المزيد
    الرئيسية بلوق الصفحة 1137

    خلفيات الهجوم الإخواني على حماس

    خلفيات الهجوم الإخواني على حماس
    سوريا وحماس

    الهجوم السلفي والعلماني على حماس، قديم يتجدد، لكن الإخواني منه يحمل خصوصية غير مسبوقة، باعتبار ما لحماس من روابط عميقة بالإخوان، فكيف حصل هذا الافتراق؟

    تصاعد النقد الإخواني لحركة حماس، على خلفية تصويب موقفها من سوريا، ليصل إلى حدّ الهجوم الشامل، بما تجاوز التناصح والعتب، لما هو التجريم والتخوين، فحماس التي غادرت سوريا قبل عقد من الزمان، في وقت راهن فيه أيهود باراك على سقوط نظامها في غضون أسبوع، استعادت جزءاً من عافيتها الإقليمية، لتسارع دول كثيرة، بما فيها الجارة تركيا، إلى الانفتاح عليها، بما وضع الإخوان والقوى السلفية، وكثيراً من القوى العلمانية، أمام الاستحقاق الأخير، وهو الاعتراف بالفشل.

    الهجوم السلفي والعلماني على حماس، قديم يتجدد، لكن الإخواني منه يحمل خصوصية غير مسبوقة، باعتبار ما لحماس من روابط عميقة بالإخوان، فكيف حصل هذا الافتراق؟ وما خلفياته الفكرية والنفسية؟

    حاولت تنظيمات الإخوان، ربط هجومها على حماس، بالعقيدة والشريعة، فضلاً عن السياسة والأخلاق، وقد بلغ هذا الهجوم ذروته مع الموقف الحاسم الذي أصدرته حماس، والذي تجاوز المواربة ل ما هو تصويب كامل، ما فاقم شعور الصدمة والانكشاف التام وسط هذه التنظيمات، لما تمثله مكانة حماس لدى الجمهور الإخواني، باعتبارها درة التاج.

    “خطوة غير أخلاقية، وتحمل مفاسد شرعية، وتعزز العقيدة الباطنية، وتنتصر لسياسات الاستبداد، بل هي جريمة وخيانة تستحق البراءة الدينية”!!! إنها خطوة حماس في العودة إلى سوريا، بحسب البيانات الإخوانية الرسمية، وتصريحات كثير من قادة الاخوان، ما أزّم العلاقة بين الطرفين على نحو غير مسبوق، خصوصاً بعد رفض قيادة الإخوان السورية طلب حماس الاجتماع بها قبل شهرين، وهو ما أوصل الأمور إلى حدّ القطيعة التامة، وانعكس على مجمل الطيف الإخواني.

    محاولة الإخوان المكشوفة الاستناد إلى العقيدة والشريعة والقيم الديمقراطية والوفاء الخلقي، في هجومها على موقف حماس، تعكس أزمة نفسية فكرية متداخلة، وهي أزمة متجددة، تنبع بالأساس من جملة عوامل تحكم العقل الإخواني، في وقت تأثر العقل الحمساوي، وقد تصدر المواجهة مع المحتل الإسرائيلي، بأولوية هذه المواجهة، بما انعكس على نسيجه النفسي، وأعتقه من الخلفيات الإخوانية.

    خصوصاً وسط القيادة، التي غسل كثير من قادتها أيديهم، من تناقضات السياسة الإخوانية، وغرقها في صراعات داخلية لا نهاية لها، وهي صراعات تخدم العدو المركزي لحماس، وهو ما ساهم بدوره في دفع حماس إلى النظر بما يمثله الخطر الإسرائيلي، باعتباره سرطاناً يفتك بالجميع عبر خصوصية النافذة الفلسطينية.

    تتمحور خلفيات الهجوم الإخواني الراهن على قيادة حماس، في مرجعيتها الفكرية وتركيبتها التنظيمية وسياساتها الإقليمية، وهي بمجموعها خلقت سياقاً نفسياً أغلق عنها رؤية التحديات التي تعصف بالأمة، وأغرقها في البحث عن مصالحها الحزبية الآنية، فلا ترى الواقع إلا من زاوية نفسها، وهنا أصل الحكاية.

    نشأت الذات الإخوانية، ضمن مفهوم الطاعة في المنشط والمكره، وهي طاعة أمير الجماعة، باعتبارها البديل الإسلامي الدنيوي والأخروي، في ظل غياب الخليفة، فأمير الجماعة مطلق الأمر والنهي، والجماعة هي الفضاء الحصري، على كل المستويات العقدية والشرعية والسياسية، بل والاجتماعية والأخلاقية، مهما قيل عن مراجعات وتحديثات، ثبت عند التطبيق العملي أنها للتغريد في الفناء الخلفي للجماعة، وهو ما انعكس على التكوين النفسي لمجمل قطاعات الجماعة، خصوصاً مع طول الأمد، وهو أمد قضى فيه شباب الجماعة مراحل عديدة في ظل استبداد الأنظمة، التي ظلت ترى في الإخوان بديلاً محتملاً.

    ولمّا تراكمت عقود البناء الذاتي الإخواني بين مدّ وجزر، وهو مدّ فتحته خطوط دولية وإقليمية لممارسة ألاعيب سياسية وأمنية في الشبك الداخلي، فقد كان للمرجعية الفكرية الإخوانية في طبيعة منشأها، دور في تفعيل الحواضن التكفيرية الدموية، لتنتج السياسة السرورية، التي نجح فيها الإخواني السوري محمد سرور، في دمج الجماعة على مستوى الخليج، بل وعموم المنطقة، ضمن مشروع فكري سياسي، جوهره الحاكمية الشمولية، بخلفية سلفية، بما يناقض رؤية المؤسس الأول للإخوان الذي نادى بالشريعة في عمومها.

    حاول حسن البنا في تأسيسه الجماعة، غمر أنفاس شبابها بالانفتاح الصوفي، وهو انفتاح ينظر فيه الصوفي إلى الناس بمحبة وشفقة يؤجر عليها من رب العالمين، باعتبارهم ميدان الدعوة، ولكن الانغماس المكثف في العمل السياسي، في ظل التركيبة التنظيمية للجماعة، بما يشبه الدولة الدينية الداخلية، نقل الجماعة لتنكفئ على ذاتها، فإذا هي أقرب إلى العقيدة السلفية، التي تنظر إلى المجتمع باعتبار اصطفافاته، فمن ليس معي فهو ضدي، وهي ضدّية تلتبس مفاصلها في حدّية فتاوي ابن تيمية الجاهزة للتنفيذ، حتى رأينا مفتي الإخوان الأول الشيخ يوسف القرضاوي يهدر دماء الشيخ الشهيد محمد سعيد البوطي، لمجرد معارضته الحرب على سوريا.

    وقد جاءت البراءة التي أطلقها أحد وزراء حماس السابقين، من تصويب حماس لموقفها من سوريا، لتفسّر الأزمة التي تعيشها بعض أوساط حماس، وهي أوساط تحتقن بخلفيات الإخوان الفكرية ومغامراتها السياسية، وقد اعتادت على منابرها الإعلامية، التي ما زالت تغرّد على وتر الوجع السوري، وهو وجع لا ترى فيه العدوان الإسرائيلي المتواصل على الجيش السوري وحلفائه.

    ليأتي بيان حماس الأخير ليضع الإصبع على الجرح، بما وضع الجميع، أمام سؤال المرحلة الراهن، سؤال التحدي الإسرائيلي، بما يستوجب على حماس إحداث نقلة فكرية نوعية في جمهورها، بما يلائم مستوى التحدي، وبما يستوجب على سوريا تجاوز الماضي لما هو المواجهة الجماعية للعدوان.

    في وقت دخلت فيه الأمة اصطفافات ميدانية تتخندق في سواترها، بانتظار ساعة الحقيقة، وهي ساعة لا تعني من يرى التطبيع التركي مع السرطان الإسرائيلي إلّا مجرد سياسة شرعية، يجتهد فيها الحاكم ويصيب، بينما هي مع الأخ السوري خيانة لله ورسوله، فهل استودع الله ورسوله الأمانة في جيوب هؤلاء ليستبيحوها على أعتاب “تل أبيب”، هناك حيث أشدّ الناس عداوة للذين آمنوا ؟!.

    ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    محمد جرادات

    سوريا.. عدد ضحايا غرق قارب المهاجرين قبالة طرطوس يرتفع إلى 94

    سوريا.. عدد ضحايا غرق قارب المهاجرين قبالة طرطوس يرتفع إلى 94

    قال التلفزيون الرسمي السوري، أمس السبت، إن عدد ضحايا قارب المهاجرين، الذي انقلب قبالة مدينة طرطوس شمالي غربي البلاد بعد إبحاره من لبنان، ارتفع إلى 94، بعد انتشال عدد من الجثث من شاطئ بانياس عند ساحل البحر المتوسط.

