المزيد
    الرئيسية بلوق الصفحة 847

    فضائح الإمارات وأداتها “طارق عفاش” بتدني الخدمات ومفاقمة معاناة المواطنين

    لم يكن يعلم الطاعن بالسن ” محمد أحمد عبدالرحمن فتيني” من أبناء مدينة “المخا” بمحافظة تعز أنه سيصبح في ليلة وضحاها من صاحب أملاك وأراضي إلى شخص لا يملك قوت يومه ومعتقل في السجن بعد أن تم سلبه كل أراضيه بقوة السلاح من قبل إحدى عناصر الإمارات المليشاوية التي يقودها شرطي الإمارات “طارق عفاش”، ولم يحرك أحد ساكنا حيال مظلومية الثمانيني “فتيني” الذي اقتادته مجموعة مسلحة لأحد “زنازين” الإمارات في بلده وبأساليب قلما وصفها بالاستعمارية، وفق شريعة الغاب والإفتراس دون إعتبار لأدمية أو وازع من دين أو محاسبة ضمير.

    ويحكي شهود عيان عبر منصات التواصل أن الحاج “محمد فتيني” – 84 – عاما كان قد طالب بتوفير خدمة الكهرباء وإعادة التيار الكهربائي من محطة كهرباء المخا العمومية إلى مزارعه كما كان الحال عليه سابقا قبل العدوان خاصة وأنه علم بعودة التيار الكهربائي العمومي من قبل شركات تجارية وبتوجيه من “طارق عفاش”..لكن طلب صاحب المزارع “فتيني” قوبل بالرفض مع التحذير بأن لا يذكر ذلك مجددا.. وتكرر طلب ابن المخا، وتكرر معه أيضا الرفض والتحذير الى أن قابل “طارق عفاش” وهاجمه بمشادة كلامية لا تغدوا عن صراحة كما وصفها مقربين.

    لكن الشرطي الأمين للإمارات “طارق عفاش” قابل ذلك باستعلاء وشعر أن مكانته الورقية قد اهتزت فما كان منه الا ان وجه بسجن الحاج “محمد فتيني” وتعيين بعض عناصره بقيادة احدهم للبسط على أراضي الحاج المغلوب على أمره والزج به في السجن كنوع من التأديب – حد وصف “طارق” واعتقاده – وكان من أتى للمراجعة عن الحاج المظلوم يواجه بالتهديد والوعيد ليتم اخراج ” فتيني” بعد سنة أشهر وليبقى حتى اللحظة يطالب بإعادة أرضه المنهوبة ظلما ولا زال يتلقى الوعود بإعادة أرضه لحضنه، لكن دون جدوى، وكل هذا الظلم لكونه طالب بخدمة هي في الأصل أحد حقوقه كمواطن يحلم بالأمان وتوفير الخدمات كحال كل سكان الحالمة بل واليمن قاطبة..

    ويرى مراقبون أن محاربة المواطنين بهذا الشكل من قبل فصائل الإمارات بقيادة خادمها المطيع “طارق عفاش” يعد ضمن الفضائح المعلنة للاستعمار الحديث الذي يشرعن لجرائمه وفضائحه وبأدوات محلية ويمضي في حرمان المواطنين من أبسط الخدمات المستحقة لهم.

    ففي قطاع الكهرباء، تحرص الإمارات عبر أداتها “طارق عفاش” وبضوء أخضر سعودي على حرمان أبناء تعز من خدمة توصيل التيار الكهربائي رغم امتلاك محافظة تعز محطة كهرباء كبرى بالمخا – بحسب تصريحات معلنة سابقة وباعتراف أدوات العدوان – وكانت تلك المحطة تغطي محافظتا تعز وإب قبل شن العدوان على اليمن وأعيد تشغيلها مؤخرا من قبل شركات تجارية إماراتية بالشراكه مع “طارق عفاش” للاستفادة منها تجاريا ويحرم منها المواطن بكل مديريات محافظة تعز.

    وفي هذا السياق كشفت مصادر إعلامية عن فساد وصفته ب”المزري” للسلطة المحلية بمحافظة تعز المعينة من قبل دول العدوان السعودي – الإماراتي والخاضعة لسيطرتهما، واستغلالها حاجة المواطنين للكهرباء وبيع الكيلو وات الواحد بـما يعادل إثنين دولار. وأكدت تلك المصادر إن مديريات تعز الواقعة تحت سيطرة دول تحالف العدوان فيها أغرب كهرباء في العالم”.

    وبين إعلاميون وناشطون في منشورات متعددة: بأن الكهرباء الحكومية مقطوعة منذ تسع سنوات والشبكة العمومية “الحكومية” تعمل ولكن تستثمرها الشركات التجارية وسعر الكيلو وات بـما يعادل إثنين دولار وسط مدينة تعز وأريافها في نطاق سيطرة دول العدوان، فيما سعر الكيلو وات المماثل في الحوبان بمناطق سلطة صنعاء أقل من دولار الواحد.. بما يؤكد وجود فساد كبير واستغلال لحاجة المواطنين في مناطق دول العدوان التي تبرهن بتلك الأعمال – بحسب مراقبين – بأنها السبب الرئيس لمعاناة المواطنين وتحرص على حرمانهم من أبسط الحقوق والخدمات العامة كالكهرباء.

    وأما بالقطاع الصحي فليس الحال بأفضل عن ما سبق حيث تشهد مدن الساحل الغربي لليمن والخاضعة لسيطرة الفصائل المليشاوية الموالية للإمارات أزمة صحية تنذر بكارثة – بحسب أطباء ومنتسبين للقطاع الصحي – والذين أفادوا بوفاة العديد من المواطنين في مديريات “حيس” و”الخوخة” و”باب المندب” بعد تعثر علاجهم من إسهالات حادة بالمراكز الطبية في تلك المديريات الخاضعة لسيطرة “طارق عفاش” و “جماعة الإخوان”.

    وكان موظفو المستشفيات والمراكز الصحية في تلك المديريات قد اعلنوا في وقت سابق إضراب شامل عن العمل إحتجاجا على قرار المنظمات الدولية بتقليص رواتبهم إلى النصف. وبحسب مصادر محلية: لم يتم معالجة الموضوع منذ قرابة شهر، وهو الأمر الذي تسبب بخروج المرافق الصحية عن الخدمة في مناطق تعد الأشد فقرا على مستوى اليمن. وأحد أسباب تقليص المرتبات – وفق مصادر محلية – يعود إلى إتاوات تفرضها السلطات الموالية لتحالف العدوان على المنظمات هناك، التي تضطر لخصمها من مرتبات الموظفين.

    وبشكل أو بآخر باتت الأمراض والأوبئة تفتك بالأهالي – بحسب تقارير لمنظمات أممية – حيث تنتشر بكثرة أمراض حمى الضنك وعدد من الحميات والحصبة وأمراض شتى ولكونها أمراضا معدية فقد باتت تهدد السكان ليس في مديريات تعز فحسب وإنما في مختلف مديريات ومحافظات اليمن في ظل توجه الإمارات بقيادة “طارق عفاش” لرفع معاناة الأهالي تجاه هكذا قضايا تهدد الوطن والمواطن.

    وفي المجال الزراعي والعقاري والعمراني يعاني المواطنون في مديريات الساحل الغربي مما وصفوها بأعمال “النهب” لأراضيهم الزراعية وتحويلها بالقوة إلى أراضي للبناء أو تحويل بعضها لمعسكرات تدريبية للفصائل الإماراتية أو نهب البعض منها تحت مبررات عدة.

    فيما يشكو مواطنون من الإعتداءات التي قالوا أنها أصبحت بشكل متكرر على أراضي البناء من قبل “طارق عفاش” وعناصره بما يؤكد دوره التدميري والإنتقامي من أبناء تعز والساحل وبدعم إماراتي كبير وصمت سعودي. وفي هذا الإطار حذر “عبدالملك المخلافي” مستشار ما يسمى ب“المجلس الرئاسي” من التصرفات التي يقوم بها “طارق عفاش” في أراضي شاسعة بالساحل الغربي، ومديريتي “المخا” و باب المندب”ذوباب”.

