرج في الأفق، وكذلك الرهائن؛ وخفضت وكالة موديز تصنيف الاقتصاد إلى أدنى مستوياته؛ والمذابح الجماعية التي بدأت في غزة تنتقل الآن إلى لبنان. وقد شرد نصف مليون إنسان من منازلهم، فضلاً عن مليونين من أقرانهم في القطاع الذين يتجولون هنا وهناك في عوز وفقر. ولكن مهلاً، لقد قتلنا هتلر.

    من الأفضل ألا نذكر حتى مكانة إسرائيل الدولية، فقد كان يكفي أن ننظر إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة أثناء خطاب نتنياهو يوم الجمعة. الوضع الأمني ​​أيضاً أكثر اهتزازاً مما يبدو. انتظروا الحرب الإقليمية التي قد تندلع، لقد قطعنا خطوات كبيرة نحوها يوم الجمعة. في هذه الأثناء، تعيش البلاد في رعب، لم يجعل يوم الجمعة عشرات الآلاف من النازحين من منازلهم في الشمال أقرب خطوة واحدة من العودة، لكن إسرائيل تفرح بسقوط عدوها.

    لقد تحدثت إسرائيل خلال العام الماضي بلغة واحدة فقط، وهي لغة الحرب الجامحة والقوة. ومن المحبط أن ندرك أن ملايين البشر قد فقدوا كل شيء بسبب هذا. ففي حين كانت الطائرات الإسرائيلية تقصف الضاحية، وسط تصفيق الإسرائيليين، كان الملايين في غزة والضفة الغربية ولبنان يبكون بمرارة على مصيرهم، وعلى موتاهم، وعلى المقعدين، وعلى ممتلكاتهم الضائعة، وعلى فقدان آخر ذرة من كرامتهم. لقد تركوا بلا شيء.

    هذا هو الواقع الذي تعد به إسرائيل. فسواء كان نصر الله حياً أو ميتاً، فإن البركان سوف ينفجر ذات يوم. وتعتقد إسرائيل، التي تعتمد على أمريكا، الشريكة المستعبدة في المذابح في غزة والحرب في لبنان ــ والتي لم تفعل شيئاً لمنعها سوى الخدمة الشفهية من قِبَل الرئيس جو بايدن ووزير الخارجية أنتوني بلينكن، اللذين لا حول لهما ولا قوة أمام نتنياهو ــ أنها تستطيع أن تستمر على هذا النحو إلى الأبد. ولا ترى أي خيار آخر.