المزيد
    الرئيسية بلوق الصفحة 364

    عندما ترسُمُ دماءُ العُظماء ملامحَ النصر

    عندما ترسُمُ دماءُ العُظماء ملامحَ النصر

    فقدت الأُمَّــةُ الكثيرَ من قادتها وعظمائها، صحيح أن أعظم خسارة على الأُمَّــة هي خسارة عظمائها، وبقدر هول وحجم الخسارة يكون الجبر من الله أن تكون دماء العظماء هي من ترسم ملامح النصر، وكأن تلك الدماء التي سُفكت وهي تجاهد في سبيل الله هي النور الإلهي الذي يضيء للسالكين من عباده المجاهدين سبل النصر وتهيئ أسباب النصر والفلاح، ولنا في عظمائنا الشهداء عبرة.

    استشهد سيدنا الحسين -عليه السلام- فانتصر، فقد كانت مسيرة الحسين هي الملهمة للنصر، فحين قال الزعيم الهندي المهاتما غاندي: “تعلمت من الحسين كيف أكون مظلوماً فانتصر” ذلك؛ لأَنَّه يعلم تماماً من هو الحسين -عليه السلام- وكيف أن مظلوميته واستشهاده كانت سبباً في النصر، وقد كانت الهند إذَا أرادت إحراز النصر، فلا بدّ لها من اقتفَاء سيرة الحسين؛ فاذا كانت الهند الدولة غير المسلمة تؤمن أن اقتفَاء نهج الحسين هو أحد عوامل النصر فالأحرى بنا نحن المسلمين أن نكون نحن من نؤمن بضرورة الاقتدَاء بأعلام الهدى حتى نستطيع أن ننتصر وننصر المظلومين في معركتنا ضد الظالمين.

    وفي تاريخنا المعاصر وعند استشهاد السيد حسين بدرالدين الحوثي -رضوان الله عليه- في العام 2004 م لم تتوقف المسيرة القرآنية، بل ازدادت قوة إلى الحد الذي قارعت فيه أعتى دول العالم المدعومة بمرتزِقتها الإقليميين والمحليين، طالت بضرباتها الكيان الصهيوني، طردت أكبر آلة حربية أمريكية من البحر الأحمر، ألحقت بقوى الظلام هزيمة تاريخية، أليس هذا كله هو ما رسمته دماء السيد حسين بدرالدين الحوثي -رضوان الله عليه- ورفاقه المظلومين؟ وهكذا على مر التاريخ سوف تنتصر دماء المظلومين على آلة حرب الظالمين.

    وفي واقعنا المعاصر نرى المعجزات الإلهية والتأييد الرباني ووعد الله يتجلى في نصرة المجاهدين في غزة وفلسطين عُمُـومًا بالرغم من تكالب كُـلّ قوى الكفر ووقوفهم مع الكيان الصهيوني، وسوف تستمر آيات الله تتجلى لكل ذي لب لتتضح يوماً بعد يوم.

    وفي مصاب الأُمَّــة الأخير عند استشهاد السيد حسن نصر الله ورفاقه -رضوان الله عليهم- يجب علينا أن نؤمن حَــدّ اليقين بأن دماءهم سوف تكون سبباً في زوال هذا الكيان، وهذا وعد الله الذي لا يخلف وعده “سبحانه وتعالى”، سوف يزداد حزب الله قوة وتماسكاً بعد استشهاد القائد حسن نصر الله -رضوان الله عليه- كما ازداد أنصار الله قوة بعد استشهاد السيد حسين بدرالدين الحوثي ورفاقه -رضوان الله عليهم جميعاً-.

    لا يجب أن نحزن بقدر ما نستبشر بالنصر الحتمي؛ لأَنَّ إيمَـاننا بهذا النصر هو إيمَـاننا بوعد الله ولو آلمنا فراق قادتنا، لكن بقدر الألم سيكون الجبر من الله سبحانه وتعالى، فدماء الشهيد المجاهد السيد حسن نصر الله -رضوان الله عليه- ما هي إلَّا الطريق التي ستوصلنا إلى القدس لنصلي في الأقصى، حَيثُ وعد الله وتأييده لن نحزن؛ لأَنَّنا إن حزنا شمت بنا الأعداء والمنافقون، لن نحزن؛ لأَنَّ شهيدنا لم يمت بل وضع لنا طريقاً للنصر، فحين نكون مجاهدين نكون مشاريع للشهادة في سبيل الله، وهذا ما يجب علينا أن نعيَه تماماً، وأن عزاءنا لأمتنا هو النصر الحتمي الذي وضع أساسَه دماءُ عظمائنا الزكية.

    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    د. شعفل علي عمير

    في رحاب الخالدين يا سيد الشهداء.. وعدت فأوفيت ونلت ما تمنيت

    في رحاب الخالدين يا سيد الشهداء.. وعدت فأوفيت ونلت ما تمنيت
    محافظ عدن طارق سلام: يرحب بعودة قيادات جنوبية إلى العاصمة صنعاء

    في محراب الجهاد المقدس وعلى طريق القدس ارتقى حبيب الأمة وقائدها الشجاع المقدام وحفيد رسول الله السيد العلم المؤمن المجاهد حسن نصر الله شهيدا، لقد نال السيد المقاوم باستشهاده ما تمناه ‏ويا لها من خاتمة عظيمة وهو يفدي بروحه المقدسة فلسطين الحرة وأقصاها الشريف ونعم الخيار ونعم الدرب يا أبا هادي.

    إننا اليوم ونحن ننعى سماحة السيد المجاهد حسن نصر الله بقلوب مكلومة ومشاعر يسودها الحزن لا ننسى أن هذا الطريق الكريم كان هو ما ينشده قائدنا ويردده في كل خطاباته وأحاديثه وكتاباته، ولقد كان أشهرها هذا الطريق سنكملُه، لو قُتلنا جميعًا، لو استُشهدنا جميعًا، لو دُمّرت بيوتنا على رؤوسنا،

    لن نتخلّى عن خيار المقاومة الإسلاميّة) فالسلام عليك يا مولاي يوم ولدت ويوم استشهدت ويوم تبعث حيا ، وعهدا أن نكمل الطريق يا سيد الأقوياء متماسكين وأن نجعل من دمائك الطاهرة وقودا مستعرة تلتهم الاعداء والمجرمين في كل زمان ومكان.

