المزيد
    الرئيسية بلوق الصفحة 977

    استمرت 9 أشهر.. كشف تفاصيل عملية تفجير السيل الشمالي ومن المتسبب

    روسيا تستعد لعقد اجتماع خاص مع مجلس الأمن القومي حول تفجيرات خطوط أنابيب “السيل الشمالي”

    وصفت صحيفة “نيويورك تايمز” تفجيرات أنابيب السيل الشمالي، لضخ الغاز من روسيا إلى ألمانيا، “باللغز”، إلا أن صحفيا أمريكيا تحدث عن قيام الولايات المتحدة بعملية بحرية ظلت طي الكتمان.

    ووجه الصحفي الأمريكي سيمور هيرش، الحائز جائزة بوليتزر، أصابع الاتهام نحو واشنطن بالوقوف وراء تنظيم هجمات على خطوط أنابيب “السيل الشمالي1 و2”.

    هيرش المعروف بمنشوراته عن الجرائم الأمريكية في فيتنام وفي حروب الشرق الأوسط، وخاصة فضيحة التعذيب في سجن أبو غريب العراقي، تمكن من الحصول على معلومات حول العملية من مصدر لم يذكر اسمه كان متورطا بشكل مباشر في الإعداد لها على حد تعبيره.

    وقال الصحفي الأمريكي إن “غواصين أمريكيين زرعوا متفجرات على أنابيب “السيل الشمالي” تحت غطاء مناورات لحلف الناتو “بلوبس 22”، فيما قام النرويجيون بتفعيلها”. وأوضح، أن “طائرة تابعة للبحرية النرويجية أسقطت عوامة “سونار” في 26 سبتمبر الماضي لتفعيل المتفجرات”.

    وخلص هيرش، في تقرير مفصل نشره حول العملية السرية، إلى أن “قرار الرئيس الأمريكي جو بايدن حول تخريب أنابيب “السيل الشمالي” سبقه 9 أشهر من المناقشات السرية داخل الفريق الأمني في واشنطن”. وأشار إلى أن الموضوع الرئيسي الساخن للمناقشات كان ضرورة عدم ترك أدلة تشير إلى منفذي التفجيرات.

    وفي سبتمبر الماضي وقع اعتداء على أنابيب “السيل الشمالي1 و2″، ولم تستبعد ألمانيا والدنمارك والسويد أن تكون عملية التخريب “مستهدفة” وبفعل فاعل.

    وفي وقت لاحق، اعترف محققون ألمان بأن ممثلي إحدى الدول الغربية قد يكونون وراء تفجيرات أنابيب الغاز.

    من جتهها وصفت موسكو الانفجارات بالهجوم الإرهابي الواضح، واتهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين “الأنغلوساكسون” بالتورط في تفجير خطوط أنابيب الغاز.

    وفيما يلي خريطة تظهر الانفجارات التي طالت “السيل الشمالي1 و2” وتاريخ وقوعها:

    ملخص اتحاد بايدن.. زوجة بايدن تطبع “قبلة حارة” على شفاه زوج هاريس قبل خطاب الاتحاد

    ملخص اتحاد بايدن.. زوجة بايدن تطبع "قبلة حارة" على شفاه زوج هاريس قبل خطاب الاتحاد

    بدأ “خطاب الاتحاد” الذي ألقاه الرئيس الأمريكي جو بايدن في الكونغرس بقبلة مفاجئة بين السيدة الأولى جيل بايدن ودوغ إمهوف زوج نائبة الرئيس كامالا هاريس.

    وارتدت جيل فستانا باللون الأرجواني، وأثناء دخولها القاعة للجلوس في المكان المخصص لها، التقت إمهوف الرجل الأول في أمريكا، ورصدت الكاميرات لحظة قيامها بطبع قبلة حارة على شفتيه وسط دهشة الحضور.

    وأثار الفيديو حالة من السخرية بين النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، وسط تساؤلات عن سبب الحركة الجريئة التي قامت بها سيدة أمريكا الأولى في مناسبة مهمة مثل حالة الاتحاد.

    وألقى الرئيس الأمريكي كلمة “خطاب الاتحاد” أمام أعضاء الكونغرس اليوم الأربعاء، وتطرق فيها إلى الوضع الاقتصادي في الولايات المتحدة وعدد من المسائل الخارجية على غرار الوضع في أوكرانيا.

    وتعرض بايدن لانتقادات شديدة من المشرعين الجمهوريين بخصوص مسألة إسقاط المنطاد الصيني، الأمر الذي دفعه للانفعال خلال خطابه، حيث ظهر عليه الغضب مع تعالي الصرخات المنددة بكيفية تصرفه مع المسألة الحساسة.

    صورة فضائية تكشف كيف غير المناخ “وجه الأرض”

    صورة فضائية تكشف كيف غير المناخ “وجه الأرض”

    في ديسمبر 1972، التقطت مهمة أبولو الأخيرة لناسا (أبولو 17) صورة “الرخام الأزرق” (Blue Marble) الأيقونية للأرض بأكملها.

    بعد خمسين عاما، في 8 ديسمبر 2022، التقطت وكالة ناسا صورة جديدة للأرض من مرصدها للمناخ في الفضاء العميق على بعد 1.5 مليون كيلومتر تقريبا. تكشف الصورة عن تغييرات واضحة على وجه الأرض، بعضها يدل على 50 عاما من تغير المناخ.

    وكانت الصور الأولى التي التقطت للأرض من الفضاء أحداثا تاريخية بالغة الأهمية. ففي عام 1966، أرسلت مركبة Lunar Orbiter 1 الروبوتية (أول مركبة فضائية أمريكية تدور حول القمر) بعض الصور المبكرة بما في ذلك صورة بالأبيض والأسود لكوكب الأرض المظلل جزئيا. وفي العام التالي، التقط قمر صناعي يسمى ATS-3 أول صورة ملونة للأرض.

    ثم في عام 1968، أصبح طاقم أبولو 8 أول بشر يرون ويصورون الأرض من الفضاء. والتقطوا صورا مختلفة من خلال نوافذ الكبسولة، بما في ذلك الصورة الشهيرة المعروفة باسم “شروق الأرض” (Earthrise).