    ولا تزال حادثة غرق قارب المهاجرين تتفاعل، بحيث أعلن الجيش اللبناني، في وقت سابق اليوم، أنّه أوقف الشخص المسؤول عن عملية تهريب المهاجرين، الذين غرقوا في المركب قبالة سوريا.

    وقال الجيش اللبناني، في بيانٍ له، السبت، إنه “بتاريخ 21-9-2022، أوقفت مديرية المخابرات المواطن “ب.د.” للاشتباه في تورّطه في تهريب مهاجرين غير شرعيين عبر البحر. وثبت نتيجة التحقيق تورطه في إدارة شبكة تنشط في تهريب مهاجرين غير شرعيين عبر البحر، انطلاقاً من الشاطئ اللبناني، الممتد من العريضة شمالاً حتى المنية جنوباً”.

    وعثرت السلطات السورية، الخميس الماضي، على عشرات الجثث قبالة مدينة طرطوس الساحلية، بينما تمّ إنقاذ آخرين، من ركاب المركب الذي أبحر قبل أيام من شمالي لبنان. وتراوحت التقديرات بشأن عدد ركابه بين 100 و150 شخصاً من اللبنانيين واللاجئين السوريين والفلسطينيين.

    ويشهد لبنان ارتفاعاً كبيراً في معدلات الهجرة، مدفوعاً بانهيار اقتصادي مدمّر، ترك قطاعات كبيرة من اللبنانيين يُعانون الفقر في الأعوام الأخيرة.

    كوريا الشمالية تطلق صاروخاً بالستياً باتجاه بحر اليابان

    كوريا الشمالية تطلق صاروخ باليستي واليابان تزعم سقوطه في مياهها الإقليمية واجتماع طارئ لعدة دول بادارة كامالا هاريس

    أفادت وكالة أنباء “يونهاب” الكورية الجنوبية، اليوم الأحد، بأنّ “كوريا الشمالية أطلقت صاروخاً بالستياً مجهول الهوية على البحر الشرقي”، في إشارة إلى بحر اليابان.

    ونقلت الوكالة عن لجنة الأركان المشتركة الجنوبية، إشارتها إلى “عدم تحديد نوع الصاروخ الذي أطلقته كوريا الشمالية”. وذكرت، في وقتٍ سابق من السبت، أنّ “الجيش الكوري الجنوبي رصد مؤشرات على أنّ كوريا الشمالية، ربما تستعد لاختبار صاروخ بالستي تطلقه غواصة.

    وحذّر مسؤول أمريكي، قبل أيام، من أنّ كوريا الشأمالية “قد تُجري تجربة نووية”، خلال زيارة نائبة الرئيس الأميركي، كامالا هاريس، اليابان وكوريا الجنوبية.

    يُشار إلى أن مستشار الأمن القومي في كوريا الجنوبية، كيم سونج هان، قال، في وقتٍ سابق من الشهر الجاري، إنّ بلاده والولايات المتحدة واليابان اتفقوا على أنّ “الرد لن يكون سهلاً إذا أجرت بيونغ يانغ تجربة نووية”.

    هذا وأعلنت كوريا الشمالية نفسها، دولةً نوويةً، وأعطت الرئيس الكوري الشمالي، كيم جون أونغ، “الحق في التصرف بالسلاح النووي”.

    يذكر أن بيونغ يانغ أجرت سلسلة اختباراتٍ هذا العام بالرغم من العقوبات، بما في ذلك اختبار صاروخ بالستي عابر للقارات للمرة الأولى منذ العام 2017.

    وزير الخارجية الروسي لافروف: واشنطن تلعب بالنار مع إيران وتايوان

    الخارجية الروسية: العدوان على اليمن من قبل دول غربية يشكل تهديداً للسلم والأمن الدوليين

    حذر وزير الخارجية الروسي، لافروف، من تداعيات سياسة واشنطن تجاه الجمهورية الإسلامية في إيران وأزمة تايوان.

    وقال وزير الخارجية الروسي خلال كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك أن واشنطن تلعب بالنار مع إيران وتايوان والعقوبات الأمريكية أداة للابتزاز، مشيرا الى ان موسكو تعمل على إعادة إحياء الاتفاق النووي مع إيران.

    وأضاف لافروف ان نشر النيتو أسلحته لتصل إلى حدود روسيا هدفه السيطرة على الدول الآسيوية. كما صرح أن الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي أعلنا حربا اقتصادية ضد روسيا ما أدى لارتفاع الأسعار.

    وتابع: قدمنا على مدار سنوات مقترحات أمنية في أوروبا لكن الرد كان متغطرسا. واشار الى الحرب في أوكرانيا وقال: إن حرب نظام كييف على شعبه لم تترك لنا إلا خيار العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا.. أي دولة ذات سيادة ستتخذ نفس الإجراءات التي اتخذناها في أوكرانيا

    هذا وأكد لاروف أنه يجب توسيع مجلس الأمن الدولي ليضم دولا من آسيا وإفريقيا. واشار الى سياسات أمريكا المزورة تجاة الدول و قال: جهود الولايات المتحدة ليست ديمقراطية بل هي دكتاتورية خالصة

    مما خفي عنا عن ثورة 26 سبتمبر.. من أين جاءت أهداف ثورة 26 سبتمبر من كتبها وما علاقتها بأهداف ثورة يوليو المصرية

    مما خفي عنا عن ثورة 26 سبتمبر.. من أين جاءت أهداف ثورة 26 سبتمبر من كتبها وما علاقتها بأهداف ثورة يوليو المصرية

    من كتاب “ثورة 26 سبتمبر : قراءة في الهوامش” للدكتور عرفات عبد الخبير الرميمية:

    لقد رأى البعض في ثورة 26 سبتمبر ظلاً اعوجاً لثورة 23 يوليو وتقليداً غير أصيل لها ونسخة مشوهة منها، والسبب في ذلك التقليد، أن العديد من الضباط الذين قاموا بالثورة كانوا قد تشربوا الثقافة العسكرية المصرية وعاشوا فترات المد الناصري في القاهرة، وقد كان ذلك سبباً للتقليد لكنه لم يكن سببا كافيا ” ولعل السبب وجود نموذج ثوري سبق ثورة سبتمبر في اليمن وحاولت الثورة اليمنية العمل على غراره فقد عرف ثوار سبتمبر ثورة مصر واحسنوا القياس عليها ولم يتكشف لهم الفارق بين المجتمعين من حيث اختلاف الخلفيات ومن حيث الواقع الاجتماعي ومن حيث الحجم العسكري ” (1).

    من المنطقي والطبيعي أن يكون هناك تأثير من السابق على من يأتي بعده وتأثر من اللاحق بمن أتى قبله ، لكن من الغير الطبيعي أن يصل التأثير والتأثر إلى درجة التقليد الاعمى الغير محسوب النتائج. وهذا ما فعله ثوار 26 سبتمبر مع ثورة 23 يوليو، فقد ظهر بوضوحِ حجم تأثير ثورة 23 يوليو على الثورة اليمنية في اليوم الذي قامت فيه الثورة، وحين تم إعلان أهداف الثورة السته، فإن ” أهداف سبتمبر جاءت نقلاً أو ترتيباً جديداً لأهداف 23 يوليو، ففي ظروف الشمال كان هذا أبعد غايات الجموح والثورة ” (2).

    وهذا الواقع من التقليد الغير مدروس أعترف به الرأس المدّبر للثورة والدينمو المحرك للثوار وواضع الخطة لها يوم 26سبتمبر ـ بحسب ما ذكر في كتاباته عنها ـ المناضل عبدالله جزيلان قائلاً : ”إن مبادئ ثورتنا هي نفسها المبادئ الست التي اعلنتها ثورة 23يوليو 1952م مع تعديل بسيط يناسب ظروف اليمن المحلية ” (3).

    وهذا الواقع الذي اتضح للجميع فيما بعد ، حاول تنظيم الضباط الأحرار إنكاره والتنصل منه واعتباره تهمة وليس واقعاً بحكم التأثير والتأثر” واتهمت ثورتنا في اليمن بأنها مصدرة من مصر وأن أهدافها الستة هي أهداف الثورة المصرية ” (4).

