المزيد
    الرئيسية بلوق الصفحة 127

    لاحتواء الغضب الدولي.. الشرع يبرم صفقة مع الأكراد لتهدئة الغرب ويسحب فصائله من الساحل على واقع انتقادات لجرائمه

    ابرم الرئيس السوري الجديد، احمد الشرع، الاثنين، صفقة جديدة مع الاكراد.. يتزامن ذلك مع تصاعد الغضب الدولي عقب جرائم ارتكبت بحق الطائفة العلوية بالساحل.

    وكشف الشرع عقب لقاء مع قائد الفصائل الكردية، مظلوم عبدي، بان الاتفاق يقضي دمج الفصائل الكردية المعروفة بـ”قسد” في وزارة الدفاع الجديدة ورفض التقسيم.

    ومع أن الاتفاق يعد امتداد لاتفاق تركي سابق اعلن قبل أسبوع مع زعيم الأكراد المعتقل في سجون انقرة عبدالله اوجلان والذي تم بموجبه منح الأكراد وطن بديل في سوريا مقابل التخلي عن مطالبتهم بالاستقلال عن تركيا او حمل السلاح في وجهها الا ان توقيته يحمل أبعاد سياسية.

    وعد اعلان الاتفاق في هذا التوقيت بمثابة محاولة تركيا والداعمين الاقليمين للإدارة الجديدة تهدئة الدول الغربية على راسها الولايات المتحدة التي تدعم الاكراد وتخشى تصعيد جديد على غرر الساحل السوري.

    والاعلان بحد ذاته محاولة أيضا لتنظيف سجل الجرائم التي ارتكبت بحق الطائفة العلوية خلال الايام الماضية في اللاذقية وطرطوس ومحاولة لتبديد مخاوف الأقلية التي بدأت تستشعر الخطر.

    وهي تضاف إلى خطوات يحاول الشرع من خلالها إزالة الصورة التي عادت للأذهان لمراحل انضمامه للجماعات الإرهابية وعمليات الذبح التي مارسها.

    واعلن الشرع انهاء الهجوم على مدن الساحل وسحب قواته العسكرية من المدن، إضافة إلى تشكيل لجنة تقصى حقائق تابعة له.

    وتعرض الشرع الذي حاولت قطر وتركيا تلميعه خلال الفترة التي أعقبت سقوط نظام الأسد لموجة انتقادات حتى من قبل الدول الغربية وأمريكا اللاتي دعمته في حربه على سوريا.

    ووصفت ألمانيا وفرنسا والولايات المتحدة ما جرى بالساحل السوري بالجرائم المروعة مطالبة بمحاسبة المتسببين بها وتحقيق العدالة الانتقالية.

    ودفع الشرع بالفصائل الإرهابية لاجتياح مدن الساحل عقب حادثة جنائية حاول تصويرها كانقلاب، لكن يغال فصائله بالإرهاب والنهب والسلب اثارة حفيظة قوى كبرى ومخاوف الأقليات في سوريا وسط مخاوف من اتساع رقعة المواجهات إلى مناطق الجنوب السوري حيث يتحصن الدروز وكذا الشرق حيث الأقليات الكردية.

    ترغب في خسارة الوزن.. عليك بتناول هذه المكسرات

    تُعد المكسرات إضافة غذائية قيمة تعود بفوائد عديدة على الجسم، خاصة فيما يتعلق بعمليات الأيض وإدارة الوزن. فقد أظهرت دراسات حديثة أن تناول المكسرات بانتظام يرتبط بمعدل أبطأ لزيادة الوزن، كما يمكن أن يساهم في تقليل خطر الإصابة بالسمنة.

    ورغم احتوائها على نسبة مرتفعة من السعرات الحرارية، إلا أنها غنية بالدهون الصحية التي تعزز الشعور بالشبع، مما يجعلها خيارًا مثاليًا لمن يسعون إلى فقدان الوزن. وينصح بالتحكم في الكميات المستهلكة، بحيث لا تتجاوز حصة أو حصتين يوميًا لضمان الاستفادة من فوائدها دون زيادة غير مرغوبة في السعرات الحرارية.

    اللوز وفوائده المتعددة

    يعتبر اللوز من أغنى أنواع المكسرات بالعناصر الغذائية، حيث يحتوي على نسبة عالية من الألياف التي تساهم في الحد من الالتهابات وتحسين صحة الجهاز الهضمي. كما أن الأطعمة الغنية بالألياف تلعب دورًا في تعزيز عمليات الأيض، وتقليل خطر الإصابة بأمراض القلب والسكري من النوع الثاني.

    وبالإضافة إلى ذلك، يوفر اللوز كمية جيدة من البروتين، مما يساعد في دعم الكتلة العضلية والحفاظ عليها، وهو أمر ضروري للحفاظ على صحة الجسم وتعزيز الأداء البدني.

    مكسرات أخرى تدعم فقدان الوزن

    لا يقتصر الأمر على اللوز، إذ تُظهر الأبحاث أن بعض أنواع المكسرات الأخرى تساهم أيضًا في إدارة الوزن، مثل الكاجو، الذي يُساعد في الحفاظ على تركيبة جسم صحية، والجوز، الذي له دور في تحسين وظائف الدماغ والتحكم في الشهية، مما يسهم في تقليل الشعور بالجوع وإدارة الوزن بشكل أكثر فاعلية.

    في النهاية، يُمكن اعتبار المكسرات خيارًا غذائيًا مثاليًا لمن يرغبون في الحفاظ على نمط حياة صحي، شريطة تناولها بكميات معتدلة ودمجها ضمن نظام غذائي متوازن.