    لقد مثل رحيل الشهيد المجاهد والسيد الأسمى والأقدس العلم الحجة الحبيب حسن نصر الله فاجعة كبيرة للشعب اليمني المقاوم لما مثلته المواقف الشجاعة والمخلصة لسماحة السيد تجاه اليمن طيلة أمد العدوان على اليمن فلقد كان ومازال الشهيد السيد حسن نصر الله في وجدان اليمنيين رمز للعزة، والشموخ، والكرامة، والحرية، والإباء، وهو خالدا مخلدا حاضرا في وجدان وقلوب كل أبناء اليمن .

    إن مواقف السيد الشهيد مع المقاومة الفلسطينية والامة العربية والإسلامية عموما واليمنيين خصوصا ستظل خالدا وشاهدة على صدق وإخلاص هذا القدوة والعلم الصادق تجاه أمته وقضيته وهي مصدر إلهام واعتزاز لكل أحرار هذه الأمة ، كيف لا وقد ظل سماحة السيد طيلة عقد من زمن العدوان على اليمن يتابع باهتمام بالغ كل تفاصيل المعركة، وكان حاضرا بقلبه ومشاعره المخلصة طيلة تلك الفترة وقد جسد ذلك الموقف بخطاباته الكثيرة ولعل أبرزها في ثاني أيام العدوان على اليمن ودموعه الزكية التي ذرفت من اجل معاناة الشعب اليمني في موقف خلده اليمنيين وزادهم حبا وإخلاصا لهذا القائد البطل سلام الله عليه ورضوانه .

    إننا اليوم ونحن نعيش هذه الفاجعة الكبيرة والخسارة الفادحة وبقلوب محتسبة راضية بهذا المصاب الجلل إذا نبعث بخالص العزاء والمواساة إلى السيد العلم المجاهد السيد عبدالملك الحوثي الذي فقد اخا عظيم ورفيقا مجاهدا وأسرة الشهيد وكل أحرار الأمة ومقاومتها وأبطالها الشجعان وبرغم حزننا على فقيدنا العظيم إلا أن هذا الألم لن يزيدنا إلا قوة وبأس وعزم على مواصلة الطريق الذي بدأ به السيد المجاهد حسن نصر الله رضوان الله عليه، وسنواصل إلى يوم القيامة جيلاً بعد جيل.

    ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    محافظ محافظة عدن
    طارق مصطفى سلام

    الاغتيالات السياسية الكبرى

    تكون الشخصيات السياسية وخاصة الرفيعة عرضة لخطر الاغتيال على الرغم من الحراسات والإجراءات الأمنية المشددة. الاغتيال السياسي يجر وراءه أحيانا عواقب وخيمة كما حدث في عام 1914.

    عمليات الاغتيال في العادة تتسبب في مضاعفات وتوترات وتزيد من تعقيد المشاكل وخاصة حين تنفذ بأيادي أجنبية. مع ذلك تركز بعض الدول وخاصة في العقود الأخيرة على تصفية خصومها السياسيين والعسكريين في حرب مفتوحة وطويلة تستعمل فيها كل أنواع الأسلحة من رصاص المسدسات المكتومة إلى المتفجرات والقصف بالصواريخ وبالطائرات.

    فرانز فرانتس فرديناند وريث عرش الإمبراطورية النمساوية المجرية:

    أبرز مثال على التداعيات الخطيرة التي قد تنجم عن الاغتيالات السياسية ما جرى في الساعة 10:45 صباح يوم 28 يونيو عام 1914، حين اغتال أعضاء في منظمة “اليد السوداء” الصربية وريث عرش الإمبراطورية النمساوية المجرية وزوجته أثناء زيارة لهما لسراييفو، عاصمة مقاطعة البوسنة والهرسك، وكانت حينها ضمن الإمبراطورية النمساوية المجرية.

    منفذ عملية الاغتيال عضو في حركة “البوسنة الشابة”، ويدعى غافريلو برينسيب، وكان يبلغ من العمر 19 عاما. برينسيب وآخرون جندتهم وسلحتهم منظمة “اليد السوداء” لقتل ولي عهد الإمبراطورية النمساوية المجرية. كان الهدف من وراء الاغتيل، انفصال البوسنة عن النمسا والمجر وإقامة صربيا الكبرى.

    ذلك الاغتيال الشهير كان بمثابة الشرارة التي أشعلت الحرب العالمية الأولى، وقد أسهم في التعجيل بالصدام حينها بين الإمبراطورية الألمانية وحليفتها الإمبراطورية النمساوية المجرية مع خصومها في المعسكر الأخر.

    ملك يوغوسلافيا ألكسندر الأول:

    ألكسندر الأول، ملك يوغسلافيا كان اغتيل أثناء زيارة رسمية له لفرنسا في 9 أكتوبر عام 1934 على يد متطرف بلغاري يدعى فلادو تشيرنوزيمسكي. منفذ عملية الاغتيال أطلق النار في مدينة مرسيليا جنوب فرنسا على سيارة كان يستقلها ملك يوغسلافيا ألكسندر الأول ووزير خارجية فرنسا في ذلك الوقت لويس بارثو، وقتل الاثنان. الرواية الرئيسة تقول إن الاغتيال نفذته منظمة كرواتية كان أعضاؤها حينها يسعون إلى انفصال كرواتيا عن يوغسلافيا.

    المهاتما غاندي:

    غاندي، واسمه الأصلي موهانداس كارامشاند غاندي، وهو زعيم حركة الاستقلال الهندية، ومؤسسة نهج اللاعنف، كان اغتيل في 30 يناير عام 1948 من قبل متطرف هندوسي يدعى ناثورم جوتسى. القاتل أطلق ثلاث رصاصات على المهاتما وهو لقب يعني “الروح العظيمة”، خلال وقفة للصلاة جرت في نيودلهي. فارقت “الروح العظيم” الحياة عن عمر ناهز 78 عاما.

