المزيد
    الرئيسية بلوق الصفحة 828

    اعترافات أمريكية “لماذا لا نريد “لصنعاء” أن تحقق مطلب المرتبات”

    اعترافات أمريكية “لماذا لا نريد "لصنعاء" أن تحقق مطلب المرتبات”

    نُشرت دراسة حديثة تلخص أهم وأبرز ما أقر به مسؤولين أمريكيين بشأن تدخلات واشنطن المباشرة في عرقلة مسار السلام في اليمن، ووقوفهم المباشر خلف الحرب الاقتصادية وصولاً إلى منع صرف المرتبات بعد أن كانت السعودية قد وافقت في رمضان الفائت ثم تراجعت على وقع الضغوط الأمريكية.

    وأعد الدراسة الصحفي زكريا الشرعبي ونشرت في الصحف المحلية اليمنية. وفيما يلي يعيد “المساء برس” أبرز ما تناولته الدراسة نسرده في نقاط رئيسية:

    في تصريح لجريدة الاتحاد الإماراتية أظهر المبعوث الأمريكي الخاص باليمن ثيموتي ليندركينغ معارضة بلاده الصريحة للمفاوضات التي كانت انطلقت بين صنعاء والرياض حول الترتيبات الإنسانية لمسار السلام والتي كانت تدور حول نقطة صرف رواتب الموظفين من عائدات النفط والغاز.
    قال ليندركينغ إن بعض القضايا، التي تتم مناقشتها، مثل كيفية ضمان حصول جميع موظفي القطاع العام على رواتبهم، معقدة، زاعما أن مناقشة صرف الرواتب يمكن أن يكون لها آثار على مستقبل اليمن.

    لا يعرف اليمنيون الذين انقطعت رواتبهم منذ أواخر العام 2016م ويعيشون أسوأ مأساة إنسانية في العالم ، كيف يمكن أن يؤثر دفع المرتبات على مستقبل اليمن، ولا يجدون تفسيرا لذلك سوى أن واشنطن تستخدم التجويع كوسيلة لإخضاعهم.

    يعترف وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو في مذكراته التي صدرت مطلع العام الجاري أن أولى مهام ولي العهد السعودي محمد بن سلمان كانت مساعدة الولايات المتحدة الأمريكية في اجتثاث ما زعم أنه النفوذ الإيراني في اليمن(2)، ويؤكد عدد من أعضاء الكونجرس مثل “رو خانا وراند بول ، وكريس مورفي، وتيد ليو، وبيرني ساندرز” أن الولايات المتحدة الأمريكية شريك لا يمكن للحرب أن تستمر بدونه، فهي من تحدد ماذا وأين ستقصف طائرات التحالف وهي من جعلت الحصار ممكنا، كما أنها من زودت التحالف بالأسلحة والدعم اللوجيستي وأدارضباطها العمليات العسكرية  من غرفة للعمليات في الرياض.

    لقد كانت الحرب على اليمن بهدف إسقاط صنعاء وإيجاد حكومة تعمل مع المصالح الأمريكية كما عبر بذلك صراحة السفير الأمريكي جيرالد فيرستاين في تصريح لموقع ذا ميديا لاين وأعادت نشره صحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية، بالقول إن الحرب لا يمكن أن تنتهي قبل أن يتحقق هذا الهدف.

    دفعت الولايات المتحدة إلى فرض إجراءات اقتصادية عقابية قاسية، ترقى بحسب التوصيف الدولي إلى جرائم حرب، ولم يكن التنفيذ بواسطة السعودية والإمارات فقط، ولكن كما يؤكد السيناتور “راند بول”: أمريكا هي من جعلت الحصار ممكنا، في حين لا يخفى دورها في تحديد أهداف الغارات الجوية والتي استهدفت المنشآت الاقتصادية ومعامل إنتاج الغذاء والبنية التحتية بشكل متعمد، من أجل الوصول بالناس إلى المجاعة.

    لاحظت الباحثة البريطانية مارثا موندي في دراسة أنه منذ (أغسطس) 2015، كان هناك تحولًا من الاهداف العسكرية والحكومية إلى المدنية والاقتصادية، بما في ذلك البنية التحتية للمياه والنقل، وإنتاج الأغذية وتوزيعها، الطرق والنقل والمدارس والمعالم الثقافية والعيادات والمستشفيات والمنازل والحقول والقطعان.

    وتشير موندي إلى أنه في خريف عام 2016 تم التدشين لمرحلة أخرى في الحرب: الحرب الاقتصادية وعزل البلد، حيث تم إغلاق مطار صنعاء أمام جميع الرحلات الجوية التجارية كما فُرض حصار على ميناء الحديدة، والأهم من ذلك، تم نقل البنك المركزي اليمني إلى عدن وحرمان الموظفين من رواتبهم.

    وكما هو معروف في سياسة “العصا والجزرة” لدى الأمريكيين فإن تدشين هذه المرحلة جاء بالتزامن مع إعلان وزير الخارجية الأمريكية مبادرة تقضي بانسحاب قوات صنعاء أو من وصفهم بالحوثيين من عدد من المحافظات بينها محافظة الحديدة التي يعد ميناءها الشريان الوحيد لإمداد صنعاء بالغذاء والدواء تحت سيطرة قوة ثالثة، تشرف عليها الرباعية الدولية،مقابل أن يكون لهم حصة في حكومة وحدة وطنية مستقبلا، فقابلت صنعاء هذه المبادرة بالرفض، وقال حينها قائد أنصار الله عبدالملك الحوثي مقولته الشهيرة: ” لينتظروا المستحيل والله؛ لأَن نتحولَ إلى ذرات تُبعثَرُ في الهواء أشرف لدينا وأحب إلينا من أن نستسلم لكل أولئك المجرمين”.

    قال رئيس وفد صنعاء للمشاورات السياسية محمد عبدالسلام إن السفير الأمريكي ماثيو تولر هدد بشكل صريح قال: “أمامكم الآن صفقة إما أن توقّعوها وإما الحصار الاقتصادي وسننقل البنك وسنمنع الإيرادات وسنغلق مطار صنعاء فقلنا له اقض ما أنت قاض إنما تقضي هذه الحياة الدنيا”.

    بحسب مجلة ذا انترسبت الأمريكية ” قالت مصادر متعددة في واشنطن أطلعت على المفاوضات إن رواية عبد السلام تتفق بالفعل مع موقف تولر بأن على الحوثيين قبول الاتفاقية كما هي وإلا سيواجه اليمنيون ظروفًا إنسانية تزداد سوءًا”. ويؤكد المسؤول الأمريكي أن المملكة العربية السعودية لديها الكثير لتخسره حتى تخاطر به. اليمنيون لديهم القليل ليخسروه لرعايتهم.

    ولم يكن موقف تولر خفيا في نقل البنك، وقد أشارت المجلة إلى دعوته لهذه العملية ، وأكد عبدربه منصور هادي في حوار مع صحيفةالقدس العربي  في سبتمبر 2017م ”أن الأمريكيين كانوا يريدون نقل البنك إلى عُمان” ثم تم الاتفاق على نقله إلى عدن. كما أكد محمد عوض بن همام، محافظ البنك المركزي اليمني (٢٠١٠ – ٢٠١٦) قبل نقله إلى عدن، في حوارمصور أجرته معه وكالة رويترز أن الادعاءات بأن البنك المركزي يمول المجهود الحربي غير صحيحة، مؤكداً أن من يبثون هذه الادعاءات (في إشارة للتحالف السعودي الإماراتي والإعلام الأمريكي قبيل أسابيع من قرار نقل البنك المركزي) يعرفون جيداً أن البنك المركزي يقوم بمهامه بكل حيادية ويصرف المرتبات فقط لموظفي الدولة مدنيين وعسكريين، وبدون تدخل من الأطراف المتحاربة وأن نقل البنك سيكون كارثياً بكل المقاييس على الشعب اليمني ولن يستهدف هذا الإجراء إلا المدنيين الأبرياء وموظفي القطاع العام.

    قال أليكس دي وال ، مؤلف كتاب “الجوع الجماعي” الذي يحلل المجاعات التي صنعها الإنسان مؤخرًا في حديث لنيويورك تايمز “يعتقد الناس أن المجاعة هي مجرد نقص في الغذاء”. “لكن في اليمن يتعلق الأمر بحرب على الاقتصاد.”، فيما تنقل مارثا موندي أن دبلوماسي سعودي كبير قال عندما تم سؤاله حول التهديد بالمجاعة: “بمجرد أن نسيطر عليهم ، سنطعمهم “طوال عام 2016 ، فكرت إدارة أوباما في فكرة محاولة عزل الحوثيين من خلال قلب صالح ضدهم. ظن البعض أنه إذا تم إقناع صالح بالتبديل والتحالف مع المملكة العربية السعودية ، فسيؤدي ذلك إلى إحداث شرخ في تحالف العدو وربما إنهاء الحرب.

    حتى أن إيريك بيلوفسكي الذي كان يشغل حيها منصب كبير المدراء لشؤون شمال أفريقيا واليمن في “مجلس الأمن القومي” لإدارة أوباما التقى سرا بأقارب صالح لمناقشة الشروط، ورغم أن مطلب صالح بالعودة إلى الرئاسة لم يرق لواشنطن إلا أن ماثيو تولر أخبر وزارة الخارجية قبل خلاف صالح مع أنصار الله “أنه يعتقد أن الانقسام بين صالح والحوثيين أمر محتمل وفرصة يمكن للولايات المتحدة أن تستغلها. واقترح على وزارة الخارجية إعداد كتاب أبيض حول كيفية استغلال التوترات”..

    في 27 أكتوبر 2018 أعلن وزير الدفاع الأمريكي، جميس ماتيس، من مؤتمر المنامة ، عن تسوية يجري إعدادها بإشراف أميركيّ لوقف الحرب في اليمن، وترتكز على تقسيم البلاد إلى مناطق حكم ذاتيّ. وأشار خلال مؤتمر “البحرين للأمن” إلى أنّ التسوية المزمع إعدادها “تعطي المناطق التقليديّة لسكّانها الأصليّين، لكي يكون الجميع في مناطقهم”، وقال: “إنّ الحوثيين سيجدون فرصتهم في الحكم الذاتي”.

    لا يعني هذا أن واشنطن ستقبل ببقاء “أنصار الله” حاكمين في صنعاء فقد شاركت في الحرب عليهم وكانوا لايزالون في مران صعدة، ولكن لأن الحكم الذاتي لمناطق يسكنها غالبية السكان ولا تتواجد فيها الموارد وفي ظل توقف الحرب كما تسوق خطة ماتيس، لن يكون هناك قضية لصنعاء تقاتل من أجلها كما لن يكون لديها خدمات تقدمها للمواطنين.

    فشلت الولايات المتحدة في تمرير خطة ماتيس كما فشلت في فرض مبادرة كيري فعززت الحصار بشكل واسع، واحتجز التحالف السفن النفطية عرض البحر رغم تفتيشها أمميا، ومع ذلك لم تتمكن من إثارة الحاضنة الشعبية ضد صنعاء، بل كان الحصار واستمرار الحرب دافعا إضافيا لاصطفاف المواطنين ضد التحالف، حينها أعادت واشنطن تقييم الموقف عن كثب، وأرسلت إلى صنعاء روبرت مالي الذي عمل قائدا لشؤون الشرق الأوسط في إدارة أوباما، وهو حاليا مبعوث إدارة بايدن الخاص لإيران.

    وصل مالي إلى صنعاء في العام 2019م بصفة المدير التنفيذي لمجموعة الأزمات الدولية وما كان لصنعاء أن تسمح له بالدخول بأي صفة رسمية، وقد خلص في تقييمه المنشور في مقال على صحيفة نيويورك تايمز إلى نقاط مهمة ارتكزت عليها سياسة الولايات المتحدة لاحقا.
    قال مالي إن “سكان صنعاء مذهولون وغاضبون مما يرون أنه الاهتمام الدولي غير المتكافئ الذي حظي به كل هجوم حوثي بصاروخ أو طائرة بدون طيار على المملكة العربية السعودية ، مقارنةً بقصف التحالف الذي تقوده السعودية المنتظم والمدمّر الذي يتعرض له اليمنيون منذ مارس 2015، منوها إلى أن هذا الموقف الغاضب ضد السعودية انعكس حتى على قادة حزب المؤتمر الحليف التقليدي للسعوديين، كما أن الناس في الجولات يتحدثون عن قصف السعودية لكل شيء حتى المقابر ويقولون: “حتى موتانا أصبحوا غير آمنين”.