    وقال “المخلافي” على ”تويتر” :”إن هذه الاراضي يجب ألا تعطى إلا لمشاريع حقيقية وجادة ضمن دراسة ورؤية مستقبلية طموحة وخلال فترة محددة للتنفيذ في إطار عقود واتفاقيات شفافة وواضحة ومعلنة، ولا يجوز بأي حال تحويلها إلى “بقع” وأراضي للبسط أو النهب بالكيلومترات”. وطالب “المخلافي” الجهات المسؤولة بإعادة النظر في أي تصرفات خاطئة؛ مما تم نشره والحديث عنه والتوضيح للرأي العام بالحقائق.

    وكان مواطنون من أبناء مديريات الساحل الغربي قد اتهموا “طارق عفاش” في تصريحات معلنة بالاستيلاء على أراضيهم الزراعية بذريعة تحويلها لمصالح عامة ومنها – على سبيل المثال – مساحة تبلغ أربعة كيلو متر مربع من أملاك أبناء المخا، استولى عليها “طارق عفاش” بذريعة تخصيصها مع قطعة الأرض المجاورة لها والتي كانت مخصصة كمقلب قمامة لإنشاء حديقة عامة وأجبر أكثر من عشرين مواطناً بقوة السلاح على رفع تصرفهم بأرضهم ومن دون أن يتم منحهم أي تعويض يذكر في حين يؤكد مواطنون إن الحديقة سيتم إنشاءها على مساحة مقلب القمامة فقط.

    وبحسب سكان محليين: تعد قضية أراضي مقلب القمامة وماجاورها، واحدة من عدة قضايا لنهب الأراضي التي يمارسها “طارق عفاش” ضد المواطنين في المناطق الساحلية. وفي المجال الأمني فتشير الإحصائيات لما يسمى بالأجهزة الأمنية الصادرة من أدوات الإمارات ذاتها الى انتشار جرائم القتل والإختطافات والإغتصابات وشتى أنواع الجريمة التي باتت منتشرة وتعمل الإمارات وعصاباتها على توسيعها.

    واما في المجالات الأخرى فالحديث عن ذلك شبه منعدم كونه لا توجد بالأصل خدمات عامة في مجتمع الساحل الذي هو أشد معاناة وأشد احتياجا لمشاريع البنى التحتية.

    وبحسب إفادات سكان محليين: تعمل الإمارات على إيهام المجتمع المحلي والخارجي على أنها تصنع مشاريع هي بالحقيقة إما مشاريع وهمية أو مشاريع تضعها ستار وتسخرها لخدمة أجنداتها الاستعمارية دون أن تسمح لها بأن تكن خدمة للمواطنين ومن أهم تلك المشاريع التي تروج لها مشروع مطار المخا الذي لطالما انتظره أبناء المخا والساحل وتعز بشكل عام ليتم الإعلان عن تنفيذه وتكتشف حقيقة إنشاؤه بأنه مسخر فقط لهبوط وإقلاع “طارق عفاش” ومليشياته المسلحة والضباط الخبراء الأجانب الذين يتوافدون تباعا مع أجهزة إماراتية بغية تنفيذ مخططات إماراتية.. بمعنى أن مشروع مطار المخا لم يكن سوى لأجل تسهيل مهمة أدوات الإمارات ليس الا ولم يسمح له بأن يكون متنفس لسفر أبناء محافظة تعز والساحل الغربي حتى تبقى شماعة التغني بحصار تعز قائمة!!.

    ومثل ذلك مشروع طريق تعز المخا الذي يرى عسكريون أن إنشاؤه بهدف تسهيل دخول فصائل الإمارات الى وسط مدينة تعز وكنوع من أنواع تسهيل مهمة إحلال الفصائل الإماراتية المليشاوية بدلا عن الفصائل الإخوانية المليشاوية وليس حبا في أبناء تعز، هذا بالإضافة الى أن المدير المباشر للمشروع “طارق عفاش” جنى أرباحا كبيرة من هكذا مشاريع وهمية على أكثر من صعيد.

    وهكذا يؤكد مراقبون ان توسع “طارق عفاش” وفصائل الإمارات في مديريات الساحل الغربي إنما خدمة للأجندات الإماراتية بينما حقيقة المواطن في تلك المناطق يعاني الويلات من حرمانه من الخدمات الأساسية وتدهور الوضع الإقتصادي وأوضاعا معيشية صعبة، تزداد كل يوم سوء، ومعها يزداد نفوذ وثراء “طارق عفاش” وكل فصائل الإمارات الذين باتوا يسخرون لهم مشاريع لتنمية ثروتهم غير عابئين بالمواطن المغلوب على أمره والذي يزعمون كذبا وزورا أنهم قدموا لما أسموه بتحريره.. فحبسوه في بوتقة الحرمان وكبلوه بوضع مأساوي في شتى مجالات الحياة التي باتت شبه مينة.. في أعمال يصفها حقوقيون وناشطون بالفضائح والجرائم التي لا تسقط بالتقادم.

    ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    رفيق علي الحمودي

    انقلاب النيجر.. مظاهرات مؤيدة للانقلاب ورافضة للتدخل الخارجي واستمرار الإجلاء وبايدن يطالب بالإفراج عن بازوم

    أطاح المجلس العسكري في النيجر بالرئيس المنتخب محمد بازوم في انقلاب عسكري الأسبوع الماضي نفذته قوات الحرس المكلفة بتأمينه، والتي تمركزت أمام القصر الرئاسي. وتم تعطيل العمل بالدستور وتنصيب الجنرال عبد الرحمن تياني، رئيس الحرس الرئاسي، حاكما للبلاد.

    وأعلنت الحكومة العسكرية إعادة فتح حدود النيجر مع الجزائر وبوركينا فاسو وليبيا ومالي وتشاد، لكن حدودها مع نيجيريا لا تزال مغلقة.

    ووصل وفد من إيكواس – المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا – إلى عاصمة النيجر نيامي الأربعاء استمرارا لجهود الوساطة في أعقاب الانقلاب. وعلى رأس هذا الوفد الحاكم العسكري السابق لنيجيريا الجنرال عبد السلام أبو بكر، الذي أشرف على انتقال بلاده من الحكم العسكري إلى الديمقراطية عام 1999.

    وقال تياني بصفته رئيس المجلس العسكري الحاكم “المجلس الوطني لحماية الوطن” لن يرضخ لعقوبات المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا “إيكواس” (ECOWAS) التي تضم 15 دولة. وتابع رئيس المجلس العسكري -الذي يتولى رئاسة الدولة- أنه لا شيء سيعرقل المسار الانتقالي والحفاظ على السيادة الوطنية، قائلا إن قوات الدفاع لن تنقسم ولن تتقاتل من أجل غايات سياسية.

    “فرنسا تنهبنا ولا نريدها”

    وقد بدأ المئات من أنصار العسكريين -الذين سيطروا على الحكم في النيجر- بالتجمع في نيامي تعبيرًا عن دعمهم. وتجمع المتظاهرون -الذين كان بعضهم يلوح بأعلام روسية كبيرة وسط العاصمة في ساحة الاستقلال- بدعوة من حركة “إم 62” وهي ائتلاف يضم منظمات المجتمع المدني “السيادية”.

    وتولى أعضاء في الائتلاف أمن التجمع الذي يُنظم في الذكرى 63 لاستقلال النيجر عن فرنسا. وقال متظاهر شاب يدعى إيسياكا حمادو “الأمن فقط هو ما يهمنا” سواء وفرته لنا “روسيا أو الصين أو تركيا، إذا أرادت مساعدتنا.. نحن لا نريد الفرنسيين الذين ينهبوننا منذ عام 1960، إنهم موجودون هنا منذ ذلك الحين ولم يتغير شيء! فما الفائدة منهم؟”.

    وأيده آخر يدعى عُمر بقوله “أنا طالب، لم أجد عملًا بعد الدراسة في هذا البلد، بسبب نظام (بازوم) الذي تدعمه فرنسا: كلهم، عليهم أن يرحلوا”. ورفع البعض لافتات كتب عليها “نعم لروسيا”.

    الإفراج الفوري عن الرئيس

    من جانبه، دعا الرئيس الأميركي جو بايدن الخميس للإفراج الفوري عن رئيس النيجر المنتخب (بازوم) وحماية الديمقراطية في هذا البلد. وقال بايدن في بيان “أدعو للإفراج الفوري عن الرئيس بازوم وعائلته، وحماية الديمقراطية التي تحققت بصعوبة في النيجر”.