    الرئيس الأمريكي جون كينيدي:

    يعد مقتل الرئيس الأمريكي جون كيندي اثناء زيارة إلى مدينة دالاس في 22 نوفمبر عام 1963، أشهر عملية اغتيال في التاريخ الأمريكي. هذه العملية لا تزال مثار الكثير من الجدل بسبب غموض ملابساتها. منفذ عملية الاغتيال بحسب الرواية الرسمية من بندقية قناصة، يدعى لي هارفي أوزوالد. هذا الرجل اغتيل بدوره بعد يومين من اعتقاله. يعتقد البعض أنه لم يكن بمفرده، ومقتله السريع أجج مثل هذه الظنون.

    الرئيس المصري أنور السادات:

    اغتيل أنور السادات، الرئيس المصري بين عامي “1970 – 1981″، في 6 أكتوبر عام 1981، خلال عرض عسكري بمناسبة الاحتفال بالانتصار في حرب أكتوبر عام 1973.

    اغتيال الرئيس اليمني “إبراهيم الحمدي”

    اغتيل إبراهيم الحمدي ليلة 11 أكتوبر 1977 قبل يومين من موعد زيارته إلى عدن التي كانت ستكون الأولى من نوعها لرئيس من اليمن الشمالي. واغتيل بسبب مشروع الرئيس الحمدي في توحيد اليمن الشمالي والجنوبي، وان الحمدي كان يريد ان يجعل من اليمن رقما اقليميا ودولياً انطلاقاً من موقعه الاستراتيجي الذي يسيطر على واحدا من اهم المضايق وهو مضيق باب المندب وممراً مائياً لو استخدم اليمن حقه لاصبح يحظى بمكانة استثنائية بين دول العالم.

    رأس المؤامرة المملكة السعودية ومن خلفها أجهزة الاستخبارات الامريكية والبريطانية والفرنسية والأدوات المنفذة ما كان لهم ان يصلوا الى مناصبهم لولا الشهيد ابراهيم الحمدي والذي اعتقد انهم جاءوا من اوساط اجتماعية من ابناء هذا الشعب فكان يعتقد انه بهم سوف يبني الدولة التي طالما حلم بها ابناء اليمن الواعيين المستوعبين للخلل التاريخي الذي يشكل سبباً اساسياً لعدم استقرار اليمن.

    رئيسة الوزراء الهندية أنديرا غاندي:

    أنديرا غاندي رئيسة وزراء الهند كانت اغتيلت خلال فترة ولايتها الرابعة صبيحة يوم 31 أكتوبر عام 1984، على يد اثنين من حراسها من طائفة السيخ.

    اثنان من ضباط القوة المكلفة بحراستها أطلقا النار من مسدس ومن بندقية آلية على رئيسة الوزراء الهندية أنديرا غاندي، أثناء توجهها من منزلها إلى مقر عملها سيرا على الأقدام، حيث كان ينتظر أن تجري معها إحدى القنوات مقابلة تلفزيونية.

    في ذلك اليوم تحديدا قررت غاندي عدم ارتداء سترتها الواقة من الرصاص. اصيبت أنديرا غاندي وهي ابنة جواهر لال نهرو، أول رئيس لوزراء الهند، بسبع رصاصات قاتلة في بطتها وثلاثة في الصدر وواحدة في الرأس.

    رئيس الوزراء السويدي أولوف بالمه:

    أولوف بالمه، سياسي ورجل دولة سويدي كان اشتهر بمواقفه الجريئة وصراحته ونهجه المستقل. اغتيل في 28 فبراير عام 1986 أثناء خروجه صحبة زوجته من دار للسينما في ستوكهولم وتوجههما سيرا على الأقدام إلى منزلهما.

    اتهم رجل مدمن ولص يدعى كريستر بيترسون بالجريمة، ثم أطلق سراحه لعدم كفاية الأدلة. سقط في وقت لاحق بيترسون واصطدم رأسه بالإسفلت بطريقة يعتقد البعض أنها غامضة، ما تسبب في مضاعفات أدت إلى وفاته في 29 سبتمبر عام 2004. هذه النهاية زادت من غموض هذه القضية.

    اغتيال رئيس الوزراء “الإسرائيلي” اسحق رابين:

    احتجاجا على اتفاقية السلام مع الفلسطينيين، أطلق مستوطن “إسرائيلي” ينتمي إلى أحد الأحزاب الدينية المتطرفة ويدعى إيجال عامير ثلاثة رصاصات في تل أبيب على رئيس الوزراء “الإسرائيلي” وقتها اسحق رابين مساء يوم 4 نوفمبر عام 1994. رابين لقي مصرعه بعد 40 دقيقة من دخوله المستشفى. القاتل زعم أن دافعه إلى اغتيال اسحاق رابين هو “الدفاع عن شعب “إسرائيل”.

    اغتيال الرئيس اليمني “صالح الصماد”

    اغتيل الرئيس اليمني “صالح الصماد”، يوم الخميس 19 إبريل 2018م بثلاثل غارات عدوانية لطيران العدوان السعودي الأمريكي في محافظة الحديدة، وذلك بطائرة أمريكية من نوع (ام كيو 9) والتي تحمل بصمات واضحة للأمريكيين.

    وتمكن تحالف العدوان من اغتياله بعد اكثر من ثلاث سنوات من المطاردة والملاحقة، وذلك بعد انتهائه من لقاء مكشوف ومعلن عقده مع السلطات المحلية في محافظة الحديدة التي زارها في سياق تحشيد المواطنين للتصدي لعملية عسكرية محتملة ضد هذه المنطقة الساحلية الهامة يقوم العدوان بالتحضير لها بدعم وغطاء اميركيين واضحين، وبرزت احدى مؤشراتها في تهرب نائب وزير الخارجية الأميركية دايفيد ساترفيلد من أسئلة عدة وجهها له أعضاء في الكونغرس الأميركي بشأن الحديدة اثناء استجوابه حول قضايا عدة بينها الحرب على اليمن.