    ويحاول البعض أن ينسب الاهداف الستة لثورة سبتمبر إلى نفسه مدعياً أنه من صاغها ونادى بها، وهذا ما قال عبدالرحمن البيضاني، مدعياً أنه من أعّد مسبقاً اهداف الثورة ونشرها في مجلة ( روز اليوسف )، قائلاً أنه : ” عندما سمعت البلاغ المتعلق بأهداف الثورة ارتاح فؤادي لأنه تضمن جوهر العناصر الأساسية ومعظم الكلمات والعبارات التي كانت ضمن الاوراق التي قمت بإعدادها بحضور الثوار اليمنيين حين اجتمعنا في القاهرة وأخذها معه الزميل عبدالغني مطهر والتي سبق أن نشرتها بروز اليوسف بتاريخ 23ابريل 1962وكررت اذاعتها من صوت العرب عدة مرات كان اخرها قبيل قيام الثورة ببضع ساعات لا تزيد وكانت هي الاهداف التي قامت من أجلها الثورة ” (5).

    وعند قراءتي لما كتبه عبدالغني مطهر في كتابه ( يوم ولد اليمن مجده ) لم يُشر من قريب أو من بعيد لما ذكره البيضاني عن حمله لأهداف الثورة الستة من البيضاني.

    لقد كان الاختلاف حول أصالة أهداف الثورة وعددها ومن وضعها واقعاً معاشاً بين الثوار انفسهم ،ذلك الواقع ـ أو التهمة إن صح لنا استخدام هذه الكلمة ـ هي ما دفع بعضاً ممن أرّخ لثورة 26سبتمبرللقول : أن المصريين هم من صاغوا تلك الأهداف وأملوها للثوار عن طريق الهاتف.

    يقول الدكتور محمد عبدالملك المتوكل عن أهداف الثورة الستة ” سمعت أنها أرسلت من مصر ولاحظ كلمة ـ إزالة ـ في الهدف الأول من أهداف الثورة، قال المصري الذي كان يمليها بلهجته: ـ إذابة ـ فتخيلها المتلقي ـ إزالة ـ وكتبوها هكذا ولا يوجد شيء أصلاً اسمه إزالة الفوارق بين الطبقات، ممكن تذيب لكن لا تستطيع أن تزيل الفوارق ، هناك متفوقون في جوانب معينة فهل تريد أن تجعلهم سواء مع غيرهم من الكسالى وغير المتوفين “(6).

    لكن الدكتور عبدالعزيز المقالح ـ أحد المشاركين في إعلان بيانات الثورة واهدافها ـ يرى أن ذلك الكلام غير صحيح وأن الأهداف كانت ” معدة وجاهزة من قبل الثورة بشهرِ على الأقل.. فقد كنت أشاهد كتابة هذه الأهداف وشاهداً على إعلانها في الإذاعة وما تزال نسختها الاصلية محفوظة حتى الآن وهي بخط الاستاذ محمد عبدالله الفسيّل وهناك اهداف أخرى أتى بها الدكتور البيضاني وأعاد أذاعتها من الإذاعة وحاول أن يمررها ولكن الأهداف الأولى التي كُتبت بأيدِ يمنية هي التي سادت وهي التي ما تزال تعتلي صدارة بعض الصحف ” (7).

    كلام المقالح عن الأهداف التي أتى بها البيضاني وحاول فرضها ـ بحكم منصبه الذي تم فرضه على الثوار من قِبل انور السادات ـ يؤكده العديد من الثوار وهناك من الضباط الاحرار من أكد على أن عبدالرحمن البيضاني قد تجاهل أهداف الثورة الست وأتي بأهدافِ أخرى من لدنه وقال بأنه من رسم أهداف الثورة وأرسلها من القاهرة ” ولم يقف عند حد لكنه تطاول إلى تجاهل أهداف الثورة الستة التي أعلنت صبيحة يوم الخميس وأتى بأهدافِ أخرى بلغت بنودها سته عشر بنداً وجعل يعممها على المدارس وغير المدارس وكم تبجّح بالقول بأنه هو الذي رسم أهداف الثورة وأرسلها من مصر وأنه هو الذي حدد ساعة الصفر ” (8).

    وهناك من الثوار من يؤكد أن أهداف الثورة كانت يمنية خالصة كتبها الثوار بالتعاون مع بعض المثقفين في ” بيت المناضل عبدالسلام صبرة كتبت أهداف الثورة.. التقى بعض الضباط مع بعض المثقفين.. وفي مقدمتهم الصديق العزيز / محمد عبدالله الفسيل .. ولدي شبه تأكيد هنا أنه هو الذي صاغ أهداف الثورة طبعاً بالاتفاق مع الحاضرين ومنهم مجموعة من ضباط الثورة الاحرار ” (9).

    وهناك من يؤكد أن اهداف الثورة الرئيسة هدفان ـ وليس ستة أهداف ـ أما البقية منها فهي مجرد مبادئ فقط ” وأكد لي من أثق به أن اهداف الثورة هدفان.. أما البقية فكانت مجرد مبادئ .. وكان يمكن لها أن تكون أربعة أو ستة أو أكثر أو أقل من ذلك. إذاّ فقد كان للثورة هدفان ليس غير وهما 1 : ـ إسقاط النظام الملكي . 2 ـ إقامة نظام جمهوري ” (10).

    ولا يهم الشعب اليمني من أين جاءت اهداف ثورته، لكن ما يهمه: هل كانت تلك الاهداف معبرة عنه وعن معاناته ؟ وهل حققت تلك الاهداف ما كان يصبو اليه ؟ والأهم من ذلك: هل تحققت تلك الأهداف على أرض الواقع ؟

    وبالنظر إلى تلك الأهداف ، نلاحظ أن ما جاء في المبدأ الأول منها قد تضّمن: القضاء على الملكية وأعوانها والتحرر من الاستعباد والاستعمار ومخلفاتهما وإقامة حكم جمهوري عادل وإزالة الفوارق والامتيازات بين الطبقات ” والملفت للنظر أن بيان الثورة صدر تحت تأثير الثورة المصرية واهدافها الوطنية الستة وهذا إن دل على شيء إنما يدل على تأثر الخطاب السياسي السبتمبري بالخطاب السياسي العلماني للناصرية ” (11).

    ويبدو التأثر واضحاً أيضا بأهداف ثورة 23 يوليو بشكلِ لافتِ من خلال الهدف السادس الذي نص على : (احترام مواثيق الأمم المتحدة والمنظمات الدولية والتمسك بمبدأ الحياد الايجابي وعدم الانحياز والعمل على اقرار السلام العالمي وتدعيم مبدأ التعايش السلمي بين الامم ) فهذا النص ” لا يمكن فهمه هدفاً من اهداف الثورة يجب أن يظل اليمنيون يسعون لتحقيقه وإنما يندرج في اطار تأثير ثورة يوليو ونظام الرئيس عبدالناصر تحديداً “(12).

    لكن هناك من يرى أن الهدف السادس بصيغته تلك ، كان قاسماً مشتركاً بين جميع ثورات العالم ، و لا ينطوي على ما ” ورائيات تاريخية لأنه اعتيادي كانت تعلنه كل ثورة من ثورات العالم ،لإثبات اعترافها بالقوانين الدولية ، ولتبين اتجاهها السياسي وعدم انتمائها إلى أحد المعسكرين ” (13).

    ولقد كان تقليد الثوار لأهداف ثورة يوليو في صياغتهم لأهداف سبتمبر سبباً في تجاهلهم لضرورة تضمين تلك الاهداف المطالبة بإصدار الدستور الذي ينظم شكل الجمهورية المستقبلي ومضمونها ، فمن ” الملفت أن يخلو البيان الأول وكذا الاهداف الستة الشهيرة من الإشارة إلى ضرورة إصدار الدستور والقوانين اللازمة لتنظيم حياة الناس الجديدة ” (14).

    وقد أستدعى ذلك التأثر بمبادئ ثورة يوليو دخولاً مباشرا للجيش المصري ساحة الصراع في اليمن وتدّخلاً مباشراً في املاء القرارات التي جعلت من ثوارَ سبتمبر أتباعاً لثورة يوليو لا قادة لثورة سبتمبر كما يؤكد العديد من الثوار من المعارضين للدور المصري في اليمن بعد الثورة.

    ولا يُهمنا هنا عدد أهداف الثورة ولا من صاغها بقدر ما اهتمامنا بالسؤال عن تطبيقها وظهورها في أرض الواقع لأنها المحك الحقيقي على صدق ثورية أي ثورة ، فالثورة كانت سبباً ومقدمة لتحقيق أهدافها وعندما لا تؤدي المقدمات إلى النتائج فهذا يعني وجود خطب ما أدى إلى ذلك أو أن المقدمات لم تكن صحيحة لأنها لم تصل إلى النتائج المتوخاة منها.

