المزيد
    الرئيسية بلوق الصفحة 4278

    خطة أممية باهتة للسلام في اليمن تكشفها رويترز

    خطة أممية باهتة للسلام في اليمن تكشفها رويترز: وقف إطلاق النار وحكومة إنتقالية

    المشهد اليمني الأول/

     

    وضعت الأمم المتحدة خطة جديدة للسلام في اليمن، تقوم على تخلي «أنصار الله» عن الصواريخ الباليستية مقابل وقف العدوان السعودي الأمريكي، بالإضافة إلى التوصّل لاتفاق لإنشاء حكومة انتقالية.

     

    وقالت وكالة «رويترز» إن هذه الخطة التي وضع مسودتها مبعوث الأمم المتحدة الخاص مارتن جريفيث، لم يتم الإعلان عنها بعد، وقد تدخل عليها تعديلات، مشيرة إلى أنها «أحدث الجهود لإنهاء الحرب الأهلية المستمرة منذ ثلاث سنوات في اليمن والتي سببت واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية على مستوى العالم».

     

    ولفتت الوكالة إلى أن مسودة الوثيقة التي اطلعت عليها وأكدها لها مصدران مطلعان، تشير إلى أنه «يجب أن تسلم الأطراف العسكرية التي لا تتبع الدولة الأسلحة الثقيلة والمتوسطة، بما في ذلك الصواريخ الباليستية بطريقة منظمة ومخططة».

     

    وأضافت «لن تستثنى أي جماعات مسلحة من نزع السلاح»، ونقلت عن المصدرين تأكيدهما على أن «هذه الصياغة تشمل الحوثيين» .

     

    ويشرف مجلس عسكري وطني على خطوات «انسحاب تدريجي للجماعات المسلحة من مناطق معينة» وتسليم الأسلحة بما في ذلك الصواريخ الباليستية.

     

    وتنصّ مسودة الخطة على التعامل مع قضايا مثل العمليتين الدستورية والانتخابية والمصالحة بين الأطراف فيما بعد ضمن جدول عمل للانتقال السياسي.

     

    وتدعو إلى إنشاء حكومة انتقالية شاملة يقودها رئيس وزراء متفق عليه «تتمثل فيها المكونات السياسية بالدرجة الكافية». ولا تقدم الخطة المزيد من التفاصيل عن الكيفية التي قد يُمثل بها «أنصار الله» في تلك الحكومة الانتقالية.

     

    ونقلت الوكالة عن أحد المصدرين، قوله إن «النية هي ربط الجوانب الأمنية بالسياسية بدءا بوقف القتال… ثم الانتقال نحو سحب القوات وتشكيل حكومة وحدة وطنية. ربما يكون هذا الهدف الأخير هو الأصعب».

     

    وبحسب «رويترز»، فإن خطة السلام الأوسع «تهدف على ما يبدو إلى الوصول إلى وقف إطلاق النار سريعاً، والتفاوض على الكثير من القضايا الشائكة في وقت لاحق».

     

    ومن المقرر أن يطرح جريفيث، الذي يزور الشرق الأوسط سعياً للتوصل إلى اتفاق منفصل لتفادي هجوم على ميناء الحديدة، «إطار عمل للمفاوضات» في اليمن بحلول منتصف يونيو.

     

    وأجريت آخر جولة من المحادثات التي تدعمها الأمم المتحدة بين «أنصار الله» والحكومة اليمنية في الكويت في أغسطس عام 2016.

    الساحل الغربي.. لماذا ورطة؟ ولماذا حماقة؟ للحلف المعتدي

    المشهد اليمني الأول/

     

    بفارغ الصبر ينتظر المجاهدين تورط أمريكا وأحذيتها في #الساحل_الغربي ..فلماذا نقول ورطة؟ ولماذا حماقة؟ بعيداً عن أي عواطف…

     

    لو كانت تهامة بيئة حاضنة لهم لما استعانوا بمرتزقة الجنوب

     

    لو كانت تهامة مرحبة بهم لما انتظروا مطاريد الجبال “تارك جدته”

     

    لو كانوا قادرين على حسمها لما هرولت الإمارات متوسلة أمريكا التدخل المباشر، وقالت: “لن نمضي قدما دون مساعدة مباشرة من الولايات المتحدة”.

     

    لو كانوا واثقين من النتائج لما احتاجوا لنقل البنك لتحريك الشارع بصفهم

     

    لو كان اليمن مرحباً بالغزاة لما احتاجوا لتوظيف الآلاف بوظائف “التشويه المتخصص” وبمليارات الدولارات

     

    لو كانوا قوة لاتقهر لما احتاجوا لفرض الحصار ومعاقبة 15مليون إنسان

     

    لو كانوا قوة لاتهزم لما إرتعدت فرائصهم وتعطلت قدرات الترسانات من أطقم وبنادق الأنصار

     

    لو كانوا أهلاً للمعارك لما فروا وانكسروا وبحوزتهم الأباتشي والحربي والإستطلاعي بأعلى سقف نيران

     

    لو كانوا واثقين من أنفسهم لما انتظروا لأي دعم وإسناد خارجي أمريكي وغير أمريكي

     

    لو كانوا جيوشاً جرارة لما بحثوا عن مرتزقة سودانيين وأفارقة وأجانب

     

    يرتعدون من قوات لم تستورد طلقة رصاص واحدة من الخارج منذ أكثر من 3أعوام

     

    يرتعبون من قوات صنعت أسلحتها وذخيرتها وقذائفها وصواريخها من أبسط المواد البدائية

     

    يصرخون ولديهم منابع أسلحة وذخائر لاتجف ولاتنضب ولاتبخل عليهم بالأحدث، ولديهم الجو والبحر وأحدث وسائله ولايتقدمون لمربع قبل مراقبته جواً لأيام وإستهدافه بوابل من الحرق والنيران وإن رأوا طقماً أو بضعة أنصار ولوا مدبرين..

     

    لو كانوا قادرين على خوض المعركة دون التحكم بمحاذيرها لخاضوها قبل عامين.. لم يُقدِموا عليها وكانت قطر والإصلاح وقيادات التكفير ليسوا على لائحة الإرهاب والإهانة والشماتة بالزوجة الثانية للسفير، فكيف وأصبح كل فريق منهم يشمت وينحر الآخر..

     

    لو كانوا لم يتورطوا بمعركة الساحل والقوة الصاروخية اليمنية أيام سكودB وقبل التطوير.. فكيف بعد تطوير البركان الجبار الذي أطاح بأحدث أجيال الباتريوت وللبدر الكرار معذب أصحاب القبعات الخضر.. وأصبح للبحرية درر “المندب1” أرض-بحر لايُصد ولايُرد ساحق غارق بعون القهار.. وأصبح الدفاع الجوي والجيش اليمني صعب المنال والمراس..

     

    ما أضعفهم أمام أسود الأنصار

     

    ما أحقرهم أمام جيوش الأحرار

     

    ما أجبنهم أمام المتوكلين على رب السماوات والأرض..

     

    يحتاجون لموافقة ودعم وإسناد أمريكا المخلوقة.. ولا نحتاج لأي دعم وإسناد من غير الخالق سبحانه

     

    هُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ… لَّهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ..

     

    يلجأون لإستخدام أوراق وأوراق وينفقون مليارات المليارات.. ثم تكون عليهم حسرة ثم يُغلبون..