    وأدت هذه الصورة إلى تنشيط الحركة البيئية وساعدت على إطلاق أول يوم للأرض في عام 1970، والذي يقام سنويا في 22 أبريل.

    وفي عام 1972، قررت وكالة ناسا التقاط صورة للأرض بأكملها عندما كانت مهمة أبولو 17 تبتعد عن مدار الأرض.

    وتم التقاط الصورة التي أضاءتها الشمس من مسافة 33000 كم، وتضمنت أول منظر للقارة القطبية الجنوبية من الفضاء. وتركزت الصورة أيضا على إفريقيا بدلا من أوروبا أو أمريكا كما كان معتادا.

    وفي ديسمبر 2022، تمت مقارنة صورة الأرض الجديدة لوكالة ناسا بالصورة الأصلية في مؤتمر “The whole Earth: Blue Marble at 50” بجامعة بورتسموث. وأظهرت هذه المقارنة أنه منذ عام 1972، تغير الكوكب بشكل واضح.

    وتقلص حجم الغطاء الجليدي في القطب الجنوبي بشكل واضح، على الرغم من أن الخسائر الرئيسية في الجرف الجليدي “لارسن” في شبه جزيرة أنتاركتيكا غير مرئية في هذه الصورة بالذات، وكان من الصعب أيضا التمييز بين الغطاء الجليدي الدائم والجليد البحري الموسمي.

    وعندما التقطت الصورة الجديدة، كان الجليد البحري ما يزال في حالة انحسار (تراجع تدريجي) عن الشتاء السابق.

    وفي حين أنه قد يكون من الصعب التمييز بين الثلج والسحب في صور الأقمار الصناعية، في الصورة الأصلية، يبدو أن بعض الثلوج تظهر في زاغروس (سلسلة جبلية تقع غرب إيران وشرق العراق) وسلاسل الجبال الوسطى في إيران (شمال الخليج العربي). واختفى هذا الثلج تماما في الصورة الجديدة. ومع ذلك، يعد هذا مرة أخرى ضمن نطاق التباين الموسمي، وقد فشلت الأبحاث في تحديد أي اتجاه كبير طويل الأجل في الغطاء الثلجي الموسمي في إيران بين عامي 1987 و2007.

    والأكثر إثارة للدهشة هو انخفاض الغطاء النباتي الأخضر الداكن في المناطق الاستوائية الإفريقية، لا سيما في امتدادها الشمالي. وتقلص الظل المظلم لبحيرة تشاد في شمال الصحراء، وبدأ الغطاء النباتي الآن في الظهور على بعد مئات الأميال جنوبا. وهذا يتفق مع أدلة التصحر في منطقة الساحل بشمال إفريقيا.

    ووجدت الأبحاث أن كثافة الأشجار في غرب الساحل انخفضت بنسبة 18% بين عامي 1954 و2002. وتقدر منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة أنه بين عامي 1990 و2010، فقدت إفريقيا 3-4 ملايين هكتار من الغابات سنويا، وهي نسبة كبيرة في منطقة الساحل.

    وأصبحت المناظر الطبيعية في مدغشقر ذات اللون الأخضر ذات لون بني بشكل أساسي الآن. وتشتهر البلاد منذ فترة طويلة بثرائها البيئي، وقد تم تصنيفها الآن على أنها “نقطة ساخنة للتنوع البيولوجي”، وهو مصطلح يطلق على منطقة ذات مستويات كبيرة من التنوع البيولوجي مهددة بفقدان الموائل السريع.

    والعديد من الأنواع التي توجد حصريا في مدغشقر، بما في ذلك الفئران القافزة العملاقة الملغاشية، معرضة الآن لخطر الانقراض. وانخفض عدد السكان بنسبة 88% بين عامي 2007 و2019.

    كيف تتلاعب السعودية بالآليات الأممية للتغطية على ملفها الحقوقي؟

    كيف تتلاعب السعودية بالآليات الأممية للتغطية على ملفها الحقوقي؟

    استعرضت المنظمة الأوروبية – السعودية لحقوق الإنسان، في تقرير لها، كيفية تلاعب السعودية بالآليات الأممية للتغطية على ملفها الحقوقي، وتلميع صورتها وتبرير انتهاكاتها.

    وأشارت المنظمة في بداية تقريرها وفقا لموقع (ام بي سي ميتو) إلى أن السعودية غيرت في الأعوام الأخيرة، طريقة تعاملها مع الرسائل الخاصة الموجهة من المقررين الخاصين، وهذه الرسائل هي شكاوى فردية لضحايا انتهاكات حقوقية، ترسل عبر المقررين الخاصين للحكومة السعودية.

    فبعد التجاهل المنتهج لأعوام عديدة، باتت الحكومة ترد على معظم هذه الرسائل التي تصلها خلال المدة المطلوبة.

    في ردودها هذه تحاول السعودية إظهار التعاون مع هذه الآليات، من خلال الرد على ما يرد من انتهاكات. لكن قراءة الردود تظهر أن هذا التفاعل ليس إلا طريقة للتلاعب وتحسين الصورة، حيث تكتفي بنفي الانتهاكات وتلاوة القوانين التي تكرس حماية الأفراد في النصوص.

    تعتمد الحكومة السعودية سياسة نسخ ولصق ردودها على الشكاوى المقدمة إليها. هذه الشكاوى المقدمة من المقررين الخاصين تشير في كثير من الأحيان إلى سوء معاملة.

    تظهر عدم جدية الحكومة السعودية باكتفائها بنفي “الاتهامات” وعدم إجراء أي تحقيق في المعلومات الواردة، بالإضافة إلى وقوف آليات الحكومة عند هذا الحد دون اتخاذ أية إجراءات تحافظ على حياة الأشخاص وأي محاولة لوقف الانتهاكات أو محاسبة المسؤولين.

    وفيما يتعلق بزيارات المقررين الخاصين، فرغم تقديم طلب زيارة لمقرر التعذيب منذ ستة عشر عامًا، والتذكير بهذا الطلب دائمًا، تتجاهل السعودية هذا الطلب. ويعتبر هذا سلوكًا ممنهجًا ومتكررًا، تقوم به بشكل عام.