    وبحسب مالي: تعرف قيادة الحوثيين كل هذا – العداء الشعبي تجاه التحالف الذي تقوده السعودية؛ السيطرة الرائعة التي حققتها الحركة – وتجد مبررات أخرى للثقة بالنفس، يشعرون أن الوقت في صالحهم. على الرغم من الفوارق العسكرية الهائلة، فقد وقفوا في وجه تحالف من الدول الغنية القوية التي يدعمها ويسلحها الغرب”.. ”من المرجح أن يكون الحوثيون أقوى، والمعارضة أكثر تفككًا”.

    تهديد أمريكي مباشر: لن نسمح بدخول مأرب

    حققت قوات صنعاء انجازات ميدانية استراتيجية بشكل متسارع منذ أواخر العام 2019م، فاستعادت مديرية نهم شرقي العاصمة، ثم محافظة الجوف بالكامل، وتقدمت إلى محافظة مأرب النفطية، ما أثار قلق واستنفار واشنطن ودفع بها نحو التهديدات المباشرة بشكل غير مسبوق، فصرح المبعوث الأمريكي أن بلاده لن تسمح للحوثيين بدخول مأرب، وأعلنت الخزانة الأمريكية فرض عقوبات على قيادات عسكرية بمزاعم قيادتهم للمعركة، كما تم فرض عقوبات على شركات صرافة يمنية بذريعة دعمها للحوثيين، بل تم تشديد الحصار بشكل كلي واحتجزت بعض السفن النفطية لأكثر من عام، بالتوازي مع تشديد القيود على الوقود الذي يصل إلى مناطق صنعاء برا من المناطق الخاضعة لسيطرة التحالف.

    ثم طرحت واشنطن مبادرة تعرض فيها التخفيف البسيط والمشروط من الحصار مقابل وقف إطلاق النار في مأرب ووقف الهجمات على التحالف، وهو ما اعتبرته صنعاء مقايضة غير عادلة، حيث تريد واشنطن أن تحصل بالملف الإنساني على ما لم تحصل عليه عسكريا.. حينها هدد ليندركينغ بإغلاق الموانئ والمطارات بشكل تام قائلا في لقاء مع قناة الجزيرة إنه بدون الموافقة على المبادرة لن يجد اليمنيون الموانئ للحصول على الغذاء والدواء.

    بل تشير المعلومات إلى مشاركة أمريكية مباشرة في أعمال القصف لمنع تقدم قوات صنعاء، وهنا نجد تقييما مهما للوضع حينها وتوصيات بخطوات لاحقة من قبل مسؤولين وخبراء أمريكيين، ففي 2021م كتب مساعد وزير الخارجية الأمريكية لشؤون الشرق الأوسط (2019-2021) ديفيد شينكر أن “الحوثيين على وشك السيطرة على مأرب وهو ما يشكل انتصارا باهظ الثمن على واشنطن”، واعتبر شينكر في مقال نشرته مجلة فورين بوليسي  أن انتصار الحوثيين في مأرب انتصار في المعركة كلها وهو ما يمثل للرياض وواشنطن أسوأ سيناريو، محذرا من سقوط اليمن في يد أعداء أمريكا كما سقطت افغانستان في يد طالبان.

    ونصح شينكر واشنطن ببذل جهود مستمرة وإضافية للحظر البحري بالإضافة إلى إنفاذ الحظر على الحركة الجوية لمنع تهريب المعدات العسكرية الإيرانية المتطورة، وقال شينكر إن انتصار الحوثيين ليس قلقا للسعودية ولكن يمثل حتى قلقا لإسرائيل، داعيا إدارة بايدن إلى العمل لمنع هذا الانتصار إما من خلال العمل مع السعوديين لتسليح وتنظيم حكومة هادي وحلفائها المحليين أو من خلال إصدار أوامر للجيش الأمريكي بالتدخل المباشر، وإذا كان هذا غير ممكن بحسب شينكر فيجب أن “تتحد حكومة هادي مع الفصائل اليمنية المعارضة للحوثيين لشن هجوم مضاد ، وسيبدأ السعوديون بقوة في تسليح اليمنيين في مأرب لمنحهم فرصة للفوز، وإلا ستنعكس الثروات بشكل كبير”.

    ومثلما كانت توصيات شينكر، كانت هناك توصيات مماثلة قدمها مايكل نايتس الباحث في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى والذي زار السعودية عدة مرات لتقييم أسباب الهزائم التي تعرضت لها لاسيما في الحدود. يقول نايتس إن سيطرة قوات صنعاء على مأرب “مركز الطاقة في اليمن” يعني انتصارها فعليا في الحرب في اليمن، وحتى بدون مأرب فإن الفوز أو التعادل من شأنه أن يجعل الحوثيين “حزب الله الجنوبي” الجديد على البحر الأحمر – مما يعكس موقع حزب الله اللبناني على البحر الأبيض المتوسط .

    وخلص تقييم نايتس إلى أن “الصراع” في اليمن يتجاوز الحدود الجغرافية وأطره المطروحة في المفاوضات، فهو صراع يرتبط بنوايا الحوثيين المستقبلية ومشروعهم، وقال: يجب على واشنطن إجراء مراجعة محايدة لسياستها تجاه الحوثيين، وتقييم نواياهم المستقبلية ليس تجاه العناصر الأمريكية والمنشآت الأمريكية في المنطقة فحسب، بل أيضاً تجاه إسرائيل والشحن الدولي والسعودية.

    وقدم نايتس عددا من التوصيات من بينها: ”شد الخناق على القوات الحوثية الضاربة” وهو تعبير يقصد به تشديد الحصار بذريعة مواجهة “تهريب الأسلحة حسب زعمه”. و”تقويض قادة الحوثيين من خلال الكشف عن معلومات استخبارية عن فسادهم” وتقديم إسنادات أمريكية لدعم دفاع مأرب، مثل المساندة بالمعلومات للعمليات وإعادة إمداد المدافعين. وكذلك بناء شبكات إنذار مبكر مشتركة في البحر الأحمر بمزاعم مواجهة تهريب الأسلحة، وقد تجسدت التوصية الأخيرة لاحقا بتشكيل ما يعرف بالقوة 153 البحرية.

    والتقى المبعوث الأمريكي ليندركينغ بمسؤولين إماراتيين وسعوديين تحت عنوان “تنسيق التوجهات بشأن أمن المنطقة، ودعا ليندركينغ حينها إلى “التكاتف لمواجهة التهديدات المشتركة من استفزازات الحوثيين.

    وقادت القائمة بأعمال السفير الأمريكي في اليمن “كاثي ويستلي جهودا مماثلة لتوحيد الفصائل الموالية للتحالف، وزارت عدن برفقة ليندركينغ، وقد حثت بحسب بيان السفارة هذه الفصائل “على مواصلة تعزيز التنسيق الداخلي، بما في ذلك مع المجلس الانتقالي الجنوبي والجماعات الأخرى، لأن الانقسام يضعف جميع الأطراف”.

    وفي تقييم عقب هذه المعركة كتب نايتس و أليكس الميدا أن قوات صنعاء كانت قبل المعركة في وضعٍ جيد يمكّنها من السيطرة على مركز الطاقة الرئيسي في مأرب، بالإضافة إلى ممرّ مهم آخر لإنتاج النفط والغاز بين تلك المدينة وخليج عدن، مروراً بمحافظة شبوة، مؤملين أن تخفف نتائج معركة شبوة الضغط عن مأرب، كاشفين أنه لأول مرة تنسق الرياض وأبوظبي عملياتهما في غرفة مشتركة في مطار عتق بشبوة.

    وحث الخبيران الأمريكيان على أن تشارك واشنطن في إعادة قوات صنعاء إلى الجبال وليس حتى إلى المناطق القريبة من مأرب، بحيث تكون مأرب بعيدة عن متناولهم، وأن تدعم ضمنياً هذا الجهد لتحقيق الاستقرار في جبهة مأرب وقطع الطريق بشكلٍ نهائي أمام إحراز الحوثيين نصراً شاملاً. ولتحقيق هذا الهدف أوصى الباحثان بتنفيذ العديد من الخطوات أبرزها: تشديد الحصار تحت ذريعة منع تهريب الأسلحة، وخلص التقييم إلى أن “الحوثيين” سيستجيبون للضغوط الأمريكية حالما يدركون أنهم سيعانون بشكل متزايد من العزلة والضعف بفعل العقوبات.

    في ١ أكتوبر ٢٠٢١ كتب الخبير الأمريكي مايكل هرتون، تحليلا نشرته مؤسسة جيمس تاون “بعد 6 سنوات من الحرب في اليمن، هناك أمل ضئيل في أن تهزم أي قوة داخل اليمن أو خارجه الحوثيين عسكرياً.

    ومثل حركة طالبان في أفغانستان، يمكن للحوثيين وحدهم هزيمة الحوثيين. وفي مرحلة ما في المستقبل القريب، سيتعين على الحوثيين التحول من القتال الحربي إلى الحكم الحقيقي وتقديم الخدمات والفرص الاقتصادية والأمن لأولئك اليمنيين الذين يعيشون تحت سيطرتهم. وإذا فشلوا في تحقيق ذلك، وهو أمر مرجح، فإن مهاراتهم العسكرية لن تنقذهم”.

    تدرك صنعاء أن عليها مسؤولية تجاه مواطنيها ولذلك مع سريان الهدنة أعادت طرح تسليم رواتب الموظفين من عائدات الثروة النفطية والغازية ورفع الحصار بشكل كلي عن ميناء الحديدة ومطار صنعاء كمقدمة يجب البناء عليها للتقدم نحو السلام، الأمر الذي عارضته واشنطن بشدة فتنفيذ هذه المطالب الإنسانية إعلان بفشل مخطط العزلة والجوع كعقاب جماعي.

    قال العضو السابق في مجموعة الخبراء الدولية جريجوري جونسون:بعد أكثر من ثماني سنوات من الحرب المدمرة في اليمن، هناك شيء واحد واضح، لا يزال الحوثيون يسيطرون على صنعاء. لم تدفعهم الضربات الجوية السعودية والإماراتية إلى اللجوء للجبال، ولم يجبرهم الضغط الدولي على الاستسلام على طاولة المفاوضات. بهذا المعنى، انتصر الحوثيون في الحرب. في هذا الوقت المتأخر، من غير المرجح أن يتم إجبار الجماعة عسكريًا أو دبلوماسيًا على الخروج من صنعاء… لكن بعد انتهاء الحرب سيكون الحوثيون أكثر عرضة للخطر نتيجة لأنهم يفتقرون إلى القوة الاقتصادية.

    تقول مجلة ذا انترسبت أن وثيقة أمريكية مسربة عن البنتاغون تكشف قلق واشنطن من أي تقدم نحو إنهاء الحرب في اليمن قبل تحقيق الهدف الأمريكي، وبحسب المجلة: هرع الدبلوماسيون الأمريكيون في أبريل الماضي إلى السعودية للتأكيد على رغبة واشنطن في استمرار الحرب، كما صرح ليندركينغ أن “مطالب الحوثيين بصرف المرتبات متطرفة” ونوع من الألعاب السياسية التي ينبغي عليهم التوقف عن ممارستها.

    وتضيف المجلة: لقد كانت قضية صرف المرتبات قضية شائكة للولايات المتحدة كما تؤكد المجلة، فواشنطن لا تريد أن يكون هناك أي اتفاق تفقد فيه مصالحها أو يصبح عملاؤها خارج الساحة السياسية).وطرح المبعوث الأمريكي بشكل متكرر أن ملف المرتبات معقد، وأنه لا يمكن إلا أن يكون عن طريق مفاوضات يمنية-يمنية بعد أن تكون الحرب قد توقفت.