    ومن الامور الهامة التي أهملها الكثير من الثوار عند كتابتهم لتاريخ الثورة وظلت هامشاً لا يكاد يُرى ـ مع أن نتائجه كانت وخيمة ـ هو إهمال ما تضمّنه البيان الأول للثورة الذي أعلن صباح يوم السادس والعشرين من سبتمبر عن أهداف الثورة وقد جاء في المبدأ الأول ” القضاء على الملكية وأعوانها ” لقد شكّل ذلك المبدأ بصيغته تلك مبرراً للقتل والانتقام غير المبرر.

    لكن قيادة الثورة حاولت تدارك الموقف في اليوم الثاني للثورة مباشرة وغيروا صيغة المبدأ الأول بعبارة (إنهاء الحكم الملكي ) بدلاً عن ( القضاء على الملكية وأعوانها ) وذلك لما في العبارة الأولى من اطلاقية وتوسع تجعل من كل متعاونِ ومتعاطف مع الملكية حتى بالقول تحت طائلة الاعدام والاستيلاء على ممتلكاته ” وأهمية تبدّل هذه الصيغ في العبارات يحمل في طياته معاني سياسية نبيلة تنبئ عن مبادئ الرحمة التي ستتعامل بها الثورة مع بقايا الملكيين في الجمهورية العربية اليمينة ” (15).

    لقد كان ذلك المبدأ ـ بصيغته الاولى كارثياً ـ لأنه اسُتغل استغلالاً كارثياً من خلال تنفيذ جملة الإعدامات التي طالت أعوان الملكية من دون محاكمات وهو المبدأ الوحيد من مبادئ الثورة الذي تم تطبيقه وتنفيذه بحذافيره وبنية صادقة لكنها كانت غير وطنية وغير اخلاقية ايضاً وهذا ما سنعرفه في الصفحات التالية.

    إقرا أيضا :

    مما خفي عنا عن ثورة 26 سبتمبر.. استقراء البردوني لأهداف 26 سبتمبر تحت أضواء ثورة 21 سبتمبر

    مما خفي عنا عن ثورة 26 سبتمبر.. استقراء البردوني لأهداف 26 سبتمبر تحت أضواء ثورة 21 سبتمبر

    مما خفي عنا عن ثورة 26 سبتمبر.. استقراء البردوني لأهداف 26 سبتمبر تحت أضواء ثورة 21 سبتمبر
    الانبطاح لا اكثر.. هو ما تحقق من أهداف ثورة 26 سبتمبر

    نماذج لأفكار التطرف في المناهج التعليمية ومعاداتها للوطنية والقومية والسلام الجمهوري

    كتب الفقيد عبدالله البردوني استقراء عن أهداف ثورة 26 سبتمبر بعنوان “أهداف سبتمبر تحت أضواء جديدة” والمنشور في كتابه “الثقافة والثورة في اليمن صفحه 88 – 102” ومنه نختار بالنص الحرفي ما يلي:-

    ((كادت مبادئ ثورة 26 سبتمبر أن تنسى لأسباب خيانة الذين غدروا الثورة من داخلها متناغمين مع العدو كمعسكر واحد، وكانت خيانة هؤلاء المحسوبين على الثورة أنكى من هجمات الأجانب والجيران لأنهم معروفون بسيماهم في وجوههم وبتاريخ عدوانهم على غيرنا فلا داعٍ لمعرفتهم لأنهم معروفون، قد يمكن تكشف اختلاف خططهم في محاربتهم غيرنا عن محاربتهم إيانا..

    أما الذين امتدوا جسوراً لهم من القصر الجمهوري إلى خلف التخوم فهم الذين صرفوا المفكر عن أفكار أهداف الثورة كما لووا طريق الثائر عن وجهة جماهير الشعب الذي إتقد حماساً للثورة وورد وجه الأرض بدم الشهيد حتى كتب جيل الثورة لكل حصاة أنشودة وردية ولحن على كل صخر ملحمة أسطورية تعزف الرياح أناشيد ثورية وتغزل البروق اكليلاً على جبين الثورة..

    فكادت أهداف الثورة ومبادئها ان تظل حبراً على ورق أو نصوصاً جامدة لا ينفذ إليها حس تفسيري ولا يحركها قلم مستبصر، وكانت في أحسن أحوالها مسرودة في بعض كتب التاريخ أو كانت محفوظة في ذاكرة البعض بلا تعليل أو تفسير كأناشيد المدرسة أو كأقاصيص الجدات والأمهات عن “الجن و أحمد بن علوان” وعن الوحوش و “الشيخ شوقع”..

    لأن الحرب الدفاعية عن الثورة أوصلت إلى محاولة تفجير ثورات عكسية أو اتجاهية، لأن الاستقتال الدفاعي تحول إلى ورقة مربحة في أيدي الإنتهازيين والتصالحيين والانهزاميين، فاقتدر هؤلاء بغيرهم من الأعداء أن يسدلوا الستار عن الثورة بما أنتجوا من مسرحيات تصحيحية تعايشية مع الموت، كتشكيل أسماء تستعير روائح سبتمبر إلى جانب ما استحدثوا من حروب مع السواعد التي شدت أزر الثورة..
    وما ابتدعوا من تهافت على الأيدي الملطخة بدماء الثوار من ساسة وعسكريين وعمال وطلاب.. سببت هذه الأحداث خلق زعامات لا تحتاج إلى موهبة لأن وراءها من يديرها ولا تستدعي تعليماً لأنها مجرد جهاز تسجيل في الصالون الفلاني أو الفلاني .. بكل هذه الأسباب مجتمعة أو متفرقة كادت الثورة أن تنطوي في صفحة أو سطور من التاريخ السياسي المعاصر..

    وكادت أهدافها ومبادئها أن تلحق بلغو الحديث أو بالتعبير الآني الذي لا يتخطى لحظات أدائه، غير أن الذي استجد من ارتداد الثورات وتتداعى الذين عادوا الثورات أسس محطة التفات لكي يحفر النسيان عن ذاكرته.. وهذا ما لفت هذه السطور إلى استقراء الأهداف الستة التي أعلنتها ثورة الـ 26 من سبتمبر 1962م في صبيحة تبلجها على أمل أن تظفر هذه الأهداف بالقدر من هذه السطور فيستخرج من مكنوناتها ما فات على هذه الأضواء الكسيحة التي لم يبررها إلا غياب غيرها من مؤرخي السياسة وخريجي علومها.

    وقد اعتمد هذا البحث على تقديم البنود على التفسير ليحسن استنطاقها وهى تامة الحضور :-

    1- الهدف الأول (التحرر من الاستبداد والاستعمار ومخلفاتهما وإقامة حكم جمهوري عادل وإزالة الفوارق والامتيازات بين الطبقات).

    رتب الهدف الأول: قيام الحكم الجمهوري العادل على زوال الاستبداد والإستعمار بديلاً أفضل ووليداً مشروعاً أطلقت عليه المفاهيم السياسية “الشرعية الثورية” التي يحاول البعض الآن تجاوزها في ظل الهجمة الإمبريالية – الصهيونية..

    فليست الشرعية هي الآتية من الميراث الأبوي أو الانتخاب الحزبي لأن التوارث حكم محرم إسلامياً لأن البشر غير القطيع والأثاث فلا يحكمهم إلا من ارتضوه أو نال بيعة من أعيان لا يقبلون بيع عينيتهم وضمائرهم، وكذلك الانتخاب الحزبي فإنه أقبل للتغرير.. أما الثورة فإرادة أمَّة جمعت بين الشعبية والشرعية لأنها لا تحدث إلا عن حس بمحق الفساد وقيام نقيضة..

    ولم يكتف البند لقيام الحكم الجمهوري بلا صفة بل وصفه بالعادل الذي يتساوى في ظله كل المواطنين في الحق والواجب وتكافؤ الفرص وهذه إشارة إلى الخلفية الزمنية في العهد الملكي حيث كان التميز للأقليات والبيوت التي توارثت الامتياز .. لهذا اختتم الهدف بنده الأول بتبني إزالة الفروق بين طبقات المجتمع فقد كان القاضي يظل قاضياً أباً عن جد وكان “العامل” مدير المنطقة يرث هذا العمل عن أبيه عن جده ولا يختلف إلا الانتقال من منطقة إلى أخرى أو من مستوى وظيفي إلى مثله.

    2- الهدف الثاني (بناء جيش وطني قوى لحماية البلاد وحراسة الثورة ومكاسبها).