    اليمن تقلب موازين القوى في البحر الأحمر

    اليمن هو صاحب اليد العليا.. تواصل الإخفاق الأمريكي الغربي في وقف جبهة الإسناد اليمنية

    غيرت الوحدة الصاروخية التابعة للجيش اليمني موازين القوى في البحر الأحمر وخليج عدن بتنفيذ ثلاث عمليات خاصة خلال الفترة الأخيرة ، وفي الأيام الأخيرة غيرت الوحدة الصاروخية التابعة للجيش اليمني من جديد موازين القوى في البحر الأحمر وخليج عدن بتنفيذ ثلاث عمليات خاصة ومنعت دخول البضائع إلى فلسطين المحتلة، والبوارج الأمريكية تبعد عن الحدود اليمنية 900 كيلومتر.

    وفي الأسابيع الأخيرة، بدأت القوات الصاروخية والبحرية التابعة للجيش اليمني جولة جديدة من العمليات التفصيلية ضد السفن التجارية التي تتجه نحو فلسطين المحتلة وألحقت ضربات ساحقة شديدة بالشركاء الاقتصاديين والحكومات المتحالفة مع الصهاينة وتوسعت عمليات الوحدات الصاروخية والمسيرة والبحرية للجيش اليمني منذ 43 يوما، وفي هذا الصدد تم استهداف السفينة التجارية “بولولاجين” التي كانت تتحرك باتجاه سواحل الأراضي المحتلة بدقة بعدة صواريخ وقذائف صاروخية، وتم وضع طائرات دون طيار انتحارية في البحر الأحمر وتعرضت لأضرار جسيمة.

    وحسب المصادر الميدانية فإن السفينة التجارية بيلولاجين يوم ال 12 من أغسطس كانت تتحرك باتجاه فلسطين المحتلة وتجاهلت تحذيرات البحرية اليمنية، وتم استهدافها من قبل وحدة الصواريخ والمسيرات التابعة للجيش اليمني على بعد 115 كم من ميناء الصليف غرب محافظة الحديدة جراء تحرك المقاتلين اليمنيين في الوقت المناسب والتوقيت المناسب.

    وفي الثامن عشر من أغسطس، رصدت القوات اليمنية تحرك السفينة “جريتون” باتجاه الأراضي المحتلة، وعندما لم ينتبه مالك هذه السفينة للرسائل التحذيرية وخرق حظر التحرك نحو الموانئ الصهيونية، وردت وحدات الصواريخ والطائرات دون طيار التابعة للجيش بشكل حاسم، وتمت مواجهة اليمن واستهدفته على وجه التحديد في عملية خاصة في خليج عدن.

    وفي بداية سبتمبر، نظمت وحدة الصواريخ والطائرات المسيرة التابعة للجيش اليمني عمليتين خاصتين على بعد 107 كم غرب ميناء الحديدة على البحر الأحمر و92 كم غرب خليج عدن ضد ناقلة النفط سونيون والسفينة SW North Wind، وتعمل الناقلة “سونيون” تحت العلم اليوناني منذ 20 عامًا، وبناءً على المعلومات التي تم الحصول عليها، فإن مالك هذه الشركة لديه علاقة جيدة جدًا ووثيقة مع الصهاينة.

    وحسب المعلومات التي تم الحصول عليها فإن الجيش اليمني استخدم 4 نماذج خاصة من الصواريخ المضادة للسفن خلال العمليات الناجحة الأخيرة في البحر الأحمر وخليج عدن ضد الشركاء الاقتصاديين للصهاينة والسفن التجارية والعسكرية التي كانت تتجه نحو فلسطين المحتلة، ويغطي صاروخ “المندب كروز” المضاد للسفن والذي يبلغ مداه 300 كيلومتر، الساحل الغربي للحديدة ويتم استهداف وإيقاف السفن التي تحاول التحرك باتجاه فلسطين المحتلة من هذه المنطقة، ويمتلك هذا الصاروخ كيان رادار نشط ومن حيث التشابه فهو قريب من صاروخ قادر الإيراني.

    ويتراوح مدى صاروخ عاصف بين 400 و450 كيلومترا ويغطي السواحل الجنوبية لميناء عدن وباب المندب والمحور الغربي للحديدة، وصاروخ عاصف هو صاروخ يعمل بالوقود الصلب ويطارد أهداف العدو برأس حربي زنة 550 كجم وكيان كاميرا بصرية حرارية.

    ويبلغ مدى صاروخ تانكيل 500 كيلومتر، ويمكنه استهداف السفن التي تتحرك باتجاه الأراضي المحتلة من جنوب ميناء عدن وغرب ميناء الحديدة وباب المندب، ويستطيع صاروخ تانكيل استهداف السفن المطلوبة في أجزاء من البحر الأحمر جنوب السعودية كما يقوم صاروخ تانكيل بتحديد واستهداف الأهداف المطلوبة للمقاومة اليمنية من خلال كيان التوجيه البصري الخاص به، ويستطيع صاروخ قدس، الذي يصل مداه إلى 800 كيلومتر، تغطية بحر العرب وجزء كبير من البحر الأحمر بالإضافة إلى باب المندب وخليج عدن.

    وحسب بعض المصادر الاخبارية، فقد تم نشر حاملة الطائرات أبراهام لنكولن والمجموعة الهجومية لحاملة الطائرات الأمريكية على مسافة 700 إلى 900 كيلومتر من الحدود اليمنية لتجنب خطر هذه الصواريخ الأربعة المضادة للسفن، لكن حسب مصادر ميدانية والطائرات دون طيار والصواريخ الباليستية المتقدمة يمكنها استهداف هذه الطرادات بسهولة.

