مقالات مشابهة

السيد نصر الله: لبنان صمد في وجه ضغوط الأمريكيين وضغوط الأزمة الاقتصادية والعدو الإسرائيلي اعترف بتوازن الردع مع المقاومة

أوضح الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، أن العدو الإسرائيلي اعترف بتوازن الردع مع المقاومة نتيجة ما جرى في ملف ترسيم الحدود البحرية.

وقال السيد نصر الله، في كلمة متلفزة تحدث فيها عن تفاصيل تعيين الحدود البحرية الجنوبية، إن الصمود الرسمي وتضامن الرؤساء والدقة في عدم الذهاب للتطبيع وجهوزية المقاومة وإرسالها المسيرات إلى كاريش والدعم الشعبي لموقف الدولة والمقاومة، كلها شكلت نقاط قوة لتحقيق الإنجاز

وأضاف أن المقاومة أخذت موقفها بعدم السماح للعدو باستخراج النفط والغاز من كاريش قبل الوصول إلى اتفاق يستجيب للمطالب الرسمية اللبنانية، استنادا إلى موقف الرؤساء الثلاثة. ولفت إلى أن لبنان أصر على كل البلوكات البحرية في منطقته الخالصة وقد حصل عليها بشكل كامل.

وكشف أن الأمريكيين مارسوا الضغط على الجميع لكن الموقف اللبناني الرسمي بقي رافضاً لـ”خط هوف”، لافتا إلى أن لبنان صمد في وجه ضغوط الأمريكيين وضغوط الوقت والأزمة الاقتصادية ولم يقبل بخط هوف وحصل على الخط 23 الذي طالب به.

وأكد السيد نصرالله أن لبنان كان قويا في عدم الرضوخ للتهديدات الأمريكية والإسرائيلية، وشجاعا في التهديد بالذهاب إلى الحرب، وكان حكيما في إدارة التفاوض والعملية الإعلامية والسياسية

وأوضح أن العدو الإسرائيلي تفاجأ بموقف المقاومة الإسلامية في لبنان بعد ظنه بأن الوضع المعيشي والاقتصادي والانقسامات السياسية ستمنع المقاومة من الذهاب نحو خيار القوة.

وذكر أن صمود البيئة الحاضنة التي لو ذهبنا إلى حرب كانت ستتلقى الضربات من العدو شكل نقطة قوة للضغط على في ملف المفاوضات. وبين أن التهديد بالحرب شكل عامل قوة ضمن النقاط المتكاملة التي أدت لإنجاز ملف الترسيم.

وأشار إلى أن عدم جهوزية العدو للدخول في الحرب كان ظرفا مهما ضمن جملة الظروف التي دفعت لإنجاز الترسيم، لافتا أن الظروف السياسية داخل كيان العدو وعدم جهوزية الجيش الإسرائيلي والخوف من الخسائر الاقتصادية كانت من أشكال ضعف كيان العدو عن الذهاب إلى المواجهة.

وأشار السيد نصر الله إلى أن العدو الاسرائيلي اعترف بتوازن الردع مع المقاومة نتيجة ما جرى في ملف ترسيم الحدود البحرية، مشددًا على أن الاتفاق حصل دون التورط بأي شكل من أشكال التطبيع حتى بالشكل، و”لا شبهة تطبيع أو اعتراف بالعدو بعد اتفاق ترسيم الحدود البحرية، وفخامة الرئيس قال إن هذا الموضوع تقني وليس له علاقة بالسياسة”.

كما أشار إلى “بقاء مربع صغير عالقا مساحته 2.5 كلم مربع، نحن نقول أن هذه مساحة من مياهنا الاقليمية اللبنانية وهي محتلة من العدو”، مؤكدًا أن “هذه منطقة محتلة وعلى لبنان شعب ودولة ومقاومة العمل على تحريرها، والبعض عندما يقول إن لبنان حصل على 95 % فهو لا يبالغ لأن هذه المنطقة بقيت عالقة”، وعرض بالخريطة حقل قانا والبلوكات والمنطقة الصغيرة التي بقيت نقطة خلاف مساحتها 2.272 كلم مربع.

ورأى سماحته أنه “عمليا حصلنا على تحرير هذه المنطقة وحرية العمل وتستطيع الشركات الذهاب والعمل بشكل جدي”، مضيفًا “لا ننكر أن دولا ساعدت في هذا الإنجاز التاريخي، لكن ليست الظروف هي السبب والعلة بل هي عامل مساعد”.

