المزيد
    الرئيسية بلوق الصفحة 4291

    جيوش للإيجار.. السودان تغرق في اليمن

    جيوش للإيجار.. السودان تغرق في اليمن

    المشهد اليمني الأول/

     

    بأوضاع اقتصادية غاية في السوء، ومستقبل لم تتضح معالمه بعد، وانفصال نصف الدولة، والنصف الآخر لا يزال يلملم أشلائه، و”موزايك” عرقي في مناطق البلد كافة، يلوح بالانفصال والأسباب متوفرة وعديدة، يمضي الواقع السوداني من ماضٍ محبط إلى حاضر معقد ومستقبل مهدد.

     

    الأصعب في أيام السودان الحالية، بخلاف الضغوط الاقتصادية اليومية، هو جرّ البلد إلى مواجهة عسكرية، مع جار، لطالما اجتمعت بينهما أسباب النسب والثقافة والقرب الجغرافي وتبادل المنافع، بأقرب مما بين السودان وأي بلد عربي آخر، وهو اليمن، التي وجدت أمامها فجأة، قواتً سودانية، مشاركة في حلف إجرامي، يحاول كسر الشعب اليمني، ونسف وجوده.

     

    البلد التي خاضت تجربتي انفصال، نتج عنها جغرافيا مشتتة، انسلخت من مصر في 1954، لتتحرر من كل احتلال، بريطاني أو سيطرة مصرية، خاضت حربًا مع نصفها الجنوبي، سنوات طوال، لتخرج في النهاية بنصف وطن، يحكمه نظام انقلابي، ساهم في مأساة الانفصال، ولم يكتف بإجرامه في حق البلد، ويستمر في الحكم بعصا الجيش، مثل أغلب أنظمة الشرق الأوسط.

     

    قبل الخوض في حديث مشاركة النظام السوداني، في الحرب الإجرامية على شعب اليمن، لا بد من نظرة على أوضاع السودان الاقتصادية، التي كانت دافعًا لخروج عسكري سوداني غير مسبوق إلى ساحات القتال، فالسودان الحديث –منذ الاستقلال عن بريطانيا ومصر- لم يشارك في أي تجربة حرب خارجية، اللهم إلا مشاركة اسمية في الحروب العربية الصهيونية، كانت صفحات ناصعة من العطاء السوداني، بالإضافة إلى مواقف مجيدة، بعد نكسة العرب في 1967، قدمت فيها السودان كل ما تستطيع، واستضافت الكلية الحربية المصرية، وكانت قواعدها الجوية وموانئها في خدمة الجيوش العربية.

     

    الأزمة السودانية مع الاقتصاد لها شقان، أحدهما أن الاقتصاد بدائي، يقوم في 80% منه أو أكثر على قطاع زراعي بأساليب لم تتغير منذ فجر التاريخ، إضافة إلى رسوم عبور البترول (من جنوب السودان الحبيس)، وتحويلات العاملين بالخارج، والتي تتقلص عامًا بعد الآخر، بفعل تغيرات في بنية دول الخليج، وتقليل الاعتماد على العمالة الأجنبية بشكل عام، والعمالة منخفضة التدريب، كما هي حال العمالة السودانية.
    الضغوط التي تجمعت كسحب، تحولت لعاصفة، مع انهيار أسعار النفط، وقلة المدخول من عبور البترول الجنوبي، وتراجع تحويلات العاملين بالخارج، التي فضلت السوق غير الرسمية للحصول على أسعار أفضل للعملة، ثم حروب بينية في جنوب السودان، بين الفصائل المتناحرة، أثرت على المناطق الحدودية، وعدم التطور الزراعي، لتصبح السودان دولة مستوردة، حتى للغذاء، رغم امتلاكها أراض شاسعة خصبة، وموارد مائية ضخمة.

     

    والأهم على مستوى المشروعات الجديدة، هو فشل نظام عمر حسن البشير، في توفير أي تمويلات دولية لمشروعاته، في ظل بقاء اسم السودان على قائمة الدول الراعية للإرهاب، التي دخلتها السودان في 1997، على خلفية دعاوى إيوائه للإرهابيين، رغم رفع العقوبات الأميركية عنه، ما أوصل البلد بالفعل إلى طريق مغلق.

     

    ومع قلة المتاح من العملات الصعبة، المتوافرة للاستيراد، اتخذ البنك المركزي السوداني، قرارًا بتحرير سعر صرف الجنيه أمام الدولار، في 4 فبراير 2018، ما رفع سعره التأشيري ما بين 28.8 جنيه إلى 31.5 جنيه مقابل كل دولار، من سعر 6.6 جنيه للدولار، وبالتبعية ارتفعت جميع الأسعار في السوق، وتسبب القرار في انحسار كبير في حركة الاستيراد بالبلاد، علمًا بأن السعر في السوق الحرة (أو السوداء) تصل إلى 45 جنيه للدولار، ما أوصل معدلات التضخم إلى نسب غير مسبوقة، سجلت 41% في 2012.

     

    البشير الذي يحكم السودان بقبضة حديدية، منذ انقلابه في 1989، وحتى اليوم، كأحد أطول حكام إفريقيا والعرب بقاء في السلطة، أقام مشهد انتخابات الرئاسة، في 2015، وسط تشكيك عالمي في نتائجها، بعد سيطرته على لجنة الانتخابات العليا، وتقديم عدد من المرشحين كـ”ديكور” يكمل المشهد، ورغم تعهده بعدم الترشح في 2020، إلا أنه يريد دعم أحد رجال حزبه، ليبقى حاكمًا، ولو في الظل، وهي لعبة مارسها سابقًا مع شريكه الدكتور حسن الترابي، قبل أن يزيحه من طريقه، وينفرد بالسلطة.

     

    النظام السوداني يرغب بشدة في محاولة تأمين الحد الأدنى من التمويل اللازم للخروج من أزمة خانقة، وهو بالتأكيد يود حزمة من التمويل السخي، تشبه ما حصلت عليه مصر، بعد وصول الجنرال عبد الفتاح السيسي للسلطة في 2014، حيث وفرت الدول الخليجية تمويلات تصل إلى عشرات المليارات من الدولارات، كودائع ومساعدات وهبات، وهو السبب الجوهري وراء اشتراك الجيش السوداني في حرب اليمن، وسبب تحمل النظام لخسائر ضخمة تقدر بمئات الأفراد، بدون تفكير في وقف هذا النزيف عند حد.

     

    وبالتوازي مع المشاركة مع تحالف السعودية-الإمارات، يبحث البشير وراء الاستفادة من تحالف تركيا-قطر، ومنحت الحكومة السودانية لـ”أردوغان” في زيارته الأخيرة، ميناء سواكن، بالبحر الأحمر، كثمن مقدم  للدعم المنتظر، لكن السودان في هذه اللحظة تخسر كل رهاناتها، فلا أحد في المنطقة، والعالم أيضًا، يرغب في التحالف مع نظام يقف على الجانبين، بحثًا عن مكسب.

     

    كل ما خرج به السودان، وبعد كل التنازلات الممكنة، كان الوعود، لكن لا مال ولا دعم.

     

    المشاركة السودانية في العدوان على اليمن، وفي العام الرابع للحرب، لم تحصد إلا مئات القتلى والجرحى، في حرب معلنة ضد المصالح الحقيقية للسودان، ولو كان الدعم الاقتصادي السخي هو ما يقف وراء قرار البشير بالتورط في المستنقع، فإن الدعم لم يأت أبدًا، وهو جزء من أزمة تلويح قيادات السودان، في الشهور الأخيرة بالانسحاب.