    إن ترتيب بناء جيش وطني قوي…إلخ يشيء بتوقع أحداث بين الطبقات التي تتشبث بمكانها.. لأن الطبقات شبه الإقطاعية كانت شبه حربية وبعضها يملك عدداً من العبيد المقاتلين “كـ هادي هيج” في تهامة وأمثاله إلى جانب ما يحدثه من تجييش قوى باسم حراسة التقاليد الشعبية والأعراف المرعية وبالأخص اذا ساند هذه الإقطاعيات مدد خارجي أجنبي أو ما تسميه “الظهر” لأن هؤلاء يخيفون المواطنين من الجديد بحجة سيطرة الدولة الجديدة على المواطن وعرضه واملاكه واستجلاب تغييرات تخفض العالي وتعلي المنخفض..

    لهذا جاء بناء جيش وطني قوي بعد قيام حكم ثوري عادل، كان هناك جيش بدليل أن البلاغات والبيانات كانت توقع باسم القيادة العليا للجيش وبدليل أن الدبابات والمدفعية هي التي أعلنت الثورة.. فنواة الجيش قوية إذ كان يقدر بثلاثين ألف مقسم على النحو التالي:-
    جيش نظامي ويشمل المشاة والمدرعات والخيالة، وجيش الدفاع الشعبي الذي يشبه “الميليشيا” وكانت بداية تكوينه عام 1932م بعد استعراض الجيش النظامي وتجهيزه بسبع سنوات.

    وقد كانت نواة الجيش النظامي من “الجندرمة” التي شكلها الأتراك في ثمانينيات القرن التاسع عشر ثم رفدهم بخريجي المدرسة “الرشيدية” و”دار المعلمين” وكلهم من اليمنيين وقد انضم أكثرهم إلى الجيش النظامي في العشرينيات بعد رحيل الإحتلال العثماني بست سنوات، هناك اتحدت القوى شبه النظامية التي كانت تحارب من شهارة تحت قيادة الإمام يحيى حميد الدين والجندرمة، وقد توالت محاولة تحديث الجيش إذ بعث الإمام يحيى عام 1931م بعثة للتدريب على الطيران في إيطاليا وتخرجت أول دفعة عام 32م .. وذلك بعد ضرب الطيران البريطاني “قعطبة” و”ذمار” و”مارب” وغيرها من شمال الوطن عام 1928م و1929م لكي يقبل حكم صنعاء سحب قواته من الضالع وقبول حدود 1905م التي وافق عليها الاحتلال العثماني والاحتلال الإنجليزي.

    وأرسل الإمام يحيى بعثتين عسكريتين إلى العراق الأولى في 1934م والثانية في عام 1936م وكان سببها الحرب السعودية التي امتدت من 31م إلى 34م.. واستقدم النظام عام40م بعثة عسكرية عراقية من ضباط وصف ضباط وافتتح الكلية الحربية والتي ظلت تخرج دفعات حتى إغلاقها بعد انقلاب 48م، ثم انفتحت عام 58م بشكل أحدث بعد صفقة الأسلحة السوفيتية عقب فشل انقلاب عام 1955م الذي تبدت أمريكا ضالعةً فيه إلى جانب السيف عبد الله على أخيه الإمام أحمد.

    وكان ثوار سبتمبر من خريجي الثلاث الكليات الحديثة.. الحربية والشرطة والطيران إلى جانب الذين تخرجوا عام 48م في حربية صنعاء، والذين تخرجوا من الكليات المصرية في آخر الخمسينات والذين سبقهم بالتخرج من الكليات العراقية في الثلاثينيات.. وكان أمامهم يوم قيام الثورة أساسيات كافية لبناء جيش قوي متعدد الأسلحة والتخصصات.

    3- الهدف الثالث (رفع مستوى الشعب اقتصادياً واجتماعياً وسياسياً وثقافياً).

    لأن الاقتصاد أساس الإمكانية المادية التي تعلي مستوى الشعب اجتماعياً ليفكر تفكيراً جماعياً لمواجهة المشكلات ودفع المضار قبل حدوثها.. ولعل المثقف يفوق المتعلم الذي انحصر التعليم مهما رقى مستواه أما الذي يجمع بين التعليم والتثقيف الذاتي هو الأعم نفعاً .. وكذلك الخبرة الفطرية فإنها كثيرة الخطأ إذا لم يقتدها إرشاد تخصصي.

    4- الهدف الرابع (إنشاء مجتمع ديمقراطي تعاوني عادل مستمد أنظمته من روح الإسلام الحنيف).

    فحوى هذا البند أن هناك عناية خاصة سوف تبذل لجيل الثورة فينشأ ديمقراطي الحس تعاوني النزوع ولكي لا يبتر عن الأصالة فإن نظام الثورة سوف يسيره ويرتب قوانين تسييره بنظام معرفي مستوحى من روح الشريعة الإسلامية.. مجتمع ديمقراطي تعاوني يقبل التغيرات لأنه متغير من الداخل.

    5-الهدف الخامس (العمل على تحقيق الوحدة في نطاق الوحدة العربية الشاملة).

    مبدأ الوحدة الوطنية بشروطها الثورية والتغييرية وبالنزوع الوطني الذي تجاوز العشيرة والمنطقة إلى الوطنية أساساً قومياً …. فالوحدة الوطنية في نطاق الوحدة العربية التي لا يتحقق شمولها إلا بعافية كل وطن من العصبية والطائفية وذلك عن اقتناع بصحة الأوضاع وسلامة توجهها فهذا الحسم لأي نزوع طائفي لأنه لا ينفجر إلا من رداءة الأوضاع.

    6-الهدف السادس (احترام مواثيق الأمم المتحدة والمنظمات الدولية والتمسك بمبدأ الحياد الايجابي وعدم الانحياز والعمل على إقرار السلام العالمي وتدعيم مبدأ التعايش السلمي بين الأمم). هذا الهدف لا ينطوي على ورائيات تاريخية لأنه اعتيادي كانت تعلنه كل ثورة من ثورات العالم الثالث.

    وكل هذه المعارف السياسية من ثقافة ثوار سبتمبر ومن ثقافة الطلائع التنظيمية في اليمن وهذه براهين عدم عزلة اليمن بل أقوى البراهين على دخول اليمن دائرة المعاصرة من مطلع الثلاثينيات بدليل هذه الإتفاقيات التي عقدها الإمام يحيى والإمام أحمد مع النظام الإيطالي والسوفييتي والفرنسي والتي توسع فيها الإمام أحمد في الخمسينيات حتى كون علاقات مع أغلب دول العالم ..وكانت الثورة امتداداً معاكساً للعهدين ذلك لأن الثورة تدفقت منها مغايرة لعهد الإمامين منسجمة بتحولات العصر اقتصادياً وسياسياً وثقافياً))…
    “انتهى الاقتباس الحرفي بالنص من “استقراء البردوني لأهداف 26 سبتمبر 1962م تحت أضواء جديدة”.

    والاستقراء هو للمستقبل وبدلاً من جيل الثورة وجيل البردوني كان جيل المناهج التعليمية الوهابية والإخوان.. والتي ترى الطبقة العسكرية الوطنية والثوار الذين قادوا حركات التحرر الوطنية والثورات العربية من أمثال جمال عبدالناصر وأحمد بن بيلا وعبدالكريم قاسم وحافظ الأسد والسلال والحمدي وعلي عنتر وسالمين وعبدالفتاح إسماعيل وغيرهم، تراهم صنيعة الصليبيين والشيوعية واليهود والاستعمار والعلمانية الذين استخدموا الثغرات الوطنية والقومية للقضاء على الحكم الإسلامي المتمثل في الخلافة العثمانية..

    واليوم الجيل الإخواني والوهابي يعتبر حركات المقاومة الإسلامية وحلفاءها والجيوش الوطنية الجمهورية وبالثغرات الوطنية والقومية ما هم إلا قوى احتلال وتمرد وانقلاب ومليشيات بالمفهوم الإمبريالي الصهيوني الرجعي السعودي، ذم، وقدح، وهجاء.. وقوى العدوان والغزو والاحتلال والذبح ونبش القبور من الخارج وحلفائهم من الداخل من الإمارات والسعودية وأمريكا وبريطانيا وقطر وتركيا هم قوى تحرير وثورة بالثغرات العنصرية المناطقية والطائفية..

    والولاء للخلافة العثمانية المتجددة بأردوغان تركيا التي يرفرف علم الكيان الصهيوني وأعلام حلف الناتو والقواعد العسكرية الغربية في سماء الخلافة الإخوانية.. وكذلك الولاء لولي الأمر شكراً سلمان، فالملك سلمان والرئيس ترامب يقودان العالم الإنساني كما قال إمام الحرم المكي الشيخ الوهابي عبدالرحمن السديس.