ولفت إلى أن لبنان الرسمي والمقاوم والناس استغلوا هذه اللحظة التاريخية وتصرفوا على أساسها، مشيرًا إلى أن “من جملة الظروف التي ساعدت على هذا الانجاز هي المقاومة البطولية في الضفة الغربية”، كذلك وضع الكيان وضعفه وانشغاله في الداخل من جملة الظروف التي ساعدت على هذا الانجاز.

وأضاف “من نتائج الحصار الاميركي على لبنان أصبح هناك تقبلا لدى الشعب اللبناني لتقبل خيارات عالية واستعادة الثروة النفطية ولنستعيدها حتى لو وصلنا إلى الحرب”، كذلك “من جملة الظروف التي ساعدت على هذا الانجاز داخليا، صلابة الموقف الرسمي وتضامن الرئيس ميقاتي وتضامن الرؤساء بين بعضهم وشجاعة الفريق المفاوض”.

وتابع “يسجل هذا الإنجاز في عهد فخامة الرئيس عون، لكن لا يلغي جهود الكل الذين تحملوا صعوبة هذا الملف منذ البداية حتى النهاية”، مضيفًا أن “من جملة الظروف التي ساعدت على هذا الانجاز داخليا تهديد المقاومة وجهوزيتها للذهاب بعيدا حتى لو وصل الأمر إلى الحرب، والدعم الشعبي للموقف الرسمي ولموقف المقاومة”.

وأضاف “بعد تهديد المقاومة قال الرئيس بري أننا سندافع عن ثرونتنا المائية كما دافعنا عن أرضنا”، كذلك التيار الوطني الحر كان له موقف صلب عندما وضع معادلة كاريش مقابل قانا.

كذلك اعتبر السيد نصر الله “من الأسباب لوصولنا للانجاز صمود البيئة الحاضنة التي ستتلقى الضربات لو ذهبنا إلى الحرب، ولا أقصد البيئة الشيعية بل أيضا البيئة المؤيدة في كل المناطق”.

وأشار السيد نصر الله إلى أن حكومة العدو قدّمت لشعبها أن هذا الاتفاق يجنبهم الحرب، والصهيوني كان يعلم أن التهديد جديّ، لذلك التهديد كان عاملا حاسما، وأردف قائلا “كدنا أن نصل إلى الحرب قبل التوصل إلى اتفاق ترسيم الحدود البحرية”.

وتابع “اليوم يجب أن نفرح بهذا الانجاز، فلبنان وصل إلى فم الحرب ولكن لم يدخل بالحرب”، مردفًا “كان لبنان قويا فاستخدم كل القوة وشجاعا لأنه لم يخف من الضغوط الأميركية والضغوط الصهيونية وبأن يذهب إلى الحرب والموقف الرسمي تبنى تهديد المقاومة وكان حكيما من خلال كل عملية التفاوض والإدارة السياسية والميدانية”.

وأضاف “لم نذهب إلى الممارسات الخاطئة وكل التصرف كان على مستوى القدر المطلوب والنتيجة المطلوبة”، مشيرًا إلى أن “أهم نتيجة بهذه المعركة وأوجه خطابي للعدو بأنك مشتبه إذا تصورت أن المقاومة مردوعة، فالمقاومة تريد سلامة كل اللبنانيين وتتصرف بدراية ووضوح وحزم”، مؤكدًا “عندما تقتضي المصالح الوطنية الكبرى بتجاوز قواعد الاشتباك فالمقاومة لن تتردد لو اقتضى ذلك الذهاب إلى حرب”.

وشدد على ضرورة متابعة الوزراء وكذلك يجب أن يكون هناك متابعة قانونية للحفاظ على هذا الانجاز، مشددًا على أن من أوصل الأمور إلى هذا الانجاز فهو ضمانة، فلبنان القوي يشكّل ضمانة، مجددًا التأكيد “لن يستطيع أحد استخراج الغاز إذا منع لبنان من استخراج غازه”، وأن “لبنان القوي شعبا ومقاومة هو الضمانة لتنفيذ اتفاق الترسيم واستخراج الغاز وكل انتصار وأنتم بخير”.