     

    لهذا وأكثر ومابعد الأكثر هي أم الورطات إن لم تكن ورطة.. هي أم الحماقات إن لم تكن حماقة.. ننتظرها بفارغ الصبر بعون الله الجبار القهار.. ننتظرها وقلوبنا مليئة بالثقة الحديد وسورة الحديد في سواحل الحديدة.. سيعذبهم الله بأيدينا بقبضةٍ من حديد.

     

    #هو_الله
    ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    جميل أنعم العبسي

    عطوان: بعد إعتراف قرقاش بخطأ إبعاد سوريا من الجامعة العربية .. هل سيكون الإعتراف الخليجي القادم بخطأ خوض الحرب في اليمن؟

    عطوان: بعد إعتراف قرقاش بخطأ إبعاد سوريا من الجامعة العربية .. هل سيكون الإعتراف الخليجي القادم بخطأ خوض الحرب في اليمن؟

    المشهد اليمني الأول/ عبدالباري عطوان – رأي اليوم

     

    الاعتراف المُفاجِئ للدكتور أنور قرقاش، وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجيّة، بأنّ “إبعاد” سورية من الجامعة العربيّة كان خطأً، يُشَكِّل خَطوةً سِياسيّةً مُتعمِّقة لسِياساتٍ استمرّت أكثَر من سبع سنوات من التَّدخُّل الخليجيّ في الشأنِ السوريّ، وبتَحريضٍ أمريكيٍّ غربيّ.

     

    لذلك فإنّ السُّؤال الذي يَطرَح نفسه هو عمّا سيَتبع هذا “الاعتراف الشُّجاع” من مواقِف في الأزمة السوريّة، سواء من قِبَل دولة الإمارات أو دُوَلٍ خليجيّةٍ أُخرى ارتكبت الخَطأ نفسه، بطَريقةٍ أو بأُخرى، وتَدخَّلت عَسكريًّا في هذهِ الأزمة، وضَخَّت المِليارات فيها.

     

    صحيح أنّ دولة الإمارات لم تُمَوِّل ميليشيات وفصائِل مُسلَّحة مِثل غيرها، وأبْقَت علاقاتِها مع سورية، ولكنّها كانت جُزْءًا أصيلاً من مَنظومةٍ خليجيّةٍ تَبنّت مَشروعًا أمريكيًّا أُوروبيًّا تركيًّا، عُنوانه الرَّئيسيّ هو تَغيير النِّظام السوري الحالي، بكُل الطُّرق والوسائِل العَسكريّة قبل السِّياسيّة.
    ***
    الدكتور قرقاش حَصر تعريفه لهذا الخَطأ وأخطاره، في الحديث المُطَوَّل الذي أدْلى بِه لصحيفة “ذا ناشونال” التي تُصدِرها حكومته باللغة الإنكليزيّة من إمارة أبو ظبي، في حرمان الجامعة، والمنظومة الخليجيّة المُهَيمنة عليها حاليًّا “من أيِّ نُفوذٍ سياسيٍّ، أو قناة مفتوحة، لتقديم مَنظور عربي حول كيفيّة حل القضيّة السوريّة”، وهذا تفسير صحيح ومنطقي، ولكنّه ثانوي وتبسيطي، لأنّ المسألة أعمق من ذلك بكثير، لأنّ هذا “الإبعاد” أو بالأحرى “الطَّرد”، جاء في سِياقٍ آخر، وهو الثِّقة الزَّائِدة بالنَّفس في حينِها والنَّاجِمة عن تقديرٍ خاطِئٍ للمَوقِف السوري والدولي، عُنوانه الأبرَز حتميّة سُقوط النظام في أسابيع أو أشهرٍ معدودة، وهو ما لم يَحْدُث لأسبابٍ باتت معروفة، ولم يَعُد من المُفيد تِكرار شرحها، وربّما لو جاءت النتائج مُختلفةٍ في الساحة السوريّة، لما صدر هذا الاعتراف، والأصبح الخَطأ صَوابًا.

     

    ليت الأمر اقتصر على إبعاد سورية وتَجميد عُضويٍتها في الجامِعة العربيّة، فما حَدث أخطر من ذلك، وهو مُحاولة إعطاء مِقعَدها لهيئة سوريّة مُعارضة، و”تشريع″ التدخل العسكري فيها في إطار مُخطَّط إسقاط النظام، ولَعِب دَورٍ عربيٍّ فاعِلٍ في إطار مجموعة أصدقاء الشعب السوري، بزَعامة الولايات المتحدة الأمريكيّة، جنبًا إلى جنب، ويا للمُفارقة، مع السُّلطات التركيّة وحُكومة الرئيس رجب طيب أردوغان.

     

    هذه الخُطوة الإماراتيّة تأتي بعد أُسبوعَين تقريبًا من كشف للرئيس بشار الأسد ورد في لقائِه مع إعلاميين سوريين بحُدوث تَحسُّن في العلاقات القطريّة السوريٍة، وهو التحسُّن الذي انعكَس بوضوحٍ في تغطية قناة “الجزيرة”، وتغيير لهجة خِطابِها، وبثها المباشر لخُطَب السيد حسن نصر الله، وانتقال الرئيس الأسد من رئيس النظام إلى رئيس سورية دُفعَةً واحِدة، وكذلك تجميد المملكة العربيّة السعوديّة لأعمال الهيئة العُليا للمُفاوضات التي تتّخِذ من الرياض مَقرًّا لها، وإعراب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن نَدَمِه لإنفاق بِلاده 70 مليار دولار في سورية لم تَعُد عليها في المُقابِل غير الأصفار، حسب تَوصيفِه.
    ***
    السُّؤال الذي يَطرح نفسه بقُوّة هو عن كيفيّة ترجمة هذا الاعتراف إلى خَطواتٍ عمليّة في الأزمة السوريّة، بمعنى كيف سيتم إصلاح هذا الخَطأ؟ هل بإعادة سورية إلى الجامعة العربيّة؟ وهل ستَقبل الحُكومة السوريّة بهذه العَودة إلى منظومةٍ إقليميّةٍ أبعدتها وتآمرت للإطاحة بِها؟ ونزع شرعيّتها بالتَّالي؟ وهل سيكون التَّعويض بالمُشارَكة الفاعِلة والسَّخيّة في مَعركة إعادة إعمار سورية الوَشيكة؟

     

    السُّؤال الأهم في تَقديرِنا، والذي نَخْتِم فيه هذهِ المقالة: ما هو الخَطأ المُقبِل الذي سيَعترِف به الدكتور قرقاش وزملاؤه في حكومات مجلس التعاون الخليجي؟ هل هو الحرب الحاليّة في اليمن، أم الوَشيكة ضِد إيران؟، أم مُحاوَلة التَّطبيع الخَفيّة مع دولة الاحتلال الإسرائيلي؟

     

    ننتظر الإجابة.. ولن نَسأم من طُول الانتظار.. واعذرونا على صَراحَتِنا، بل وجُرأتِنا غير المَألوفة في طَرح هذهِ الأسئِلة.

    شارع الستين الشمالي في صنعاء مكانا لمسيرة يوم القدس العالمي وكذلك في مدينة الحديدة

    المشهد اليمني الأول/

    دعت اللجنة المنظمة لفعالية يوم القدس العالمي في اليمن جماهير الشعب اليمني للمشاركة في يوم القدس العالمي غدا الجمعة والذي يصادف الجمعة الأخيرة من شهر رمضان المبارك والتي دعا إليها الإمام الخميني.