    وهذه الزيارات، ضمن الآليات الدولية، والتي يقوم بها خبراء مستقلون للدول تهدف إلى زيادة الوعي الوطني والدولي حول القضايا المتعلقة بحقوق الانسان وتقديم مساهمة لتدعيم وتوطيد عمل الفرق العاملة، وللفت انتباه وسائل الإعلام والمجتمع المدني إلى قضايا حقوق الإنسان في الدولة التي يقومون بزيارتها.

    تتجاهل السعودية أيضًا طلب الفريق العامل المعني بالاعتقال التعسفي رغم التذكير به أكثر من مرة خلال هذا العام بسبب اتساع رقعة الاعتقالات.

    تورط دبلوماسيين سعوديين في احتجاز عاملات منازل ومعاملتهن معاملة العبيد

    تورط دبلوماسيين سعوديين في احتجاز عاملات منازل ومعاملتهن معاملة العبيد

    كشفت صحيفة “التليجراف” البريطانية عن تورط دبلوماسيين سعوديين في احتجاز عاملات منازل، ومعاملتهن معاملة “العبيد”، على حد وصف الصحيفة.

    وحسب موقع (ام بي سي ميتو)، قالت الصحيفة في تقرير لها إن عاملات المنازل يُحتجزن كعبيد معاصرين في منازل دبلوماسية في جميع أنحاء لندن، حيث يُجبرون على العمل لمدة تصل إلى 18 ساعة في اليوم، والاستحمام بدلاء من الماء البارد وتناول بقايا الطعام من أصحاب العمل.

    كما أشارت الصحيفة إلى أنه يتم توظيف العمال، ومعظمهم من النساء من الفلبين وإندونيسيا، من قبل دبلوماسيين أجانب عبر وكالات توظيف دولية ويتم منحهم تأشيرات للعيش والعمل في المملكة المتحدة.

    ولفتت “التليجراف” إلى أن البيانات التي أطلقتها المؤسسات الخيرية أظهرت أنه بين عامي 2017 و2021، تعرض ما لا يقل عن 13 عاملة منزلية في الخارج لسوء المعاملة من قبل 10 موظفين دبلوماسيين من المملكة العربية السعودية.

    كذلك ذكرت الصحيفة أن الدبلوماسي السعودي المقيم في لندن؛ اتُهم بمعاملة موظفة فلبينية “كعبدة”، حيث أجبرها على ارتداء الجرس طوال الوقت، لتكون تحت تصرف عائلته.

    كما نقلت “التليجراف” عن عاملة منزل تدعى Diwa؛ جلبها دبلوماسي سعودي إلى بريطانيا منذ 2018، وصفها أنها عاشت كسجينة في منزل الدبلوماسي بغرب لندن.

    وأن ذلك دفع وزير مجلس الوزراء السابق، ديفيد ديفيس، للتصريح بأنه “لا ينبغي السماح لممثلي الشرق الأوسط بإعادة خلق “الظروف القمعية” لبلدانهم داخل الأسر الدبلوماسية في المملكة المتحدة”، مضيفًا: “يجب أن يلتزم هؤلاء الأفراد بالقوانين البريطانية”.

    وكانت المحكمة العليا البريطانية قضت العام الماضي؛ بأن الدبلوماسيين الذين يستغلون العمال في ظروف العبودية الحديثة لا يمكنهم الاعتماد على الحصانة الدبلوماسية لمنع دعاوى التعويض.

    سوريا.. زلزال الضمير

    سوريا.. زلزال الضمير

    ليس من المناسب أن تكون بداية الحديث عن الزلزال المدمر الذي ضرب تركيا وسوريا إلا بالتعزية وكامل التضامن وإعلان الموقف الإنساني الخالص مع شعبي البلدين، والترحم على الشهداء والدعوة الى الله بالشفاء للجرحى، والخلاص للمحاصرين تحت الأنقاض.

    لقد كان فعلًا كما وصفته المراكز المتخصصة زلزالًا مدمرًا، تجلت آثاره بعشرات الآلاف من البنايات المهدمة، والآلاف من الضحايا في البلدين، وهو إن كان كذلك، فإنه أيضًا لم يكن مجرد زلزال جيولوجي فقط، بل صاحبه زلزال أخلاقي انساني، دمر الأبراج العاجية التي يعيشها المجتمع الدولي محيطًا نفسه بشعارات الإنسانية الزائفة، وكشف عورة أكثر الأنظمة العربية، لكن هذا الزلزال لم يتمكن من تدمير قانون قيصر، ولا حجب الغطرسة الأمريكية.

    بالأمس كان واضحًا سيل التضامن مع تركيا، والخجل في التعاطي مع سوريا، إن كانت الأولى تستحق هذا التضامن في وقت لا مكان فيه إلا لمزيد من الإنسانية، فلماذا تغيب الثانية؟ ما هو التفسير المنطقي؟ لماذا لم تتمكن الإنسانية من تجاوز عقبات السياسة والخلافات الشخصية؟ ألم تكفِ عشر سنوات من الدمار الذي حل بسوريا وشعبها؟ أم أن أعداء سوريا يرون اليوم في هذا الزلزال مدخلًا جديدًا للمساومة والبحث عن تنازلات تقدمها سوريا تحت ضغط الكارثة؟

    ما حز في النفس أثناء المتابعة، أن الجهود العربية بدت خجولة أمام حجم الكارثة والمصاب الذي يعاني منه الشعب السوري. في تلك اللحظات اختارت القنوات السعودية عناوين خبيثة للتغطية لا دخل لها بالانسانية لا من قريب ولا من بعيد، بل كانت أشبه بالتشفي، واستجداء تركيع “النظام السوري” والتساؤلات الخبيثة. على سبيل المثال لا الحصر: “هل يُريد النظام السوري أن يأخذ أوامر من إيران وروسيا في طلب المُساعدات الدولية؟ ولماذا لم يلجأ للدول العربية؟”.