    وأضاف “في هذه اللحظة الحاسمة، تقف الولايات المتحدة إلى جانب شعب النيجر تكريما لشراكتنا التي بدأت قبل عقود والقائمة على القيم الديمقراطية المشتركة ودعم الحوكمة التي يقودها مدنيون”. وقال بايدن “الشعب النيجري لديه الحق في اختيار قادته. أعربوا عن هذه الرغبة في انتخابات حرة ومنصفة. ينبغي احترام ذلك”.

    وكان وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن قال في وقت سابق إنه أبلغ بازوم التزام الولايات المتحدة بإعادة الحكومة المنتخبة إلى السلطة.

    ظروف الاحتجاز.. الرئيس بلا كهرباء

    وكشف مستشار رئيس النيجر المعزول محمد بازوم جانبا من ظروف احتجاز الأخير الذي لا يزال يتلقى اتصالات من قادة ومسؤولين غربيين، آخرهم وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن. وقال إنتينيكار الحسن المستشار الخاص لبازوم للجزيرة إن قادة الانقلاب يضيقون عليه، وإنهم فصلوا عنه التيار الكهربائي منذ ساعات. وأضاف الحسن أن قادة الانقلاب شددوا إجراءات الحراسة على الرئيس بازوم المحتجز في القصر الرئاسي منذ الإطاحة به قبل أسبوع.

    وظهر بازوم لأول مرة بعد 4 أيام من الانقلاب إلى جانب الرئيس التشادي محمد إدريس ديبي، الذي التقاه والقادة العسكريين بالقصر الرئاسي في محاولة للوساطة لإنهاء الأزمة. ووسط دعوات غربية لإنهاء الانقلاب، قالت الخارجية الأميركية إن الوزير بلينكن أبلغ بازوم -في اتصال هاتفي أمس الأربعاء- بأن الولايات المتحدة لا تزال ملتزمة بإعادة الحكومة المنتخبة ديمقراطيا إلى السلطة.

    وكان القائد السابق للحرس الرئاسي عبد الرحمن تياني قد استولى على السلطة يوم 26 يوليو/تموز الماضي، وبرر الإطاحة بالرئيس بإخفاقه على الأصعدة الأمنية والاقتصادية والاجتماعية، في بلد يعد من بين الأفقر في العالم ويشهد هجمات تشنها مجموعات مسلحة. وفي وقت سابق، كشف مستشار رئيس النيجر المعزول جانبا من ظروف احتجاز بازوم الذي لا يزال يتلقى اتصالات من قادة ومسؤولين غربيين.

    وقال إنتينيكار الحسن المستشار الخاص لبازوم للجزيرة إن قادة الانقلاب يضيقون عليه، وإنهم فصلوا عنه التيار الكهربائي منذ ساعات. وأضاف أن قادة الانقلاب شددوا إجراءات الحراسة على “الرئيس” المحتجز في القصر الرئاسي منذ الإطاحة به قبل أسبوع. وظهر بازوم لأول مرة بعد 4 أيام من الانقلاب إلى جانب الرئيس التشادي محمد إدريس ديبي، الذي التقاه والقادة العسكريين بالقصر الرئاسي في محاولة للوساطة لإنهاء الأزمة.

    رفض التهديدات والضغوط

    وقال الجنرال تياني -بصفته رئيس المجلس العسكري الحاكم- إن “المجلس الوطني لحماية الوطن” لن يرضخ لعقوبات المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا “إيكواس” (ECOWAS) التي تضم 15 دولة.

    وفي خطاب تلفزيوني بثه التلفزيون الرسمي مساء أمس عشية ذكرى استقلال النيجر عن فرنسا، وصف تياني العقوبات بأنها غير قانونية وغير عادلة وغير إنسانية، وكان يشير بذلك إلى بعض الإجراءات التي هددت بها إيكواس أو اتخذتها بالفعل لاستعادة النظام الدستوري ومنها وقف نيجيريا إمدادات الكهرباء للنيجر.

    كما قال قائد الانقلاب إن المجلس العسكري يواجه تدخلات خارجية ترفض توليه السلطة، معتبرا أن ما قام به العسكريون جاء لصالح شعب النيجر. وتابع رئيس المجلس العسكري -الذي يتولى رئاسة الدولة- أنه لا شيء سيعرقل المسار الانتقالي والحفاظ على السيادة الوطنية، قائلا إن قوات الدفاع لن تنقسم ولن تتقاتل من أجل غايات سياسية.

    وقد أعلنت نيجيريا قطعَ الكهرباء عن النيجر، حيث تزودها بـ 70% من حاجتها للطاقة، كما بدأت كل من بنين ونيجيريا وساحل العاج تطبيق العقوبات التي فرضتها مجموعة “إيكواس” على المجلس العسكري.

    استعادة الديمقراطية

    وقبل ساعات من خطاب تياني، أكد رؤساء أركان دول “إيكواس” -خلال اجتماعهم في أبوجا- عزمهم استعادة الديمقراطية في النيجر “مهما بلغت التحديات”. وقال رئيس الأركان النيجيري كريستوفر موسى إن الانقلاب في النيجر يجب مواجهته، مشددا على أن الأحداث هناك انعكست على جميع دول غرب أفريقيا، وأثرت على الجميع بشكل سلبي.

    وبالتزامن مع ذلك، وصل وفد من “إيكواس” إلى النيجر لعقد مفاوضات مع قادة الانقلاب. وشدد مفوض المجموعة للشؤون السياسية والسلام والأمن عبد الفتاح موسى على أن التدخل العسكري بهذا البلد سيكون الخيار الأخير المطروح.

    وكانت “إيكواس” أكدت الأحد الماضي -خلال قمة طارئة بأبوجا- استعدادها لفرض عودة الرئيس المعزول إلى السلطة ولو اقتضى ذلك تدخلا عسكريا، وأمهلت الانقلابيين أسبوعا للعودة إلى ثكناتهم.

    رفض التدخل الأجنبي

    دوليا، قالت الخارجية الروسية أمس إن التهديد باستخدام القوة في النيجر ضد منفذي الانقلاب الأسبوع الماضي “لن يسهم في تسوية الصراع” داعية إلى تنظيم “حوار وطني” لضمان سيادة القانون.

    من جانبه، قال وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاجاني إنه يجب استبعاد أي تدخل عسكري غربي في النيجر لأنه سيُعَد استعمارًا جديدا. كما حذرت حكومة الوحدة الوطنية في ليبيا من مغبة التدخل الخارجي في شؤون النيجر ومحاولات جرها إلى الفوضى، وقالت إن التدخل سيزيد من خطورة الأزمة ويقوّض أمن هذا البلد والدول المجاورة له.

    وكانت الجزائر حذرت بدورها من أي تدخل عسكري خارجي في النيجر، وهو الموقف نفسه الذي عبرت عنه 3 دول أفريقية شهدت انقلابات ويحكمها عسكريون، وهي مالي وبوركينا فاسو وغينيا.

    عمليات الإجلاء

    على صعيد آخر، قررت الولايات المتحدة تنفيذ إجلاء جزئي لموظفي سفارتها في النيجر بعد أسبوع على الانقلاب. وقالت الخارجية الأميركية أمس إنها أمرت بمغادرة الموظفين الحكوميين غير الأساسيين في السفارة مع عائلاتهم. وأضافت الوزارة أن سفارتها في نيامي ما زالت مفتوحة، وأن اتصالات دبلوماسية مع النيجر تجري على أعلى المستويات.

    ونقل موقع “بوليتيكو” عن دبلوماسي أميركي قوله إن الوضع على الأرض في عاصمة النيجر مستقر نسبيا، مضيفا أنه تم بالفعل إجلاء 20 من موظفي الوكالة الأميركية للتنمية الدولية هذا الأسبوع. وكانت واشنطن أعلنت في وقت سابق أنها ستبقي على قواتها المتمركزة في النيجر، والتي يبلغ تعدادها 1100 جندي.