    وحددت اللجنة المنظمة شارع الستين الشمالي تقاطع جولة الجمنة” مكانا لمسيرة يوم القدس العالمي في صنعاء والذي يتوقع أن يكون الأكثر تفاعلا ومشاركة على مستوى المنطقة والعالم.

    ويحي اليمنيون يوم القدس العالمي بالرغم من التحديات الكبيرة التي يواجهها الشعب اليمني منها مواجهة العدوان وأدواته في الداخل في دليل واضح على أن قضية القدس هي القضية المركزية للشعب اليمني مهما كانت التحديات التي يواجهها.

    كما حددت اللجنة المنظمة لإحياء يوم القدس العالمي بمحافظة الحديدة تدعو الاحرار للاحتشاد عصر الجمعة القادمة بمدينة الحديدة.

    القيادي الجنوبي “النخعي”: لم نؤيّد «عاصفة الحزم» و«المجلس الانتقالي» أداة خارجية

    المشهد اليمني الأول/ العربي – حاوره أحمد باعباد

     

    كشف عضو المكتب السياسي لـ«المجلس الأعلى للحراك الثوري»، رئيس «الحركة الشبابية» في محافظة أبين محمد دنبع النخعي، عن أسباب رفض المجلس الذي يتزعمه القيادي البارز في «الحراك الجنوبي» حسن أحمد باعوم، تأييد «عاصفة الحزم»، بعد اللقاء الذي عقدته أبوظبي مع القيادات الجنوبية قبل انطلاق الحرب من أجل كسب تأييد القيادات لعملياتها العسكرية في اليمن.

     

    وقال النخعي إن القيادات الجنوبية التي وافقت على تأييد «عاصفة الحزم» اكتفت بشروط شخصية، وفضّلت الإقامة في أبوظبي، وتخلّت عن فرض شروط للحصول على ضمانات حقيقية لصالح القضية الجنوبية، مؤكداً على أن هذه القيادات «لا تستطيع اليوم حتى أن تتنفس أو تستنكر الوضع والعبث الحالي الذي تقوم به دولة الإمارات في الجنوب».

     

    وتحدث النخعي في حوار خاص لـ«العربي» عن آخر المستجدات التي تشهدها الساحة الجنوبية، لعل أبرزها الفوضى الأمنية، والاعتقالات التعسفية بحق المعارضين للوجود الإماراتي، والتي كان آخرها اعتقال سالم الشيبه وأحمد الكفو في حضرموت.

     

    ما موقفكم من المشاورات القادمة التي يقودها المبعوث الأممي مارتن غريفيت من أجل إحلال السلام في اليمن؟
    رحّبنا بالدعوة للمفاوضات التي دعا إليها المبعوث الأممي لدى اليمن مارتن غريفيت، لإيقاف الحرب وإغاثة المدنيين والجلوس على طاولة الحوار والتوصل إلى حلول ترضي جميع الأطراف.

     

    ما هي الأسباب التي جعلت «المجلس الأعلى للحراك الثوري» يرفض تأييد «عاصفة الحزم»؟
    أسباب عدم تأييد «عاصفة الحزم» هي سياسية بحته، فقد دعت أبوظبي قيادات جنوبية إلى أبوظبي ومنها الزعيم باعوم، رئيس «المجلس الأعلى للحراك الجنوبي» قبل الحرب بعدة أيام للتطلب منهم التأييد في حالة تدخل دول الخليج الراعية المبادرة الخليجية في حرب اليمن لـ«إعادة شرعية هادي»، وتفاجأت قيادتنا أن القضية الجنوبية خارج حسابات الأشقاء، ولم تذكر خلال اللقاء، لهذا رفضت قيادتنا لطلب أبوظبي، وحينها قال الزعيم باعوم، لا يمكن أي تأييد لأي حرب إلا بضمانات سياسية لقضية الجنوب، ولن نخوض حرب بالوكالة دون مردود سياسي لقضية الجنوب، ورفضت قيادات الخليج شروط القيادات الجنوبية، 
    وبعد مغادرة أبوظبي حذر بعض القيادات الأخرى من الانصياع لهذا، ولكن للأسف بعض القيادات ومنها من يسموها تاريخية، هرولت دون أي شروط، واكتفت بشروط شخصية وفضّلت الإقامة في أبوظبي، ولا تستطيع اليوم حتى أن تتنفس أو تستنكر الوضع والعبث الإماراتي الحالي في الجنوب.

     

    ما موقف المجلس من هيمنة الإمارات على محافظات الجنوب والسيطرة على المؤانى والمطارات؟
    موقف «المجلس الاعلى للحراك الثوري» واضح مما يدور في الجنوب، وقد حذر من هذا منذُ البداية كما أسلفت، وكما ترى الإحتلال الإماراتي يعبث في الجنوب، وتناسى مهمته التي أتى من أجلها وهي «إعادة الشرعية اليمنية». خط النار في المخا وصعدة، فمالذي تعمله جحافله في سقطرى وميون والضبة بحضرموت وغيرها من المناطق الجنوبية؟ نحن حذرنا ولازلنا نحذر من تجاوزات الإمارات على السيادة الوطنية في الجنوب.

     

    مَن يتحمّل مسؤولية الزج بأبناء الجنوب في معارك خاسرة خارج مناطقهم؟
    من يتحمل المسؤولية هم بعض أتباع الإمارات من الجنوبيين الذي أصبحوا نسخه من وكلاء «بلاك واتر»، ويزجون بشبابنا في حرب لا لهم ناقة فيها ولا جمل، مستغلين حاجة بعض الشباب الجنوبي العاطل عن العمل. وأتمنى لو أن كل هذه التضحيات للشباب الجنوبي سيكون بعدها مردود لقضية الجنوب وتمنحه حريته  واستقلاله، ولكن كل ما في الأمر هي محرقة والمستفيد منها تجار الحروب من أدوات الإمارات المطيعة.

     

    بماذا تعلق على الأحداث الأخيرة التي شهدتها جزيرة سقطرى؟
    سقطرى جنوبية وستظل جنوبية، ولن تستطيع «دويلة الإمارات» المساس بها، صحيح أنها استغلت وضع البلد وحاولت إغراء أهل الجزيرة، ولكن كان الأهالي في يقظة وانتفضوا. ولكن الشي المؤسف أن الأشقاء في الخليج يستغلون وضع البلد ككل، فخرجت القوات الإماراتية وتم استبدالتها بقوات سعودية، وما يسمى بـ«الشرعية» اليمنية التي أتت بهم في سبات وصمت مخزٍ.

     

    هل تعرّضتم لمضايقات أمنية خلال انعقاد المؤتمر الثاني للمجلس الثوري في مدينة عدن؟
    نعم تعرّضنا لمضايقات أمنية سبقها حملة إعلامية شرسة، ولكن بإرادة الله وإرادة جماهيرنا قمنا بالمؤتمر ونجح نجاحاً كبيراً ولله الحمد.

     

    بماذا تعلّق على تزايد اعتقالات الناشطين الجنوبيين ومحاولة تكميم أفواه المعارضين للوجود الإماراتي؟
    طبيعة كل محتل يقوم بهكذا أساليب فيخلق كتيبة من المرتزقة الإعلاميين حتى يحسّنوا وجهة القبيح وسياسته القذرة ويشيطنوا كل من يعارض سياستهم. وتمّت الكثير من عمليات الاعتقال والمداهمات الخارجة عن الأخلاق والقانون، واعتقل كثير من الإعلاميين والنشطاء، آخرهم  القياديان في «الحراك الجنوبي» أحمد الكفو وسالم الجبل في المكلا بحضرموت، وهناك مئات المعتقلين دون تهم ولا محاكمة في سجون «الإحتلال الإماراتي» في عدن والمكلا.