    هكذا قالت قناة “الحدث” متجاهلة أن نداءات الاستغاثة ومناشدة المجتمع الدولي بتقديم المساعدة للشعب السوري كانت على الملأ، وقالت وزارة الخارجية والمغتربين في بيان نقلته القناة نفسها: “تناشد سوريا الدول الأعضاء في منظمة الأمم المتحدة والأمانة العامة للمنظمة ووكالاتها وصناديقها المختصة واللجنة الدولية للصليب الأحمر وغيرها من شركاء العمل الإنساني من منظمات دولية حكومية وغير حكومية، لمدّ يد العون ودعم الجهود التي تبذلها الحكومة السورية في مواجهة كارثة الزلزال المدمر”.

    مثل تلك التساؤلات ليست بريئة، فهي تحاول أن تخفي الحاجة السعودية للاذن الأمريكي بتجاوز قوانين قيصر، التي تخنق بها الشعب السوري، وتمنع وصول المساعدات، بل حتى تمنع الحصول على الحق الطبيعي في التبادل التجاري مع بقية دول العالم، وهو ما يلقي بظلاله الكارثية ويعمق طبيعة المأساة.

    الانكى، هو السرب الذي غردت فيه قنوات خليجية بادعاء طلب دمشق دعمًا إسرائيليًا، واستجابة المجرم نتنياهو للطلب وهو ما تم نفيه بشكل مطلق، وقد كان واضحًا على تلك القنوات أنها لا تنقل الخبر لمجرد النقل، بل لأهداف لها علاقة بالشماتة بسوريا من جهة، وتجميل صورة العدو الإسرائيلي من جهة أخرى، وهو سقوط أخلاقي وانساني في استغلال مأساة وكارثة في خدمة أهداف دنيئة.

    رغم أن هول الزلزال وما تنقله كاميرات الاعلام يبدو كافيًا لتتحرك المشاعر العربية والقومية والإسلامية لدى هؤلاء، إلا أنها اختارت أن تنفضح وتنكشف وتبدو على حقيقتها، بوجه أكثر قبحًا وقتامة، تذكر بشعارات الحضن العربي التي سمعناها مع بداية العدوان على اليمن، وتشكيل السعودية تحالفًا طويلًا عريضًا تحت عنوان (انقاذ الشرعية في اليمن) سخرت من أجله الأموال والمليارات وحركت مجلس الأمن لاستصدار قرارات، وشراء الولاءات، والأسلحة والاصوات الإعلامية في العالم.

    وأرسلت قرابة 200 طائرة اف16، محملة بأحدث الأسلحة الذكية والغبية، واستمرت على مدى أعوام، تقتل وتدمر، لم تحصد إلا المزيد من الدماء والارواح والدمار، وصنعت مأساة وصفتها الأمم المتحدة بالأسوأ في العالم من صنع البشر، فليتها اليوم تفتح “حضنها العربي” وترسل عشر تلك الطائرات محملة بالاغاثة ووسائل الإنقاذ، ولو لثمانية أسابيع، بل لثمانية أيام، مقابل ثماني سنوات في اليمن.

    سقط الأعراب هنا وسقط المجتمع الدولي، وكان الأكثر سقوطًا هو الولايات المتحدة، التي لا تزال تتمسك بقانون قيصر، مع اداعاءات فارغة بالنظر الى الفاجعة بمنظار انساني، منظار لم تستطع معه دول أوروبية التلفط ولو كلاميا فقط، عن الاستعداد لمساعدة الشعب السوري، سواء في مناطق النظام، أو مناطق المعارضة المدعومة تركيًا وغربيًا.

    ها هو الزلزال يسجل ضحايا من الضمائر الممزقة بفعل التوحش الإنساني الذي يعيشه العالم اليوم، رغم ارتفاع منسوب التصريحات والشعارات البرّاقة والتغني بالانسانية وحقوق البشر وحتى الحيوانات ايضًا، لتبدو اليوم مجرد سراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء.

    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    علي الدرواني

    بن سلمان يضرب الهوية الحجازية.. هكذا يفتح الباب للصهاينة لاختراق المملكة

    بن سلمان يضرب الهوية الحجازية.. هكذا يفتح الباب للصهاينة لاختراق المملكة

    لا مكان لليأس لدى أبناء الجزيرة العربية. صحيحٌ أن جوْر محمد بن سلمان بلغ درجات قاسية، لكن الأمل حاضر للتغيير وإحداث فرق على الخريطة الخليجية. كلّ شيء في المملكة اليوم يخضع للتهديد، الحجر والبشر، تبعًا لأجندة الطُغاة الحاكمين. أكثر من حركة سياسية مُعارِضة تنشط من أجل مواجهة كلّ مشاريع سلمان وابنه في البلاد.

    اليوم يبرز “البرلمان الحجازي” الذي أُعلن عن تأسيسه مؤخرًا، والهدف الرئيسي الحفاظ على الإرث الإسلامي في الحجاز لما له من رمزية دينية وتاريخية عظيمة، والتصدّي لإرهاب وليّ العهد المتمادي حتى النصر.

    رئيس البرلمان الحجازي المُعارض سلطان العبدلي يُبيّن في مقابلة مع موقع “العهد” الإخباري الجهد المبذول من جانب هذه الحركة الجديدة وما قد تستطيع إنجازه في ظلّ عتوّ السلطة السعودية تجاه مواطنيها، ويكشف مُخطّط إفراغ الحجاز من شعبه الأصيل وسرقة أراضيه وتسليمها لشركات صهيونية تحت ذريعة الاستثمار.

    وفيما يلي نصّ الحوار:

    تابعنا إعلانكم عن تأسيس “برلمان الحجاز” قبل أيّام، أوّلًا على صعيد التسمية لماذا اخترتم هذا العنوان لحراكِكُم الجديد؟ ومع من تتعاونون من حركات المُعارضة في المنفى؟

    “البرلمان الحجازي” منصّة افتراضية لها أعمال متنوّعة في وسائل التواصل الاجتماعي وأعمال ميدانية كالمظاهرات أمام السفارات، وتوعية المسلمين، و”الحجازي” لأن هدف البرلمان ومحلّ اهتمامه الحجاز الشريف، وهو محل إجماع أمّتنا المسلمة لوجود مكة والمدينة وبقية المواقع النبوية والمساجد ومواقع الغزوات النبوية.