    تنديد جنوبي بقمع احتجاجات عدن وإعلانها مدينة منكوبة وتوافد كبير للمواطني إلى الساحات والشوارع للمطالبة بإسقاط حكومة المرتزقة

    قالت مصادر محلية في عدن إن حشود كبيرة من شباب ورجال المدينة يتوافدون في الأثناء إلى الشوارع والساحات المقررة للاحتجاج لتدشين مرحلة جديدة من التصعيد ضد تحالف العدوان وحكومة المرتزقة الموالية له مع استمرار استخدام التجويع وحرب الخدمات ضد المواطنين.

    وأوضحت المصادر أن الاحتجاجات شملت عدة مديريات في عدن منها كريتر والمنصورة والبريقة والشيخ عثمان، مشيرة إلى أن المواطنين بدأوا بإضرام النيران في عدد من الشوارع بعد إغلاقهم عدد من الطرق الرئيسية في المدينة.

    وحمَل المحتجون لافتات وشعارات تطالب بإسقاط حكومة المرتزقة والمجلس الانتقالي الموليين لتحالف العدوان السعودي الإماراتي، محملة الأخير مسؤولية تدهور الأوضاع المعيشية والاقتصادية التي بدأت منذ السيطرة على مدينة عدن وعموم المناطق الجنوبية في 2015.

    وجاء الخروج الشعبي الواسع اليوم في مدينة عدن، بعد انفجار انتفاضة شعبية جديدة ضد تحالف العدوان ومرتزقته وفصائله أمس الثلاثاء، تنديدا باستمرار استخدام التجويع وحرب الخدمات ضد المواطنين ومنها خدمة الكهرباء.

    تنديد جنوبي بقمع احتجاجات عدن وإعلان المدينة منكوبة

    تفاعلت القوى الجنوبية، الأربعاء، مع ما تشهده مدينة عدن من انفجار سكانها في وجه تحالف العدوان وسلطة المرتزقة الموالية له في المدينة وتبعات ذلك امنيا.

    وعبر السفير الجنوبي احمد الحسني عن إدانته لإذلال وقهر تمارسه ما وصفها بسلطة الأمر الواقع بحق أبناء عدن، متهما الانتقالي بالتغطية على ممارستن “الاحتلال” منذ سنوات عبر إطلاق الرصاص على المحتجين بعد سنوات من القتل البطيء الذي تمارسه حكومة المناصفة التي يشارك فيها الانتقالي .

    وقال الحسني الذي يعد أبرز قادة الحراك الجنوبي وغيب عن المشهد خلال السنوات الماضية الانتقالي، بأن ما عجز عنه نظام صالح في قهر أبناء الجنوب لن يستطيع الانتقالي تنفيذه. والحسني واحد من عدة قيادات جنوبية نددت بقمع الاحتجاجات وابرزها فؤاد راشد رئيس مجلس الحراك والذي وصف المدينة بـ” المنكوبة” في حين طالبت أخرى بتدخل دولي لحماية الأهالي من بطش الانتقالي.

    وتشهد عدن منذ يومين موجة احتجاجات فجّرها انهيار قطاع الكهرباء بشكل مفاجئ وسط محاولات الانتقالي لاحتوائها أمنيا.

     

    أهداف الوجود الأمريكي البريطاني في اليمن

    أهداف الوجود الأمريكي البريطاني في اليمن

    ثماني سنوات من العدوان على اليمن خلفت الكثير من المآسي والدمار الهائل لم نجد لها تفسيرا منطقياً سوى التستر خلف الأهداف الاستعمارية العميقة لكل من أمريكا وبريطانيا حيث ظهرت الأطماع الاستعمارية لهاتين الدولتين من خلال الأهداف والوسائل والأساليب في ابتزاز وسلب ثروات اليمن. نعم ذلك هو سلوك الولايات المتحدة للبحث عن فضاءات تعتاش عليها في تغطية أزماتها الداخلية وهي غالبا ما تلجأ إلى سياسة إنتاج الحروب وإشعال الأزمات هنا وهناك للبحث عن المواد الخام وهوس استمرار هيمنتها.

    في هذا السياق يمكن القول إنه ومن الواضح أن أهداف الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا باتت واضحة اليوم في اليمن حيث إن التورط الأمريكي البريطاني في العدوان على اليمن يتصل بالنفط والغاز، أولاً: ذلك كان هو العامل الذي يجعل اليمن مهمة وثمينة للغاية لنهب ثرواتها، وثانياً: موقع اليمن ومنافذه وجزره المهمة الواقعة على خط الملاحة الدولية، وثالثاً: إصرار السعودية ألّا تحيد اليمن قيد أنملة عن مسارها لاستمرار الهيمنة والتدخل في شؤونها وفرض الوصايا عليها.

    حيث تكشف الدراسات الحديثة عن مناطق النفط والغاز في اليمن وتشير إلى أنها بكميات كبيرة في اليابسة والمياه تلك المعلومات كانت حصريا لدى التنقيب والمسح الجيولوجي ولدى الأنظمة الغربية وعندما تبدلت أوضاع اليمن ذهبت أمريكا لإنتاج تحالف العدوان فعمدت سرا لتشكيل أطرافه لتأمين مصالحها بتحالف عسكري جديد لضرب اليمن وبسط نفوذها والسيطرة عليها بواسطة الوكلاء الإقليميين وكانت الإدارة الأمريكية تدرك حجم الفاتورة لاستثمار الحرب لملء خزينتها المنهارة وهي تدفع بالسعودية إلى مستنقع اليمن وتحميلها فواتير باهظة لتغطية جرائمها في اليمن.

    معادلة الحرب لم تمض على تلك الوتيرة فقد تغيرت طبيعة الحرب بظهور الأسلحة التكتيكية والاستراتيجية التي بدلت الكثير من المعطيات على الأرض لمصلحة الشعب اليمني وجيشه ولجانه في حسم الصراع المكلل بالانتصارات وتكبيد العدو خسائر كبيرة وهزائم المتلاحقة في كل الجبهات ومع كل هذه التحولات لم يصبح العدو آمنا على قواعده ومراكزه القيادية ومنشآته العسكرية التي أصبحت في متناول الأسلحة الاستراتيجية اليمنية.

    وصول قوات أمريكية بريطانية إلى اليمن

    يعتبر اليمن من الدول التي تشهد تدخلات خارجية غربية، وخاصة من الولايات المتحدة وبريطانيا، وقد تصاعد هذا التدخل في السنوات الأخيرة بشكل كبير، ما أدى إلى زعزعة الاستقرار والأمن في البلاد، وتتمثل أبرز مظاهر التدخل الأمريكي والبريطاني في تقديم الدعم الاستخباراتي واللوجستي لبعض الأطراف في المناطق المحتلة من قبل تحالف العدوان السعودي . إضافة إلى ذلك فإن هذه التدخلات تعمل على تغذية الصراع الدائر في اليمن ومنع التواصل لحل سياسي للعدوان على اليمن، حيث من الواضح أن المصلحة الأمريكية البريطانية تقتضي استمرار الصراع باليمن في سبيل تحقيق الأطماع البريطانية الأمريكية.

    في هذا السياق أعلنت مصادر عن إرسال قوات أمريكية وبريطانية إلى المناطق المحتلة في اليمن والهدف الأساسي لوجود تلك القوات التي تم إرسالها مؤخراً هو زعزعة السلام والأمن في اليمن، وعرقلة التفاهمات القائمة وعرقلة العملية السياسية، لهذا فإن تعزيز الأمريكيين قواتهم العسكرية في محافظة عدن المحتلة، وتعزيز بريطانيا لقواتها في محافظة حضرموت في القوات نفسه لا يمكن فهمه إلا في السياق التاريخي الأمريكي البريطاني الذي يعمل لزعزعة أمن المحافظات اليمنية التي تعيش في الأساس حالة من من عدم الاستقرار بسبب وجود القوات السعودية الإماراتية.

    وفي هذا الصدد أعلنت وسائل إعلام تابعة لـ أمريكا وبريطانيا، دخول جنود أميركيين إلى تلك المحافظات المذكورة (بحجة دعم المصالح الأجنبية)، وما يجب الإشارة إليه أنه سبق وأن أعلنت بعض المصادر أن جنود من مشاة البحرية الأمريكية دخلوا مطلع الشهر الجاري إلى قصر المعاشيق في عدن.

    وفي الوقت نفسه تحدثت بعض المصادر عن تحركات لجنود بريطانيين في محافظة حضرموت الخاضعة لسيطرة تحالف العدوان السعودي الإماراتي. وأعلنت هذه المصادر أنه تم نقل مجموعة من جنود الاحتلال البريطاني سراً إلى المزارع بدعم إماراتي، وتقول مصادر إخبارية إن الجنود البريطانيين اختاروا هذه المنطقة الزراعية حتى يتمكنوا من بناء قاعدة لهم في تلك المنطقة، رغم أن وجودهم لاقى معارضة من أهالي المنطقة. وحسب هذا التقرير فإن هذه التحركات تتم في ظل التوتر الذي خلقته الولايات المتحدة وإنجلترا بهدف تعكير صفو السلام في اليمن ومحاولة إفشال محادثات الرياض-صنعاء بوساطة عمان.

    تحذيرات يمنية سابقة

    لطالما حذرت القيادات اليمنية القوات الأمريكية والبريطانية من العبث في اليمن وأمنه واستقراره وانتهاك سيادته، حيث حذر نائب وزير الخارجية اليمني حسين العزي القوات الأمريكية، وحسب الموقع الرسمي لأنصار الله اليمني ، وجه “العزي” ، نائب وزير الخارجية في حكومة الإنقاذ الوطني اليمنية ، رسالة حاسمة إلى القوات الأمريكية التي دخلت البحر الأحمر.

    وأعلن حسين العزي في تدوينة على الإنترنت: “من أجل السلم والأمن الدوليين والحفاظ على أمن الملاحة في البحر الأحمر ، يجب على القوات الأمريكية الابتعاد عن مياهنا الإقليمية في البحر الأحمر ، وقال إن أي اقتراب من المياه الإقليمية اليمنية سيكون بداية لمعركة شرسة. وأضاف الموقع الرسمي لأنصار الله اليمني ، إن الولايات المتحدة الأمريكية تواصل اتخاذ خطوات لإثارة التوتر في المنطقة وهذه الإجراءات تعرقل السلام في اليمن.

    وحسب مركز معلومات أنصار الله اليمني ، فقد أعلنت الولايات المتحدة أنها سترسل المزيد من القوات إلى البحر الأحمر ، وهذا تهديد مباشر للمياه الإقليمية والجزر والمحافظات اليمنية ، وخاصة أن الولايات المتحدة تصر على الاستمرار في التعدي وتطويق اليمن.

    وفي وقت سابق، أكد عبد الوهاب يحيى المحبشي، عضو المكتب السياسي لأنصار الله ، في تصريحاته حول معوقات إحلال السلام في اليمن ، أن النظام السياسي السعودي لا يتمتع إلا بقدر ضئيل من الحرية في اتخاذ القرارات بما يتماشى مع مصالح المملكة العربية السعودية وفي معظم الحالات فإن السعودية تتبع السياسية الأمريكية ، حيث إن أمريكا تمنع انتهاء الحرب في اليمن.

    اصرار أمريكا على استمرار الحرب والحصار على اليمن

    أعلنت حركة أنصار الله أن ” أمريكا تصر على استمرار الحرب والحصار على اليمن”، حيث قال عضو المكتب السياسي لـ”حركة أنصار الله”، عبد الوهاب المحبشي “إن الأمريكي يرفض “مشروع قرار وقف دعم السعودية في عدوانها على اليمن”، مؤكدا أن “المصالح الأمريكية أهداف مشروعة للقوات المسلحة اليمنية في مواجهة الدعم الأمريكي المفتوح للعدوان والحصار”.