    من جانبها، أعلنت الخارجية البريطانية اليوم أن سفارتها في نيامي ستقلل عدد موظفيها مؤقتا في ضوء الوضع الأمني. كما أشارت الخارجية البريطانية في بيان إلى أن هناك دعوة لمظاهرات في النيجر اليوم بمناسبة ذكرى استقلال البلاد، محذرة من أنها قد تكون عنيفة “وقد يتغير الوضع سريعا من دون إنذار”.

    أما الخارجية الفرنسية، فأعلنت أن 992 شخصا تم إجلاؤهم من النيجر بينهم 560 فرنسيا بعد مغادرة رابع رحلة جوية العاصمة نيامي. ويوجد في النيجر نحو 600 مواطن فرنسي، إضافة إلى 1500 عسكري ينتشر أغلبهم بالقاعدة العسكرية في نيامي.

    وفي خطابه الأربعاء، قال رئيس المجلس العسكري الحاكم بالنيجر (تياني) إنه لا يوجد أي سبب موضوعي يدفع الفرنسيين لمغادرة البلاد، مضيفا أنهم لم يتعرضوا لأدنى تهديد.

    كما وصلت أمس إلى العاصمة الإيطالية روما طائرة قادمة من نيامي تقل 83 شخصا، بينهم إيطاليون وأميركيون وبريطانيون. ومن ناحيته، أكد وزير الخارجية الإيطالي أن سفارة بلاده في نيامي ستظل مفتوحة.

    هيومن رايتس تنتقد سجن طبيب مصري في السعودية 10 سنوات بسبب الراتب

    انتقدت هيومن رايتس ووتش سجن السلطات السعودية لطبيب مصري 10 سنوات في محاكمة جائرة على خلفية مطالبته تسليم رواتبه.

    وقالت منظمة هيومن رايتس ووتش ان السلطات السعودية احتجزت الطبيب المصري صبري شلبي في السجن الانفرادي لمدة 9 أشهر، داخل سجن ذهبان، ثم نقلته إلى سجن أبها، وتعرّض للتعذيب والايذاء الجسدي والنفسي، وأصيب بإعتام عدسة العين، وأضرب عن الطعام، ونُقل إلى المستشفى لمدة ثلاثة أسابيع.

    وادانت المنظمة محاكمة الطبيب المصري واصفة اجراءاتها بالجائرة وان عملية الاحتجاز تمت بشكل تعسفي بتهم تتعلق بالإرهاب.

    ووجهت النيابة العامة السعودية اتهامات ضد الطبيب المصري صبري شلبي؛ انتقاماً من فوزه بدعوى قضائية ضد وزارة الصحة، طالب فيها بتسوية رواتب غير مدفوعة طوال سنوات.

    خلافات في مجلس الأمن بشأن مشروع أمريكي جديد في اليمن

    وسعت الولايات المتحدة، اليوم الخميس، الانقسام بين أعضاء مجلس الأمن بشأن اليمن.

    وكشفت مصادر دبلوماسية بأن العديد من الأعضاء اعترضوا على مساعي وزير الخارجية الأمريكي انتوني بلينكن ترأس اجتماع رفيع المستوى اليوم لمناقشة ما تصفه الإدارة الامريكية الأمن الغذائي والمجاعة جراء الحروب والصراعات خصوصا في اليمن.

    والاجتماع الذي دعا له الوزير الأمريكي ضمن مساعي أمريكية لتوفير أوراق ضغط في مجلس الأمن لتمرير مشروع مرتقب طرحه على الأعضاء خلال جلسة مرتقبة منتصف الشهر الجاري. ويتضمن المشروع فرض حل دولي في اليمن.

    وتترأس الولايات المتحدة، مجلس الأمن لهذا الشهر.. وكانت بدأت مؤخرا تحركات ميدانية في عدن لتثبيت واقع جديد هناك يمهد لتمرير مشروعها عبر المجلس آخرها إجهاض مفاوضات الرياض وصنعاء عبر رفض صرف المرتبات.

    ومن شأن المشروع الأمريكي إثارة قلق أطراف دولية باتت تتوجس من التحركات الأمريكية الأخيرة في مناطق النفط والمواقع الاستراتيجي شرق وغرب اليمن وأبرزها روسيا والصين واللتان نجحتا في آخر جلسة من تحجيم النفوذ الأمريكي في مجلس اليمن بشأن اليمن.

    حسم سعودي لملف المرتبات

    انهت السعودية، الأربعاء، الجدل حول مصير المفاوضات مع صنعاء. ووجهت الرياض ضربة قاصمة للنتائج الضئيلة التي تحققت خلال الجولة الأولى من المفاوضات والتي رعتها سلطنة عمان وكان يتوقع ان تدفع نحو مزيد من التقدم.

    وأفادت مصادر مطلعة بان السعودية قررت تعويض حكومة المرتزقة عن عائدات النفط والغاز المتوقفة منذ اشهر بفعل قرار صنعاء منع تصديره، عبر صرف الوديعة الأخيرة، مشيرة إلى أن قرار الرياض يأتي بناء على توجيهات أمريكية ويهدف لتجاوز المفاوضات مع صنعاء والتي توقفت عند نقطة صرف المرتبات لكافة الموظفين مقابل استئناف تصدير النفط.

    كما عدت الخطوة السعودية إنهاء قسري للمفاوضات التي ظلت تثير جدل في اليمن مع محاولة الرياض استغلال زيارة سفيرها إلى صنعاء لتسويق مزاعم حول تقدم فيها. وترفض السعودية ومن خلفها الولايات المتحدة مطالب صرف المرتبات المتوقفة منذ قرار التحالف نقل البنك المركزي من صنعاء في العام 2016.

    وكانت السعودية أعلنت في وقت سابق هذ الأسبوع صرف وديعة جديدة لحكومة المرتزقة بنحو مليار ومئتي مليون دولار. وجاء قرار السعودية بصرف الوديعة الجديدة بعد اشهر من المماطلة في تقديم دعم لسلطة المرتزقة الموالية لها رغم انهيار الوضع بشكل كلي في مناطق سيطرتها جنوب وشرق اليمن، بانتظار نتائج المفاوضات مع صنعاء.

    كما يأتي في أعقاب ترتيبات أمريكية في الملف اليمني برزت بالمباحثات التي أجراها مستشار الأمن القومي الأمريكي خلال زيارته الأخيرة للرياض مع ولي العهد السعودي واعقبها زيارة السفير الأمريكي لدى اليمن ستيفن فاجن إلى عدن حيث أعاد تصفير الخلافات السعودية – الإماراتية هناك.

    السيد نصر الله: العائق أمام انتهاء الحرب في اليمن هو الجانب الأمريكي

    اكد الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله ان الولايات المتحدة الأمريكية هي العائق امام انتهاء الحرب في اليمن.

    وقال السيد حسن نصر الله في كلمة له تبث خلال هذه اللحظات بمناسبة الحفل التأبيني للشيخ عفيف النابلسي، إن العائق الأساسي أمام انتهاء الحرب في اليمن هو الجانب الأميركي.. وان ما يعانيه الشعب الفلسطيني كل يوم هو من مسؤولية الأميركيين كذلك.

    وتحدث السيد حسن نصر الله عن وقوف الاحتلال الأمريكي عائق ايضا ضد مصالح المنطقة وشعوبها من بينها منع الحكومة السورية من الوصول إلى حقول النفط والغاز شرق الفرات وقيامه بنهبها وسرقة غازها ونفطها.

    ‏ وفي الشان اللبناني اكد ان هناك مصادر كثيرة يمكن أن تدر مال وفير على الخزينة اللبنانية وعندما نسأل لماذا لا تقومون بها يأتي الجواب أن السفارة الأمريكية تمنع ذلك ولا تقبل به ممنوع.

    وشدد على وجوب ان يتم صب الغضب على الشيطان الاكبر الذي يستبد ويمنع حتى الكهرباء عن الشعب اللبناني وسوريا الخارجة من الحرب لو لم يفرض عليها قانون قيصر كانت استطاعت النهوض بفضل شعبها وقيادتها وجيشها.

    وقال: إذا أردنا الحل في لبنان يجب أن نخرج من هذا الخضوع للأمريكي والتسلط والتذلل للسفارة الأمريكية والأمريكيين مؤكدا بالقول: الاميركيين سياخذوننا الى واقع مؤلم وكارثي في ظل التدخل الكبير والهيمنة الاميركية في لبنان.