    تطهير عرقي في سوريا بأسلوب انيق وبدلة رسمية

    تطهير عرقي في سوريا بأسلوب انيق وبدلة رسمية

    أحدهم قرر أن سوريا تحتاج إلى اثبات ولادة. ختم جديد يوضع على هويتها، يحمله رجال لا يتحدثون العربية، لكنهم يقررون مصيرها. الغريب أن رجلا كان قبل سنوات يقطع الرؤوس تحت راية سوداء أصبح اليوم مسؤولا رسميا، يجلس في القصر، يفرش له السجاد الأحمر، يستقبله رؤساء الدول، ويخطب حول العدالة الانتقالية.
    عن أحمد الشرع نتحدث؟ الرجل ليس أكثر من أداة، صُنعت وبُرمجت لتنفذ، لا لتقرر… تركيا وقطر جهزتاه لهذا الدور.
    الرياض ترى به ورقة إضافية في يد خصومها. لا خلاف معه، المشكلة تكمن في الطرف الذي يحركه، في المشروع الذي يتكئ عليه.
    في النهاية، لا شيء يحدث صدفة. يحل الخراب دائما لصالح المستفيد الوحيد… لا شيء في هذا العالم يمنح إسرائيل الطمأنينة أكثر من الخراب. يستيقظ نتنياهو على ركام المدن، يمد يده إلى فنجان قهوته، يرتشف مرارتها على أنقاض المنازل، ويتناول غداءه على مائدة الحروب الممتدة من غزة إلى سوريا إلى لبنان.
    لا حاجة لإطلاق رصاصة واحدة طالما ان الفوضى تقوم بالمهمة… الفتنة لم تعد بحاجة إلى الميركافا والصواريخ ما دامت المجتمعات تنهار من تلقاء نفسها.
    إسرائيل التي سقطت يوم 7 اكتوبر، تنفذ توسعها نحو الحلم التوراتي وتنفخ الحياة في مشروع “إسرائيل الكبرى”.. هي تدرك ان القوة العسكرية وحدها لا تصنع السيطرة، الحل السحري هو في تفكيك الدول المجاورة، اغراقها في نزاعات طائفية، بشكل ان لا يفهم أحد من يقاتل من، ولأي سبب. نتنياهو، ملك إسرائيل وقيصر الشتات اليهودي يتربع على عرش هذه الفتن. ملك إسرائيل الأخير لا يخوض الحروب، بل يتركها تشتعل وحدها.
    ما الجديد؟ – لا شيء… كل شيء آخر يكرر نفسه بملل.
    المسيحيون؟ – انهم كفار في القاموس التكفيري.
    العلويون؟ – انهم أعداء لله في الرواية ذاتها.
    من لا ينتمي إلى أي تصنيف؟ – عليه أن يختار بين ضفتين لا وجود لهما أصلا.
    الضحايا؟ – لا أسماء، فقط عائلات سورية تباد، عائلات بأكملها شطبت من السجلات.
    النداء؟ – دعوات إلى النفير العام والجهاد عبر مكبرات الصوت في مساجد إدلب، الأوامر واضحة، لا تحتاج إلى شرح.
    النتيجة؟ – احياء قد تمسح عن الخريطة، السكان هناك ينتظرون “تمشيطا مسائيا” لن ينجو منه أحد.
    ثم يأتي الإعلام ليمنح المجازر أسماء أخرى… كيف يمكن التصالح مع هذا التزييف؟
    في الساحل السوري ارتكبت جماعة من الإرهابيين تطهيرا عرقيا بحق السكان المدنيين، هذه هي الحقيقة التي لا تقبل اي تحريف. المفارقة انهم دائما يعطون اعذارا وذريعة واحدة: “تطهير البلاد من فلول النظام”… وعندما انتهى كل شيء، لم ينتهِ شيء… ظلت صور المجازر عالقة في الأذهان، رغم أن البعض قد يدعي أنهم يحققون “النصر” بتطهير البلاد. لم يحظ الضحايا بالعدالة… وبات الجناة أبطالا في نظر أنفسهم. الكل كان يعلم أن هذا سيحدث، لكن البعض، ولسبب ما، قرر إعطاء فرصة. هل تتذكرون من كانوا يقولوا: “دعوه يحكم، لنعطه فرصة”؟ حسنا، ها هي الفرصة وهذه هي النتيجة أيضا!
    لم يتغير شيء. لكنك ستلاحظ انه مع مرور الأيام سيصبح الألم جزء من هويتك.
    لم يجر نقاش حقيقي. اقترح البعض إقامة مناطق آمنة للمدنيين. لم يدعم فكرتهم أحد. عندما زاروا العواصم الكبرى، والبلاد العربية احتجوا بكلمات العدالة والحرية ثم زرعوا الفتن. الاعجب من هذه المجازر في سوريا هو القبول العربي بها. الامة الاسلامية تتقبل مشاهد ابادة العلويين في سوريا كما تقبلت الابادة في غزة… وفي جنوب لبنان وفي الضاحية.
    أحد الادعاءات هو أن “هؤلاء” (لم يسميهم احد “ضحايا التطهير العرقي”) يستحقون مصيرهم. اليوم اذا التقى احدنا بناجين وسألهم: “امامك البقاء في هذا الجحيم أو البحث عن ملاذ آمن، أيهما ستختار؟”. سيجيب الجميع، وهناك من قد يتردد: “ملاذ آمن طبعا”…القهر هو أن تنظر الى وطنك كأنك غريب عنه، وتكتشف ان ملامحه تغيرت وانك لم تعد تعرفه!
    إسرائيل تجيد اللعب في سوريا. تقدم نفسها كحامية للأقليات في مواجهة النفوذ الإسلامي السني لتركيا. لا حاجة إلى الاحتلال المباشر، لا حاجة للحروب الطويلة. يكفي أن تستغل الخوف.
    العلويون لم يميلوا يوما إلى إسرائيل. لا يهم! الخوف يغير الحسابات… وإسرائيل تدرك ذلك.