     

    أخطر ما جره الاشتراك في العدوان على اليمن، هو وضع السودان –كشعب- في مواجهة تاريخه ومستقبله، المرهون حتمًا بحسن الجيرة والتعاون مع اليمنيين، وهو ما تسببت الحرب في نسفه تمامًا، والثمن الاقتصادي، ومهما بلغ، لن يعوض السودان عن ما خسره بالفعل في جبال ووديان اليمن.

     

    (أحمد فؤاد – صحافي مصري)

    الرئيس المشاط يشيد بالإنجاز العسكري الكبير الذي حققته القوات البحرية

    الرئيس المشاط يشيد بالإنجاز العسكري الكبير الذي حققته القوات البحرية

    المشهد اليمني الأول/

    أشاد الرئيس مهدي المشاط رئيس المجلس السياسي الأعلى القائد الأعلى للقوات المسلحة، بالإنجاز العسكري الكبير الذي حققته القوات البحرية.

    وأشار الرئيس المشاط في اتصال هاتفي برئيس هيئة الأركان العامة اللواء محمد الغماري إلى أن العملية النوعية التي نفذتها القوات البحرية ضد مواقع قوى الغزو والاحتلال في ميناء المخا عن طريق البحر تمثل نقطة تحول في مسار المواجهة مع العدوان.

    كما أشاد رئيس المجلس السياسي الأعلى بالانتصارات العظيمة التي تحققها قوات الجيش واللجان الشعبية الصاروخية والجوية والبرية والبحرية في جميع الجبهات.

    وهنأ قيادة وزارة الدفاع وأبطال الجيش واللجان الشعبية بالانتصارات الكبيرة التي حققوها على قوى العدوان بدعم وإسناد أبناء القبائل.

    وعبر الرئيس المشاط عن اعتزازه بالجهود الجبارة التي بذلها أبطال الجيش واللجان الشعبية ومنتسبي القوات البحرية وما حققوه من انتصارات نوعية في جبهة الساحل الغربي ومختلف الجبهات.

     

    وأكد على أهمية استمرار حالة التعبئة والجهوزية ورفد الجبهات بالمال والرجال للتصدي لقوى العدوان حتى تحرير كل شبر من الأرض اليمنية.

    فوضى الموت في عدن: إنفلات أمني واغتيالات وتصفيات جسدية

    المشهد اليمني الأول/

     

    عادت مدينة عدن إلى مسلسل الاغتيالات والتصفيات الجسدية وبوتيرة عالية حيث شهدت في الأسابيع القليلة الماضية تزايد عدد الاغتيالات التي طالت أكاديميين وقادة عسكريين وأمنيين وأئمة مساجد كان آخرها اغتيال الشيخ محمد راغب بازرعة إمام وخطيب جامع عبد الله عزام في يوم السبت 21 يوليو الحالي وسط مدينة المعلا على يد ملثمين يستقلون سيارة «هايلوكس» وفي ذات اليوم تعرض نائب مدير أمن عدن العقيد أبو مشعل الكازمي لمحاولة اغتيال بينما كان في طريقه لأداء مهمة أمنية في منطقة الممدارة شمال شرق المدينة وذلك بعد يومين فقط من نجاة إمام وخطيب جامع العادل بانفجار سيارته بجوار مسجد العادل في مدينة المنصورة وعقب اغتيال العقيد سيف الضالعي مسؤول التحقيقات في سجن المنصور من قبل مجهولين.

     

    وغيرها الكثير من الاغتيالات التي شملت مختلف أحياء المدينة والتي تجاوز عددها 400 جريمة اغتيال في الثلاث سنوات الماضية والتي من خلالها تبرز حجم الاختلالات وحقيقة الفشل الذريع الذي تحققه الأجهزة الأمنية في حكومة هادي وعدم قدرتها على إحداث أي تحسن في أدائها حتى بعد تعيين المهندس أحمد الميسري وزيراً للداخلية منذ عدة أشهر والذي – كما يؤكد مراقبون – أنه من أقوى الشخصيات المقربة من هادي ويتمتع بصلاحيات مفتوحة على مستوى الحكومة.

     

    لم يكن القلق في أوساط عامة السكان في أحياء مدينة عدن محدوداً بتزايد عدد الاغتيالات والتصفيات التي طالت شخصيات اجتماعية مؤثرة في أنحاء المدينة، وإنما تجاوز ذلك إلى القلق من تقاعس الأجهزة الأمنية وفشلها الكامل في أداء دورها من حيث الكشف عن الجريمة قبل وقوعها أو ملاحقة المجرمين وإلقاء القبض عليهم وإحالتهم إلى القضاء.

     

    إلى ذلك تحدث أحد عقال الحارات في مدينة المعلا مفضلاً عدم ذكر اسمه قائلاً «تعتبر المعلا أكثر منطقة في عدن شهدت حوادث اغتيالات طالت أئمة المساجد وكان آخرها جريمة اغتيال الشبخ محمد راغب والسبب يرجع إلى تقاعس الأجهزة الأمنية الرسمية عن القيام بواجباتها». وأردف قائلاً: «نحن كعقال حارات نعمل جهدنا وبما يرضي الله وضمائرنا نتعاون مع أقسام الشرطة في المديرية في كل شيء» واستدرك قائلاً: «إلا أنها ما زالت غير قادرة على القيام بدورها».

     

    وأضاف «ولا أخفيكم أننا في مرات كثيرة نبلغ أقسام الشرطة عن تحركات غريبة لأشخاص يدخلون في حوارينا مسلحين ونقول لهم تحركوا ونحدد لهم أماكنهم، لكن ولا عمرهم خرجوا أو تحركوا للقبض على أحد» مبدياً استغرابه من تجاهل الأمن لبلاغاتهم بالقول إن «المشكلة أن بلاغاتنا كانت مفيدة جداً ويتأكد لنا بعد عدة بلاغات أننا كنا على حق لأنه وبعد أن تحدث الجريمة يختفي الأشخاص الذين كنا نبلغ بهم تماماً ونفاجئ بعد ذلك أن كل الجرائم تقيد ضد مجهولين».

     

    وفي رده على تقاعس أجهزة الأمن وعدم تفاعلها مع البلاغات التي تصل اليها قال الملازم فهد حسين ضابط تحقيقات في مباحث أمن عدن : «نحن لا نشكك في أي بلاغات تصلنا عن التحركات المشبوهة لأشخاص أو مسلحين ونتابعها بشكل مستمر ولا نهملها على الإطلاق لكن المشكلة التي تواجهنا أننا نجد من يتم التبليغ بهم أنهم يتبعون أجهزة أمنية وعسكرية تابعة لسلطات موازية للسلطات الرسمية للدولة ولا يقبلون التفاهم مع الأجهزة الرسمية أبداً لأنهم يعتبرون أنفسهم هم الدولة أصلاً».

     

    وأضاف «وكنا في البداية قد طلبنا من قياداتهم إلزامهم بارتداء الزي العسكري الذي يميزهم عن حالات الاشتباه كونهم مسلحين بزي مدني فردوا علينا أن هذه مقاومة شعبية، ولها الحرية في التنقل وإرساء الأمن في أنحاء المدينة».

     

    العميد عبد القوي باعشن مسؤول التوجيه في وزارة الداخلية قال إن «الأسباب التي تقف خلف تدهور الحالة الأمنية في العاصمة المؤقتة عدن عائد إلى حالة الازدواج في الأجهزة الأمنية» مشيراً بذلك إلى ما تعانيه الأجهزة الأمنية الرسمية.