     

    ما الأسباب التي أدّت إلى الانفلات الأمني في محافظات الجنوب؟
    للأسف، المُخرِج يريد أن يكون الجنوب هكذا، والمتابع للشأن الجنوبي يرى أن «المحتل الجديد يمشي على خطى الهالك عفاش»، فتراه يقصي القيادات وكوادر أمنية ذات الكفاءة ويعتمد على المليشيات وأشخاص من أتباعه ليس لهم في العمل الأمني، فدعمهم وجعلهم قيادات أمنية تنفذ له كل ما يريد، والنتيجة انفلات أمني لم تشهده مناطق الجنوب من قبل.

     

    خلال جولتكم الأخيرة في عدد من العواصم الأوروبية إلى ماذا توصلتم بشأن القضية الجنوبية؟
    كانت جولة ناجحة بكل المقاييس، نوقش خلالها الكثير مع مسؤولين أوروبيين، وطرحنا عليهم مشروعنا كتيار سياسي جنوبي، والحلول المقترحة للأزمة اليمنية عامة وقضية الجنوب خاصة بما يرضي الشعب في الجنوب، ورحبنا بدعوى عقد مؤتمر جنوبي – جنوبي، تبعتها جوله للأخ رئيس المكتب السياسي الجنوبي المناضل فادي باعوم، إلى عدة عواصم آخرها لقاؤه بالمبعوث الأممي لليمن مارتن غريفيث.

     

    ما موقف «المجلس الثوري» من إعلان «المجلس الانتقالي الجنوبي» المدعوم إمارتياً؟
    موقف «مجلس الحراك الثوري» عبّر عنه مباشرة في بيان رفض فكرة الاستعجال في إشهار كيان بهذه السرعة دون الرجوع إلى كل الأطياف السياسية الجنوبية، كما اعتبره «مجلس ردة فعل فقدان منصب»، وأتى بطلب خارجي، ولم يأتِ بإرادة شعبية أو ثورية.

     

    بعد دعوة «الانتقالي» للحوار مع الأطراف الجنوبية هل تلقيتم اتصالاً للجلوس على طاولة التفاوض؟
    كنا ومازلنا السبّاقين في الدعوة  إلى حوار بين الأطراف الجنوبية قبل حتى أن يتأسس «المجلس الانتقالي» وآخرها دعوة والمبادرة التي قدمها قائد الثورة الزعيم باعوم، في اجتماع الهيئة المركزية للمجلس عندما قدّم مبادرة مصالحة وطنية جنوبية – جنوبية، ولازلنا نرحّب بأي دعوة جديدة من أي طرف جنوبي شرط أن تكون الدعوة من طرف لايخضع للتبعية والإملاءت الخارجية.

     

    أين دوركم على أرض الواقع ممّا يجري من عبث في الجنوب؟
    نحن نتواجد على أرض الواقع وبكل مناطق وجزر ومحافظات الجنوب، من قبل أن يأتي هؤلاء «الغزاة الجدد»، وقد حذّرنا من هذا العبث قبل وقوعه، ونعمل على الأرض ونمارس عملنا السياسي والتنظيمي ونحقق نجاحات سواءً في الداخل أو على الصعيد السياسي الخارجي.

     

    هل يمثل «المجلس الانتقالي» القضية الجنوبية؟
    مجلس تم تأسيسه بطلب خارجي من أجل يكون أداة بيد أحد أطراف الصراع في عدن لا يمثل شعب الجنوب وقضيته العادلة، فلا زالت في الجنوب مكوّنات وقوى حيّة لم تنزلق في التبعية والارتهان.

    يوم القدس العالمي: تخليدٌ للقضية الفلسطينية يُعزز أزمة القلق الوجودي الإسرائيلي

    يوم القدس العالمي: تخليدٌ للقضية الفلسطينية يُعزز أزمة القلق الوجودي الإسرائيلي

    المشهد اليمني الأول/

    “أدعو عامة المسلمين في العالم والدول الإسلامية، للتضامن والتكاتف والتآزر من أجل قطع دابر هذا الكيان الغاصب وحماته. إنني أدعو المسلمين كافة إلى إعلان آخر جمعة من شهر رمضان، التي هي من أيام القدر ومن الممكن أن تكون حاسمة في تعيين مصير الشعب الفلسطيني، «يوماً للقدس» وأن يحتفلوا به ويعلنوا عن تضامن المسلمين الدولي في الدفاع عن الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني المسلم”. بهذه الكلمات، أطلق الإمام الخميني(قدسره) مبادرة إحياء يوم القدس العالمي. والتي بات فيما بعد خياراً استراتيجياً يمكن أن يحفظ الأمة الإسلامية ومقدسات الشعوب. هذا الخيار الإستراتيجي، لم يكن حينها مفهوماً لدى أغلب الشعوب، في ظل الصراعات السياسية والعسكرية المبنية على طمس الحقائق. أما اليوم، فقد أصبحت الأمة الإسلامية مُدركةً لأهمية هذا اليوم، كمحطة للإنطلاق نحو تحديد خيارات المستقبل وعلى قاعدة الوحدة الإسلامية. فكيف كانت ضرورة إحياء “يوم القدس العالمي” أحد أكبر الخيارات الإستراتيجية التي حفظت مقدسات الأمة لا سيما القضية الفلسطينية؟

    كيف أسس يوم القدس العالمي للإطار الذي يضمن حقوق الأمة الإسلامية؟

    من خلال قراءة أهمية هذه المبادرة العظيمة، يمكن لحاظ التالي:

    أولاً: جاء الإعلان عن يوم القدس العالمي ليُبشّر بحركة مختلفة عن المعتاد تهدف لتصحيح مسار القضية الفلسطينية وإيلاء حقوق ونضال الشعب الفلسطيني الأولوية الكبرى، ليس على الصعيد الإقليمي فحسب، بل حتى على الصعيد الدولي.

    ثانياً: يمكن اعتبار الخيار الذي جعله الإمام الخميني جزءاً من فكره السياسي، خياراً استراتيجياً فيما يخص قضايا شعوب المنطقة. كما أنه جعل من القضية مناسبة عالمية، خصوصاً أن مظهرها وإطارها يتناسب مع رؤية مفهوم الحرية ليست بمعناها الإسلامي فحسب، بل ضمن كافة المعاني المُتفق عليها.

    ثالثاً: مهَّد الإطار الذي وضع فيه الإمام الخميني القضية الفلسطينية، للأرضية التي تجعل من هذه المناسبة فرصة لتعزيز الوحدة داخل الأمة الإسلامية والمجتمع الإسلامي وبالتالي القضاء على أخطر نقاط القوة التي يسعى العدو لاستغلالها.

    ماذا يعني ذلك؟

    يمكن من خلال ما تقدم استنتاج التالي:

    أولاً: يمكن ملاحظة المكانة المهمة التي احتلتها القضية الفلسطينية في فكر شعوب المنطقة منذ زمن الإحتلال الإسرائيلي والتي تزداد يوماً بعد يوم. الأمر الذي يجعل الأمة الإسلامية هدفاً للمخططات الغربية والتي لم تُفلح في تغيير الإنتماء الشعبي العربي والإسلامي للقضية الفلسطينية.