    المشهد يتكرر. غارات إسرائيلية على جنوب لبنان، إسرائيل تضرب في غزة. في الساحل، الجولاني يذبح مجددا. لا جديد!
    والعالم الإسلامي؟ مشغول… موائد الإفطار عامرة، السهرات الرمضانية ممتدة. مسلسل معاوية؟ بالطبع، ولم لا؟ التوقيت مثالي. إعادة إنتاج الصراعات القديمة، بحبكة درامية. التجييش الطائفي متاح فقط اضغط على زر “الريموت”. هل تريد الفتنة بنكهة الاخبار او الدراما التاريخية؟ الخيارات متعددة، و”الريموت” في يدك.
    من يظن أن المخطط سيتوقف عند سوريا، واهم. ما بدأ هنا لن ينتهي هنا. السؤال ليس هل سيصل إلينا؟، بل متى؟… والإجابة واضحة: قريبا جدا!
    توجه إسرائيل أسلحتها نحو الاستقرار … في الجنوب السوري، المشروع التقسيمي يتحقق بصمت. تفكيك الجنوب هو أيضا مفتاح لتفكيك لبنان. لا داعي للاستعجال، الحدود لا تُرسم مرة واحدة، بل على مراحل.
    تل أبيب لا تتوقف، تلعب بالنار الممتدة في كل الاتجاهات. دمشق؟ قد تكون المحطة التالية. البادية؟ القوس الاستراتيجي نحو النفط والشرق السوري، الذي لا أحد يعرف لمن سيكون في النهاية.
    الحدود العراقية–السورية ليست بعيدة عن الحسابات. إسرائيل تراقب، تنسج خيوط التمدد، تنتظر لحظة الفراغ المناسبة.
    السوريون؟ عالقون في جغرافيا لم تعد سوريا. لا مدن، لا شوارع، فقط مجازر ودم وتَردُد تلاوات لأسفار وصلوات تلمودية…
    الجنوب يتمزق، الشرق ينزلق، الساحل في فراغ جاهز لمن يستغله…. إسرائيل لا تتعجل. تراقب. تنتظر. وإسرائيل تجيد الانتظار!
    ما الذي يتبقى حين ينهار الوطن؟ بعض الأسماء. أسماء الشهداء. أسماء الشوارع والأحياء التي لم تعد كما كانت. أسماء نرددها، نَحِنُّ إليها، واماكن نستعيدها في ذاكرتنا.
    حكايا تأتي من جهة الماضي. وقلة مثلنا، لا يزالون يؤمنون أن سوريا لن تتخلى عنهم. سوريا لا تتخلى عن الذين لم يتخلوا عنها. تعرف كيف تنبعث من إرهاقها، كما يمد الياسمين فروعه نحو الضوء وتتفتح أزهاره.
    ستصمد. وستعود كما كانت، بل أفضل. قلب العروبة الذي ناضل في سبيله إبراهيم هنانو، ويوسف العظمة، وفارس الخوري والشيخ صالح العلي وغيرهم من المناضلين الابطال.. سوريا، مثلهم، لا تعرف كيف تكون إلا واقفة. لكن لا بأس. لا وقت للبكاء على الخيبات الآن!
    في لبنان، إسرائيل تفعل ما اعتادت فعله دائما: الخروقات مستمرة للقرار 1701، وهي لن تغادر النقاط الخمس… اسرائيل تريد الحرب، تدفع حزب الله إلى المواجهة، المشكلة ليست في المقاومة فهي قادرة على النهوض. التشييع كان رسالة واضحة على استرجاعها لقوتها… المشكلة في الداخل اللبناني، حيث كل شيء معقد أكثر مما يجب.
    تقتنص اسرائيل اللحظة التي يخطئ فيها الحزب حتى تقلب الطاولة من أجل عدم إعطاء فرصة لاستئناف المفاوضات بين أمريكا وإيران ومنع أي اتفاق حول النووي. تصريحات ترامب تقلقهم! والحل الدبلوماسي ليس في مصلحة إسرائيل.
    ليس مفاجئاً أن تجد بعض الفلسطينيين واللبنانيين يبررون قتل المدنيين في سوريا، تماما كما ان يعتبر الإسرائيليين قصف غزة ولبنان دفاعا عن النفس. المنطق واحد: شرعنة القتل!
    إذا كنت تعتقد أن قتل السوريين مقبول لانهم “بقايا النظام”، فلماذا تستغرب عندما يصفك الإسرائيلي بـ”الإرهابي” ويبرر إبادة أهلك في غزة؟ … عندما تهلل للجولاني، تذكر أنه لا يقلق للتمدد الإسرائيلي، وأنه طرف في مشروع إسرائيل الكبرى. لا يمكنك التصفيق للمجازر هنا، ثم إدانتها هناك!
    كم مرة سمعنا أصوات تندد باحتلال المدن السورية؟ كم مرة قرأنا بيانات تهاجم الاحتلال التركي في الشمال، أو التغلغل الأمريكي في الشرق، أو التمدد الإسرائيلي في الجنوب؟ لا أحد يتحدث عن هذا. الخطاب العربي اختار أن يرى نصف الصورة فقط. النصف الذي ينسجم مع مصالح القوى الكبرى، ويخدم سيناريو التقسيم.
    كل يوم لا يمر دون أن يُراد لنا ان لا نكون… هي حرب وجودية ضد الوعي وصراع على الإدراك، على الهوية، على المفاهيم وعلى أنماط التفكير التي تحدد كيف نرى أنفسنا، وكيف نحدد الآخر. طالما استمرت آليات التبرير في تقبل العنف، فإن دورة الصراع تعيد إنتاج نفسها، ويصبح العدو الحقيقي غائبا، ويحل محله خصم مختلق… وطالما استمرينا في تبرير قتل بعضنا البعض، فلن تحتاج إسرائيل إلى جيوش لتوسيع حدودها، فنحن نقوم بالمهمة عنها على أكمل وجه.