    “أنصار الله”: الملاحة في البحر الأحمر آمنة والأمريكيون يضللون العالم

    وصرح المتحدث الرسمي باسم جماعة “أنصار الله” اليمنية محمد عبد السلام، قبل عدة أيام، أن الملاحة الدولية في البحر الأحمر والبحر العربي آمنة، وطالب عبد السلام، في بيان نشره عبر منصة “إكس”، الأمريكيين بالتوقف عن “تضليل العالم حول مخاطر تهدد الملاحة الدولية في البحرين المذكورين”، ودعا المتحدث باسم “أنصار الله”، جميع الدول إلى “الحذر من الوقوع في شراك أمريكا الرامية إلى عسكرة البحر الأحمر خدمة لـ”إسرائيل” وتشجيعا لها لمواصلة عدوانها الغاشم على قطاع غزة”، على حد وصفه

    واختتم عبد السلام بالتأكيد على أن الجماعة “ماضية في استهداف السفن “الإسرائيلية” أو تلك المتجهة إلى موانئ فلسطين المحتلة حتى يتوقف العدوان ويرفع الحصار عن غزة”، متوعدا من يعترض تلك العمليات بالرد، وفي وقت سابق، اعتبر رئيس حزب “إسرائيل بيتنا” وزير الدفاع “الإسرائيلي” الأسبق، أفيغدور ليبرمان، أن إطلاق جماعة “أنصار الله” اليمنية الصواريخ والطائرات المسيرة باتجاه السفن في البحر الأحمر “أمر لا يحتمل”.

    جاء ذلك عبر تدوينة في حسابه على منصة “إكس”، بعد إعلان “أنصار الله”، في وقت سابق من يوم الأربعاء الماضي “تم استهداف سفينة أمريكية كانت تقدّم الدعم للكيان الصهيوني بعدد كبير من الصواريخ البالستية والبحرية والطائرات المسيرة” ومنذ مطلع ديسمبر الماضي، تبنت “أنصار الله” استهداف 11 سفينة في البحر الأحمر وباب المندب، بالصواريخ والطائرات المُسيرة، خلال تنفيذ قرارها بمنع السفن الإسرائيلية أو المتجهة إلى موانئ “إسرائيل” من المرور في البحر الأحمر، ردًا على عمليات الجيش “الإسرائيلي” ضد المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، وبين الحين والآخر، تعلن جماعة “أنصار الله” أنها جزء من محور المقاومة الذي يضم إيران وسوريا و”حزب الله” اللبناني وفصائل المقاومة الفلسطينية، مؤكدة استعدادها للمشاركة في القتال إلى جانب المقاومة الفلسطينية.

    إسرائيل.. “قائمة الاغتيال” باليد الطويلة

    لم تعد رصاصات الموساد كافية لاغتيال أعداء “إسرائيل” الكبار، فأدخلت إلى الميدان سلاحا من العيار الثقيل، وأصبحت تتخلص من هؤلاء باستعمال الطائرات المروحية والطائرات النفاثة القاذفة.

    بالطائرات الحربية التي تعرف في العادة باسم “اليد الطويلة”، اغتالت “إسرائيل” الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله وقياديين رفيعين، واستعملت كما تقول تقارير في غارتها الجوية على مقر الحزب السري تحت الأرض في حارة “حريك” في الضاحية الجنوبية من بيروت، قنابل تزن حوالي طنا.

    اغتيال حسن نصر الله بغارة جوية وباستخدام قنابل ضد التحصينات الأرضية في 27 سبتمبر 2024 وصفه ستيفن ديسلي في مقال نشر في بوابة “spectator” بأنه “أعظم انتصار لـ”إسرائيل” منذ حرب الأيام الستة”.

    لورانس فريدمان من صحيفة “newstatesman”، يرى أن اغتيال الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله من حيث أهميته “يختلف تماما عن الاغتيالات السابقة. هذا هو قطع الرأس الكامل… بدونه يكون حزب الله بلا قيادة ويترك في موقف دفاعي، وبالتالي غير قادر بفعالية على الرد على سلسلة من الهجمات المدمرة”.

    إسماعيل هنية:

    اغتيال حسن نصر الله جاء بعد اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس سماعيل هنية بنفس الأسلوب تقريبا في 31 يوليو 2024. هذا الاغتيال من الجو كان الأكثر تعقيدا وصعوبة حيث طالت “يد إسرائيل الطويلة” هنية أثناء زيارة له لإيران البعيدة جغرافيا.

    قتلت “إسرائيل” رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الفلسطينية بين عامي 2017 – 2024 بقصف مقر إقامته في مجمع سعد آباد السكني بمنطقة نيلسون مانديلا الواقعة شمال العاصمة الإيرانية طهران بالقرب من مبنى البرلمان الإيراني.

    الروايات غير الرسمية عن هذا الاغتيال، تتحدث إحداها عن استعمال طائرة مسيرة انتحارية في استهداف الشقة التي كان يتواجد بها إسماعيل هنية، ورواية ثانية تتحدث عن استعمال صاروخ موجه من طراز “سبيك”.

    رواية ثالثة ذكرت أن الاغتيال نفذ بواسطة ضربة صاروخية بعيدة المدى أو بغارة جوية عالية الدقة من خارج المجال الجوي الإيراني.

    عباس الموسوي:

    حسن نصر االله هو ثاني امين عام لحزب الله تغتاله “إسرائيل”. اغتيل قبله عباس الموسوي وكان في الترتيب، الأمين العام الثاني في تاريخ حزب الله.

    الاغتيال كان نفذ في 16 فبراير عام 1992 باستعمال طائرات مروحية قطعت الطريق على موكبه أثناء عودته من بلدة جبشيت بجنوب لبنان إلى بيروت. قرب بلدة تفاحتا أطلقت المروحيات “الإسرائيلية” صواريخ دمرت سيارته وتسبب في وفاته مع زوجته وأصغر أبنائه.

    أبو علي مصطفى:

    أولى عمليات الاغتيال “الإسرائيلية” الكبيرة من الجو في مناطق السلطة الوطنية الفلسطينية نفذت في 27 أغسطس عام 2001، حين أطلقت مروحية هجومية “إسرائيلية” صاروخين على مكتب الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أبو علي مصطفي في البيرة برام الله.

    أحد الصاروخين اخترق نافذة شرقية لمكتب القيادي الفلسطيني الواقع في الطابق الثالث من أحد المباني ما أدى إلى مقتله على الفور، فيما دخل الصاروخ الثانية من نافذة تطل على الشمال وتسبب في تدمير الشقة بكاملها.