     

    وأضاف: «ما زالت أجهزة الأمن غير موحدة حتى الآن، والأجهزة الأمنية التابعة للداخلية تجد عوائق كبيرة في أداء مهامها خاصة أن الأجهزة الخارجة عن الوزارة تؤكد سيطرتها الكاملة على مناطق في المدينة وأنها تقوم بمختلف المهام الأمنية ورغم هذا تثبت كل يوم بأنها غير قادرة على عمل أي شيء يخدم أمن المواطن واستقراره».

     

    وأردف قائلاً «حتى الآن، نحاول البحث مع تلك القوى الأمنية، ونسألهم عن النتائج التي يتوصلون إليها عقب أي جريمة اغتيال تحدث في المناطق التي تقع تحت إدارتهم الأمنية، ولم نصل معهم إلى نتيجة».

     

    وأضاف «من المؤكد أننا بعد ذلك في الداخلية نجد أنفسنا مجبرين على تقييد تلك الجرائم ضد مجهولين لأننا بالفعل لا يمكننا أن نعيد أسبابها على منظمات إرهابية مثلاً أو غيرها، وإنما سببها الرئيس هو الإزدواج مع أجهزة الأمن الرسمية التي كما يعلم الجمبع أنها مدعومة» في إشارة منه إلى قوات «الحزام الأمني» المدعوم من دولة الامارات مؤكداً على «فشل تلك القوات وعدم قبولها بالتنسيق الأمني معنا في وزارة الداخلية». ولهذه الأسباب أكد باعشن على أن «الوزارة لم تتمكن من القبض على أي من منفذي جريمة اغتيال مالا يقل عن 25 إمام مسجد حتى اليوم وأن جميعها مقيدة ضد مجهولين».

     

    اختلت ثقة المواطنين في مدينة عدن بمختلف الأجهزة الأمنية. لم يعد أحد يعوّل على أي دور يمكن أن تقوم به وزارة الداخلية في حكومة هادي وكذلك هو حال الأحزمة الأمنية التابعة لـ«المجلس الانتقالي الجنوبي» و«الفصائل الجنوبية» المدعومة بالسلاح والمال من دول «التحالف»، وتحديداً دولة الإمارات.

     

    إلى ذلك تحدت الأستاذ منير دبعي مدرس في إحدى مدارس المعلا وقال «يبدو أن ما تشهده مدينة عدن من اغتيالات وتصفيات تستهدف الدعاة والمثقفين لم يأت من فراغ بل جاء نتيجة لخطط مدروسة للغاية، والهدف من وراء ذلك تفريغ المجتمع العدني من الشخصيات والرموز الاجتماعية المؤثرة والتي كان لها دور في المقاومة وتحرير المدينة»، معللاً ذلك بالقول «هناك قوى خارجية لها أهداف في اليمن عموماً وفي عدن على وجه الخصوص ووجدت فرصتها في تحقيق أهدافها من خلال إشرافها وإدارتها لهذه التصفيات».

     

    وأردف قائلاً «لم يعد عندي شك في أن الدور الذي تلعبه الامارات في إطار التحالف العسكري يحقق لتلك القوى أهدافها وقد أكدت ذلك تقارير صحفية لوكالات أنباء عالمية» في إشارة إلى تقرير وكالة «أسوشيتد برس» الأمريكية الذي نشرته في أبريل الماضي وأكدت فيه دور الامارات في الاغتيالات التي تحدث في عدن.

     

    ويرى مراقبون أن تدهور الحالة الأمنية ووصولها إلى أسوأ حالاتها في الأسابيع الأخيرة وسط صمت وتجاهل دول تحالف العدوان يؤكد على حقيقة الدور الكبير الذي تؤديه في هذا الجانب خاصة أنها ما زالت تتبنى قوى أمنية موازية للقوات الحكومية ولم تف بالتزاماتها الأخيرة في دمج تلك القوى ضمن قوات الأمن التابعة لوزارة الداخلية ما يعني أن أهدافاً لهذه الدول تريد تحقيقها من خلال الرهان على بقاء الانقسامات والتدهور المتزايد للحالة الأمنية في عدن.

    (إسماعيل أبو جلال – العربي)

     

    *عدن: 4 قتلى بتفجير استهدف موكب قيادي أمني

     

    الي ذلك قُتل 4 أشخاص وأصيب 4 آخرون بجروح اليوم الثلاثاء جراء انفجار عبوة ناسفة في موكب قائد كتيبة «حزم أربعة» التابعة لإدارة أمن عدن رامي محمد الصميدي.

     

    وقال مصدر أمني إن «عبوة ناسفة انفجرت في سيارة قرب النقطة الأمنية المقابلة لفندق القصر بمدينة إنما على الطريق العام بين مديريتي المنصورة والبريقة».

    وأضاف أن رجل وامرأة كانا قرب موقع الانفجار قتلا في الحادث إضافة إلى شخصين مجهولي الهوية فيما أصيب 4 جنود كانوا على متن سيارة عسكرية خلف سيارة الصميدي (ابو مهتم) ولم يكشف المصدر عمّا إذا قائد كتيبة حزم أربعة قد تعرض لإصابات في التفجير.
    من جانبه أفاد مصدر طبي في مستشفى النقيب بمدينة المنصورة أن 4 جنود أصيبوا في الحادث ووصلوا المستشفى، واصفاً إصابة اثنين منهم بالحرجة.

     

    وعقب الانفجار قام أفراد النقطة الأمنية المقابلة للفندق بمنع السيارات والمركبات من المرور بين المدينتين كما منعوا المواطنين من الاقتراب من موقع الانفجار.‎

     

    وتشهد عدن عمليات تفجير واغتيال واختطاف استهدفت مقار أمنية وحكومية وخطباء وأئمة مساجد وضباطاً في الأمن والجيش والمقاومة الشعبية ورجال قضاء تصاعدت في الأونة الأخيرة بعد عودة هادي إلى المدينة قبل أكثر من شهر.

    الإمارات تنتقم لهزيمتها من نازحي الحديدة في عدن!

    الإمارات تنتقم لهزيمتها من نازحي الحديدة في عدن!

    المشهد اليمني الأول/

     

    وسط تهديد الإمارات باستئناف عمليتها ضد الحديدة بعد ما اعتبرته أبو ظبي فشلاً لمبادرة المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث باغتت القوات اليمنية المشتركة مساء أمس المعقل العسكري الرئيس للقوات الإماراتية في الساحل الغربي لليمن بعملية نوعية غير مسبوقة في الحرب اليمنية. وفي المعلومات شنت قوة بحرية يمنية هجوماً من البحر على مراكز القوات الإماراتية في ميناء مدينة المخا التابعة لمحافظة تعز والواقعة جنوب محافظة الحديدة على ساحل البحر الأحمر.

     

    وبدا أن العملية كان مُحضَّراً لها بإتقان وأُعدّت بناءً على جهد استخباري نجح في اختراق القوات البحرية لـتحالف العدوان ومباغتة مراكز القوات الإماراتية على الساحل في خطوطها الخلفية. وأفاد مصدر عسكري بأن العملية النوعية حققت تفجير المرسى البحري ورصيف الإنزال قرب الميناء حيث كان المكان ممتلئاً بالعتاد البحري والذخائر التي يتم إنزالها عن طريق القطع البحرية إضافة إلى تجمعات للقوات الإماراتية وميليشياتها ما أدى إلى سقوط خسائر في صفوف هذه القوات.

     

    وتُعدّ منطقة المخا نقطة الارتكاز المعتمَدة بشكل رئيس في عمليات القوات الإماراتية المتواصلة لاحتلال مدينة الحديدة، ومنها تنطلق القوات البرية وقوافل الإمداد والدعم اللوجستي شمالاً باتجاه مديريات الحديدة على طول الخط الساحلي.