    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

    د. لينا الطبال

    الحوثي يُعلن ساعة الصفر: المهلة الإنسانية لغزة بين الاستعداد العسكري ومسؤولية الأنظمة المُتخاذلة

    الحوثي يُعلن ساعة الصفر: المهلة الإنسانية لغزة بين الاستعداد العسكري ومسؤولية الأنظمة المُتخاذلة

    أكد قائد أنصار الله، عبد الملك الحوثي، في كلمة متلفزة بتاريخ 10 مارس 2025م، أن القوات اليمنية على أهبة الاستعداد لتنفيذ إجراءاتٍ عسكرية فور انتهاء المهلة المحددة لإدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، محمّلاً الأنظمة العربية والإسلامية المسؤولية الكاملة عن تداعيات التصعيد في حال استمرار إغلاق المعابر.

    وجاءت الكلمة لتعكس تصميماً واضحاً على ربط الصراع الفلسطيني بمعادلات إقليمية جديدة، حيث جرى التأكيد على أن “الإجراءات العسكرية ستبدأ تنفيذياً منذ اللحظة الأولى لانتهاء المهلة، ما لم تُفتح الطرقات لإيصال الغذاء والدواء إلى غزة”.

    وشدّد الحوثي على أن الأنظمة العربية والإسلامية تتحمل مسؤولية تاريخية لإجبار الاحتلال الإسرائيلي على رفع الحصار، معتبراً أن “التقاعس عن ذلك إنما يُعيد إنتاج حالة التواطؤ مع جرائم الإبادة الجماعية التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني”.

    كما حذّر من أن استمرار الصمت العربي والإسلامي سيُضعف أي موقف سياسي أو أخلاقي لهذه الأنظمة، ويُفقد قضية فلسطين دعمها الشعبي والرسمي في المنطقة.

    على الصعيد الاستراتيجي، أشارت الكلمة إلى أن التذكير بمسؤولية الأنظمة يأتي في إطار “إقامة الحجة” عليها قبل الانتقال إلى مرحلةٍ جديدة من المواجهة، مُوضحاً أن الخيارات العسكرية أصبحت جاهزةً للاستخدام في حال فشلت الضغوط السياسية.

    ولفت إلى أن “العدو الإسرائيلي يراهن على انقسام الموقف العربي وتلهّف بعض الأنظمة للتطبيع، لكننا سنُثبت أن غزة ليست وحدها في الميدان، وأن معاناتها ستُنتج ردود فعلٍ تُعيد رسم التحالفات الإقليمية”.

    يُذكر أن الكلمة تعكس تصعيداً مُحتملاً في البحر الأحمر وخليج عدن، حيث تُواصل حركة أنصار الله توظيف أوراقها العسكرية لربط أزمات المنطقة بملف غزة، بينما تُحاول الأنظمة المُرتبطة بالولايات المتحدة وإسرائيل تجنب أي مواجهةٍ مباشرة قد تُعرقل مشاريع التطبيع أو تُهدد مصالحها الاقتصادية.

    مهلة استئناف الحصار البحري اليمني تعيد إلى الواجهة واقع انعدام خيارات جبهة العدو

    جاء إعلانُ قائد أنصار الله، عبد الملك الحوثي، عن مهلة الأيّام الأربعة (بدءًا من الجمعة) لإدخَال المساعدات إلى غزةَ قبل استئناف الحصار البحري على “إسرائيل”، كتذكير جديد وصادم لجبهة العدوّ الصهيوني الأمريكي بالموقع المتقدم للغاية الذي بات اليمن يمتلكه في الصراع.

    ليس فقط كجبهة إسناد حاضرة بشكل عنيد في كُـلّ التفاصيل، بل أَيْـضًا كمعضلة استراتيجية بلا حَـلّ، وهو ما يعني عدم إمْكَانية تطبيق أية حسابات واستراتيجيات حتى للتعايش مع الحضور المزعج لهذه الجبهة، فضلا عن ردعها أَو التخلص من تأثيرها تمامًا.

    ربما لم يكن تدخل الجبهة اليمنية للرد على منع دخول المساعدات إلى غزة مفاجئًا بالكامل، بالنظر إلى أن السيد القائد قد أكّـد منذ بداية وقف إطلاق النار على استعداد اليمن للتعامل فوريًّا مع أي تطور، وهو تأكيد كشفت تقارير عبرية أن المؤسّسة الأمنية في كيان العدوّ تأخذه على محمل الجِد و”بقلق” لكن المعادلة التي اختارتها القيادة اليمنية للرد على تصعيد العدوّ ضد الشعب الفلسطيني، ربما كانت مفاجئة، فاستئناف العمليات البحرية يحمل الكثير من التأثيرات والدلائل التي تخالف التصور الذي يحاول العدوّ ترويجه عن الجبهة اليمنية تحت مزاعمَ أنها جبهة تسعى بشكل أَسَاسي إلى “كسب” تأييد الرأي العام المحلي والدولي والإقليمي.

    اختيار مسار العمليات البحرية أظهر أن خيارات الرد على التصعيد لدى قيادة الجبهة اليمنية ليست عشوائية ومحكومةً باعتبَارات “الدعاية” كما يظن العدوّ، بل مدروسة بعناية وموضوعية، وتهدف إلى مقابلة التصعيد بمثله، وهو ما يعكس بدوره وجود تنوع مميز واستراتيجي في الخيارات الفعالة بالشكل الذي يسمح بإرساء معادلات مثل “الحصار بالحصار”، الأمر الذي يعيد تذكير العدوّ بأنه لا يواجه فقط جبهة عنيدة وحريصة على الانخراط في الصراع، بل جبهة منظمة تمامًا وتدير انخراطها في الصراع بشكل احترافي، وهو ما يشكّل فرقًا كَبيرًا في النظرة والتقييم والتأثير.

    على سبيل المثال، وفي تقييمه لإعلان السيد القائد، أوضح رئيس قسم الاستشارات في شركة (إي أو إس ريسك جروب) للأمن البحري، مارتن كيلي، أن اليمنيين “لديهم تأريخ في تنفيذ تهديداتهم، وبالتالي سيستأنفون العمليات بحلول 11 مارس إذَا لم تستأنف “إسرائيل” تسليم المساعدات إلى غزة”، مُشيرًا إلى أن أي “رد انتقامي من جانب الولايات المتحدة وبريطانيا “وإسرائيل” سيؤدي إلى استئناف الصراع في الشرق الأوسط”.