    واضاف: نحن نعتبر ان المصيبة والمشكلة الاساس في منطقتنا هو التدخل الاميركي والفج في كل شيء وثقافة وسياسة الخضوع لهذه الارادة الاميركية.

    وفي الشان الفلسطيني اكد السيد حسن نصر الله على ان إمكانية حل الدولتين في فلسطين يتلاشى ومن ينتظر الأمريكي في السياسة والاقتصاد والقيم سينتظرون هذه القيم الشاذة.

    تطورات جديدة في صراع باب المندب واستعداد عسكري أمريكي لاحتلال المضيق

    تطورات جديدة في صراع باب المندب واستعداد عسكري أمريكي لاحتلال المضيق
    اليمــن وخيارات الردع الواسعة

    تعتبر منطقة باب المندب التي تمثل مديرية ذو باب التابعة لمحافظة تعز والواقعة تحت الاحتلال ذات أهمية جغرافية استراتيجية متميزة من حيث امتدادها المطل على جزيرة ( ميون) المحتلة التي تبعد (30) ميلا بحرياً عن وسط المضيق فيما تبعد الجزيرة التي احتلتها بريطانيا بعد غزوها لعدن بعقود من الزمن عن مدينة عدن المحتلة ( 100 ) ميل بحري، وبعد إعادة تحقيق الوحدة اليمنية عادت الجزيرة لإدارة محافظة تعز كما كانت قبل الاستعمار البريطاني الذي هدف آنذاك إلى منع الغزو التركي من العودة إلى اليمن عبر منطقة باب المندب ( المضيق).

    مع تصاعد الصراع الدولي بين القوى الاستعمارية الامبريالية أمريكا وبريطانيا وفرنسا من جانب والقوى الصاعدة روسيا والصين وإيران حركت قوى الاستعمار المقيت أساطيلها وبوارجها الحربية إلى خليج عدن وجنوب البحر الأحمر وبحر العرب.. منتهكة سيادة المياه الإقليمية اليمنية وفق سيناريو عدواني مكشوف دشن مرحلته الأولى سفير واشنطن لدى حكومة المرتزقة ( ستيفنن فاجن) من قصر معاشيق بعدن المحتلة ومعه فريق ( المستشارين) التابعين للاستخبارات الأمريكية وعددهم (26) ضابطاً متخصصاً بإدارة العمليات العسكرية والتجسسية والدعم اللوجستي المعلوماتي.

    وفي هذا السياق بررت أمريكا وحلفاؤها تحركاتها العدوانية بأنها جاءت بعد أن فشلت القوى الاحتلالية ( السعودية – الإماراتية) في تحقيق الأجندة التي تعزز ما أسمته الأمن والاستقرار في اليمن والمنطقة على حد زعمها ، بل إن الصراعات بين الرياض وأبو ظبي ، وتصاعدها قد أدت إلى اخفاقات تهدد الأمن القومي الأمريكي كما وصف ذلك المتابعون والمحللون والمهتمون بمستجدات الأحداث في اليمن والمنطقة.

    احتلال غربي مشترك

    وأوضحت مصادر مطلعة عن كثب أن سيناريو العدوان والاحتلال الغربي المشترك ( الأمريكي – البريطاني – الفرنسي ) الجاري تنفيذه اليوم في خليج عدن وبحر العرب وجنوب البحر الأحمر ليس بجديد ، بل هو الجزء الأهم من المخطط العدواني على اليمن الذي من أجل تحقيقه شنت قوى العدوان الغاشم حربها الظالمة على الجمهورية اليمنية وشعبها الصامد العظيم في الـ 26 من مارس عام 2015م ، والذي حدد أهم أهدافه بالسيطرة على الثروات النفطية والغازية واحتلال الجزر والموانئ البحرية والجوية والهيمنة على الموقع الحيوي الجغرافي لليمن المتمثل بمضيق باب المندب والجزر الحاكمة على الممرات الملاحية الدولية .

    صراع أدوات الاحتلال

    وأشارت المصادر أن انتقال صراع قوى الاحتلال (السعودي – الإماراتي) من حضرموت إلى عدن ومنها إلى مديريات باب المندب المحتل يجري في مجمله وفق سيناريو (أمريكي – بريطاني) وتحت إشراف واشنطن ولندن وباريس مؤخراً ، وأن الهدف من كل ما يجري اليوم بين فصائل مرتزقة الإمارات والسعودية في المديريات الغربية من محافظتي تعز ولحج ( من رأس العارة والمضاربة بالصبيحة مروراً بالوازعية وموزع وذو باب ) هو إيجاد ذرائع للقوى الاستعمارية تمكنها من فرض سيطرتها على منطقة باب المندب وجزيرة ميون والجزر الحاكمة المحتلة ( زقر وحنيش الكبرى ) المطلتان على الممرات الملاحية الدولية جنوب البحر الأحمر.

    لذلك ومن أجل تمكين القوى الاستعمارية من الهيمنة على منطقة باب المندب ومضيقها تحت ذريعة حماية الممرات البحرية للتجارة العالمية ، دفعت الإمارات بمرتزقتها في الساحل الغربي إلى توسيع نطاق مسرح عملياتهم باتجاه مناطق ميناء رأس العارة والمضاربة التابعة لقبائل الصبيحة غرب محافظة لحج وتشكيل لواء بحري تابع لمرتزقة أبو ظبي الذين تديرهم غرفة عمليات عسكرية واستخباراتية إماراتية تتخذ من ( جبل النار ) مقراً لها .. فيما قامت الرياض بالدفع بمرتزقتها مدعومة بمليشيات ما يسمى ( درع الوطن ) إلى مواجهة مليشيات الخائن طارق عفاش وتوسعها جنوباً.

    وفي هذا المنحى نفذت قبائل الصبيحة المدعومة سعودياً وقفة قبلية مسلحة طالبت بإخراج ما أسمته بقوات ( طارق عفاش ) من منطقة ( العرضي) وتسليم قتلة الجندي سعدان على سعيد والتعامل مع قبائل الصبيحة أسوة بأمثالهم وبطريقة مباشرة وليس عبر وسيط كما ورد في بيان قبائل الصبيحة، الذي أكد عدم السماح لأية قوة تتمركز على حدود القبيلة ونطاقها الجغرافي ..

    وهددت القبائل بمواجهة مليشيات الإمارات التي يقودها المرتزق طارق عفاش الذي بدوره قام بحشد قبائل الوازعية وموزع والمخاء و ذو باب في وقفة مسلحة لمواجهة قبائل الصبيحة وإصدار وجهاء ومشائخ وأعيان مديريات ذو باب والمندب والوازعية وموزع بيان استهجنوا فيه بيان قبائل الصبيحة في محافظة لحج الذي طالب بسرعة مغادرة فصائل الارتزاق التابعة للإمارات خلال (72) ساعة .. وأكد البيان أن المناطق المتنازع عليها هي أراض تخص أبناء قبيلة ( الحكم ) إحدى قبائل ذو باب والوازعية وموزع والمندب ولا تخص قبائل الصبيحة.

    وهدد البيان بأن أبناء قبائل مديريات تعز الساحلية لن يقفون مكتوفي الأيدي أمام الأعمال التي وصفوها بالصبيانية.

    تصعيد عفاشي

    وفي تصعيد ( عفاشي ) آخر كان القيادي بالمؤتمر الشعبي العام وكيل محافظة تعز بمناطق المرتزقة المرتزق عارف جامل قد دعا أبناء محافظة تعز إلى سرعة التداعي للوقوف في وجه قبائل الصبيحة كبرى قبائل محافظة لحج لكنه قام بحذف المنشور من صفحته على فيسبوك لاحقاً .

    وأشارت المصادر بأن ما يسمى باللواء ( 17 ) عمالقة الذي يقوده المرتزق ماجد الصبيحي والمرتزق فاروق الكعلولي الصبيحي قائد ما يسمى باللواء التاسع عمالقة قد أنذر المرتزق طارق عفاش بسحب مليشياته من منطقة ( العرضي ) ومغادرة المنطقة، وهو الأمر الذي يعكس مدى خنوع طرفي الارتزاق وتسابقهم لتنفيذ مخططات قوى الاستعمار وأدواتها في المنطقة.