     

    وعلى هامش معركة الحديدة برزت تغريدات، أول من أمس، لوزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتي أنور قرقاش اعتبر فيها أن تقدم قوات «التحالف» الذي تقوده السعودية ضد اليمن باتجاه الحديدة استحق «الإشادة» الدولية لمراعاته للوضع الإنساني وأرواح المدنيين.

     

    ادعاءات لم يعد خافياً مدى مخالفتها للوقائع على الأرض وحقيقة ما تقوم به أبو ظبي والذي يبدو معاكساً تماماً لمزاعم قرقاش. من ذلك أن المليشيات التابعة للإمارات في المناطق الجنوبية لليمن تستمرّ في ممارسة أقصى أنواع التنكيل والعنصرية بحق النازحين من المناطق العسكرية في الساحل الغربي. إذ تمنع قوات «الحزام الأمني» الذي يشرف عليه الداعية السلفي هاني بن بريك من مقر إقامته في أبوظبي منذ بداية الهجوم على الحديدة مئات الأسر النازحة من الدخول إلى الجنوب.

     

    وقال النازحون في وقت سابق إن المئات من السيارات القادمة من المحافظات الشمالية لا سيما من الساحل الغربي، محتجزة في نقاط «الحزام الأمني» عند مداخل عدن ولم يسمح لهذه الأسر بدخول عدن، بما في ذلك النساء والأطفال. ورغم المناشدات المتكررة من قبل مسؤولين في حكومة هادي استنكروا تعريض الأطفال والنساء والشيوخ للأذى إلا أن هذه النداءات لم تلق أي صدى.

     

    والجدير ذكره هنا أن عشرات المواطنين النازحين القادمين من الساحل الغربي ينامون على الطرقات عند مداخل المدينة الجنوبية حيث اضطروا للبقاء في العراء من دون أن تُقدَّم لهم يد المساعدة والعون. ويأتي ذلك وسط حملة إعلامية منظمة يقوم بها نشطاء جنوبيون تابعون لدولة الإمارات على وسائل التواصل الاجتماعي مشحونة بالكراهية والعنصرية والعداء للنازحين والعمال القادمين من المحافظات الشمالية.

     

    عنصرية لم تقتصر على الفعل الكلامي بل تعدته إلى الاعتداء حيث أقدم صباح أمس مجهولون على رمي قنبلة يدوية على مكان يتجمع فيه نازحو الحديدة في حي جولة القاهرة في مدينة عدن ما أدى إلى سقوط قتيلين وجرح خمسة أشخاص آخرين حالة بعضهم حرجة. وكان مئات من سكان مدينة الحديدة سقطوا بين قتيل وجريح أثناء هروبهم من القصف العنيف الذي شنته القوات الإماراتية على المدينة وبقية مدن الساحل الغربي.

     

    ومن استطاع منهم النجاة وفرّ إلى الجنوب كانت المليشيات الموالية لأبوظبي لاسيما في عدن في انتظاره بأعمال التنكيل وممارسة العنصرية بدلاً من تأمين المأوى والغذاء فيما تدعي الإمارات صرف مئات ملايين الدولارات على أعمال الإغاثة في اليمن وأن الهجوم على الحديدة يأتي في إطار الجهد الإغاثي والإنساني لأبو ظبي في هذا البلد!

    (لقمان عبدالله)

    عدن .. العودة إلى المربع الأول للاغتيالات

    عدن .. العودة إلى المربع الأول للاغتيالات

    المشهد اليمني الأول/

     

    عادتْ ظاهرة الاغتيالات التي تستهدف عدداً مِـنْ الرموز المختلفة في مدينة عدن – جُلها أمنية ورجال دين – لتطل برأسها من جديد بشكل خطير بعد هدوء نسبي في الأسابيع القليلة التي تلتْ الاتفاق – غير المُعلن – الذي أبرمته حكومة هادي مع الإمارات والسعودية وبعض القوى الجنوبية قُبيل الحملة العسكرية المتعثرة التي قادتها الإمارات صوب مدينة الحُديدة في الساحل الغربي والذي بموجبه سمَحَ «التحالف» لهادي وحكومته بالعودة إلى عدن.

     

    فلم تمُرُ سوى 24 ساعة على جريمة اغتيال ضابط بحث السجن المركزي في المدينة سيف الضالعي، حتى استهدف مجهولون السبت نائب مدير أمن المحافظة أبو مشعل الكازمي، بقنبلة يدوية ألقاها أحدهم على منزله أصابته بإصابة متوسطة وذلك بعد أقل من ساعة على اغتيال إمام جامع عبدالله عزام في حي المعلا الشيخ محمد راغب بازرعة كاستئناف لعمليات اغتيال رجال الدين التي قضتْ على العديد منهم في عدن ومحافظات أخرى من دون أن يعرف مصير العناصر الإرهابية التي بعضها وقع بيد «التحالف».

     

    لا شك أنّ الوضع الأمني المتردي في عدن هو جزء مصغَر من وضع أمني شامل غاية بالسوء والتعقيد في عموم الجنوب بل وفي عموم اليمن وصورة عاكسة للوضع السياسي المضطرب منذ أكثر من ثلاث سنوات هي عُـمْر حرب مدمرة مع استمرار انسداد أفق التسوية السياسية ونتيجة طبيعية لتداخل قوى محلية وإقليمية متعددة المشارب والأهداف بالشأن الجنوبي بعد أن أصبح ميداناً لصراعاتها وملعباً رحباً لتصفية حساباتها السياسية والفكرية الإقليمية والمحلية خصوصاً بعد نشوب الأزمة الخليجية بين السعودية والإمارات والبحرين ومصر من جهة وقطر من جهة ثانية وهي الأزمة لتي ألقت بظلالها الداكنة على الوضع في اليمن والجنوب تحديداً من خلال حرب ظاهرة وخفية بين قطر التي تؤيد حزب «الإصلاح» (إخوان اليمن) وهذه الدول وبالذات الإمارات وما جرى في جزيرة سقطرى قبل أشهر وما يجري اليوم في المهرة من صدام قطري – سعودي – إماراتي غير مباشر هناك مثال على ذلك. هذا علاوة على تصادم المشاريع السياسية والفكرية والاقتصادية لهذه القوى في الجنوب كامتداد لصراع في القرن الأفريقي والبحر الأحمر فضلاً عن أطماعها السياسية والاقتصادية والجغرافية في البر والبحر.

     

    يأتي هذا في ظل تداخل مهام الأجهزة الأمنية والعسكرية «المفترضة»، وتعدد وولاءاتها لقوى في الداخل والخارج، وطرق تشكيلها والتي تأخذ بعضها شكل الكيانات الجهوية العصبية والحزبية بعيداً عن شكل المؤسسة الأمنية الرسمية ليسهل بالتالي التحكم بها عن بُعد وهذه المؤسسة الأمنية الرسمية تتعرض لحرب شعواء واستهداف لا هوادة فيه، وبالذات في عدن لغرض تقويض جهودها أو بالأصح ما تبقى فيها من أشلاء مؤسسة، من زمن الدولة الجنوبية المغدور بها.