    مِن هنا كانت النسبة للحجاز. والمسلمون تخفق قلوبهم إنْ ذُكر الحجاز. ثم إن الحجاز روح وقلب هذه الأمّة ويتعرض لحملة شعواء بالهدم للآثار الإسلامية والتأريخية وتهجير أهله، واحتلال الأراضي التي يمتلكها أهلها من مئات السنين، لذلك كلّه كان الحجاز هو أنسب اسم، كيف لا وهو نقطة الدائرة؟

    الى أيّ مدى الهدف الذي وضعتموه، تحرير الحجاز من السلطة السياسية المُتسلّطة، قابلٌ للتحقّق في ظلّ الظُّلم المُستفحل الذي يمارسه محمد بن سلمان؟

    تحرير الحجاز يعتمد على قدرة الله ثم على الشعب الحجازي وإخوانه وأهله في بقية الجزيرة العربية ومن ورائهم الأمة الإسلامية. نعلم جميعًا أن الشعب في الحجاز وبقية الجزيرة العربية أو ما يسمّى السعودية معتقل في سجن كبير، ولذلك لا بدّ من تجييش الأمة الإسلامية بالوعي لما يُحاك للحجاز وأهله، ونحن نأمل من أمّتنا أن تُعيننا بكل ما تستطيع من إمكانات مادية وإعلامية.

    بتقديركم ما هي أدوات التأثير على السلطات ومحمد بن سلمان التي فعلًا تؤرقه؟

    أعظم ما يؤرق ابن سلمان الحجاز، وهو الشيء ذاته الذي أرق جدّه عبد العزيز بن سعود، ولذا هم يُرهبون الحجاز لأنهم يخشون اذا تخلّص المُسلمون من الوهم والانخداع بالنظام السعودي بحجج توسعة الحرميْن وطباعة مصحف المدينة، ولذلك شرعنا في مشروعنا هذا، لعلّ الله يوقظ أمّتنا فيتحرر الحجاز ويرتاح من عنت الاحتلال السعودي للمقدّسات.

    على ماذا تراهنون في الساحة الداخلية في المملكة لإحداث تغيير؟

    المُراهنة الداخلية على الشعب الذي اذا لم يتحرّك بمساندة إخوانه المسلمين، فإن ليل الاحتلال السعودي للحجاز سيطول، وإن كان النظام السعودي اليوم في أضعف حالاته، وهذا ما يُحفزّنا على المضيّ قُدمًا في المشروع.

    كيف ستعملون على عنوان: استرداد ما تمّت إزالته من الآثار الشريفة المُدمّرة، وتسهيل الحج للمسلمين الذين يُمنعون من أداء مناسكهم والعبث بمُقدساتهم؟

    سنعمل على ذلك من خلال الوعي وبثّ روح الهمّة في انتزاع الحجاز من النظام لتسليمه لأهله، والضغط على النظام من المسلمين وتكبيده خسائر على مستوى الأمة، إعلاميًا وتكاتفًا للجهود، وسنستمرّ في ذلك حتى يتمّ المقصود أو نمضي دونه.

    حذّرتم في بيان تأسيس البرلمان من سرقة الأراضي الحجازية وتسليمها لشركات صهيونية تحت ذريعة الاستثمار، لو تضعوننا في تفاصيل هذه العمليات.

    هذه قصة طويلة، أختصرها بالتالي: حيث سبق وأن كتب الكاتب اللبناني الأمريكي كمال الصليبي كتابًا خطرًا للغاية -ولم ينتبه له المسلمون والعرب من قبل- ومرّ على ذاكرتهم مرورًا غير كريم، وهو كتاب “التوراة جاءت من جزيرة العرب”، وهذا خطر على مستقبل الحجاز الذي بتنا نعيشه ونشاهد مواطن بني “إسرائيل” القديمة يُراد لها أن تحيا من جديد، ثم طبع محمد بن سلمان على نفقته وبتمويل منه كتابًا أكثر وقاحة وهو “التوراة الحجازية” وفي أحد عناوينه “أورشليم الحجازية”.

    ومن هذه الخلفية، جنّست الإمارات والبحرين عددًا من الصهاينة جنسيات خليجية، فيما أذن النظام في السعودية لكلّ أحد بالاستثمار، بينما يُمنع من الاستثمار في مكة والمدينة حتى الخليجيون. الآن وبعد تجنيس الصهاينة عن طريق البحرين والإمارات، أٌقرّ هذا المرسوم الملكي، وفي الوقت نفسه جرى هدم 214 مليون متر مربع في خاصرة الحجاز مدينة جدة، كما ينوي النظام بمكة هدم 100 حي سكني بحجة التوسعة مرة وأخرى بحجة العشوائيات.

    المقصود والهدف التمهيد لبني كيان “إسرائيل” لاسترداد الحجاز. ابن سلمان سطا على قبيلة جهينة الحجازية فطردها من مساكنها، ووصل جبال الحجاز وطرد أهالي “تندحة” بحجة أنها صارت ملكًا للدولة، وأصدر مرسومًا ملكيًا بأنّ كلّ أرض ليس لها وثيقة محكمة ستعود أراضيَ لهيئة الاستثمار، ومعنى هذا استيلاء، وباسم الاستثمار ستستولي عليها شركات صهيونية.

    وهذا كما وقع بالفعل كما هو معروف، ولخطورة الأمر يهتمّون أكثر بحصن مرحب اليهودي في خيبر ويعتنون به ومثله حصن كعب بن الأشرف في المدينة المنورة بينما آثار النبي (ص) وبيوت زوجاته وصحابته وآل بيته تهدم أثرًا بعد أثر وبعضها يصير دورات للمياه كما في بيت السيدة خديجة (ع) في مكة، ودونكم مشاريع نيوم والبحر الأحمر فهي أظهر مثال.

    أنتم اليوم تحذّرون من الدخول المتواتر للصهاينة الى المسجد النبوي الشريف ومكة المكرمة، هل برأيكم يمكن وقف ذلك في ظلّ غطرسة أجهزة ولي العهد؟

    الحل واحد وليس هناك شي سواه، وهو إسقاط النظام السعودي، لأن الترقيع للنظام لا يجدي البتة، فقد حاول كثيرون من قبل وارتهنوا التراب، وكان النظام يخادعهم فضاعت أعمارهم ولم يستفيدوا إلّا مضيعة الوقت، مع أن الله لا يضيع أجر من أحسن عملًا، لكنّنا نذكر ذلك للعبرة.