    ثانياً: ساهمت مبادرة الإمام الخميني في الإعلان عن يوم القدس العالمي وضرورة إحيائه، في جعل الكيان الإسرائيلي عدواً مشتركاً لكافة شعوب المنطقة. وهو ما يجعل البعض من الأنظمة تُساهم في تغيير هذه الحقيقة الأمر الذي لم يُفلح حتى الآن. والسبب يعود لما لهذا اليوم من أثر في إعادة إحياء قلوب المسلمين وشحنهم بالوحدة والتعاطف فيما يخص القضايا المقدسة للأمة ويكسر بالتالي عصبية القوميات والمذهبيات.

    ثالثاً: يمكن إعتبار يوم القدس العالمي، جزءاً من الحرب النفسية المضادة التي تمارسها الأمة الإسلامية ضد الكيان الإسرائيلي. حيث ومن خلال إحياء هذا اليوم، تُعيد الأمة التأكيد على عدم مشروعية الكيان الإسرائيلي من جهة، ومشروعية القضية الفلسطينية بالمقابل، وبالتالي تدخل تل أبيب مع كل إحياء لهذه المناسبة، أزمة القلق الوجودي من جديد.

    رابعاً: جعل إحياء يوم القدس العالمي، وعلى امتداد الجغرافيا السياسية للعالم، من القضية الفلسطينية قضية عالمية، تتخطى حدود فلسطين الجغرافية، الأمر الذي أفقد الكيان الإسرائيلي من نقاط القوة التي يعتمدها دوماً في الصراع، والقائمة على سياسات التقسيم والفتنة وتعزيز الطائفية والقومية. وهو ما أطاحت به فكرة الإحياء بعد أن جعلت يوم القدس يوماً إسلامياً وعالمياً. وأثر ذلك على خيارات العديد من المنظمات المدنية الغربية والتي تعاطفت مع قضية الشعب الفلسطيني، وجعلت من حقوقه أولوية في حراكاتها السلمية.

    إذن، يتميز إحياء يوم القدس العالمي، بحفاوةٍ لا تتغير مع مرور الزمن. حفاوةٌ جعلت من القضية الفلسطينية مركز خيارات الأمة الإسلامية. بل تعدت لتبلغ كامل شعوب العالم، والتي باتت تقبع تحت ظلم أنظمةٍ لا تفرق بين الشرق والغرب. وهو الأمر الذي يُمثل روح المبادرة التي أطلقها الإمام الخميني. فخلَّد بمبادرته قضيةً ما تزال تُعيد الكيان الإسرائيلي الى أزمة وجوده، لتُصبح أزمة الوجود الإسرائيلية أهم إنجازات الحرب النفسية، التي يُطلقها إحياء يوم القدس العالمي.

    «وول ستريت جورنال»: من الإمارات إلى روسيا… سرّ حروب السيطرة على ميناء «بربرة» الصوماليّ

    «وول ستريت جورنال»: من الإمارات إلى روسيا... سرّ حروب السيطرة على ميناء «بربرة» الصوماليّ

    المشهد اليمني الأول/

     

    على امتداد القرن الأفريقي، استحوذ الحليفان: السعودية، والإمارات، على موانئ وقواعد عسكرية في الصومال، إلى جانب مواقع في جيبوتي وإريتريا في الشمال.

     

    تدور معركة الهيمنة في الشرق الأوسط في ميناء أفريقي قديم تشترك فيه قوارب صيد «الداو» التقليدية الآن في مساحة كبيرة مع سفن الحاويات العملاقة المحملة على مدار الساعة من قبل رجال يرتدون سترات صفراء.

     

    تقع بربرة، في جمهورية أرض الصومال الانفصالية صوماليلاند ، على ممر شحن ضيق يؤدي إلى قناة السويس وعلى بعد 260 ميل بحريّ من الحرب في اليمن. منذ العصور القديمة كان الساحل الاستراتيجي للمدينة محل تنافس من قبل القوى العسكرية والبحرية. وصفها المسافرون من الحقبة الاستعمارية بأنها «مفتاح البحر الأحمر»، وأصبح الميناء معقلاً عثمانياً، وبعد ذلك موقعاً استعمارياً بريطانياً.

     

    وهذا يفسر ـ بحسب تقرير نشرته صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية ـ السبب في تعهّد الإمارات العربية المتحدة، أقوى حليف للمملكة العربية السعودية، بما يقارب 450 مليون دولار للسيطرة على الميناء. في أماكن أخرى على امتداد القرن الأفريقي، استحوذ الحليفان السعودية والإمارات على موانئ وقواعد عسكرية في الصومال، إلى جانب مواقع في جيبوتي وإريتريا في الشمال.

     

    وتركز قطر وتركيا اللتان تدعمان نموذجاً مختلفاً للإسلام السياسي، وهما أقرب إلى إيران، المنافس للسعودية، في الصومال والسودان. تمتلك الصين قاعدة عسكرية وميناء حاويات بلغت تكلفته 700 مليون دولار في جيبوتي، وتقوم باستكشاف مواقع في الصومال. في الوقت نفسه تقوم الولايات المتحدة بعمليات في أفريقيا، وتوجه طائرات بدون طيار في الخليج العربي من معسكر ليمونير في جيبوتي، أكبر قاعدة أميركية في القارة.

     

    وقال التقرير: «بدأ التدافع من أجل السيطرة على المواقع الهامة، مثل بربرة يتسع على امتداد منطقة القرن الأفريقي وإلى الشمال تجاه البحر الأحمر. وبات السلام غير المستقر على المحك في واحدة من أكثر مناطق العالم تقلّباً وأهمّها استراتيجياً، وتأثيراً على توازن القوى في الشرق الأوسط».

     

    وأضاف التقرير أنه في الوقت نفسه تعد قناة السويس القريبة أسرع خطوط الشحن وأكثرها استخداماً لربط آسيا بأوروبا. تتكفّل قناة السويس بحوالي 10 في المئة من التجارة العالمية المنقولة بحراً، بما في ذلك 10 في المئة تقريباً من تجارة النفط في العالم، وفقاً للأمم المتحدة وإدارة معلومات الطاقة الأميركية.

     

    ونقل التقرير عن سعد علي شيري، وزير خارجية صوماليلاند، قوله: «لدينا لاعبون جدد على الساحة منافسة في الشرق الأوسط بين السنة والشيعة والأميركيين والروس والأتراك والقطريين. إنه اجتماع مسموم لمصالح متقاربة».

     

    وفقاً للتقرير، تعتبر بربرة وغيرها من المواقع على امتداد الساحل الشمالي للقرن الأفريقي مهمة بسبب قربها من اليمن، وهي ساحة للتنافس بين إيران والسعودية، تمتد في أنحاء الشرق الأوسط. تخوض السعودية حرباً ضدّ المتمرّدين الحوثيين المدعومين من إيران منذ عام 2015 بدعم من حلفاء مثل الإمارات، وتنفي إيران تسليح الحوثيين أو تدريبهم.

     

    وتقول الأمم المتحدة ومحقّقون مستقلون: «إن إيران استخدمت موانئ في السودان والصومال لتهريب أسلحة لحزب الله وللحلفاء في اليمن، دعماً للسعودية في اليمن، أنشأت الإمارات قاعدة عسكرية في إريتريا في منطقة معزولة وسرّية في عام 2016 كانت نقطة انطلاق لطائرات بدون طيار وضربات جوية في منطقة المعركة».