    هذه التقييم يعني الضغط الذي يمثله استئناف العمليات البحرية اليمنية على حركة الملاحة التابعة للعدو الصهيوني، هو موجَّه بشكل أَسَاسي ومركَّزٌ على مسألة إعادة إدخَال المساعدات إلى قطاع غزة، وأن قطاع الشحن يدرك تمامًا أن غرض التدخل اليمني ليس إعادة تفجير الوضع في المنطقة، بل إن هذا الانفجار لن يحدث إلا إذَا قرّرت جبهة العدوّ ذلك من خلال الاعتداء على اليمن، وهذا إدراك يحرم العدوّ حتى من “السردية” المضللة التي قد يلجأ إليها في محاولة التأثير على اليمن من خلال الادِّعاء بأن صنعاء تحاول إعادة الصراع، وبالتالي فَــإنَّ اختيار مسار العمليات البحرية على حركة الملاحة “الإسرائيلية” كرد على منع المساعدات هو ضربة مدروسة بعناية وتشكل مأزقًا للعدو حتى على مستوى التعامل الإعلامي.

    بالإضافة إلى ذلك فَــإنَّ استئناف العمليات البحرية ضد العدوّ الصهيوني، يعيده إلى مأزق صعب للغاية لم يستطع التعامل معه خلال معركة “طوفان الأقصى”، فيما يتعلق بخيارات “الردع” أَو “احتواء التأثيرات” فالعدوّ لا يملك سوى استراتيجيتين: الأولى هي محاولة “تدويل” أزمته الملاحية، وتخويف شركات الشحن من عبور البحر الأحمر؛ مِن أجلِ الضغط على دول العالم والمنطقة وتحشيدها ضد صنعاء، وهو مسعى حرص السيد القائد على قطع طريقه من خلال التأكيد المتكرّر على أن التدخل سيكون ضد العدوّ الصهيوني فقط، كما أن العدوّ قد جرَّبَ هذا المسعى خلال المرحلة السابقة وكانت النتيجة عكسية، فالتأثير الذي تسبب به من خلال ترهيب وابتزاز شركات الشحن لتجنب البحر الأحمر، أَدَّى إلى تعزيز الالتفاف الإقليمي والدولي (حتى من جانب أطراف مثل السعوديّة) حول مطلب وقف إطلاق النار في غزة؛ باعتبَاره الحل الأَسَاسي والضروري للمشكلة، وبالتالي فَــإنَّ محاولة تدويل الأزمة مجدّدًا لن تحقّق أية نتيجة.

    ولا يختلف الأمر بالنسبة للاستراتيجية الثانية لدى العدوّ هي الاعتداء على اليمن وعسكرة البحر الأحمر، وهي استراتيجية كانت نتائجها عكسية بل وصادمة لجبهة العدوّ خلال المرحلة الماضية، حَيثُ تعرضت البحرية الأمريكية لهزيمة غير مسبوقة لا زالت آثارها وتداعياتها مُستمرّة حتى الآن، فيما كشفت الاعتداءات الجوية عن عجز فاضح لدى جميع أطراف العدوّ على المستوى الاستخباراتي والعملياتي فيما يتعلق باليمن.

    وإلى جانب ذلك، فَــإنَّ التقييمات الحالية بأن الاعتداء على اليمن سيعيد تجديد الصراع في المنطقة تشير إلى أن جبهة العدوّ ستواجه ضغوطًا معاكسة بشأن مسؤوليتها عن زعزعة أمن المنطقة والبحر الأحمر، خُصُوصًا بعد أن برهنت القوات المسلحة اليمنية على مصداقية التزامِها بمحدّدات وقف إطلاق النار من خلال وقف العمليات البحرية خلال الأسابيع الماضية.

    وفوق كُـلّ ذلك، فَــإنَّ عودة تأثيرات الحصار البحري اليمني على اقتصاد العدوّ لن تكون هامشية وقابلة للتجاهل، فقد تم إغلاق ميناء “إيلات” لأكثر من عام بشكل كامل، وكسرت التأثيرات الأُخرى على حركة الواردات والصادرات والاستثمارات في المرحلة الماضية حواجزَ الرقابة والتكتم وأجبرت مسؤولي العدوّ ومراكز أبحاثه ووسائل إعلامه على الاعتراف بخسائرَ “جسيمة”، وقد ينطوي استئنافُ العمليات البحرية هذه المرة على مفاجآت جديدة تجعل هذه التأثيرات أشدَّ وأكثر وضوحًا.

    وفي ظل انسداد كُـلّ آفاق العدوّ للتعامل مع الحصار البحري اليمني، فَــإنَّ إعادة تفعيل هذا الحصار للرد على منع دخول المساعدات إلى غزة سيساهم في المزيد من تثبيت فعالية هذا المسار العملياتي الاستثنائي وغير المسبوق في حسابات الصراع الحالية والمستقبلية، وسيعني ذلك أن على الصهاينة أن يفكروا دائمًا بالجبهة البحرية اليمنية قبل الإقدام على أية خطوة تصعيدية في أية ساحة، وهو أمر سيكون وقعه ثقيلًا على العدوّ الذي بذل جهودًا كبيرة طيلةَ الفترة الماضية لمحاولة فصل العمليات البحرية اليمنية عن مجريات الصراع.

    وبعد الهزيمة المدوية للبحرية الأمريكية أمام جبهة الإسناد اليمنية لغزة خلال 15 شهرا، ستواجه إدارةُ ترامب مأزقًا كَبيرًا وثقيلًا في حال مخاطرتها بالعودة إلى الاشتباك مع القوات المسلحة اليمنية لإعاقة عمليات الإسناد الجديدة، فالبحرية الأمريكية منهكة باعتراف وزيرها الجديد به فيما يتعلق بالقدرات الدفاعية نتيجة الاستنزاف الكبير الذي سببه الاشتباك السابق، كما أن التطور المُستمرّ للترسانة اليمنية “الغامضة” يجعل الإقدام على التصعيد ضد اليمن مغامرة غير محسوبة.