    ومادة الثقافة الاسلامية تدرس في الجامعات اليمنية الحكومية، من أجل تربية الشباب وحسن إعدادهم وتوجيههم وتكوين شخصيتهم، كما جاء في مقدمة الكتاب صفحة “7”…. والمنهج الجامعي هذا ألفه مجموعة من الأساتذة والدكاترة لاشك بأنهم ينتمون إلى تنظيم الإخوان العالمي وفرعه في اليمن حزب التجمع اليمني للإصلاح ومن بينهم الأستاذ الدكتور عبدالوهاب الديلمي صاحب فتوى تكفير الجنوب في حرب 94م والذي تولى حقيبة وزارة العدل بعد الحرب وطرد شركاء الوحدة.. إنهم قوى ردة وانفصال كما قالوا في حينه.

    ومن مادة الثقافة الإسلامية نختار مقتطفات بالنص الحرفي ما يلي:-

    في صفحة 155 وتحت عنوان “خطورة المبشرين وأثرهم على الأمة العربية والإسلامية” (هناك خطر آخر وهو تطبيع المجتمعات الإسلامية بالطابع الغربي ومحاولة البعد عن الطابع الإسلامي في المنزل والمدرسة وإدخال بعض العادات الغربية مثل التاريخ اليومي والشهري والسنوي والاحتفال بأعياد الميلاد، والسلام الجمهوري، السلام الجمهوري).

    وفي صفحة 151 وتحت عنوان “خطورة الاستشراق على الأمة الإسلامية” .. (إثارة الثغرات القومية والإقليمية والوطنية كالقومية العربية.. إثارة الفرق الباطنية المنحرفة عن أصول الإسلام مع إحياء التراث المجوسي الباطني والغنوصي مستهدفين تحطيم الفكر الإسلامي).

    وفي صفحة 154 وتحت عنوان أهداف التبشير “التنصير”….(القضاء على وحدة العالم الإسلامي من خلال الفتن والنعرات وإيجاد الفرق والطوائف والأحزاب العلمانية والقومية والماركسية). وفي صفحة 158-159وتحت عنوان خطورة الغزو الفكري والعسكري على الأمة العربية والإسلامية…. (ظهور حركات التحرير في العالم الإسلامي..

    وقد استخدم الصليبي لعملية التغيير السياسي والاجتماعي القوة العسكرية الوطنية بعد الإستقلال.. وقد كانت النتيجة.. الوطنية العسكرية أكثر حماساً وسرعة في تنفيذ التغيير السياسي والاجتماعي لأسباب منها..
    1- إنها اكثر شغفاً للسلطة .
    2- إنها الأسرع في تلبية الأوامر الخارجية.
    3- إن غالبية الطبقة العسكرية أعدت إعداداً خاصاً يجعلها علمانية وغربية.. لا تستنكف الانحلال ويمكن أن تبعد عن الإسلام.
    4- إنها بصفتها الوطنية تنفذ مخططات الإستعمار بدون مقاومة بل أحيانا مع استحسان الجماهير وحماسها.)

    وفي صفحة 162 وتحت عنوان التغيير الإجتماعي “التغريب”..( لقد وضع المستعمرون الصليبيون الأسس والأنظمة الاجتماعية للتغيير الإجتماعي اثناء وجودهم وقد تعمق أكثر بعد الإستقلال وعن طريق العنف الثوري والنظام العسكري أو الحزبي العقائدي، وقد اتخذ المستعمرون لعملية التغيير الأساليب والوسائل التالية … منها :-
    1- القومية والوطنية من منظور الوحدة الإسلامية بهدف تمزيق الأمة الواحدة والدولة الواحدة والاسرة الواحدة.
    2- ايجاد طبقة جديدة من أبناء الأمة العربية والإسلامية في كل مجالات الحياة لتبني عمليات التغيير الإجتماعي “التغريب”.)

    وفي صفحة 166-167.. وتحت عنوان “أهداف الغزو الفكري والعسكري”… (وبعد خروج المستعمرين من البلاد العربية والإسلامية وإيجاد الجيل العلماني والأنظمة العلمانية في العالم العربي والإسلامي أصبحت أهداف المستعمرين تنحصر في إضعاف الأمة وبوسائل منها:-
    1- صناعة الزعماء، بصناعة الزعيم والانقلاب العسكري سواء بإخراج المستعمر أو قوات إحتلال، أو إظهار حرصه على مصالح الشعب، أو نسب بطولات داخلية أخرى بوصفه زعيم تحرير.

    2- فرض أنظمة حكم ديكتاتورية، لتنفيذ خطط المستعمرين والصليبيين والشيوعيين حيث صنع المستعمرون أنظمة ديكتاتورية بأنظمة مختلفة كالآتي:-
    أ- نظام الدبابة والبيان رقم واحد “انقلاب عسكري”.
    ب- نظام الحزب الواحد والأوحد.
    ج- نظام الإنتخابات المزورة والمرشح الوحيد.
    د- نظام الديمقراطية الديكتاتورية تعطي الحرية في نظام الحاكم إذ لا تمس الديمقراطية الحاكم ).

    وفي صفحة 358 ورد الآتي:- ومن محاولات الإستعمار للقضاء على الإسلام كفكر ونظام ومنهج حياة ما يلي:-
    (القضاء على الحكم الاسلامي: وذلك بإنهاء الخلافة الاسلامية المتمثلة في الدولة العثمانية).
    “انتهى الاقتباس الحرفي نصياً من مادة الثقافة الإسلامية التي تدرس في الجامعات اليمنية الحكومية ” .

    وبعيداً عن التحليل والمقارنة والمقاربة وتسجيل نقاط وأهداف هنا أو رفع كروت صفراء وحمراء هناك لتسجيل تقدم وانجاز ما يصب في مصلحه العدوان وجيل مناهج الذبح ونبش القبور.. دعونا نعود ونسترجع نستعيد الاستقراء الأهم للعملاق البردوني من خلال استعراضه للهدف الثاني لثورة 26 سبتمبر .. بناء جيش وطني قوي لحماية البلاد وحراسة الثورة ومكاسبها…

    جيش وطني تأسس في ثمانينيات القرن التاسع عشر جيش نظامي ورديفه جيش الدفاع الشعبي “الميليشيا” والميليشيا حسب قاموس البردوني هي الاستنفار الشعبي لمواجهة عدوان خارجي إلى جانب الجيش النظامي وكذلك هي بالمفهوم الثوري التحرري التقدمي فكانت ميليشيا فتاح الفدائية في الجنوب اليمني رديفة للجيش اليمني الجنوبي وكان لها دور حاسم في إفشال مؤامرة الخليج 13يناير 86م.

    واليوم يوجد جيش يمني ولجان شعبية … جيش ورديف شعبي حرر اليمن من الإستعمار التركي والبريطاني والاستبداد وافشل مؤامرات ومؤامرات.. جيش يمني ورديف شعبي هو عنوان النصر والانتصار لليمن كل اليمن من عهد الاحتلال التركي والإنجليزي حتى الاحتلال الإماراتي والسعودي والأمريكي والبريطاني والسوداني و الصهيوني .

    ذلك هو الاستقراء الأهم للبردوني لأهداف 26 سبتمبر تحت أضواء جديدة تمثلت في حركة 13 يونيو 1974م بقيادة المقدم الشهيد إبراهيم الحمدي، والتي أطفأ نورها بنو سعود وأمريكا والمناهج الإخوانية الوهابية في 11 أكتوبر 1977م.. ولتعود أهداف 26 سبتمبر إلى النسيان واستحضارها في المناسبات والاحتفالات فقط .. والبردوني الخالد الغائب الحاضر كتب استقراء متجدداً أزلياً سرمدياً حيث قال:- (إن اليمن أمة ناهد هواها غلام) فكان الاستقراء الثاني لأهداف ثورة 26 سبتمبر 1962م تحت أضواء متجددة هي ثورة 21 سبتمبر 2014م وقائد شاب ومحنك السيد/عبدالملك بدر الدين الحوثي، حفظه الله.

    والعدو هو نفسه، العدو من بني عثمان واردوغان وبني سعود والامريكان والصهاينة اليهود وحلفائهم، ولأن الأضواء المتجددة هذه المرة كانت وما زالت متوهجة ومتلألأة ومشرقة، أكثر مما مضى، لذلك كان حجم العدوان أكثر وأكبر مما فات بالجيوش والدول والارتزاق والمخططات الصهيونية، فكان التوهج أكثر إشراقاً كالشمس ومن يقترب من الشمس يحترق أكثر، وبعد ذلك لا عتب، ولا لوم، ولا استكثار ممن قال ويقول وسيقول ويهتف عالياً ومدوياً..