    تعقيدات كثيرة

    ثمة تعقيدات أخرى كثيرة. تشعر السعودية وحلفاؤها بالقلق من الجماعات الجهادية، بما في ذلك «داعش» وتنظيم «القاعدة»، التي تعزّز قوتها في شبه الجزيرة العربية.

     

    وقال التقرير: «إن الحصار الذي فرضته السعودية والإمارات العام الماضي على قطر، مدعين دعم الدولة الخليجية للإرهاب، قد صعد التحالفات التقليدية. ودفعت الأزمة الدبلوماسية إلى إعادة تنظيم التحالفات والاتفاقات في الساحل الأفريقي الفقير المعرض للصراعات، حيث رحبت الصومال وجيبوتي وإريتريا والسودان بأكثر من ملياري دولار من الاستثمارات من دول الشرق الأوسط الأكثر ثراء منذ عام 2016».

     

    ونقل التقرير عن رشيد عبدي، الخبير في شؤون المنطقة في مجموعة الأزمات الدولية، التي تتخذ من بروكسل مقرّاً لها، قوله: «لقد أدّت الاضطرابات في الخليج إلى تأجيج وعسكرة الأوضاع المضطربة بالفعل في القرن الأفريقي. تريد القوى الخليجية السيطرة على هذه المنطقة لدعم مستقبل اقتصادي لا يعتمد بالكامل على إنتاج النفط، وحتى تكون مستعدة لحرب مستقبلية محتملة مع إيران».

     

    ويقول دبلوماسيون غربيون: «إن الوضع ترك واشنطن في موقف نفوذ ضعيف. لا تملك الولايات المتحدة سوى القليل من الاستثمارات التجارية في المنطقة، ولكنها أنفقت عشرات المليارات من الدولارات على البرامج العسكرية، بما في ذلك الجهود المبذولة لمكافحة القرصنة في العقود الأخيرة، وزادت من هجمات الطائرات بدون طيار وعمليات القوات الخاصة ضد الجهاديين في الصومال»، بحسب ما أورده التقرير.

     

    وقال بايتون كنوبف من «معهد الولايات المتحدة للسلام»، وهو مركز أبحاث غير حزبي يتخذ من واشنطن مقرّاً له: «لا يوجد دليل على وجود استراتيجية أميركية متماسكة للتعامل مع الانقسامات في القرن الأفريقي وعسكرة البحر الأحمر». ولم يرد مسؤولو وزارة الخارجية على طلبات التعليق من قبل الصحيفة الأميركية.

     

    وقالت وزارة الدفاع الأميركية البنتاغون : «إن التوترات اشتعلت في أيار الماضي عندما استخدم أفراد عسكريون صينيون في قاعدة جيبوتي جهاز ليزر يعمل بقوة عالية لمضايقة أطقم الطيران الأميركية من معسكر ليمونير».

     

    قادت المناورات التي تسعى للاستحواذ على أكبر مساحة ممكنة في هذه المنطقة، إلى اجتذاب العديد من اللاعبين الدوليين، من بينهم شركة موانئ دبي للشحن المملوكة للإمارات، وشركة تركية تملكها عائلة صهر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وضابط البحرية الأميركية السابق، إريك برنس، الذي يسعى إلى تطوير ميناء في جنوب العاصمة مقديشو. فيما تمتلك فرنسا وإيران قواعد عسكرية، وتحاول روسيا حالياً استكشاف المواقع لإيجاد اتفاق مناسب.

     

    يساهم السودان، الذي تخلص من تحالف طويل الأمد مع إيران لتأمين استثمارات من السعودية، بنحو 5 آلاف جندي في الحرب في اليمن، ويسعى للحفاظ بعناية على علاقاته مع طرفي النزاع في الشرق الأوسط في محاولة لإنقاذ نفسه من الانهيار الاقتصادي.

    حضور كبير لموانئ دبي

    في شهر كانون الأول حصلت تركيا على حقوق تطوير جزيرة سواكن، وهي موقع عثماني سابق في السودان. توصلت قطر في أذار الماضي إلى اتفاق مبدئي مع السودان لإنفاق 4 مليارات دولار لتطوير ميناء قريب من البر الرئيس للسودان. وفي حال تم الانتهاء منه، فسيكون أكبر استثمار مخطط له في منافذ المنطقة حتى الآن.

     

    بربرة، وهي مدينة ساحلية يبلغ عدد سكّانها حوالي 200 ألف نسمة، هي محور التركيز العسكري والتجاري. أقام السوفيت قاعدة عسكرية كبيرة هنا خلال الستينات والسبعينات، لتتولى الولايات المتحدة السيطرة في الثمانينات، بعد أن توقف السوفيت عن دعم الديكتاتور سياد بري. كما خططت الولايات المتحدة لاستغلال مدرج مطار بيربيرا، وهو واحد من أطول الممرات في أفريقيا، كمدرج هبوط طارئ محتمل لمركبات الفضاء.

     

    عندما أبرمت شركة موانئ دبي العالمية، ثالث أكبر مشغل للموانئ في العالم، صفقة بقيمة 442 مليون دولار لتحديث وإدارة ميناء بربرة في منتصف عام 2016، تبع ذلك اتفاق عسكري أكثر ربحًا بين صوماليلاند والإمارات. بموجب الاتفاق تتولى الإمارات تجديد القاعدة العسكرية القديمة، بالإضافة إلى ميناء صغير قريب للاستخدام العسكري لمدة 25 عاماً.

     

    وقالت موانئ دبي العالمية إنها عزّزت حركة المرور في الميناء التجاري بأكثر من 20 في المئة في العام الماضي. جلبت مؤخراً معدات الشحن الحديثة لتسريع التحميل والتفريغ من السفن، وتخطط الشركة هذا الشهر لبدء توسيع الرصيف.

     

    وأضافت الشركة إن أعمال توسعة بربرة هي جزء من استراتيجية لتأمين المزيد من نقاط الوصول على امتداد القرن الأفريقي وإلى مزيد من المناطق الداخلية مما يساعد على زيادة التجارة مع الاقتصادات سريعة النمو مثل إثيوبيا والاستفادة من الطبقة الاستهلاكية المتضخمة في شرق أفريقيا. فيما قال وزير خارجية صوماليلاند: «إن الاتفاق مع الإمارات يشمل بناء طرق جديدة لربط الميناء التجاري بالحدود الإثيوبية وتمويل برامج التعليم والرعاية الصحية».

     

    وقال سكان صوماليلاند الذين عزلوا لفترة طويلة بعد إعلان استقلالهم عن الصومال في عام 1991 إنهم يأملون في أن يربطهم أول اعتراف اقتصادي كبير بالتجارة الإقليمية، ويساعد في تعزيز قوات الجيش التي تشكلت حديثًا. يتم التعامل مع صوماليلاند باعتبارها مستقلة بحكم الأمر الواقع عن الصومال من قبل العديد من البلدان، على الرغم من أنه لم يتم الاعتراف بها رسمياً على هذا النحو.

     

    وقالت حمدة عبد الرحمن، البالغة من العمر 24 عاماً، التي تعمل طاهية في مطعم والدتها في وسط المدينة: «إن التحسينات المأمولة في الميناء ستجلب المزيد من الناس إلى هنا الأعمال تزداد يوماً بعد يوم». يذكر أن موانئ دبي العالمية هي أكبر جهة عمل في القطاع الخاص في صوماليلاند، حيث يبلغ عدد العاملين بها 2200 عامل.