    وحول الإدارة الأمريكية والفرق بينها وبين السابقة على مستوى السياسات الخارجية، قال عضو “المكتب السياسي لأنصار الله”: “الإدارة الأمريكية قدمت نفسها حمامة سلام في الانتخابات الماضية وأنها تريد وقف العدوان لكنها اليوم أظهرت أنها تريد استمرار الحرب وتتماهى مع جرائم السعودية”، مشيرا إلى أنه “لا فرق بين الإدارات الأمريكية فكلها لا تحرص على السلام وحقوق الإنسان بل هي إدارات إرهابية تعتدي على الدول الأخرى”.

    وقال “رئيس المجلس السياسي الأعلى” في صنعاء مهدي المشاط، في وقت سابق، إن “الدور الأمريكي في مسألة الهدنة خبيث وخطير، وهو من لا يريد أن تتجدد الهدنة”، مشيرا إلى أن “مشاورات الهدنة كانت وصلت إلى مستوى تفاهم جيد إلى أن وصل المبعوث الأمريكي إلى المنطقة وأفشل هذه الجهود”.

    بريطانيا تدعم تقسيم اليمن

    دعمت الحكومة البريطانية سلمان عندما أعلن الحرب في مارس/آذار 2015، وبعدها أعلن وزير الخارجية آنذاك فيليب هاموند أن بريطانيا ستدعم السعودية بكل الطرق الممكنة “عدا المشاركة في القتال”، ورغم وجود تلال من الأدلة على ارتكاب جرائم حرب، فإن بريطانيا أكدت أنه لا توجد أدلة جادة على انتهاك السعودية لقوانين حقوق الإنسان في اليمن!، في الحقيقة كانت بريطانيا في طليعة الحماية الدبلوماسية الواسعة للسعودية، فقد عرقلت بشكل حاسم مبادرة كندية هولندية لإجراء تحقيق مستقل في جرائم الحرب التي ارتكبتها جميع الأطراف.

    وفي هذا الصدد تثبت التقارير والأحدث النية الخبيثة لبريطانيا في اليمن حيث تسعى بريطانيا إلى تقسيم اليمن ولا يخفى على أحد أن بريطانيا لديها خطط قديمة لتقسيم اليمن ولكن بسبب مقاومة الشعب اليمني فشلت كل الخطط الخارجية في اليمن. رغم أن الشعب اليمني أفشل الخطط البريطانية في اليمن والتي سعت بريطانيا من خلالها إلى تجزئة اليمن إلا أن بريطانيا لا تزال تفكر بعقلية المستعمر الذي يسير شعوب المنطقة وهنا يمكن القول إن جزءا من العدوان القائم على اليمن تتحمله بريطانيا وأمريكا، فبريطانيا تريد استثمار معاناة الشعب اليمني لتحقيق مكاسب لها.

    الأطماع الأمريكية والبريطانية في اليمن

    من الواضح أن استمرار الحرب على اليمن يصب في مصلحة القوى الدولية، حيث إنه على الرغم من مرور ثمانية أعوام على بدء الحرب على اليمن بقيادة السعودية وبمعونة من بلدان أخرى “أمريكا وبريطانيا”، إلا أن ذلك لم يثر اهتمام أعضاء مجلس الأمن ولم يدفعهم لاتخاذ موقف ضد المعتدي حيث يتجلى واضحاً النفاق لبعض المنظمات الدولية ومجلس الأمن الدولي وسياسة الكيل بمكيالين التي يقوم بها المجتمع الدولي من خلال الحصار والجرائم التي يقوم بها العدوان السعودي الإماراتي والتي تعتبر أبشع جرائم ضد الانسانية،

    وهنا يُطرح السؤال كيف تتباكون كذباً وخبثاً ونفاقاً على دماء اليمنيين وعند القرارات لا تخجلون من أنكم توازون بين الجلاد والضحية بكل وقاحة؟ نعم إنكم منافقون ومتواطئون مع العدوان السعودي الإماراتي، فتحالف العدوان يضرب بالقرارات الدولية عرض الحائط نتيجة وقوفكم بجانبه وغض البصر عن جرائمه في اليمن، وفي هذا السياق ورداً على القلق الذي يعرب عنه مجلس الأمن بين الحين والآخر لا بدّ من القول كفى نفاقاً وضحكاً فأنتم في خندق واحد مع العدوان السعودي الإماراتي ومجلس أمنكم المتواطئ وكل دوائركم الاستخبارية والأمنية والعسكرية تدعم هذا العدوان غير المشروع وغير القانوني على الشعب اليمني.

    عموماً سعت بريطانيا مرات عديدة للعودة للساحة اليمنية من جديد فبريطانيا تتعامل مع اليمن وكأنها محمية بريطانية فلقد ظهر الدور البريطاني في صناعة الأزمات فهي صاحبة الدور التخريبي الأكبر في اليمن، فبريطانيا متواجدة منذ انطلاق العدوان وإن النظام الذي تضمنه أمريكا هو النظام السعودي وبريطانيا تضمن النظام الإماراتي.

    وفيما يخص الأطماع الأمريكية يمكن القول بكل وضوح إنه لم يغب الدورُ الأمريكي عن المشهد اليمني ولو للحظةٍ واحدة منذُ بداية العدوان على اليمن، حيث سعت أمريكا إلى تكريس النفوذ الأمريكي، والعمل على توطيد دعائم السيطرة الأمريكية على منابع الثروة النفطية اليمنية، وجزرها الاستراتيجية الواقعة داخل دائرة السيادة اليمنية الجغرافية، ومن أبرز الأنشطة المشبوهة لقوى العدوان الأمريكي في اليمن هو النشاط الأخير في محافظة حضرموت، والذي جعل منها أرضاً خصبة لبذر نواة الاحتلال، ومرتعاً مفتوحاً للوفود العسكرية الأمريكية، وبؤرة لأعمالها القذرة والشيطانية، فالموقف الأمريكي أصبح أكثر تطرفا في دعم الموقف السعودي بحذافيره تجاه الملف اليمني أثناء زيارة وزير الدفاع الأسبق ماتيس للمملكة واتفاقه مع النظام السعودي على بيع منظومات صواريخ بقيمة ستة وثلاثين مليار دولار.

    ويمكن إيجاز أهداف العدوان الأمريكي على اليمن فيما يلي : إجهاض الثورة اليمنية التي قادتها حركة أنصار الله والتي تمكنت من إسقاط نظام الرئيس عبد ربه منصور هادي الحليف للنظام السعودي، وهنا يتضح جلياً أن الأمريكي يحاول إخضاع الجغرافيا اليمنية للهيمنة الأمريكية السعودية ، أي إن المراد هو أن تكون السلطة السياسية في اليمن منسجمة كلياً وخاضعة كلياً لسلطة الأمريكان، أو بعبارة أخرى لا يجب أن يترك اليمن خارج المنظومة الأمريكية ويجب أن يفقد استقلال قراره وأن يتم صهره لمصلحة (السعودية) من أجل تكريس المشروع (الأمريكي – الصهيوني) في المنطقة ، فدعم الأنظمة العميلة والرجعية لتنفيذ مشروع ” شرق أوسط جديد” في هذه المنطقة المهمة والحساسة من العالم من أبرز الأهداف الأمريكية.

    في النهاية وما تجدر الإشارة إليه أن الولايات المتحدة تسعى من خلال احتلالها لأرخبيل سقطرى، لعسكرة ومراقبة الطرق البحرية الرئيسة، الذي يصل هذا الممر المائي الاستراتيجي بين البحر المتوسط وجَنُـوْب آسيا والشرق الأقصى، عبر قناة السويس والبحر الأحمر وخليج عدن، وهو طريق عبور رئيس لناقلات النفط، حيث تمر حصة كبيرة من صادرات الصين الصناعية إلَـى أوروبا الغربية، عبر هذا الممر المائي الاستراتيجي، كما تمر التجارة البحرية من شرق وجَنُـوْب إفريقيا إلَـى أوروبا الغربية، على مقربة من جزيرة سقطرى، عبر خليج عدن والبحر الأحمر.

    أثيوبيا تعلن عزمها إجراء تحقيق حول الجرائم بحق مهاجرين على الحدود اليمنية السعودية

    أثيوبيا تعلن عزمها إجراء تحقيق حول الجرائم بحق مهاجرين على الحدود اليمنية السعودية

    أعلنت الحكومة الإثيوبية أنها ستجري تحقيقا مشتركا مع السعودية، بعد تقرير منظمة هيومن رايتس، الذي كُشف فيه عن قيام حرس الحدود السعودي بقتل مئات المهاجرين الإثيوبيين بين مارس 2022 ويونيو 2023.

    وقالت الخارجية الأثيوبية في بيان نشر على موقع التواصل الاجتماعي (X) اليوم الثلاثاء، إن “الحكومة الإثيوبية ستحقق سريعا في الحادث بالتعاون مع السلطات السعودية”، داعية إلى “إظهار أقصى درجات ضبط النفس وعدم الإدلاء بتصريحات غير ضرورية إلى أن ينتهي التحقيق”.

    وفي وقت سابق، حاولت الولايات المتحدة التملص من جريمة قتل المئات من المهاجرين على الحدود اليمنية السعودية، محملة حليفتها السعودية المسؤولية كاملة عن هذه الجرائم.

    وقال متحدث باسم الخارجية الأمريكية: “أبلغنا الحكومة السعودية قلقنا حيال تقرير لمنظمة هيومن رايتس ووتش الحقوقية تتهم فيه حرس الحدود السعوديين بقتل مئات المهاجرين الإثيوبيين.

    من جانبه، أعلن ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، أن تقرير منظمة هيومن رايتس ووتش يثير “قلقا كبيرا”، لكنه تدارك أن من الصعب “تأكيد” هذه الاتهامات.

    وكانت منظمة (هيومن رايتس ووتش)، كشفت في تقرير صادر عنها أمس الاثنين، أن قوات حرس الحدود السعودي قتلت مئات المهاجرين وطالبي اللجوء الإثيوبيين الذين حاولوا عبور الحدود اليمنية-السعودية بين مارس 2022 ويونيو 2023.

    فيما كشفت منظمة الهجرة الدولية، التابعة للأمم المتحدة، في يوليو 2022، عن جرائم قتل تعرض لها عشرات المهاجرين على يد القوات السعودية، شمال محافظة صعدة خلال الثلاثة الأشهر الأخيرة.

    وفي نوفمبر 2022، عرضت قناة المسيرة مشاهد حصلت عليها، لاستهداف وتصفية النظام السعودي لمهاجرين أفارقة على حدوده.

    في فضيحة معلنة.. المرتزق معين عبد الملك يوقع على مشروع اماراتي يروج للمثلية في عدن

    في تطور خطير للمرتزق معين عبد الملك وحكومته كشف مسؤول حكومي تابع للمرتزقة عن توقيع المرتزق معين عبد الملك خلال اجتماعه اليوم بعدن على مشروع خطير يستهدف قيم واخلاق المجتمع الذي يعيش تحت سيطرته.

    وقال المرتزق سيف الحاضري وهو المستشار الصحفي لنائب المعزول هادي، أن المرتزق معين عبدالملك سيصادق على اتفاقية ثقافية تروج للمثلية والشواذ الجنسيين.

    واكد الحاضري ان حكومة المرتزقة التي وضعت في جدول أعمالها في اجتماعها اليوم المصادقة على اتفاقية ثقافية وصفها بالمبهمة، وقال إن هذه الاتفاقية تروج للمثلية والشذوذ الجنسي.

    وقال المرتزق الحاضري إن الاتفاقية بعنوان “حماية تنوع وحرية جميع أشكال التعبير الثقافي” وقال في منشور على حسابه في تويتر “ضعوا ألف علامة استفهام على عنوان هذه الاتفاقية ؟!!”. وأضاف إن الاتفاقية المبهمة تأتي في الوقت يعيش فيه العالم فوضى ثقافية ومجتمع دولي يدعم المثلية وتفكيك الأسرة والسقوط الأخلاقي.

    كما لفت المرتزق الحاضري إلى الاتفاقية الخاصة بالاتصالات التي ستوقعها حكومة المرتزقة مع الإمارات، حيث قال إن هذه الاتفاقية ستسلب اليمن الحق السيادي على ملف الاتصالات والذي سيتم تسليمه لشركة اتصالات إماراتية.

