هل قضت الضربات الإسرائيلية على عقول المشروع النووي الإيراني
في أعقاب الضربات الجوية التي نفذتها إسرائيل فجر الجمعة ضد مواقع عسكرية ونووية قرب العاصمة الإيرانية طهران، بدأت تتكشّف معالم جديدة تشير إلى أن الهجوم لم يكن فقط تدميريًا، بل استهدف شخصيات بعينها داخل البرنامج النووي الإيراني، في ما يُشتبه بأنه عملية اغتيال مركّزة “لكسر العمود الفقري التقني” للمشروع النووي.
شخصيات في دائرة الاستهداف
رغم التكتم الرسمي من الجانب الإيراني، ذكرت مصادر أمنية غربية لصحيفة The Times البريطانية أن الضربات استهدفت منشآت تُستخدم كمراكز تجميع لأجهزة الطرد المركزي، ومقرات بحثية تضم علماء بارزين. وتوقعت التقارير سقوط عدد من الشخصيات الرئيسية في البرنامج النووي الإيراني، من بينهم:
كبار الباحثين في مركز “فردو” و”كرج” النوويين، وهما من المرافق المحورية في عملية تخصيب اليورانيوم.
ضباط في الحرس الثوري مسؤولون عن حماية وتأمين المنشآت النووية، يُعتقد أنهم كانوا داخل أحد المقرات المستهدفة.
الكيان الصهيوني: “استهدفنا العقول لا الجدران”
في تصريح لافت، قال مسؤول دفاعي صهيوني سابق لقناة Channel 12:
“لم يكن الهدف تدمير المباني، بل القضاء على من بداخلها… من يصنعون الخطر وليس من يحرُسه”.
يُعزز هذا التصريح فرضية أن الهجوم استهدف اغتيال شخصيات محددة تُعدّ من ركائز المشروع النووي أو تقوده خلف الكواليس.
غموض إيراني وتكتم لافت
حتى الآن، لم يصدر أي بيان رسمي من طهران حول وجود قتلى في صفوف العلماء أو القادة العسكريين. ومع ذلك، رصدت تقارير إعلامية عمليات تشييع محدودة أُجريت بسرّية في مناطق محيطة بطهران، مع تعزيزات أمنية مشددة، ما يُشير ضمنيًا إلى وجود خسائر بشرية حساسة.
السياق الأوسع: امتداد لسلسلة اغتيالات
تأتي هذه التطورات في سياق سلسلة اغتيالات طالت علماء نوويين إيرانيين خلال العقد الماضي، أبرزهم محسن فخري زاده (2020). وتُشير التكهنات إلى أن إسرائيل تنفذ خطة “اجتثاث تقني” تستهدف إزالة العقول الإيرانية القادرة على نقل البرنامج النووي إلى مرحلة عسكرية.