    وهكذا، فَــإنَّ خيارَ عودة إدخَال المساعدات إلى غزةَ يبدو في النهاية هو الخيارُ السليمُ الوحيد أمام جبهة العدوّ، وهذا ما ستؤكّـده بلا شك تداعياتُ رفض هذا الخيار، بالنظر إلى تجربة الجولة الماضية، والتقييمات الحالية للوضع لدى جميع الجهات، بما في ذلك قطاع الشحن.

    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    ضرار الطيب

    التكفيريون في سوريا.. قتل على الهوية وارهاب متعدد الجنسيات

    التكفيريون في سوريا.. قتل على الهوية وارهاب متعدد الجنسيات

    منذُ أيامٍ قلائل والأخبار السورية المفجعة تتوارد، والمشاهد الفظيعة تغطي مواقع التواصل الاجتماعي؛ صورٌ ومشاهدٌ يندى لها جبين الإنسانية، مجازر تتنقل بحسب خطوات القتلة ورعاتهم.. إعدامات ميدانية مشهودة، والتهمة إما “علويّ” أو “مسيحيّ”، وبات الساحل السوري بركة من الدماء المسفوكة بسيف التكفير والإجرام المتعدد الجنسيات.

    في المشهد؛ وفي انتهاكٍ صارخ لكل الحرمات والمحرمات؛ يظهر لكل شعوب العالم، أفعال مسوخ على هيئة بشر؛ أعمال مرتزقة متوحشين تم استقدامهم من كل أصقاع الأرض لارتكاب كل ما يمكن من فِعال الإجرام، من سبي واغتصاب وتنكيل وإذلال وسحل وقتل بمختلف الطرق، وبعدها يتم التنكيل بالجثث.

    تأتي هذه الأفعال التي يتحدث القتلة عنها بكل فخر وفي فيديوهات يوثقونها بأنفسهم، ولا يخجلون من بثها على منصات التواصل، في الوقت الذي يتبجح مؤيدوهم بما يسمونه انتقامًا من “فلول النظام السابق”.. ولو سلمنا جدلًا أن هؤلاء الضحايا وبالأخص الأطفال والنساء هم من مؤيدي النظام السابق، هل يبيح هذا الأمر؛ التنكيل بهم وسحلهم وقتلهم؟!

    جرائم تبخرت معها كل الشعارات الزائفة التي تمجد الديمقراطية وحرية الفكر والاعتقاد، إذ لا شيء قد يبرر هذا المستوى من العنف والإحرام، وهذا التطهير الديني والمذهبي، وما الذي قد يدفع بالأنظمة والدول للسكوت عنه بهذا الشكل الذي لا يمكن إلّا أن يكون اشتراكًا في الجريمة؟

    وفيما يشاهد العالم؛ أطفال ونساء وعجزة من كبار السن، ورجال بمختلف الأعمار يتعرضون لأبشع أنواع التعذيب قُبيل قتلهم بدمٍ بارد، يواصل المبتهجون بسقوط النظام السوري السابق رقصهم فوق جثث ضحايا إرهاب النظام الحالي، فينكشف زيف إنسانيتهم للمرة الألف.

    هؤلاء الذين بكوا بحرقةٍ لأجل سجناء “صيدنايا” يصفقون اليوم لمجازر الإبادة التي تُرتكب بحق الأبرياء؛ فقط لأن القاتل لا يعادي أمريكا ولا يوجه بندقيته صوب “إسرائيل”، وهذه الإنسانية المشوهة العاملة بخدمة الشر، هي نفسها التي اختلقت ألف ذريعةٍ وذريعة تبيح للصهيوني أن يدوس بدباباته فوق أجساد الفلسطينيين في غزة.

    في الـ 24 الساعة الماضية، أكدت مصادر محلية، أنّ قرى “تعنينا والحطانية والجوار، في طرطوس، والرميلة والنقعا، في ريف جبلة في اللاذقية”، تعرّضت لهجومٍ من قبل فصائل مسلحة متعددة الجنسيات.

    وأفادت المصادر باتساع دائرة المجازر إلى أرياف “حماة وبعض قرى أرياف حمص”، وارتكاب أكثر من 10 مجازر، منذ السبت وحتى مساء الأحد، في قرى وأرياف “اللاذقية وطرطوس وحماة وبعض قرى ريف حمص”، بعد أن قضى أكثر من ألف مدني في المجازر التي ارتكبتها هذه الجماعات.

    كما أنّ توزعت عمليات حرق استهدفت عدداً من القرى في محافظة “طرطوس”، وبحسب مصادر محلية، فقد عمدت المجموعات المسلحة إلى إحراق 6 قرى في مناطق الساحل، أبرزها “العمشات والحمزات”، من مناطق الساحل السوري.

    وتعليقًا على ذلك، أعلن المتحدّث باسم ما يسمى وزارة الدفاع في حكومة “الجولاني”، أنّ القوات السورية “بدأت تنفيذ المرحلة الثانية من العملية العسكرية، التي تهدف إلى ملاحقة عناصر النظام السابق في الأرياف والجبال، بعد استعادة الأمن في مدن الساحل”.

    وبدورها؛ قالت وزارة الداخلية السورية في هذه الحكومة: إنّ “إدارة الأمن العامّ ترسل تعزيزات إضافية إلى منطقة القدموس، في ريف طرطوس، بهدف ضبط الأمن”، وفي غضون ذلك، توقّفت خدمات الاتصالات والإنترنت في محافظتي “درعا والسويداء”، بعد انقطاع الكوابل بين “درعا ودمشق”، بحسب ما أفادت به وكالة “سانا”.