    حرب التجويع الأمريكية ضد اليمن.. المسار والأهداف

    تتصدر الولايات المتحدة فريق الرافضين لصرف رواتب اليمنيين حيث تستخدم التجويع ضمن تكتيكات الحرب لإخضاع صنعاء.

    في تصريح لجريدة الاتحاد الإماراتية أظهر المبعوث الأمريكي الخاص باليمن ثيموتي ليندركينغ معارضة بلاده الصريحة للمفاوضات التي كانت انطلقت بين صنعاء والرياض حول الترتيبات الإنسانية لمسار السلام والتي كانت تدور حول نقطة صرف رواتب الموظفين من عائدات النفط والغاز.

    قال ليندركينغ إن بعض القضايا، التي تتم مناقشتها، مثل كيفية ضمان حصول جميع موظفي القطاع العام على رواتبهم، معقدة، زاعما أن مناقشة صرف الرواتب يمكن أن يكون لها آثار على مستقبل اليمن.

    لا يعرف اليمنيون الذين انقطعت رواتبهم منذ أواخر العام 2016م ويعيشون أسوأ مأساة إنسانية في العالم ، كيف يمكن أن يؤثر دفع المرتبات على مستقبل اليمن، ولا يجدون تفسيرا لذلك سوى أن واشنطن تستخدم التجويع كوسيلة لإخضاعهم.

    ماذا تريد واشنطن؟

    تكشف وثائق ويكليكس أن حرب علي عبدالله صالح على أنصار الله في صعدة كانت من أجل المصالح الأمريكية، فتشير إحدى الوثائق إلى مضمون نقاش دار في أبريل 2005 بين علي عبدالله صالح والسفير “توماس كراجيسكي” طلب فيه صالح زيادة الدعم في الحرب الدموية ضد صعدة. قال صالح: “إذا توقف الحوثيون عن ترديد “الموت لأمريكا والموت لإسرائيل”، كما كرر التأكيد للسفير أن المعركة أمريكية:”نحن نحارب في معركتكم، إنهم معادون للولايات المتحدة ، ومعادون لإسرائيل، مؤيدون لإيران بينما نحن أصدقائكم”.

    وتتضمن وثيقة أخرى رسالة من علي عبدالله صالح إلى بوش قال فيها: لا مشكلة لليمن مع الحوثيين إلا في عداءهم للولايات المتحدة الأمريكية ومساعيهم للإضرار بالمصالح الأمريكية والعلاقات اليمنية الأمريكية.(1)

    من خلال الوثيقتين يتضح أن واشنطن تنظر إلى مشروع أنصار الله كخطر، وإذا كانت لم تقبل بهذا المشروع وهم لا يزالون مجموعة في ضواحي صعدة، فكيف ستقبل بهم بعد أن وصلوا إلى صنعاء وأصبحوا في موقع الحكم.

    يعترف وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو في مذكراته التي صدرت مطلع العام الجاري أن أولى مهام ولي العهد السعودي محمد بن سلمان كانت مساعدة الولايات المتحدة الأمريكية في اجتثاث ما زعم أنه النفوذ الإيراني في اليمن(2)، ويؤكد عدد من أعضاء الكونجرس مثل “رو خانا وراند بول ، وكريس مورفي، وتيد ليو، وبيرني ساندرز” أن الولايات المتحدة الأمريكية شريك لا يمكن للحرب أن تستمر بدونه، فهي من تحدد ماذا وأين ستقصف طائرات التحالف وهي من جعلت الحصار ممكنا، كما أنها من زودت التحالف بالأسلحة والدعم اللوجيستي وأدار ضباطها العمليات العسكرية من غرفة للعمليات في الرياض.

    لقد كانت الحرب على اليمن بهدف إسقاط صنعاء وإيجاد حكومة تعمل مع المصالح الأمريكية كما عبر بذلك صراحة السفير الأمريكي جيرالد فيرستاين في تصريح لموقع ذا ميديا لاين بالقول إن الحرب لا يمكن أن تنتهي قبل أن يتحقق هذا الهدف(4).

    فشلت الولايات المتحدة في تحقيق هدفها عسكريا، فاتجهت إلى اتخاذ الخنق الاقتصادي تكتيكا موازيا للآلة العسكرية، بهدف إسقاط صنعاء من الداخل، فبينما يعيش 80% من سكان اليمن في المناطق الخاضعة لسيطرة حكومة الإنقاذ لا تمتلك هذه المناطق الموارد التي تكفي لتحقيق الخدمات وتوفير صرف رواتب الموظفين، وقد اعتمدت واشنطن على خيار التضييق الاقتصادي بالتزامن مع إثارة الشارع عبر الأدوات الدعائية وما يعرف بالطابور الخامس وصولا إلى إسقاط صنعاء شعبيا.

    دفعت الولايات المتحدة إلى فرض إجراءات اقتصادية عقابية قاسية، ترقى بحسب التوصيف الدولي إلى جرائم حرب، ولم يكن التنفيذ بواسطة السعودية والإمارات فقط، ولكن كما يؤكد السيناتور “راند بول”: أمريكا هي من جعلت الحصار ممكنا، في حين لا يخفى دورها في تحديد أهداف الغارات الجوية والتي استهدفت المنشآت الاقتصادية ومعامل إنتاج الغذاء والبنية التحتية بشكل متعمد، من أجل الوصول بالناس إلى المجاعة.

    لاحظت الباحثة البريطانية مارثا موندي في دراسة أنه منذ آب (أغسطس) 2015، كان هناك تحولًا من الاهداف العسكرية والحكومية إلى المدنية والاقتصادية، بما في ذلك البنية التحتية للمياه والنقل، وإنتاج الأغذية وتوزيعها، الطرق والنقل والمدارس والمعالم الثقافية والعيادات والمستشفيات والمنازل والحقول والقطعان.(5)

    ومع ذلك، فإن الدمار الذي لحق بالحياة في المناطق الخاضعة لسيطرة صنعاء لم ينتج عنه الاستسلام المحدد في قرار مجلس الأمن رقم 2216 حيث طُلب من الحوثيين وحدهم تسليم أسلحتهم قبل المفاوضات السياسية.

    وتشير موندي إلى أنه في خريف عام 2016 تم التدشين لمرحلة أخرى في الحرب: الحرب الاقتصادية وعزل البلد، حيث تم إغلاق مطار صنعاء أمام جميع الرحلات الجوية التجارية كما فُرض حصار على ميناء الحديدة، والأهم من ذلك، تم نقل البنك المركزي اليمني إلى عدن وحرمان الموظفين من رواتبهم.

    وكما هو معروف في سياسة “العصا والجزرة” لدى الأمريكيين فإن تدشين هذه المرحلة جاء بالتزامن مع إعلان وزير الخارجية الأمريكية مبادرة تقضي بانسحاب قوات صنعاء أو من وصفهم بالحوثيين من عدد من المحافظات بينها محافظة الحديدة التي يعد ميناءها الشريان الوحيد لإمداد صنعاء بالغذاء والدواء تحت سيطرة قوة ثالثة، تشرف عليها الرباعية الدولية،مقابل أن يكون لهم حصة في حكومة وحدة وطنية مستقبلا، فقابلت صنعاء هذه المبادرة بالرفض، وقال حينها قائد أنصار الله عبدالملك الحوثي مقولته الشهيرة: ” لينتظروا المستحيل والله؛ لأَن نتحولَ إلى ذرات تُبعثَرُ في الهواء أشرف لدينا وأحب إلينا من أن نستسلم لكل أولئك المجرمين”

    قال رئيس وفد صنعاء للمشاورات السياسية محمد عبدالسلام إن السفير الأمريكي ماثيو تولر هدد بشكل صريح قال: “أمامكم الآن صفقة إما أن توقّعوها وإما الحصار الاقتصادي وسننقل البنك وسنمنع الإيرادات وسنغلق مطار صنعاء فقلنا له اقض ما أنت قاض إنما تقضي هذه الحياة الدنيا”.(6)

    بحسب مجلة ذا انترسبت الأمريكية ” قالت مصادر متعددة في واشنطن أطلعت على المفاوضات إن رواية عبد السلام تتفق بالفعل مع موقف تولر بأن على الحوثيين قبول الاتفاقية كما هي وإلا سيواجه اليمنيون ظروفًا إنسانية تزداد سوءًا”.(7)

    ولم يكن موقف تولر خفيا في نقل البنك، وقد أشارت المجلة إلى دعوته لهذه العملية ، وأكد عبدربه منصور هادي افي حوار مع صحيفة القدس العربي في سبتمبر 2017م ”أن الأمريكيين كانوا يريدون نقل البنك إلى عُمان” ثم تم الاتفاق على نقله إلى عدن.(8)

    أدت خطوة نقل البنك إلى كارثة اقتصادية ، ومجاعة حقيقية ومثلت إلى جانب الحصار ذروة الاستهداف الاقتصادي من أجل الإرغام على الخضوع، ما تسبب بفقدان ما يقارب مليون موظف حكومي لرواتبهم ،وانهيار متسارع للاقتصاد وارتفاع سعر العملة، ودفع بالملايين إلى براثن الفقر وما تحت خط الفقر. (9)

    قال أليكس دي وال ، مؤلف كتاب “الجوع الجماعي” الذي يحلل المجاعات التي صنعها الإنسان مؤخرًا في حديث لنيويورك تايمز: “يعتقد الناس أن المجاعة هي مجرد نقص في الغذاء”. “لكن في اليمن يتعلق الأمر بحرب على الاقتصاد.”(10)، فيما تنقل مارثا موندي أن دبلوماسي سعودي كبير قال عندما تم سؤاله حول التهديد بالمجاعة: “بمجرد أن نسيطر عليهم ، سنطعمهم”.(11)

    أرادت الولايات المتحدة من خلال نقل البنك وقطع رواتب الموظفين وضع صنعاء أمام ضغط المواطنين الذين يعتمدون على الراتب كمصدر دخل وحيد، وما إن تم نقل البنك حتى دفعت الولايات المتحدة بحملات دعائية تبنى حليفها السابق علي عبدالله صالح القسط الأوفر منها، فرفعت شعارات مثل “أين الراتب يا حوثي” واتهامات لصنعاء بالفساد ودعوات للسلام والتسليم بمطالب الأمريكيين، بل أوصل الاحتقان الداخلي ذروته في صنعاء في أغسطس 2017م حيث دعا صالح إلى تظاهرات في 24 أغسطس كان الهدف منها أن يقود تحرك شعبي بغطاء الخدمات والمرتبات ضد “أنصار الله”، ثم لما فشل هذا التحرك اتجه صالح في ديسمبر من ذات العام لتفجير الأوضاع عسكريا وكان من بين ما تبناه في خطابه رواتب الموظفين والخدمات وغير ذلك مما أرادته الولايات المتحدة، قبل أن ينتهي الأمر بمقتله، مع التفاف شعبي حول “أنصار الله” الذين يتصدرون المواجهة مع التحالف.

    وفقا لما تكشفه مجلة ذا انترسبت “طوال عام 2016 ، فكرت إدارة أوباما في فكرة محاولة عزل الحوثيين من خلال قلب صالح ضدهم. ظن البعض أنه إذا تم إقناع صالح بالتبديل والتحالف مع المملكة العربية السعودية ، فسيؤدي ذلك إلى إحداث شرخ في تحالف العدو وربما إنهاء الحرب. حتى أن إيريك بيلوفسكي الذي كان يشغل حيها منصب كبير المدراء لشؤون شمال أفريقيا واليمن في “مجلس الأمن القومي” لإدارة أوباما التقى سرا بأقارب صالح لمناقشة الشروط، ورغم أن مطلب صالح بالعودة إلى الرئاسة لم يرق لواشنطن إلا أن ماثيو تولر أخبر وزارة الخارجية قبل خلاف صالح مع أنصار الله “أنه يعتقد أن الانقسام بين صالح والحوثيين أمر محتمل وفرصة يمكن للولايات المتحدة أن تستغلها. واقترح على وزارة الخارجية إعداد كتاب أبيض حول كيفية استغلال التوترات”..