     

    وفي ظل عبث حزبي وسياسي واضح، تقوم به جهات داخل عدن وداخل سلطة هادي يطال الحالة الأمنية في عدن وغير عدن حسابات سياسية بحتة يشكل المال ركيزة هذا العبث ويمثل الهدف السياسي الغاية منه في ظل وضع معيشي مريع يعصف بالوطن من كل الجهات وانهيار متواصل للعملة المحلية «الريال» حيث انحدر سعره أمام الدولار إلى 510 ريالات حتى مساء السبت مع تفاقم أزمات الخدمات الضرورية بشكل مخيف في الأيام الأخيرة ومنها مادة الوقود بكل مشتقاته واختناقات المياه والكهرباء في عموم عدن واشتعال نار الأسعار إلى مستوى غير مسبوق مع تراشق الاتهامات بين كل القوى في الساحة ومنها «المجلس الانتقالي الجنوبي» الذي يصب جام غضبه على فساد حكومة هادي وحزب «الإصلاح» بل وتراشق حاد بين قوى داخل هذه السلطة نفسها، حيث يتهم كل منها الآخر بالفساد كالذي أطلقته أخيراً مديرة شركة النفط في عدن انتصار العراشة التي اتهمت حكومة أحمد بن دغر بمحاباة التاجر أحمد العيسي الذي تتهمه الشركة بالفساد وبالاستحواذ على كل مقدرات النفط بما فيها المصافي وخزانات الوقود وبالتلاعب بالأسعار، بمباركة الحكومة، ويتنصل من كل الاتفاقات مع الشركة.

     

    وفيما اكتفى «الانتقالي» بالتهديد «الأجوف» بإسقاطه لحكومة «الفساد» تتصاعد وتيرة تدهور الأوضاع في عدن وعموم الجنوب وبالذات الأمنية والمعيشية ناهيك عن تعقد الوضع السياسي أكثر فأكثر مع خطاب إماراتي يلمح إلى وصوله إلى قناعة استحالة الحسم العسكري وإلى احتمالية إعادة الجنود الإماراتيين إلى ديارهم كما ورد صراحة قبل يومين على لسان مستشار محمد بن زايد عبدالله عبدالخالق بالتزامن مع أصوات خليجية باتت تجهر بذات التوجهه علانية.

    بقلم : صلاح السقلدي

    بهذه الطريقة تستغل الإمارات اليمنيين ووسائل التواصل الإجتماعي لتحقيق أطماعها!!

    بهذه الطريقة تستغل الإمارات اليمنيين ووسائل التواصل الإجتماعي لتحقيق أطماعها!!

    المشهد اليمني الأول/

    كشفت تقارير إعلامية يوم الأحد عن استقدام الامارات لمجموعة من الصحفيين اليمنيين إلى مصر وذلك من أجل تدريبهم على تقنيات التواصل الاجتماعي وكيفية التأثير باستخدامها، واستقطاب الطرف الأخر من خلالها.

    وقالت مصادر جنوبية أن الهدف الرئيسي من تنظيم الامارات لهذه الورشة التدريبية هومن أجل العمل مع لجان إلكترونية إماراتية، تهتم في إنجاح القضايا التي تخص الإمارات في اليمن.

    وكشفت هذه المصادر الجنوبية أن مجموعة من إعلاميين وصحفيين من جنوب اليمن من يملكون توجها انفصاليا، حضروا إلى مصر من أجل حضور الحصص التدريبية منذ يوم الخميس الماضي.

    ومن بين القضايا التي تعمل الامارات على النجاح فيها هو استهداف قطر، حيث لوحظ في الآونة الأخيرة على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر”، تدشين هاشتاغ يمنيا يهاجم قطر، ويتهمها بأنها “تقتل عدن”، تحت هاشتاغ #الدوحة_تقتل_عدن. وبدأ الهاشتاغ اليوم السبت تحديدا، وشهد نشرا كثيفا على طريقة ما اصطلح عليه مؤخرا بـ “الذباب الإلكتروني”.

    يذكر أن الامارات تشارك ضمن ما يسمى التحالف السعودي الأمريكي في الحرب على اليمن، وهي تنشط في المناطق الجنوبية وتستغل الجنوبيين في سبيل تحقيق مصالحها وأهدافها في المنطقة.

    سفارة الإمارات: الخرطوم تناوِر … والضغط عليها أولوية

    سفارة الإمارات: الخرطوم تناوِر ... والضغط عليها أولوية

    المشهد اليمني الأول/

     

    لم تترك السعودية والإمارات نظام الرئيس السوداني، عمر البشير، حتى دفعتاه دفعاً نحو تبديل تموضعه الاستراتيجي من حكومة صديقة لإيران، وداعِمة للمقاومتين الفلسطينية واللبنانية، إلى أخرى مرتمية في حضن «الاعتدال»، ومستميتة لنيل الرضا الأميركي. هذا ما يقرّ به السفير الإماراتي في الخرطوم، حمد محمد الجنيبي، في وثيقة مؤرّخة بـ13 تشرين الثاني/ نوفمبر 2017 تحمل عنوان «علاقات السودان وقطر في ظل المقاطعة»، حيث يقول: «دخل لاعبون جدد في علاقات السودان هم الإمارات والسعودية، لتشهد علاقاتهما مع السودان نقلة نوعية استطاعا من خلالها جر السودان إلى مربع الاعتدال من خلال جهود دبلوماسية لدعمه والتعاون معه في العديد من الملفات، وأهمها ملف رفع العقوبات الاقتصادية التي فرضتها الولايات المتحدة. ونجحت تلك الجهود حتى وصل السودان إلى مرحلة إغلاق المراكز الثقافية الإيرانية، ومن ثم قطع العلاقات مع إيران، والمشاركة الفعالة في عاصفة الحزم… (و) إعلان إنكاره لأي علاقة تربطه بتنظيم الإخوان المسلمين العالمي».

     

    هذه التطورات، التي تم من أجلها «تناسي الكثير من المرارات والمواقف السلبية لنظام البشير» بحسب الجنيبي، جاءت الأزمة الخليجية لتثير الشكوك بشأن إمكانية استمرارها. إذ «يبدو من خلال الأحداث الأخيرة أن السودان قد عاوده الحنين إلى ميوله القديمة والنَّفَس الإخواني الذي ظل يلازمه في الفترة الماضية»، كما «يبدو أن محاولات إصلاح النظام السوداني قد عادت إلى المربع السابق» وفق ما يرى الدبلوماسي الإماراتي في البرقية نفسها، مستشهِداً بمجموعة مؤشرات من بينها «زيارة البشير إلى قطر، ثم زيارة وزير المالية القطري إلى الخرطوم» اللتين يَعدّهما «مؤشراً إعلامياً يحمل دلالات سياسية في تحدي دول المقاطعة»، وكذلك «توقيع عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم في مجالات توفير السلع والمشاريع التنموية»، إضافة إلى «دخول قطر في إدارة هذا الميناء (بورتسودان)» بما «يمثّل استفزازاً في ظل الأزمة مع قطر»، بحسب ما جاء في وثيقة أخرى معنونة بـ«السودان تقبل عرض قطر لإدارة ميناء بورتسودان وترفض عرض موانئ دبي» (تحمل تاريخ 16 تشرين الثاني/ نوفمبر 2017).