    هل الأخطر اليوم ضرب هوية الحجاز الاسلامية عبر الانفلات الأخلاقي والديني، أم أن هناك ما هو أعظم بكثير يجري العمل عليه؟

    ما هو أخطر من الهجمة الممنهجة التي نراها، هو طمس الهوية الحجازية، والاعتداء على مكوّن هام في البلاد، أمّا الانفلات الأخلاقي فهو يمثل الوجه الشرس للعلمانية، وهو إكراه الناس على الفساد، بل السعي الحثيث لإفساد المجتمع بأمواله، وبدلًا من تطوير القدرات للشباب وبناء المصانع وتشجيع الطاقات ذهب يبعثرها على الساقطين.

    هل المعركة الحقوقية مع السلطات السعودية بحسب تقييكم تقود الى تحقيق العدل؟

    المعركة تساعد، لكنها لا تُحدث تغييرًا، فهي لا تمسّ جذر النظام وفحواه، ولذا بدأنا بقضية الديار الحجازية، وهي المعوّل بعد الله في إيقاظهم من غفلتهم.

    الفساد والحرب.. آفتان تتغذى من معاناة البشر

    الفساد والحرب.. آفتان تتغذى من معاناة البشر

    نشرت منظمة الشفافية الدولية غير الحكومية للتو تصنيفها لدول العالم وذلك بحسب مستوى الفساد المتصور في العام 2022. وتؤكد دراسة هذه الوثيقة، مرة أخرى، الروابط الوثيقة بين درجة الفساد في بلد ما وخطر انخراط ذلك البلد في خضم الحرب: خارجية أو داخلية.

    وفي حلقة مفرغة لا تنفصم، يشهد بلد غارق في الصراع أيضا زيادة في مستوى الفساد.

    كيف يتم تقييم الفساد في بلد ما؟

    منذ إنشائه في العام 1995، أصبح مؤشر مدركات الفساد (IPC) بمثابة المؤشر الرئيسي في العالم للفساد في القطاع العام.

    يصنف التقرير 180 بلدا وإقليما بدرجات متفاوتة من الفساد، باستخدام بيانات من 13 مصدراً خارجياً، بما في ذلك البنك الدولي، والمنتدى الاقتصادي العالمي، والشركات الخاصة لإدارة المخاطر والاستشارات ومراكز الفكر وغيرها.

    تعكس الدرجات – على مقياس يتراوح من صفر (0 = فساد مرتفع) إلى مائة (100 = لا فساد)، اعتمادا على درجة إدراك الفساد في القطاع العام – رأي الخبراء والشخصيات من عالم الأعمال.

    الفساد ينخر في جسد الدول

    تربعت الصومال على عرش البلدان الأكثر فساداً، تليها جنوب السودان وسوريا وفنزويلا واليمن وليبيا وبوروندي وغينيا الاستوائية وهايتي وكوريا الشمالية.

    يحمل الصومال لقب الدولة الأكثر فسادا على هذا الكوكب منذ العام 2007، ولديه العديد من النقاط المشتركة مع “منافسيه” والمتعلقة بمستوى الفساد المرتفع.

    تتميز الدول شديدة الفساد بضعف كبير في الدولة، حيث لا يمكن القول بأن الصومال لديها دولة تقريبا. وعلى مدى 30 عاما، شهدت حربين أهليين، ومجاعات كارثية، وتدخلات اجنبية فاشلة وتدفقات للاجئين، ومئات الآلاف من الوفيات، فساد أدى إلى غياب مستمر حتى للخدمات ومؤسسات الدولة البدائية.

    ويعيش الشعب الصومالي في بيئة خصبة ومواتية للافتراس والتهديدات المتفشية والحرمان، حيث يعني انعدام الأمن ضمن سلوكيات البقاء على قيد الحياة، مثل استخدام الفساد للحصول على الغذاء أو الدواء. وضعف الدولة التي تدهورت بسبب الحرب والفساد واضح أيضا في النظام القضائي.

    عندما يتزعزع استقرار الدولة، يتم تطبيق قانون الأقوى، ويمكن للأكثر فسادا الفوز بدعوى قضائية، حتى لو كان مذنبا. هذا هو الحال في سوريا التي حصد المركز الثاني ضمن القائمة (مرتبطة بجنوب السودان)، حيث أدى تشابك الفساد والحرب الأهلية الرهيبة إلى تحويل النظام القضائي إلى غابة يفوز فيها أفضل القضاة الفاسدين.

    وبطبيعة الحال، يؤدي الفساد إلى فقدان ثقة الجمهور في المؤسسات العامة، وتدمير أي اعتبار في النظام السياسي، مما يزيد من خطر الوقوع في العنف السياسي، كما رأينا في فنزويلا، التي تحتل المرتبة الرابعة، والتي وجدت نفسها على شفا حرب أهلية في السنوات القليلة الماضية.

    قتل الديمقراطية

    يؤدي الفساد إلى تدهور النظام الديمقراطي بطرق مختلفة: يتلقى الناس المال للتصويت لصالح السلطة، ويتم شراء اللجان الانتخابية لإعلان الاستفتاءات لصالح القادة الموجودين، ويتعرض المرشحون المستقلون للتهديد وحتى الاغتيال في بعض الأحيان.. وهكذا، فإن جنوب السودان، الذي يحتل المرتبة الثانية ضمن قائمة الدول الأكثر فساداً هو بمثابة كابوس ديمقراطي يؤرق مضجع الحكومة.

    هذا البلد، المستقل الذي راء النور لأول مرة في العام 2011 والذي يصطلي بنيران الحرب الأهلية منذ العام 2013، هو مسرح لانتهاكات دائمة لحقوق الإنسان: الاعتقالات التعسفية والاحتجاز غير القانوني والتعذيب والقتل … ومع الحرب، يزداد انعدام الأمن ويزداد الفساد.