    السيطرة على الحديدة وفرض تقسيم عسكري

    بالتزامن مع تحرك صالح كان هناك تحرك عسكري نحو محافظة الحديدة لفرض مبادرة كيري بالقوة على الأقل فيما يتعلق بالمحافظة واستكمال الاستهداف الاقتصادي من خلال فرض واقع عسكري. تحملت الولايات المتحدة الجزء الأكبر من هذه الحرب التي كان السعوديون والإماراتيون يتخوفون من خوض الحرب فيها بمفردهم.

    لم يتمكن التحالف من السيطرة على الحديدة بالرغم من الخسائر البشرية الكبيرة التي بذلها للوصول إلى تخوم المدينة بهدف فرض الاستسلام على قوات صنعاء إلا أنه فشل في ذلك، وأعلنت الأمم المتحدة مفاوضات في السويد حول تهدئة في المحافظة ذات طابع إنساني، لكن عندما تم توقيع اتفاقية بهذا الشأن كانت هناك محاولات لفرض تفسير عسكري لما تم الاتفاق عليه مثل المطالبة بخروج قوات صنعاء من مدينة الحديدة وتسليمها هي والميناء لإدارة محلية بحسب الوضع الذي كان قائما في 2014م ويكون ذلك تحت إشراف من الأمم المتحدة.

    لم تقبل صنعاء هذا التفسير وأكدت أن أي خطوات عسكرية يجب أن تكون ضمن اتفاق سياسي يشمل اليمن كله، لكن الولايات المتحدة أرادت تحييد الحديدة، ورسم خطوط تقسيم عسكرية تبقي صنعاء معزولة في المناطق الخاضعة لسيطرتها، أي إعادة فرض الأقاليم التي تم رفضها في 2014م كواقع عسكري.

    في 27 تشرين الأوّل/ أكتوبر 2018 أعلن وزير الدفاع الأمريكي، جميس ماتيس، من مؤتمر المنامة، عن تسوية يجري إعدادها بإشراف أميركيّ لوقف الحرب في اليمن، وترتكز على تقسيم البلاد إلى مناطق حكم ذاتيّ. وأشار خلال مؤتمر “البحرين للأمن” إلى أنّ التسوية المزمع إعدادها “تعطي المناطق التقليديّة لسكّانها الأصليّين، لكي يكون الجميع في مناطقهم”، وقال: “إنّ الحوثيين سيجدون فرصتهم في الحكم الذاتي”.(12)

    لا يعني هذا أن واشنطن ستقبل ببقاء “أنصار الله” حاكمين في صنعاء فقد شاركت في الحرب عليهم وكانوا لايزالون في مران صعدة، ولكن لأن الحكم الذاتي لمناطق يسكنها غالبية السكان ولا تتواجد فيها الموارد وفي ظل توقف الحرب كما تسوق خطة ماتيس لن يكون هناك قضية لصنعاء تقاتل من أجلها كما لن يكون لديها خدمات تقدمها للمواطنين.

    فشلت الولايات المتحدة في تمرير خطة ماتيس كما فشلت في فرض مبادرة كيري فعززت الحصار بشكل واسع، واحتجز التحالف السفن النفطية عرض البحر رغم تفتيشها أمميا، ومع ذلك لم تتمكن من إثارة الحاضنة الشعبية ضد صنعاء، بل كان الحصار واستمرار الحرب دافعا إضافيا لاصطفاف المواطنين ضد التحالف، حينها أعادت واشنطن تقييم الموقف عن كثب، وأرسلت إلى صنعاء روبرت مالي الذي عمل قائدا لشؤون الشرق الأوسط في إدارة أوباما، وهو حاليا مبعوث إدارة بايدن الخاص لإيران.

    وصل مالي إلى صنعاء في العام 2019م بصفة المدير التنفيذي لمجموعة الأزمات الدولية وما كان لصنعاء أن تسمح له بالدخول بأي صفة رسمية، وقد خلص في تقييمه المنشور في مقال على صحيفة نيويورك تايمز إلى نقاط مهمة ارتكزت عليها سياسة الولايات المتحدة لاحقا.

    قال مالي إن “سكان صنعاء مذهولون وغاضبون مما يرون أنه الاهتمام الدولي غير المتكافئ الذي حظي به كل هجوم حوثي بصاروخ أو طائرة بدون طيار على المملكة العربية السعودية ، مقارنةً بقصف التحالف الذي تقوده السعودية المنتظم والمدمّر الذي يتعرض له اليمنيون منذ مارس 2015، منوها إلى أن هذا الموقف الغاضب ضد السعودية انعكس حتى على قادة حزب المؤتمر الحليف التقليدي للسعوديين، كما أن الناس في الجولات يتحدثون عن قصف السعودية لكل شيء حتى المقابر ويقولون: “حتى موتانا أصبحوا غير آمنين”.

    وبحسب مالي: تعرف قيادة الحوثيين كل هذا – العداء الشعبي تجاه التحالف الذي تقوده السعودية؛ السيطرة الرائعة التي حققتها الحركة – وتجد مبررات أخرى للثقة بالنفس، يشعرون أن الوقت في صالحهم. على الرغم من الفوارق العسكرية الهائلة، فقد وقفوا في وجه تحالف من الدول الغنية القوية التي يدعمها ويسلحها الغرب”.. ”من المرجح أن يكون الحوثيون أقوى، والمعارضة أكثر تفككًا”.

    ويؤكد المسؤول الأمريكي أن المملكة العربية السعودية لديها الكثير لتخسره حتى تخاطر به. اليمنيون لديهم القليل ليخسروه لرعايتهم. (13)

    تهديد أمريكي مباشر: لن نسمح بدخول مأرب

    حققت قوات صنعاء انجازات ميدانية استراتيجية بشكل متسارع منذ أواخر العام 2019م، فاستعادت مديرية نهم شرقي العاصمة، ثم محافظة الجوف بالكامل، وتقدمت إلى محافظة مأرب النفطية، ما أثار قلق واستنفار واشنطن ودفع بها نحو التهديدات المباشرة بشكل غير مسبوق، فصرح المبعوث الأمريكي أن بلاده لن تسمح للحوثيين بدخول مأرب، وأعلنت الخزانة الأمريكية فرض عقوبات على قيادات عسكرية بمزاعم قيادتهم للمعركة، (14)كما تم فرض عقوبات على شركات صرافة يمنية بذريعة دعمها للحوثيين، بل تم تشديد الحصار بشكل كلي واحتجزت بعض السفن النفطية لأكثر من عام.

    بالتوازي مع تشديد القيود على الوقود الذي يصل إلى مناطق صنعاء برا من المناطق الخاضعة لسيطرة التحالف، ثم طرحت واشنطن مبادرة تعرض فيها التخفيف البسيط والمشروط من الحصار مقابل وقف إطلاق النار في مأرب ووقف الهجمات على التحالف، وهو ما اعتبرته صنعاء مقايضة غير عادلة، حيث تريد واشنطن أن تحصل بالملف الإنساني على ما لم تحصل عليه عسكريا.. حينها هدد ليندركينغ بإغلاق الموانئ والمطارات بشكل تام قائلا في لقاء مع قناة الجزيرة إنه بدون الموافقة على المبادرة لن يجد اليمنيون الموانئ للحصول على الغذاء والدواء.(15)

    بل تشير المعلومات إلى مشاركة أمريكية مباشرة في أعمال القصف لمنع تقدم قوات صنعاء، وهنا نجد تقييما مهما للوضع حينها وتوصيات بخطوات لاحقة من قبل مسؤولين وخبراء أمريكيين، ففي 2021م كتب مساعد وزير الخارجية الأمريكية لشؤون الشرق الأوسط (2019-2021) ديفيد شينكر أن “الحوثيين على وشك السيطرة على مأرب وهو ما يشكل انتصارا باهظ الثمن على واشنطن”

    واعتبر شينكر في مقال نشرته مجلة فورين بوليسي أن انتصار الحوثيين في مأرب انتصار في المعركة كلها وهو ما يمثل للرياض وواشنطن أسوأ سيناريو، محذرا من سقوط اليمن في يد أعداء أمريكا كما سقطت افغانستان في يد طالبان. ونصح شينكر واشنطن ببذل جهود مستمرة وإضافية للحظر البحري بالإضافة إلى إنفاذ الحظر على الحركة الجوية لمنع تهريب المعدات العسكرية الإيرانية المتطورة.

    وقال شينكر إن انتصار الحوثيين ليس قلقا للسعودية ولكن يمثل حتى قلقا لإسرائيل، داعيا إدارة بايدن إلى العمل لمنع هذا الانتصار إما من خلال العمل مع السعوديين لتسليح وتنظيم حكومة هادي وحلفائها المحليين أو من خلال إصدار أوامر للجيش الأمريكي بالتدخل المباشر، وإذا كان هذا غير ممكن بحسب شينكر فيجب أن “تتحد حكومة هادي مع الفصائل اليمنية المعارضة للحوثيين لشن هجوم مضاد ، وسيبدأ السعوديون بقوة في تسليح اليمنيين في مأرب لمنحهم فرصة للفوز، وإلا ستنعكس الثروات بشكل كبير”(16)

    ومثلما كانت توصيات شينكر، كانت هناك توصيات مماثلة قدمها مايكل نايتس الباحث في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى والذي زار السعودية عدة مرات لتقييم أسباب الهزائم التي تعرضت لها لاسيما في الحدود.(17)

    يقول نايتس إن سيطرة قوات صنعاء على مأرب “مركز الطاقة في اليمن” يعني انتصارها فعليا في الحرب في اليمن، وحتى بدون مأرب فإن الفوز أو التعادل من شأنه أن يجعل الحوثيين “حزب الله الجنوبي” الجديد على البحر الأحمر – مما يعكس موقع حزب الله اللبناني على البحر الأبيض المتوسط​​. وخلص تقييم نايتس إلى أن “الصراع” في اليمن يتجاوز الحدود الجغرافية وأطره المطروحة في المفاوضات، فهو صراع يرتبط بنوايا الحوثيين المستقبلية ومشروعهم.

    وقال نايتس: يجب على واشنطن إجراء مراجعة محايدة لسياستها تجاه الحوثيين، وتقييم نواياهم المستقبلية ليس تجاه العناصر الأمريكية والمنشآت الأمريكية في المنطقة فحسب، بل أيضاً تجاه إسرائيل والشحن الدولي والسعودية وإيران و«حزب الله». وإذا خلصت مثل هذه المراجعة إلى أن الحوثيين سيكونون على الأرجح خصماً للولايات المتحدة في المستقبل بغض النظر عن كيفية انتهاء الصراع في اليمن، فيجب على المسؤولين البدء بالتفكير في استراتيجية احتواء الآن وليس لاحقاً. وبالنظر إلى تعاظم ترسانة الحوثيين البعيدة المدى والتزامهم بشعارهم الرسمي “الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل، اللعنة على اليهود، النصر للإسلام”، يبدو مثل هذا التخطيط للطوارئ حكيماً بالفعل.

    وقدم نايتس عددا من التوصيات من بينها: ”شد الخناق على القوات الحوثية الضاربة” وهو تعبير يقصد به تشديد الحصار بذريعة مواجهة “تهريب الأسلحة حسب زعمه”. و”تقويض قادة الحوثيين من خلال الكشف عن معلومات استخبارية عن فسادهم” وتقديم إسنادات أمريكية لدعم دفاع مأرب، مثل المساندة بالمعلومات للعمليات وإعادة إمداد المدافعين. وكذلك بناء شبكات إنذار مبكر مشتركة في البحر الأحمر بمزاعم مواجهة تهريب الأسلحة، وقد تجسدت التوصية الأخيرة لاحقا بتشكيل ما يعرف بالقوة 153 البحرية

    إن السيطرة على مأرب وإن كانت بالنسبة لصنعاء إحدى المراحل وصولا لاستعادة كل شبر يمني، تعد بنظر الولايات المتحدة تجاوزا لخطوط التقسيم العسكرية وكسرا لحواجز العزل الاقتصادية حيث ستستعيد صنعاء بعضا من حقول النفط والغاز، وسيساهم ذلك في تخفيف معاناة المواطنين التي راهنت عليها أمريكا كذخيرة للنصر.