     

    ورغم أن الجنيبي يحاذر الحسم في تشخيص موقف السودان الجديد بوصفه إياه بـ«المرتبك» وبأنه «أكثر تعقيداً»، وبربطه في غير موضع بـ«محاولة للعب على الحبلين طمعاً في الحصول على المزيد من المكاسب من الدول المقاطعة لقطر»، أو الأمل بأن «تكون خطوط المصالح على مستوى مستقيم مع كلا الجانبين» (السعودية والإمارات من جهة وقطر من جهة أخرى) طبق ما يرد في الوثيقة الأولى، أو الرغبة في «تحقيق أكبر قدر من الفائدة من خلال موقفها (أي الخرطوم) المحايد بشأن الأزمة القطرية فمن جهة تدعي بأنها مع التحالف العربي، ومن جهة أخرى عينها على الدعم القطري الذي أصبح مغرياً لهم في ظل استمرار المقاطعة» بحسب ما يعتبر الجنيبي نفسه في وثيقة ثالثة تحمل عنوان «محضر لقاء السفير مع مدير مكتب الرئيس السوداني» (19 تشرين الثاني/ نوفمبر 2017)، إلا أن الدبلوماسي الإماراتي يتهم الخرطوم بشكل أو بآخر بالخداع بقوله مثلاً في الوثيقة الثانية إن «حديث وزير النقل السوداني عن أن الطلب القطري لإدارة الميناء كان قبل طلب موانئ دبي هو حديث غير صحيح وقطر لم يسبق لها أن تقدمت بطلب لإدارة ميناء بورتسودان إلا مؤخراً»، واتهامه حكومة البشير في وثيقة رابعة مؤرخة بـ19 تشرين الثاني/ نوفمبر 2017 (الموضوع: معلومات عن موضوع إدارة ميناء بورتسودان ومكتب البشير يقترح لقاء موانئ دبي) بأنها «تمارس المناورة في استمرار تعزيز علاقاتها مع الدوحة تحت أكثر من عنوان ومنها إدارة بورتسودان».

     

    انطلاقاً من ذلك، يوصي الجنيبي، في الوثيقة الرابعة عينها، بممارسة «الضغط على حكومة البشير التي تقف متأرجحة في موقفها من الأزمة مع قطر». ضغط ربما شكّل الامتناع عن إغاثة الخرطوم تزامناً مع أزمة الوقود الأخيرة بعضاً من مظاهره. غير أن تلويح السودان بسحب قواته من اليمن، إثر تلك الأزمة، سرعان ما استنفر السعودية والإمارات وحملهما على اتخاذ خطوات إنقاذية. ومن هنا، يبدو أن العلاقة بين الجانبين لا تزال محكومة بالمصلحة المتبادلة: نظام البشير يحاول استغلال الحاجة السعودية – الإماراتية إلى جنوده إلى أقصى حد ممكن، والرياض وأبو ظبي تتنقلان ما بين الإمساك بالجزرة تارة والتلويح بالعصا تارة أخرى. مقايضة لا تُعلم قابليتها للاستمرارية، خصوصاً إذا ما ضاق هامش المناورة على السودانيين، ووجدوا أنفسهم مضطرين للاختيار.

     

    اهتمام استثنائي بـ«بورتسودان»

     

    يشكّل موضوع ميناء بورتسودان، الواقع على الساحل الغربي للبحر الأحمر، محوراً لوثيقتَين اثنتين من الوثائق المسرّبة من السفارة الإماراتية في الخرطوم. في الأولى التي تحمل عنوان «السودان تقبل عرض قطر لإدارة ميناء بورتسودان وترفض عرض موانئ دبي»، يشير السفير حمد الجنيبي إلى إعلان وزير النقل السوداني، مكاوي محمد عوض، الاتفاقَ مع الحكومة القطرية على تطوير ميناء بورتسودان، ورفضَ طلب «موانئ دبي» إدارة الميناء، وتعليلِه (أي مكاوي)، ذلك أن الطلب القطري كان قبل طلب «موانئ دبي». وللدلالة على خطورة الخطوة، يلفت الجنيبي في التعليق إلى أن «ميناء بورتسودان من الموانئ المهمة في السودان ودول الجوار، وتحديداً الدول الحبيسة مثل إثيوبيا وتشاد، إلى جانب موقعه الاستراتيجي المهم على ساحل البحر الأحمر».

     

    أما في الوثيقة الثانية المعنونة بـ«معلومات عن موضوع إدارة ميناء بورتسودان ومكتب البشير، يقترح لقاء موانئ دبي»، فينقل الجنيبي عن مدير إدارة الشؤون العربية في وزارة الخارجية السودانية، أحمد يوسف محمد، تبريره ما جرى بأن «الإعلان السوداني نقل تصريحات الوزير بشكل غير صحيح»، وأن «الاتفاق مع قطر لا يتعلق بميناء بورتسودان، وإنما بميناء سواكن الذي يبعد 25 كيلومتراً جنوب بورتسودان وهو ميناء خاص بالحاويات». وينقل الدبلوماسي الإماراتي عن المسؤول السوداني أن «الحكومة السودانية حريصة على أن ترسي المناقصة (مناقصة بورتسودان) على مجموعة موانئ دبي العالمية (…و) أنه لا توجد شركة منافسة لها على مستوى هذه المناقصة». وفي تعليقه على التبرير السوداني، يضيف الجنيبي، نقلاً عن مدير مكتب الرئيس السوداني حاتم حسن بخيت، أن «مكتب سموّ الشيخ منصور بن زايد آل نهيان استفسر عن مدى جدية الجانب السوداني في قبول عرض موانئ دبي»، وأن بخيت «عرض الأمر على الرئيس البشير الذي اقترح حضور سعادة الرئيس التنفيذي لشركة موانئ دبي لمقابلته شخصياً في الفترة التي تناسبه بين يومي 27 – 28 نوفمبر 2017 وذلك لحسم الأمر نهائياً».

     

    طه عثمان أُبعد بنصيحة قطرية!

     

    في تعليقه على تطور موقف السودان من الأزمة الخليجية، يلفت السفير حمد الجنيبي، في وثيقة «علاقات السودان وقطر في ظل المقاطعة»، إلى أن «السودان حاول في بداياتها (أي الأزمة) أن يتخذ موقف الحياد وسعى إلى الاحتماء وراء المبادرة الكويتية ونجح إلى حد ما، ولكن جاء قرار إبعاد المبعوث الرئاسي الفريق طه عثمان الذي تقول المصادر إنه حصل بناءً على نصيحة قطرية». والجدير ذكره هنا أن قرار إقالة وزير الدولة في رئاسة الجمهورية، مدير مكتب البشير، طه عثمان الحسين، اتُّخذ في حزيران/ يونيو 2017، وأثار حينها العديد من التكهنات بشأن خلفياته، وأعاد تسليط الضوء على سيرة الوزير الموصوف بأنه «رجل الظل»، إلا أن أكثر ما شكّل علامة فارقة في استقراء القرار، أن الحسين أدى دوراً مهماً في تعزيز العلاقات السودانية – الإماراتية، وقبل ذلك كانت له بصمته في قرار حظر المراكز الثقافية الإيرانية والحسينيات في السودان، ولعلّ ذلك هو ما دفع الجنيبي إلى اعتبار إقالته أمراً مقلِقاً.

     

    ويتابع الدبلوماسي الإماراتي في الوثيقة نفسها أن «الرئيس السوداني اجتهد في البداية في التمسك بالحياد وأن يكون قريباً من السعودية وأرجأ زيارته لقطر عدة مرات، إلى أن زار قطر أخيراً خلال جولة شملت الكويت والسعودية حيث التقى خادم الحرمين الذي حسب المعلومات أبلغه عدم رضاه عن زيارته لقطر».