    بيئة خصبة للحروب

    وذكر التقرير أن أسعار العقارات قد ارتفعت بما يصل إلى 100 في المئة على طول الواجهة البحرية، ويجري بناء المركبات بالقرب من المحيط، كما يتم تحديث الفنادق القديمة. ويخشى آخرون أن تأتي الاستثمارات بثمن باهظ للغاية، حيث يتم جر البلاد إلى مزيد من الصراعات في الشرق الأوسط والقرن الأفريقي. لقد تفاقمت الخلافات بين صوماليلاند والصومال ـ وهي بلد مزقته الحرب لعقود ـ بسبب الأزمة السياسية في الخليج بسبب قطر.

     

    تقسم الصومال بحسب نموذج الحكم الغربي إلى ولايات فيدرالية. وقال التقرير: إن ثمة خلافات بين بين نصف الولايات والرئيس محمد عبد الله محمد، إذ ينظر إليه منتقدوه باعتباره منحازاً إلى إلى قطر في الأزمة الخليجية، رغم أنه كان قد تمسك بموقف محايد في خطاب رسمي. وكانت بعض الولايات قد أعلنت عن دعمها للإمارات والسعودية.

     

    فيما نظرت حكومة مقديشو إلى اتفاق الاستثمار الإماراتي في ميناء بربرة خطوة غير قانونية، وتقدمت بشكوى رسمية للأمم المتحدة. وكانت العلاقات الصومالية الإماراتية قد شهدت أزمة حادة في نيسان، عندما صادر ضباط صوماليون مبلغ 9.6 مليون دولار من على متن طائرة إماراتية.

     

    فيما قالت الإمارات إن تلك الأموال كانت مخصّصة لدفع رواتب وتكاليف قاعدتها العسكرية في مقديشو، التي تتمركز فيها القوات الإماراتية منذ عام 2014 لتدريب القوات الصومالية لمواجهة حركة الشباب، الفرع المحلي لتنظيم القاعدة.

     

    وفي كانون الثاني، وصلت 103 حاوية لا تحمل أي علامات إلى ميناء مقديشو من ميناء جدة السعودي. وبحث المسؤولون في حيرة لاكتشاف الحاويات التي كانت تحمل ملايين من الذخيرة الصينية الصنع، والبنادق الهجومية AK-47 ، والبنادق الآلية من نوع DShK ، والقذائف الصاروخية المحمولة على الكتف، كما قال أشخاص مطلعون على هذه المسألة. في الأسابيع القليلة الماضية، وصلت 57 حاوية أخرى ذات محتويات مماثلة من السعودية.

     

    هذه الشحنات كانت مخصصة لجزء من القوات الصومالية بموجب اتفاق بين السعودية والإدارة الصومالية السابقة، وفقاًَ لمسؤولين بارزين من المجتمع الدولي حول هذه المسألة. ولم يرد المسؤولون السعوديون على طلبات للتعليق من قبل الصحيفة. بقيت معظم هذه الحاويات التي كانت تقبع في درجات حرارة أعلى من 100 درجة لشهور تحت حراسة الجيش الوطني الصومالي مما يثير مخاوف من أن يتم نقل الذخيرة إلى الميليشيات المتحاربة أو إلى حركة الشباب، أو تنفجر نتيجة لدرجات الحرارة المرتفعة.

     

    وقال دبلوماسي غربي كبير: «هذا نموذج مثالي لكيفية انفجار الأمور حرفيًا في البيئة الحالية. إذا كان هناك نزاع فسوف ينتشر كالنار في الهشيم».

    لهذا السبب.. قوات إماراتية قطرية تنتشر في الأراضي الأفغانية

    لهذا السبب.. قوات إماراتية قطرية تنتشر في أراضي هذا البلد؟

    المشهد اليمني الأول/

     

    وافق مجلس الأمن الأفغاني على اقتراح إماراتي قطري بنشر قوات تابعة لهما في الأراضي الأفغانية لمساعدة القوات الحكومية، حسب قناة “تولو نيوز” الأفغانية.

     

    وأفاد بيان صدر عن مجلس الأمن الأفغاني أن “وحدات خاصة من الإمارات وقطر ستنتشر في أراضي الجمهورية، في إطار مهمة حلف الناتو “الدعم الحازم” وستقوم بتدريب قوات الأمن الأفغانية ودعمها، وفق الاتفاق حول وضع الناتو في أفغانستان (المبرم في أيلول عام 2014)”.

     

    ولم يتطرق البيان إلى موعد إرسال القوات الإماراتية والقطرية إلى أفغانستان أو عددها.

     

    فيما تفيد المعلومات المتوفرة بأن عدد الجنود الأجانب المنتشرين حالياً في أفغانستان، يبلغ نحو 7.5 آلاف عسكري من الدول الأعضاء في “حلف الناتو” وغيرها، و15.5 ألف عسكري أمريكي.

     

    يشار إلى أن مهمة “الدعم الحازم” بدأ تنفيذها في 1 كانون الثاني من عام 2015.

    في ذكرى النكسة..

    في ذكرى النكسة..

    المشهد اليمني الأول/

     

    بمجرد الإعلان عن وقف عمليات حرب السادس من إكتوبر 1973، اعتقد العرب أنهم بذلك قد طووا صفحة نكسة حزيران وتداعياتها للأبد، لم يكونوا يعلمون أن كل قطرٍ من أقطارهم سيكون على موعدٍ مع نكسةٍ أشد وطأةً وأعظم كلفةً من تلكم النكسة وأنها (نكسة حزيران) لم تكن إلا بدايةً لسلسلةٍ من النكسات أو النكبات أظنها لن تنتهي إلا مع سقوط آخر قطر عربي .

     

    لم يعي العرب في الحقيقة ما يُحاك لهم في كواليس ودهاليز السياسة الصهيونية من مؤامرةٍ أو أنهم في لحظةٍ سيتحولون إلى أدواتٍ وأيادٍ لتنفيذ هذه المؤامرة، فيصبحون للاسف الشديد هم الأداة وهم الضحية في آنٍ واحدٍ معاً !

     

    المشكلة أنه لم يكن بخافٍ عنهم شيئٌ، فلطالما صرح الأمريكيون وأعلنوا جهاراً نهارا عن خططهم ومشاريعهم في الوطن العربي (الشرق الأوسط) ابتداءً بمشروع (هنري كيسنجر) الداعي إلى إعادة تقسيم المقسم وتجزئة المجزأ ومروراً بتصريحات الرئيس الأمريكي الأسبق (بوش) الصغير ووزيرة خارجيته (كونداليزا رايس) ووصولاً إلى ما فتأ يعلنه بين الفينة والأخرى الرئيس الأمريكي الحالي (ترامب) في إطار عملية استكمالٍ واضحةٍ لمسلسل الفوضى الخلاقة ومشروع الشرق الأوسط الكبير .

     

    ليس يضيرهم بالطبع أن جاءوا يسوّقون لنا فصول هذه المؤامرة تحت أي عنوانٍ أو مسمىً كان طالما والهدف هو الوصول إلى الغاية المنشودة من وراء هذه الموامرة والمتمثلة في ضمان أمن وسلامة الكيان الصهيوني، ولذلك فلا غرابة إن أوعزوا لنا بمسمياتٍ وعناوينٍ براقةٍ مختلفةٍ كالربيع العربي مثلاً أو ثورة الياسمين في تونس أو ثورة البن في اليمن أو أو … ويعلم الله ماذا سيسمون ما يحدث اليوم في الأردن أو ما سيحدث غداً في كذا وكذا بلدٍ عربي لم يأتي عليه الدور بعد !