    أحمد الجعبري:

    باستعمال الطائرات الحربية، اليد الطويلة، اغتالت “إسرائيل” مساء 14 نوفمبر عام 2012، أحمد الجعبري نائب القائد العام لكتائب القسام، الذراع العسكري لحركة حماس. الاغتيال من الجو تم باستهداف سيارة الجعبري بمدينة غزة.

    أحمد ياسين:

    بنفس الطريقة اغتالت “إسرائيل” مؤسس حركة حماس، أحمد ياسين. في تلك الغارة أطلقت طائرات مروحية إسرائيلية الصواريخ على أحمد ياسين في حي صبرا في غزة أثناء دفعه على كرسيه المتحرك عائدا إلى بيته.

    القوات اليمنية تعلن اسقاط طائرة (MQ_9) الأمريكية في أجواء محافظة صعدة وتعتبر الرابعة خلال هذا الشهر (مشاهد لحظة الاسقاط)

    مشاهد حطام الطائرة الأمريكية (MQ-9) التي أسقطتها الدفاعات الجوية اليمنية في محافظة صعدة بتأريخ 30-09-2024م

    أعلنت القوات المسلحة اليمنية، اليوم الإثنين، اسقاط طائرة (MQ_9) الأمريكية في أجواء محافظة صعدة.

    وتعتبر طائرة (MQ_9) الرابعة خلال هذا الشهر وهي الحادية عشر خلال معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس.

    بدوره، وزع الإعلام الحربي اليمني، مشاهد حطام الطائرة الأمريكية (MQ-9) التي أسقطتها الدفاعات الجوية اليمنية في محافظة صعدة.

    إسرائيل.. تأريخ تكتبُه الإبادة

    التاريخُ الذي تكتبُه “إسرائيل” للعرب في هذه المرحلة من الربع الأول للقرن الحادي والعشرين مُذلٌّ وفاجع. فاجعٌ لأنّها تسطّره للدول العربية على مقاسها، بما يخدم مصالحها وسياستها الصهيونية في الاحتلال والإبادة والتوسّع، كاتبةً أعوامه وحِقبه بدمٍ عربيٍّ تستبيحه في فلسطين ولبنان وسورية واليمن، وقريباً في بقية بلدان المنطقة.

    مذلٌّ لأنّ الأنظمة العربية المُستسلمة وقائياً بالكامل، والمُطبّعة علناً أو ضمنياً، تمنح “إسرائيل” حرية ممارسة الإرهاب وارتكاب الجرائم والاغتيالات وقتل الأطفال والمدنيّين والمواطنين، فتُشاركها بذلك “قيمها” في الاستهانة بـ الإنسان العربي، والتنكيل بكرامته وحقوقه وحرياته.

    ما يزيد من هول الفاجعة ومرارة الخضوع هو أنّ الأنظمة العربية -سواء كانت مستسلمةً أم منددةً متآمرةً ومتعاونةً صامتةً، أم حتى مُطبّعةً معروفةً- لا تختلفُ في الجوهر عن الأنظمة الغربية التي تندّد وتشجب وتحذّر وتصمت، لكنها تتآمر ولا تفعل شيئاً حقيقياً لوقف الإبادة. فبماذا تختلف هذه الأنظمة العربية عن مثيلاتها في الغرب الذي تنتقده؟

    بين الخضوع والفاجعة ما يثير الضحك المُبكي. بمراجعة بسيطة لأحلام العرب في الوحدة والحرّية والاشتراكية والتحرّر والتطور والانفتاح، لن نرى إلا مزيداً من التجزئة والتبعية والعبودية والفقر والبطالة والسيطرة والرأسمالية.

    في هذا كلّه، ما يحيّرني وأعجز عن إيجاد جوابٍ له: من أين تأتي هذه القدرة عند الأنظمة العربية على مراقبة ما يحدث بصمت وقبول هذا الامتهان الذي تمارسه “إسرائيل” بحقهم، وبحقّ الإنسان العربي؟

    بين الخضوع والفاجعة ما يثير الضحك المُبكي

    صار مؤكّداً أنَّ الحضور العربي لم يعُد يشكّل تهديداً على “إسرائيل”، ربّما في غياب العرب تهديدٌ أقوى، وفيه ما يؤدّي إلى زوال الاحتلال! يبدو أن براعتنا، نحن العرب، تكمن تحديداً في هذه “القدرة الإلهية” على محو بعضنا البعض، ذاتياً وجماعياً، من أجل محو العدو!

    أمس حلمتُ أنني من كتبَ هذه الكلمات: مشطوراً في جسدٍ لا يسكنُ حيث وُلِد، وروحٍ لا ترتوي من أي سماء. أشعر أنني أعمى في هذا العالم المُسافر. كيف أخرجُ من نفسي؟ وفي أي بيتٍ أُقيمُ؟ ولماذا لا أصلُ وإلى أين؟ وهل من شيء أستند عليه غير العكاكيز؟

    أحلمُ بجناحي فراشةٍ هربت لتوّها من اللهب. تحت أظافري أرانبُ لا تكفّ عن القفز. الأسرّة مريحةٌ وطبول الجماعة لا تقرع أناشيد الأرق. الكل نائمٌ، والأقفاص بلا نهاية.

    هل من هاتف يصوّر هذا النجم الذي استيقظ للتوّ؟ هل من مكتبةٍ تتسع لِسوائل الإبادة؟ لغةٌ لا تقول إلا المقابر أو محيطات من الدم. هل لي أن أسأل: من سجنَ الهواء في الكتب؟ من اعتقل الخطوات عن جسور الغبار؟ أسناني مضطربة ولساني لا يستطيع إلا أن يهمس: لا ملجأ لي منكم. لا ملجأ لي في الخارج. الرئة التي تتنفس في جسدي انكسرت قصباتها.