    بالإضافة إلى ذلك، يلقي الفساد بظلاله على حرية الصحافة، ففي البلدان التي تحتل مرتبة سيئة للغاية من حيث حرية الصحافة، مثل كوريا الشمالية أو روسيا، حيث يتم نشر دعاية السلطات دون أدنى خلاف يتم صياغته في الفضاء العام، مما يسمح للخطاب العدواني للقادة بالانتشار ومضاعفة العدوان.

    اليمن، الذي يحتل المرتبة الخامسة من قبل منظمة الشفافية الدولية، هو الأخر دمرته الحرب منذ العام 2014. ويعيش البلد في خضم صراع يغديه نقص المعلومات بسبب الصحافة بناء على طلب الجهات الفاعلة التي تسيطر على مناطق مختلفة من البلد.

    وتعرض منظمة مراسلون بلا حدود غير الحكومية الوضع العام في البلد على النحو التالي: “وسائل الإعلام اليمنية مستقطبة من قبل مختلف الجهات الفاعلة في الصراع وليس لديها خيار سوى الامتثال للسلطات المعمول بها، اعتمادا على منطقة السيطرة التي تجد نفسها فيها، تحت طائلة العقوبات”.

    ويزيد من عدم المساواة الاقتصادية

    وأخيرا، في دولة يسود فيها الفساد، يتم احتكار الثروة الوطنية من قبل أقلية صغيرة، يمكن تعريف الفساد فيها بأنه “استخدام السلطة الشخصية لأغراض خاصة ضد المصلحة الجماعية”.

    عندما يسود الظلم الاجتماعي، تتطور التوترات الاقتصادية، مما يخلق أرضا خصبة ومواتية بشكل خاص للحرب الأهلية وهكذا تم تصوير جنوب السودان على أنه كليبتوقراطية.

    الكلِبتوقراطية أو حُكم اللصوص هي حكومة يستخدم قادتها الفاسدون السلطة السياسية للاستيلاء على ثروة شعوبهم، عادةً عن طريق اختلاس أو سرقة الأموال الحكومية على حساب عموم السكان لمصلحتها الخاصة على حساب الرفاهية العامة.

    تاريخ هايتي مليء أيضا بالطغاة، مثل عائلة دوفاليية، الذين أنشأوا نظاما للافتراس الاقتصادي يهدف إلى إثرائهم على حساب سكانهم.

    حلقة مفرغة

    وفي النهاية، بدأت حلقة مفرغة تبدأ بالفساد، الذي ينطوي على توترات دائمة ثم صراعات، وبالتالي المزيد من الجرائم والحروب.

    وكما يظهر أحدث مؤشر للفساد الصادر عن منظمة الشفافية الدولية، فإن البلدان الأكثر فسادا كلها غير مستقرة اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا، وإذا لم يكن الجميع في حالة حرب، فجميعهم، بطرق مختلفة، في أزمة عميقة.

    وعلى مدار سنوات الصراعات، تم تدمير جميع مؤسسات الحكم، ويشجع انعدام الأمن على جميع أشكال الاتجار. وبدون مؤسسات الرقابة، ينشأ شعور بالإفلات التام من العقاب ويصبح الفساد نظاميا.

    إن انتشار الفساد يجعله قاعدة اجتماعية: “الإفساد هو السبيل الوحيد للبقاء على قيد الحياة”، ويمكن أن يُهتف في القلب سكان أكثر البلدان فسادا …

    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    ترجمة: أسماء بجاش

    كاذب.. نواب جمهوريون يهتفون خلال خطاب بايدن وظهور المنطاد الصيني داخل الكونغرس

    كاذب.. نواب جمهوريون يهتفون خلال خطاب بايدن وظهور المنطاد الصيني داخل الكونغرس

    هتف عدد من النواب الكونغرس الجمهوريين بكلمة “كاذب” خلال إلقاء الرئيس الأمريكي جو بايدن، الثلاثاء، خطابه عن حالة الاتحاد عندما قال إن البعض في الحزب الجمهوري يريدون وقف برامج الضمان الاجتماعي.

    وكان بايدن هاجم، خلال الخطاب، الحزب الجمهوري بسبب أزمة سقف الديون قبل أن يقول إن بعض النواب الجمهوريين، الذين لم يكشف عن أسمائهم، طالبوا بتقليص ووقف برامج الرعاية الطبية والضمان الاجتماعي.

    وسُمع هتاف “كاذب” خلال إلقاء الرئيس الأمريكي خطابه على الرغم من أنه لم يكن واضحا من يهتف، وكذلك لوحت النائبة مارجوري تايلور غرين بيديها معترضة، فيما كان النائب تروي نيلز يصيح رافضا لحديث بايدن، وهز العديد من النواب الجمهوريون رؤوسهم لإبداء عدم موافقتهم على ما قاله الرئيس الأمريكي.

    المنطاد الصيني يظهر داخل الكونغرس الأمريكي

    على ذات السياق، أحضرت النائبة الجمهورية مارجوري تايلور غرين، بالونا أبيض من الهيليوم إلى مبنى الكابيتول الأمريكي، في محاولة لاستفزاز جو بايدن بشأن تعامله مع مسألة المنطاد الصيني.

    وقالت غرين إنه كان “مجرد بالون أبيض بريء”، في مقطع فيديو نشرته على حسابها في موقع “تويتر” بعد ظهر الثلاثاء، والذي أظهر أيضا أنها تتجول في مبنى الكابيتول وهي تمسك البالون.

    وفي مقابلة مع قناة “Fox News”، قالت غرين إنها أحضرت البالون للعمل لأن حادث رحلة التجسس الصينية كان “الشيء الأول” الذي يحتاج بايدن إلى معالجته خلال خطاب حالة الاتحاد.

    وأضافت: “الشيء الأول الذي يحتاج إلى معالجته يحوم فوقي.. لا يزال الشعب الأمريكي منزعجا ومذعورا للغاية لأن رئيس الولايات المتحدة سمح بطيران منطاد تجسس صيني في جميع أنحاء بلادنا. في الواقع، لقد علموا بذلك في 28 يناير. وكان الرئيس على علم بذلك. البنتاغون علم بذلك”.