    وفي ظلّ ما تشهده سوريا من فوضى أمنية وإعدامات ميدانية ينفّذها عناصر تابعون لوزارة الدفاع والأمن الداخلي توصف بـ”غير منضبطة”، قال رئيس المرحلة الانتقالية في سوريا، “أحمد الشرع” الجولاني”: إنّ “ما يحدث في البلاد حالياً هو ضمن التحدّيات المتوقّعة”.

    يُذكر أنّ المرصد السوري لحقوق الإنسان أكّد، الأحد، أنّ “1018 شخصاً قُتـلوا في الساحل السوري، بينهم 745 مدنياً”، وكانت مصادر محلية من الساحل السوري أكدت، أنّ عدد ضحايا المجازر هو بالمئات، في حين لا تزال عشرات الجثامين متناثرةً عند أطراف الطرقات وفي شوارع القرى، ولم يتمكّن ذويها من دفنها أو الوصول إليها.

    وأفادت المصادر بأنّ سكان القرى هربوا إلى الجبال والغابات، خوفاً من تعرّضهم للقتل، ولم يجرُؤوا على العودة إلى قراهم بعدُ، وأن مدن الساحل السوري تشهد عمليات تهجير قسرية، ونهب للممتلكات، واختطاف للمدنيين بالآلاف، مؤكدةً أن هناك حملة ممنهجة للإبادة الجماعية والتطهير العرقي وعملية تغيير ديمغرافية في مدن الساحل.

    وعليه؛ ما نشاهده اليوم هو ليس مجرد انكشاف إنسانية مزيّفة وشعارات كاذبة، بل إن الصمت حيال هذه الأحداث الدامية هو اشتراك ميداني بجريمة تطهير عرقي وإبادة جماعية، إذ باتت تسكن في الساحل السوري، رائحة الدم المسفوك التي هي أقوى من كل الكلمات، وأصدق من الصمت التعتيمي أو السكوت الذي يدفع القاتل إلى مواصلة جريمته.

    مجلة أمريكية: التصنيف الأمريكي لـ”أنصار الله” قرار استعراضي يفاقم الأزمات ويهدد الاقتصاد العالمي

    في تحليلٍ لاذع، رأت مجلة “تايم” الأمريكية أن قرار إدارة ترامب تصنيف حركة “أنصار الله” اليمنية كـ “منظمة إرهابية أجنبية” يُمثل خطوةً استعراضية أكثر منه إستراتيجية فاعلة، مُؤكدةً أن تأثيره الفعلي على الحركة أو على الأرض في اليمن سيكون محدوداً، بينما قد يُفاقم التوترات الإقليمية ويُهدد الملاحة البحرية والاقتصاد العالمي.

    نقلت المجلة عن خبراء وصفوا القرار بأنه “محاولة من إدارة ترامب لتعزيز صورتها الداخلية عبر التمايز عن سلفها إدارة بايدن”، مشيرين إلى أن العقوبات المصاحبة للتصنيف لن تُضعف قدرات صنعاء العسكرية أو السياسية، بل قد تُعزز من حالة الغليان في المنطقة.

    وأوضح نادر هاشمي، الأكاديمي المتخصص في شؤون الشرق الأوسط بجامعة جورج تاون، أن “التصنيف قد يُستخدم كذريعة لاستمرار الهجمات على السفن في البحر الأحمر، مما يُرفع تكاليف الشحن ويُجبر الشركات على تغيير مساراتها، وهو ما سيتحمل تكلفته المستهلكون في النهاية”.

    من جهتها، حذرت أبريل لونجلي ألي، الخبيرة في شؤون اليمن، من أن الضغوط الاقتصادية الناتجة عن التصنيف قد تدفع اليمنيين إلى مزيد من التصعيد العسكري، مُشيرةً إلى أن “التهديدات الحوثية بالرد داخل اليمن وخارجه ليست جديدة، لكن الإجراءات الأمريكية قد تُسرع من وتيرتها”.

    كما أشارت إلى مخاطر “الإفراط في الامتثال” للعقوبات من قبل القطاع الخاص اليمني والدول الراغبة في تجنب المشاكل مع الخزانة الأمريكية، مما قد يُعطل المساعدات الإنسانية التي يحتاجها 80% من السكان.

    ويرى التقرير أن القرار الأمريكي يعكس فشلاً في فهم تعقيدات الصراع اليمني، حيث أن الحركة الحوثية متجذرة في البنية الاجتماعية والعسكرية للبلاد، وأن العقوبات لن تُغير من واقع أنصارها، بل ستُعمق الشعور بالvictimization وتُقوي خطابها المُعادِي للغرب. كما حذرت المجلة من أن تسييس الملف الإنساني سيعود بالضرر على المدنيين، الذين يدفعون ثمناً باهظاً لصراعٍ لا ناقة لهم فيه.

    في المحصلة، يُظهر التقرير أن تصنيف “أنصار الله” إرهابياً ليس سوى حلقة في سلسلة المواقف الأمريكية المُتناقضة تجاه اليمن، حيث تُقدم واشنطن على خطواتٍ رمزية تُرضي اللوبي الصهيوني وحلفاءها الخليجيين، بينما تتجاهل التداعيات الكارثية على الاستقرار الإقليمي والاقتصاد العالمي.

    برلماني مصري: الجبهة اليمنية شكّلت نقلة نوعية في الصراع العربي الصهيوني

    قال عضو البرلمان المصري السابق، الدكتور جمال زهران إن “الجبهة اليمنية تعتبر نقلة نوعية في الصراع العربي الصهيوني”، مؤكدا أن “الجبهة اليمنية كانت أقوى وأفضل جبهات الإسناد لغزة من حيث النوعية والتأثير الإستراتيجي، ويكفي أن الإسناد اليمني يأتي من على بعد 2000 كم من عاصمة الكيان الصهيوني”.