    العظم الذي يحمل ظهري نخره السوس. الريح لا تميّز بين الجهات. الروح لا تشعر حتى بالحجر. كلُّ الذين أُخاطبهم فقدوا آذانهم. هل من أحدٍ يسمعني: لم أعد قادراً على نقل الشمس في عربة الطفولة. جسمي غير مرتاحٍ وأصابعي لا تلمس غير الرمل. من أين لظهري هذه القدرة على حمل ظلمات الأرض؟

    جروحي لا تلتئم. أسيرُ. أراها أمامي، بين عينيّ، في هيئة ورق يتبلّل بما تبقى من دمعي. من أين تختبئ في أجسادنا هذه القدرة على تحمّل السلاسل؟ وهل من شيء جديدٍ نقوله اليوم للحقيقة غير الموت؟

    ــــــــــــــــــــــــــ
    جعفر العلوني

    وول ستريت: حزب الله سيُغرق “إسرائيل” في المستنقع اللبناني

    في ظل اشتداد عدوان الصهاينة على لبنان، وخاصة الهجمات الوحشية التي نفذوها في الأيام الماضية وأدت إلى مقتل وجرح آلاف المدنيين في لبنان، حذرت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية حول السيناريوهات الخطيرة القائمة ضد كيان الاحتلال، وأن حزب الله يدخل “إسرائيل” في مستنقع جديد.

    وذكرت الصحيفة الأمريكية أنه رغم أن “إسرائيل” شنت هجماتها العنيفة على لبنان، إلا أنه في حال نشوب حرب برية فإن الصورة ستتغير، وحينها ستقاتل “إسرائيل” على أراضي حزب الله، والامتيازات التي يتمتع بها الإسرائيليون في مجال الاستخبارات والتكنولوجيا، لن تكون عاملا حاسما في الحرب البرية.

    وجاء في هذا التقرير: واصل حزب الله مهاجمة أهداف إسرائيلية خلال العام الماضي دعماً للفلسطينيين في قطاع غزة، ويمتلك حزب الله ترسانة كبيرة من كل أنواع الصواريخ والصواريخ المضادة للدبابات والطائرات دون طيار، والتي يمكنها استخدام هذه الأسلحة بشكل كبير إذا تقدمت “إسرائيل” على الأرض.

    وأضافت الصحيفة: من أحدث أسلحة حزب الله وأخطرها، لا بد من أن نذكر صواريخ الماس الموجهة المضادة للدبابات، والتي تتيح لحزب الله ضرب “إسرائيل” بدقة أكبر مما كانت عليه في حرب تموز/يوليو 2006. في الحرب الأخيرة بين حزب الله و”إسرائيل”، كان لدى هذا الحزب نحو 12 ألف صاروخ وقذيفة، لكن الوضع الآن مختلف تماما.

    وتابعت صحيفة وول ستريت جورنال: إن المحللين العسكريين يعتقدون أن ألماس هو نسخة عكسية من صاروخ سبايك الإسرائيلي، الذي ربما حصل عليه حزب الله في عام 2006، ويمكن مقارنة صاروخ الماس بالصواريخ المتطورة المضادة للدبابات مثل صاروخ جافلين الأمريكي، ويسمح هذا الصاروخ لحزب الله باستهداف الأهداف بدقة أكبر بكثير مما كان عليه في الماضي.

    سيكون لبنان بالنسبة ل”إسرائيل” مثل فيتنام بالنسبة لأمريكا

    وأشارت صحيفة وول ستريت جورنال إلى أن عدوان الكيان الصهيوني على لبنان لم يكن فعالا، وأكدت أن “إسرائيل” ستصل إلى طريق مسدود في لبنان كما حدث في عام 2006، وإذا حدثت حرب برية فإن لبنان سيكون مستنقعا آخر ل”إسرائيل” مثل غزة.

    قال دانييل بايمان، العضو البارز في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن وأحد المسؤولين السابقين في الحكومة الأمريكية الذي أعد تقريراً مفصلاً عن الترسانة العسكرية لحزب الله، وعن وضع “إسرائيل” في لبنان، دعونا نعود إلى الولايات المتحدة الوضع في فيتنام في عام 1980.

    وفي هذا السياق، أعلنت صحيفة “وول ستريت جورنال” نقلاً عن “أساف أوريون”، الجنرال المتقاعد في الكيان الصهيوني، أن “إسرائيل” ستتكبد بلا شك خسائر كبيرة في لبنان، والدخول في حرب كبرى ليس بالأمر السهل على الإطلاق.

    وأوضح هذا الإعلام الأمريكي أن “إسرائيل” تواجه العديد من النقائص الاستراتيجية في مواجهة حزب الله؛ رغم أنها تمتلك أسلحة متطورة من بينها مقاتلات إف-35 ودفاعات جوية متعددة الطبقات، وهنا لا بد من الإشارة إلى أن حزب الله لا يبحث عن النصر في الحرب مع “إسرائيل” بالمعنى التقليدي؛ بل إنها تنوي إدخال الجيش الإسرائيلي في حرب استنزاف، تماماً كما نجحت حماس، كمجموعة لا تقارن قوتها العسكرية على الإطلاق بحزب الله، في إبقاء “إسرائيل” في مستنقع حرب الاستنزاف في غزة لمدة عام تقريباً.

    وجاء في استمرار تقرير الصحيفة الأمريكية: يعتقد المحللون العسكريون في الولايات المتحدة أن حزب الله قد يستخدم التكتيكات التي تستخدمها روسيا في أوكرانيا من خلال إطلاق وابل من الصواريخ والطائرات دون طيار لإرباك أو تعطيل الدفاعات الجوية الإسرائيلية ومن ثم مهاجمة مواقع حساسة مثل استخدام القواعد العسكرية والموانئ وشبكات الكهرباء، ويقول المسؤولون الإسرائيليون أيضًا إنه إذا بدأ حزب الله هجماته، فسوف يُقتل مئات الإسرائيليين.