    وتنفيذا للتوصيات التي وضعها المسؤولون والخبراء الأمريكيون قاد المسؤولون الأمريكيون آواخر العام 2021 جهودا مكثفة لتوحيد التوجهين السعودي والإماراتي والفصائل الموالية لهما باتجاه خوض معركة في شبوة، لاستعادة المناطق التي سيطرت عليها قوات صنعاء، حيث التقى المبعوث الأمريكي ليندركينغ بمسؤولين إماراتيين وسعوديين تحت عنوان “تنسيق التوجهات بشأن أمن المنطقة “.(18)
    ودعا ليندركينغ حينها إلى “التكاتف لمواجهة التهديدات المشتركة من استفزازات الحوثيين، كما قادت القائمة بأعمال السفير الأمريكي في اليمن “كاثي ويستلي” جهودا مماثلة لتوحيد الفصائل الموالية للتحالف، وزارت عدن برفقة ليندركينغ، وقد حثت بحسب بيان السفارة هذه الفصائل “على مواصلة تعزيز التنسيق الداخلي، بما في ذلك مع المجلس الانتقالي الجنوبي والجماعات الأخرى، لأن الانقسام يضعف جميع الأطراف”.(19)

    تمخضت هذه الجهود عن معركة في شبوة عادت الإمارات من خلالها إلى الواجهة رغم إعلانها قبل ذلك بأعوام انسحابها من اليمن.

    وفي تقييم عقب هذه المعركة كتب نايتس و أليكس الميدا أن قوات صنعاء كانت قبل المعركة في وضعٍ جيد يمكّنها من السيطرة على مركز الطاقة الرئيسي في مأرب، بالإضافة إلى ممرّ مهم آخر لإنتاج النفط والغاز بين تلك المدينة وخليج عدن، مروراً بمحافظة شبوة، مؤملين أن تخفف نتائج معركة شبوة الضغط عن مأرب. وقال التقييم للمرة الأولى منذ بداية تدخل التحالف الخليجي في اليمن عام 2015، تنسّق القوات المدعومة من السعودية والإمارات في اليمن عملياتها على المستوى التكيتيكي، باستخدامها خلية عمليات مشتركة في مطار عتق في شبوة.

    وحث الخبيران الأمريكيان على أن تشارك واشنطن في إعادة قوات صنعاء إلى الجبال وليس حتى إلى المناطق القريبة من مأرب، بحيث تكون مأرب بعيدة عن متناولهم، وأن تدعم ضمنياً هذا الجهد لتحقيق الاستقرار في جبهة مأرب وقطع الطريق بشكلٍ نهائي أمام إحراز الحوثيين نصراً شاملاً. ولتحقيق هذا الهدف أوصى نايتس وأليمدا بعدد من الخطوات من أجل إرضاخ صنعاء للشروط الأمريكية أبرزها تشديد الحصار تحت ذريعة منع تهريب الأسلحة، والحفاظ على التعاطف الدولي المتبقي مع التحالف من خلال تقليل ما تم وصفه بالأضرار الجانبية للغارات.

    وخلص التقييم إلى أن “الحوثيين” سيستجيبون للضغوط الأمريكية حالما يدركون أنهم سيعانون بشكل متزايد من العزلة والضعف بفعل العقوبات.(20)

    في مطلع 2022م تم تشديد الحصار بشكل أكثر ضراوة من المراحل السابقة، بالتزامن مع أزمة عالمية بفعل بدء الحرب في أوكرانيا، مع ذلك لم تنجح هذه الضغوط في إخضاع قوات صنعاء بل تصاعدت عملياتها ونفذت عمليات كسر الحصار الأمر الذي أثار قلق واشنطن ودفع بالسعودية لتحميل المجتمع الدولي المسؤولية عن العجز في إمدادات وقود الطاقة، ما اضطر التحالف إلى الرضوخ للمفاوضات وعرض الهدنة لمدة شهرين(تم تمديدها مرتين) التي كانت بالنسبة لصنعاء خطوة مهمة في تخفيف المعاناة الإنسانية على أمل أن تكون الضربات التي سبقتها قد أوصلت رسالة قوة بضرورة التوجه نحو سلام عادل.

    دعوا الحوثيين يسقطون الحوثيين

    تتلخص الخطط والتوصيات الأمريكية باتجاه وضع سلطة صنعاء في عزلة اقتصادية واستخدام الأساليب والتكتيكات المختلفة لتحقيق هذه العزلة بالتزامن مع تحريض الشارع تحت عناوين الفساد والخدمات لإسقاطها من الداخل، وقد كتب الخبير الأمريكي مايكل هرتون في 1 تشرين الأوّل/ أكتوبر 2021 تحليلا نشرته مؤسسة جيمس تاون أنه “بعد 6 سنوات من الحرب في اليمن، هناك أمل ضئيل في أن تهزم أي قوة داخل اليمن أو خارجه الحوثيين عسكرياً. ومثل حركة طالبان في أفغانستان، يمكن للحوثيين وحدهم هزيمة الحوثيين. وفي مرحلة ما في المستقبل القريب، سيتعين على الحوثيين التحول من القتال الحربي إلى الحكم الحقيقي وتقديم الخدمات والفرص الاقتصادية والأمن لأولئك اليمنيين الذين يعيشون تحت سيطرتهم. وإذا فشلوا في تحقيق ذلك، وهو أمر مرجح، فإن مهاراتهم العسكرية لن تنقذهم”.(21)

    تدرك صنعاء أن عليها مسؤولية تجاه مواطنيها ولذلك مع سريان الهدنة أعادت طرح تسليم رواتب الموظفين من عائدات الثروة النفطية والغازية ورفع الحصار بشكل كلي عن ميناء الحديدة ومطار صنعاء كمقدمة يجب البناء عليها للتقدم نحو السلام، الأمر الذي عارضته واشنطن بشدة فتنفيذ هذه المطالب الإنسانية إعلان بفشل مخطط العزلة والجوع كعقاب جماعي.

    قال العضو السابق في مجموعة الخبراء الدولية جريجوري جونسون:بعد أكثر من ثماني سنوات من الحرب المدمرة في اليمن، هناك شيء واحد واضح، لا يزال الحوثيون يسيطرون على صنعاء. لم تدفعهم الضربات الجوية السعودية والإماراتية إلى اللجوء للجبال، ولم يجبرهم الضغط الدولي على الاستسلام على طاولة المفاوضات. بهذا المعنى، انتصر الحوثيون في الحرب. في هذا الوقت المتأخر، من غير المرجح أن يتم إجبار الجماعة عسكريًا أو دبلوماسيًا على الخروج من صنعاء… لكن بعد انتهاء الحرب سيكون الحوثيون أكثر عرضة للخطر نتيجة لأنهم يفتقرون إلى القوة الاقتصادية.(22)

    من أجل كسب هذا الرهان كانت نقطة تسليم المرتبات شائكة للولايات المتحدة كما تؤكد مجلة ذا انترسبت، فمع انحسار مظاهر الحرب يبدأ الناس بمساءلة السلطة عن المرتبات والخدمات، ويفقدون اصطفافهم الذي كان خلال المواجهة، وهو ما تسعى إليه الولايات المتحدة وتغذية على الأقل للوصول إلى أن يضع الناس في تقييمهم صنعاء والتحالف في مستوى واحد.

    تقول مجلة ذا انترسبت أن وثيقة أمريكية مسربة عن البنتاغون تكشف قلق واشنطن من أي تقدم نحو إنهاء الحرب في اليمن قبل تحقيق الهدف الأمريكي، وبحسب المجلة: هرع الدبلوماسيون الأمريكيون في أبريل الماضي إلى السعودية للتأكيد على رغبة واشنطن في استمرار الحرب، كما صرح ليندركينغ أن “مطالب الحوثيين بصرف المرتبات متطرفة” ونوع من الألعاب السياسية التي ينبغي عليهم التوقف عن ممارستها.

    وتضيف المجلة: لقد كانت قضية صرف المرتبات قضية شائكة للولايات المتحدة كما تؤكد المجلة، فواشنطن لا تريد أن يكون هناك أي اتفاق تفقد فيه مصالحها أو يصبح عملاؤها خارج الساحة السياسية).23)

    وطرح المبعوث الأمريكي بشكل متكرر أن ملف المرتبات معقد(24) وأنه لا يمكن إلا أن يكون عن طريق مفاوضات يمنية-يمنية بعد أن تكون الحرب قد توقفت (25) وهو ما يعني أكثر من مقايضة في الملف الإنساني بالملف العسكري وبالإضافة إلى أنه سيكون بمثابة منح التحالف حق التنصل عن تبعات الحرب والنأي به عن المواجهة، ليس من المرجح أن يتم التواصل لاتفاق بشكل قريب مع الفصائل الموالية للسعودية والإمارات والتي لا تملك قرارها، ومن ثم تحول الحرب إلى حرب أهلية محلية لا يهم العالم متى تتوقف.

    تدرك صنعاء مخاطر الموافقة على الوضع القائم “مرحلة اللا سلم واللا حرب” ومن هنا جاء تأكيد قائد أنصار الله عبد الملك الحوثي وتحذيره الجاد للتحالف من الوضع القائم وما وصفه بالخطة “ب” ، منوها إلى أن على السعودية أن تتحمل تبعات رضوخها للضغوط الأمريكية.

     

    المصادر:

    https://alkhabaralyemeni.net/2023/05/24/222584/
    https://alkhabaralyemeni.net/2023/01/30/207578/
    https://www.wsj.com/amp/articles/in-a-saudi-war-room-generals-grapple-with-ways-to-protect-civilians-in-yemen-1521370801
    https://www.jpost.com/middle-east/saudi-arabia-looks-for-yemen-exit-strategy-630901
    https://reliefweb.int/report/yemen/strategies-coalition-yemen-war-aerial-bombardment-and-food-war
    https://www.youtube.com/watch?v=1FF41y1ieh0
    https://theintercept.com/2017/12/13/yemen-war-peace-talks-matthew-tueller/
    https://www.alquds.co.uk/%EF%BB%BF%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%A6%D9%8A%D8%B3-%D8%A7%D9%84%D9%8A%D9%85%D9%86%D9%8A-%D9%81%D9%8A-%D8%AD%D8%AF%D9%8A%D8%AB-%D9%84%D9%80%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%AF%D8%B3-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A8/
    https://www.nytimes.com/interactive/2018/10/26/world/middleeast/saudi-arabia-war-yemen.html
    المصدر السابق
    المصدر 7
    https://www.youtube.com/watch?v=2kce1Fe22CE (كلمة جيمس ماتيس مؤتمر المنامة 2018م)
    https://alkhabaralyemeni.net/2019/08/05/57710/
    https://www.state.gov/translations/arabic/%D8%A5%D9%8A%D8%AC%D8%A7%D8%B2-%D8%B5%D8%AD%D9%81%D9%8A-%D8%AE%D8%A7%D8%B5%D9%91-%D8%B9%D8%A8%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D9%87%D8%A7%D8%AA%D9%81-%D9%85%D8%B9-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%A8%D8%B9%D9%88%D8%AB-%D8%A7/
    قناة الجزيرة -لقاء اليوم | تطورات الأوضاع في اليمن | المبعوث الأمريكي الخاص إلى اليمن (https://www.youtube.com/watch?v=Y61LwCe2MOc)
    https://foreignpolicy.com/2021/11/04/yemen-biden-war-houthi-saudi-iran/?tpcc=recirc_latest062921
    https://alkhabaralyemeni.net/2021/04/02/124262/
    https://www.alarabiya.net/arab-and-world/yemen/2021/11/18/%D9%88%D8%A7%D8%B4%D9%86%D8%B7%D9%86-%D8%B9%D9%84%D9%89-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%85%D9%8A%D8%B9-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%85%D9%84-%D9%84%D8%AA%D8%AD%D9%82%D9%8A%D9%82-%D8%AA%D9%82%D8%AF%D9%85-%D9%81%D9%8A-%D8%AA%D9%86%D9%81%D9%8A%D8%B0-%D8%A7%D8%AA%D9%81%D8%A7%D9%82-%D8%A7%D9%84%D8%B1%D9%8A%D8%A7%D8%B6
    https://www.state.gov/translations/arabic/%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%A8%D8%B9%D9%88%D8%AB-%D8%A7%D9%84%D8%AE%D8%A7%D8%B5-%D9%84%D9%8A%D9%86%D8%AF%D8%B1%D9%83%D9%8A%D9%86%D8%BA-%D9%88%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%A7%D8%A6%D9%85%D8%A9-%D8%A8%D8%A7%D9%84/
    معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى-نقطةٌ فاصلة: دمج الانتكاسات العسكرية للحوثيين في اليمنhttps://www.washingtoninstitute.org/ar/policy-analysis/nqttun-faslt-dmj-alantkasat-alskryt-llhwthyyn-fy-alymn
    Hot Issue – The Houthi Art of War: Why They Keep Winning in Yemen-https://jamestown.org/program/hot-issue-the-houthi-art-of-war-why-they-keep-winning-in-yemen/
    https://agsiw.org/ar/from-the-mountains-into-the-palace-the-houthis-won-the-war-but-might-lose-what-comes-next-arabic/
    https://theintercept.com/2023/04/17/yemen-war-ceasefire-leaked-document/
    https://www.state.gov/translations/arabic/%D8%A5%D9%8A%D8%AC%D8%A7%D8%B2-%D9%87%D8%A7%D8%AA%D9%81%D9%8A-%D9%85%D8%B9-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%A8%D8%B9%D9%88%D8%AB-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%85%D8%B1%D9%8A%D9%83%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%AE%D8%A7%D8%B5/
    https://aawsat.com/home/article/4298411/%D9%84%D9%8A%D9%86%D8%AF%D8%B1%D9%83%D9%8A%D9%86%D8%BA-%D9%87%D9%86%D8%A7%D9%83-%D8%AA%D9%82%D8%AF%D9%85-%D8%AD%D9%82%D9%8A%D9%82%D9%8A-%D9%84%D8%AA%D8%AD%D9%82%D9%8A%D9%82-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D9%8A%D9%85%D9%86

