المشهد اليمني الأول/

أعلنت القوة الصاروخية، فجر اليوم الأربعاء، إطلاق صاروخ باليستي مجنح من نوع “كروز” على مطار أبها الدولي.

وأكد مصدر في القوة الصاروخية أن الصاروخ أصاب هدفه بدقة.

كما أكد المصدر توقف الملاحة الجوية في مطار أبها عقب استهدافه بصاروخ من نوع “كروز”.

وتعد هذه المرة الثانية التي تطلق فيه القوة الصاروخية صاروخاً من هذا النوع “كروز”، حيث استهدفت في المرة الأولى مفاعل براكة النووي في أبوظبي في الثالث من ديسمبر عام 2017م.

وأكد ناطق القوات المسلحة العميد يحيى سريع أن صاروخ كروز الذي أطلق اليوم على مطار أبها استهدف برج المراقبة وأصاب هدفه بدقة عالية بفضل الله، ما أدى إلى توقف المطار عن العمل.

وقال سريع إن صاروخ كروز المجنح دك برج المراقبة بشكل مباشر ما أدى إلى تدميره وخروجه عن الخدمة، مشيرا إلى تعطل الملاحة الجوية في المطار.

وأضاف ” لم تستطع أحدث المنظومات الأمريكية التصدي للصاروخ وقد أصابت هذه الضربة العدو بالذعر والخوف وتسببت بحالة إرباك كبيرة في صفوفهم”.
وأوضح العميد سريع أن هذا الاستهداف يأتي في إطار الرد المشروع على جرائم العدوان وحصاره الجائر للشعب اليمني.

وأكد أن “إستهداف مطار ابها بصاروخ كروز فجر يومنا هذا يأتي في إطار الدفاع عن النفس والرد المشروع على العدوان والحصار الجائر واستهداف المطارات اليمنية واغلاقها منذ خمس سنوات دون اي استجابة لكل المحاولات السياسية والإنسانية”.

وأوضح أنه “أمام تعنت دول العدوان واستمرار أسلوبها العدواني عسكرياً واقتصادياً وإنسانياً ومنذ أن تحمل شعبنا اليمني مسؤولية مواجهة العدوان منذ اليوم الأول فإننا لن نألوا جهدا في ردع العدو ورفع بغيه وظلمه على شعبنا اليمني وهو أمر كفلته لنا كافة القوانين الدولية والأعراف البشرية وفوق ذلك كله رب العزة والجلال القائل في محكم التنزيل ((فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم)) صدق الله العظيم”.

وجدد العميد سريع تنويه “إلى ما سبق ونبهنا إليه كافة المواطنين والشركات الأجنبية العاملة في دول العدوان من مختلف الجنسيات إلى الإبتعاد عن كافة المطارات والمواقع العسكرية “، مشدداً “على أنه طالما بقي العدوان الغاشم والحصار الجائر على اليمن فعلى المعتدي أن يتيقن أننا لن نقف مكتوفي الأيدي تجاه ذلك”.

وكان المتحدث الرسمي للقوات المسلحة العميد يحيى سريع أشار، أمس الثلاثاء، إلى أن “ما بعد عملية التاسع من رمضان ليس كما قبلها وعلى العدوان أن يحسب حساب ذلك”، داعياً كل المدنيين بالابتعاد عن كل الأهداف العسكرية والحيوية كونها “أصبحت أهدافا مشروعة لنا”.

كما وجه متحدث القوات المسلحة النصح للنظامين السعودي والإماراتي بوقف العدوان، متوعداً بقوله “مالم فإن لدينا مفاجئات كبيرة وضاغطة وقادم الأيام سيكشف لهم ذلك.. قريبا إن شاء الله سنصل إلى قاعدة المطار بالمطار والسن بالسن والعين بالعين”.

بدوره أكد رئيس الوفد الوطني محمد عبدالسلام أن استمرار الحصار والعدوان وإغلاق مطار صنعاء يحتم على شعبنا الدفاع عن نفسه.

وقال عبدالسلام أن استمرار العدوان والحصار على اليمن للعام الخامس وإغلاق مطار صنعاء ورفض الحل السياسي والخيار السلمي يحتم على شبعنا اليمني الدفاع عن نفسه عملا بقول الله تعالى (فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم).

وكان رئيس الوفد الوطني المفاوض محمد عبدالسلام أشار في تغريدة له، الأحد الماضي، بأنه “وجب إفهام دول العدوان بأن مطاراتها في مرمى النيران، وأن إغلاقها أو إصابتها بشلل تام هو أقرب الطرق لفك الحصار عن مطار صنعاء”.

من جانبه قال نائب وزير الخارجية اليمني “حسين العزي”: “مازلنا حريصين على السلام ونتعاطى إيجابيا مع جهود التهدئة وخفض التوتر من الجانبين”.

وأضاف العزي بالقول: “اذا ارتكبت واشنطن وحلفاؤها أي حماقة فستكون المنطقة على موعد مع عمليات ووقائع مزلزلة ومدمرة”، مؤكداً أن “التصعيد سيواجه بتصعيد أكبر وربما تحدث أمور لم تحدث من قبل”.

واعترف تحالف العدوان بوصول الصاروخ الباليستي لهدفه بدقة عالية وفشل منظومات الدفاع الجوي بإعتراضه، زاعماً إصابة مدنيين في العملية الصاروخية التي إستهدفت مطار أبها.

يأتي ذلك بعد ساعات على على إستهداف مطار جيزان وقاعدة الملك خالد الجوية في خميس مشيط بعدد من الطائرات اليمنية المسيرة أصابت هدفها بدقة وتسببت بتوقف حركة الملاحة الجوية لساعات.

وتداول ناشطون على مواقع التواصل الإجتماعي مقطع فيديو من خارج مطار أبها الدولي وسيارات الإسعاف تهرع للمطار مع حالة من الإرباك والهلع في أوساط المواطنين، الذين أكدوا سماع دوي إنفجار ضخم في المطار.

وتشير مواقع متابعة الرحلات الجوية المباشرة على الإنترنت بتوقف حركة الملاحة الجوية في مطار أبها الدولي كلياً بعد ضربة كروز المجنح.

وبذلك يتشكل مشهد عسكري جديد عنوانه إيقاف الحصار وفتح مطار صنعاء مقابل مطارات العدوان، وهي معادلة المطارات التي ستجبر تحالف العدوان على الإنصياع لها بعد أن تسبب إغلاق مطار صنعاء الدولي بمفاقمة الأوضاع الإنسانية سيما آلاف المرضى بحاجة للعلاج في الخارج.