    سياسة الاغتيالات الصهيونية وحتمية رد محور المقاومة

    اختار مجرم الحرب بنيامين نتنياهو وحكومته المتطرفة سياسة الاغتيالات المتأصلة في جذور الكيان الصهيوني هروباً من هزيمته الإستراتيجية المُنكرة في قطاع غزة، ليبدأ بإغتيال القائد في حزب الله فؤاد شكر في الضاحية الجنوبية وقائد حركة حماس إسماعيل هنية في طهران خلال أقل من 24 ساعة، وتدرج نتنياهو وعصابته في اغتيالاته من الصف الأول إلى الثاني إلى الثالث الى إغتيال الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله.

    ويتبع الكيان الغاصب على مر فترات حكوماته المتعاقبة سياسة الاغتيالات فقد اغتال العدو الصهيوني شخصيات كبرى في حركة حماس كالشيخ أحمد ياسين، والدكتور عبد العزيز الرنتيسي، وصلاح شحادة، وإبراهيم المقادمة، ويحيى عيّاش، وأحمد الجعبري، وآخرين.

    لكن اغتيال الشهيد إسماعيل هنية رئيس حركة حماس، والمسؤول العسكري في حزب الله الشهيد فؤاد شُكر في طهران وبيروت، كان له وقعُ خاص وأهداف مهمة في سياق المعركة المستمرة منذ السابع من أكتوبر.

    ويبدو للمراقب أن غاية نتنياهو من عمليات الاغتيالات هي شطب القضية الفلسطينية بالتعاون مع الإدارة الأمريكية القادمة بأساطيلها الحربية، كما يبدو أن لدى نتنياهو رؤية إستراتيجية ليست جديدة تتمثل في تصفية القضية الفلسطينية عبر التطبيع مع الكيانات العربية الرخوة واندماج الكيان الصهيوني في المنطقة العربية بالإضافة الى منع إيران أو أي دولة عربية أو إسلامية من امتلاك السلاح النووي، لتكون المهيمنة في المنطقة ومحتكرة للردع الإستراتيجي في الشرق الأوسط.

    وباغتيال السيد نصرالله أمين حزب الله، تدخل المنطقة مرحلة جديدة من التصعيد السياسي والعسكري، مما قد يترك تداعيات عميقة على السياسات الداخلية للدول وتحالفاتها، وسينذر هذا الحدث المفصلي بتحولات جذرية في المشهد السياسي والعسكري والأمني للمنطقة، وقد تعُيد تشكيل خريطة التحالفات والصراعات الإقليمية.

    ومع هذا الحدث الجلل اغتيال سيد الشهداء نصر الله، فإن المنطقة دخلت منعطفًا جديدًا وخطيراً يُنذر باحتمالات اندلاع حرب إقليمية شاملة، فمحور المقاومة لن يقف مكتوف الأيدي واحتمالات الرد القوي والقاسي متوقع بشكل كبير ولن تسمح إيران بتصفية حزب الله أو إخراجه من توازن القوى في المنطقة.

    وعملية اغتيال السيد نصرالله لم تكن الأولى من نوعها، فقد سبقتها عملية اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) إسماعيل هنية في طهران، والتي جاءت هي الأخرى في وقت كان السعي الدبلوماسي الأمريكي يهدف لوقف إطلاق النار.

    ويفسر الهدف المزدوج الذي أراد تحقيقه نتنياهو عبر اغتيال هنية في طهران، واستهداف حركة حماس وقياداتها، هو دفع إيران لتكون طرفًا مباشرًا في حربه ضد الفلسطينيين، تمهيدًا لحرب موسّعة تُجبر فيها الولايات المتحدة على التدخل للدفاع عن الكيان الصهيوني في مواجهة إيران، ومحور المقاومة.

    ويحاول نتنياهو جاهدا لإطالة أمد الحرب لحماية مستقبله السياسي، وحكومته من السقوط، وذلك عبر البحث عن صورة انتصار تكتيكي، مثل اغتيال قادة المقاومة الفلسطينية واللبنانية، مادام حسم المعركة مُستبعداً، وهو الأمر الذي يحقق له إطالة المعركة حتى الانتخابات الأمريكية، أملاً في أن تشكل له عنواناً جديداً لإدارة مشهد العلاقة مع الفلسطينيين، لا سيّما إذا كان المرشح دونالد ترامب الذي تماهى في فترته السابقة مع أهداف نتنياهو في نقل السفارة الأمريكية من “تل أبيب” إلى القدس، وقام بإعداد صفقة القرن، هو القادم الجديد إلى البيت الأبيض.

    وسبق أن حاول نتنياهو منع الرئيس باراك أوباما من توقيع الاتفاق النووي مع إيران وفشل، لكنه نجح في دفع الرئيس السابق دونالد ترامب للانسحاب من الاتفاق من طرف واحد، لدفع واشنطن للصدام مع طهران.

    في المقابل، نجحت إيران في تدوير الزوايا الحادة مع واشنطن والاتحاد الأوروبي، لكن اغتيال هنية في طهران، بعد أشهر من قصف الكيان الصهيوني للقنصلية الإيرانية في أبريل الماضي، وضع طهران في زاوية ضيقة لا خيارات فيها سوى الرد بقوة، مع الحرص على عدم الذهاب إلى حرب إقليمية، إلا إذا فرضها الكيان الغاصب.

    ونشأ خلال السنوات الماضية “ميزان الرعب” بين محور المقاومة والكيان الصهيوني وهو نتاج تطور “قواعد الاشتباك” لكن مع فرط الكيان الغاصب عقد قواعد الاشتباك باتباعه سياسة الاغتيالات الجبانة يبدو أن محور المقاومة بصدد اتباع شكل جديد من المواجهة مع هذا الكيان وعصاباته الصهيونية، وسيعيش الكيان وعصاباته الصهيونية حالة رعب حقيقية من قبل المحور، وهو واقع لا محالة، مع عجز الكيان عن حجمه وتوقيته ومداه.

    ويبدو أن محور المقاومة بعد اغتيال قيادات من الصف الأول كـ”إسماعيل هنية والسيد حسن نصرالله” عازم بإصرار على إجبار العدو دفع أثمان كبيرة وغالية ردا على اعتداءاته الغادرة.
    ـــــــــــــــــــــــــــ
    عبدالعزيز الحزي