     

     

    الوساطة الكويتية «لم تعد مقبولة»

     

    في الوثيقة المعنونة بـ«محضر لقاء السفير مع مدير مكتب الرئيس السوداني» (19 نوفمبر 2017)، يورد السفير الإماراتي، حمد الجنيبي، «أبرز ما قاله» وزير الدولة ومدير مكاتب الرئيس السوداني، حاتم حسن بخيت، خلال اللقاء. وفي ما يلي بعض من تلك المقتطفات: 
    «* ذكر أن الرئيس البشير يحرص على أن ينقل للقيادة في الإمارات والسعودية أن الذي يمثل السياسة الخارجية للسودان هو شخصياً، وأن الحكومة السودانية تؤكد أن مساعد الرئيس إبراهيم السنوسي التابع لحزب المؤتمر الشعبي (حزب الترابي) ليس له أي سلطة أو قرار في السودان، ووجوده في الحكومة جاء من خلال الحوار الوطني الذي جرى أخيراً، وليس لديه سوى ملف صغير يتعلق بالتنمية بين الدول الأفريقية، وبالتالي فإن موقف السودان الثابت هو موقع محايد من الأزمة في قطر.

    * وأفاد بأن الحكومة السودانية توصلت إلى اقتناع بأن المبادرة الكويتية لم تعد مقبولة لدى دول المقاطعة، لذلك ابتعدت عن الاحتماء بها أو تأييدها.

    * وذكر أن السودان توصل إلى اقتناع بأن موقع دول الخليج من قطر هو مقاطعة طبيعية وليست حصاراً، وأنهم وجهوا الإعلام السوداني بعدم الحديث عما يسمى الحصار، حسب الزعم القطري.

    * وقال إن أزمة قطر أوقفت مصالح السودان في ظل أزمة حقيقية تتعلق بشح العملة وزيارة الرئيس السوداني لقطر كانت من أجل مناقشة العلاقات بين البلدين وملف إعمار دارفور من خلال بنك دارفور المزمع إنشاؤه حسب اتفاق الدوحة والذي يبلغ رأسماله (2) مليار دولار. كما أن السودان يأمل أن تساهم قطر في ضم الفصيلين الكبيرين في دارفور، وهما حركة العدل والمساواة وجماعة مناوي إلى ملف السلام. وقال إنهم أطلعوا الإمارات والسعودية للعلم بالزيارة وأهدافها في حينه…

    * وأشار إلى أن السودان محرج ولا يريد تقديم طلبات مباشرة لدعم مالي من الإمارات والسعودية لأن القيادة السودانية تشعر بأنها أثقلت عليهم في الفترة الماضية، وتوجيهات الرئيس لهم بعدم تقديم طلب مباشر، والقطريون عرضوا المساعدة. وقال لا نستطيع أن نرفض، لكن لا يمكن لهذا الدعم أن يؤثر على موقف السودان ومشاركته مع التحالف في اليمن».

    صدمة الهجوم البحري المباغت على ميناء المخا تربك العدوان

    صدمة الهجوم البحري المباغت على ميناء المخا تربك العدوان

    المشهد اليمني الأول/

     

    معادلة الساحل الغربي في اليمن تتسع وقواعد الاشتباك والأعمال القتالية تسير وفق خطط وتكتيك عسكري مدروس، للتنكيل بالغزاة والمرتزقة وتقطيع أوصالهم وتعزيز واقع على الأرض فرضه أبطال الجيش واللجان الشعبية بمساندة الطيران المسير والقوة الصاروخية وضربات وعمليات نوعية للقوات البحرية والدفاع الساحلي.

     

    وفي عملية نوعية ومهمة نفذت القوات البحرية هجوما مباغتا أمس على تمركز الغزاة والمحتلين في ميناء المخا الأمر الذي شكل صدمة للعدو كون العملية نفذت من البحر في وقت تتجه الأنظار نحو هجوم محتمل على ميناء الحديدة.

     

    وبحسب مصدر عسكري في القوات البحرية فقد حققت العملية أهدافها بدقه بالغة إذ تم تفجير مخازن العتاد الحربي وغرف عمليات العدو إضافة إلى سقوط عشرات القتلى والجرحى في أوساط الغزاه بينهم قيادات كبيرة.

     

    وأوضح المصدر  أن الهجوم استهدفت المرسى البحري ورصيف الانزال الذي كان ممتلأ بالعتاد الحربي والذخائر  مؤكدا دوي انفجارات استمرت لوقت طويل واشتعال النيران في الرصيف البحري.

     

    ومن شأن هذه العملية بأبعادها المختلفة أن تخلط أوراق العدوان في الساحل الغربي وتقلق داعميهم الدوليين لما يشكله المخاء من مركز لانطلاق عمليات العدو ونقطة ارتكاز لامداد قواته المنتشرة باتجاه سواحل الحديدة.

     

    وتعد هذه العملية قفزة ميدانية استراتيجية أثبتت أن جميع مواقع وأماكن تمركز العدو لم تعد آمنة على طول الشريط الساحلي وأن عمليات الجيش واللجان الشعبية لم تعد تقتصر على الأوضاع الدفاعية المتحركة والهجومية بل إن بنك الأهداف تتسع دائرته والخيارات مفتوحة في أكثر من اتجاه.

    خطباء ومشائخ عدن .. من المنابر إلى المقابر !

    خطباء ومشائخ عدن .. من المنابر إلى المقابر !

    المشهد اليمني الأول/

     

    يستمر مسلسل الاغتيالات الممنهجة والمنظمة في مدينة عدن الجنوبية على مرأى ومسمع من عشرات المكونات الداخلية والخارجية التي تكدست في مؤسساتها بداعي الحماية والتحرير، مشهد يتكرر كل يوم حتى صار روتيناً رغم فداحته، ولم يجرؤ أحد على فتح ملفاته أو التنقيب عن حيثياته في دهاليز الصراع الخفي الذي تفرضه أجندات الإمارات والسعودية، ومن ورائهما ديكورات جنوبية تتولى التنفيذ بيمناها وتستلم بالأخرى ثمن الاستغلال والاسترزاق، والأدهى أن يحدث كل هذا الجرم والانفلات في مدينة يعتبرها تحالف العدوان العاصمة المؤقتة ليمن جديد يشرف على صناعته بكلتا يديه، ويرى فيها النموذج الحقيقي الذي يختزل فيه عملياً الهدف الأسمى من عاصفة حزمه، والصورة الأوضح لتقاسيم إعادة الأمل لثغرها الباسم وتجاعيد وجهها المتهالك، أو بمعنى أصح النموذج الكامل لما ينوي فعله هذا العدوان في باقي المحافظات التي يسابق الوقت ويكابد الويلات لاحتلالها وتحرير أهلها.

     

    وبالرغم من أن كل عمليات الاغتيالات تقيّد ضد مجهول، إلا أن هذا “المجهولمعلوم لأسر الضحايا وذويهم الذين اكتفوا بالتنديد والتغريد في وسائل التواصل الاجتماعي، وتوجيه أصابع الاتهام لأبوظبي وسلطاتها بدليل أنه عند اغتيال أول رجل دين في بداية مرحلة التصفية لعلماء الجنوب سارع العديد من المواطنين لملاحقة الجناة والقبض عليهم وتسليمهم إلى مقر القوات الإماراتية في البريقة، لكنهم فوجئوا بالإفراج عنهم بعد ساعات.

     

    في غير ذي بعيد من مدينة عدن شهدت محافظتا شبوة والمهرة اعتصامات شعبية متصاعدة للمطالبة بخروج الاحتلال السعودي والإماراتي وتسليم المحافظتين لأهلها على الرغم من أنهما لا تقبعان تحت ويلات كتلك التي تعيشها مدينة عدن التي يجثم عليها الخنوع، ولم تحظَ بصحوة مشابهة لسكانها للمطالبة بوقف عمليات الاغتيال التي يتعرض لها خطباء وأئمة مساجدها، أو وقف عمليات الإخفاء القسرية ناهيك عن صروف التعذيب في غياهب السجون، أو لنقل المطالبة بتحسين الخدمات الأساسية التي تتطلبها حياتهم بدء بالمأكل والمشرب، مروراً بصرف المرتبات وانتهاء بخفض موجة الأسعار التي تعصف بالاقتصاد ويتكبّد تبعاتها المواطن اليمني شمالاً وجنوباً.