     

    هكذا فعلوا بالعرب للاسف الشديد وهكذا جاءوا (بالربيع) إلى أوطاننا والذي تسارعت أحداثه وتشعبت في شكل متوالية هندسيةٍ ضخمةٍ لم يتوقف تمددها إلى اليوم حتى غدا الكل يضرب في الكل ويقدح في الكل ليذهب (ترامب) وإخوته بالشاة والبعير ونذهب نحن بالكراهية والضغائن والاحقاد لتكون المحصلة الأولية حتى الآن، رغم أننا لم نزل بعد في منتصف الطريق، كما ترون هذا الضياع والإنهيار الحاصل للأوطان والتهتك المستمر في النسيج الإجتماعي والسياسي للشعوب، ولا ندري بصراحة كيف ستكون المحصلة النهائية في آخر المطاف !
    هكذا هي الفوضى الخلّاقة كما رسمها لنا المستعمرون والطامعون الجدد ولربما أننا قد جسدناها واقعاً أكثر بكثير مما كانوا يتوقعونه لنا !

     

    المهم أننا ببساطةٍ ابتلعنا الطعم ووقعنا في الفخ الذي نُصب لنا بسبب حالة الوعي المتدني السائد لدي الناس وعدم الإكتراث بالنتائج ومئالات الأمور وكذلك الاستعداد الكامن والعجيب لاستعداء الآخر لأتفه وأبسط الأسباب لتستمر النكسات والنكسات بحقنا نحن العرب ولا عزاء !

     

    فمتى يستفيق العرب من سباتهم العميق هذا ويتداركون ما فاتهم وما هم فيه اليوم، أم أنه قد كُتِبَ عليهم يا ترى أن لا تقوم لهم قائمةٌ بعد نومهم الطويل هذا ؟!

    #معركة_القواصم
    ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    الشيخ عبدالمنان السُنبلي

    السودان يواجه “ثورة جياع” وشيكة مثل نظيرتها في الأردن.. والرهان على المساعدات الخليجية رهان خاسر للأسباب التالية

    السودان يواجه “ثورة جياع” وشيكة مثل نظيرتها في الأردن.. والرهان على المساعدات الخليجية رهان خاسر للأسباب التالية

    المشهد اليمني الأول/

     

    يواجه السودان ازمة اقتصادية خانقة بدأت تنعكس بشكل واضح على سياسته الخارجية، وعلاقاته العربية والدولية، وهذا ما يفسر قرارات الرئيس السوداني عمر البشير، المثيرة للجدل، مثل ارسال قوات سودانية للمشاركة في حرب اليمن تحت مظلة التحالف العربي الذي تقوده السعودية، وقطع علاقات تاريخية مع ايران تضامنا مع الموقف السعودي بعد احراق سفارة الرياض في طهران، وأخيرا الإعلان عن قطع كل العلاقات العسكرية مع كوريا الشمالية في خطوة يعتقد الكثيرون انها جاءت توددا للولايات المتحدة الامريكية على امل ان ترفع اسم السودان من قائمة الدولة الراعية للارهاب.

     

    وزارة الخارجية السودانية قالت في بيان لها اليوم انها تود التأكيد “ان حكومة السودان الغت جميع العقود بينها وبين جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية، وأنهت اية علاقة معها مباشرة كانت او عن طريق طرف ثالث”.

     

    لا نعرف طبيعة الاتفاقات الموقعة بين السودان وكوريا الشمالية في المجالات العسكرية، ولكن من المشكوك فيه ان تؤدي هذه الخطوة في احداث انفراج في الازمة الاقتصادية التي يعاني منها السودان، التي تعود جذورها الى اسباب عديدة ابرزها استفحال الفساد، وسوء الإدارة، وارتفاع معدلات البطالة، والغلاء في بلد خسر ثلاثة ارباع عوائده المالية النفطية بعد انفصال الجنوب حيث الاحتياطات النفطية عن الشمال.

     

    السودان يواجه ظروفا مماثلة لتلك التي أدت الى انفجار الاحتجاجات الشعبية في الأردن والاطاحة بحكومة هاني الملقي، مع بعض الفوارق ابرزها ان الثورة التي تهدد السودان هي ثورة الجياع وليس ثورة الطبقة الوسطى، مثلما هو الحال في الأردن، فمعدلات البطالة ارتفعت الى اكثر من 30 بالمئة وسط الشباب، والدولار اصبح يساوي 40 جنيها سودانيا بعد ان كان قبل اشهر سبعة جنيهات، وتراجعت الاستثمارات بشكل لافت.

     

    الرئيس البشير راهن على المساعدات المالية القادمة من دول الخليج، والسعودية والامارات وقطر على وجه الخصوص، ولكن وضعه قدما في قطر وأخرى في معسكر مقاطعيها، أي السعودية والامارات، بدد الآمال او معظمها في هذا الصدد، لان الدول الخليجية لا تقبل بالمواقف الوسطى في الازمة الحالية، فاما انت معها او ضدها، ولهذا انكمشت المساعدات من الطرفين تقريبا، اما الاستثمارات التركية التي وعد بها الرئيس رجب طيب اردوغان اثناء زياراته مطلع هذا العام للخرطوم، فتحتاج وقت طويل حتى تعطي ثمارها.

     

    نعود الى قرار الرئيس البشير قطع العلاقات مع كوريا الشمالية تقربا من الولايات المتحدة، وكسبا لودها، ونقول بأن هذه الخطوة تأتي في الوقت الخطأ، لان الازمة الكورية الشمالية الامريكية تتجه الى بعض الانفراج بعد مضي الطرفين قدما في القمة التي من المقرر ان تعقد بين رئيسي البلدين في 24 من شهر حزيران (يونيو) الحالي في سنغافورة، وربما تعطي نتائج عكسية تماما.

     

    كوريا الشمالية وقفت مع السودان، وزودته بتكنولوجيا عسكرية دون مقابل، ولا تستطيع الحكومة السودانية اتهامها بنشر ايديولوجيتها في أوساط الشعب السوداني على غرار ايران التي جرى اتهامها بنشر المذهب الشيعي لقطع العلاقات معها، ولا نعتقد ان السودان سيحقق أي مكاسب بالإقدام على خطوة قطع العلاقات مع هذه الدولة التي تواجه حصارا أمريكا خانقا لانها ارادت ان تطور قدراتها النووية والصاروخية لتحقيق الردع الفاعل في مواجهة التهديدات الامريكية.

     

    مشكلة السودان لا تنحصر في علاقاته مع ايران وكوريا الشمالية، وانما في الفساد وعقوق دول خليجية قلصت مساعداتها المالية له، وخفضت من حجم العمالة السودانية على أراضيها، تماما مثلما حصل مع الأردن، ونخشى ان يكون حاله حال الرجل الذي يذهب الى الحج والناس راجعة.

     

    كان الله في عون السودان وشعبه في مواجهة ظروفه الصعبة العائدة بالدرجة الأولى الى السياسات المرتبكة والمتخبطة لحكومته، واستفحال الفساد، وما اقرب الشبه بين حاله وحال الأردن، ونأمل ان لا تكون النتائج والتبعات واحدة، خاصة ان ما تصلنا من معلومات تقول ان كيل الشعب السوداني طفح، وصبره بات ينفذ ان لم يكن قد نفذ فعلا.