    مجلس ارتزاق

    إلى ذلك أعلن حزب الإصلاح فرع تنظيم الإخوان المسلمين في اليمن عن إشهار ما أسماه “المجلس الأعلى للمقاومة” برئاسة القيادي في الحزب حمود سعيد المخلافي المقيم في تركيا.

    وجاء إعلان الحزب عن إشهار مجلس الارتزاق الجديد في بيان اختتامه لما أسماه بالمؤتمر التشاوري المنعقد منذ الـ 23 من يوليو ليؤكد حقيقة ما أصبح يعانيه الحزب من انهيار وتشتت مستمر وهزائم متوالية أمام إرادة صمود وثبات الأحرار من أبناء شعب اليمن العظيم في ميادين النضال العسكري والسياسي والاقتصادي ضد العدوان ومليشياته المرتزقة في كافة أرجاء الوطن، إضافة إلى ما يتعرض له الحزب من حملات وهجمات استهداف وإقصاء من التحالف السعودي الإماراتي وفقدان الكثير من الإمتيازات التي كانت ممنوحة له، خصوصا بعد انتزاع محافظة شبوة من يده، وإقالة كثير من القيادات العسكرية والسياسية التابعة له .

    وفي أول تصريح له عقب الإعلان عن إشهار المجلس أكد المرتزق المخلافي استمرار ما أسماه النضال واستكمال معركة استعادة الدولة، وفي تصريحه ما يثير العجب والسخرية بمجرد إعادة النظر فيما تشهده المناطق الخاضعة لسيطرة الحزب في محافظة تعز من مظاهر غياب للدولة وإنفلات أمني وجرائم قتل وترويع للآمنين من السكان كان آخرها جريمة اغتيال مدير برنامج الإغاثة العالمي في مدينة التربة أواخر الأسبوع المنصرم.

    وعلى الرغم من كون حزب الإصلاح أداة عمالة وارتزاق سعودية بامتياز فقد كان للرياض موقف معارض من إعلان الحزب عن إشهار ما أسماه “المجلس الأعلى للمقاومة” بقيادة المرتزق المخلافي الذي تعرض لهجوم سعودي لاذع ووصفه بالخائن والمتاجر بدماء اليمنيين عقب الإعلان عن تعيينه رئيسا للمجلس الجديد.

    جاء ذلك في تدوينة على تويتر للناشط السياسي السعودي سعد العمري، المقرب من السفير السعودي قال فيها: ” فصل جديد من مسلسل الخيانات والمتاجرة بدماء الشعب اليمني، تجار الحروب وخونة الأوطان يبيعون التراب اليمني ويعملون على تدميره خدمة لأجندات خارجية” في إشارة على ما يبدو إلى إعلان حزب الإصلاح عن تشكيل المجلس الجديد قرار تركي.

    وأضاف العمري: “عاد المخلافي بعد هروبه لمدة 8 سنوات في تركيا لجمع الأموال وإقامة استثمارات في إحدى الدول الأوروبية “. وفي تصريح العمري ما يشير إلى أن القضاء على الإصلاح في تعز هدف سعودي قبل أن يكون إمارتيا وستتخلى عنه كما تخلت عنه سابقا في محافظتي أبين وشبوة التي اجتاحتها مليشيات الانتقالي الموالي لدويلة الإمارات بعد أن كان الحزب مسيطرا عليها.

    وفي هذا المنحنى يرى مراقبون أن حزب الإصلاح سيخسر نفوذه في مناطق تعز المحتلة لصالح طارق عفاش الذي يحرص على تقديم نفسه كمخلّص للمحافظة.

    وضع متوتر

    وأكدت المصادر أن الوضع العام في منطقة باب المندب لا يزال متوتراً وينذر بانفجار الموقف عسكرياً بين مرتزقة الرياض وأبو ظبي وبما يمكن أمريكا وبريطانيا من التدخل عسكرياً ومعهما فرنسا بذريعة حماية أمن وسلامة الملاحة الدولية حسب سيناريو قوى الاستعمار.

    وعلى ذات الصعيد وفي أول ردة فعل لمجلس النواب في العاصمة صنعاء استهجن المجلس الزيارات المتكررة للسفير الأمريكي واللقاءات المشبوهة التي يجريها مع قيادات المرتزقة في المحافظات اليمنية المحتلة .. محذراً من تمرير المخططات الأمريكية وطالبهم بمراجعة أنفسهم وحساباتهم الضيقة وتغليب مصلحة الوطن والمواطن.

    خلاصة

    ونخلص إلى التأكيد بأن موقف القيادة السياسية والعسكرية بالعاصمة صنعاء ممثلة بالرئيس القائد الأعلى للقوات المسلحة المشير الركن مهدي المشاط حول مستجدات الأحداث في عدن وخليجه وصولا إلى منطقة باب المندب هو الموقف الحاسم .. حيث أكد بأن الأيام القادمة ستشهد الجزر اليمنية المحتلة تجارب بالأسلحة الجديدة في إشارة واضحة إلى أنه قد آن الأوان لاستهداف قوى الاحتلال والأطماع الاستعمارية دفاعاً عن سيادة واستقلال ووحدة الأراضي اليمنية، وهو الأمر الذي أكده أيضاً وزير الدفاع اللواء الركن محمد ناصر العاطفي في كلمته أمام منتسبي القوات البحرية يوم أمس الأول قائلا إن القوات البحرية قادرة على حماية السيادة البحرية للجمهورية

    اليمنية والحفاظ على أمن وسلامة الممرات الملاحية الدولية قبالة السواحل والجزر اليمنية ، كما هي في جهوزية عالية للدفاع عن المياه الإقليمية اليمنية.. كل ذلك يضع قوى العدوان أمام خيارين لا ثالث لهما إما الانسحاب من الأراضي اليمنية ووقف عدوانها ومؤامراتها الخبيثة ورفع حصارها أو المواجهة التي حتماً سيكون الانتصار فيها لصالح شعبنا الصامد العظيم الذي لا تنكسر إرادته في السيادة والحرية والكرامة والوحدة والاستقلال.

    القوات اليمنية تفرض واقعا جيوسياسيا وقانونيا لتأمين ممرات الملاحة الدولية

    صنعاء.. الردع هو الخيار الأمثل لإعادة الأمور إلى نصابها

    بالتزامن مع التصعيد الأمريكي المتمثل في تحركات سفير واشنطن في محافظات اليمن الجنوبية والشرقية وإثارة الصراع بين أدوات الارتزاق جنوب وغرب محافظة تعز بهدف إيجاد ذريعة الاحتلال الأمريكي الصهيوني لمضيق باب المندب والجزر اليمنية الحاكمة والمطلة على ممرات الملاحة الدولية في البحر الأحمر.

    حملت كلمة الرئيس المشاط التي ألقاها خلال زيارته إلى محافظة المحويت وكذا كلمة وزير الدفاع اللواء الركن محمد العاطفي التي ألقاها خلال اللقاء الموسع لقيادة القوات البحرية رسائل عسكرية وسياسية قوية ورادعة ردا على التحركات الأمريكية.

    وعززت صنعاء رسائل ردعها بفرض واقع انتشار أمني بحري تحت مظلة الردع لتأمين الملاحة في المجال الحيوي اليمني ضمن الواجب السيادي، وتسجيل حضور رقابة وتأمين وضبط لملئ الفراغ في المجال الملاحي الذي يحاول العدو الصهيو أمريكي سده بحشد قواته البحرية وبالقرصنة والاضطربات وشماعة الإرهاب الموجه لخدمة أجندة تستهدف الأمن القومي لليمن ومصالح الشعب اليمني.

    وبإعادة النظر في تمكن صنعاء من تنفيذ التهديدات والتحذيرات التي أطلقتها خلال المراحل السابقة من مراحل الصراع يظل التقدير العام هو قدرة صنعاء على تنفيذ تهديداتها المتعلقة باستهداف قوى العدوان في الجزر اليمنية وحقيقة امتلاكها للقوة البحرية الكاملة والقادرة على فرض واقع جيوسياسي وقانوني لتأمين الممرات الملاحية الدولية ووضع حد للتحركات الأمريكية والسعودية الإماراتية ورسم خط نهاية لها سواء بالتسليم الطوعي والتعاطي الإيجابي مع الوقائع والحقائق الصاعدة والتعاون لجدولة استحقاقات السلام العادل، أو عبر مسار التصعيد والمواجهة العسكرية المباشرة في معركة ستحدد نتائجها قدرات ومفاجآت القوات البحرية اليمنية.

