تشهد الولايات المتحدة موجة صادمة من الجرائم السياسية والدموية أثارت جدلًا واسعًا حول اتساع دائرة العنف وتفاقم أزمة الأمن الداخلي.
ففي 22 أغسطس/آب الماضي، وقعت جريمة مروعة داخل قطار في مدينة شارلوت بولاية نورث كارولاينا، حيث أقدم المدعو ديكارلوس براون جونيور (34 عامًا) على طعن الراكبة الأوكرانية إيرينا زاروتسكا (23 عامًا) عدة مرات، بينها طعنة قاتلة في العنق أودت بحياتها على الفور.
زاروتسكا، التي فرت من الحرب في بلادها باحثة عن الأمان، قُتلت بدم بارد أمام الركاب، فيما فشلت محاولات إنقاذها رغم تدخل بعض المسافرين. وأكدت الشرطة أن القاتل لم تكن له معرفة سابقة بالضحية، بينما أُوقف لاحقًا ونُقل للعلاج قبل أن يُوجَّه له اتهام بالقتل من الدرجة الأولى.
بعد أقل من ثلاثة أسابيع على الحادثة، اهتز الرأي العام الأمريكي مجددًا مع خبر اغتيال الناشط والإعلامي اليميني تشارلي كيرك (31 عامًا)، الحليف البارز للرئيس الأميركي دونالد ترامب. فقد قُتل كيرك برصاصة في العنق أثناء إلقائه خطابًا أمام نحو 3 آلاف شخص في جامعة يوتا فالي يوم الأربعاء 10 سبتمبر/أيلول.
وبعد مطاردة استمرت يومين، أعلنت السلطات الجمعة 12 سبتمبر/أيلول القبض على المشتبه به تايلر روبنسون (22 عامًا) في مدينة سانت جورج.
وأوضحت التحقيقات أن روبنسون، وهو شاب بلا سجل جنائي سابق، كان قد أبدى عداءً واضحًا تجاه كيرك في أحاديثه مع أسرته، فيما عُثر بحوزته على بندقية من طراز “ماوسر 30-06” وذخائر تحمل نقوشًا وشعارات مناهضة للفاشية. وأكد حاكم ولاية يوتا سبنسر كوكس أن روبنسون سيُحاكم بتهم القتل العمد، مع تعهّد بالسعي لإنزال أقصى العقوبات بحقه.
هذان الحادثان المتتابعان، طعن شابة هاربة من الحرب واغتيال شخصية سياسية بارزة، أعادا إلى الواجهة النقاش المحتدم داخل الولايات المتحدة حول تصاعد الإرهاب الداخلي وتفاقم تهديدات العنف السياسي والمجتمعي، في ظل أزمات الانقسام الحاد والتوترات الفكرية والسياسية التي تعصف بالبلاد.