     

    وبالنظر إلى ما يحدث اليوم في عدن وأسباب عودة العنف إلى واجهتها نجد خيوط اللعبة متشابكة، وجميعها مؤشرات تؤكد الرغبة الإماراتية في التخلص من كلٍ من حزب الإصلاح وقيادات ما يسمى بالشرعية في عدن، وتأجيج الصراع الإيديولوجي والمناطقي على حدٍ سواء، إذ وجد الإصلاح نفسه في عزلة عن تطورات الأحداث المتسارعة التي تستهدفه شكلاً ومضموناً، فالتقارب الإماراتي الأخير مع حكومة الرياض في عدن يقضي بفك الشراكة معه وعزله عن أي مشهد سياسي قادم، ورافق هذا التقارب إعداد معسكرات لنجل الرئيس السابق طارق صالح في عدن على حساب تشكيلات الإخوان بعد أن تم جرّ البعض منها إلى محارق الساحل الغربي، والبعض الآخر تم نقلها إلى محافظة مأرب بإشراف الجنرال الأحمر الذي عجز مؤخراً عن تهيئة موطئ قدم له في الجنوب بفعل انتفاضة الجنوبيين ورفضهم لذلك المخطط المكشوف، لكن الواضح أن المستفيد من إذكاء الصراع الحالي في مدينة عدن هو هذا الحزب، فما إن يخف الضغط على الجبهات العسكرية البرية التي ينتحر فيها مرتزقة العدوان، إلا وتظهر نشاطات القتل الأخرى وبطريقة ممنهجة ومنظمة، والمتتبع للواقع خلال الشهرين الماضيين سيجد أن دولة الإمارات دفعت بكل أبناء الجنوب إلى محرقة الساحل الغربي، وعززت بألوية الحماية الرئاسية التابعة لهادي بعد التهام كتائبها الأولى في سواحل الغرب اليمني، بينما لم تعزز الرياض جبهاتها الخلفية الأخرى في صنعاء والجوف وصعدة والبيضاء بمرتزقتها من حزب الإصلاح لاستغلال فجوة ما للتقدم والاختراق، بالتزامن مع التحشيد الكبير للجيش اليمني ولجانه الشعبية في معارك الساحل الغربي، في هذه الأثناء كانت مدينة عدن الجنوبية هادئة والحياة فيها طبيعية إلا من عشرات الجثث التي تعج بها مستشفياتها من قتلى معارك الحديدة وضواحيها، وما إن عادت تشكيلات هادي والإصلاح تستعيد عافيتها مجدداً في عدن إلا وبدأت مسلسلات المفخخات والاغتيالات للعمل من جديد.

     

    يعترف الجنوبيون بأنهم ارتكبوا غلطة مصيرية يوم أن ساندوا الاحتلال وشاركوا في قتال إخوانهم من الجيش واللجان الشعبية لإبعادهم عن عدن الآمنة والوادعة، فقد كانوا يعتبرون وجودهم سبباً مباشراً للتعاسة والشقاء، وحاجباً فعلياً يفصلهم عن جنان قوى العدوان ومروجها الخضراء، لكنهم وجدوا في القادمين جحيماً يفتك بحياتهم في منازلهم ويصهر أرواحهم في زوايا السجون السرية ومتاهات المعتقلات الوحشية، حتى أولئك الخطباء الذين يتم اغتيالهم لم يعلنوا عداءهم مطلقاً لسياسات العدوان فكل خطبهم تسبح بحمد الإمارات وتعظم نعم الرياض، ومع ذلك يدفعون حياتهم ثمناً رخيصاً لذلك العطاء، ويتركون وراءهم دروساً خالدة لبائعي الأوطان ودعاة الارتهان والامتهان.

     

    بقلم: فؤاد الجنيد

    محكمة العدل الدولية تأمر الإمارات بوقف إجراءاتها ضد القطريين

    محكمة العدل الدولية تأمر الإمارات بوقف إجراءاتها ضد القطريين

    المشهد اليمني الأول/

    أمرت أعلى محكمة تابعة للأمم المتحدة، أمس الاثنين، الإمارات بأن تسمح على الفور بلم شمل أسر قطرية متضررة من خلاف بين البلدين لحين البت في قضية رفعتها قطر.

    وبحسب وكالة رويترز” فقد قالت قطر، التي رفعت القضية أمام محكمة العدل الدولية في لاهاي يونيو الماضي: إن الإمارات عمدت في إطار المقاطعة إلى طرد آلاف القطريين وأوقفت حركة النقل وأغلقت مكاتب قناة الجزيرة التي مقرها الدوحة.

    وقال القضاة في حكمهم ”اضطر كثير من القطريين المقيمين في الإمارات فيما يبدو إلى مغادرة محال إقاماتهم دون إمكانية عودتهم“.

    وأضافوا ”هناك خطر وشيك من أن تمس الإجراءات التي اتخذتها الإمارات الحقوق التي تطالب بها قطر على نحو يتعذر إصلاحه“.

    وكانت الإمارات دفعت أمام قضاة المحكمة يوم 28 يونيو بعدم استحقاق نظر القضية وطالبت برفضها لكن القضاة وافقوا يوم الاثنين على طلب قطر باتخاذ ”تدابير وقتية“ بغالبية ثمانية مقابل سبعة قضاة.

    ويُقصد بالإجراءات أو التدابير الوقتية رفع الضرر ولو بشكل مؤقت عن المتضررين وإلغاء بعض الإجراءات بموجب الأنظمة القانونية الوطنية.

    وقررت الإمارات والسعودية والبحرين ومصر في يونيو 2017 مقاطعة قطر وقطع العلاقات الدبلوماسية وروابط النقل معها، متهمة إياها بدعم الإرهاب، والتقارب مع إيران وهو ما تنفيه الدوحة.

    يذكر أن حكومة قطر رفعت في 11 من يونيو الماضي دعوى ضد الإمارات أمام محكمة العدل الدولية التابعة للأمم المتحدة بسبب انتهاكات حقوق الإنسان نتيجة الحصار الذي فرض على الدوحة العام الماضي.

    وقالت الحكومة القطرية إن الدعوى المقدمة لمحكمة العدل الدولية تنص على أن الإمارات قادت هذه الإجراءات التي أدت لتأثير مدمر على حقوق الإنسان بالنسبة للقطريين والمقيمين في قطر.

    وأضافت الحكومة إن الإمارات طبقت سلسلة إجراءات تمييزية ضد القطريين، شملت طردهم من الإمارات، ومنعهم من دخولها أو المرور بها، وإصدار أوامر لمواطني الإمارات بمغادرة قطر، وإغلاق المجال الجوي والموانئ البحرية الإماراتية أمام الدوحة.

    وأشارت إلى أنها تعتقد أن هذه الإجراءات شكلت انتهاكا للاتفاقية الدولية للقضاء على جميع أشكال التمييز العنصري، بما في ذلك التمييز على أساس الجنسية، وهي اتفاقية وقعت عليها الإمارات وقطر.

    أما السعودية والبحرين ومصر فليست من الدول الموقعة على الاتفاقية.

    وطلبت قطر من المحكمة في الشكوى أن تأمر الإمارات باتخاذ خطوات لتنفيذ التزاماتها بموجب الاتفاقية، وذلك بوقف العمل بهذه الإجراءات وإلغائها وإعادة حقوق القطريين.