    مجدداً الصراع بين الرياض وأبوظبي ينشط في تعز

    تعود عمليات الاغتيال إلى واجهة المشهد في مدينة تعز وريفها الجنوبي الغربي الواقع تحت سلطة ما يسمى بمجلس القيادة الرئاسي المدعوم سعوديًا. آخر عمليات الاغتيال استهدفت قيادياً في اللواء العاشر التابع لقوات “حراس الجمهورية” التابعة للمرتزقة المدعومة إماراتيًا وسط المدينة، سبقتها بسبعة أيام عملية اغتيال رئيس برنامج الأغذية العالمي أردني الجنسية في مدينة التربة، وكلتا العمليتين وقعتا في مناطق يسيطر عليها حزب الإصلاح على الأرض.

    عمليتا اغتيال في أسبوع واحد شهدتها المناطق الخاضعة لسيطرة حزب الإصلاح في مدينة تعز وريفها.

    مصادر من مدينة تعز أكدت أن المستهدف في عملية الاغتيال الجديدة هو القيادي السلفي معاذ القحطاني ويتبع كتائب أبو العباس المدعومة إماراتياً والتي باتت تعرف حالياً باسم اللواء العاشر “حراس جمهورية” ويقودها عضو مجلس القيادة المشكل في الرياض طارق صالح.

    جاءت بعد سبعة أيام من اغتيال رئيس مكتب برنامج الأغذية العالمي “مؤيد حميدي” أردني الجنسية في مدينة التربة بمديرية الشمايتين وهي منطقة صراع بين حزب الإصلاح من جهة وبين الفصائل المدعومة إماراتيًا من جهة ثانية.

    التربة منطقة صراع ومنطلق للسيطرة

    تشكل مدينة التربة منفذاً للفصائل التي تقاتل تحت راية التحالف السعودي الإماراتي نحو المحافظات الجنوبية وهي مصلحة مشتركة، لكنها ولقربها من مناطق الساحل الغربي تحولت إلى مدينة ذات بعد أمني بالنسبة للإمارات مثلها كباقي مناطق الصراع الممتدة على طول خارطة المحافظات المحتلة بين السعودية والإمارات.

    تفجر الصراع بشكله العلني بين الطرفين في مدينة التربة بعد خروج كتائب “ابو العباس” من مدينة تعز أواخر أغسطس 2018 بعد مواجهات دامية بينها وبين حزب الإصلاح انتهت لصالح الأخير.

    كانت منطقة التربة خاضعة بشكل غير مباشر للسيطرة الإماراتية عبر اللواء 35 مدرع قبل أن يتم اغتيال قائده “عدنان الحمادي” في الثاني من ديسمبر 2019، وهو اللواء الأكبر بالعديد والعتاد في ريف تعز القريب من باب المندب.

    مع بداية الحرب اشترطت الامارات عبر قائد قواتها حينها العميد ناصر مشبب التزام اللواء 35 مدرع بسياسات وتوجيهات الامارات دون غيرها من الجهات مقابل الدعم وعلى الرغم من ولاء الحمادي وعلاقته بحزب الاصلاح إلا أنه قبل الشرط الإماراتي بحسب اعترافه هو، بعد اغتيال الحمادي طرحت الامارات الشرط نفسه على من سيتولى اللواء 35 وبالمقابل حرص حزب الإصلاح على عدم تمكين الإمارات من تعيين قيادي موال لها، وجاء ذلك بقرار من قبل الحكومة التابعة للرياض بتعيين عبد الرحمن الشمساني قائداً للواء ليفجر التوتر في منطقة التربة واستطاع حزب الإصلاح وضع يده على تلك المنطقة بالكامل بواسطة قوات تتبع محور تعز ولواء النقل الذي يقوده أمجد خالد المناهض لأبوظبي وبدعم من الرياض.

    تعز من الداخل

    يعتبر حزب الإصلاح وعبر ما يسمى بمحور تعز المسيطر الرئيسي على الملف العسكري والأمني في مدينة تعز وريفها منذ اخراج القوات الموالية للإمارات من المدينة المتمثلة بكتائب “أبو العباس”. ويحكم حزب الإصلاح سيطرته على المدينة بعدة ألوية عسكرية أبرزها لواء عبده فرحان المخلافي، المعروف بسالم، واللواء 22 ميكا بقيادة العميد صادق سرحان، واللواء 17 مشاة، واللواء 170 دفاع جوي، واللواء الخامس حماية رئاسية، واللواء 145 مشاة، يرتبط بعض قادة هذه الألوية بتنظيم القاعدة بشكل مباشر.

    حرب الشوارع في مدينة تعز

    أواخر أغسطس 2018 خسرت كتائب “أبو العباس” ومن ورائها الإمارات الرهان حول السيطرة على مدينة تعز بعد مواجهات دامية مع فصائل الإصلاح خلفت العشرات من القتلى ودمرت المئات من المنازل وجاءت بعد مقتل ما يقرب عن 250 مجندًا من الطرفين في عمليات اغتيال منظمة كانت تنفذ بشكل شبه يومي.

    اليوم تعود مؤشرات الصراع من جديد، تمتلك الإمارات خلايا نائمة في مدينة تعز الخاضعة بالكامل لسيطرة الإصلاح فيما يقوم الأخير بتحذير الإمارات عبر عمليات الاغتيال لعناصر تلك الخلايا مفادها بأنه يرصد التحركات الإماراتية.

    اللواء العاشر “حراس الجمهورية” كتائب “أبو العباس” سابقاً

    تحاول الإمارات العودة إلى مدينة تعز بشكل رسمي خلافًا لما كانت عليه كتائب “أبو العباس” في السابق، فبعد إخراج كتائب “أبو العباس” من المدينة وبضغط سعودي قامت بإلغاء مسمى كتائب “أبو العباس” نظراً لشبهة الإرهاب والتطرف (الذي ارتبط بها خلال سيطرتها على الجزء الجنوبي من مدينة تعز وتحويل المدينة القديمة الى إمارة إسلامية ورفعها علم التنظيم على أسوار المدينة) وعملت الإمارات مؤخراً على ضم تلك القوات إلى لواء سمي باللواء العاشر ويتبع ألوية “حراس الجمهورية” التي يقودها عضو مجلس القيادة الرئاسي طارق صالح بالساحل الغربي.

    تتبادل أطراف الصراع الاتهامات عن مسؤولية نشاط عمليات الاغتيال في تعز، تحمل الفصائل الموالية لأبوظبي حزب الإصلاح المسؤولية كون تلك المناطق تخضع لسيطرته وتصفه بدعم الإرهاب، فيما يتهم مقربون من حزب الإصلاح الفصائل الموالية لابوظبي بايجاد ذريعة للتوسع نحو وسط مدينة تعز وتأمين الساحل الغربي ومضيق باب المندب.

    بايدن يمضي قدما في جهود الوساطة لتقارب صهيوني سعودي

    بايدن يمضي قدما في جهود الوساطة لتقارب صهيوني سعودي
    صحيفة فرنسية: طريق العلاقات السعودية مع إسرائيل ممهد بعناية

    يمضي مبعوثو الرئيس بايدن قدما في جهودهم لإعادة تنظيم سياسات الشرق الأوسط من خلال التوسط في إقامة علاقات دبلوماسية بين المملكة العربية السعودية وإسرائيل على الرغم من التنازلات الكبيرة التي طالب بها النظام الملكي السعودي.

    أرسل بايدن، مستشار الأمن القومي، جيك سوليفان، إلى المملكة العربية السعودية في الأيام الأخيرة، وهي رحلته الثانية إلى هناك في أقل من ثلاثة أشهر، حيث يختبر المسؤولون الأمريكيون المناخ للتوصل إلى اتفاق يجمع بين خصمين تاريخيين ويعيدون تشكيل المنطقة بشكل أساسي.