    3 جرحى خلال قمع تحالف العدوان ومرتزقته تظاهرة منددة بتردي الأوضاع في عدن

    أفاد مصادر محلية عن سقوط 3 جرحى على الاقل خلال قمع قوات الاحتلال السعودي الإماراتي تظاهرة منددة بتردي الأوضاع بمدينة عدن.

    وأكدت المصادر ان قوات تابعة للقيادي المرتزق أوسان العنشلي أطلقت النار على متظاهرين خرجوا للتنديد على تردي الأوضاع المعيشية وانقطاع الكهرباء بساحل ابين في خور مكسر.

    وأضافت ان قوات الاحتلال أطلقت النار على المتظاهرين بعد ان اشعلوا النيران وقطعوا الخط العام أمام استراحة شركة النفط بخط ساحل أبين. وأكدت انه تم تفريق التظاهرة الا ان الوضع لايزال محتقنا في المكان والأجواء تشهد توترا ينذر بالانفجار.

    وتشهد محافظة عدن والمناطق المحتلة حالة غليان واحتقان وغضب شعبي ازاء انقطاع الكهرباء وخروج المنظومة عن الخدمة بشكل سبه كلي وتردي الخدمات والتي انعكست سلبا على حياة الأهالي وادت لارتفاع الأسعار في وقت تشهد المدينة صيفا حارا وارتفاعات كبيرة في درجات الحرارة.

    شركة ميتا تطلق مترجم متطور مدعوم بالذكاء الاصطناعي

    أصدرت شركة ميتا نموذجًا جديدًا لتحويل الكلام إلى نص يمكنه ترجمة ما يقرب من 100 لغة.

    وأطلقت الشركة على النموذج الجديد اسم SeamlessM4T، التي تعني الترجمة الآلية المتعددة اللغات والمتعددة الوسائط.

    هذا النموذج قادر على ترجمة الكلام إلى نص وترجمة من النص إلى نص لنحو 100 لغة. بالنسبة لإجراءات تحويل الكلام إلى كلام وتحويل النص إلى كلام، فإن النموذج يتعرف على 100 لغة إدخال ويحولها إلى 35 لغة إخراج”.

    وإلى جانب SeamlessM4T، أصدرت ميتا أيضًا البيانات الوصفية لمجموعة بيانات الترجمة المفتوحة SeamlessAlign. وقال ميتا: “يمثل بناء مترجم لغة عالمي تحديًا لأن الأنظمة الحالية لتحويل الكلام إلى كلام وتحويل الكلام إلى نص لا تغطي سوى جزء صغير من لغات العالم”.

    وأشارت الشركة إلى أن SeamlessM4T يمثل إنجازًا كبيرًا لأن هذا النموذج الجديد يؤدي مهمة الترجمة بأكملها دفعة واحدة، على عكس نماذج الترجمة الكبيرة الأخرى التي تقسم الترجمة عبر أنظمة مختلفة.

    وتتمثل إحدى مميزات SeamlessM4T في قدرته على التعرف عندما ينتقل شخص ما بين لغتين أو أكثر في جملة واحدة. وأظهرت ميتا في مقطع فيديو أن النموذج يميز على الفور بين الهندية والتيلجو والإنجليزية.

    ويعتمد SeamlessM4T على نماذج الترجمة السابقة من ميتا، حيث أصدرت الشركة في العام الماضي نموذجها للترجمة الآلية من النص إلى نص، الذي يدعم 200 لغة.

    وطورت الشركة SpeechMatrix، وهي مجموعة بيانات لترجمة الكلام إلى كلام متعددة اللغات والتعرف على الكلام المتعدد اللغات على نطاق واسع.

    ويمكن للذكاء الاصطناعي، إذا مُنح إمكانية الوصول إلى مجموعة بيانات هذه اللغات الصغيرة، أن يكون أداة مهمة لشركة ميتا من أجل تحسين الإشراف.

    احتجاجات ليلية متفرقة تنديدا باستمرار تدهور الخدمات في مدينة عدن

    اندلعت احتجاجات ليلية غاضبة في مدينة عدن، مساء اليوم الثلاثاء، جابت مديريتين، تنديدا باستمرار تدهور الأوضاع المعيشية وفساد حكومة المرتزقة الموالية لتحالف العدوان. وأوضحت مصادر محلية أن محتجين قطعوا الطريق الرئيس في جولة القاهرة بمديرية الشيخ عثمان، وأشعلوا النيران في إطارات السيارات، احتجاجا على استمرار انقطاع التيار الكهربائي في المدينة الساحلية في ظل درجة الحرارة المرتفعة.

    وخرج محتجون أيضا في مديرية المنصورة، قطعوا الطريق الرئيس فيها، معبرين عن عضبهم نتيجة فشل وإهمال حكومة معين الموالية للتحالف، وتجاهلها لمطالبات المواطنين بتوفير الوقود لتشغيل محطات الكهرباء.

    ودعا ناشطون وشخصيات مؤثرةٌ في مواقع التواصل الاجتماعي أمس، أهاليَ مدينة عدن المحتلّة، الخروج إلى الشوارع الرئيسية، وتنظيم مظاهرات احتجاجية واسعة، بعد تجاهل تحالف العدوان وحكومة المرتزِقة، معاناة المواطنين المتفاقمة جراء استمرار أزمة انقطاع التيار الكهربائي عن منازلهم لوقت طويل في اليوم بلغت 16 ساعة.

    وأشَارَ الناشطون إلى ما تعيشُه مدينةُ عدن المحتلّة وبقية المحافظات الواقعة تحت سيطرة تحالف العدوان والاحتلال، من أوضاع اقتصادية ومعيشية كارثية وأزمات متكرّرة في الخدمات الضرورية أبرزها الكهرباء والمياه، ناهيك عن الانفلات الأمني المخيف. يأتي ذلك في وقت أعلنت مؤسّسة الكهرباء في عدن المحتلّة، أمس الاثنين، عن توقف محطاتها وانقطاع التيار الكهربائي في أحياء المدينة القابعة تحت سلطة الاحتلال وأدواته ومرتزِقته.

    واتهمت كهرباء عدن، تحالف العدوان وحكومة الفنادق، بتجاهل مطالب المؤسّسة بتوفير الوقود الكافي لتشغيل محطات الكهرباء، لافتةً إلى أن جميع مناشداتها لم تلقَ استجابة حقيقية تضمن استمرارية التشغيل لمنظومة التوليد؛ ما أَدَّى إلى توقف أكثر 80‎ %‎ من المنظومة عن الخدمة في ظل ارتفاع حجم الطلب على الطاقة، إلى جانب تفاقم معاناة المواطنين؛ بسَببِ ارتفاع ساعات انقطاع التيار الكهربائي خلال فصل الصيف ودخول المدينة في ظلام دامس، مبينًا أن عملية انقطاع التيار الكهربائي في عدن المحتلّة أَدَّى إلى وفاة الكثير من المواطنين بينهم كبار السن والمرضى.

    مدينة صنعاء القديمة المدرجة في قائمة التراث العالمي لا تزال في خطر

    مدينة صنعاء القديمة المدرجة في قائمة التراث العالمي لا تزال في خطر

    منازل مدينة صنعاء القديمة هي شاهد مميز على أيقونة وتحفة فنية غير عادية، تقدم المدينة من خلال مناظرها الطبيعية جودة فنية وتصويرية رائعة.

    على الرغم من تراجع وتيرة العمليات القتالية بشكل كبير في معظم أنحاء اليمن- الذي لا يزال يصطلي بنيران الحرب التي بدأت في سرد فصولها المأساوية أواخر مارس من العام 2015- بفضل اتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في العام 2022، إلا أن موقع التراث العالمي لليونسكو يواجه تهديدات مباشرة جراء الضربات الجوية والتهديدات غير المباشرة جراء نقص عمليات الصيانة.

    في متجره الواقع بالقرب من بوابة باب اليمن، في قلب المركز التاريخي للمدينة، يعمل صلاح الدين على إثراء تاريخ الأجداد. لقد خدمت مطحنتها الكبيرة أجيالًا وأجيال من أخصائي الأعشاب قبله، لاستخراج الزيوت الطبية الثمينة وإدامة التقليد: “هذه المهنة، لأنها قديمة، تشبه تراث هذا البلد، يجب تشجيعه، يجب على الناس تشجيع هذا النوع من العمل (…) إنه ليس فقط مصدر دخل، إنه أيضاً شيء يظهر للناس من نحن”.

    تقع مزرعة عبدالله عصبة بالقرب من مبنى دمرته إحدى الغارات الجوية التي يشنها التحالف العربي العسكري بقيادة المملكة العربية السعودية، لكن أسرة عبد الله التي تمتهن الزراعة من عقود، تواصل زراعة هذا الحقل على أمل إعادة تأهيله. تعمل عائلة عبد الله بجد وحب خالص، حيث يتعاملون مع نباتات الطماطم والثوم والكراث والريحان بكل لطف وحنان.

    لا يزال عبد الله، ذو 28 ربيعاً، يتذكر ماضي المدينة المجيد: “كانت هذه المزرعة ذات يوم مثل الجنة، يمكنني أن أريكم صوراً لما كانت عليه من قبل، لقد كانت بمثابة جنة الله في ارضه، لا يمكنك حتى المشي هنا أوهناك لأن هذا الحقل كان مزروعاً بالكامل، كان كثيفاً ووفيراً، كان كله أخضر قبل اندلاع هذه الحرب”.

    تم تصنيف مدينة صنعاء القديمة على أنها «في خطر» منذ العام 2015، حيث واجهت المساجد ومنازل الأبراج المبنية من الطوب المحروق في المنطقة حروباً وكوارث طبيعية. ولا تزال جهود الحفظ والإصلاح، التي كثيرا ما تقع على عاتق الأفراد أو المعونة الدولية، غير كافية.

    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    داليا حسن