    وذكر الدكتور زهران أن “الجبهة اليمنية كان لها حضور كبير في تغيير المشهد خصوصاً مع استمرارها بعد إيقاف إطلاق النار في جبهة الإسناد اللبنانية”، وأنه “ما كان قاصراً على دول المواجهة للكيان الصهيوني كمصر ولبنان وسوريا، قد أصبح هناك جبهة جديدة وهي اليمن”، وفق حوار مع صحيفة “عرب جورنال”.

    واعتبر أن “دخول اليمن على خط المواجهة مع الكيان الصهيوني، يمثل دعماً كبيراً جداً للقضية الفلسطينية ودعماً لجبهات المقاومة ودول محور المقاومة، كما يمثل دعماً للأمن القومي العربي”، موجها تحيته لقائد حركة أنصار الله عبد الملك الحوثي “الذي كانت خطاباته لها حضور دائم باستمرار لدعم غزة والمقاومة”.

    وحول الإعلان الأخير للحوثي بشأن مهلة الأيام الأربعة، أشاد عضو البرلمان المصري السابق، بـ”موقف اليمن وموقف السيد عبدالملك الحوثي الذي أكد أن اليمن سيعود بعملياته العسكرية ضد الكيان الصهيوني إذا استمر العدو في حصاره لغزة أو عاد للعدوان عليها”.

    صنعاء تعلن “صناعة محلية” لــ”اسطوانة الغاز” وتصدر قرار بمنع استيرادها من الخارج

    أعلنت صنعاء، الأحد، توطين صناعة أسطوانة الغاز المنزلي محلياً بنسبة 100%.

    ونصت اتفاقية وُقعّت بين وزارتي الاقتصاد والصناعة والاستثمار، والنفط والمعادن، على إصدار قرار بتوطين “صناعات أسطوانات الغاز، وإيقاف استيراد أسطوانات الغاز بدءاً من 01 أبريل 2025″.

    و”تشمل الاتفاقية إعادة تفعيل نشاط مصانع أسطوانات الغاز القائمة بدءاً بمصنع الغاز فيصنعاء وذلك بإجمالي إنتاج سنوي 300 ألف أسطوانة جديدة، إضافة إلى صيانة وإعادة تأهيل 300 ألف أسطوانة سنوياً، بتكلفة سنوية تبلغ نحو ستة مليارات و500 مليون ريال، مع توفير عدة فرص عمل”.

    الشيخ قاسم: لا مكان لإسرائيل في لبنان ومقاومة الشعب متجذرة ولن تُهزم

    في خطابٍ جامعٍ لمشاعر الفقد والعزيمة، أكد الأمين العام لحزب الله، الشيخ نعيم قاسم، أن مشاركة الجماهير الحاشدة في تشييع سيد شهداء الأمة، السيد حسن نصر الله، ورفيقه السيد هاشم صفي الدين، كانت لحظةً استثنائيةً تعكس عمق الارتباط بين القائد وشعبه، مُعرباً عن فخره بتمسك الناس بالعهد والمقاومة.

    وقال الشيخ قاسم، في حوارٍ مع قناة المنار، إن هذه اللحظة جسّدت “علاقةً عميقةً بين السيد الشهيد والناس، حيث أحسست أن هؤلاء الناس يعشقهم الإنسان”، مُوجهاً دعوةً إلى الحفاظ على الرأس مرفوعاً، لأنهم “أبناء السيد نصر الله والمقاومة والشهداء”.

    وا,ضح أن التشييع لم يقتصر على وداع شخصين، بل تحوّل إلى رسالةٍ مُعلنةٍ عن المستقبل، وإلى جسرٍ يربط بين الأمينين العامين، حيث شدّد الشيخ قاسم على أن المقاومة ليست فكرةً عابرة، بل جذورها ضاربةٌ في العقول، وجمهورها صلبٌ وصادق، مستعدٌ لمواجهة التحديات.

    وأقرّ بأن الظروف المُحيطة بتشييع السيد هاشم صفي الدين كانت معقدةً، مما دفع إلى تأجيل الدفن حفاظاً على سلامة المشاركين، لكن ذلك لم يمنع تحويل المناسبة إلى فرصةٍ لدعوة الجمهور إلى التكاتف، مُوجهاً التحية للشعب العراقي والمرجعية الدينية فيه، ولإيران وفلسطين واليمن وكل من وقف إلى جانب لبنان في محنته.

    في السياق العسكري، كشف الشيخ قاسم عن صمودٍ “إسطوري” للشباب المقاوم، مُعلناً أن المقاومة استعادت سيطرتها بعد 10 أيام من العدوان، ومؤكداً قدرتها على ضرب أي موقع في الكيان الإسرائيلي، لكنها اخترت استهداف المواقع العسكرية حصراً، تأكيداً لقواعد الاشتباك.

    وحول اتفاق وقف إطلاق النار، نفى وجود أي “اتفاق سري”، مُشدداً على أن “إسرائيل” تسعى للتوسع، وأن كل خروقاتها للهدنة، والتي بلغت نحو 2000 خرق، هي ذرائع تُقدمها لاستمرار عدوانها.

    ووجّه رسالةً تحدياً إلى العدو الإسرائيلي: “حتى لو بقيتم في النقاط الخمس، كم ستبقون؟”، مُؤكداً أن المقاومة لن تسمح لهم بالاستقرار، وأن الشعب اللبناني، بجيشه ومقاومته، قادرٌ على ردع أي عدوان. كما ردّ على تصريحات وزير الخارجية اللبناني، قائلاً إنها تُعطي “إسرائيل” ذريعةً لاستباحة السيادة، بينما الواقع يثبت أن العدوان الإسرائيلي هو من يُنتهك كل الأعراف.

    ختم الشيخ قاسم حديثه بالتأكيد أن استشهاد السيد هاشم صفي الدين كان بمثابة “زلزال” في حياته الشخصية، لكنه لم يشعر بالقلق، بل بالثقة الإلهية، مُضيفاً: “السيد نصر الله كان دائم الحضور حتى في لحظاته الأخيرة، وما زال حياً فينا”.