    لم يتم الإعلان عن أي اختراق، لكن حقيقة عودة سوليفان إلى المملكة بعد فترة وجيزة من رحلته الأخيرة في مايو تشير إلى أن إدارة بايدن ترى آفاقا جادة للتوصل إلى اتفاق.

    ومن بين العقبات إصرار المملكة العربية السعودية على اتفاقية أمنية متبادلة مع الولايات المتحدة وتطوير برنامج نووي مدني يمكن للبلد من خلاله تخصيب اليورانيوم الخاص بها، وكلاهما لم يكن موجودا في الماضي. ولم يقدم ملخص الاجتماع في بيان للبيت الأبيض سوى القليل من المؤشرات على مدى التقدم الذي تم إحرازه خلال الزيارة.

    وقال البيان إن سوليفان سافر إلى جدة “لمناقشة المسائل الثنائية والإقليمية، بما في ذلك المبادرات لتعزيز رؤية مشتركة لمنطقة شرق أوسط أكثر سلماً وأمناً وازدهاراً واستقراراً ومترابطة مع العالم.” لكن المسؤولين الأمريكيين الذين كانوا في جدة يوم الخميس الماضي أبلغوا زملائهم بشكل خاص أن المشاركات سارت على ما يرام وأعربوا عن تفاؤل حذر بإمكانية إحراز تقدم مع استمرار المحادثات على أرض الواقع.

    سعت إدارة بايدن أيضا إلى إبعاد المملكة العربية السعودية عن تعاونها مع روسيا بشأن أسعار الطاقة لزيادة الضغط على موسكو وهي تشن حربا في أوكرانيا. وذكرت صحيفة وول ستريت جورنال يوم السبت الماضي أن القادة السعوديين سيعقدون محادثات سلام يومي 5 و 6 أغسطس بمشاركة ممثلين من أوكرانيا وعشرات الدول الأخرى بما في ذلك الهند والبرازيل، التي لم تنضم مثل السعودية إلى الجهود الغربية لعزل روسيا بسبب غزوها.

    روسيا، التي رفضت التفاوض، ليست مدرجة في الاجتماع.

    وقالت الصحيفة إنه كان من المتوقع أن يشارك سوليفان، لكن مجلس الأمن القومي لن يعلق. تسلط خطة سعودية لاستضافة مثل هذا الاجتماع الضوء على سلسلة من الديناميكيات المعقدة والمتضاربة في بعض الأحيان. وتريد واشنطن تجنيد الرياض ضد الروس، ومنعها من الاقتراب من الصين، وجمعها مع كيان إسرائيل، والتنسيق معها ضد إيران، وإقناعها بوضع حد نهائيا للحرب في اليمن المجاور، ومنعها من إثارة الحرب.

    في محادثة الأسبوع الماضي مع توماس فريدمان، كاتب العمود في صحيفة نيويورك تايمز، وصف بايدن صفقة سعودية صهيونية محتملة مع العديد من الأجزاء المتحركة، يمكن لأي منها أن يؤدي بسهولة إلى تعثر مثل هذه المفاوضات المعقدة ولكن سيكون لها آثار بعيدة المدى، إذا تحققت.

    كانت المطالب السعودية للتطبيع مع كيان إسرائيل واسعة النطاق. من بين أمور أخرى، يريد المسؤولون السعوديون تحالفا على مستوى الناتو مع الولايات المتحدة يكون فيه الهجوم على أحدهم هجوما على الجميع، وهو من المحرمات منذ فترة طويلة بين صانعي السياسة الأمريكيين الذين لا يريدون الالتزام بالدفاع عن نظام ملكي غير ديمقراطي.

    في حالة الحرب يريدون برنامجا نوويا مدنيا على الرغم من المعارضة الطويلة من قبل كيان إسرائيل والولايات المتحدة اللتين تخشيان حدوث سباق تسلح نووي في المنطقة. وأُعطي المسؤولون الصهاينة الذين اجتمعوا مؤخرا مع نظرائهم الأمريكيين الانطباع بأنه في حين أن المرحلة الأولى من المفاوضات لم تتضمن أي طلب لتقديم تنازلات صهيونية كبيرة في صراعهم مع الفلسطينيين، يُعتقد الآن أن الصفقة ستتطلب تقدما كبيرا في هذه القضية.

    قيل للمسؤولين الصهاينة إن الملك سلمان، الذي تنازل عن الكثير من السيطرة لابنه ولي العهد الأمير محمد، تدخل في المفاوضات للإصرار على أن تتضمن أي صفقة تحركا إسرائيليا واضحا تجاه الفلسطينيين، وفقا لمسؤول دفاعي صهيوني تحدث عن شرط عدم الكشف عن هويته لمناقشة المعلومات الحساسة.

    السعوديون، بحسب الانطباع الصهيوني، لن يكتفوا بوعد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بعدم ضم الضفة الغربية، وهو أمر لم تتخيله الحكومة الحالية. وبدلاً من ذلك، سيطالبون بعمل كبير على الأرض. ومن المشكوك فيه إلى حد كبير ما إذا كان الائتلاف الصهيوني اليميني الحالي سيوافق على تنازلات كبيرة للفلسطينيين، ويمكن أن يؤدي الدفع الداخلي لمثل هذا الاقتراح إلى حل الحكومة.

    رفض قادة المعارضة بشدة الانضمام إلى أي حكومة يقودها نتنياهو، ولكن ظهرت أسئلة في المناقشات مع الأمريكيين حول ما إذا كان القادة قد يلين إذا كان ذلك يعني إقامة علاقات دبلوماسية مع السعوديين. وقال مسؤول صهيوني كبير مطلع على المحادثات إن كيان إسرائيل لم تكن جزءا من المفاوضات لكنها كانت تعتمد على وعد أمريكي بالشفافية الكاملة والتحديثات المنتظمة. يضغط الجانب الأمريكي على السعوديين لضمان إنهاء دائم للقتال في اليمن، وتثبيت وقف إطلاق النار المؤقت الذي ساد العام الماضي.

    لتقديم مساعدات جديدة واسعة النطاق للمؤسسات الفلسطينية في الضفة الغربية؛ وكبح علاقتها الجديدة مع الصين، التي استضافت العام الماضي المحادثات التي أعادت العلاقات الدبلوماسية بين السعودية وإيران. وتأتي المفاوضات في وقت احتكاك بين الولايات المتحدة وكيان إسرائيل حيث يدفع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو من خلال تشريع للحد من السلطة القضائية في تحد لبايدن ومئات الآلاف من المتظاهرين في الشوارع.

    العلاقات الدبلوماسية الرسمية بين كيان إسرائيل والمملكة العربية السعودية ستكون انتصارا كبيرا لنتنياهو في جهوده الطويلة الأمد لتطبيع موقف بلده في منطقة معادية لمعظم تاريخ كيان إسرائيل الممتد 75 عاما.وفتحت اتفاقات أبراهيم التي تم التوصل إليها بوساطة إدارة الرئيس دونالد ترامب في العام 2020 الباب أمام منطقة متغيرة عندما وافقت الإمارات العربية المتحدة والبحرين والمغرب على فتح علاقات رسمية مع كيان إسرائيل.

    قاومت المملكة العربية السعودية الانضمام إلى الاتفاقات في ذلك الوقت وكانت الجائزة الكبرى منذ ذلك الحين. لقد أصبح السعوديون والصهاينة أقرب بشكل غير رسمي على مر السنين بسبب المخاوف المشتركة بشأن دور إيران في المنطقة، وأظهرت التغييرات المتزايدة علاقاتهم المتطورة، مثل الإذن السعودي للرحلات المتجهة من وإلى كيان إسرائيل لعبور المجال الجوي للمملكة.

    في حين أن إدارة بايدن في البداية لم تكن متفائلة بشكل خاص بشأن فرص التفاوض على التقارب السعودي الصهيوني، خلال زيارة سوليفان في مايو، أعرب الأمير محمد عن استعداد أكبر لعقد صفقة وقرر بايدن بذل جهد كامل. وقام وزير الخارجية أنطوني بلينكين برحلة إلى المملكة العربية السعودية في يونيو، أعقبتها عودة سوليفان.

    ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    بيتر بيكر ورونين بيرجمان
    “نيويورك تايمز