    ثورة 21 من سبتمبر العظمى …. ثورة عظمى لأسباب وعوامل عديدة. ثورة عظمى.. لأن شرعية العدوان بلا وطن وفي المنفى بالرغم من الإمكانيات الهائلة وبلا حدود. وتلك هي إرادة الذل والهوان والخسران لحلفاء بني صهيون والأمريكان.
    ثورة عظمى لأن شرعية الثورة والشعب في الوطن وبالإمكانيات المتاحة.. وتلك هي الإرادة اليمنية الأصيلة.
    ثورة عظمى بالجيش واللجان الشعبية والانتصار الحاسم بعون ومشيئة الله القوي العزيز.

    عاشت ثوره 26 سبتمبر الخالدة في الذكرى الـ 55 .. عاشت ثورة 21 سبتمبر العظمى في الذكرى الثالثة .. عاشت ثورة 14 أكتوبر الخالدة في الذكرى الـ 54 … عاشت الوحدة اليمنية المجيدة في الذكرى الـ 27.. عاش الشعب اليمني الأصيل والجيش واللجان الشعبية .. المجد والخلود للشهداء … والشفاء للجرحى .. والخوان والخونة هذه المرة إلى ما وراء التخوم … إلى البيت الأبيض.. والكنيست الصهيوني.. إنهم أهل كتاب … وكفى بالله شاهداً وولياً وهادياً ونصيراً.

    ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    جميل أنعم العبسي

    بالفيديو.. تحقيق يستقصي خفايا الحرب الأمنية على مافيا المخدرات

    تفتح قناة المسيرة ملف المخدرات في اليمن ضمن تحقيقات أمنية تستقصي خفايا الحرب بين أجهزة الأمن وتجار المخدرات.

    مدير التخطيط بإدارة مكافحة المخدرات العقيد عبدالسلام المنصور كشف للمسيرة أن المواد المخدرة تأتي عادة عبر السواحل اليمنية، لافتا إلى أن دخولها إلى مناطقنا هو لتخزينها ومن ثم تهريبها إلى الدول المتعاطية (دول الجوار في الخليج).

    وأوضح العقيد المنصور أنه تم ملاحظة كميات كبيرة من المواد المخدرة دخلت خلال فترة العدوان خاصة في 2016 وما بعدها قادمة من المناطق الحدودية للدول المجاورة، عبر الحدود وعبر المرتزقة وعبر محاور عسكرية لديهم إلى مناطقنا ومدننا سواء كانت المحتلة من العدوان أو الحرة.

    ونوه إلى أن منافذ التهريب البحري تنتشر بكثرة في المحافظات المحتلة ويلاقي المهربون تسهيلات في ظل الوضع الأمني المضطرب، مشيرا إلى أن الأجانب يُشكّلون نسبة 30% من مهربي المخدرات عبر اليمن.

    من جانبه، أكد المقدم أحمد صوفان – ضابط في إدارة مكافحة المخدرات أن مافيا المخدرات -على المستوى الدولي- تستغل الميزة الجغرافية لليمن الواقع بين دول الإنتاج ودول الاستهلاك، قائلا: “لاحظنا عبر الخارطة كيف يستفيد تجار المخدرات من الموقع الجغرافي للجمهورية اليمنية، حدود برية مفتوحة، وحدود بحرية أيضا مفتوحة”.

    وأضاف أن: كل منفذ تهريب بحري عادة ما يرتبط بطرق برية للتهريب؛ منها ما هي جبلية ومنها ما هي صحراوية وصولا إلى المناطق الحدودية.

    وأشار الجزء الأول من تحقيق المسيرة أن أجهزة الأمن تخوض منذ سنوات حربًا غير معلنة مع تجار المخدرات في مسرح عمليات يمتد من السواحل البحرية إلى الحدود الشمالية.

    ولفت التحقيق إلى أن هناك أنواع عدة من المخدرات تُهرّب عبر اليمن إلى دول الخليج تتصدرها مادة الحشيش المخدرة، مؤكداً نجاح الأجهزة الأمنية في ضبط كميات كبيرة.

    الرئيس المشاط يدشن خدمة (YEMEN 4G)

    دشن الرئيس مهدي المشاط رئيس المجلس السياسي الأعلى، اليوم السبت، بالعاصمة صنعاء مشروع النطاق العريض اللاسلكي بتقنية الجيل الرابع (YEMEN 4G).

    وخلال التدشين الإلكتروني وإطلاق الخدمة من قبل الرئيس المشاط، تم الاستماع إلى تقرير وعرض كامل عن الخدمة والمشروع حتى تم إنجازه، تحت شعار “يد تبني”.

    وقام الرئيس المشاط بافتتاح خدمة (YEMEN 4G) من خلال الاتصال بالصوت والفيديو مع محافظي الحديدة، وذمار، وعمران.

    وأكد أنه سيتم الاستفادة من خدمات هذا المشروع في متابعة الأعمال في المحافظات، قائلاً: “سنستمر في متابعة المكاتب التنفيذية بالمحافظات لتقديم الخدمات للمواطنين، استكمالاً لما بدأناه مع أمانة العاصمة ومحافظة ذمار”.

    واستمع الرئيس المشاط، من وزير الاتصالات وتقنية المعلومات المهندس مسفر النمير، ومدير عام تشغيل الشبكة المهندس طه الرداعي، والعاملين في إدارة الشبكة، إلى شرح حول هذا المشروع، والصعوبات والتحديات التي تواجه قطاع الاتصالات بشكل عام والمشروع بشكل خاص جراء الحصار الأمريكي والعدوان وتدمير البنية التحتية خلال الثمان السنوات الماضية، وقام بجولة في نواة الشبكة الخاصة بخدمة “يمن فور جي”.

    وتخدم هذه التقنية التي تدعم الصوت والبيانات وبسرعات عالية، مختلف الشرائح، الأفراد، وقطاع المال والأعمال.

    يذكر أنه تم التخطيط والبدء في تنفيذ المشروع منذ العام 2018، وهو أحد مكونات مدينة الشهيد الصماد الرقمية التي قام الرئيس المشاط بوضع حجر الأساس لها العام الماضي.

    اليمن يدخل مرحلة تحوّل مرعبة للتحالف و”إسرائيل”.. الحرب والحصار زادا من قوة اليمن ونقلاه إلى مصاف الدول المصنعة عسكرياً

    اليمن اليوم بات يمثل حارس البوابة الجنوبية لمنطقتنا العربية والإسلامية، ويشكّل نموذجاً يحتذى به.

    لطالما قرأنا في صفوف الدراسة الأولى كثيراً عن أهداف الثورة، ومن بينها “بناء جيش وطني قوي”، لكن ذلك كان حبراً على ورق، وكلاماً نظرياً لا أساس له على أرض الواقع. أما اليوم، فإننا نرى جيشاً قوياً عياناً بياناً، سواء من خلال التجربة التي قدمها الجيش اليمني خلال 8 سنوات من الحرب، أو من خلال العروض العسكرية المهيبة، وآخرها عرض العيد الثامن لثورة الحادي والعشرين من أيلول/سبتمبر.

    جاء عرض العيد الثامن لثورة سبتمبر تتويجاً لعروض سابقة عسكرية وأمنية، لكن هذا العرض تميّز، إلى جانب قوة الحضور ومشاركة أكثر من 30 ألفاً ما بين جندي صف وضابط، بكشف القوات المسلحة اليمنية عن قرابة 25 نوعاً من الصواريخ الاستراتيجية والمنظومات والتقنيات العسكرية المتطورة، بما يوحي بقدرتها على إدخال عناصر جديدة في أي مواجهة مقبلة.

    كثير من المراقبين، ومن بينهم خبراء عسكريون، وصفوا عرض العيد الثامن بـ”عرض الانتصار”، وتوقفوا بالتحليل عند كل تفاصيل من تفاصيل العرض، سواء على مستوى التشكيلات العسكرية، أو الترتيب والتنظيم والدقة، أو الأسلحة الاستراتيجية التي صنع معظمها في اليمن، والتي أوصلت رسالة واضحة في هذا الشأن بأنّ يمن الثورة لا يشبه يمن ما قبل الثورة، وأن الارتهان والوصاية باتا أمراً مستحيلاً ودرساً من الماضي.