    وتابعت: “لكنهم سمحوا للصين بإحضار منطاد التجسس إلى مجالنا الجوي، واجتياز البلد بأكمله، والتجسس على جيشنا في القواعد العسكرية، ومصانع المواد الغذائية، والمدن، وبنيتنا التحتية بالكامل قبل أن يغادر البلاد، وأخيرا أسقطوها”.

    من جهته، دافع بايدن ووزير الدفاع لويد أوستن عن تأجيل الإدارة مسألة معالجة المنطاد، قائلا إن الأمريكيين كانوا سيصابوا بجروح خطيرة إذا أسقطوا المنطاد وهو يشق طريقه عبر الولايات المتحدة.

    ومع ذلك، فقد انتقد الجمهوريون الإدارة لظهورها ضعيفة على المسرح العالمي، حيث قالت غرين: “يحتاج الرئيس بايدن إلى شرح ما حدث. إنه بحاجة إلى الاعتذار لأمريكا، وعليه أن يخبر الأمريكيين كيف سيكون قاسيا مع الصين

    رسائل المقاطعة الاقتصادية.. عندما يكون الرد قوياً؟

    رسائل المقاطعة الاقتصادية.. عندما يكون الرد قوياً؟

    في مشهد لا يبدو غريباً على اليمنيين، شهدت العديد من ساحات المحافظات خروج الالاف من الرجال والنساء والأطفال للتنديد بإحراق وتمزيق المصحف الشريف في السويد وهولندا وسط دعوات شعبية لمقاطعة منتجات تلك البلدان.

    وتعتبر هذه الاحتجاجات التلقائية غير الموجهة من جهة ما حراكاً شعبياً غاضباً وغيوراً على استهداف فاضح ومسيء للمقدسات الإسلامية، وتطاولاً على المسلمين.

    وطالبت تلك الاحتجاجات الغاضبة أنظمة الدول العربية والاسلامية باتخاذ خطوات شجاعة وجريئة على المستويات الدبلوماسية والتجارية لمقاطعة هولندا والسويد وطرد سفرائهما، والخروج عن الصمت بعد هذه الجريمة التي يقف خلفها اللوبي الصهيوني المتحكم بزمام الأمور في دول الغرب.

    وطالب اليمنيين بمقاطعة شعبية وحكومية للبضائع الهولندية والسويدية، بدافع من عواطفهم وحماسهم الديني فقرروا إيقاف التعامل بالبضائع والمنتجات المستوردة من الدولة المعتدية وإيقاف التصدير إليها والامتناع عن التعامل معها.

    الحراك الكبير والتوجه الى الساحات دليل على الغيرة

    يعتز اليمني كثيراً بهويته الإيمانية الأصيلة وغيرته على الدين الإسلامي الحنيف، والتي كانت حاضرة في العدد الكبير من المسيرات التي زُينت بها العديد من الساحات في المحافظات، المنددة بالانتهاكات المتكررة للأديان واستفزاز مشاعر المسلمين.

    ويرى الكثير من اليمنيين أن المقاطعة الاقتصادية سلاح ردع فعّال في مواجهة غطرسة الغرب، لما لها من قدرة في إلحاقه الضرر باقتصاداتها، وهو سلاح شديد التأثيرً في هذا العصر. ويبدو أن هذا هو الرد المناسب لمثل هذه الانتهاكات المتكررة، وليس فقط بالتنديد وإطلاق الشعارات الفارغة.

    وتأتي هذه الإساءات التي تشهدها بلدان أوربية بين الفينة والأخرى لتكشف زيف الحضارة الغربية المزيفة وتفضح حقيقة صورتها المصطنعة وهو عمل اجرامي يعكس مدى الانحطاط الأخلاقي الذي وصلت إليه دول الغرب.

    جدوى المقاطعة الاقتصادية

    قد يتساءل البعض عن جدوى المقاطعة الاقتصادية للدول المعتدية على مقدرات ومقدسات الأمة الإسلامية، وهل يمكن أن تكون للدعوات المجتمعية تأثيراً سلبياً على اقتصاديات دول كبرى؟.

    وقد تشكك العديد من الجهات من جدوى هذه المقاطعة وذلك لتراجع المقاطعة الرسمية العربية والإسلامية منذ دخول بعض الدول العربية في مؤامرة “التطبيع” مع الكيان الصهيوني، وحلت محلها مقاطعة المجتمع الأهلي بالبلدان العربية والإسلامية، وقد كانت لها نتائج ملموسة.

    ولارتباط الاقتصاد بالسياسة ارتباطاً قوياً، فالعديد يرى ان فعالية تلك المقاطعات سيكون لها تأثير كبير على خلخلة الاقتصاد لتك البلدان وخاصة فيما يشهده العالم في الوقت الراهن من ركود اقتصادي.
    توجهات رسمية

    وفي وقت لاحق، ناقشت اللجنة العليا لمقاطعة منتجات الدول المنتهكة للمقدسات في صنعاء جوانب العمل المشترك بين الجهات الحكومية المعنية والقطاع الخاص العامل في مجال الاستيراد لتنفيذ قرار مجلس الوزراء بشأن مقاطعة منتجات وبضائع كل من أمريكا وإسرائيل والسويد وهولندا والدنمارك.

    مفهوم المقاطعة الاقتصادية

    ويُقصد بالمقاطعة الاقتصادية: وقف العلاقات الاقتصادية والمالية مع دولة أخرى ورعاياها، بهدف ممارسة الضغط على هذه الدولة لتحقيق الأهداف المرجوة من ممارسة هذه المقاطعة، وتفيد المقاطعة معنى العموم من حيث شمولها لحركة السلع من ناحية الاستيراد والتصدير، أو من حيث امتدادها إلى مختلف أنواع السلع والخدمات.

    وحسب الناشطين فإن منتجات السويد التي يجب مقاطعتها هي سلع جميع الشركات السويدية التي يتم تصديرها إلى الشرق الأوسط دون أي استثناء، وأبرز هذه الشركات ومنتجاتها هي: أوريفليم (Oriflame)، وإلكترولوكس، وأريكسون، وأسترازينيكا، وسكانيا، وفولفو، وتترا باك.

    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    تقرير: ميادة العواضي