    إنَّ عرض العيد الثامن لثورة سبتمبر شكل مفاجأة للصديق وصدمة كبرى للعدو، بما حمله من دلالات ورسائل، وما كشف خلاله من قدرات استراتيجية نوعية بحرية وبرية وجوية، في صورة تشبه المعجزة لجيش وقوة تشكلتا في ظل الحرب الكونية والحصار الشامل. وهنا، يمكن تلخيص أبرز رسائل العرض على النحو الآتي:

    • إعادة التذكير بثورة الحادي والعشرين من سبتمبر ومكتسباتها، وبما تعنيه الثورة من زخم شعبي وصلابة سياسية واقتدار عسكري، بخلاف ما أرادته قوى العدوان الإقليمية والدولية.

    • حضور الدولة الوطنية اليمنية بكلّ مقدراتها وعناصر قوتها يؤكّد أنَّ أولويتها مواجهة العدوان والتصدّي له خارج حدود اليمن، وهذا ما ألمح إليه قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، إن استمر العدوان.

    • العرض العسكري وما كشف فيه من قدرات استراتيجية سينعكس حتماً على الملفات السياسية، وعلى معادلات بناء السلام، وفقاً للقاعدة الأميركية: “إذا أردت السلام، فاحمل السلاح”.

    • العرض مثّل خلاصة جهود 8 سنوات من الصبر الاستراتيجي والمواجهة ومراكمة القدرات النوعية، وصولاً إلى هذا المستوى المتقدم على صعيد البناء العسكري.

    • يعكس العرض تطوراً ملحوظاً للوحدات العلمية وإبداع العقول والأدمغة اليمنية في إنتاج أسلحة استراتيجية تعجز دول البترودولار المرتهنة للخارج عن إنتاجها.

    • الحرب والحصار زادا من قوة اليمن، ونقلاه إلى مصاف الدول المصنعة عسكرياً، وحولاه من قوة محلية إلى قوة إقليمية يحسب لها ألف حساب.

    • الكشف عن أجيال جديدة من الأسلحة البحرية والجوية يعني أن القوات اليمنية قادرة على إدخال عناصر جديدة في أي مواجهة مقبلة، وتحديداً في البحر الأحمر وباب المندب.

    • قدرة اليمن على الدخول على خط حرب الطاقة لفرض معادلاته وخياراته السياسية والعسكرية، وتحسين حجم اليمن في الميزان الإقليمي، وربما الدولي.

    المسألة الأساس في الوصول إلى هذا المستوى من القدرة والقوة هو الإرادة والإدارة، ونعني بالإدارة هنا السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي الَّذي قاد الثورة والجبهة الوطنية في التصدي للعدوان، واستطاع بحكمته وحكمة مستشاريه ومعاونيه توظيف الممكن، رغم الحصار والعدوان، للوصول إلى ما كان في الماضي أشبه بالمستحيل، ما يعني أننا فعلياً أمام تحوُّل استراتيجي وتاريخي لم يعد خافياً عن أيّ مراقب، صديقاً كان أو عدواً، بل بات أي مواطن يمني بسيط يدرك ذلك، ويفخر بمؤسسة عسكرية قوية خلقت وتشكّلت من رحم التحديات، وعركتها الحروب والتجارب، وصاغتها الحاجة،

    وزادت من قوتها العقيدة القتالية الصلبة والقيادة الحكيمة في مواجهة أعتى دول الإقليم والعالم وأقواها تسليحاً وأغناها مالاً، وأثبتت قدرتها عملياً في حماية البلاد والدفاع عن السيادة، وتبوأت مكاناً في الميزان الإقليمي والدولي، وصار العدو يحسب لها ألف حساب، بخلاف ما كانت عليه المؤسسة العسكرية في السابق، إذ كانت تعاني شللاً في الإرادة وأزمة في الإدارة، لكون القيادة والإدارة حينها كانت مرتهنة للخارج مسلوبة القرار، فيما كانت مؤسسة الجيش نفسها تعيش إشكالية تعدد الولاءات، وكانت مهمتها تنحصر في أمرين:

    – الاستعراض البروتوكولي أثناء الأعياد والمناسبات الوطنية.

    – مواجهة الخصوم السياسيين للنظام الحاكم، لتثبيت الحاكم على كرسي السلطة المرتهنة للخارج.

    هذا ما اعترف به صراحة الرئيس الأسبق علي عبد الله صالح في مقابلة تلفزيونية، حين قال بصريح العبارة: “إن الآليات العسكرية أصبحت للعروض واستعراض العضلات في الميادين وقمع حريات الشعوب. أما أن تقي المواطن العربي من التهديدات الأجنبية، فهذا غير وارد”.

    وأضاف: “لديَّ جيش أستعرض به في 22 مايو، وليس لديه مهام، إلا إذا هناك تمرد أخمده لكي أبقى على كرسي السلطة”، وهذا ما يعزز ما أشرنا إليه سابقاً أزمة القيادة وتجيير المؤسسة العسكرية الوطنية لمصلحة أهداف شخصية ضيقة، وليس لمواجهة التهديدات الخارجية. وقد رأينا كيف استسلم نظام علي عبد الله صالح أمام استفزازات أرتيريا واعتدائها على أرخبيل حنيش، وبدعم كان واضحاً من كيان العدو الإسرائيلي.

    والخلاصة أنَّ اليمن اليوم بات يمثل حارس البوابة الجنوبية لمنطقتنا العربية والإسلامية، ويشكّل نموذجاً يحتذى به، ذلك أنَّ اليمن الفقير المحاصر وصل بصبره وتفاني أبنائه المخلصين إلى مستوى لم تصل إليه دول العدوان ودول البترودولار.

    والمفارقة هنا أن اليمن (يمن ما بعد الثورة) يملك قراره ويبني قدراته، فيما الآخرون مجرد أدوات مرتهنة لا تملك قرارها، ولا يسمح لها الأصلاء بأن تصل إلى مستوى متقدم قد يشكل دافعاً لتفوق عسكري خليجي على “إسرائيل”.

    علي ظافر

    تحذيرات صنعاء تفشل مساعي مواصلة نهب ثروات اليمن

    تحذيرات صنعاء تفشل مساعي مواصلة نهب ثروات اليمن

    أبدت الشركات الاجنبية تخوفها من التحذيرات التي اطلقتها القيادة الثورية في صنعاء في احجامها عن ابرام اي صفقات عبر المرتزقة لنهب ثروات اليمن من الغازو النفط.

    واخذت الشركات التحذيرات التي اطلقها قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوث في خطابه بذكرى عيد ثورة 21سبتمبر على محمل الجد والذي حذر فيه دول التحالف من الاستمرار في نهب الثروات الوطنية وكذا الشركات الأجنبية التي تتواطئ مع التحالف في نهب ثروات البلد.

    وتجلى ذلك في احجام شركت توتال الفرنسية قبولها بعروض حكومة المرتزقة لاعادة تصدير الغاز اليمني عبر منشأت بلحاف، الجهود والعروض اصطدمت بمخاوف فرنسية من قيام قوات صنعاءء بقصف المنشأة بصواريخ باليستية.

    وكان الخائن العليمي قال ان ادارته اجرت عملية اتصال وتواصل بشركة توتال الفرنسية بهدف اعادة التصدير. واشار الى ان الجهود اصطدمت بمخاوف فرنسية.

    وكانت دولة الاحتلال الإماراتي سلمت منشأة بلحاف الغازية، للقوات الفرنسية بشكل رسمي استكمالًا لمخطط نهب الغاز اليمني وفق تفاهمات مسبقة.

    ووصلت قوات فرنسية خاصة مدججة بالأسلحة على متن عدد من المدرعات العسكرية رفقة وفد شركة توتال الفرنسية لاستكمال تسليم المنشأة رسميًا وترتيبات إعادة تشغيلها وتصدير الغاز إلى الخارج.

    وكانت شهدت العاصمة صنعاء الأربعاء الماضي عرضاً عسكرياً ضخماً في ميدان السبعين بمناسبة العيد الثامن لثورة الـ21 من سبتمبر، بحضور الرئيس مهدي المشاط وقيادات الدولة من سياسيين وعسكريين وأمنيين.

    العرض العسكري الذي يعد الأضخم في تاريخ الجمهورية اليمنية، كشفت خلاله القوات المسلحة عن منظومات مختلفة من أسلحة الردع الاستراتيجية، من صواريخ باليستية ومجنحة، وطائرات مسيرة، وصواريخ دفاع جوي وصواريخ بحرية.

    وتضمنت الأسلحة خلال العرض، صاروخ (حاطم)، وصاروخ (فـلـق)، وصاروخ (حـيـدر)، وصاروخ (البحر الأحمر)، وصاروخ (معراج)، وصاروخ (قدس3 ) وغيرها.